والان مع الدرس الحادي عشر بعد المئة والاخير. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اما بعد فان من فضل الله عز وجل علينا في هذه الامة ان بعث الينا محمدا صلى الله عليه وسلم بجوامع الكلم. فكان صلى الله عليه وسلم يتكلم بالكلام القليل المشتمل على المعاني العظيمة والاحكام الكثيرة. واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عليها من من البهاء والنور ما ليس لغيرها. وفي احاديث النبي صلى الله عليه وسلم منهج حياة تستقيم به للامة ولذلك حرص علماء الامة على جمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم. ومن اوائل من اعتنى وبهذا الباب الامام ما لك في كتابه الموطأ يقول ابن العربي رحمه الله عن كتاب الموطأ هذا اول كتاب الف في شرائع الاسلام وهو اخره لانه لم يؤلف مثله. اذ بناه مالك رحمه الله على تمهيد الاصول للفروع ونبه فيه على معظم اصول الفقه التي ترجع اليها مسائله روعه وكلام الائمة في الثناء على كتاب الموطأ وبيان منزلته كثير متتابع. وقد مر علينا من خلال جلساتنا السابقات. كثير من الفوائد والمعاني التي احتوى عليها هذا الكتاب وهذا يدلك على فضيلة هذا الامام الامام ما لك بن انس الاصبحي آآ الامام دار الهجرة الامام الذي ولد سنة ثلاث وتسعين للهجرة. وتوفي رحمه الله في اه وتوفي اه رحمه الله في في القرن الاول حيث توفي رحمه الله في سنة مائة وتسع وسبعين للهجرة. والامام مالك قد كان له من التأثير في الامة ما هيأ الله له علماء ينقلون عنه علمه وفقهه فانتشر مذهبه في الامة واصبح علماء المالكية لهم مكانة ومنزلة في الامة وحفظ الله عز وجل بهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ بهم شريعة الاسلام في مواطن كثيرة من بقاع الارض فرحم الله هذا الامام وهذا يدلك على فظيلة العلم وعظم الاثر المترتب على وقد جاء في الترغيب في التعلم نصوص كثيرة فان الله عز وجل قد اثنى على العلماء. فقال سبحانه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وقال جل وعلا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. وقد الله جل وعلا بمراجعة العلماء. فقال فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. ورغب الناس في معي الى مواعظ العلما وتوجيهاتهم. فقال وما كان المؤمنون لينفروا كافة. فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون ومن هنا رغب الامام ما لك في اخر كتابه في طلب العلم. ونقل عن لقمان الحكيم انه واوصى ابنه فقال يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فان الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الله الارض الميتة بوابل السماء. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الملائكة تضع اجنحتها طالب العلم بما رضا بما يصنع. ثم ذكر المؤلف مسألة اخرى عظيمة الشأن. الا وهو الحذر ومن الظلم والحذر من الدعوة التي يطلقها المظلوم فان دعاء المظلوم مقبول عند الله عز وجل قال المؤلف باب ما يتقى من دعوة المظلوم. ثم روى عن زيد ابن اسلم عن ابيه ان عمر بن الخطاب استعمل مولى يدعى يدعى هنيا على الحمى. الحمى الموطن الذي منع الناس من دخوله من من اجل ان ينبت النبات فيه فتنتفع منه ابل الصدقة. فقال عمر يا هني اظمم جناحك على الناس اي لا تظلم الناس وقف يدك عن ظلمهم واتق دعوة المظلوم اي اجتنب ظلم الناس لان لا يدعوا عليك فان دعوة المظلوم مجابة وقد ورد في الحديث انه ليس بينها وبين الله حجاب. قال وادخل اي ادخل في رب الصريمة اي القطعة القليلة من الابل. ورب الغنيمة اي من عنده غنم يسير. ادخل رب غيمة ورب الغنيمة في يعني في الحمى. قال واياي ونعم ابن عوف ونعم ابن عفان فاورد عمر هؤلاء على سبيل المثال لكثرة ما لديهما من اه اه البهائم والنعم. يقول ادخل هؤلاء في الحمى. فاذا ادخل من عنده نعم كثير فمن باب اولى ان يدخل الى المقلين قال فانهما ان تهلك ماشيتهما بسبب عدم وجود المرعى يرجعا الى المدينة الى الزروع والنخيل وان رب الصريمة ورب الغنيمة ان تهلك ماشيتهما يأتيني ببنيه ويقول يا امير المؤمنين منين؟ ويطلب مني ان اقوم بكفالته وكفالة ابناءه. وانا لست بتارك بتاركهم. افتاركهم انا لا ابا لك فالماء والكلأ كونهم يأخذون من المرعى ويشربون من الماء ايسر علي من ان يهم الذهب والورقة يعني الفضة. وايم الله انهم ليرون اني قد ظلمتهم. بسبب بحماية المرعى. انها لبلادهم ومياههم قاتلوا عليها في الجاهلية. واسلموا عليها في الاسلام. والذي نفسي بيده لولا المال الذي احمل عليه في سبيل الله يعني لولا انني اتحمل نفقات الجهاد في سبيل الله ونفقات الحوائج العامة ما حميت عليهم من بلادهم شبرا واحدة وانما احمي من اجل ان تنمو الاموال العامة فيكون ذلك من اسباب القيام بتلك الاعمال التي يعود نفعها على الناس اجمعين. قال في اخر كتاب في الموطأ. كتاب اسماء النبي صلى الله عليه وسلم. النبي صلى الله عليه وسلم له فضل عليه فان الله عز وجل قد اخرج قد اخرجنا به من الظلالة الى الهدى وهو الذي انار لنا السبيل. ولذلك له علينا حقوق عظيمة من تلك الحقوق ان نطيعه صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم ان ان نأخذ بما اتى به هذا النبي الكريم. كما قال تعالى وما لكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم ان نتبعه في طريقته. وان نسير على هديه كما قال تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرج الله واليوم الاخر. ومن حق النبي صلى الله عليه وسلم ان نثني عليه وان ننشر سنته في الناس فان هذا من الدعوة الى دين الله. قال تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. ومن حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا ان نحبه محبة اعظم من محبتنا لانفسنا ومن محبتنا للناس اجمعين. ومن حق النبي صلى الله عليه وسلم ان نرعى آآ اله وذريته ومن حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا ايضا الا نعبد الله الا بعبادة قد جاء بها هذا النبي الكريم. كما قال صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. ومن حق النبي صلى الله عليه وسلم ان نتذاكر سيرته وهديه وان نعرف سنته ولا نخصص ذلك بيوم او يومين في السنة بل كل السنة تكون محلا لقراءة سنته والتدبر في سيرته صلى الله عليه وسلم. ومن من ذلك ان نتدارس اسماء النبي صلى الله عليه وسلم. ولذا اورد المؤلف رحمه الله في اخر الكتاب بكتاب باء كتاب اسماء النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لي خمسة اسماء. اما الاسم الاول قال انا محمد. اي هو صلى الله عليه وسلم المحمود لخصاله الطيبة واخلاقه الفاضلة. فهو يتكرر له الحمد بعد مرة بعد اخرى قال وانا احمد يعني هو الذي يحمد الله عز وجل فان الله قد اعطاه من النعم ومن الخيرات الشيء الكثير ثم قال وانا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر. الماحي فسره النبي صلى الله عليه وسلم بهذا التفسير وحينئذ اذا وجدت سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الناس فانها تنفي البدعة. واذا وجد الهدي النبي النبوي الكريم فان الله عز وجل ينفي به ما عداه. ومن هنا فان اشاعة الحق والخير والهدي النبوي كاف في رد آآ الضلالات والبدع. ثم قال صلى الله عليه وسلم مبينا الاسم رابعة له وانا الحاشر. وبين معنى هذا. فقال الذي يحشر الناس على قدمي. فهو صلى الله عليه وسلم يحشر الناس عنده. واول من آآ والنبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر انه سيد ادم ولا فخر وانه الشافع المشفع. ثم قال صلى الله عليه وسلم في بيان الاسم الخامس وانا وانا العاقب والمعنى في هذا انه صلى الله عليه وسلم اخر الانبياء. فان اخر الشيء يقال له هذا الاسم. ولذلك يقال العقب. فكل شيء خلف بعد شيء اخر فانه عاق ولذلك يقال لولد الانسان عقبه. لماذا؟ لانهم يأتون بعده ويكونون اه في الاخر. ولذلك ابن يؤخذ من هذا الاسم ان النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء. ولا يوجد بعده احد من انبياء. فمن ادعى النبوة بعده صلى الله عليه وسلم. فانه حينئذ لا يصدق. وانما يكذب لان النبي صلى الله عليه وسلم اخر آآ الانبياء. ولعل المؤلف اراد ان يجعل هذه الكلمة اخر كتابه كما ان النبي صلى الله عليه وسلم اخر الانبياء. وحينئذ نرغب اننا ان يهتدوا بهدي هذا النبي الكريم وان يعلموا ان هذه الشريعة كاملة لا يصح ان يبدل منها شيء ولا ان يزاد فيها على هدي النبي صلى الله عليه وسلم. وان كل من ادعى انه سيأتي بشيء لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم يظن حسنه فهو في حقيقة الامر قبيح وليس بمقبول عند الله جل وعلا. قال تعالى ام لهم شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. وهذا يجعل الانسان يرغب في مواصلة العلم في طلب المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا اكملت يا اخي سماع هذا الكتاب فلا يكونن ذلك اخر العهد بك في طلب العلم. وعليك بالتقرب لله عز وجل. بطلب سنة النبي صلى الله عليه وسلم والاهتداء بهديه في كتب العلم الاخرى التي اعتنى اهل العلم بكتابتها واعتنوا بشرحها وتفصيل ما فيها. ومن ذلك الصحيح ان صحيح الامام البخاري والامام مسلم والسنن سنن ابي داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة ومسند الامام احمد وغير ذلك من الكتب العظيمة التي جمعت هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته. وفي اخر مقامنا وحديثنا عن كتاب الامام ما لك اذكر بامر عظيم الا وهو ان نربط قلوبنا بالله عز وجل. فتكون اعمالنا كلها لله نرجو ما عند رب العزة الجلال بقراءتنا وبتعلمنا وبتعليمنا وبعملنا نرجو زخر ذلك يوم لقائنا لله عز وجل يوم القيامة. ومن كانت ومن كانت الاخرة اهمه فان الله عز وجل سيكفيه امر الدنيا وسييسر امره فيها. قال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلا كي انه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. وقال تعالى قل من حرم زينة الله التي لعباده والطيبات من الرزق. قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة. وليس معنى هذا ان يزهد انسان في الخيرات والنعم التي يعطيها الله للعبد ليس معناه ان يرغب عنها بل عليه ان يكتسب وان يسعى الى ارضاء الله بهذا الاكتساب. لكن عليه ان يستعمله في طاعة الله. بحيث من حلال وينفقه في الخيرات. وهذا معنى قول الله عز وجل يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى تالله بقلب سليم. فمن اتى الله بقلب مخلص فانه حينئذ سينتفع بماله وولده في ذلك اليوم كونه قد تعامل معهما على وفق ما جاء في شريعة الله عز وجل. ومثله قول الله عز وجل وما اموالكم قم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى. الا من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات امنون. اسأل الله جل وعلا ان يسبغ عليكم نعمه وان يجعلكم من الموفقين المعانين كما اسأله سبحانه ان يرفع درجاتكم في الجنة وان منزلتكم فيها وان يجعلكم من المرافقين لمحمد صلى الله وعليه وسلم في تلك الدار اللهم اصلح قلبي وقلوبهم اللهم اصلح قلبي وقلوبهم واجعلها على وفق مرادك برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم يا حي يا قيوم اصلح امر امة محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم ردهم اليك حميدا. اللهم اجمع كلمتهم على الحق. اللهم احقن دماءهم. اللهم الف ذات بينهم. اللهم ابعد عنهم البغضاء الكراهية برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم اجعلهم من المتعاونين على الحق وعلى البر والتقوى. اللهم يا حي يا قيوم اكفهم شر كل ذي شر برحمتك يا ارحم الراحمين. هذا واسأل الله لكم التوفيق في دنياكم واخرتكم وان من الاستمرار في طلب العلم والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين