المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ. شروحات كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شرح كتاب الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. الدرس الرابع الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين الله تعالى قال الله تعالى ومن يعفى عن ذكر الرحمن فان له شيطان له من قريب وذكر الرحمن هو الذكر المريد. صلى الله عليه وسلم. مثل القرآن. فمن لم يؤمن بالقرآن فهو يعتقد ذنوبا فقد اعرض عنه ويقال انه الشيطان به قال تعالى وهذا منكم مبارك وقال تعالى ومن اعرض عن ذكري فانه معيشة ضنكا ونحسبه يوم القيامة هذا صلة لما سبق من ان اولياء الله جل جلاله اهل الايمان والتقى والطاعة فلا يوصفون الا بمتابعة الكتاب والسنة. والايمان والتقوى فليسوا بمعرضين عن ذكر الله بل مقبلون عليه. فالذي لا يقرأ القرآن ولا يستمع ما فيه. ولا يهتم بسنة النبي العدنان بل يخالفها في اقواله واعماله وعلمه فان هذا ليس من اولياء الله بل اولياء الله جل وعلا هم المؤمنون المتقون فهذا تتمة لما سلف الكلام عليه من وصف اولياء الله لانهم اهل ذكر الله واهل طاعته وتقواه نعم وقال تعالى فدل ذلك على ان هو اياته التي انزلها. ولهذا نادتنا لو ذكر الرجل الله سبحانه وتعالى دائما ليلا ونهارا مع غاية وعبده مجتهدا في عبادته ولم يكن استدعا بمثله الذي انزله وهو القرآن. كان من اولياء الشيطان ولو طارت الهواء فان الشيطان يحمله في الهواء وهذا مشقوق في غير هذا الموضع ومن الناس من يكون اسمه ايمانا وفيه كعبة نفاق. كما جاء في الصحيحين عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه وعن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اربع من كن فيهم كانوا منافقا خامسا ومن كانت اليه فتنة منهم خصلة خصلة. اذا حدث بعد ان افلت واذا عاهد بدر وفي الصحيحين ايضا عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المقصود المقصود بهذا الخصم ان يكون يغلب على امره ذلك اما من حصل منه مرة كذب في الحديث او خيانة للامانة او اخلاف للوعي فلا يكون فيه بهذا شعبة من شعب النفاق فليكون عنده معصية. فالشعبة من شعب النفاق تكون لمن كان على ذلك مستمرا كان اذا حدث كذب يكذب في الحديث دائما او يغلب عليه كذب معروف بالكذب في الحديث فهذا هو الذي يكون في خصلة من النفاق. وكذلك اذا عاهد غدر او اذا اؤتمن خان او اذا خاصم فجر اما حصول ذلك على جهة القلة فليس هذا دليلا على شعب النفاق في من كانت فيه وقوله اذا وعد اخلف اذا وعد اخلف يعني اذا اعطى الوعد ناويا به الاخلاء اما اذا وعد على رجاء الوفاء ثم حصل منه الاخلاف فان هذا غير مراد هنا كما هو مبسوط في مكانه في الشروح. نعم في الصحيحين ايضا عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال او بضع وسبعون شعرة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذان شعبة من الايمان فبين النبي صلى الله عليه قال نعم وثبت في الصحيح عنه انه قال اربع في امته امر الجاهلية الفقر في الاحسان والطعن في الانساب وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه الفخر الفخر في الاحساب بقصد الترفع على القبائل الاخرى يسخر بحسبه لاظهار فظله على غيره اما الفخر فالحسب لاظهار حسبه وانه اصيل ونحو ذلك دون ترفع على غيره وليس هذا بمراد هنا لانه ليس من امر الجاهلية كذلك الطعن في النسب المقصود منه طعنا في الانساب بغير دليل او لالتراء الناس ونحو ذلك والقاعدة الشرعية ان الناس مؤتمنون على انسابهم لكن من ادعى نسبا هو فيه كاذب فتكذيبه فيه بما يعلم انه كاذب فيه ليس طعنا في النسب وتفصيل شرح هذا الحديث في شرح كتاب التوحيد وفيه شروح كتب السنة. نعم في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اية المنافق ثلاث اذا حدث واذا وعد اهلك والى وفي صحيح مسلم. وان صام وصلى ودعى انه مسلم وذكر البخاري عن ابي بنيكة انه قال ادركت ثلاثين من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. كلهم يخافوا على نفسه وقد قال الله تعالى وما اصابكم يوما سقم جمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين قالوا فقد دعا هؤلاء لانفسنا اقرب منهم من ايمان. فعلم فعلم انهم مخلطون اقوى وغيرهم يكون مفرطا وايمانه اقوى واذا كان اولياء الله هم المؤمنون هم واذا كان اولياء الله لا يحسنون المتقون. المؤمنين ام المؤمنين والمؤمنين المتقين وبحسب ايمان العهد وتقواه وتقواه لله تعالى وان كان المؤمنين المتقين لان المؤمنين المتقين خبر كامل ها؟ اذا كان اولياء الله هم هذا ضمير فصل لا محل له من الاعراب ما له اعراب. ليس مبتدأ وما بعده خبر او جملة. خبر كان هذا ضمير فصل لا محل له من الاعراب وما بعده خبر كان كقوله جل وعلا الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها. الذين كذبوا شعيبا كانوا هم خاسرين كانوا هم الخاسرين وقوم نوح من قبل في قوله اه في قوم نوح سورة النجم انهم كانوا او في قوله في سورة الانفال واذ قال اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك ضمير الفصل هو هم واشباهه اذا اتى بين المبتدأ والخبر في اسم كان وخبرها او في اسم انه خبرها او غير ذلك. فيراد به الفصل بين المبتدأ والخبر حتى ما يشابه الصفات كما يتشابه الخبر بالصفة بالمعنى. لانه بدون هم تقرأها هكذا. واذا كان اولياء واذا كان اولياء الله المؤمنون المتقون هنا تقول اولياء الله المؤمنون المتقون. مبتدأ وخبر ايش تبي هل المؤمنون المتقون؟ نعم الخبر لم يأتي او انها خبر. اولياء الله المؤمنون المتقون لهم الجنة هذا محتمل لكن اذا قلت اولياء الله هم المؤمنون المتقون ظهر بالفصل ظمير الفصل انك فصلت بين الخبر والمبتدأ بهم لئلا يشتبه الخبر بانه نعي للمبتدأ وهذا على طريقة عامة النحات وان كان سيبويه اجاز على لغة بعض العرب ان يكون الضمير هذا ضمير الفصل مبتدأ وما بعده خبر والجملة خبرا للمبتدأ وعليها بعظ القراءات في بعض الايات نعم فمن كان اكمل ايمانا وتقوى كان اكمل ولاية حميات فالناس متفاضلون في ولاية الله عز وجل ولاية الله. في ولاية الله بحسب تفاهمهم في الايمان والتقوى. بحسب بحسب بحسب تفاعلهم في الايمان والتقوى. وكذلك تفاضلون في عداوة الله بحسب تفاهمهم قال الله تعالى فاما الذين امنوا لعل الله ان يستغفرون واما الذين في قلوبهم مرض فذلك وهم كافرون وقال تعالى وقال تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم قال تعالى في المنافقين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا. فبين سبحانه وتعالى ان الشق الواحد قد يكون من مؤمن ولاية الله في حسن ايمانه. فقد يكون فيه قسط من عداوة الله بحسن حسن ونفاقه. وقال الذين امنوا ايمانا وقال تعالى يزدادوا ايمان مع ايمانهم هؤلاء هذا الفصل السابق لبيان ان الولاية ليست مرتبة واحدة وان الاولياء متفاوتون وذاك لان شرطي الولاية الايمان والتقوى الا ان اولياء الله لا خوفا عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون ومن المتقرر ان الايمان في اهله متفاضل وان التقوى في اهلها متفاضلة. فنتج من ذلك ان ما ترتب منهما وهو وهي الولاية تتفاضل لان الايمان المتفاضل والتقوى متفاضلة فالولاية متفاضلة فالولي قد يكون عنده بعض ناس في الايمان هو التقوى. ولكن هو له نصيب من ولاية الله جل وعلا لما معه من الايمان والتقوى. لهذا نقول كل مؤمن له نصيب من الولاية وليس كل مسلم لكن كل مؤمن عنده ايمان له نصيب من ولاية الله جل وعلا وهؤلاء يتفاوتون فمن وصل الى مرتبة الايمان فهو من اولياء الله اذا كان من المتقين. لكن درجته فيه مختلفة سبب نقص الايمان او نقص التقوى في الولي ليس هو ارتكاب المعاصي وانما هو اما من جهة الاقتصاد واما من جهة انه لم يسابق بالخيرات فاذا الاولياء ليسوا بظالم انفسهم وانما هم من المؤمنين المتقين والمتقي اقل درجاته ان يكون تاركا للمحرمات ممتثلا بالواجبات. واكمل درجات هؤلاء ان يكون في الخيرات. لهذا يأتيك في الفصل بعده ان الاولياء على قسمين مقتصدون وسابقونا نكتفي بهذا نعم في بعض الشيء قطر قطر خلها ان شاء الله اذا كان في وقت قطر الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام رحمه الله واصحاب اللهم وجزاكم الله خيرا فقالت والسابقون امام الله ثم قال تعالى ومنقلب فاما وقال تعالى في سورة النساء ان الابرار كثيرا ويطعمون الطعام على قلبه مسكينا ولكن انا يومين الحياة وكذلك وما ادراك ما الذين يكذبون وما تكذب به الا اياتنا ثم يقال هذا النبي كتاب على رضي الله عنهما فانه تعالى ان يدل على خير يروون يروون صدق وهو كما قال تعالى كان عباد الله يقدمونها تسليما فعباد الله صلى الله عليه وسلم ومن ومن يستر على محسن يسره فسير الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما شفاه الله به الى الجنة ومن اتبع قوم في ملك من بيوت الله يتدون كتاب الله وتدارسونه بينهم الا وحثكم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن فقال صلى الله عليه وسلم من في الارض يرحمهم من في السماء. قال الترمذي حديث صحيح. وفي حديثنا في الصحيح الذي في السنن صلى الله عليه الرحمن خلقت الرحيم. وشكرت لها اسما بمثلي. فمن وصلها وصله ومن قطعها وقال ومن وصلها ومن وصلها قال ومن قطعها قطعه الله ومثل هذا كما تقدم وقد ذكره النبي صلى الله عليه يقول الله تعالى ولا يزال العبد يتقرب الي من مراته حتى احبه. فاذا وبصره الذي يمشي بها يفعلون لنا الله المستعان وتتقرب اليه بالنوافل بعد الفوائد. والمستحبات فلما تقربوا اليه بجميع ما يؤثرون عليه. من مخلوقاتهم احبهم الله وصحبا تاما ان الله تعالى يحب المنبر فقوله تعالى الصراط المستقيم وصراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين حب المطلق يعني الحب الكامل. حب المطلق يعني الحب التام. كنظائره الايمان المطلق يعني الكامل الهداية المطلقة الكاملة كفر المطلق يعني بالكامل بخلاف حب يعني اصله مطلق الايمان يعني اصله ومطلق الهداية يعني اصلها ومطلق الكفر يعني اصل الكفر وكل هذه قد تكون اقل درجات نعم. هذا الكلام واضح الكلام هذا واضح ما يحتاج الى قيادة بيان. هم. اي انعم عليهم الانعام في قوله تعالى ومن يطع الله ورسوله والشهداء والصالحين وحسن اولئك ربهم فهؤلاء الله عز وجل فكانت اعمالهم فكانت اعمالهم لله فشرفوا شرفنا كما عملوا كما عملوا والمقتصدون في نفوسهم. فلا يعاقبون عليه. ولا يغلبون عليهم ونظيرها عليكم السلام الى عبد رسول ونبي ونبي ملك. خير الله سبحانه محمدا صلى الله عليه وسلم. بين ان يكون عبدا رسولا وبين ان يكون نبيا ملكا. ملكا واما ان يكون نبيا ملكا اختار ان يكون رسولا فالنبي المني عليه الصلاة والسلام قصة سليمان. الذي قال ربي اغفر لي وهب لي في ملك لا ينبغي احد النساء هذا ايضا يفعل ما فرض الله عليك ويترك واما العمل المشهور فلا يعطي احدا ثابتا بربهم يشاء ويكون منزله. فليعلم من امره وبالعقائد. ويولي ويولي من امره ربه فاعمالهم كلها عبادات الله تعالى كما في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اني والله لا اعطي احدا ولا امنع احدا. انما انا ولهذا لقوله تعالى وقوله تعالى واعلموا ان ما ولهذا كان هذه الاموال كما ورده ذلك وغيره من السلف احمد فقد قيل بالخروج انه يكتب على واحمد واحمد ان العاشق هو افضل من النبي الملك. كما ان ابراهيم محمد عليه الصلاة والسلام. افضل الذين فهو من هؤلاء ومن كان مما يفعلون الله ويرضاه ويقصد ان ما في فله على ما امره الله هنا هذه مباحث متنوعة لكن يجمعها ان اولياء الله جل وعلا لا يكونون من الظالمين لانفسهم بل اولياء الله اما مقربون سابقون بالخيرات واما مقتصدون اصحاب يمين. واما الظالم لنفسه الذي خلط عملا صالحا واخر سيئا من الاشياء التي لا تكفر كفعل الكبائر واشباه ذلك فان هذا لا يسمى وليا بالاتفاق وله نصيب من الولاية وولاية الله. لحمده بقدر ما معه من الايمان لكن ليس له اسم الولي فالاولياء هم الصالحون من عباد الله القائمون بحقوقه وحقوق عباده اما مقتصدون واما مقربون سابقون بالخيرات لهم محبة الله جل وعلا وعونه وتوفيقه ومعيته الخاصة ذكر ايضا ان هذا نظير انقسام انبياء والرسل الى عبد رسول والى نبي الملك العبد الرسول كبولي العزم من الرسل النبي الملك يا يوسف وداوود وسليمان عليهم الصلاة والسلام وفرق بينهما بان النبي الملك يتصرف في المال باختياره يعني انه ينظر في المصالح العامة وفيما يراه فيتصرف في المال بما يراه اذ المال في يده فيتفرق فيه كيف يشاء فيما لم يأتي فيه امر او نهي بخصوصه واما العبد الرسول فانه قاسم يضع المال حيث امره الله جل وعلا ولا يجتهد فيه وهذا باعتبار الغالب وقد يجتهد فيه في بعض الاحوال. كما اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في بعض قسمة الفيض فاعطى رجلا واحدا ما بين جبلين من الابل والماشية وهكذا. ولهذا اختلف الصحابة رضوان الله عليهم كما ذكر لك ان اصح قولي العلماء ان ولي الامر والامام يتصرف في المال بما فيه المصلحة الدينية حيث امر الله جل وعلا والقول الاخر لاهل العلم ان ولي الامر يتصرف في المال حيث ينظر هو المصلحة فيه فيما يتعلق بما فيه المصالح والمفاسد من قسمة الفي ونحو ذلك. ولا يلزم له الرجوع لاهل العلم ولا لما يشاور فيه بل بما ينظر فيه. وشيخ الاسلام رحمه الله بسط هذه المسألة طويلا في كتابه منهاج. اهل السنة النبوية لما ذكر طعن الرافضة في عثمان وانه تصرف في الاموال كيف شاء قال شيخ الاسلام هناك ما حاصله ان اهل العلم في مسألة تصرف الوالي في المال على قولين منهم من يقول يأخذون بما عليه العبد الرسول فلا يضعون المال الا بما امر الله به في الشر. اذا لم يكن ثم امر في خصوصه وتعرضت له المصلحة فان عليه ان يشاور في وضع المال وعلى هذا سيرة ابي بكر وعمر فانهما لم يجتهدا في المال رضي الله عنهما قال والقول الاخر ان ولي الامر له ان يأخذ بسيرة النبي الملك فيتصرف في المال حيث كيف شاء مما يراه فيه لحق ولو كان فيه محاباة لبعض اهله واقاربه. قال وعلى هذا يخرج فعل عثمان رضي الله عنه معاوية رضي الله عنه وهما عثمان احد الخلفاء الراشدين ولم يخطئه احد من اهل السنة في فعله في تصرفه في المال وانما خطأه الضلال وكذلك معاوية وخير ملوك المسلمين وتصرف في المال على هذا النحو المقصود من هذا مثلا هذه تحتاج الى زيادة تفصيل لكن التنبيه على اصل هذه المسألة حيث اشار شيخ الاسلام هنا بقوله في اصح قولي العلماء ان ولي الامر يتصرف في الماء حيث المصلحة الشرعية فيما يحبه الله ورسوله بحسب اجتهاده. والقول الاخر ان له ان يتصرف حيث يرى هو المصلحة فيه دون الرجوع لاهل العلم الا فيما فيه امر ونهي من اداء الزكاة وصومها في مصارفه الشرعية. اما الفيء الذي يطيعه الله جل وعلا في الاموال العامة فله ان يجتهد فيها بحسب ما يراه. فهما قولان لاهل العلم وحبذا مراجعة المسألة في كتاب منهاج اهل السنة فقد بسطها واجاب عن قول الرافضة و الخوف والخوارج شيطانهم على عثمان وعلى معاوية رضي الله عنهما بالتصرف في المال وقال ان اهل السنة لم يطعن احد منهم في عثمان لاجل تصرفه في المال من جهة محاباته لاقاربه وتوليته بعض الولايات ذوي رحمه لان هذا راجع الى تخريج شرعي وعثمان اجل من ان يظن فيه انه يسير في ذلك وفق هواه. وانما يسير في ذلك وفق الاجتهاد الشرعي الذي يراه من كونه نائب في هذا المال عن النبي وله ان يعطي وله ان يمنع بحسب ما يراه فهما قولان والصحيح ما ذكر هنا من هن ولي الامر يتصرف في المال على وفق ما يحبه الله ورسوله المقصود من هذا التنبيه الى الفرق بين العبد لكن هذا له الاجتهاد وذاك ليس له الاجتهاد في الغرب اذا تقرر هذا فان اولياء الله جل وعلا يوصفون لانهم متنزهون عن قبول المباحات وشيخ الاسلام حرم على المسلم ان يأتي كل مباح سواء كان من مباحات النظر هل من مباحة في السماع ام مباحات العمل قال للمسلم ان يفعل بعض المباحات لكن ان يأتي كل مباح بلا تنزه عن قبول المباحات قل هذا لا يجوز له واخذ هذا من ظاهر قول الله جل وعلا لنبيه عليه الصلاة والسلام لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى وظاهر قوله جل وعلا اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فيرى ان التمتع بفضول المباحات لا يجوز والقول الاخر لاهل العلم ان التمتع بفضول المباحات جائز وهذا هو الظاهر لان قوله لا تمدن عينيك هذا للنبي عليه الصلاة والسلام خاصة وهذا يدل على تكميله عليه الصلاة والسلام والا يتعرض الى ما فيه انقاص لمرتبته العليا عليه الصلاة والسلام واما قوله اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا فهي في الكفار وليست في المسلمين فاولياء الله يتنزهون عن قبول المباحات. وليس كل مباح يأتونه. بل هناك مباحات لا تناسبهم. ولو كانت مباحة في الشرع ولكن ابو هريرة من المسلمين اما الاولياء فيتنزهون عن كثير من المباحات اما من جهة الورع واما من جهة ترك خوارم المروءة واما من جهة اشياء قد يروا قراء الولي لا تناسبه مثاله مثلا كثرة المزاح والضحك بان يغلب هذا على المرء وان كان مباحا اذا لم يكن ينطق بكذب واشبه هذا فلكن اولياء الله في قلوبهم من اجلال الله وخشيته والرغبة فيما عنده ما يجعله ما يجعلهم لا يكثرون من هذا وانما ان فعلوا فيكون على جهة الانبساط الوارد عنه عليه الصلاة والسلام. وهذا اصل في ان الاولياء فيما يفعلون من فضول المباحات يتابعون النبي صلى الله عليه وسلم في اصول ما فعل يضحكون بعضا من الوقت لانه ضحك عليه الصلاة والسلام وتبسم يفعلون بعض الاشياء التي فيها ترويح بما لا يكون قابحا واشبه ذلك بنية الاقتداء ونية العمل هذا في بعض المباحات لا في كل المباحات فالولي لا بد فيه ان يكون متنزها عن فضول المباحات واما الولي لا يتصور فيه من حيث الواقع ان يأتي كل مباح فلا يتصور في الولي بل الولي من حيث الواقع ومن حيث دلالة عمل العمل الاول عليه انه لا بد ان يكون متنزها عن مباحات كثيرة لاسبه نكتفي بهذا القدر صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد