الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهذا هو المجلس الاول من شرح باب الزكاة من فتح المعين بشرح قرة العين للشيخ العلامة زين الدين الماليباري رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا بعلومه في الدارين واليوم ان شاء الله كما اشرنا هو اول هذه المجالس في هذا الباب باب الزكاة والمصنف رحمه الله تعالى بدأ بالكلام عن تعريف الزكاة لغة وشرعا فقال رحمه الله تعالى باب الزكاة قال هي لغة التطهير والنماء وشرعا اسم لما يخرج عن مال او بدن على الوجه الاتي وفرضت زكاة المال في السنة الثانية من الهجرة بعد صدقة الفطر وقبل ان نتكلم عن معنى الزكاة نذكر اولا لماذا لماذا اتى الفقهاء بباب الزكاة بعد فراغهم من باب الصلاة ذلك لان الفقهاء نظروا الى الترتيب الوارد في حديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه وارضاه. وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم اول ما بدأ بالشهادتين والكلام عن الشهادتين محله انما هو في كتب اصول الدين ثم قال واقام الصلاة فثنى عليه الصلاة والسلام بالكلام عن الصلاة والصلاة يشترط لها الطهارة ولهذا يتكلمون اولا عن احكام الطهارة ثم بعد ذلك عن احكام الصلاة ثم بعد ذلك عن احكام الزكاة لانه صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس قال اقام الصلاة وايتاء الزكاة فرعى الفقهاء هذا الترتيب الوارد في هذا الحديث نجد انهم يتكلمون عن احكام الزكاة بعد فراغهم من احكام الصلاة والشيخ رحمه الله تعالى هنا يقول في تعريف الزكاة هي لغة التطهير والنماء. الزكاة في اللغة هي التطهير وان ما يعني النمو الزيادة والبركة والكثرة. كل هذه معاني للزكاة في اللغة يقال زكى الزرع اذا نمى. يقال زكت النفقة اذا بورك فيها ويقال فلان زاك يعني كثير الخير كثير النفع ومن هنا جاءت تسمية الصدقة بالزكاة سميت الصدقة زكاة لانها سبب النماء والبركة. كلما تصدق الانسان كلما بورك له في هذا المال. وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث اقسم عليهن واحدثكم حديثا فاحفظوه. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم مما ذكر. قال صلى الله عليه وسلم ما نقص فمال عبد من صدقة ما نقص مال عبد من صدقة فسميت الصدقة زكاة لانها سبب النماء والبركة وكذلك المال ينمو ببركة اخراجها ودعاء الاخذ. باعتبار ان الاخذ لهذه الصدقة الاخذ لهذه الزكاة يدعو للمزكي فيبارك له في ماله ويبارك له في عمره ويبارك له في ولده ببركة دعاء الاخذ ولهذا قال الله تبارك وتعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم. يعني ادعو لهم فكان الواحد اذا اتى بزكاة ماله الى رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له عليه الصلاة والسلام وتطلق كذلك الزكاة كما يذكر المصنف رحمه الله على التطهير ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى قد افلح من زكاها يعني طهرها طهر نفسه من الادناس الحسية والمعنوية. من طهر نفسه وبدنه من زلك. فان الله سبحانه وتعالى اخبره انه سيكون من جملة المفلحين وتطلق كذلك الزكاة على المدح ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى فلا تزكوا انفسكم. يعني لا تمدحوها فاذا معاني الزكاة معاني كثيرة جدا في اللغة وكلها معاني فيها خير ومعاني آآ فيها بر وكما يعني قلنا هي النمو والزيادة والبركة والكثرة. كل هذه معاني جمعت يعني ابوابا كثيرة من الخير واما تعريف الزكاة في الشرع فالشيخ رحمه الله يقول اسم لما يخرج عن مال او بدن على الوجه الاتي وهذا تعريف مختصر وعرفه اخرون تعريف اضبط من ذلك فقالوا الزكاة في الشرع هو اسم لاخذ شيء مخصوص من مال مخصوص على اوصاف مخصوصة لطائفة مخصوصة هو اخراج مال او شيء مخصوص على وجه مخصوص بنية مخصوصة يصرف لطائفة مخصوصة. طيب ما معنى هذا التعريف؟ قالوا هو اخراج مال مخصوص والمقصود بالمال المخصوص يعني الاموال الستة التي تجب فيها الزكاة. لان الزكاة لا تجب في كل انواع الاموال وانما تجب الزكاة في انواع مخصوصة فوصم لمال فهو اسم لاخراج مال مخصوص يعني الاموال الستة التي تجب فيها الزكاة. وكذلك زكاة الفطر. وسيأتي الكلام وذلك بالتفصيل على وجه المخصوص. ما معنى على وجه المخصوص؟ يعني بشروط مخصوصة فايضا ليس كل شخص امتلك هذه الاموال او احد هذه الاموال الستة تجب عليه زكاة هكذا مباشرة لابد من توفر شروط ايضا في هذه الاموال لتجب فيها الزكاة. من ذلك بلوغ النصاب. ومن ذلك مضي الحول في بعض هذه الاموال كما سيأتي معنا. ان شاء الله تعالى بنية مخصوصة يعني لابد من النية في هذه الزكاة. لابد من النية في دفع هذه الزكاة وذلك لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات. وانما لكل امرئ ما نوى يصرف لطائفة مخصوصة. والمقصود بذلك من ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ثمانية اصناف امر الله سبحانه وتعالى باخراج الزكاة لهؤلاء على وجه الخصوص. فلا تصرف زكاة المال لغيرهم وذلك في قوله سبحانه وتعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله. هؤلاء هم الذين اه يعطون او يأخذون الزكاة الا يجوز ان تصرف الزكاة في غيرهم بحال. بخلاف طبعا الصدقة كما سنعرف ان شاء الله باب الصدقة اوسع بكثير من باب الزكاة فعرفنا الان معنى الزكاة لغة ومعنى الزكاة في الشرع. يتبقى عندنا مسألة مهمة لم يشر اليها الشيخ رحمه الله. وهي ان الزكاة مشروعة. دل على مشروعية الزكاة الكتاب والسنة وكذلك الاجماع ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وايضا دل على مشروعية الزكاة قوله سبحانه وتعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وايضا في قوله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة وايات اخرى كثيرة جاءت فيها مشروعية الزكاة. ولهذا يقول العلماء الزكاة اخت الصلاة يقولون الزكاة اخت الصلاة. لماذا؟ لانها جاءت مقرونة بها في مواضع كثيرة. في كتاب الله سبحانه تبارك وتعالى وجاء ايضا في الاحاديث ما يدل على مشروعية الزكاة ومن ذلك الحديث الذي ذكرناه انفا حديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس وذكر عليه الصلاة والسلام وايتاء الزكاة. وايضا في حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه. راوية الاسلام قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالسا فاتاه رجل فقال يا رسول الله ما الاسلام فقال عليه الصلاة والسلام الاسلام ان تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة. وتصوم شهر رمضان ثم ادبر هذا الرجل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ردوا علي الرجل فلم يرى الصحابة رضي الله تعالى عنهم شيئا. يعني هذا الرجل لما انصرف اخذوا في البحث عنه فلم يجدوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم. فهذا ايضا مما يدل على مشروعية الزكاة والزكاة نوعان النوع الاول من انواع الزكاة وهو زكاة المال وزكاة المال هي الاعم الاغلب عند الاطلاق. اذا اطلقت الزكاة فانه يراد بها هذا النوع يعني زكاة المال واما النوع الثاني فهو زكاة البدن طيب ما هي زكاة البدن؟ ما المقصود بزكاة البدن احد يعرف ما المقصود بزكاة البدن لذلك ان نقول الصواب انها سميت بزكاة البدن لانها مرتبطة بالبدن وليست بالمال مرتبطة بالبدن وليست بالمال فالشخص لو كان موجودا في اي قطر من الاقطار اخرج زكاة ما له في هذا القطر الذي هو فيه بخلاف زكاة المال زكاة المال تابعة للمال نفسك حيثما وجد المال اخرجت الزكاة عن هذا المال. فلو ان شخصا مثلا يعيش في مصر وله مال في دولة اخرى زكاة المال لا تتبع البدن. وانما تتبع المال. فنقول لابد من اخراج الزكاة عن هذا المال وتصرف هذه الزكاة كذلك في مصارفها في نفس بلد المال في نفس بلد المال وليس في اه مثلا المكان الذي يوجد فيه صاحب المال بخلاف في زكاة الفطر فهي تابعة للبدن. فلو ان شخصا مثلا يعيش في مصر وله اموال في دولة اخرى. واراد ان يخرج زكاة الفطر سيخرج زكاة الفطر في نفس البلد الذي هو فيها. وليس في البلد التي فيها امواله. ولهذا سمي بزكاة البدن. فاذا عندنا الان الزكاة نوعان الزكاة نوعان زكاة المال قلنا هي الاعم الاغلب عند الاطلاق وزكاة البدن وهي زكاة الفطر او صدقة الفطر قال الشيخ رحمه الله تعالى وفرضت زكاة المال في السنة الثانية من الهجرة بعد صدقة الفطر فرضت الزكاة في شعبان من السنة الثانية من الهجرة يعني بعد ان هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة في السنة الثانية من الهجرة فرضت الزكاة في شعبان مع زكاة الفطر او فرضت زكاة الفطر بعدها في رمضان من السنة الثانية بعد شهر وان كان الشيخ رحمه الله تعالى رجح عكس ذلك. ذكر ان زكاة المال فرضت بعد زكاة الفطر يعني زكاة الفطر على قول الشيخ رحمه الله فرضت اولا بعدها فرضت زكاة المال فاذا الزكاة فرضت في السنة الثانية من الهجرة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة قال الشيخ رحمه الله ووجبت في ثمانية اصناف من المال قال النقدين والانعام والقوت والتمر والعنب لثمانية اصناف من الناس وهذه مسألة اخرى يذكر فيها الشيخ رحمه الله تعالى ان الزكاة لا تجب في جميع الاصناف ولا في جميع الاموال وانما تجب كما اشرنا في التعريف في اموال مخصوصة قال النقدين والمقصود بالنقدين يعني الذهب والفضة فتجب الزكاة في الذهب وكذلك تجب الزكاة في الفضة قال والانعام والمقصود بالانعام يعني البقر والابل والغنم. الابل والبقر والغنم. فتجب الزكاة في هذا النوع المخصوص من الحيوانات قال والقوت والتمر والعنب والمقصود بالقوت والتمر والعنب يعني كذلك في الزروع والثمار فتجب الزكاة في هذه الانواع المخصوصة قال لثمانية اصناف من الناس وهم المذكورون في الاية انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين الى اخر ذلك قال رحمه الله ويكفر جاحد وجوبها. هذا ايضا شروع من الشيخ رحمه الله في الكلام عن حكم الزكاة الزكاة واجبة وفريضة واذا قلنا هي فريضة فينبني على ذلك ان فاعل الزكاة يثاب. وان تارك اخراج الزكاة يعاقب والزكاة فريضة. وايضا هي واجبة بالادلة القطعية في الكتاب والسنة والاجماع وصارت معلومة من الدين بالضرورة. ولهذا من جحد وجوب الزكاة فانه يكفر بذلك. لكن ننتبه الان لهذه المسألة لانه مهمة جدا اذا قلنا ان الزكاة واجبة. وان من انكر وجوب الزكاة فانه يكفر فانه يكفر. هل هذا الكلام على اطلاقه؟ لا ليس على اطلاقه هذا فيما اجمع العلماء عليه من الزكوات. واما ما اختلف فيه فهذا لا يكفر جاحدها فهذا لا يكفر جاحدها. لكن ما اجمع العلماء عليه على ان الزكاة واجبة فيه. وجاء شخص بعد ذلك انكر الوجوب وجوب الزكاة في هذا النوع نقول يكفر جاحد ومنكر الوجوب حينئذ لكن الان مثلا عندنا العسل اختلف العلماء في وجوب الزكاة في العسل. هل تجب فيه الزكاة ولا لا تجب عند الشافعية لا يقولون بوجوب الزكاة في العسل فاذا جاء شافعي وقال لا تجب الزكاة في العسل. هل نقول انت الان انكرت وجوب الزكاة فانت كافر بذلك؟ لا نقول هذا مما جرى فيه الخلاف والخلاف فيها سائر. فلا يكفر حينئذ منكر الوجوب لكن لو جئنا مثلا على زكاة النقدين الذهب والفضة هذا مما اتفق المسلمون على وجوب الزكاة فيه فجاء شخص وقال الزكاة في الذهب والفضة لا تجب نقول هذا شخص كافر لماذا؟ لانه انكر وجوب الزكاة فيما اجمع العلماء عليه ومما علم الناس وجوبه بالضرورة في دين الاسلام فاذا كانت الزكاة لا تجب في الذهب والفضة الحالة الثانية ان يموت على هذه الردة والعياذ بالله فنقول هذا المال الان تبين لنا ان ملكه قد زال عنه فهو فيئ لبيت مال المسلمين يبقى الشرط الاول الاسلام. قال ولو غير مكلف فاذا ما هي الاموال التي تجب فيها الزكاة؟ يعني اشهر انواع الزكوات التي تجب فيها الزكاة عند عامة الناس هي الزهب والفضة هي الزهب والفضة فاذا بنقول الزكاة واجبة في الجملة وايضا من ينكر وجوب هذه الزكاة فانه يكفر وهذا ايضا في الجملة لاننا نقصد بذلك مما اجمع العلماء على وجوبه دل على وجوب الزكاة الادلة التي ذكرناها انفا ومنها قوله سبحانه وتعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وهذا امر وظاهر الامر الوجوب. وايضا من السنة قوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس وذكر عليه الصلاة والسلام وايتاء الزكاة ودل على ذلك ايضا ما رواه عبدالله ابن عباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن يدعو الناس الى الاسلام ويبلغ احكام رب العالمين سبحانه وتعالى الى هؤلاء الناس. قال لما يعني آآ بين له كيف يدعو هؤلاء قال فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم يبقى هنا النبي صلى الله عليه وسلم بيقول فاعلمهم ان الله افترض عليهم. يبقى هذه فريضة هذه فريضة واجمع المسلمون على فرضية الزكاة واصبحت معروفة من الدين بالضرورة. ولهذا لا تحتاج الى مزيد استدلال لا تحتاج الى مزيد استدلال فقال الشيخ رحمه الله ويكفر جاحد وجوبها. ويقصد بذلك يعني القدر الذي اجمع العلماء عليه وعلم من الدين ضرورة. اما ما اختلف فيه فهذا لا يكفر منكره كما علمنا قال رحمه الله تعالى ويقاتل الممتنع عن ادائها وتؤخذ منه وان لم يقاتل قهرا هذه مسألة مسألة حكم مانع الزكاة ما حكم مانع الزكاة؟ هذا يختلف بحسب الحال فنقول الممتنع عن الزكاة له احوال. الحالة الاولى اذا امتنع من اداء الزكاة منكرا للوجوب فنقول هذا الشخص لو كان يخفى عليه ذلك لانه قريب عهدي باسلام او نشأ ببادية بعيدة او نشأ ببادية بعيدة او نحو زلك فهذا لا يحكم بكفره بل يعرف وجوب الزكاة وتؤخذ منه طيب نأتي الان على القسم المهم والاشهر في مثل هذه المسائل وجبت الزكاة على مسلم وعرف احكامها ومع ذلك امتنع من ادائها وجحد وجوبها مع هذا الامتناع نقول في هذه الحالة يكون كافرا ويقتل بكفره كما يقتل المرتد بعد الاستتابة وهذا باجماع العلماء. لماذا؟ لاننا قلنا ان فرضية الزكاة ثبتت بالادلة القطعية طيب حالة ثالثة هذا الشخص الذي امتنع عن اداء الزكاة ما امتنع عنها جحودا وانما امتنع بخلا وشحا مع كونه يعتقد انها واجبة وهذا كعامة حال الناس الذين يمتنعون عن اخراج الزكاة. عامة الناس انما يمتنعون عن اخراج الزكاة بخلا بخلا يقول يعني هذا المال ما اه جاء الا بالكد والتعب ونحو ذلك فليس من السهل علي ان اخرج هذا القدر من المال لبعض الناس وبعض الناس له يعني آآ نظرة اخرى. بعض الناس بيرى ان الصدقات التي يتصدق بها هنا وهناك على الاقارب او على يعني المحتاجين الصدقات العامة هذه تقوم مقام الزكاة فيمتنع عن اخراج الزكاة المفروضة من اجل ذلك ففي كل الاحوال بنقول هذا الشخص اذا منع اخراج الزكاة بخلا وشحا مع انه يعتقد الوجوب ويقر بالفردية نقول هذا الشخص عاص طيب هذا الشخص فاسق هذا الشخص اثم له عقاب شديد عند الله سبحانه وتعالى في الاخرة دل على ذلك الاية قوله سبحانه وتعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم. ثم بين سبحانه وتعالى صفة هذا العذاب بعد ذلك فقال يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم. هذا ما كنزتم في انفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون والمقصود بالكنز في هذه الاية هو عدم اداء الحق الذي افترضه الله سبحانه وتعالى الذي هو الزكاة كما في حديث ام سلمة رضي الله عنها قالت يا رسول الله ان لي اوضاحا من ذهب اكنز هي؟ فقال عليه الصلاة والسلام كل مال بلغ الزكاة فزكي فليس بكنز وما لم يزكه فهو كنز وهذا الحديث جاء في السنن حديث ابي داود رضي الله رحمه الله تعالى ورضي عنه والمقصود بالاوضاع يعني الحلي. حلي تعمم من الفضة كذلك جاءت احاديث في السنة تدل على ذلك. طيب الان هذا الشخص الذي امتنع عن اداء الزكاة بخلا. عرفنا انه اثم وهو فاسق ومستحق العذاب الاليم في الاخرة هذا الشخص الذي امتنع عن اداء الزكاة بخلا وامتنع بقوة عن دفعها فما حكمه يذكر الشيخ رحمه الله انه يقاتل من قبل الامام من قبل امام المسلمين المكلف باقامة شرع الله سبحانه وتعالى هو المكلف بالحفاظ على الحقوق والاحكام فهذا يقاتل هذا الامام هذا الحاكم يقاتل هذا الممتنع عن اداء الزكاة لانه منع حق الفقير الان ما تجد فقيرا في بلد المسلمين الا بسبب ان شخصا عنده مال لم يخرج زكاة ماله. يعني اذا وجدت فقيرا تعلم ان هذا الفقير ما صار فقيرا الا لان هناك شخص عنده مال امتنع من اداء زكاة المال. فصار عندنا الفقراء في المجتمع الان هذا الحاكم هو مطالب باقامة شرع الله سبحانه وتعالى مطالب بالحفاظ على الحقوق والاحكام فلماذا لهذا لا بد ان يقاتل هذا الشخص الذي امتنع من اداء هذا الحق ويأخذ منه المال قهرا عنوة وجاء في آآ الخبر الذي رواه ابو هريرة رضي الله عنه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابو بكر رضي الله عنه يعني وتولى الخلافة ابو بكر قال وكفر من كفر من العرب فقال عمر كيف تقاتل الناس؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فقال ابو بكر رضي الله عنه وارضاه والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فان الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها لو منعوني عناقا يعني لو منعوا العناق اللي هو الانثى من ولد المعز التي لم تبلغ سنة. لو منعوني هذا القدر اليسير من هذا المال والله لقاتلتهم عليه فقال عمر رضي الله عنه وارضاه فوالله ما هو الا ان شرح الله صدر ابي بكر فعرفت انه الحق ولهذا حصل الاجماع على قتال مانيعي الزكاة اذا امتنعوا بالقتال فالشيخ هنا بيقول وان لم يقاتل ايضا تؤخذ منه قهرا تؤخذ منه عنوة ويسترد هذا الحق لان هذا المال الان ليس ملكا له خرج عن ملكه الان وصار ملكا لهذا الفقير وهذا الذي لا يجد مالا يعيش به والله سبحانه وتعالى وصف المال بوصف جامع في كتابه الكريم. قال الذي جعل الله لكم قياما. هذا المال هو قوام حياة الانسان فاذا امتنع هؤلاء عن اداء هذا المال لاصحاب الحقوق من الفقراء والمساكين فانه بذلك يقضي على حياة هؤلاء الفقراء الفقراء والمساكين فالحاصل يعني ان الممتنع عن اداء الزكاة يقاتل وتؤخذ منه قهرا في كل الاحوال حتى وان لم يقاتل هو الامام تؤخذ منه عنوة وتؤخذ منه قهرا ومن اجل اعطاء هذه الحقوق الى اصحابها ثم ذكر الشيخ رحمه الله تعالى ان هذه الزكاة اذا قلنا انها واجبة فانها تجب على اصناف مخصوصين وآآ قال رحمه الله تجب على كل مسلم حر تجب على كل مسلم حر تجب الزكاة على كل مسلم وهذا هو الشرط الاول من شروط الوجوب. فلا تجب على الكافر الاصلي الكافر لا تجب عليه الزكاة يعني لا يطالب بها في الدنيا واما قولنا ان الكافر مخاطب بفروع الشريعة فمعناه انه سيعذب عليها ويؤاخذ على هذه الفروع في الاخرة. اما في الدنيا فلا يطالب بالصلاة لا يطالب بالزكاة الا بعد ان يدخل الا بعد ان يدخل في طيب الان هذا الكافر اسلم هل يطالب بقضاء ما فاته من الصلوات او بقضاء ما فاته من الزكاة؟ نقول لا لا يطالب بقضاء ما فاته طيب هذا بالنسبة للشخص الكافر الاصلي. طيب ما حكم المرتد اما بالنسبة للمرتد فله حكم اخر المرتد ما له موقوف المرتد ما له موقوف. ما معنى ذلك؟ يعني هذا الشخص آآ يوقف ما له عند ردته الى ان يرجع الى الاسلام فان رجع الى الاسلام رد اليه هذا المال ويؤمر باخراج ما فاته من الزكاة طيب نفترض ان هذا الشخص قد ارتد عن الاسلام ومات على هذه الردة عياذا بالله فنقول هذا لو مات على هذه الردة صار ماله فيئا ويتبين حينئذ زوال الملك عن هذا المال بهذه الردة التي مات عليها يبقى الان بنقول هذا المرتد له حالتان اما ان يرجع الى الاسلام واما ان يموت على هذه الردة. فان رجع الى الاسلام ورد اليه ما له وطولب باخراج الزكاة التي فاتته فعلى الولي اخراجها من ما له. يعني المسلم سواء كان بالغا او ليس ببالغ عاقلا او ليس بعاقل في كل الاحوال يجب عليه ان يخرج هذه الزكاة لان الزكاة حق المال. طيب الان هل معنى ذلك اننا نطالب الصبي الصغير ان يخرج زكاة ما له هل معنى ذلك اننا نطالب المجنون باخراج زكاة ماله؟ لا ليس هذا هو المراد الذي يخرج الزكاة في هذه الحالة هو الولي ولي هذا الصبي ولي هذا المجنون هو الذي يطالب باخراج هذه الزكاة فيأتي ولي الصبي وينظر الى المال الذي تحت يده مال هذا الصبي ويخرج الزكاة عن هذا المال في كل عام. كذلك بالنسبة لولي المجنون لان الزكاة صارت واجبة في هذا المال. بغض النظر عن صاحب المال هو مكلف او ليس بمكلف. فالزكاة واجب على كل مسلم دل على ذلك الحديث حديث معاذ الذي ذكرناه انفا. قال ادعوهم الى شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله. ثم قال بعد ذلك فان هم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم زكاة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم وايضا في حديث انس ان ابا بكر كتب له هذا الكتاب لما وجهه الى البحرين بسم الله الرحمن الرحيم هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين هنا لما يقول على المسلمين ما معنى ذلك؟ قل معناه انه واجب على كل مسلم بالغا كان او ليس ببالغ عاقلا كان او ليس بعقل. سواء كان مكلفا او غير مكلف في كل الاحوال تجب الزكاة في ماله فهي زكاة المال قال وخرج بالمسلم الكافر الاصلي فلا يلزمه اخراجها ولو بعد الاسلام. وهذا بخلاف المرتد كما قلنا لان فيوقف ما له وفيه التفصيل الذي ذكرناه. قال حر قال حر معين يعني تجب الزكاة على كل مسلم حر فخرج بذلك الرقيقة فالرقيق لا تجب عليهم الزكاة واما المباعض فتجب زكاته ما ملكه ببعضه الحر. ما المقصود بالمباعض ما المقصود بالمباعد المبعض هو العبد الذي بعضه حر. وبعضه الاخر رقيق فهذا يمتلك المال ببعضه الحر. فتجب الزكاة في هذه الحالة فتجب الزكاة في هذه الحالة على ما ملكه ببعضه الحر طيب يأتي السؤال لماذا لم نوجب الزكاة على هذا الرقيق فالجواب لعدم الملك الرقيق لا يملك شيئا. الرقيق هذا مسكين كل ما يحصله من مال وكل ما تحت يده ليس ملكا له انما هو ملك لسيده لانه عبارة عن ايش؟ هو عبارة عن مال في الحقيقة. هذا الرقيق عبارة عن مال فهو لا يملك شيئا كل ما تحت يده حتى الثوب ونحو ذلك ليس ملكا له وانما هو ملك لسيدي لا يملك شيئا وبالتالي لا تجب عليه الزكاة. قال وكذا المكاتب لضعف ملكه. وكذلك بالنسبة للمكاتب. لان ملكه ضعيف بمعنى ايش؟ ما هو المكاتب؟ من هو المكاتب؟ المكاتب هو عبد اتفق مع سيده على ان يدفع له بعض المال على اقساط في مقابل ان يكون حرا كما في قوله سبحانه وتعالى فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا. كان شخصا امينا وعنده يعني آآ جد واجتهاد ونحو ذلك. فطلب هذا العبد ان يكون حرا في مقابل ان يدفع بعض المال على اقساط فوافق السيد على ذلك ذهب هذا العبد المكاتب واخذ يعمل ويحصل مالا من اجل ان يدفعه الى سيده ويصير حرا بعد ذلك. الان هو امتلك مالا ولا لا؟ اه نعم امتلك مالا. سيدفع به الاقساط الى سيده من اجل ان يصير حرا طيب هل معنى ذلك ان الزكاة صارت واجبة عليه؟ نقول لا. مع ذلك رغم انه امتلك مالا الا ان الزكاة لا تجب عليه يسأل سائل ويقول لماذا اذن مع اننا قلنا يمتلك مالا بخلاف رقيق. قلنا لان ملك المكاتب ملك ضعيف. كيف ذلك؟ نقول لانه لانه قد يأتي بعد ذلك يعني هذا المكاتب و يفسخ هذا العقد عقد المكاتبة باعتبار ان عقد المكاتبة بالنسبة لهذا المكاتب عقد جائز من حقه ان يفسخه وقت ما شاء فاذا جاء هذا العبد بعد ذلك اراد ان يفسخ هذا العقد يبقى في هذه الحالة سنجد ان هذا المال يعود الى بعد ذلك لانه عاد الى ما كان عليه. والمكاتب عبد ما بقي عليه درهم المكاتب عبد ما بقي عليه درهم. فيعود هذا المال الى سيده. يبقى اذا الملك هنا ليس ملكا تاما بل هو ملك ضعيف فايضا لا تجب الزكاة على هذا المكاتب قال ولا تلزم سيده لانه غير مالك. يعني كذلك السيد لا تجب عليه الزكاة لانه غير مالك لهذا المال يبقى الحاصل عندنا الان ان الزكاة تجب في حق المسلم الحر وعندنا ايضا شروط اخرى منها تعين الملك ومنها كذلك تمام الملك وقلنا تمام الملك فخرج بذلك من كان ملكه ضعيفا كالمكاتب فلا تجب عليه الزكاة. واما تعين الملك يعني لا تجب الزكاة على ما وقف على جهة عامة يعني الموقوف على جهة عامة لا تجب فيه الزكاة واما الموقوف على معين زي مسلا جاء شخص واوقف بستانا على زيد فهذا تجب فيه الزكاة في ريعها اذا بلغ نصابا تجب الزكاة في ريعها اذا بلغ نصابا. ولابد من شرط اخير وهو تيقن الوجود فعلى ذلك لا زكاة في مال ارث موقوف لجنين لماذا؟ لعدم تيقن وجوده. اما بقية الورثة ايضا لا تجب عليهم الزكاة لضعف ملكهم فالحاصل الان ان هذه الشروط اذا توفرت وجبت الزكاة واذا لم تتوفر لم تجب الزكاة. يبقى لو جئنا في نهاية الامر وفي نهاية الدرس وسألنا سؤالا هل تجب الزكاة على الصبي هل تجب الزكاة على المجنون ولا لا تجب ها نختم مجلس اليوم بهذا بهذا السؤال هل تجب الزكاة على الصبي هل تجب الزكاة على المجنون كل هذه اجابات سديدة. محمد بيقول لا تجب عليه وانما على ماله والواجب على وليه اخراج ذلك. ممتاز ولهذا سنقول تجب الزكاة لكن في مال الصبي تجب الزكاة لكن في مال الصبي كما تفضلتم. جزاكم الله خيرا لان الزكاة كما قلنا حق المال. ولهذا ليس من شروط وجوب الزكاة البلوغ والعقل لم يذكر العلماء زلك في شروط الوجوب ليس من شروط وجوب الزكاة البلوغ والعقل. فتجب في مال الصبي وكذلك في مال المجنون والمخاطب بذلك هو الولي والمخاطب بذلك هو الولي. طيب ان شاء الله في الدرس القادم آآ نشرع في الكلام عن اه انواع الاموال التي تجب فيها الزكاة. الشيخ رحمه الله بدأ بالكلام عن زكاة النقدين في نصاب الذهب والفضة آآ نتكلم عنها ان شاء الله بشيء من التفصيل في المجلس القادم اه نتوقف هنا ونكتفي بذلك وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه. وعتادا الى يمن القدوم عليه. انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى. وان يأخذ بناصيتنا الى البر والتقوى ونسأله عز وجل ان يثبتنا على هذا الخير وان يديم علينا هذا الفضل. انه ولي ذلك ومولاه