وعن ابي عبدالله جابر ابن عبد الله الانصاري رضي الله عنهم قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم حبسهم المرض. وفي رواية الا شاركوكم في الاجر. رواه مسلم. هكذا الامام النبوي من حديث جابر بن عبدالله وقال رواه مسلم. ثم قال ورواه البخاري عن انس قال رجعنا من غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان اقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبا ولا واديا الا وهم معنا حبسهم العذر ماذا اذا هذه الرواية رواية انس عن ظاهر البخاري؟ ورواية جابر عزاها لمسلم. ولم يقل لم يجمع الحديثين قل متفق عليه لان شرط المتفق ان يكون من حديث الصحابي الواحد. وقد نص اهل العلم على ذلك وهذه الغازات التي وردت في الخبر هي غزوة تبوك. وقوله صلى الله عليه وسلم شاركوكم في الاجر اي شاركوكم في الثواب. لان نيتهم كانت صالحة وقد حبسهم المرض وبعضهم حبسه العذر بعضه لم يجد ما يحمل عليه ولم ولم يكن عنده ما يحمل عليه وهؤلاء الاقوام الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم منه قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء ان عسى ان يكن خيرا منهن وكذلك هذا قد جاء مفسرا في الاحاديث ان بعض الصحابة لم يستطع ان يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة حريصوا كان الصحابة حريصين على الجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم. وربنا قال ليس على اعمى ولا على الاعرج ولا على المريض حرج اذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل. فربنا قد سماهم محسنين وهم نفس لم لم يذهبوا. لان نيتهم كانت صالحة. ثم قال تعالى ولا على الذين اذا اما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه. تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون. وفي ذلك اشارة ودلالة على حرص الصحابة على الاعمال الصالحة وخوفهم من التفريق منها بل حزنهم عليها بل البكاء اذا فاتهم شيء. ولكن الله سبحانه وتعالى بشر ان من كانت نيته لله صالحة وكان عمله لله خالصا فان الله سبحانه وتعالى لا ينقصه من عمله شيئا فهذا الحديث فيه فائدة ان الجهاد في سبيل الله افضل من القعود وانه ليس على اولي الظرر كالاعمى والمريظ والاعرج وصاحب الظرر حرج. وان من حبسه العذر نيته صالحة فان عمله يكتب له كالذي قد ذهب والقاعدة ان من صحت نيته من ذوي الاعذار واولي الظرر فقد بلغ اجر الذي خرج وهذا يدلك ايها الاخ الكريم على سعة رحمة رب العالمين وهو الرحمن الرحيم. وعلى عظم هذا الذكر وربنا يقول لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الظرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم