اه الحمد لله رب العالمين. الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اما بعد اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة. اما بعد يرغب الواحد منا ان يحيط بفروع فقهية كثيرة. من خلال دراسة مسائل الفقه. لكن مسائل فقه متنوع متعددة وقد يحصل بينها تداخل واشتباه ومن ثم نحتاج الى معرفة قواعد تكون مشتملة على كثيرة بالفاظ قليلة. ومن هنا اعتنى العلماء بالقواعد الفقهية لان القواعد الفقهية تتضمن عددا من الامور. اولها وجازت اللفظ فهي في الفاظ قليلة. وثانيها الاحاطة بفروع فقهية كثيرة متعددة. وثالثها اشتمالها على مأخذ المسألة والعلة التي يبنى عليها الحكم. ورابعها الاشارة فيها الى شروط الحكم الشرعي ومما نعرف معه ما يدخل في الحكم وما لا يندرج تحته كذلك هذه القواعد محل اتفاق في الجملة بين ومن ثم ائتنى العلماء بهذه القواعد. وهذه القواعد منها ما طيب يستخرج من من الدليل الشرعي اما بلفظة كما في قاعدة لا ضرر ولا ضرار والخراج بالضمان او يكون مأخوذا من النصوص بمعناه. كما في قاعدة المشقة تجري بالتيسير. او العسر سبب لليسر. كذلك تؤخذ هذه القواعد اعد من التعليلات التي يذكرها العلماء للاحكام الفقهية. و من ثم يبنى عليها الاحكام لا لذات القاعدة وانما لاشتمالها على دليل القاعدة او لكونها مأخوذة من الاستقراء او لكونها علة المسألة ومأخذها والعلماء يعرفون القواعد الفقهية بعدد من التعريفات يمكن ان يقول بانها احكام فقهية كلية يندرج تحتها فروع فقهية من ابواب مختلفة. ومن ثم نعرف الفرق بين القاعدة الفقهية والقاعدة الاصولية. القاعدة الاصولية طريق لاستنباط الحكم يطبق على الدليل مسال زلك الامر للوجوب لا نعرف منها لذاتها اي حكم ولكن عندما نطبق على قوله تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة نعرف ان الصلاة واجبة وان الزكاة واجبة لانه قد امر بهما. فخلاف مثلا قاعدة يزعل فاننا نأخذ منها احكاما فقهية مباشرة. وهكذا القواعد الفقهية تكون بمثابة استقراء للحكم فهي ناتجة بعد الاحكام بخلاف القواعد الاصولية فانها اصل تكون موجودة قبل وجود الحكم اما الفرق بين القاعدة والضابط فيمكن ان نعيد الفروق الى شيئين الاول ان القواعد الفقهية يندرج تحتها فروع فقهية من ابواب مختلفة بخلاف الضابط الذي يقتصر على باب واحد. مثال ذلك قاعدة الامور بمقاصدها تندرج تحتها مسائل في باب الطهارة ووجوب النية للوضوء اغتسال في باب الصلاة والزكاة والصيام والمعاملات ولذلك نفرق بين التلجئة وغيره وهكذا في ابواب النكاح وابواب جنايات وهناك فرق بين القتل والخطأ والقتل العمد بواسطة التي نعرفها بنوع الالة المستعملة و بينما بينما قولنا ما كان من الاغسال سبب قبله فهو واجب. وما كان سببه بعده فهو مستحب. هذه هذا ضابط فقهي يتعلق باب الغسل فقط. الفرق الثاني بينهما ان القاعدة فيها اشارة لمأخذ الحكم وعلته. المشقة تجلب التيسير الظرر يزال معناه ان الحكم مناط بهذين المعنيين. بخلاف الظابط الفقهي فان اه الظابط ليس فيه اشارة الى ماخذ الحكم وعلته. وقد وجدت مؤلفات كثيرة في القواعد الفقهية في جميع المذاهب رتبت هذه المؤلفات بطرائق مختلفة. فمنهم من رتب القواعد الفقهية بحسب اهميتها فابتدأ بالقواعد الكبرى الكلية تدخل في جميع الابواب ثم ذكر القواعد الكلية التي تدخل في ابواب كثيرة ان لم تدخل في جميعها ثم اتى بالقواعد الخلافية ثم الضوابط كما في كتاب الاشباح للسيوطي والاشباه والنظائر لابن النجيم. وهناك من رتب الفقهية بحسب الترتيب الالف بائي كما في كتاب المنثور للزرك تشيب وهناك من رتب القواعد بحسب الابواب ويورد القاعدة في اول باب فقهي ورد للقاعدة فروع فيه كما في القواعد المالكي وهناك من نثر القواعد نثرا بدون ان يكون لها ترتيب معين كما في قواعد ابن رجب قواعد ابن رجب من القواعد المهمة خصوصا في مذهب حنابلة ودراستها تؤثر في عقلية الانسان وتسوق قدرته في القراءة الفقهية والبحث الفقهي. ولذلك تعجب الناس وتعجب والعلماء من هذا الكتاب قواعد ابن رجب والناظر في قواعد ابن رجب تجد ان هذا الكتاب اشتمل على ضوابط فقهية على قواعد واشتمل على تقسيمات بحيث يعرف طالب العلم اقسام المسائل ومن فضل الله عز وجل ان اعتنى آآ علماء المذهب بهذا الكتاب لاهميته ومكانته ومنزلته. واعتناؤهم اما بالتعليق عليه او باعادة ترتيبه ترتيب الفروع فيه واما باختصار هذه ومن المؤلفات التي الفت باختصار هذا الكتاب هذه الرسالة التي ايديكم نيل الارب من قواعد ابن رجب. لصاحب فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين غفر الله له واسكنه فسيح جناته وهو من الذين لهم تأثير كبير في الامة من خلال ثلاثة امور اولها اعادة الناس الى العلم الشرعي. بحيث يعتني طلبة العلم بالتأصيل والجانب الثاني فيما يتعلق بالسنة والمعتقد الصحيح فقد اعاد الكتب العلمية الى تحقيق مسائل السنة ومسائل المعتقد واما جانب الثالث فهو في ظبط الالفاظ وآآ العناية اهدي اعادة الامة الى الاستدلال. والاخذ من الادلة الشرعية كتابا وسنة والشيخ له اثار عظيمة ومسائل واضحة وقد نفع الله عز وجل به الامة في مشارق الارض ومغاربها ولا زال الناس ينتفعون ان غفر الله له واسكنه فسيح جناته وقد توفي الشيخ عام واحد وعشرين اربع مئة والف في اليوم الخامس عشر من شهر شوال لعلنا نأخذ ما يتعلق بهذا الكتاب ومقدمته. ابتدأ الف اسم الله والاستعانة والتوكل عليه. ثم بحمده الذي قواعد الدين على لسان رسوله. ومما يشعر بان مسائل العلم والفقه لها قواعد يرجع اليها. ثم اشار الى اهمية الفقه. وقال وفقه من اراد به خيرا كما ورد في الحديث من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. والفقه في الدين يشتمل على ثلاثة معان اولها معرفة احكام الشرع وسانيها معرفة مآخذ المسائل وعللها وثالثها القدرة على تطبيق الادلة الشرعية على الفروع الفقهية. ثم ذكر المؤلف اهمية كتاب ابن رجب فقال فان كتاب قواعد الفقه على مذهب الامام احمد الذي الفه ذو المقام الرفيع المشيد يقصد العلامة ابن رجب حوى من الحسن وجمع من المعاني ما به عن غيره تفرد. وآآ اصل فيه قواعد بنى عليها من فروع الفقه ما تبدد. ولكن اشار المؤلف الى السبب في اختصاره لهذه القواعد فقال وكان من الصعب حفظ هذه القواعد بفروعها الشوارد. ولذا عني المؤلف باختصار قواعد مع حذف فروعها فهذا فيه اشارة الى طريقة التأليف اختصار القاعدة واعادة صياغته بلفظ مختصر وحذف فروع الفقهية وهذا في الغالب وسيأتي انه يمثل بفرع فقهي في مرات عديدة. ثم ذكر سبب التأليف. وهو التقرب لله عز وجل والسعي على للحصول على الاجر الاخروي. والتسهيل لحفظ هذه القواعد. ثم عني المؤلف رحمه الله تعالى في بيان المصطلحات التي يسير عليها في هذا الكتاب. فقال وحيث قلت والمذهب فهذه من عند الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى او ظاهر المذهب كذا او من قول وهو المذهب هذا من المؤلف رحمه الله مختصر واراد بكلمة المذهب وظاهر المذهب ما اتفق عليه صاحب المنتهى والاقناع صاحب انتهى والاقناع واذا قال قالوا كذا وزهدوا الى كذا فالمراد به الاصح المتأخرون واذا قال الشيخ وذهب الشيخ الى كذا فيريد به شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى. ثم بين المؤلف عنوان هذا الكتاب نيل العرب نيل اي الحصون. والعرب اي المقصد من قواعد ابن رجب وختم الكتاب دعاء رب العزة والجلال ان ينفع بهذا المختصر. فقال والله اسأل ان ينفع به كما نفع باصله الذي هو كتاب القواعد وان يجعله خالصا لوجهه. اي لا يراد به شيء من الدنيا وانما يراد به الحصون على الاجر الاخروي. انه جواد كريم لان القلوب بيد الله عز وجل. ولذلك نسعى الى تصحيح نياتنا ومقاصدنا بكون قلوبنا تقصد الاخرة وذلك بان نطلب من الله عز وجل ان يصلح قلوبنا وان تقصد ارضاء رب العزة والجلال. قال وقد اشرنا حذو كل قاعدة الى من الاصل تسهيلا على الناظر هذا في الطبعة التي كانت بين يدي الشيخ رحمه الله تعالى اسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم الهداة المهتدين تماسله سبحانه ان يصلح احوال الامة وان يبث الفقه في الدين في هذه الامة وان انشئ من العلماء ما يكون ما يكونون اسباب خير وهداية للخلق اجمعين. اللهم للفقهاء العاملين الناصحين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين