المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ. شروحات كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شرح كتاب الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. الدرس السادس نعم. الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى واذا كان العبد ما يكون وليا لله الا اذا كان مؤمنا فقيع لقوله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. وفي صحيح البخاري الحديث وفي صحيح البخاري الحديث المشهور وقد تقدم يقول الله تبارك وتعالى فيه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احب حتى احبه. ولا يكون مؤمنا تقيا حتى يتقرب الى الله بالفرائض فيكون من اهل فيكون من اهل من الابرار اهل اليمين ثم بعد ذلك لا يزال يتقرب بالنوافل حتى يكون من السابقين المقربين. فمعلوم ان احدا من الكفار والمنافقين لا يكون وليا لله وكذلك من لا يصح ايمانه وعباداته. وان قدر انه لا اثم عليه مثل اطفال الكفار لم تبلغه الدعوة وان قيل انهم لا يعذبون حتى يرسلوا اليهم رسول. فلا يكونون من اولياء الله الا اذا كانوا من المؤمنين المتقين ومن لم يتقرب الى الله لا بفعل الحسنات ولا بترك السيئات لم يكن من اولياء الله وكذلك المجانين الاطفال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يرفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يحترم وعن النائم حتى يستيقظ وهذا الحديث قد رواه اهل السنن من حديث علي وعائشة رضي الله عنهما واتفق اهل المعرفة على تلقيه بالقبول لكني صديق مميز يصح عباداته ويثاب عليها عند جمهور العلماء. واما المجنون الذي رفع عنه القلم لا حسين من عباداته باتفاق العلماء. ولا يصح منه ايمان ولا كفر ولا صلاة ولا غير ذلك ولا غير ذلك من العبادات من لا يصلح هو عند عامة العقلاء في امور الدنيا كالتجارة والصناعة فلا يصلح ان يكون بزازا ولا عطارا ولا حجاجا ولا نجارا ولا تصح ولا تصح عقوده باتفاق العلماء فلا يصح بيعه ولا شراؤه ولا نكاحه ولا طلاقه ولا اصراره ولا شهادته ولا غير ذلك من اقواله بل اقواله كلها لفظ لا يتعلق بها حكم شرعي ولا ثواب ولا عقاب بخلاف الصبي المميز فان له اقوالا معتبرة لا يتعلق بها حكم شرعي. المقصود بها يعني التكليفي. اما الوضعي يؤاخذ به من اقواله كلها نبظ لا يتعلق بها حكم شرعي ولا ثواب ولا عقاب بخلاف الصبي المميز فان له اقوالا معتبرة في مواضع في مواضع بالنص والاجماع وفي مواضع فيها نزاع واذا كان المجنون لا يصح منه الايمان ولا التقوى ولا التقرب الى الله بالفرائض والنوافل وامتنع ان يكون وليا لله فلا يجوز لاحد ان يعتقد انه ولي لله. لا سيما ان تكون حجته على ذلك. اما مكاشفة سمعها منه او نوع من او نوع من تصرف مثل ان يراه قد اشار الى واحد فمات او صرع فانه قد علم ان الكفار والمنافقين من المشركين واهل الكتاب لهم مكاشفات وتصرفات شيطانية كالكهان والسحرة اما لمشركي كلام شيخ الاسلام من اوله او الفصل الى هذا الموطن يريد انه بعد ان بين ان التقوى والايمان سبب ولاية الله عبده. وان الولي هو المؤمن التقي بين ان الايمان والتقوى لا تصح من العبد الا اذا كانت في اختياره يعني اذا كان مكلفا فصار متقيا برغبته واختياره وصار مؤمنا برغبته واختياره واما من رفع عنه القلم الا يوصف بالايمان والتقوى حتى ولو حصل منه بعض الاشياء التي هي من العبادات فانه لا يوصف بالايمان والتقوى حتى يأتيها اختياره ومسا لذلك المجنون لان الصوفية لهم اعتقاد في المجانين كما سيأتي ببقية الكلام. فالمجنون هذا لم يقع منه في جنونه ايمان وتقوى برغبة واختيار وطاعة لله وطاعة لله. فاذا تعريف الولي بانه كل مؤمن وليس بنبي هذا لا يصدق عليه لانه لم يأتي الايمان والتقوى طاعة لله واختيارا بل هو غافل او مجنون والمجنون مرفوع عنه القلم ومثلنا بان الناس مجمعون على ان المجنون لا يبايع ولا ينكح ولا الى اخره مما يأباه الناس حتى لا يقع في تصرفات له لا يعقلها كذلك اعظم الامور واهم المهمات وهو الايمان فانه لا يوصف المجنون بذلك معلوم انه اذا كان الجنون عرض له فانه اذا مات عليه فان حاله على ما كان قبل الجنون يعني اذا كان قبل الجنون رجلا صالحا فانه الى حين ان يجن يجن يجن فيعتبر رجلا صالحا وما بعد ذلك لا يوصف بصلاح ولا بغيره بل الجنون بداية الجنون كنزول الموت فيقال كان كذا كان رجلا صالحا. اما في حال جنونه من جهة تصرفاته واخذه وعطائه الشرعي فانه مرفوع عنه القلم قلم التكليف قد يقع من المجنون اشياء غريبة وتوافق صوابه في نفسها وقد ذكر الحافظ ابن حجر مرة ان احد ولاة دمشق مر في سوق كان في في الطريق رجل من المجازيب من المجانين فلما مر عليه فصاح هذا بالوالي فقال يا يا هذا ما فعلت الخبزة فارتاع الوالي لهذه الكلمة ونزل وسأل عنه قالوا هذا المجذوب فلان وكانوا يعتقدون في المجاليب فاخذه وقبل يده قال فكان هذا المجنون ربما اتى في مجلس الوالي وبصق في وجهه وذاك مسرور بفعله لانهم يعتقدون ان الجنون سببه انجذاب الروح عن المخلوق الى الخالق فالظاهر فيما بينه وبين الناس انه لا عقل له لان عقله مع ربه جل وعلا. لهذا يعدلون عن اسم المجنون الى اسم المجذوب يعني الذي جذب عقله وروحه الى ربه فغاب حق عقله عن الناس وصار مع ربه ولهذا يقولون اذا تصرف ويتصرف بامر الله واشبه ذلك مما يتنزه العقلاء عن ظنه فظلا عن اليقين به وبهذا قال قائلهم مجانين في وسط المجانين والمجانين الا ان سر جنونهم عزيز على ابوابه يسجد العقل يعني ان سبب الجنون هو كمال المحبة والانداد الى الله جل وعلا نسأل الله العافية فانه قد علم ان الكفار والمنافقين من المشركين من المشركين واهل الكتاب لهم مكاشفات وتصرفات شيطانية الكهان والسحرة عباد المشركين واهل الكتاب. فلا يجوز لاحد ان يستدل بمجرد ذلك على كون الشخص وليا لله. وان لم يعلم منه ما يناقض وولاية الله فكيف اذا علم منه ما يناقض ولاية الله مثل ان يعلم مثل ان يعلم انه لا يعتقد وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا بل يعتقد انه يتبع الشرع الظاهر دون الحقيقة دون الحقيقة الباطنة. او يعتقد ان لاولياء ان لاولياء الله طريقا الله غير طريق الانبياء عليهم الصلاة والسلام. او يقول ان الانبياء ضيقوا الطريق او هم قدوة على العامة دون الخاصة ونحو ذلك مما يقوله بعض من يدعي الولاية. فهؤلاء فيهم من الكفر ما يناقل الايمان فضلا عن ولاية الله عز وجل. فمن احتج بما يصدر عن احدهم من خرق عادة على ولايتهم على ولايتهم. كان اضل من اليهودي والنصر اضل من اليهود والنصارى وكذلك المجنون فان فان كونه مجنونا ينازل ان يصح منه الايمان والعبادات التي هي شرط في ولاية الله. ومن كان يجن احيانا ويفيق نعم ومن كان يجن احيانا ويفيق احيانا ويفيق احيانا اذا كان في حال انفاقته مؤمنا بالله ورسوله ويؤدي الفرائض ويجتنب المحارم فهذا اذا لم يكن جنونه مانعا من ان يثيبه الله على ايمانه وتقواه الذي اتى به في حال افاقته. ويكون له من ولاية الله بحسب ذلك. وكذلك من قرأ عليه الجنون بعد ايمانه وتقواه فان الله يثيبه ويستره على ما تقدم من ايمانه من ايمانه وتقواه ولا بجنون الذي ابتلي به من غير ذنب فعله. والقلم مرفوع عنه في حال جنونه فعلى هذا فمن اظهر الولاية وهو لا يؤدي فرائض ولا يجتنب المحارم كثير وفي كثير من فعلى هذا من اظهر الولاية وهو لا يؤدي فرائض ولا يجتنب المحارم بل قد يأتي بما يناقض ذلك لم يكن لاحد ان يقول هذا ولي الله ان هذا ان لم يكن مجنونا بل كان متولها من غير جنون او كان يغيب عقله بالجنون تارة ويفيق اخرى. وهو لا يقوم بالفرائض بل يعتقد انه لا يجب عليه اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر. وان كان مجنونا باطنا وظاهرا ومن كان مجنونا باطن وظاهرا قد اقتفى عنه القلم فهذا وان لم يكن معاقبا معاقبا عقوبة الكافرين فليس هو مستحقا لما يستحقه اهل الايمان والتقوى من كرامة الله عز وجل فلا يجوز على التقدير ان على التقديرين ان يعتقد فيه احد انه ولي لله. ولكن ان كان له حالة حالة في اباقته كان فيها مؤمنا بالله متقيا. كان له من ولاية الله بحسب ذلك. وان كان له حال نفاقته فيه كفر او نفاق او كان سكرا او منافقا ثم قرأ عليه جنون فهذا فيه من السفر والنفاق ما يعاقب عليه وجنونه لا يحبط عنه ما يحصل منه حال اذاقتهم منكوف او نفاق. ذكر ان شبهة المعتقدين في الجنون في المجنونين والمجيوبين والمتولهين ما يحصل لهم من نوع خوارق العادات سواء كانت خوارق علمية بذكر اشياء يقول انت تقول كذا وحصل منك كذا وهو مجنون فيوافق صوابا او خوارق من جهة القدرة كما ذكر يشير الى احد فيموت او يشير الى الماء فيمشي عليه او يحلق باصبعه فينزل عليه رغيف واشبه ذلك من انواع القدرة العلم هذه انواع خوارق والمتقرر ان الخوارق حصلت الكهان حصلت للسحرة وحصلت للمشعوذين وللشياطين وللكفار. وحصلت ايضا الخوارق للمؤمنين. حصلت الخوارق ايضا للرسل والانبياء ولهذا قسم العلماء الخوارق من جهة قسموا الخوارق الى ثلاثة اقسام من جهة من تحصل له باعتبار من حصلت له قالوا الخوارق قد تحصل للانبياء فهذه تسمى ذكر ان شبهة المعتقدين في الجنون في المجنونين والمجلوبين والمتولهين ما يحصل لهم من نور خوارق في العادات سواء كانت خوارق علمية بذكر اشياء يقول انت تقول كذا وحصل منك كذا وهو مجنون سيوافق صوابا او خوارق من جهة القدرة كما ذكر يشير الى احد سيموت او يثير الى الماء فيمشي عليه او يحلق باصبعه فينزل عليه رغيف واشبه ذلك من انواع القدرة العلم. هذه انواع خوارج والمتقرر ان الخوارق حصلت لي الكهان حصلت للسحرة وحصلت للمشعوذين وللشياطين وللكفار. وحصلت ايضا الخوارق للمؤمنين. حصلت الخوارق ايضا للرسل والانبياء ولهذا قسم العلماء الخوارق من جهة قسموا الخوارق الى ثلاثة اقسام من جهة من تحصل له باعتبار من حصلت له قالوا الخوارق قد تحصل للانبياء فهذه تسمى الخوارق حصلت للانبياء والرسل فهذه تسمى اية وبراهين والقسم الثاني خوارق تحصل لاتباع الرسل وهذي تسمى كرامات والثالث خوارق تحصل للمنافقين والعاصين للرسل فهذه خوارق شيطانية ليست اكراما من الله جل وعلا لهم لان الله لا يكرم من لم يتبع رسله عليهم الصلاة والسلام فاذا ليس اعتبار كون المرء محبوبا لله وليا لله انه يحصل له خائف لان الخارق يحصل للشياطين وللكفار والمنافقين والسحرة فاذا لا بد في النظر في من حصلت له فان حصل الخارق لمطيع للرسل معظم لهم متبع لهم في الظاهر والباطن صارت هذه الخوارج كرامة وان حصلت لمنافق معاص للرسل مبتدع او مجنون فنقول هذه من الشياطين لايقاع الناس في الفتنة او في الكفر والشرك هذا باعتبار وباعتبار اخر فان الخوارق راجعة من حيث الصفات الى نوعين من الصفات وهي صفة الغنى والقدرة ومعلوم ان غنى المغتني وقدرته على الشيء انما هي باقدار الله جل وعلا له وباغنائه جل وعلا واذا كان كذلك فان الخارق للعادة اذا كان راجعا الى صفة الغنى وقد يكون لحاجة من حصل له الخارق فالخارق حصل له لاجل اغناء فهذا يدل على ان من حصل له الخارق لا يفضل على من لم يحصل له الخالق لان الخوارق راجحة الى صفتي الغنى والاصطدام فاذا كان ليس بغني ومحتاج وضعفت نفسه فقد يكون يحصل له خارط وهو ليس كالولي الذي لم يحصل له خارق لهذا نجد ان بعض الصحابة كان اكثر عوارض من من هو افضل منه ابي بكر وعمر. وذاك لكمال غنى ابي بكر وعمر كمال البشري واستحقار ذاك الى ما يقوي ايمانه. ويصحح او يثبت يقينه فحصول الخارق من حيث هو باعتبار صفات الكمال اراده الى النقص فيحصل الخارق لفائدة الشخص لرفع ان نقضي عنه في صفات الكمال او لزيادته في صفات الثمن. فاذا كان ضعيفا من جهة الغنى زيدان في غلاف الخرج ليقوى ايمانه وكذلك من جهة القدرة ربما اعطي ليظهر ايقانه كما يحصل للمجاهدين فان بعضهم يكرم باشياء لانه لانهم لم يحققوا من امر الله جل وعلا ما يوجب اغتنائهم عن الكرامات فيكون اتيانهم بالكرامات لاجل عدم قدرتهم والله جل وعلا يريد نصر دينه ونصر اتباع دينه على اعدائه واعداء دينه وهذه مسألة تحتاج ايضا الى مزيد ضغط في معرفة افراد صفات الغنى وتقسيماتها وافراد صفات الاقتدار القدرة وتقسيماتها وهي مبسوطة في كتب اهل العلم المقصود من هذا ان ان المجنون لا يجوز ان يوصف بانه من الاولياء لان ليس له اختيار وليس له فعل بنفسه وانما الاولياء هم المؤمنون المتقون