هذا في الكلام من اول الفصل الى هنا في مسألة ان الانبياء افضل من الاولياء قطعا وتفضيل النبي على الولي ظاهر من جهة الدليل كما ذكر شيخ الاسلام من الادلة المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله شرح كتاب الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان الدرس الحادي عشر الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فصل والحقيقة حقيقة الدين دين رب العالمين رب العالمين. اذا اتفق عليها الانبياء والمرسلون. وان كان لكل منهم ساعة ومنهاة والشرعة هي الشريعة. قال الله تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. وقال تعالى ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا. وان الظالمين بعضهم اولياء بعض. والله ولي المتقين والمنهاج هو الطريق قال تعالى وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه وان يعرض عن ذكر ربي يسلكه صعدة بالشرعة من جهة الشريعة والمنهاج هو الطريق الذي سلك فيه. والغاية المقصودة هي حقيقة. يسلك فيه هو الطريق الذي سلكت او يسلك والطريق الذي سلك فيه. والغاية المقصودة هي حقيقة الدين. وهي عبادة الله وحده لا شريك له. وهي حقيقة دين الاسلام وهي ان يستسلم العبد لله رب العالمين. لا يستسلم لغيره. ومن استسلم لغيره كان مشركا. والله لا يغفر ان يشرك به. وان لم يستسلم استكبر عن عبادته كان ممن قال الله فيهم ان الذين يستكبرون عن عبادتي فيدخلون جهنم داحرين. ودين الاسلام هو دين الاولين والاخرين طيب من النبيين والمرسلين وقوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه عام في كل زمان ومكان فنوح وابراهيم ويعقوب والاصباح وموسى وعيسى والحواريون كلهم. دينهم الاسلام الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له. يعني دين الاسلام العام فكل دين بعث به الرسل هو دين الاسلام لكنه دين الاسلام العام يعني الذي يشترك فيه الانبياء والمرسلون الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله اما الاسلام الخاص فهو شريعة الاسلام الذي ارسل به محمد عليه الصلاة والسلام فالاسلام ثلاثة يطلق على ثلاثة اشياء الاسلام العام وهو دين الانبياء والمرسلين جميعا. الذي فيه قول الله جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه والثاني دين الاسلام الخاص وهو الاسلام الذي بعث به محمد عليه الصلاة والسلام والثالث هو الاسلام الاخص وهو ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله تقيم الصلاة تؤتي الزكاة تصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا اذا الاسلام في النصوص له هذه الاطلاقات الثلاث عام وخاص واخص نعم قال الله تعالى عن نوح يا قومي ان كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بايات الله فعلى الله توكلت. فاجمعوا فاجمعوا امركم وشركائكم. ثم لا يكون ثم لا ان امركم ولكن امركم عليكم امة ثم اقضوا الي ولا تنذرون وان توليتم فما سألتكم من اجل من اجري الا على الله ان اكون من المسلمين وقال تعالى ومن يرغب عن ملتي ابراهيم الا من سفن نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين. فلا تموتن الا وانتم مسلمون. وقال تعالى وقال موسى يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين. وقال السحرة ربنا افرغ علينا صبا وتوفنا مسلمين. وقال يوسف عليه السلام توفني مسلما والحقني بالصالحين. وقالت بلقيس واسلمت مع سليمان لله رب العالمين وقال تعالى يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار. وقال حواريون امنا بالله واشهد انا مسلمون فدين الانبياء واحد وان تنوعت شرائعهم كان في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان معشر الانبياء بننا واحد يمثلنا واحد قال تعالى شرع لكم من الدين ما وصف به ان وحوى الذي اوحينا اليه وما اسقينا به ابراهيم وموسى وعيسى عن اخيه الدين ولا تتفرقوا فيه صبر على المشركين ما تدعوهم اليه. وقال تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما عليم وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون وتقطعوا امرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون وقد اتفق سلف الامة وائمتها وسائر اولياء الله تعالى على ان الانبياء افضل من الاولياء الذين ليسوا بانبياء وقد رتب الله عباده السعداء ان ينعم عليهم اربع مراتب. فقال تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا. وفي الحديث ما طلعت الشمس ولا غربت على احد بعد النبيين والمرسلين افضل من ابي بكر وافظل الامم امة محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس. وقال تعالى ثم اورثنا كتاب الذين من عبادنا وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في المسند انتم تشوفون سبعين توفون انتم توفون انتم توقفون سبعين امة انتم خيرها وحكموها على الله واخر امة محمد صلى الله عليه وسلم. القرن الاول قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه انه قال خير قرون القرن الذي بعثت فيه ثم الذين ينقلونهم ثم الذين وهذا ثابت في الصحيحين من غير وجه. في الصحيحين ايضا عن عن عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لا تسبوا اصحابي والذين لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار افضل من سائر الصحابة قال تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل فتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا. وكلا وعد الله الحسنى. وقال تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. والسابقون الاولون الذين انفقوا من قبل فتح وقاتلوا والمراد بفتح صلح الحديبية فانه كان اول فتح اول فتح مكة وفيه انزل الله تعالى انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقالوا يا رسول الله اوفتح له؟ قال نعم وافضل الصادقين الاولين الثلاثاء الاربعة وافضلهم وافضلهم ابو بكر ثم عمر وهذا هو المعروف عن الصحابة والتابعين لهم باحسان الامة وجماهيرها وقد دلت على ذلك دلائل وحسنات منهاج لاهل السنة النبوية بنقل كلامه اهل الشيعة والقدرية وبالجملة اتفقت طوائف السنة والشيعة على ان افضل هذه الامة بعد نبيها واحد من الخلفاء. ولا يكون من من بعد الصحابة على ان افضل هذه الامة بعد نبيها واحد من الخلفاء ولا يكونون من بعد الصحابة افضل من الصحابة وافضل اولياء الله تعالى اعظمهم معرفة بما جاء به الرسول واتباعا له كالصحابة الذين هم اكملوا الامة في معرفة دينهم واتباعه وابو بكر الصديق اكمل معرفة بما جاء به وعملا به. فهو افضل اولياء الله. اذ كانت امة محمد صلى الله عليه وسلم افضل الامم وافضلها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وافظلهم ابو بكر رضي الله عنه وقد ظن طائفة غارطة ان خاتم الاولياء افضل افضل الاولياء حياة على قاتم الانبياء. ولم يتكلم احد من المشايخ المتقدمين بخاتم الاولياء الا محمد الا محمد ابن علي الحكيم فانه صنفا مصنفا ضرب فيه في مواضع ثم صار طائفة من المتأخرين يزعم كل واحد منهم انه خاد انه خاتم الاولياء ومنهم من يدعي انه خاتم الاولياء افضل من خاتم الانبياء من جهة العلم بالله. وان الانبياء يستفيدون العلم بالله من جهته. كما زعم ابن عربي صاحب كتاب الفتوحات المكية وكتاب الفصوص وخالف الشرع والعقل مع مخالفة جميع انبياء الله تعالى واوليائه ما يقاوم من قال وخر عليهم السقف من تحتهم لا عقل ولا قرآن وذلك ان الانبياء افضل في الزمان من اولياء هذه الامة والانبياء عليهم الصلاة عليهم افضل الصلاة والسلام افضل من الاولياء فكيف الانبياء كلهم؟ والاولياء انما يستفيدون معرفة الله ممن يأتي ويدعي انه خاتم الاولياء وليس اخر اولياء افضلهم. كما ان اخر الانبياء افضلهم فان فضل النبي صلى الله عليه وسلم ثبت بالنصوص الدالة على ذلك. كقوله صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم ولا فقر وقولك اتي باب الجنة فاستفتح فيقول الخازن من انت؟ فاقول محمد فيقول بك امرت الا افتح لاحد من قبلك وليلة المعراج رفع الله درجته فوق الانبياء كلهم. فكان احقهم بقوله تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات لغير ذلك من الدلائل. كل منهم يأتيه الوحي من الله لا سيما محمد صلى الله عليه وسلم. لم يكن في محتاج الى غيره لم تحتاج شريعته الى سابق ولا الى لاحق بخلاف المسيح احالهم في اكثر الشريعة على التوراة وجا المسيح فكملها هذا كان نصارى محتاجين الى النبوات المتقدمة عن المسيح كالثورات والزبوت والثماني اربعة وعشرين نبوة وكانت مكان الامم قبلنا محتاجين الى محدثين بخلاف امة محمد صلى الله عليه وسلم فان الله اغناهم به فلم يحتاجوا معه الى نبي ولا الى محدد بل جمع له من الفضائل والمعارف والاعمال الصالحة. ما فرطه في غيره من الانبياء. فكان ما فضله الله بهما بما انزله اليه. وارسله اليه بالتوسط بشر وهذا من خلاف الاولياء فان كل من بلغت بلغه رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لا يكون وليا لله الا باتباع محمد صلى الله عليه وكل ما حصل له من الهدى ودين الحق صلى الله عليه وسلم وكذلك من بلغه رسالة رسول اليه لا يكون وليا اني لا الا اذا اتبع ذلك الرسول الذي ارسل اليه الكثيرة في الباب وظاهر ايضا من جهة التعليل فان الولي لم يكن وليا الا باتباعه للنبي فبسبب اقتدائه بالنبي واتباعه له صار وليا وجاءته الكرامة من جهة اتباعه للنبي عليه الصلاة والسلام فهوى دائما اقل رتبة والاولياء في هذه الامة اكملهم وارفعهم درجة الاربعة الخلفاء ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين والطوائف التي فضلت الاولياء على الانبياء او فضلت خاتم الاولياء على خاتم الانبياء ثلاث طوائف اما الاولى فهم غلاة الصوفية والثانية هم الرافظة والاسماعيلية باعتبار عصرهم انها انهم طائفة واحدة والثالث الفلاسفة فاما غلاة الصوفية فزعموا ان جهة تفضيل الولي على النبي ان النبي انما يأخذ من الملك واما الولي فانه يأخذ من المعدن الذي اخذ منه الملك كما قال ابن عربي في خصوصه النبي يأخذ بواسطة والولي يأخذ بلا واسطة لهذا كتب ابن عربي كتابه المعروف الاربعين عن رب العالمين يعني التي حدث بها عن رب العالمين المباشر بما سمعه منه وهذا من جهة التفضيل عندهم ان الولي يصل الى المكاشفة من حيث لا يكون هناك حجاب والانبياء حجبوا منهم من كلم في بعض الاحيان. اما الولي فانه اذا اختار ان يسمع الكلام فلا عليه الا ان يصفي قلبه يعمل الرياضات الخاصة عندهم الرياضات الروحية ثم ينكشف لها الحجاب فيصبح يرى ما يحدث في الملكوت ويسمع اوامر الحق جل وعلا ليه؟ الملائكة والطائفة الثانية الرافضة والاسماعيلية فان الرافضة يزعمون ان ائمتهم لهم من المقام ما ليس للانبياء وعندهم هذا من ضروريات المذهب حيث يقول بعض ائمتهم من ضروريات مذهبنا ان لائمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل يعني مما لا يحتاج فيه الى استدلال اصلا ضروري. ان الائمة الاثني عشر ابتداء من علي الى العسكري او لا لا يبلغهم ملك مقرب ولا نبي مرسل قال وانهم كانوا قبلها قبل خلق هذا العالم انوارا فجعلهم الله بعرشه مهتقين وجعل لهم من المنزلة والزلفة ما لم يجعله لاحد من العالمين والاسماعيلية قرامطة والعبيديين والنصيرية والدروز زعموا ان الاولياء اولياءهم اعظم من الانبياء من جهة ان الولي وهم اولياء سبعة عندهم اه او اربعة ان الولي يحل فيها الحق جل وعلا وليس كل نبي يستحق هذه المنزلة فالاولياء تميزوا على الانبياء بانه يحل فيهم الحق جل وعلا فيصبحون صورة لله جل وعلا صورة ناسوتية وليست لاهوتية يعني بحلول الحق جل وعلا فالجثمان جثمان انساني ولكن العلم والحكمة والامر والنهي الهي والطائفة الثالثة ممن يقولون بتفضيل الاولياء على الانبياء الفلاسفة فان الفلاسفة يقولون النبوة والفلسفة تجتمع في شيء واحد وهو ان الجميع فيه تحصيل راية الحكمة والنبوة تحصيل الحكمة فيها بواسطة الملك لا دور للنبي في تحصيل الحكمة بادراكه وعقله وسعيه وبذله واما الفيلسوف الحكيم فانه حصل له هذا المقام وهو ادراك الحكمة بفعله وادراكه وبذله وعقله وفهمه فلهذا الفيلسوف تساوى مع النبي في ادراك الحكمة ولكن زاد على انه ادركها بعقله وبحثه ونظره وذاك بواسع ومن ادرك بنفسه ارفع درجة ممن ادرك قواسه. وهذا القول وكل الاقوال الثالثة زندقة فكل من قال بهذا القول فهو زنديق يستتاب على الكفر فان تاب والا قتل وبعض اهل العلم قال يجب استتاب يجب قتله من بلا استتابة من اظهر هذا القول فانه يجب قتله بلا استتابة لان هذا القول مما لا شبهة فيه اصلا وانما هي زندقة محضة ما ذكره شيخ الاسلام في تفصيل الكلام واضح من ان الرسالات جميعا جاءت بالاسلام وان الرسل انما يقبلون بالاسلام لله رب العالمين وباتباع وباتباع الانبياء والرسل اقوامهم والاولياء الى اخر مسار من الايات والاحاديث في هذا الباب نقف عند هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا