فقال من يعمل لي من غدوة الى نصف النهار اي من اول النهار الى نصفه على قيراط فعملت اليهود ثم قال من يعمل من نصف النهار الى صلاة العصر على قيراط الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاننا في باشد الحاجة للكلام عن محاسن دين الاسلام. واثر هذا الدين وآآ بيان معنى الاسلام الذي لا يقبل الله جل وعلا من الناس دينا سواه وقد اعتنى علماء الشريعة بالكلام عن ذلك ومنهم الامام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب غفر الله له والامام الشيخ رحمه الله قد عني باظهار معالم هذا الدين من خلال الادلة الشرعية من الكتاب والسنة ومن كلام علماء الامة خصوصا من الصحابة والتابعين ومن ذلك ما عني به الشيخ من تأليف هذه الرسالة فضل الاسلام ليبين معنى هذا الدين معنى الاسلام من جهة وليبين فضل الله عز وجل علينا بهذا الدين ابتدأ المؤلف اية المائدة التي هي من اواخر الايات القرآنية نزولا نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة في حجته قبل وفاته باشهر يسيرة نزلت في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة والنبي صلى الله عليه وسلم توفي في ربيع معناه بينهما اقل من مئة يوم ثلاثة اشهر تقريبا مما يدلك على ان هذه الاية من اواخر ما نزل في القرآن. وجماهير اهل العلم على ان قوله عز وجل واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله في اواخر سورة البقرة هي اخر ما نزل من القرآن مع الايات التي قبلها التي تتحدث عن الربا. فقوله تعالى اليوم يعني يوم عرفة الذي نزلت فيه معالم الحج واحكامه. اكملت لكم دينكم اي اتممت لكم العبودية التي تعبدون الله بها. والاصل في كلمة الدين ان يراد بها الطاعة وذلك ان المؤمن انما يطيع الله ويطيع لله وهو يطيع الله جل وعلا ويطيع من امر الله بطاعته وقوله اتممت عليكم نعمتي اي اكملت لكم نعمة هذا الدين باتمام شرائعه وشعائره ورضيت لكم الاسلام دينا يعني طريقة تعبدون الله بها وتعبد وتطيعونه بها فهذا دليل على اتصاف الله عز وجل بصفة الرظا وان رضا الله له اسباب ان رضا الله يبنى على اسباب تعود من افعال تعود الى افعال العبد. ثم ذكر جل وعلا الاية التي في اخر ثم ذكر المؤلف الاية التي في اخر سورة يونس قل يا ايها الناس هذا خطاب للناس عامة لمؤمنهم وكافرهم هذا هو الاصل وان كانت هذه الاية فيها قرينة على ان المخاطب بها غير اهل الاسلام فقوله ان كنتم في شك من ديني اي عندكم تردد في هذا الدين وهذه الطريقة العبودية التي يعبد الله بها فحينئذ نظهر لكم هذا الدين بان عبوديتنا لله وحده. ولذا قال فلا اعبد الذين تعبدون من دوني لله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم والعبودية معنى مبني على الخضوع والتذلل ويشتمل على الخوف من الله والرجاء له سبحانه والمحبة واستشعار المراقبة مراقبة رب العزة والجلال. وفي هذه دليل عظيم الا وهو بيان ان الوفاة الى الله جل وعلا وهذا دليل على انفراد الله في التصرف في الكون فاذا كان يتصرف في الكون فهو المستحق للعبادة وحده سبحانه وتعالى فهذا فيه استدلال بتوحيد الربوبية على توحيد الالوهية هكذا اورد قوله عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله وتقوى الله ان يجعل الانسان بينه وبين عذاب الله وسخط الله حاجزا يحجزه من وصولها اليه وامنوا برسوله الايمان بالرسول يقتضي تصديقه في اخباره وطاعته في اوامره والا يعبد الله الا بما جاء به يؤتكم كفلين من رحمته. اي ان الله ينيبكم جزاء مضاعفا من الرحمة متى قمتم بذلك ويجعل لكم نورا تمشون به بهذا دلالة على انه كلما ازداد العبد من التقوى زاده الله من العلم وله شواهد كثيرة منها قوله عز وجل ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. فكلما ازداد الانسان من التقوى ازداد اهتداؤه بالقرآن قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا يعني قدرة تفرقونا بها بين الحق والباطل وهكذا هذه لاية في قوله ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم لان العبد مهما كان يحصل منه تقصير ويحصل منه اضاعة اوقات بغير طاعة الله ويحصل منه هفوات من قصد او من غير قصد ولذا احتاج العباد الى طلب المغفرة تحتاج الى ان يغفر الله لهم ما يكون منهم من زلات واورد المؤلف حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلكم ومثل اهل الكتابين يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم ظرب اه مثالا وتتضح به احوال الامم على جهة المقارنة بينها كمثل رجل استأجر اجيرا اي عقد عقد ايجارة بينه وبين شخص يعمل لديه فعملت النصارى ثم قال من يعمل من صلاة العصر الى ان تغيب الشمس على قيراطين وهنا اهل الصنف الثالث اكثر في الاجر واقل في العمل لان غالب ايام السنة يكون العصر اقل من الظهر وان كان هناك ايام يكون الظهر فيها اقل قال فانتم هم يعني هذا الصنف الثالث يقصد اهل الاسلام اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم فغضبت النصارى واليهود يعني انهم اعترظوا و ظنوا ان هذا استنقاص لهم وقالوا ما لنا اي ما السبب الذي يجعلنا في العمل اكثر بينما في الاجر اقل فقال الله عز وجل هل نقصتكم او لم افي لكم بالعقد الذي بيني وبينكم قالوا لا قال ذلك فضلي اي الزيادة في الاجرة مع تقليل العمل هذا فضل من رب العزة والجلال لمن اشاء وهذا فيه دلالة على ان الثواب فضل من الله جل وعلا ولكنه بسبب العبد اذا عندنا شيئان سبب من العبد وعندنا فضل من الرب سبحانه وتعالى فليس الجزاء على جهة المقابلة والمماثلة الجزاء اللي من الله ليس على جهة المجازاة المماثلة وانما على الجهات السببية ولهذا نفرق بين قوله عز وجل تلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون الباهونة سببية وبينما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد الجنة بعمله يعني هنا باء المقابلة والمماثلة قالوا وفيه ايظا في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اظل الله عن الجمعة من كان قبلنا. اضل الله يعني انه لم يوفقهم للاهتداء لهذا اليوم فكان لليهود يوم السبت هذا يوم عيدهم وللنصارى يوم الاحد. هذا يوم اجتماعهم واحتفالهم وعيدهم بينما اليوم الذي جعله الله للاحتفاء والعبادة هو يوم الجمعة. فهدى الله هذه الامة له مما يدل على فضل هذه الامة فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة فهذه الامة وان كانت متأخرة في الزمان الا انهم المقدمون يوم القيامة المراد بقوله اتبع يعني من كان منهم قد قبل منه ذلك الدين بان عبد الله بدين غير محرف وبان كان قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم قال نحن اخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة وفيه يعني في الصحيح تعليقا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احب الايمان الى الله الحنيفية السمحة ففيه اثبات صفة المحبة لله جل وعلا. وفيه ان الايمان تعلى رتبة واحدة وان الناس يتفاوتون في الرتب وان الناس يتفاوتون في الرتب وقوله الحنيفية الحنيف هو المائل. المراد به المائل من الشرك الى التوحيد والسمحة يعني التي ليس فيها اشقاق من الانسان بنفسه ولا تعنيت بها واعظم ما يؤتى الناس في هذا الباب من اهوائهم يظنون ان رغباتهم توصلهم الى التسهيل والتيسير وفي الحقيقة انها توصلهم الى التشديد ولذا قال جل وعلا واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم. وش معناة لعنتم؟ يعني للحقتكم المشقة فعندما يكون الناس يتبعون اهواهم ويظنون ان هذا هو الايسر يقال لهم اخطأتم. الايسر هو في اتباع شرع رب العزة والجلال. ثم اورد المؤلف اثارا عن عدد من الصحابة اولها اثر ابي ابن كعب رضي الله عنه قال عليكم بالسبيل سبيل الطريق الواضح الواسع الموصل للهدف عليكم بالسبيل والسنة يعني طريقة النبي صلى الله عليه وسلم فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من مخالفة الله الا كان كمثل شجرة يبس ورقها الا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات عن هذه الشجرة المقصود في هذا ان من كان على التوحيد والسنة فان انتفاعه بذكر الله اعظم وانتفاعه بالتوبة والاستغفار اعظم من غيره ممن ليس على التوحيد والسنة قال وان اقتصادا في سنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة فالعمل القليل على السنة له من الاثر في النفوس ما ليس للعمل الكثير الذي على البدعة ثم اورد وفي هذا رد على بعض الطوائف التي تقول اتركوا الناس يعبدون الله ثم يجعلون العبادة على اي طريق ولو على طريق ليس عليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم اورد المؤلف اثر ابي الدرداء قال يا حبذا نوم الاكياس لان الاكياس هؤلاء على السنة والتوحيد. وبالتالي عندما ينام الواحد منهم يحتسب الاجر في النومة او وثنية لان من جاء بطرائق اهل الجاهلية الوثنيين واراد ان يدخلها في دين الاسلام فهذا من الامور المحرمة ومثله ان يدخل في دين الاسلام طرائق اليهود والنصارى قال وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه ومن ثم يؤجر عليه. وهكذا افطارهم وعدم صومهم. فانهم ينوون بهذا الافطار ان يتقووا على طاعة الله وعبادته فيكونون مأجورين على افطارهم كما يؤجرون على صيامهم ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الصائمين في وقت الحاجة للافطار اولئك العصاة قال سهر الحمقى الحمقى وصومهم يعني اولئك الذين يسهرون الليل قومون النهار لكنهم ليسوا على يقين وتقوى وسنة وتوحيد يقول مثقال ذرة من بر مع تقوى ويقين اعظم وافضل وارجح من عبادة المغترين قال المؤلف باب وجوب الاسلام اي تعينه ولزومه وذكر فيه قول الله جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا اي من يطلب غير الاسلام طريقا وسبيلا وطاعة يدين الله بها ويعبد الله به فلن يقبل منه. لانه اختار طريقا اخر وهذا يتضمن نفي الاديان الاخرى ويتضمن نفي البدع وبيان عدم قبولها لانها ليست من دين الاسلام في شيء وهو في الاخرة من الخاسرين. يعني من كان طريقته كذلك فانه سيكون يوم القيامة من الخاسرين وهكذا ذكر قوله تعالى وان هذا صراطي يعني هذا الطريق الذي رسم في كتاب الله والذي اه كانت منه هذه التوجيهات والتوصيات التي ذكرت في اه فهذه الايات اولها قل تعالوا واتلوا ما حرم الله عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وهذا الطريق هو الطريق المستقيم بمعنى انه اخسر الطرق وهو الطريق الموصل فهو يوصل الى رضا الله وجنته. ولذا امروا باتباعه فقال فاتبعوه. فهذا فيه امر بالتمسك بدين الاسلام وامر بالتوحيد بافراد الله بالعبادة وامر بالعمل بالسنة وعدم اختيار البدع قال ولا تتبعوا السبل اي الطرق الكثيرة المتعددة فان نتيجة اتباع الطرق انها تفرق عن سبيله اي تبعدكم عن سبيل الله قال مجاهد السبل يعني المذكورة في قوله ولا تتبعوا السبل يراد بها البدع والشبهات ثم اورد من حديث عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احدث اي اخترع وابتدع في امرنا يعني في ديننا وعبوديتنا لله هذا ما ليس منه اي طريقة وعبادة جديدة فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول عند الله جل وعلا. وفي لفظ ممن عمل عملا ليس عليه امرنا اي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه فهو رد اي انه مردود على صاحبه غير مقبول عند الله جل وعلا. ثم اورد المؤلف حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل امتي المراد هنا امة الاجابة الذين استجابوا للنبي صلى الله عليه وسلم يدخلون الجنة الا من ابى يعني من رفظ ولم يرغب في دخول الجنة. قيل ومن يأبى يا رسول الله؟ قال من من اطاعني دخل الجنة يعني من سار على هدي النبي صلى الله عليه وسلم استجاب له في اوامره دخل الجنة ومن عصاه او خالف طريقته ونهجه فقد ابى وبالتالي فانه لا يدخل الجنة وقوله من عصاني ليس المراد به تكفير صاحب المعصية الواحدة وانما المراد من كان طريقته مخالفة طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في كل امر او في امر يقتضي خروجه من دين الاسلام وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس الى الله ثلاثة هذه صفة حقيقية لله عز وجل ولا يصح تفسيرها بالعقوبة او تفسيرها بمعنى اخر. لان هذا اللفظ لفظ عربي فيفسر بمقتضى لغتي العرب وقوله ملحد في الحرم المراد به من اختار طريقا غير الطريق الشرعي لذلك سفك الدماء في في الحرم قد قال تعالى ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم وساني مبتغ في الاسلام سنة اي طريقة الجاهلية فان اهل الجاهلية لهم طرائق منها عبودية غير الله التوجه للاصنام ومنها تفريق الخلق قال ومطلب دم امرئ مسلم بغير حق ليهريه قدمه فهؤلاء الثلاثة هم ابغض الناس الى الله وليس معنى هذا الحكم بتكفيرهم ولكن هذه كبائر من كبائر الذنوب فيه دلالة على عظم حق دم المسلم. قال ويندرج فيها اي في كلمة الجاهلية كل جاهلية الجاهلية الطريق المخالفة للطريقة الشرعية الاسلامية سواء كانت مطلقة بغير تقييد او مقيدة في باب او في اه شخص اي في شخص دون شخص كتابية يعني منسوبة الى اهل الكتاب من اليهود والنصارى انه قال يا معشر القراء اي من حفظ الكتاب واشتغل بتدريسه استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا. اي استمروا على طريق الطاعة المأخوذة من كتاب الله. فقد وجد من قبلكم هم من سبقكم سبقا بعيدا. فان اخذتم يمينا وشمالا اي اي تركتم الصراط المستقيم وابتدعتم في دينكم فقد ظللتم ضلالا بعيدا وعن محمد بن وظاح وواظح والظاح قال كان يدخل المسجد فيقف على الحلق حلق العلم فيقول تذكرة يعني انه يذكرهم بالطريقة الاولى. وقال انباءنا ابن عيينة عن مجالد عن الشعب عن مسروق قال عبدالله عن ابن مسعود ليس عام الا والذي بعده اشر منه هذا الاثر فيه مجالد ابن سعيد وهو ضعيف. ولكن قد ورد في الصحيح مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ قال لا تقول عام اخصب من عام ولا امير خير من امير هذا من كلام ابن مسعود الذي في اسناده نظر لكن ذهاب علمائكم وخياركم يعني هذا هو والذي جعل بعض الاعوام اشر من الاعوام التي قبلها. ليس بسبب قلة الامطار ولا قلة الخصب ولا قلة النبات وانما بسبب موت العلماء وعدم وجود من يخلفهم وموت خيار الناس ممن لهم الاثر الحميد قال ثم يحدث ان يأتي ويوجد اقوام يقيسون الامور بارائهم. اي باجتهاداتهم حتى انهم يردون النصوص بناء على هذه الاقيسة فيهدم الاسلام وينسلم بسبب ذلك لانه في كل يوم يبطلون شعيرة من شعائر الاسلام بناء على ارائهم. ولذا نعلم ان القاعدة في هذا الباب هي تسليم للكتاب والسنة التسليم للكتاب والسنة. وهذه علامة كبيرة فارقة بين اهل السنة وغيرهم فاهل السنة يحكمون الكتاب والسنة في كل شيء اما اهل الفرق الاخرى فعندهم من المصادر الاخرى التي يدعون بها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. من امثلة ذلك مثلا اذا رأيت اهل التصوف وجدت عندهم الكشف والالهام الذي يردون به بعض النصوص من الكتاب والسنة وتجد عند فرق المتكلمة من الاشاعرة والمعتزلة من تحكيم ما يسمونه قلب ويردون به مقتضى النصوص وظواهرها. ما يبين لك ان المعول عليه في هذا الباب هو تحكيم الكتاب والسنة قال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن وقال وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله. وقال وما كان لمؤمن ولا مؤمن اذا قضى الله وهو رسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ثم عقد المؤلف بابا في تفسير الاسلام يعني في بيان معناه وتوضيح المراد به والاسلام هو الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة بما يشمل الانقياد له في التوحيد بترك الشرك والانقياد له في اتباع السنة وترك البدعة والانقياد له بفعل الطاعة وترك المعصية واورد فيه قول الله تعالى فان حاجوك اي جادلوك وارادوا ان يقيموا المناظرة هاك فقل المنهج الذي انا عليه هو الاستجابة لله عز وجل. وعدم تقديم شيء على ما ورد عنه فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني. اي جعلت وجهي بطاعتي وانقيادي لله مسلما له مذعنا موقنا ثم اورد حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام يعني معنى كلمة الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله اي تقر وتعترف بانه لا يوجد معبود يعبد بحق سوى الله جل وعلا وان تقر بان محمدا مرسل من عند الله جل وعلا ارسله الاسلام ليخرج الناس من الظلمات الى النور وهكذا بني الاسلام على اقامة الصلاة. المراد بها اتمام ادائها. فعل شرائعها واركانها وواجباتها وترك المحظورات فيها. وتؤتي الزكاة اي تدفع قسطا من ما لك كما قال تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وتصوم رمضان اي ان من اركان هذا الدين صيام شهر رمضان بثلاث بثلاثين يوم او بتسع وعشرين يوما حسب رؤية الهلال. وفي هذا دلالة على الترغيب على استعمال التاريخ القمري الذي فيه معرفة العبادات من الحج الى صيام رمضان الى صلاة العيدين الى غير ذلك من آآ الاحكام ثم اورد ولم يذكر في هذا قال وتحج البيت اي تذهب الى مواطن اداء النسك متى استطعت لذلك سبيلا به يعني في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال المسلم يعني ايه تفسير كلمة المسلم؟ انه من سلم تلومون من لسانه ويده. فلا يتكلم فيهم ولا يعيبهم ولا يعتدي عليهم. ولا يأخذ اموالهم مم وهذا معناه درجة الاسلام الواجبة ثم اورد من حديث بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده وهذا اسناد حسن انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله اي توقن وتذعن بقلبك ان الله هو المتصرف في الامر وان تولي وجهك الى الله اي تصرف طاعتك لله جل وعلا وان تصلي الصلاة المكتوبة وهي الصلوات الخمس وتؤتي الزكاة المفروظة على وفق ما يقرر في انصبتها. رواه احمد في المسند ثم اورد حديث ابي قلابة الملك بن عمرو عن عمرو بن عبسة عن رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام؟ وهذا اسناد فيه الرجل المجهول من اهل الرجل المبهم من اهل الشام. قال ما الاسلام؟ قال ان تسلم قلبك لله خوفا منه ورجاء له وتسليما لامره ويسلم المسلمون من لسانك ويدك. قال اي الاسلام افضل؟ اي ما هي مراتب مرتبة ما هي المرتبة الفضلى من مراتب الاسلام؟ فقال الايمان. قال وما الايمان؟ اي ما تفسيره وما حقيقته قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت. ثم اورد المؤلف باب قول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وقد تقدم بيان معنا هذه الاية فيما مضى واورد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تجيء الاعمال اي تنقلب الاعمال من كونها امورا معنوية الى كونها شيئا حسيا يأتي بنفسه تجيء الاعمال يوم القيامة. فتجيء الصلاة فتقول يا ربي انا الصلاة. فيقول انك على خير يجيء الصيام فيقول انك على خير ثم تجيء الاعمال على ذلك فيقول انك على خير. ثم يجيء الاسلام فيقول يا ربي انك السلام وانا الاسلام فيقول انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي اي ان مقصده ونيته لهذا الاسلام. قال الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في اخرتي من الخاسرين ثم اورد حديث عائشة في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا اي من ادى عبادة يتقرب بها لله ليس على ذلك العمل امر اهل الاسلام او امر النبي صلى الله عليه وسلم فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول عند الله جل وعلا ثم قال المؤلف باب وجوب اي لزوم الاستغناء بمتابعته صلى الله عليه وسلم عن كل ما سواه. فاتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيه النجاة. قال تعالى ومن يطع الله فقد ومن يطع الرسول فقد اطاع الله وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا الامام ثم اورد قول الله تعالى ونزلنا عليك الكتاب في الكتاب وهو القرآن قد انزله الله جل وعلا من عنده على نبيه تبيانا لكل شيء اي انه قد وضح جميع الاحكام الشرعية التي يحتاج الناس لها. ثم اورد اذا عند النسائي ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من التوراة طيب وهو الكتاب الذي نزل على موسى عليه السلام وذلك ان المدينة كان فيها بعض اليهود. فقال النبي صلى الله عليه وسلم على جهة المعاتبة لعمر لو انا موسى حيا لما وسعه الا اتباعي فقال عمر رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا قول المؤلف باب ما جاء في الخروج عن دعوى الاسلام يعني ان ان المرء ينبغي به ان ينتسب للاسلام. وان يفخر بذلك. فيقول انا مسلم. ولا يحتاج الى استثناء في هذه اللفظة قال تعالى هو سماكم اي ان الله جل وعلا سمى هذه الامة باسم المسلمين من قبل وهكذا سماها بهذا الاسم في هذا الزمان واورد عن الحارث الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال امركم اي اطلب منكم فعل خمس الله امرني بهن السمع والطاعة اي الاستجابة لاوامر صاحب الولاية وعدم التفلت منها الجهاد اي مقاتلة العدو والهجرة اي الانتقال من بلد الكفر الى بلد الاسلام والجماعة بحيث لا ينزع الانسان يدا من طاعة يكون مع جماعته فانه من فرق الجماعة قيد شبر اي من مقدار شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه. لان الاسلام مبني على الاستسلام لله فعندما يفرق الناس يكون قد خالف منهج الاسلام. الا ان يرجع ويترك ما هو عليه ومن دعا بدعوى الجاهلية اي رفع صوته يطلب من الناس نصرة في معنى من معاني الجاهلية فانه من جثا جهنم اي ممن سيلقون فيها. فقال رجل يا رسول الله وان صلى وصام اي كان منه عبادات في ظاهر حاله فقال وان صلى وصام لانه قد دعا بدعوى جاهلية فادعوا الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله في هذا الامر للانسان بان ينتسب لهذا الدين قال وفي الصحيح من فارق الجماعة اي جماعة المسلمين شبرا اي ولو في المقدار اليسير فميتته جاهلية يعني لو قدر انه يموت حال مفارقة الجماعة فانه حينئذ يشبه احوال اهل الجاهلية ما هي ابرز صفات اهل الجاهلية عدم السمع والطاعة لاصحاب الولاية وفيه ابي دعوة الجاهلية لما اقتتلوا وكان كل منهم يأتي بشعار من شعارات الجاهلية ليورث الناس حمية في قلوبهم فسكتهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابي دعوة الجاهلية وانا بين هوريكم فان دعوة الجاهلية ينبغي ماتتها. قال ابو العباس كل ما يخرج عن دعوة للاسلام والقرآن من نسب اي ينتسب اليه او بلد او جنس او مذهب او طريقة فهو من عزاء الجاهلية اي من القاب اهل الجاهلية بل لما اختصم مهاجري وانصاري. فقال المهاجري يا للمهاجرين. وقال الانصاري يا للانصار. قال صلى الله عليه وسلم دعوة جاهلية مع انهم انتسبوا للانصار وانتسبوا المهاجرين. والذي ينبغي الانتساب الى دين الاسلام الا بدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم وغضب لذلك غضبا شديدا انتهى كلامه ما يدل على حميته في دين الله عز وجل. بارك الله وفيكم ووفقكم الله للخير وجعلني الله واياكم الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين. اللهم