بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس الثالث من سلسلة مجالس الشرح والتعليق على كتاب الفتن من صحيح البخاري وقد تبين لنا من قراءة الامس فقه الامام البخاري وان فقهه في تراجمه فقد اورد في هذا الكتاب من الاحاديث الصحيحة ما يدل على ما يجب حيال الفتن وما ينبه على حسن فقه الصحابة رضوان الله عليهم لما اجراه الله تعالى من فتن في صدر الاسلام وهذا من حكمة الله البالغة ان اوقع الله تعالى بحكمة بالغة انتفعت بها الامة على مر القرون احداثا جساما وبين لنا كيف كان حال الصحابة الكرام حيالها لكي تكون مرجعا اه ادلة لمن يأتي بعدهم وانتهى بنا المطاف الى الباب السادس عشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين اللهم اغفر لشيخنا وللحافظين والمسلمين قال المصنف رحمه الله الله تعالى باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الفتنة من قبل المشرق. قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا هشام ابن يوسف عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قام الى جنب المنبر فقال الفتنة ها هنا فتنتها هنا من حيث الشيطان او قال قرب الشمس. قال حدثنا ختيمة ابن سعيد قال حدثنا ليث عن نافع عمر رضي الله عنهما بانه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرك يقول الا ان الفتنة ها هنا قال حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا ازهر بن سعد عن ابن عوف بسم الله الرحمن الرحيم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الفتنة من قبل المشرق معنا من قبل المشرق اي من جهته وجاء في رواية عبد الرزاق ها هنا ارض الفتن واشار الى المشرق حيث يطلع قرن الشيطان وفي رواية شعيب الا ان الفتنة ها هنا تشير الى المشرق حيث يطلع قرن الشيطان وعند مسلم عن سالم عن سالم ابن عبد الله ابن عمر يا اهل العراق ما اسألكم ما اسألكم عن الصغيرة واركبكم الكبيرة سمعت ابي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الفتنة تجيء من ها هنا واومئ بها بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان وقال الامام الخطابي رحمه الله في بيان هذه الجهة قال نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق اهل المدينة واصل النجد ما ارتفع من الارض وهو خلاف الغور يعني تقول العرب في لغتها نجد وغور ما ارتفع من الارض تسميه نجدا. وما هبط من الارض تسميه غورا هكذا قال الخطابي رحمه الله وقال ايضا وعرف بهذا وقال الداودي اه فانه توهم ان نجدا موضع مخصوص وليس وليس كذلك ومعنى قوله قرن الشيطان قيل للشيطان قرن حقيقة وقيل المراد بقرن الشيطان اي قوته. وما يستعين به على الاضلال وقيل ان الشيطان يقرن رأسه بالشمس عند طلوعها ليقع سجود عبدتها له وهذا قد دل عليه الحديث فان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها وذلك ان الشيطان ينصب آآ قرنه آآ عند طلوع الشمس وعند غروبها فاذا سجد المشركون للشمس آآ توجه السجود له وقيل في معنى القرن الامة من الناس يحدثون بعد ثناء اخرين اي قرن بعد قرن اه وهذا الحديث يدل على ان الفتن تأتي من جهة المشرق وتفسير ابن عمر رضي الله عنه يدل على ان المراد بالمشرق هي جهة العراق كما قال متعجبا لمن سأل عن اه دمع دم البعوضة اه قال ما اسألكم عن الصغيرة واركبكم للكبيرة. يخاطب رجلا من اهل العراق ومن المعلومة ان قتل الحسين ابن علي رضي الله عنه وعن ابيه كان في تلك الجهة اه اذا المتأمل يجد ان كثيرا من الفتن نشأت في جهة المشرق سواء الفتن التي نشأ عنها سفك دماء وحروب طوال. او الفتن العقدية من ظهور بدعة القدرية والجهمية والرافضة والمعتزلة. وكثير من الفرق نشأت في تلك الجهات فهي فتن تتعلق بالاعتقاد الفتنة تكون من تلك الناحية وفعلا كان اول فتن من قبل المشرق فكان ذلك سببا للفرقة بين المسلمين اه فمن تأمل اه خط البدع وظهور البدع في تاريخ الاسلام يجد ان اول بدعة نشأت في الاسلام هي بدعة الخوارج ثم تلتها بدعة التشيع. وكلتاهما نشأتا في ارض العراق. فان الخوارج خرجوا على امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه في العراق وانتحوا موضعا يقال له حوروراء ولهذا قيل عنهم حرورية ثم نشأ بازائهم قوم اخرون يناكفونهم ويعاكسونهم وهم الذين غلوا في علي وال البيت وهم الرافضة ثم بعد حين ظهر ظهرت القدرية القدرية نشأت بالبصرة فكان اول من تكلم بالقدر رجل يقال له معبد الجهني في البصرة ثم بعد حين ظهرت الجبرية وهي ايضا في تلك النواحي. ثم لم تلبث ان ظهرت المعتزلة في تلك النواحي وهكذا فان وعامة البدع العقدية نشأت في تلك النواحي وهذا لا يعني ان تلك النواحي خلية من الخير. كلا فان ائمة الاسلام الكبار كابي حنيفة واحمد السفيانيين وائمة كبار آآ شعبي وغيرهم ممن يطول المقام بذكرهم كانوا في تلك البلاد. والبلاد لا تقدس احدا ولا تدنس احدا بحد ذاتها. ولكن الحال وبالتالي فان الارض ارض الله عز وجل ولكن الله تعالى قد يحدث في بعض البقاع ما لا يحدث في اخرى اه اذا هذا خبر من النبي صلى الله عليه وسلم نستفيد منه جملة من الفوائد. احداها اختصاص بعض البقاع بالخير والشر والفتن اختصاص بعض البقاع بالخير او الشر او الفتن او باضجادها ومن الفوائد حصول الحذر والتوقي مما يرد ويقع من جهة المشرق فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نص على هذه الجهة فينبغي التحوط والتصور مما يأتي من قبلها اه ثم ذكر حديثا بعده صلة عندها صلة فقال قال رحمه الله تعالى حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا ازهر بن سعد عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في شأننا اللهم بارك لنا في يمننا قال وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في شهرنا اللهم بارك لنا في يمننا. قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فاظنه قال في الثالثة هناك الزلازل نعم اذا الدلة هذا الحديث وهو طلب الدعاء وهو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة للشام واليمن على مشروعية الدعاء بالبركة للبقاع لا يشرع الدعاء بالبركة في البقاع، كأن يقول الانسان اللهم بارك لي في منزلي هذا، اللهم بارك لي في بستاني. اللهم بارك في كذا وكذا فيشرع الدعاء بالبركة للبقاع والبركة كثرة الخير البركة هو هي كثرة الخير ودل الحديث ايضا على فضل هذين الموضعين وهما الشام واليمن على على المشرق ودل ايضا ان الفضل الخاص لا يقضي على الفضل العام الحجاز افضل من الشام واليمن الحجاز فيها مكة والمدينة ومع ذلك فانه ربما كان نوع من الفضل يختص به موضع دون موضع فلا يقضي على الفضل العام. فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة للشامي واليمن ومع ذلك فالحجاز آآ خير منهما ونستفيد ايضا ان عدم الفضل في في بقعة على اخرى لا يمنع وجود اهل الفضل فيها والعكس فضل بقعة على اخرى هذا لا يقضي على امكان وجود اهل الفضل فيها كما مثلنا انفا بوجود بعض الائمة في العراق والعكس ايضا ربما وجد في بعض البقاع المباركة من اهل الشر والفساد ما لا يتعارض مع الدعاء لها بالبركة في اليمن ظهر على سبيل المثال الاسود العنسي. وفي بلاد الشام ظهر آآ ايضا غيلان الدمشقي وهكذا من رؤوس هذا اه امر ينبغي التفطن له. وبالتالي فانه لا يجوز التنابز بالالقاب بناء على ذلك. ولا يجوز التفاهم والتباهي بمجرد الانتساب الى البقاع ولا يجوز ان يعلق المدح والذم والحمد الا على ما علقه الله عليه ورسوله. فان الله تعالى جعل المدح والحمد مقرونا باوصاف التقوى والاحسان والقسط والجهاد في سبيله وما اشبه فهذه هي الامور التي تناط بها الفضائل واما مجرد الانتساب لقبيلة او بقعة او آآ شيء من الاشياء فهذا لا يوجب في حد ذاته مدحا ولا ذنبان ثم قال رحمه الله قال حدثنا اسحاق للواسطي قال حدثنا خلفنا البيان عن ومرة ابن عبد الرحمن عن سعيد ابن جبير قال خرج علينا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما. فرجونا ان يحدثنا حديثا حسنا. قال فبادرنا اليه رجل فقال بسم الله الرحمن حدثنا عن الكتاب في الفتنة. الله يقول وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة. فقال هل تدين الفتنة انما كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين. وكان الدخول في دينهم فتنة وليس كقتالهم على الملك نعم اه هذا الحديث اه اراد فيه ابن عمر ان اه يقطع الطريق على من اراد ان ان يوجه السؤال لما تشتهيه نفسه كأنما ذلك الرجل الذي بادرهم اليه اراد ان يستنطقه وان يستطعمه الحديث لما يؤيد ما تهواه فقال حدثنا عن القتال في الفتنة والله يقول وقاتلوهم حتى لا تكون فانبه ابن عمر رضي الله عنهما وقال هل تدري ما الفتنة ثكلتك امك وثكلتك امك كلمة تجري على اللسان لا تراد حقيقتها يعني بالضرورة وانما اراد بها آآ زجرة انما كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان الدخول في دينهم فتنة كان الدخول في في دينهم فتنة وليس كقتالكم على الملك اي بمعنى انه لا يصلح الاستدلال بقوله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة فيما يقع بين المسلمين من فتن يشهر احدهم هذه الاية لكي يعزز بها ما ذهب اليه آآ ابن عمر رضي الله عنه آآ قصر ذلك على ما كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم آآ من قتال المشركين وان تركهم وعدم قتالهم يؤدي الى اتساع الفتنة. فلذلك شرع لهم ان شرع ان يقاتلوا. فحاصلوا جواب ابن عمر ان الضمير في قوله وقاتلوهم للكفار يعني قاتلوا الكفار فامر المؤمنين بقتال الكافرين حتى لا يبقى احد يفتن عن دين الاسلام ويرتد الى الكفر وفيه ما يدل على طريقة ابن عمر رضي الله عنه من اعتزال الفتنة وعدم دخوله فيها وهو احد الذين اعتزلوها من الصحابة رضوان الله عليهم ثم قال اه يعني كان رأي ابن عمر ترك القتال في الفتنة ولو ظهر ان احدى الطائفتين محقة والاخرى مبطنة هذا كان مذهبه ومذهب نفر من الصحابة وقيل الفتنة مختصة بما اذا وقع القتال بسبب التغالب في طلب الملك. واما اذا علمت الباغية فلا تسمى فتنة وتجب مقاتلتها حتى ترجع الى الطاعة. وهذا قول الجمهور. هكذا قال الحافظ اه اه ابن حجر رحمه الله اذا كان الامر ملتبسا وكان آآ القتال بين المسلمين لطلب الملك فان هذه فتنة يجب الكف عنها وعدم الخوض فيها اما ان بغت طائفة على اخرى فان كتاب الله تعالى في هذا حاصل قاطع للنزاع قال الله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين وخلاصة ما ذكرناه يوم امس ان من تبين له الحال وعلم ان هذه الطائفة على الحق وتلك باغية فان المختار له بل الواجب عليه ان ينصر اهل الحق على اهل البغي ومن اشتبه عليه الامر او رأى ان الامر لاجل الملك فانه يسعه الاعتزال وعدم الخوض في الفتنة ثم قال رحمه الله قال ابواب الفتنة التي تهمك موجب احد. وقال ابن عيينة عن خلف الحوشري كامل يستحقون ان يتمتعوا بهذه الابيات من الفتن. قال الحق اول ما تكون فتية تسعى بزينتها مكروهة بالشك والتقبيل. اي والله اي والله هذه الابيات في محلنا. اه ترجمة بهذه الترجمة باب باب الفتنة التي تموج كموج البحر هذا التعبير قد روى ابن ابي شيبة رحمه الله عن علي قال وضع الله في هذه الامة خمس فتن فذكر الاربعة ثم فتنة تموج كموج البحر وهي التي يصبح الناس فيها كالبهائم اجارنا الله واياكم اي لا عقول لهم اسلوب العقول مغيبون لا يعد القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل واخرج ابن ابي شيبة عن حذيفة قال لا تضرك الفتنة ما عرفت دينك انما الفتنة اذا اشتبه عليك الحق والباطل والمقصود ان هذا التعبير تعبير الفتنة التي تموج كموج البحر تشبيه لها من جهتين من جهة تتابعها وركوب بعضها بعضا فان موج البحر لمن تأمله يرى ان انه يركب بعضه بعضا ويتتابع فلا ينقطع بل بعضه يمسك وذكر الابيات التي ذكر شهر بن حوشب انهم كانوا يستحبون ان يتمثلوا بها عند الفتن وهي ابيات لامرئ القيس. ابيات فيها وهذا هو الواقع لمن تأمله. يقول الحرب اول ما تكون فتية ويصح العكس الحرب اول ما تكون فتية لهما توجيهات الحرب اول اول ما تكون فتية. يعني نشطة مغرية ذات نظرة هكذا تسعى بزينتها وفي بعض الضبط ببزتها لكل جهول يعني لكل ضعيف عقل آآ مسارع عجول حتى اذا اشتعلت وشب ضرامها وضبطت وشب ضرامها ولت عجوزا غير ذات حليلة. غير ذات حليل. وقد كانت ماذا؟ فتية لكن لما شوف بدي ضرامها واستعرت نارها واكلت الاخضر واليابس انصرفت كالعجوز التي لا زوج لها. لان زوجها قد هلك شمطاء والشمط هو اختلاط آآ بياض الشعر بسواده كم طاء ينكر لونها وتغيرت؟ مكروهة للشم والتقبيل. وهكذا الفتن اجارنا الله واياكم. ينشأ عنها حروب في مبدأ امرها مغرية لاصحابها. يستشرفونها فيكونون حطبا لها ويندمون على وقوعها اه ثم ذكر الحديث فقال قال حدثني عمر ابن حوص المغيث ارح به قال حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثنا امين قال حدثنا شفيق آآ قال حدثنا شفيق رحمه الله قال سمعت حذيفة رضي الله عنه يقول عند عمر اذ قال ايكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة. قال فتنة الرجل في اهله اكثرها الصلاة والصدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال ليس عن هذا السبب ولكن بالتي تموج كموت البحر قال ليس عليك منها ان تصوم يا امير المؤمنين ان بينك وبينها بابا مطلقا. قالوا عمر ايكسر الباب المفتاح على من يكسر؟ قال عمر اذا لا تغلقون اذا لا يغلق ابدا. قلت قلت اجل قلنا لحذيفة اكان عمر يعلم؟ اكان عمر يعلم بابا قال نعم كما اعلم ان دون غد الليلة. وذلك اني حدثته حديثا ليس بالاغاني. فهمنا فهمنا ان نسأله الله اكبر هذا مجلس من مجالس امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابان خلافته وكان يعقد المجالس ويحضرها كبار الصحابة رضوان الله عليهم ويطرح عليهم المسائل والاحاديث النافعة فقال يوما وقد حضر مجلسه آآ كما نقول في لغة العصر اخصائي او استشاري الفتن. وهو حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه فحدث حذيفة قال بين نحن جلوس عند عمر ايكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة قال اي حذيفة فتنة الرجل في اهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال عمر ليس عن هذا اسألك وفي رواية لم اسأل عن فتنة الخاصة اذا اذا الفتن نوعان عامة وخاصة. فالخاصة هو ما سمعتم ان يفتن الرجل في اهله وماله وولده وجاره يبتلى بشيء من هذه الامور وبين حذيفة للتو ان ذلك انما يقع على الانسان من هذا يكفره الصوم والصدقة والصلاة. الا ان عمر رضي الله عنه لم يرد هذا قال ولكن يعني اسألك عن الفتن التي تموج كموج البحر يعني تموج موج البحر في تدافعها وفي تراكمها. فان موج البحر يتدافع ويتراكب بعضه على بعض اي انه يسأله عن الفتن العامة فقال ليس عليك منها بأس يا امير المؤمنين ما سبب جزم حذيفة بذلك وان عمر رضي الله عنه بمنأى عن هذه الفتن لما علمه من النبي صلى الله عليه وسلم من سؤاله كما تقدم فقال ليس عليك منها بأس يا امير المؤمنين ان بينك وبينها بابا مغلقا قال عمر يكسر الباب ام يفتح ايكسر الباب ام يفتح فقال حذيفة فقال حذيفة بل يكسر قال عمر اذا لا يغلق ابدا. وفي رواية انه قال اكسرا لا ابا لك اذا لا يخلق ابد ابدا لان الباب اذا فتح امكن رده لكن اذا كسر سارة مفتوحا على الدوام قال عمر آآ نعم قال اذا لا يغلق ابدا. وهذا من فقهه رضي الله عنه. وهو يعلم ما يعلم حذيفة فانه اكثر منه علما واعمق فقه قلت اجل قلنا لحذيفة اي التابعون اكان عمر يعلم الباب الذي قال نعم حذيفة قال نعم كما اعلم ان دون غد ليلة يعني ان علمي علمه بذلك علم قطعي مثل ما يعلم احدنا ان دون غد الجمعة ليلة الجمعة وذلك اني حدثته حديثا ليس بالاغاليط الاغاليط جمعه غلوطة وهو ما يخالف الصدق قال فهمنا ان نسأله من الباب؟ فامرنا مسروقا ومسروق احد التابعين وكان له ربما حظوة عند حذيفة وجرأة ان يسأله قال فسأله فقال من الباب؟ فقال عمر نفسه عمر رضي الله عنه كان سدا منيعا وحسنا رفيعا دون وقوع الفتن. ولهذا فان المجوس ادركوا هذا فسعوا في قتله. فطعنه ابو لؤلؤة كما علمتم وانكسر الباب. وانفتح اه باب الفتن فهذا الحديث فيه فوائد منها حرص الصحابة على مذاكرة العلم ومنها ان فتنة الرجل في اهله وماله وولده وجاره يكون اما بالتعلق بها كما قال الله عز وجل انما اموالكم واولادكم فتنة. يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدو لكم او بعدم القيام بحقها الى الاحتمالين آآ يكون فتنة وبعض الناس تكون فتنته بشدة التعلق بالاهل والمالي والولد الى الحد الذي يحجزه عن القيام بما اوجب الله تعالى عليه من النفقة خوف آآ الفقر او من الجهاد في سبيل الله خوف القتل. ومن الناس من تكون فتنته والعياذ بالله بالاهمال والتضييع. لهذا قال ربنا يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا ومن الفوائد ان الحسنات يذهبن السيئات لقوله يكفرها تكفرها الصلاة والصدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن الفوائد حسن ادب حذيفة رضي الله عنه حيث عرض ولم يصرح فلم يقل انت الباب لانه قال عن الباب انه يكسر فلم يكن من اللباقة ان يقول لعمر انت الباب لكن قال ان دونك ان بينك وبينها بابا آآ ومن الفوائد ان الكسر لا يكون الا عن غلبة والغلبة لا تكون الا في فتنة وهذا هو الذي جرى فان عمر رضي الله عنه اه يعني اه قتله ابو لؤلؤة غدرا ومن الفوائد ان بأس الامة بينهم واقع وان السيف اذا وضع لم يرفع عنها الى يوم القيامة من اين استفدنا ذلك؟ لان عمر قال اذا لا يغلق ابدا وفي حديث اذا وضع السيف في امتي لم يرفع عنها الى يوم القيامة اذا وضع السيف في امتي لم يرفع عنها الى يوم القيامة اخرجه الطبري الطبري وصححه ثم قال بعد ذلك قال رحمه الله تعالى وحدثنا سيد ابن ابي مريم قال اخبرنا محمد ابن جعفر عن شريك ابن عبد الله ماذا قلنا ما لقب محمد بن جعفر؟ امس ذكرنا هذا بندر نعم قال حدثنا سيدنا ابو مريم قال اخبرنا محمد ابن جعفر شريف لعبدالله ابن سعيد المسير عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ابن عبد الله نعم الجليل ابن عبدالله نعم عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال خرج صلى الله عليه وسلم الى حادث من حوادث المدينة بحاجته. وخرجت من مثله فلما دخل الحائط جلست على بابه النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يقلني فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وقضى حاجته وجلست على فكشف عن ساقيه ودلهما في البدع. فجاء ابو بكر رضي الله فجاء ابو بكر رضي الله عنه يستأذن عليه ان يدخل. فقلت فوقف فجبت من النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي الله ابو بكر استأذنوا عليه قال ودخل فجاء فجاء عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم فكشف عن ساقيه ودناهما في البيت. فجاء عمر رضي الله عنه فقلت كما انت حتى استأذن لك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم فجاء عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء عثمان رضي الله عنه وكما اتي حتى استأذن لك فقال النبي صلى الله عليه وسلم فدخل فلم يرد معه مجلسا وتحول حتى جاء مقابله على على فكشف عن ساقه ثم دلاهما في البر فجعلت اتمنى وادعو الله ان يأتيني. قال ابن القيم فتأولت ذلك قبورهم قبور اجتمعت هؤلاء. وانفرد عثمان عجيب هذه الحادثة حادثة عجيبة وفيها عالم من اعلام النبوة وشريك ابن عبد الله المذكور في اول الاسناد هو ابن ابي نمر ابن ابي نمر وليس شريك ابن عبد الله النخعي القاضي فان البخاري لم يخرج عنه شيئا خلاصة هذه القصة ان ابا موسى الاشعري رضي الله عنه وهو من فقهاء الصحابة وكان في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج الى حائط من حوائط المدينة وكانت المدينة ذات بساتين ولا تزال وخرج في اثره وندب نفسه لان يكون بواب النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك الحائط وقال في عبارته لاكونن اليوم بواب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمرني. لكن قد جاء في رواية امرني بحفظ الباب وهذا لم يتحرر لي بعد ولا ادري كيف الجمع بين الروايتين. قال ولم يأمرني. وفي رواية قال وامرني بحفظ الباب قال فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وقضى حاجته قضى حاجته في ذلك الحائط وجلس على قف البئر. ما هو قف البئر؟ قف البئر المقصود حافته. وهو موضع مرتفع يكون على محيط ما حوله يقال عنه قف البئر قضى حاجته وجلس على قف البئر فكشف عن ساقيه يعني حسر رداء ازاره عن ساقيه الكريمتين ودلاهما في بهذه العفوية وهذه البساطة فجاء ابو بكر يستأذن عليه ليدخل فقلت كما انت هكذا شأن البواب كما انت يعني قف حتى استأذن لك فوقف فجئت الى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي الله ابو بكر يستأذن عليك قال ائذن له وبشره بالجنة ما شاء الله وهذه احدى بشارات بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر بالجنة فدخل فجاء عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم. فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر. مشاكلة يعني موافقة للنبي صلى الله عليه وسلم فجاء عمر وقلت كما انت حتى استأذن لك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائذن له وبشره بالجنة. فجاء عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم فكشف عن ساقيه اللهم في البئر فامتلأ القف لانه صار عليه الان ثلاثة اشخاص فلم يكن فيه مجلس ثم جاء عثمان رضي الله عنه وقلت كما انت كما حتى استأذن لك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائذن له وبشره بالجنة معها بلاء يصيبه زاد هذه الجملة في حق عثمان. فدخل فلم يجد معهم مجلسا. لان القف قد امتلأ. فماذا صنع رضي الله عنه؟ فتحول حتى جاء مقابلهم على شفة البئر وهذا يدل على ان القف يكون في ناحية من نواحي البئر لا يكون على كامل سدارته فكشف عن ساقيه ثم دلهما في البئر. يقول فجعلت اتمنى اخا لي وادعو الله ان يأتي. لم لكي يحظى بدعوة كدعوة هؤلاء الثلاثة آآ ثم عقب ابن المسيب سعيد ابن المسيب اه رحمه الله تعالى قال فتأولت ذلك قبورهم اجتمعت ها هنا وانفرد عثمان اي ان قبر ابي رسول الله صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر في موضع واحد وجهة واحدة. واما عثمان رضي الله عنه فدفن بالبقيع. هكذا تأول ابن المسيب يقول ابن بطال احد شراح البخاري انما خص عثمان بذكر البلاء مع ان عمر قتل ايضا لكون عمر لم لم يمتحن بمثل ما امتحن به عثمان من تسلط القوم الذين ارادوا منه ان ينخلع من الامامة بسبب ما نسبوه اليه من الجور والظلم مع تنصله من ذلك واعتداله عنه عن كل ما اوردوه علي ثم هجومهم عليه في داره. وهتكهم ستر اهله وهتكهم ستر اهله وكل ذلك زيادة على قتله اذا في هذا جواب عن هذا الايراد. يعني لو كان المقصود بالبلاء مجرد القتل لكان عمر كعثمان قتله ابو لؤلؤة المجوسي لكن المقصود البلاء فان عمر طعن على حين غرة واما عثمان رضي الله عنه فكما تعلمون لما انجثل الخوارج من الموسم اتوا وخيموا خارج المدينة ثم صاروا يطالبون بالانخلاع من الخلافة فابى رضي الله عنه وابى ايضا ان يراق قطرة دم من دماء المسلمين بسببه وحاصروا داره حتى تسوروا عليه وقتلوه والمصحف بين يديه وقطعوا يدا نائلة بنت زوجه رضي الله عنها عنه ورحمها. فلحقه بلاء لم يلحق صاحبيه. فهذا هو الجواب عن هذا الايراد فنستفيد من هذه القصة اه فوائد منها ان البيوت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها مواضع لقضاء الحاجة من اين لان النبي صلى الله عليه وسلم خرج الى حائط من حوائط المدينة فقضى حاجته ثم اتى البئر كانت البيوت في ذلك الوقت ليس فيها مواضع كنف لقضاء الحاجة كانوا يخرجون الى مكان يقال له الغائط موضع منخفض من الامر الارض يقضون فيه اه حاجتهم او يذهبون الى الحوائط والبساتين اه وفي الحديث ما يدل على ان الساق ليس بعورة لان النبي صلى الله عليه وسلم كشف عن ساقيه ودلاهما في البئر وكذا فعل الصحابة الثلاثة وفيه ان الاقتداء واقصد بالساق الساق الرجل فانه ليس بعورة وان عورة الرجل ما بين السرة الى الركبة وفي دخول الركبة في العورة خلاف بين الفقهاء اه من الفوائد ان الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم انه يقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما ليس بعبادة وربما قيل ان هذا الاقتداء لم يقع على سبيل التعبد وانما على سبيل الادب هم اقتدوا به في ماذا الكشف عن سيقانهم وتدليتها في البئر شهادة الواقع من كمال الادب ولا يقال ان هذا من التأسي الذي يكون في العبادات وهذا والله اعلم اقرب اه نستفيد الشهادة لابي بكر وعمر وعثمان بالجنة في خبر النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا فان من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له واما القطع لمعين بجنة او نار فلا يجوز لا يجوز القطع لمعين بجنة او نار الا من شهد له او عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونستفيد ايضا جواز اتخاذ البواب جواز اتخاذ البوابة. لان البواب او الحارس يكون له مصلحة في بعض الاحوال من باب الحفظ والصون او من باب الترتيب والتنظيم ونستفيد ايضا عدم الاذن لاحد ولو كان من اخص الناس الا بعد اذن صاحب البيت او الشأن فليس لاحد يأذن لاحد على احد من دون رضاه مهما كان حاله بل لابد من الاستئذان وقد ادب الله المؤمنين في سورة النور فيما يجب عليهم اذا دخلوا بيوتا ان يستأذنوا ان يستأنسوا ويسلموا على وفي الحديث فضيلة ابي موسى من اي جهة بتمنيه اتيان اخيه فهذا يدل على كمال نصحه ومحبته لاخوانه. وهذا هو الواجب بين المؤمنين. لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه هذا ابو موسى يتمنى اخا له يأتي لكي ينال هذه الفضيلة ومن الفوائد ان البلاء الذي خص به عثمان قدر زائد على القتل لان عمر قتل ايضا دل ذلك على ان البلوى التي تصيبه رضي الله عنه ليست هي مجرد القتل. القتل بل شيء زائد عليه اه ونستفيد ايضا اه فضل هؤلاء الصحابة وخصوصيتهم وخصوصيتهم رضوان الله عليهم وانهم اخص الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا كان الصحابة يقولون جاء ابو بكر وعمر ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر ثم يثلثون بعثمان رضي الله عنه ومذهب اهل السنة والجماعة كما مر بكم في آآ قراءة آآ البخاري فيما في الدروس الماضية ان ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة فافضل هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم اجمعين ثم قال المصنف قال حدثني بشرى ابن خالد قال اخبرنا محمد ابن جعفر عن شعبة عن سليمان قال سمعت رحمه الله من قال ان الاسامة الا تكلموا هذا؟ قال قد كلمته ما دون ان افتحه قال قال بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال يقول فيطرح في الله فيطحن فيها اهل النار فيقولون اي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول اني كنت امر بالمعروف ولا افعله وانهى عن المنكر وافعل. فعافانا الله واياكم اه هذا الحديث مبني على ما كان خاض فيه الناس ابان خلافة عثمان رضي الله عنه فان الخوارج حرضوا عليه اهل الاقاليم والامصار ورموه بتهم كبار شنعوا عليه رضي الله عنه وهو كان يبرأ منها ويتنصل منها يعتذر عما نسب اليه. وبسطه هذا يطول لكن قيل لاسامة وهو اسامة ابن زيد رضي الله عنه وعن ابيه الا تكلم هذا؟ يعني كأنما بعض الناس اقترح على اسامة بن زايد ان يكلم عثمان فيما يقال عنه قالوا كلمه اخبر بما بكذا وكذا. وبلغه ما ينقمه الناس عليك فقال رضي الله عنه قد كلمته ما دون ان افتح بابا اكون اول من يفتحه اول من يفتحه ما معنى هذا معناه اي كلمته فيما اشرتم اليه لكن على سبيل المصلحة والادب السر بغير ان يكون في كلام ما يثير فتنة او نحوها يعني لما قالوا كلمه قال انا قد فعلت ونصحت. لكن ليس من لازم المناصحة الاذاعة والاشهار والاعلان. فان هذا يصبح اقرب الى التعيير منه الى النصيحة ولهذا من اراد ان ينصح احدا لا يشهر به في المجالس او ينصحه على رؤوس الملأ. لان هذا ينقله من النصيحة الى التعيير. ولكن يكلمه سرا فان كان سلطانا كان ذلك من باب اولى. لانه لو اعتلى المنبر وقال يا فلان ايها السلطان ايها الملك آآ اوجه لك رسالة انصحك بكذا وكذا. لتضمن ذلك في الواقع نوعا من التحريض وكأنما يخبر من لا يعلم فينشأ عن ذلك تحريض واشاعة للسوء لهذا كان من عقل اسامة ان اخبرهم قال كلمته اه اه كما قال رحمه الله قال قد كلمته ما دون ان افتح بابا اكون اول من يفتحه اي انني راعيت في ذلك المصلحة وما لا ينتج عنه اهاجة الفتنة وما انا بالذي اقول لرجل بعد ان يكون اميرا على رجلين انت خير ما مراده بهذه الجملة؟ اي كما انني وساروا النصيحة ايضا لست من المتملقين المداهنين حتى انني لو اجد رجلا صار امينا اميرا على رجلين فانني لا امتدحه واتملقه اتملقه واقول انت خير هذا معنى هذه العبارة اه يقول رحمه الله يقول رضي الله عنه مبينا ما الذي حمله على ذلك؟ قال بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ يقول يجاء برجل فيطرح في النار اجارنا الله واياكم فيطحن فيها وفي ضبط فيطحن فيها كطحن الحمار برحا الحمار حينما يدور بالرحى الكبيرة يظل يدور طول الوقت وجاءت في رواية فتندلق اكتابه فيدور كما يدور الحمار هي الامعاء فيطيف به اهل النار فيقولون اي فلان يا فلان الست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول مجيبا لهم اني كنت امر بالمعروف ولا افعله وانهى عن المنكر وافعله اذن لماذا استدل اسامة بهذا الحديث استدل اسامة بهذا الحديث ليبين انه لا يليق به ان ينهى عن شيء ويأتيه ويأتيه حذرا من هذا الذي نبه عليه النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى يطيف به اهل النار ان يجتمعون حوله وان لم يدوروا عليه. ليس من لازم ذلك الدوران يصدق ان يقال يطيف به اهل النار اي يلتفون حوله. ولو لم يعني يدوروا نستفيد ايها الكرام من هذا ومن هذه المحاورة اه فوائد منها فضل اسامة رضي الله عنه وانه ذو عقل راجح ونستفيد ايضا ان المصلحة مناصحة الولاة سرا سيما اذا كان فتنة والناس يتحدثون في ولاتهم فانه لا ينبغي للانسان ان يزيد اوار الفتنة ويغذيها بالاقوال. ويدخل في هذا في الاونة الاخيرة التغريدات عن طريق المعروفة تويتر وفيس بوك فان هذا يمكن ان يكون من آآ اشهار اه الامر واذاعته بل هو كذلك. بل انه ليبلغ اكثر مما يبلغ حديث المجالس وفيه ايضا ذم مداهنة الامراء في الحق واظهار ما يتقن خلافة آآ ان آآ اسامة رضي الله عنه آآ برأ نفسه من ان ان يقول لرجل ولي على رجلين انت خير وفيه وجوب الامر بالمعروف مع القدرة وامن الضرر ولو كان متلبسا بالمعصية والا سد الباب ما معنى ذلك الاصل ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ ان يفعل الانسان المعروف وان يدعو اليه وان ينهى عن المنكر وان يجتنبه هذا هو الاصل ان يأتي خصلتين وهما الامر بالمعروف وفعل وان ينهى عن المنكر وان يدعه فان قدر انه لم يفعل المعروف فهل يسوغ له ذلك الا يفعله عفوا فان قدر انه لم يفعل المعروف فهل يسوغ له ذلك الا يدعو اليه وان قدر انه وقع في المنكر فهل يسوغ له ذلك ان يدع النهي عنه؟ الجواب لا لانه مأمور بالمعروف وبالدعوة اليه ومنهي عن المنكر ومأمور بالنهي عنه فان قصر في خصلة فلا يقصر في الاخرى فان قال قائل اليس الله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون يقول نعم الاية على ظاهرها ومذموم ان يقول الانسان قولا ولا يأتيه فان هذا مذموم لكن هذا لا يسوغ ان يرى المنكر فلا ينكره او ان يسأل عن معروف فلا يبينه بل عليه ان يفعل المعروف وان يأمر به ولو لم يفعل ثم انه قد لا يفعله لعجز ارأيتم لو ان انسانا لا يملك مالا زكاويا هل يقول لا اعلم الناس الزكاة لو كان لا يملك صدقة هل يقول لا امرهم بالصدقة لاني لا املك صدقة لو وقع ذلك لانسد باب التعليم واما ما يروى من قصة مشهورة يتداولها الناس من ان الارقاء اتوا الى الحسن البصري او غيره وطلبوا منه ان يحض الناس على العتق ابطأ عليهم ثم لما كان بعد حين فعل فاعتق الناس الرقاب. ثم جاءه يلومونه كيف لم يبادر. قال انه لم يكن لدي عبد اعتقه اه ملكت عبدا رقيقا فاعتقته فحينئذ دعوت الى العتق فهذا لا يصح والله اعلم فانه ليس من لازم الامر بالمعروف ان يفعله فربما كان الانسان غير قادر عليه تعليم العلم والنهي عن المنكر والامر بالمعروف مطلوب من الجميع وعلى الانسان ان يستصحب في قلبه النية الصالحة بفعل المعروف وترك المنكر وبالدعوة الى المعروف والنهي عن المنكر هذه سمة امة محمد صلى الله عليه وسلم. ولتكن منكم امة يدعون الى الخير. ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم مفلحون وكذلك قال كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وانما يكون مذموما لو ان انسانا اوهم اه اه في دعوته الناس انه على هذا الامر اضرب لكم مثالا مثلا قيام الليل فضيلة فلو قال قائل انا لا اقوم الليل. فكيف ادعو الناس الى قيام الليل قالوا بنو بل ادعهم الى هذه الفضيلة واذكر لهم الايات والاحاديث ولا تزد لكن لو انه قال لهم ايها الناس اعلموا ان قيام الليل شعار الصالحين وجنة المؤمن ولو تعلمون ما يجد قائم الليل من طيب النفس ولذة المناجاة. واخذ يحكي امورا لا يعني يدركها الا كانت في ذلك ايها بانه يفعل ذلك يقول والانسان المجرب يجد كذا وكذا هذا فيه نوع من التعريض بانه من اهل هذا الشعر بهذا القدر ليس بمطلوب القدر المطلوب هو ان يحثهم على الخير ويأمرهم بالمعروف بذكر النصوص. والايات وحسب ولا يدع ذلك لتوهم ان هذا من التناقض ومن اه يعني آآ قولي ما لم يفعل ارجو ان تكون اتضحت هذه المسألة لانه يقع فيها لبس كثير ومن الفوائد ايضا وجوب التزام ما يأمر به واجتناب ما ينهى عنه وتأكد ذلك في حق الامر النافل ومن الفوائد ايضا تعظيم الامراء والادب معهم والنصح لهم. وتبليغهم ما يقول الناس فيهم ليكفوا ويأخذوا حذرهم بلطف وحسن تأدية بحيث يبلغ المقصود من غير اذية للغير. هذه عبارات ابن حجر رحمه الله يقول رحمه الله تعظيم الامراء والادب معه والنصح لهم وتبليغهم ما يقول الناس فيهم ليكفوا ويأخذوا حذرهم بلطف في تأدية بحيث يبلغ المقصود من غير اذية للغير. هذا هو الفقه ايها الكرام. ليس الفقه هو ان يظهر الانسان انه من الصادعين بالحق وانه شجاع جريء يقع في آآ تحريض الناس وتهييجهم على ولاتهم فان هذا لا يأتي بخير. ان كان ناصحا مشفقا فليسر لهم بالنصيحة وليأتي البيوت من ابوابها فان هذا يحصل به المقصود وهذا يستفاد من صنيع اسامة رضي الله عنه فانه قد كلم عثمان رضي الله عنه فيما ينقم عليه الناس سرا ولم يشهر بذلك ولم يقع منه تحريض او آآ او اهاجة ثم قال رحمه الله قال رحمه الله تعالى باب قال حدثنا عثمان ابن هيثم قال حدثنا عوف عن الحسن عن ابي بكرة قال لقد لما بلغ النبي لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان فارسا قال لن يفلح قوم ولوا ابراهم كفرا. قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا حين ادم قال حدثنا قال حدثنا ابو بكر قال حدثنا ابو الحصين قال حدثنا ابو مريم عبد الله بن زياد الاسدي قال لما سار طلحة الزبير وعائشة رضي الله عنه رضي الله عنه فكان الحسن ابن علي فوق المنبر في اعلاه وقام عماره وقام عمار اسفلت الحسن فاجتمع اليه فسمعت يقول ان عائشة قد قد سارت للبصرة فوالله انها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم الدنيا والاخرة. ولكن الله تبارك وتعالى نعم هذا الباب اه فيه حديث ابي بكرة وتقدم معنا ايضا ان ابا بكرة رضي الله عنه ممن اعتزل الفتنة قال لقد دفعني لقد نفعني الله بكلمة ايام الجمل ايام الجمل ايام وقعة الجمل المشهورة لما بلغ لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان فارسا فارس امة من الامم معروفة وهو يقال آآ فارس ويقال الفرس وابن مالك يقول الصواب عدم صرفه. يعني ان فارس وهذا موجود في بعض النسخ دون تنويه فهذا والله اعلم هو الافصح ان ان فارس ملكوا ابنتك كسرى هذا؟ هذا شيراويه ابن ابو رويز ابن هرمز وابنته يقال لها بوران فلما هلك كسرى وكسرى يطلق على من يملك فارس كما يطلق قيصر على من من يملك الروم والمقوقص على من يملك القبط هكذا وهو لقب ملكي اما اسمه فشيراويه ابن ابراويز ابن هرمز وابنته التي ولوها عليهم يقال لها بورا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة والفلاح المقصود به الحصون المطلوب والنجاة من المرهوب ما وجه ذلك كيف نفعه الله تعالى في هذه الكلمة لما يأتي بعد ذلك وهو اه قصة خروج عائشة رضي الله عنها مع طلحة والزبير قال لما سار طلحة والزبير وعائشة الى البصرة بعث علي عمار ابن ياسر وحسن ابن علي فقدم علينا الكوفة فصعد المنبر فكان الحسن بن علي فوق المنبر في اعلاه. وقام عمار اسفل من الحسن وذلك لفضل الحسن ابن علي وقرب قربه من النبي صلى الله عليه وسلم وكونه ابن امير المؤمنين يقول فاجتمعنا اي اجتمع اهل الكوفة ليستمعوا الى خطبة الحسن قال فسمعت عمارا يقول ان عائشة قد سارت الى البصرة ووالله انها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة لم يغلطها حقها ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم اياه تطيعون ام هي اياه تطيعون بصدق البيعة لمن ولاه الله عليكم وهو علي رضي الله عنه ان تطيعونها هي بخروجها على علي رضي الله عنه وهذا يعني يدعونا ايها الكرام الى ان نعطي الماح عن هذه الوقعة المؤلمة التي جرت اه في اه اول الاسلام او في صدر اه الصحابة وقعة الجمل وقعت سنة ست وثلاثين للهجرة اه لما قتل عثمان رضي الله عنه اتى الناس عليا وهو في سوق المدينة فقالوا ابسط يدك نبايعك. فقال حتى يتشاور الناس. حتى يتشاور الناس فقال بعضهم لئن رجع الناس الى ابصارهم بقتل عثمان ولم يقم بعده قائم لم يؤمنوا الاختلاف وفساد الامة. فاخذ بيده نشتري النخعي بيده فبايعوا هكذا تمت البيعة لعلي رضي الله عنه واستأذن طلحة والزبير بعد ذلك عليا في العمرة ثم خرج الى مكة فلقي عائشة فاتفقوا على الطلب بدم عثمان حتى يقتلوا قتلته ولم يكن قصدهم وهذه عبارات منقولة من آآ كتب التواريخ ولم يكن قصدهم القتال. ولم ينقل ان عائشة ومن معها نازعوا عليا في الخلافة ولا دعوا الى احد منهم ليولوه الخلافة. يعني ما دعا طلحة لنفسه ولا الزبير لنفسه وانما انكرت هي ومن معها على علي منعه من قتل قتلة عثمان وترك الاقتصاص منهم وكان علي رضي الله عنه ينتظر من اولياء عثمان ان يتحاكموا اليه. فاذا ثبت على احد بعينه انه ممن قتل عثمان اقتص منه. هكذا كان يرى علي رضي الله عنه الحرب بينهم الى ان كان ما كان. سار علي من المدينة ومعه تسعمائة راكب فنزل ذي قار ولما اقبلت عائشة فنزلت بعض مياه بني عامر. نبحت عليها الكلاب قالت اي ماء هذا؟ قالوا قالوا الحوأب قالت ما اظنني الا راجعة قالت ما اظنني الا راجعا. فقال لها بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون. فيصلح الله ذات بينهم فقالت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم كيف باحداكن كم تنبح عليها كلاب حواء الله اكبر قال لها النبي صلى الله عليه وسلم كيف باحداكن تنبح عليها كلاب حوأب واول ما وقعت الحرب ان الصبيان للعسكرين يعني من مع طلحة والزبير وعائشة ومن مع علي تسابوا ثم تراموا ثم تبعهم العبيد ثم السفهاء فنشبت الحرب هكذا الحرب اول ما تكون فتية يسعى بفتنة تسعى بفتنتها لكل جهول فكف علي يديه حتى بدأوه بالقتال. فقاتلهم بعد الظهر فما غربت الشمس وحول الجمل احد يعني جمل عائشة رضي الله عنه فقال علي لا تتم جريحا يعني لا تدفف على جريح. ولا تقتلوا مدبرا ومن اغلق بابه والقى سلاحه فهو امن وانتهى عبدالله بن بديل بن وقاع الخزاعي الى عائشة يوم الجمل وهي في الهودج فقال يا ام المؤمنين اتعلمين اني اتيتك عندما قتل عثمان فقلت ما تأمريني وقلت الزم عليا فسكتت فقال اعقر الجمل فعقروه فنزلت فنزلت انا واخوها محمد فاحتملنا هودجها فوضعناها بين يدي علي فامر بها فادخلت بيتا وكان اول قتيل في تلك الوقعة طلحة ورجع الزبير رضي الله عنه فقتل هذا مما له القلوب مما جرى في اول آآ في زمن علي رضي الله عنه من الفتن وفي هذا الحديث والذي قبله نسبة الفضل الى الله تعالى وفيه لانه قال لقد نفعني الله لقد نفعني الله بكلمة وكثير من الناس يثني بالفضل على مسلم تأملوا ايها الكرام كيف ان سليمان عليه السلام لما رأى عرش بلقيس مستقرا عنده ماذا قال قال هذا من فضل ربي ليبلوني اشكر ام اكفر بالفضل على ربه وبعض الناس الذين يقال عنهم انهم ناجحون حينما تجرى لهم المقابلات في القنوات الفضائية ويسألون عن سيرهم الذاتية يأخذ الانسان بذكر امجاد وجهوده ومساعيه وكنت وكنت ولا يقول كلمة واحدة هذا من فضل ربي لا يقول ذلك وانما يأخذ في التمدح والثناء على نفسه يجب على المؤمن ان يتفطن لهذا وهو ان يثني بالفضل على مسريه. كما قال لقد نفى نفى عني الله بكلمة اه الفائدة الثانية فظل العلم وكبير اثره ولو قل. لانه قال لقد نفعني الله بكلمة. فاحيانا ينفعك الله بكلمة واحدة فالعبرة بالنفع لا بكثرة العلم. فقد ينفعك الله بكلمة وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة قصور النساء عن القيام بالولايات العامة فليس من شأن النساء القيام بالولايات العامة شأنها الى الرجال فلا بد ان ان يتولى الولايات العامة من الحكم والقضاء وما اشبه ذلك. الرجال دون النساء فان النساء لا ريب دون الرجال. في صفاتهن الخلقية والخلقية فانهن اضعف من الرجال خلقتان وهن ايضا اضعف من الرجال خلقا واقصد بالخلق الصفات الخلقية كالصبر والتحمل والحلم وغير ذلك وهذا امر معلوم مشهور لا ينكره آآ عاقل منصت فيه ما يدل على عدم جواز تولي المرأة القضاء. وهذا هو مذهب الجمهور خلافا لبعض المالكية فان جمهور العلماء على ان المرأة لا تتولى منصب القضاء لانه ولاية عامة سوى خلاف ما بذرة من بعض المالكية يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله نقل ابن بطال عن المهلب ان ظاهر حديث ابي بكرة يوهم توهين رأي عائشة في ما فعلت وليس كذلك لان المعروف من مذهب ابي بكرة انه كان على رأي عائشة في طلب الاصلاح بين الناس ولم يكن قصدهم القتال لكن لما انتشبت الحرب لم يكن لمن بعدها بد من المقاتلة ولم يرجع ابو بكر ابو بكر عن رأيي عائشة وانما بانهم يغلبون يعني في قولي ابي بكرة او استشهاد ابي بكرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة ما اراد به الطعن على مسح عائشة في الاصلاح بين الفريقين لان هذا ها هو اصل خروجها كان لهذا الغرض لم تكن تريد حربا لا هي ولا طلحة ولا الزبير وانما استدل واستأنس بانه لا يتم لهم الامر. لانهم ولوا امرهم امرأة اما موافقته اياها في السعي في الصلح فهذا لم يرجع عنه ابو بكر ثم قال يعني آآ مناسبة هذا الباب اه ان ابا بكر ادرك ان هؤلاء لن يفلحوا في مسيرهم. يعني ان تولية النساء وتصدرهن من اسباب الفتن ووذلك بان النساء من حيث الجملة واسرع الى الفتنة من غيرهن. ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال من اكثر من يتبعه؟ قال الاعرابي الاعراب بجهلهم والنساء سرعة انفعالهن وتأثرهن ولعلكم تلاحظون انه في كثير من الامور التي تقع ويحصل بها فتنة تسارع نسوة كثير الى الانخراط فيها والمسارعة فيها دون الرجال قد جعل الله تعالى شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل قال فان لم يكون رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء من آآ الشهداء لان الرجال اثبت واقدر على ضبط الانفعالات واحفظ وهذا امر مدرك ثم قال رحمه الله يعني هذا الحديث في الواقع ذو صلة بالذي قبله قال حافظ اراد البخاري بإرادة تقوية حديث ابي حديث ابي مريم كونه ممن فرد به عنه ابو حصين في السند السابق ما يشعر يعني اه يعني انه ليس على درجة غيره في القوة فاراد البخاري بحديث الباب هذا الذي تقوية حديث ابي مريم لكونه ممن فرج به ابو حصين طيب اذا معناه معنى ما تقدم ثم قال حدثنا قال حدثنا شعبة قال اخبرني عمرو قال سمعت رب والده يقول دخل ابو موسى على عمان حيث بعثني حيث بعثه علي الى اهل الطوفة يستنفروا فقال ما رأيناك اتيت امرا اثرا؟ اكره عندنا من اسماعك في هذا في هذا منذ اسبابه. وقال عمار اكره عندي وكساهما حجة وكساها قال حدثنا عن دان عن ابي حمزة عن الاعمشي قال وكنت جالسا مع ابن مسعود وبموسى وعثمان وعمان رضي الله عنه فقال فقال ابو رسول ما من اصحابك احد الا لاشركوه لقلت فيه وما رأيت منك شيئا منذ صحبت النبي صلى الله عليه وسلم اعين عندي من استسراعك في هذا الامر قال يا عمار يا ابا مسعود وما رأيت منك قال يا ابا مسعود وما رأيت منك ولا من صاحبك هذا شيئا منذ صحبت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابو مسعود وكان موسرا يا غلام والاخرى عمارة. وقال روح فيه الى الجنة. ما شاء الله اه هؤلاء الثلاثة اه احدهم ابو موسى وهو ابو موسى الاشعري وقد كان ابو موسى الاشعري يلي لعثمان في الكوفة والاخر ابو مسعود وهو عقبة بن عمرو الانصاري وكان يلي لعلي كان يلي لعلي فدخل ابو موسى وابو مسعود على عمار وعمار معروف نصرته لعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه فحينما بعثه علي رضي الله عنه الى الكوفة ليستنفر الناس يجمعهم عليه اه دخل ابو موسى وابو مسعود على عمار فقال له عليه مبديين العتب واللوم ما رأيناك اتيت امرا اكره عندنا من اسراعك في هذا الامر منذ اسلمت يعني ما ننقم عليك ولا ننتقد عليك شيئا منذ ان اسلمت مثل هذا الامر. وهو انك اسرعت في الدخول في هذا الامر الترأس فيه واظهار النصرة لعلي رضي الله عنه وقد كان يسعك تكف فاجابهما فقال ما رأيت منكما منذ اسلمتما امرا اكره عندي من ابطاء عن هذا الامر يعني سبحان الله كل ينظر من زاوية رصد معينة فهما يعيبان عليه اسراعه في هذا الامر. وهو يعيب عليهما ابطائهما في هذا الامر. لان كلا منهما يرى اه من وجهة نظر معينة فلما كان الامر جليا واضحا لعمار رأى ان الحق متعين في نصرة علي. وان من خرج عنه فهي فئة باغية وابو مسعود وابو موسى رأيا ان في الامر فتنة بين المسلمين وان الذي ينبغي هو الابطاء وعدم المسارعة فيه ومع ذلك فان الخلاف بينهم لم يفسد للود قضية فماذا صنع ابومسعود قال قال وكساهما حلة حلة يعني ان ابا مسعود وكان آآ رجلا موسرا جوادا كسى ابا موسى وكسى عمار حلة والحلة كما نقول البدلة الكاملة. يعني ازار ورداء او هكذا وكساهما حلة ثم راحوا والرواح والذهاب اه في اخر النهار الى المسجد وهكذا الحديث الذي بعده موافق له وفي اخره وكان موسرا فقال يا غلام يخاطب غلاما هات حلتين فاعطى احداهما ابا موسى والاخرى عمارا وقال روحا فيها الى الجمعة رضي الله عنهم ورحمهم اه نستفيد منه ما يدل على ان كلا الطائفتين كان مجتهدا ويرى ان الصواب معه يعني ان هؤلاء الصحابة الكرام لم يكن الباعث لهم في تنوع مواقفهم شيء من لعاعة الدنيا او حظوظ النفس. وانما امر يراه احدهم ويترجح عندهم الفائدة الثانية ان الخلاف بين المجتهدين لا يفسد المودة ولا يوجب اساءة الظن في النية وما احوج طلبة العلم الى هذه الفائدة فاذا وقع خلاف بينك وبين اخيك في امر من الامور فالتمس له المعابير ولا تعنف عليه ولا تخونه ولا تطعن في نيته ولهذا يقال ان الشافعي رحمه الله اختلف مع بعض اصحابه في مسألة انفض على شيء في النفس ما شعر صاحبه الا بعد العشاء والباب يقرأ فاذا بالشافعي فقال له يا اخي نتفق في عشرات المسائل ونختلف في واحدة فلا يوجب ذلك لنا ان نتباغض او او نختصم او كلاما نحو هذا وهذا يدلنا على علو مقامه مع ان الذي اختلف معه كان من تلامذته وممن يأخذون العلم مع منه لكن هذا يدلنا على كرم اخلاقه. ويقال ان الشافعي رحمه الله قال مرة ما نظرت احدا قط الا رجوت ان يجري الله الحق على لسانه فتعجبوا منه يقول ما نظرت احدا قط الا رجوت ان يظهر الله الحق على لسانه وقيل له في ذلك قال لاني اعلم ان الله اذا اجرى الحق على لسانه فاني اقبل الحق. واخشى ان يجزي الله الحق على لساني تأخذه العزة بالاثم انظروا كمال التجرد مع انك تجد وللاسف في صفوف طلبة العلم من يفرح ويعتبره من الظفر ان يزل صاحبه بكلمة. ويقول انت قلت كذا؟ اذا كذا وكذا وكأنما هو ظفر وغنيمة ان يزل صاحبه بكلمة. ولما طلب بعض اصحاب الشافعي منه ان يأذن لهم في المناظرة ابى قالوا انك قد نظرت نظرت حفص الفرد فقال اني اناظر الرجل وان يدي على قلبي خشية ان يزل بكلمة وانكم تناظرون واحدكم يأمل ان يظفر منه بكلمة الكفر هكذا يجب ان يكون طالب العلم ان يكون اه ان تكون الشفقة والنصح هي المهيمنة عليه في نقاشه خلافه مع اخوانه واذا وقع ذلك فانه باذن الله لن يكون للخلاف اثر سيء فان الخلاف لم يزل ولا يزالون مختلفين. وانما الشر فيما يترتب على الخلاف ما يترتب على الخلاف. ولهذا فانني ادعو طلبة العلم وفقهم الله الى قراءة كتاب اخلاق العلماء واخلاق حملة القرآن كلاهما لابي بكر الاجري فانهما مدرسة تربوية متنقلة تعلم طالب العلم التجرد والبعد عن حظوظ النفس والمغالبة والضراوة التي يقع فيها كثير من طلبة العلم اليوم فيؤدي بهم ذلك الى التصنيف بالالقاب واساءة الظن وايغاء الصدور. مما مما ليس من شأن اهل العلم حقا وصدقا عافانا الله واياكم نستفيد ايضا ان ابا مسعود وابا موسى كانا يريان الكف عن القتال في الفتنة. لانهما عتبا على عمار اسراعه في هذا الامر ثم قال رحمه الله قال رحمه الله تعالى قال دخل عبدالله بن عثمان قال اخبرنا عبدالله قال اخبرنا يونس عن الزبير قال اخبرني حمزة ابن عبد الله ابن عبد ابن عمر انه سمع كانه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا انزل الله من قوم عذابا اصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على اعمالهم. نعم هذا عنون له او ترجم له باب اذا انزل الله بقوم عذابا. يعني عقوبة لهم على سيء اعمالهم. لان الله تعالى انما يعذب من اساء اه يقول اذكر فيه هذا الحديث حديث ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا انزل الله بقوم عذابا اصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على اعمالهم بعثوا على اعمالهم اي بعث كل واحد منهم على حسب عمله ان كان صالحا فعقباه صالحا والا سيئة فيكون ذلك العذاب طهرة للصالحين ونقمة على الفاسقين ويروى في هذا المعنى احاديث اخر منها حديث مروي عن عائشة مرفوعة ان الله اذا انزل سطوته باهل نقمته وفيهم الصالحون قبضوا معهم ثم بعثوا على نياتهم واعمالهم رواه ابن حبان وعن عائشتها مرفوعا العجب ان اناسا من امتي يأمون هذا البيت حتى اذا كانوا بالبيداء خسف بهم وقلنا يا رسول الله ان الطريق قد تجمع الناس. قال نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويسترون مصادر شتى. يبعثهم الله علانية رواه مسلم لو جعلتموها للصامتة هذا الحديث الذي تلوته اخيرا هو آآ في في ذكر آآ ظهور المهدي وانه يعود بالبيت الحرام وانه يقصده جيش حتى اذا كانوا بالبيداء او ببيداء من الارض خسف باولهم واخرهم فلهذا اوردت عليه عائشة رضي الله عنها هذا الايراد وهو ان الطريق يجمع الناس اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانهم يهلكون مهلكا واحدا يعني يخسف بهم اجمعين. ثم يبعثون على نياتهم اه ثم فلهذا نستفيد من اه هذا الحديث فوائد تتعلق بالفتن منها مشروعية الهرب من الكفار ومن الظلمة لان الاقامة معهم من القاء النفس في التهلكة الذي يعيش بين ظهراني الكفار والذي يعيش بين الظلمة لا يأمن ان يهلك مهلكهم مهلكهم وقد يوقع الله بهم سخطه ثم يلحقه الهلاك وان كان يبعث على نيته فينبغي الهرب والبعد عن هذه المواطن ونستفيد ايضا كمال عدل الله تعالى. حيث يبعثهم على اعمالهم واما ما نالهم في الدنيا من العذاب فهو تكفير لهم ونستفيد ايضا شؤم مداهنة الظالمين ومخالطتهم فان من عاشرهم وعاش بين ظهرانيهم لابد ان يقع منه نوع مداهنة وملاينة بسبب الخلطة فيلحقه شؤمها ونستفيد ايضا التحذير والتخويف العظيم لمن سكت عن النهي فكيف بمن فكيف بمن رضي؟ فكيف بمن اعان ونستفيد اخيرا انه لا يلزم من الاشتراك في الموت الاشتراك في الثواب والعقاب وقد يهلكون مهلكا واحدا ولكن يبعثون مصادر شتى لا يلزم من هذا الاشتراك النتيجة ثم قال بعد ذلك قال رحمه الله تعالى باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن ابن علي ان ابني هذا نسي ولعل الله من المسلمين. قال حدثنا عن ابن عبدالله قال حدثنا سفيان قال حدثنا اسرائيل وابو موسى ولقيته بالكرفة فقال فقال ادخلني على عيسى فقير فكأنهم يشهورون فخاف عليه فلم يفعل. قال حدثنا الحسن قال لما رضي الله عنهما الى معاوية قال عمرو ابن العاص الى معاوية ابن كتائب قال عمر ابن العاص لمعاوية ارى كتيبة لا تولي حتى تدبر اخرتها. حتى تدبر اخراه ارى كتيبة حتى حتى تدبر اخراها. قال معاوية المسلمين؟ فقال انا. فقال عبد الله بن عامر عبد الرحمن ابن عبد الرحمن ابن سمرة نلقاه فنقول له الصلح. قال الحسن ولقد سمعته ابا بكرة قال بين النبي بين النبي صلى الله عليه وسلم يخطب جاء الحسن فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني هذا سيد ولعل الله يصلح به الله اكبر هذا علم من اعلام النبوة. وفضيلة ظاهرة للحسن ابن علي رضي الله عنه اه باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن ابن علي ان ابني هذا سيد وفي نسخة ان ابني هذا لسيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين. وذكر فيه هذه القصة انه جاء ابن شبرمة ابن شبرمة هذا اه قاضي الكوفة في خلافة ابي جعفر المنصور اه ان الذي جاء نعم نعم قال اه حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا اسرائيل ابو موسى ولقيته بالكوفة جاء الى ابن شبرمة فقال ادخلني على عيسى يعني ان اسرائيل ابا موسى طلب من ابن شبرمة وهو قاضي الكوفة في خلافة ابي جعفر المنصور ان يدخله يعني يشفع له بالدخول على عيسى ابن موسى وعيسى ابن موسى هذا هو والي الكوفة من قبل ابي جعفر المنصور وهو ابن اخي المنصور ابن اخي المنصور فكأنه طلب منه الشفاعة ان يتوسط في الدخول على الوالي لماذا؟ قال فاعظه. يعني اراد بذلك الموعظة لكن ابن شبرمة وهو قاضي الكوفة اشفق عليه وخاف عليه خاف ان يبطش به عيسى ابن موسى فلم يفعل ثم آآ ذكر هذا الحديث حدثنا الحسن وقال لما سار الحسن بن علي اه الحسن الاول هو اه الحسن البصري. قال لما سار الحسن بن علي رضي الله عنهما الى معاوية بالكتائب وذلك بعد مقتل علي رضي الله عنه لما قتله عبدالرحمن بن ملجم الة الخلافة الى الحسن بن علي ودمى على ذلك ستة اشهر ففي هذا الوقت اه لا تزال الحرب مستعرة بين اهل الشام والعراق مسار الحسن بن علي الى معاوية بالكتائب فلما ابصرها عمرو بن العاص وكان مع معاوية قال عمرو لمعاوية ارى كتيبة لا لا تولي حتى تدبر اخراها ما معنى ذلك؟ يعني ارى امامي كتيبة وهم من مع من مع الحسن بن علي رضي الله عنه وعن ابيه لا تولي هذه الكتيبة ولا تنهزم حتى تدبر اخراها. ما المقصود باخراها؟ يعني من يقابلها يعني جند معاوية كأنما يعني استوحش منها لكثرتها وشجاعتها المقصود بقوله حتى تدبر اخراها اي التي تقابلها. وانما نسبها اليها لتشاركهما في المحاربة فقال معاوية من اللي ضرر المسلمين؟ يعني سيقع مقتلة عظيمة هائلة بين هذين الجندين فقال انا طبعا يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله ظاهره قوله قال انا يوهم ان المجيب لذلك هو عمرو بن العاص لان الحوار كان دائرا بينهما ولم ارى في طرق الخبر ما يدل على ذلك فان كانت محفوظة فلعلها كانت فقال ان بتشتيت النون المفتوحة قالها عمرو على سبيل الاستبعاد يعني ان انه قد وقع تصحيح فليست انا بالالف الممدودة بل بالمقصورة حين قال من لدرار المسلمين؟ اجابه عمرو ان كانت الرواية بهذا اللفظ محفوظة ان يعني على سبيل الاستبعاد يعني لا احد لهم من لهم بعد هذه المقتلة ولهذا قيل انه قتل في سبعون الفا من الجانبين وقال عبدالله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة نلقاه فنقول له الصلح يعني نذهب نحن الى الحسن نطلب منه الصلح قال الحسن ولقد سمعت ابا بكر قال بين النبي صلى الله عليه وسلم آآ يخطب جاء الحسن يعني وهو طفل صغير. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان ابني هذا سيد ولعل الله لعل كما هو معلوم في الاصل للترجي او التوقع لكنها في حق في حق الله تعالى للتحقيق آآ ان يصلح به بين فئتين من المسلمين جاء في رواية رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر. والحسن بن علي الى جنبه وهو يقبل على الناس مرة اخرى ويقول ما سمعتم. ان ابني هذا سيد الى اخره. هكذا عند البيهقي وفي رواية فضمه اليه. وقال الا ان ابني هذا سيد ولعمر الله انها لسيادة واي سيادة ان جعل هذا الفتى سببا لحقن الدماء بين المسلمين كان سببا لحقن الدماء بين المسلمين. فلن تستمر المعارك بل تنازل رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية. وسمي ذلك العام عام فكانت فضيلة وصارت في رقبة كل مسلم في ذلك الزمان منة للحسن عليه وهذه هي السيادة بحق ولهذا قال في بعض الروايات بين فئتين عظيمتين من المسلمين آآ نستفيد من هذه من هذا الحديث فوائد منها ان من طريقة السلف الدخول على السلاطين وموعظتهم من دخل على السلاطين بنية الموعظة فحيا هلا الدليل على هذا ان اسرائيل ابا موسى طلب من ابن شبرمة ان يدخله على عيسى ابن موسى لا ليتملقه او ليتقرب اليه او ليطلب منه منحة او ليأخذ منه نوالا لا انما اراد ان يعظ طبعا دخل على السلطان بهذه النية فحيا هلا واما من اراد سوى ذلك فانه عرض نفسه للفتنة. ولهذا جاء في حديث من تتبع الصيد من سكن البادية جفى ومن تتبع الصيد لها ومن دخل على السلطان افتتن الفائدة الثانية سقوط الامر والنهي اذا خاف ضررا وذلك ان ابن شبرمة خشي عليه خاف عليه من بطش عيسى بن موسى رأى انه يسعه آآ الا يأمر ولا ينهى لخوفه الضرر عليه اه من فوائد هذا الحديث فضل معاوية رضي الله عنه بشفقته على ضرار المسلمين ورأفته بالرعية فانه قال من لضرار المسلمين؟ وفيه علم من اعلام النبوة وهذا ظاهر جليل وهو يعني الاخبار عن جعل الحسن سبب صلح بين فئتين عظيمتين من المؤمنين ومن الفوائد منقبة عظيمة للحسن ابن علي حيث ترك الملك لا لقلة ولا لذلة ولا لعلة اي والله الحسن ابن علي رضي الله عنه وعن ابيه ما ترك الملك لقلة فانكم كما سمعتم صار بالكتائب لما رأها عمرو قال ارى كتيبة لا تولي حتى تدبر اخراها وهنا ترك الملك لقلة ولا لدلة من اين تأتيه الذلة؟ وهو ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لعلة لم يكن مريضا بل لرغبته فيما عند الله رضي الله عنه وفي الحديث الرد على الخوارج الذين يكفرون الطائفتين وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم لكلتا الطائفتين بالاسلام وقال يصلح به بين فئتين من المسلمين والخوارج تزعم ان مرتكب الكبيرة كافر. وقد سمى الله الطائفتين المقتتلتين. مع ان الاقتتال بين المسلمين كبيرة سماهما صلى الله عليه وسلم مسلمتين ففيه رد على الخوارج وفي الحديث فضيلة الاصلاح بين الناس لا سيما في حقن دماء المسلمين. اي والله فمن سعى الى الساحة بين الناس فقد اتى مكرمة عظيمة. قال الله تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او سلاح بين الناس قال ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما في الحديث ولاية المفضول الخلافة مع وجود الفاضل والافضل وذلك ان معاوية ولي مع وجود الحسن وسعد بن ابي وقاص وسعيد بن زيد لا تجوز ولاية المفضول مع وجود الفاضل في الحديث ايضا فائدة وهي جواز خلع الخليفة نفسه اذا رأى في ذلك صلاحا من الخليفة بعد علي رضي الله عنه والحسن خلع نفسه لمصلحة وهي حقن الدماء بين المسلمين اه اما عثمان رضي الله عنه فلم يخلع نفسه لانه نهى الصحابة ان يدخلوا في الامر وان لا يراق بسببه قطرة دم. فهذا المحذور منتف في حق عثمان وقال لا اخلع ثوبا البسنيه الله تعالى والفائدة العاشرة ان السيادة لا تختص بالافضل وانما يستحقها من ينتفع به الناس يستحقها من ينتفع به الناس لان امر السيادة اه اخص من مطلق الفضل كان في زمن الحسن ابن علي بقية من الصحابة الكرام المبشرين بالجنة كسعد بن ابي وقاص وغيره. لكن السيادة امر اخر لان السيادة من شأنها ان يقع فيها نفح عام للناس وان يطال خيرها العموم. فهذه هي السيادة الحقيقية وفيه اطلاق الابن على ابن البنت خلافا لما يفعله بعض الجفاة يقول لا لا ابني هو ابن ابني اما ابن بنتي ما هو ابني من الجفاء الابن وابنتك ابن لك فان النبي صلى الله عليه وسلم قال قد قال عن ابنته فاطمة قال ان ابني هذا سيد وفيه جواز اطلاق لفظ السيد منكرا او مضافا على غير الله هذا لا يتعارض مع حديث السيد الله ويجوز ان يقال السيد آآ وسيد في حق غير الله تعالى على اعتبار ان السيادة المضافة الى المخلوق تليق به والسيادة المضافة للخالق وهناك فائدة حديثية من هذا الحديث وهو اثبات سماع الحسن من ابي بكرة اثبات سماع الحسن من ابي بكرة نعم ها قال ها هنا لقد سمعت ابا بكرة آآ ثم قال بعد ذلك لو آآ اسعدتمونا بماء يا اخوان اسرح اه اسرح يا اسماعيل نعم تفضلي. قال رحمه الله تعالى حدثنا عن ابن عبد الله قال حدثنا سفيان قال قال عمرو اخبرني محمد ابن علي ان حنظلة مولى اسامة قال ارسلني اسامة قال ارسلني اسامة الى علي وقال انه سيسألك الان ويقول فقل فقل له يقول لك لو كنت في شيء في شيء يقول لك ان اكون معك فيه. ولكن هذا فلم يعطني شيئا فلا حسن وحسين جعفر فأوقفوا لي راحلتي. نعم قصة اه وذلك ان حرملة مولى اسامة اخبره قال عمرو وقد رأيته قال ارسلني اسامة الى علي اسامة بن زيد رضي الله عنه وعن ابيه كأنما ارسله الى علي يسترفده يعني يطلب منه الرفق واخبر مولاه حرملة بان عليا سيسأله ويقول ما خلف صاحبك يعني اسامة لماذا تخلف عني ولم ينصرني فقل له جوابا لهذا السؤال المحتمل يقول لك لو لو كنت في شدق الاسد ما المقصود بشق شدق الاسد؟ اي جانب فمه لو كنت ايا علي في شدق الاسد لاحببت ان اكون معك فيه ولكن هذا امر لم اره يعني انه لم يتبين لي هذا الشيء ورأيت انها فتنة ولا يسعني الدخول في امر لم يتبين لي لانه في حقي امر ملتبس. فلا يسعني ان ادخل فيه مع علو منزلتك وشدة محبتي لك لما قال له هذا القول كأن عليا رضي الله عنه لم يعجبه ذلك قال فلم يعطني شيئا قال اي حرملة فذهبت الى حسن وحسين ابن علي رضي الله عنه وابن جعفر يعني ابن جعفر ابن ابي طالب فأوقروا لي راحلتي يعني اجزل له في العطاء ويستفاد من هذا الحديث اعتذار الانسان عما صنع من المعتذر هنا اسامة اعتبر بانه لم يرى هذا الامر. فلا حرج عن على الانسان ان يدفع عن نفسه القالة. قالت السوء واللوم ونحو ذلك الامر الثاني ان على الانسان الا يفعل الا ما يعتقد صحته. اي والله على الانسان الا يجامل والا يفعل امرا مجاراة للناس وخوف السبة بل يفعل ما يرى انه الحق وما يعتقده في قلبه ولا تحمله العاطفة او المجاملة على قول او فعل لم يره الفائدة الثالثة كرم اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصلتهم ورفتهم وصلتهم ورفضهم فان حسنا وحسينا وابن جعفر اوقروا له راحلته ثم قال بعد ذلك قال رحمه الله تعالى قال حدثنا سليمان ابن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن ايوب قال لما خلع اهل المدينة يزيد ابن معاوية جمع جمع ابن عمر حشمه وولده فقال اني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. وانا قد بايعنا هذا الرجل على دين الله ورسوله. واني لا اعلم قدرا اعظم اعظم من يبايع الرجل على دين الله ورسوله ثم يوصف له القتال. واني لا اعلم احد منكم خلعه ولا بايع في هذا الا كان الا كانت الفيصل بيني وبينها. نعم. باب اذا قال عند قوم شيئا ثم خرج فقال بخلافه يعني ان ذلك مذموم غير لائق وانه من الغدر وساق فيه هذه القصة او الحادثة وهو انه لما خلع اهل المدينة يزيد ابن معاوية كان ذلك سنة ثلاث وستين آآ اجتمع اهل المدينة او اكثرهم على خلع بيعة يزيد ابن معاوية تعلمون ما كان من امر يزيد ابن معاوية الا ان جرد لهم جيشا وحصر المدينة واستباحها ثلاثة ايام ووقع فيه من هتك الاعراض وقتل النفوس من ابناء الصحابة شيء عظيم كان ذلك سنة ثلاث وستين من الهجرة وهو الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فيما تقدم معنا من احاديث انه اه اشرف على اطم من اقام المدينة فقال لاصحابه هل ترون ما ارى؟ قالوا لا قال فاني ارى الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر توقع ذلك في وقعة الحرة فما الذي جرى لما وقع هذا من اهل المدينة جمع ابن عمر رضي الله عنه حشمة. والمقصود بحشمه اي خاصته وولده فقال اني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة. يعني للتشهير به وفضحه فيقال ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة. وانا قد بايعنا هذا الرجل من المشار اليه يزيد ابو معاوية على بيع الله ورسوله المقصود على بيع الله ورسوله يعني على شرط ما امر الله ورسوله من بيعة الامام واني لا اعلم خدرا اعظم من ان يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال او ثم ينصب له القتال يعني ان هذا هو قمة الغدر ان تبايعه ثم مقاتلة واني لا اعلم احدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الامر الا كانت الفيصل بيني وبينه الفيصل معناها القاطعة يعني ان هذا الصنيع منه سيكون اخر ما بيني وبينه. هذا مراده رضي الله عنه. فحذر من ان يكون للانسان وجهه وقولان يناقض احدهما الاخر ثم قال بعد ذلك اه لعلنا نذكر يعني فوائد هذا الحديث من ذلك تعظيم الغدر تعظيم الغدر وان اشده غدر البيعة ومن الفوائد عظم شأن البيعة ولزوم الوفاء بمقتضاها وطاعة الامام ومن الفوائد موعظة الانسان لاهل بيته وتأديبه له كما نبهنا سابقا ان اول من ينبغي ان يتوجه له هم الانسان وحرصه اهل بيته كما استفدنا ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم من يوقظ صويحبات الحواجب الحجرات او صواحب الحجرات فيصلي ونستفيد ايضا ان الامام لا ينخلع بالفسق فبعض الذين اجلبوا على يزيد قالوا فيه شيئا يتعلق بالفسق فهذا لا يبيح خروجا لقول النبي صلى الله عليه وسلم الا ان تروا كفرا الفسق لا يبيح الخروج ثم ذكر بعد ذلك فقال قال حدثنا احمد ابن يونس قد حدثنا ابو جهاد عن عوف عن ابي المنهان. قال لما كان ابن زياد ابن مروان ابن مروان في الشام ووسف بمكة ووثب القراء بالبصرى الاسلامي رضي الله عنه حتى دخلنا عليه في داره وهو فجلسنا فاول شيء سمعته تكلم به ان احتسبت عند الله اني اصبحت صادق ساخطا على احياء قريش لنقمع والقلة والضلالة فان الله انقذكم بالاسلام بمحمد صلى الله عليه وسلم. حتى بلغ بكم وهذه الدنيا التي افسدت بينكم ان بعد ان ذاك الذي بالشام والطاعة ان يقاتلوا الا على الدنيا. قال حدثنا ادم عن ابي وائل عن ابي وائل نعم لنرى في هذه القصة آآ المذكورة في هذا الحديث فيها آآ ان ابا المنهال اه قصد ابا برزة الاسلمي ووصف هذه الفتنة والتفرق والتشرذم الذي اصاب المسلمين. قال كان ابن زياد ابن زياد ابن ابيه ومروان بالشام وابن الزبير بمكة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه والقراء بالبصرة ومراده بالقراء الخوارج وكانوا مع سليمان بن سرد ويقول والقراء بالبصرة يعني ان امر المسلمين انتثر وتفرق الناس ولم يكن لهم امام جامع انطلقت مع ابي انطلقت مع ابي هو عوف هو ابي المنهان قال فانطلقت مع ابي الى ابي برزة الاسلمي وهم من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حتى دخلنا عليه في داره وهو جالس في ظل علية له. والعلية هي الغرفة المرتفعة لهذا قال في ظل علية الله من قصب يعني كأنما اقيمت على اخشاب فجلسنا اليه يعني انهم توجهوا اليه فانشأ ابي يستطعمه الحديث. يعني كأن اباه يريد ان يحدثه وان آآ يحمله على الحديث فقال له يا ابا برزة الا ترى ما وقع فيه الناس يعني من التفرق والخلاف فاول شيء تكلم به يعني ابو برزة قوله اني احتسبت عند الله اني اصبحت ساخطا على احياء قريش ما معنى ذلك؟ يعني انه يطلب بسخطه على الطوائف المذكورين من الله الاجر على ذلك. لماذا لان الحب في الله هو البغض في الله من الايمان. فهذا وجه احتسابه يعني انه كره منهم هذا الامر الذي هو في نظره من من مبغوضات الله تعالى. لهذا قال اني احتسبت عند الله اني اصبحت ساخطا على احياء قريش انكم يا معشر العرب كنتم على الحال الذي علمته من الذلة والقلة. يعني في الجاهلية والضلالة وهذا امر معلوم مشهور هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. لقد من الله على المؤمنين قد بعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وان كانوا من قبلنا في ضلال مبين. لا ريب انهم كانوا كذلك ذلة وقلة وضلال قال وان الله انقذكم بالاسلام وضبطت في بعض النسخ نعشكم الاسلام ومعنى نعشكم بالاسلام يعني رفعكم وبمحمد صلى الله عليه وسلم حتى بلغ بكم ما تروه يعني من العزة والكثرة والعلم والهدى وغير ذلك من المكارم وهذه الدنيا التي افسدت بينكم ان ذلك الذي بالشام يقصد من مروان وكان ذلك بعد معاوية ان ذلك ان ذلك الذي بالشام يقصد مروان وزياد ابن ابيه والله ان يقاتل الا على الدنيا وان هؤلاء الذين بين اظهركم والله ان يقاتلون الا على الدنيا. يشير الى القراء لانه كان في العراق وان ذاك الذي بمكة يعني من ابن الزبير والله يقاتل الا على الدنيا هكذا قال رضي الله عنه علق شيخنا رحمه الله على هذه آآ الجمل فقال اعني شيخنا ابن عثيمين قال هذا رأي ابي برزة وكأنه حكم بذلك لما رأى ان الفتن العظيم لما رأى من الفتن العظيمة والا فان الاصل والا فالاصل ان البيعة للاول فالاول والبيعة الاولى كانت ليزيد وان كان وان كان هؤلاء اتقى منه واعلم وان كان هؤلاء اتقى منه واعلم وقال الحافظ رحمه الله الذي يظهر نعم هذا في الحديث الذي بعده لكن المقصود من هذا من حديث ابي برزة الاسلمي اه وان الامام البخاري رحمه الله اراد ان ينبه على ماذا ينبغي عند نزول الفتن فنستفيد منه استشارة اهل العلم والدين عند نزول الفتن هذا ابو المنهال قصد ابا برزة وهو من بقايا الصحابة واجلة الصحابة ليستشيره. وهكذا ينبغي كما اسلفنا اذا نزلت نازلة ان يقصد الانسان اهل العلم كما ذهب اهل البصرة الى انس بن مالك حينما لقوا من الحجاج ما لقوا فامرهم بالصبر الفائدة الثانية بذل العالم النصيحة لمن استنصحه بذل العالم النصيحة لمن استنصحه فان ابا برزة لم يمتنع عن جوابي اه سائلين بل لما استطعموه الحديث اجابهم الفائدة الثالثة الاكتفاء في انكار المنكر بالقول لان ابا برزة لم يزد على تكلم وابدى سخطه على احياء قريش الذين تنازعوا الملك ولو في غيبة من ينكر عليه ليتعظ من يسمعه فيحذر من الوقوع فيه وافاد ذلك ان ابا برزة متخل عن الجميع. لانه اقسم انهم يقاتلون على الدنيا حلف على هذه الطوائف الثلاث بانهم يقاتلون الا على الدنيا اه ثم ذكر حديث حذيفة قال رحمه الله تعالى عن ابي وائل رضي الله عنه قال ان المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. كانوا يركنون المسلمون واليوم يجاهرون قال حدثنا خلاف ولا حدثنا بسعة عن حديث ابي ثابت عن ابي الشهداء عن حذيفة رضي الله عنه قال انما كان النفاق على عهد النبي صلى الله عليه تأمل يوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان. نعم اه في هذا الحديث المروي عن حذيفة رضي الله عنه آآ قوله ان المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم آآ جاء عن ابي وائل قال قلت لحذيفة النفاق اليوم شر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضرب بيده على جبهته وقال هو اليوم ظاهر. انهم كانوا يستخفون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ان المنافقين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر خوفا على انفسهم اما في في الوقت الذي بلغه حذيفة فقد جاهروا بنفاقهم كما يرى رضي الله عنه فيحمل كلام حذيفة على انهم يجهرون عند قوم ويسرون عند اخرين لانهم لا يكونون منافقين الا بذلك لا يكونون منافقين الا بان يكون لاحدهم وجهين لا يحمل كلامه على انهم يجهرون عند قوم ويسرون عند اخرين هذا من اه صفاتهم ويقول الحافظ رحمه الله الذي يظهر ان حذيفة لم يرد نفي الوقوع وانما اراد يعني نتي وقوع النفاق وانما اراد نفي اتفاق الحكم. لان النفاق اظهار الايمان واخفاء الكفر. ووجود ذلك ممكن في كل عصر وانما اختلف الحكم لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتألفهم ويقبل ما اظهروه من الاسلام ولو ظهر منهم احتمال خلافه واما بعده فمن اظهر شيئا فانه يؤاخذ به ولا يترك لمصلحة التألف لعدم الحاجة الى ذلك ثم انتقل الى باب اخر فقال قال رحمه الله تعالى باب لا تقوم الساعة حتى يقبط اهل القبور. قال حدثنا اسماعيل قال حدثني ما لك عن ابي الزنا عن ابي الزناد عن الاعوج عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوم الساعة يقوم الرجل بقتل الرجل فيقول يا ليتني مكانه. نعوذ بالله. لا تقوم الساعة حتى يغضب اهل القبور. القطة معروفة يقول ابن بطال تغبط اهل القبور وتمني الموت عند ظهور الفتن. انما هو خوف ذهاب الدين بغلبة واهله وظهور المعاصي والمنكر ويقول الحافظ وليس هذا عاما في حق كل احد انما هو خاص باهل الخير روى مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول يا ليتني مكان صاحب هذا القبر وليس به الدين الا البلاء وليس به الدين الا البلاء يعني اه كثرة الفتن وليس مثلا الشهوات وغيرها وهذا ضبطها وليس به الا الدين وليس الدين كما توهم بعضهم. بل ضبطها وليس به الدين الا البلاء. يعني انها تكثر الفتن المصائب حتى يتغبط اهل القبور فهذا خبر صادق من النبي صلى الله عليه وسلم لابد واقع يتمنى الرجل الموت وهنا اشكال وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تمني الموت فقال لا يتمنين احدكم الموت لضر اصابه فان كان لا بد فاعلا فليقل اللهم احيني ما علمت الحياة خير لي وتوفني اذا علمت الوفاة خيرا لي فاجيب عن ذلك باجوبة فقيل لكونه لا يتعلق بالبدن وقيل هذا اخبار عن شدة وليس بيان حكم وهذا متوجه يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم اه لا تقوم الساعة حتى يقع كذا وكذا. ليس هذا من باب الاقرار في جواز تمني الموت ولكن من باب الاخبار لان هذا سيبقى قال قائل اليست مريم رضي الله عنها في الموت فكيف وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فكيف يكون هذا من شأن الصديقين ومريم الصديقة وامه صديقة هنا قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا فيقال ان مريم رضي الله عنها لم تتمنى وانما تلطفت ما قالت ليتني اموت كما تقوله بعض النساء الان اذا وقعت في مصيبة وانما قالت يا ليتني مت قبل هذا وفي هذا ما لا يخفى من التأدب مع الله عز وجل ففرق بين قولها يا ليتني مت قبل هذا وبين ان تقول قائلة ليتني اموت والمقصود ان الانسان لا يتمنى الموت لضر اصابه يقول آآ بما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم اللهم احيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني اذا علمت الوفاة خيرا اه ثم قال بعد ذلك لعلنا نذكر من الفوائد نعم قد اشرنا الى بعضها. او ذكرنا هذه المسألة وهي مسألة تمني الموت لكن آآ مناسبة هذا الباب لكتاب الفتن ان ذلك يحصل عند كثرة الفتن. يقول القرطبي كأن في الحديث اشارة الى ان الفتن والمشقة البالغة ستقع حتى يخف امر الدين ويقل الاعتناء به طيب ثم قال قال رحمه الله باب جميل باب جميل عليه وابو تغيير الزمان حتى يعبد الانسان. قال حدثنا ابو اليمان قال قال قال رحمه الله تعالى اخبرني ابو هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله قال لا تقوم الساعة حتى تضطرب ايات النساء تغص على على يد خالصة الخالصة حتى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال حدثنا عبدالعزيز بن عبدالله بن سليمان عن ابي بريث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يقوم حتى حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصافه هذا الباب باب تغير الزمان حتى يعبد الاوثان. مناسبة هذا الباب لكتاب الفتن ان في قصة دي الخلصة التغير بالكفر والشرك وفي قصة القحطاني التغير بالفسق والظلم اه هذا يدل على تغير الزمان وذكر فيه آآ حديثين اه حديث ابي هريرة لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات تصح الايات اليات بسخون اللام واليات بفتحها وهي جمع الية وهي العجيزة وهي العجيزة يعني المؤخرة اليات نساء جوس ودوس آآ قبيلة يمنية معروفة واذا قيل قبيلة يمانية ما دون مكة او جنوب مكة كله كان يقال عنه يمن حتى تضطرب اليات نساء دوس على ذي الخلصة وجوس محلها ليس ببعيد وهي ما يسمى الان بالباحة وما حولها فكانت دوس تقطن تلك المناطق ومنهم الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه ومنهم ابو هريرة نفسه رضي الله عنه فانه من دوس. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اهد دوسا واتي بهم جاءوا مع الطفيل ابن عمرو لا تقوم الساعة وهذا علم من اعلام النبوة حتى تضطرب. وش معنى تضطرب؟ يعني يضرب بعضها بعضا. يعني ان نساء داوس في اخر الزمان يطفن بصنم مشهور عندهم في الجاهلية سيبعث في اخر الزمان يعني يخرج في اخر الزمان ويطوفن حوله حتى تضطرب مؤخراتهن حتى تضطرب اليات نساء دوس على ذي الخلصة وذو الخلصة طاغية دوس يعني الصنم الذي كانوا يعبدون في الجاهلية والعياذ بالله وذكر فيه لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه معنى يسوق الناس بعصاه كناية عن غلبته عليهم وانقيادهم له وفي هذا اشارة الى خشونته الى خشونته عليهم وعسفه بهم. وقيل انه يسوقهم حقيقة بعصاه كما تساق الابل والماشية لشدة عنفه وعدوانه اه نستفيد من آآ هذين الحديثين تغير الزمان واهله بسبب الفتن الواقعة تغير الزمان واهله بسبب الفتن الواقعة نستفيد ايضا الاشارة الى مسارعة النساء في الفتنة والشرك وهذا قد اسثنا فيه القول وذكرنا لكم اه ان من حديث الدجال ان اكثر من يتبعه الاعراب والنساء ومن الفوائد الحذر من احياء تراث الجاهلية واثارها ان من الناس من ينادي باحياء الاثار دون تمييز بين اثر واثر فاذا كان الاثر له صبغة جاهلية ويذكر بيوم من ايام الجاهلية وبفعل من افعال الجاهلية فانه يجب اماتته ولما قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم اني نذرت ان انحر ابلا ببوانة وبوانا موضع اقرب ما يكون له ينبع قال هل كان فيها وثن من اوثان الجاهلية؟ قالوا لا. قال هل كان فيها يوم من ايامهم؟ قالوا لا. قال فاوفي بنذرك فدل ذلك على ان مكانة فيه احياء لشعار الجاهلية فانه يجب تركه. لا يجوز احياءه ويستفاد ايضا ذكر علامة من علامات الساعة وعلم من اعلاء النبوة وهو ان نساء دوس يطوفن ذي الخلصة وان الشرك يعود الى جزيرة العرب فان قال قائل اليس قد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان ايسر ان يعبد غير الله في جزيرة العرب يقول نعم قد قال لكن هذا اخبار عن ما وجد الشيطان في نفسه. لما رأى من عز الاسلام وانتشاره فبلغ به الامر حد اليأس ولكن هذا لا يمنع ان يقع ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وان تعود آآ الطوائف الى الشرك فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه لا تقوم الساعة حتى تعبد فئام من امته الاوثان. والعياذ بالله طيب ثم قال بعد ذلك قال رحمه الله تعالى من خروج النار. وقال انس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم اول اول اشراف الساعة نار قال حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا شعيب عن الزهري عن سعيد ابن المسيب قال اخبرني ابو هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوم الساعة حتى تكون نار من ارض الحجاز قال نعم آآ النار الاولى غير النار الثانية النار الاولى هي اه شرط من اشراط الساعة الكبرى قال اول اشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق الى المغرب النار احد الاشراط العشرة الكبرى التي اه قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث اه ابي حذيفة الغفاري قال اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر الساعة وقال فيما تذاكرون لا نتذاكر الساعة قال انكم لن تروها حتى تروا قبلها عشر ايات حتى تروا قبلها عشر ايات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم ومأجوج ويأجوج ومأجوج. وثلاث خسوف خسف في المشرق. وخسف في المغرب وخسف في جزيرة العرب واخر ذلك نار تخرج من اليمن فتطرد الناس الى محشرهم رواه مسلم ولا تعارض بين الحديثين. لانه قال في حديث الباب اول اشراط الساعة نار. وقال في الحديث الذي رواه مسلم آآ انفا واخر ذلك نار تخرج من اليمن فتطرد الناس الى محشرهم. كيف الجمع؟ بين اول واخر اما كلمة اخر في حديث مسلم فهي اخرية باعتبار ما معها من الاشراط التسعة واما الاولية المذكورة هنا فهي اولية باعتبار ما يعقبها من التغيرات الكونية من التغيرات الكونية الكبرى وانتثار نظام العالم هذا هو الجمع بين اللفظين وهذه النار المشار اليها هي نار تنبعث من قحر عدن تتبع الناس والناس يفرون منها فتطردهم تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا ومن تخلف اكلت حتى يهرب الناس على الابل ويتعاقبون يعتقدون على البعير الاثنين والثلاثة يهربون من وجهها باتجاه الشام تطردهم من المشرق الى المغرب فهي شرط من اشراط الساعة الكبرى واما النار الثانية التي تخرج في ارض الحجاز فهذه قد وقعت. وجرت وقد ذكرها المؤرخون جميعا وهي آآ التي ظهرت بنواحي المدينة في اليوم الثالث من شهر جمادى الاخرة عام ست مئة واربعة وخمسين للهجرة سنة ست مئة واربعة وخمسين للهجرة في اليوم الثالث من الشهر السادس ظهرت نارا في المدينة وسال من جرائها واد من نار. يعني انها نار بركانية. كما تشاهدون في بعض المقاطع التي تظهر البراكين وخشي اهل المدينة ان تصل اليهم حتى وصلت موضعا قريبا من البقيع وخاف اهل المدينة ومن شدة حرها انه احترق جزء من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه النار قد وقعت كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم نار ذات لهب عظيم مرتفع اضاءت له اضاءت له اعناق الابل في بصرى الشام الله اكبر فهذا اه وقع ليلة الاربعاء وبقيت الى ضحى يوم الجمعة من ليلة الاربعاء الى ضحى يوم الجمعة فهذه يعني النار آآ قد وقعت وبشرى هي هي بلدة في حوران في بلاد الشام اه طيب ثم قال بعد ذلك حدثنا قال حدثنا عبد الله ابن سيرين يا جبريل قال حدثنا قال حدثنا عن كيف نعبد الله عبد الرحمن عن جده حفص ابن عاصم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يحصر على كنز من ذهب فمن حضره فلا يدخل الجنة. فلا يأخذ منه شيئا. قال عقوبة وحدثنا نبي الله قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم الا انه قال يحسر عن بيت الله نعم هذا ايضا فيه ذكر شرط من اشراق الساعة الذي لابد كائن يقول النبي صلى الله عليه وسلم يوشك الفرات. يوشك بمعنى يقرب والفرات هو النهر المشهور الذي يشق ارض العراق دجلة والفرات. فالفرات نهر مشهور معروف ان يحسر معنى يحسب يعني آآ يجزر ماؤه وينحسر في ظهر كنز من ذهب وفي رواية انه جبل من ذهب وهي رواية الثانية تسميته كنزا لانه كان مخبوءا غطاه الماء والطين والتراب ووجه كونه جبلا انه لما انحسر عنه بدأ متراكبا كالجبل لكل لفظ توجيه يناسبه فهذا لابد واقع ودعك عن اولئك المؤولين الذين يعمدون الى هذه النصوص ويحملونها على معان متكلفة متعسفة مجازية فيقول قائلهم المقصود حذف الفرات عن كنز من ذهب الذهب الاسود البترول وانه يظهر كل هذا من التجني على النصوص. والنبي صلى الله عليه وسلم اعلم بما قال. وسياق الحديث يدل على جبل حقيقي من ذهب عليه الناس يقال يوشك ان يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا وشيء نكرة في سياق النهي. والنكرة في سياق النهي تدل على العموم يقول الحافظ الذي يظهر ان النهي عن اخذه لما ينشأ عن اخذه من الفتنة والقتال عليه ولهذا قال في الحديث الذي آآ بعده نعم اه نعم قد جاء في حديث اه وهو حديث اه ابي هريرة رضي الله عنه يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل عليه الناس فيقتل من كل مئة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم يعني في نفسه لعلي اكون انا الذي انجو. رواه مسلم الله اكبر لهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ان يأخذ منه شيئا يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل عليه الناس فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي اكون انا الذي انجو رواه مسلم ومما يوافق هذا الحديث في معناه ما رواه مسلم ايضا من حديث ابي هريرة مرفوعا شقيق الارض افلاذ كبدها امثال الاسطوان امثال الاسطوانة عن الاعمدة المستديرة من الذهب والفضة فيجيء القاتل فيقول ويجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي. ثم يدعون فلا يأخذون منه شيئا يعني انها تهبط قيمته فلا يبالون بالذهب ولا بالفضة لوفرتهما او لانشغالهم بالفتن السائدة هكذا قال تقيء الارض افلاذ اكبادها امثال الاسطوان من الذهب والفضة. فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت. يعني هذا الذي ترونه لاجله كنت يوما من الايام قتلته رجلا ويجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي. يعني يدي قطعت لانني سرقت من الذهب والفضة. ثم لا يأخذون منه شيئا. ما عاد يساوي عندهم شيء لما ذكرت لكم انه اما بوفرته واما لانشغالهم بالفتن اعاذنا الله واياكم. ولهذا قال الحافظ بن حجر رحمه الله يقع ذلك في الزمن الذي يستغني فيه الناس عن المال اما لاشتغال كل منهم بنفسه عند طرق الفتن فلا ينوي على الاهل فضلا عن المال وذلك في زمن الدجال وانا بحصول الامن المفرط والعدل البالغ بحيث يستغني كل احد بما عنده عما في يد غيره وذلك في الزمن المهدي وعيسى ابن مريم واما عند خروج النار التي تسوقهم الى المحشر. فيعز حينئذ الظهر وتباع الحديقة يعني البستان بالبعير الواحد. ولا يلتفت احد حينئذ الى ما يثقله من المال. بل يقصد نجاة نفسه ومن يقدر عليه من ولده واهله قال وهذا اظهر الاحتمالات وهو المناسب لصنيع البخاري وهو المناسب لصنيع البخاري لان البخاري ذكر هذا مع ذكر انحسار الفرات عن جبل من ذهب كل هذا مما لا بد ان يقع كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم فنستفيد من هذه الاحاديث وجوب الايمان واسراطها وانه لا يجوز التعدي والتجني على ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من اشراط الساعة بحملها على غير ظاهرها او ردها او بتأويلها تأويلا باطلا او ما اشبه ذلك من الطرائق بل تصفيق ما اخبر به وقبوله وانتظار وقوعه آآ ثم قال بعد ذلك وفيه ايضا خطر التنافس على الدنيا وانه من اعظم اسباب الفتن حيث يقتل من كل مائة تسعة وتسعون لا شك ان الفتن تنشأ من آآ الحرص على الدنيا وجمع الحطب قال رحمه الله تعالى باب قال حدثنا مسلم قال حدثنا يحيى عن قال سمعت حادثة ابن وهب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تصدقوا فسيأتي على الناس ثمان يمشي قال حدثنا عن عبد الرحمن عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى ترتجل فئتان عظيمتان ليكون بينهما مقتلة عظيمة يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهم الله وحتى وحتى كلهم يزعم انه رسول الله وحتى يقبض العلم وتكثر وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر وتظهر الفتن. ويكثر الهم ويكثر الهرج وهو القتل وحتى يكثر فيهم مالا او حتى يكثر فيهم المال فيفيض حتى حتى يهم رب المال قد يقبل صدقته وحتى وحتى يعلو وهو عليه فيقول الذي حتى يعلمه وحتى يعلمه علي فيقول الذي يعلمه فيقول الذي يعرضه عليه لا اغبني به وحتى يتطاول الناس في البنيان وحتى حتى تطلع الشمس من مغربها اذا طلعت ورآها الناس يعني امنوا اجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا ايمانا ولم تكن امنة من قبل وانكسرت في ايمانها خيرا الساعة ولا ولا تقومن الساعة قد رفعت الا فيهم فلا يطعمها. اه اما الحديث اول اه ففيه الحث على الصدقة وانه سيأتي على الناس زمان يمشي بصدقته فلا يجد من يقبلها. وذلك والله اعلم في زمان المهدي حين يفيض المال فلا يجد آآ احد من يقبل صدقته وقد جاء مصرحا به في في الحديث الذي بعده انه يفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته ويستفاد من هذا الحديث الحث على المبادرة الى الخيرات وان لا ينتظر اللسان ويبطئ ويستفاد منه اختلاف احوال الناس قرب قيام الساعة في هذا الوقت الذي نرى شفقة الناس على قبول الصدقات وبحثهم عنها والاستجداء. يأتي على الناس زمان لا يلتفتون للمال ولا يحرصون عليه بل يعرض عليهم فيابون قبولا اما الحديث الذي بعده وهو حديث ابي هريرة فلعله من اجمع الاحاديث ذكر اشراط الساعة بانواعها. فقد ذكر فيه اكثر من عشر اه اشراط من اشراط الساعة بعضها قد تقدم الحديث عنه وبيانه اه وقد قال الحافظ رحمه الله هذه المذكورات وامثالها مما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بانه سيقع بعد وقبل ان تقوم الساعة لكنه على اقسام يعني بانه سيقع بعد يعني بعد اخباره وقبل ان تقوم الساعة على اقسام احدها ما وقع على وفق ما قال في شيء قد تحقق فعلا من نشاط الساعة كالنار التي تضيء لها اعناق هذا قد تحقق في القرن السابع والثاني ما وقعت مباديه ولم يستحكم العلم ونزول الجهل مثلا والثالث ما لم يقع منه شيء ولكنه سيقع الساعة الكبرى نمر عليها مرورا سريعا قال لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة وقع ام لم يقع بين اه علي ومن معه ومعاوية ومن معه وهما فئتان عظيمتان من المؤمنين وقع بينهما مقتلة عظيمة في صفين هلكت فيها نحو سبعون الفا وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين. كلهم يزعم انه رسول الله. وهذا قد وقع كثير منه. لكننا لا نقطع بانه تم العدد لكن قطعا قد ظهر متنبئون كذابون منهم من ظهر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كبسيلمة والاسود العنسي ومنهم من بعده كسجاح ومنهم من جاء بعد ذلك على مر التاريخ في اماكن شتى ومن اشهرهم في العصور الاخيرة اه ميرزا غلام احمد القاضياني الذي تنتسب اليه الطائفة القاديانية الكافرة وينكرون ختم النبوة ويسمون انفسهم الاحمدية فان هذا متنبأ كذاب وقد جاء في حديث سيكون في امتي كذابون دجالون سبعة وعشرون منهم سبعة سيكون في امتي كذابون دجالون سبعة وعشرون ومنهم اربع نسوة واني خاتم النبيين لا نبي بعدي يعني ان مجموعة المجموع ثلاثين او واحد وثلاثين. لان العرب تجبر الكسر. سبعة وعشرون رجال واربع نسوة والمقصود بالمتنبئين ها هنا من يكون له ذكر ويكون له اتباع. اما المخبولون والمهووسون واصحاب الاضطرابات النفسية. هؤلاء لا حصر لهم ولا عد هؤلاء ليسوا بالحسبة ولا يكاد ينقطع منهم زمن ولا من يحكيهم ايضا آآ الادباء والمصنفون آآ في نوادرهم وغير ذلك. لا لا المقصود بالمتنبئين الكذابين من يكون له شيعة واتباع كتب ونحو ذلك. فهؤلاء ثلاثون كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وحتى يقبض العلم وقد تقدم وتكثر الزلازل اما الزلازل الحسية وهي اضطراب الارض او المعنوية وهي زلازل البدع والاهواء والفتن ولا مانع من حمل الجملة على النوعين. ويتقارب الزمان وتقارب الزمان اما لذهاب بركته او سهولة التواصل بحيث يقضى العمل الكثير الذي لا يقطع في العادة الا بالاشهر في زمن يسير. كما هو جار الان يعني اه في سويعات قليلة يذهب الانسان من شرق الارض الى غربها وفي ثوان قليلة يكلم الانسان اه من اقصى الدنيا الى اقصاها فهذا ربما يكون من تقارب الزمان. وتظهر الفتن وما اكثر ما ظهرت ولم تزل ويكسون هرج وهو القتل وقلنا لكم امس آآ ان اصل الهرش في لغة العرب هو احسنت. الاختلاط ولكنه حمل على القتل لانه اختلاط مع قتال وحتى يكثر فيكم المال وهذا لم يقع لكن سيقع سيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وذكرى لذلك مثالا انه يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه به او به وحتى يتطاول الناس في البنيان اي والله وهذا امر يعني العرب الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالحفاة العراة صاروا يتطاولون في البنيان وصار عندهم ناطحات سحاب تطاولوا في البنيان قديما وحديثا وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه كما تقدم ثم ذكر علامة او شرطا من اشراط الساعة الكبرى وهو حتى تطلع الشمس من مغربها الله اكبر وهو حدث مفزع في حديث ابي ذر انه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم مسجده والشمس تضيق للغروب. فقال يا ابا ذر اتدري اين تذهب الشمس؟ قلت الله ورسوله اعلم قال انها تذهب وتسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك ان تستأذن فلا يؤذن لها ويقال ارجعي من حيث جئت الله اكبر فبين الناس يعني يتطلعون لها من جهة المشرق ابطأت عليهم في الشروق. الشمس التي تطلع كل يوم في وقت محدد بالدقيقة تأخرت وحبست لا يدرون اين الشمس واذا بها تخرج من وراء ظهورها عياذا بالله يقول الله تعالى يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم امرا يتعلق بالساعة وهو انها تقع بغتة كما اخبر الله عز وجل ذكر من مظاهر ذلك ان الرجلين نشرا ثوبهما يعني البائع والمشتري بينهما قماش ثوب يطلق على القطعة من اه القماش ثوبا وبينما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه يعني تدركهما الساعة قبل ذلك والرجل قد انصرف بلبن لقحته يعني قد حلب ناقته واتى باللبن ولا يطعمك يعني لا ما ما يلحق ان يشربه لانها تقوم بغتة بغتة. بل الرجل يليق حوضه. يليق حوضه يعني يسويه بالطين. مثل نحن نقول الان يليس بمعنى يليق يليق حوضه فلا يسقي فيه ولا تقومن الساعة وقد رفع اكلته الى فيه فلا يطعمها وهذا ابلغ في بيان السرعة. رجل قد اخذ اللقمة ليرفعها في فتاة الساعة فتقطع عليه هذه الحركة اليسيرة فهي تأتي بغتة كما اخبر الله تعالى في هذا الحديث ذكر علامات النبوة او فيه علامات النبوة وفيه انقطاع زمن التوبة بطلوع الشمس من مغربها وفيه ان الساعة تقوم بغتة وفيه ان من علامات الفتن اتفاق الدعوة واختلاف القلوب لانه قال في الحديث عن الطائفتين المقتت المقتتلتين دعوتهما واحدة ومع ذلك فهذا من الفتن وهذا امر جار حتى بين بعض طلبة العلم تجد انهم كلهم على طريقة السلف ودعواهم واحدة ويوغر الشيطان قلوبهم فيتنابزون بالالقاب مع اتفاقهم في الاصول واتفاقهم في الرجوع الى الكتاب والسنة. لكن هكذا الشيطان يفتن في الذروة والغارب حتى يلقي في قلوب المؤمنين الغل الا من عصم الله عسى الله ان يعصمنا واياكم بعصمته ومن ذلك الرد على الخوارج كما اسلفنا لانه سمى الطائفتين المقتتثلتين مسلمين وفيه آآ ادخال آآ فيه ان افعال العباد مخلوقة ردا على القدرية لانه قال يبعث دجالون كذابون اذا من الذي بعثهم الله تعالى من الذي اضلهم؟ الله تعالى فافعال العباد مخلوقة خلافا لما تدعيه آآ القدرية ولا علمنا نقف عند هذا القدر ونتم ان شاء الله تعالى ما بقي بعد صلاة المغرب