هو الذي قال بالشبه التي قبلها بل هو يستحضر جنس المدنين بالشبه. فقال فان قال يعني الذي يورد الشبهة او الذي يقع في الشرك وقد يكون من الاولين وقد لا يكون وسؤال الصالحين ودعائهم والاستغاثة بهم ليس بعبادة وهذا هو الذي ذكره الامام رحمه الله بقوله فان قال انا لا اعبد الا الله واذا قال الشيخ في هذا الكتاب فان قال فلا يستحضر ان الذي يقول بهذه الشبهة المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح كشف الشبهات الدرس العاشر اي رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال المؤلف رحمه الله تعالى فان قال انا لا اعبد الا الله وهذا الالتجاء الى الصالحين ودعاؤهم ليس بعبادة فقل له انت تقر ان الله افترض عليك اخلاص العبادة وهو حقه عليك. فاذا قال نعم فقل له بين لي هذا الذي فرضه الله عليك. وهو اخلاص العبادة لله وحده وهو حقه عليه فانه لا يعرف العبادة ولا انواعها فبينها له بقوله قال الله تعالى ادعوا ربكم وخفية فاذا اعلنته بهذا فقل له هل علمت هذا عبادة لله؟ فلابد ان يقول نعم. والدعاء مخ العبادة فقل له اذا اقررت انها عبادة لله ودعوت انه عبادة فاذا اذا اقررت انه عبادة لله ودعوت الله ليلا ونهارا خوفا وطمعا ثم دعوت في تلك الحاجة نبيا او غير هل اشركت في عبادة الله غيره؟ فلابد ان يقول نعم. فقل له اذا علمت بقول الله تعالى فصل لربك وانحر الله ونحرت له هل هذا عبادة؟ فلابد ان يقول نعم فقل له فان حرك لمخلوق نبي او جني او غيرهما هل في هذه العبادة غير الله فلا بد ان يقر ويقول نعم وقل له ايضا المشركون الذين نزل فيهم القرآن هل كانوا يعبدون دون الملائكة والصالحين وغير ذلك فلا بد ان يقول نعم فقل له وهل كانت عبادتهم اياهم الا في الدعاء وهذا الالتجاء الى الصالحين ودعاؤهم ليس عبادة فقل له فترتب هذه ترتبت هذه الشبهة على مرتبتين الاولى زعمه انه لا يعبد الا الله والمرتبة الثانية زعمه ان الالتجاء الى الصالحين والالتجاء ونحو ذلك والا فهم مقرون انهم عبيده وتحت قهره وان الله هو الذي يدبر الامر ولكن دعوهم او اليهم للجاه والشفاعة وهذا ظاهر جدا. نعم اقرأ الثاني اه قال المؤلف رحمه الله تعالى فان قال انا لا اعبد الا الله وهذا الالتجاء الى الصالحين ودعاؤهم ليس ليس بعبادة فقل له فتقر ان الله فرض عليك اخلاص العبادة لله وهو حقه عليك. فاذا قال نعم فقل له بين لي هذا الذي فرض الله عليك وهو اخلاص العبادة لله وهو حقه عليك فان كان لا يعرف العبادة ولا انواعها فبينها له بقوله قال الله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية فاذا علمته بهذا فقل له اقررت ان الله ان هذا عبادة فلا بد ان يقول نعم والدعاء مخ العبادة فقل له فقل له فاذا دعوت الله ليلا ونهارا فاذا قررت انه عبادة فاذا اقررت ان انه عبادة ودعوت الله ليلا ونهارا خوفا وطمعا ثم دعوت في تلك الحاجة نبيا او غيره فلا شك في هذه العبادة غير الله فلا بد ان يقول فنعم فقل له فاذا علمت فاذا علمت بك فاذا علمت بقول الله تعالى فصل لربك وانحر واطعت الله ونحرت له هل هذا عبادة؟ فلا بد ان يقول نعم فقل له فاذا نحرت النبي او جني او غيرهما فلا اشك في هذه الا شك في عبادة الله غيره فلابد ان يقر ويقول نعم وقل له ايضا المشركون الذين نزل فيهم القرآن هل كانوا يعبدون الانبياء هل كانوا يعبدون هل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللاة وغير ذلك فلابد ان يقول نعم وقل له هل كانت عبادتهم اياهم الا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك والا فانهم مقرون انهم عبيده وتحت قهره وان الله هو الذي يدبر الامر وان الله هو الذي يدبر الامر وانهم ما دعوهم والتجأوا اليهم الا للجاه والشفاعة وهذا ظاهر جدا احسنت بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى الآل والصحبه اجمعين وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا ارحم الراحمين اللهم نسألك علما نافعا وعملا صالحا خالصا. اللهم نعوذ بك ان نضل او نضل. او نذل او نذل او او نجهل او يجهل علينا اللهم اجعل قلوبنا خاشعة لك وعيونا وعيوننا دامعة لك. اللهم وهيء لنا من امرنا رشدا نعود وبيسميه فتنة المحيا ومن فتنة الممات. ومن فتنة المسيح الدجال ومن فتنة القبر وهذه صلة للكلام على ما قرره امام هذه الدعوة رحمه الله تعالى في كشف شبهات المشركين فان المشركين لهم شبهات متنوعة قد مر معنا اعظم شبهاتهم واكثرها تفصيلا ثم يأتي الان من شبهاتهم ما انتشر فيهم لكنه عن طريق المكابرة والجهل فقال طائفة منهم انهم لا يعبدون الا الله. وان الالتجاء الى الصالحين قال فان قال انا لا اعبد الا الله وهذا الالتجاء الى الصالحين ودعائهم ليس بعبادة وهذه يقولها كل مشرك فانه ما من مشرك يقر على نفسه بالشرك. وبانها وبانه يعبد غير الله جل وعلا لان هذه الامة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم انقلت من الشرك الى التوحيد ومن عبادة غير الله الى عبادة الله وحده دون ما سواه. فكل احد من هذه الامة يقول انا لا اعبد الا الله وقد يكون مصيبا في قوله وفعله يحقق قوله وقد يكون ضالا يقول شيئا وهو يخالفه الى غيره وهذا هذه المخالفة ناتجة عن انه يظن ان ما يفعله من صرف العبادة لغير الله انه ليس شرك وليس بعبادة. فعنده ان الدعاء دعاء غير غير الله ليس بعبادة وان الالتجاء الى الصالحين وسؤال الاولياء الاموات كشف الكرب ورفع الضر والشفاعة واشبه ذلك انه ليس من العبادة وكذلك يزعمون ان النحر لهم والذبح ليس بعبادة. وان النذر لهم ليس بعبادة وهكذا فما من صورة شركية يفعلها اهل الشرك الا واذا احتجت عليهم بان فعلهم شرك قالوا نحن لا نعبد الا الله واذا وهذه الاشياء التي نفعلها ليست بعبادة. وانما هي للوسيلة. واما العبادة فانما هي لله وحده دون ما سواه وهذا القول منهم دعوة بلا برهان ولا دليل بل هم المشركون الذين عبدوا مع الله جل وعلا غيره. قال رحمه الله مقررا لشبهتهم ومستحضرا الجدال والحجاز مع رجل منهم قال فان قال انا لا اعبد الا الله ودعاء الصالحين بانواع الدعاء من الاستغاثة الاستعانة والاستشفاء الى اخره انه ليس بعبادة والثانية هي التي قادتهم الى الاولى. لاجل عدم وضوح الثانية قالوا انهم لا يعبدون الا الله فلهذا الشيخ رحمه الله بدأ بالثانية لانها هي وسيلة اثبات صحة البولة او خطأ المرتبة الاولى قال فقل له انت تقر ان الله فرض عليك اخلاص العبادة وهو حقه عليك فتسأله وتقول له هل تقر بان الله فرض عليك اخلاص العبادة وان العبادة حق الله عليك لان الله امر بها في القرآن في قوله مخلصين له الدين فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وفي قوله جل وعلا في سورة الزمر قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه. وكذلك في اية البينة وغير ذلك من الايات الكثيرة التي فيها اثبات وجوب الاخلاص لله جل وعلا وهذا نوع من الادلة التي فيها الامر بالاخلاص. والنوع الثاني من الادلة الذي فيه الامر بالاخلاص بيان ان المشرك الذي لم يخلص لله جل وعلا انه كافر وانه من اهل اهل النار كقول الله جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا وكقول الله جل وعلا وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. ونحو ذلك من الايات التي فيها بيان مصير المشرك الذي جعل مع الله في العبادة غيره يعني لم يخلص دينه لله اشبه ذلك من الادلة فتقول له انت تقر بان الله فرض عليك اخلاص العبادة وهو حق الله عليك فكل مؤمن او كل منتسب للقبلة يقول نعم انا مقر بان الله جل وعلا فرض علينا الاخلاص. اخلاص العبادة وان اخلاص العبادة حق الله علينا قال الشيخ فاذا قال نعم فقل له بين لي الذي فرض عليك وهو اخلاص العبادة لله وحده تسأله عن بيان هذا الذي يقر ان الله فرض عليه وكثير بل الاكثر من المشركين جهال لا يعلمون معنى العبادة ولا يعلمون معنى الاخلاص ولا يعلمون معنى الذي فرض الله جل وعلا عليه ولهذا فاذا سألته عن هذه فانه لن يجيب بل سيقول لا اعرف معنى العبادة او لا اعرف جواب هذا. بل اخلاص العبادة لله ان اصلي لله وازكي لله اشبه ذلك فانه يجعل الاخلاص في بعض الصور لهذا قال الشيخ رحمه الله فان كان لا يعرف العبادة ولا انواع فبينها له بقولك الى اخره فان كان لا يعرف العبادة ولا انواعها فبينها له وهذا خلوف منه في الحجاز الى تعليم الجاهل فان المحتج على الخصم لا يصوغ ان ينزله دائما منزلة المعاند او ان يجعله معاندا فيغلظ له في القول ويغلظ له في الحجة لانه ربما نفر من ذلك وانتصر لنفسه وترك سماع الحجة فانك تستدرجه حتى يقر بانه جاهل فاذا اقر بانه جاهل لا يعرف معنى العبادة. ولا يعرف معنى الاخلاص ولا يعرف معنى الدعاء واشباه ذلك فان فتبين له ذلك حتى تقوم الحجة على افراد واضحة في قلبه وفي عقله وذهنه لهذا هذا الحوار الذي ذكره امام الدعوة فيه فائدة عظيمة ذكرتها لك الان وهي انه من اقوى وانفع وسائل الحجاز ان تنزل من امامك منزلة الجاهل حتى تنقلب معه الى معلم غير مناظر لان المعلم دائما اعلى من المتعلم اعلى من جهة الحجة واعلى من جهة قبول المتعلم لما يقول. فان المقابل لك اذا فان عندك علم ليس عنده فانه سيصير الى الاستفادة منك وهذا يحيط كثيرا من النفوس في قبول الحظ اذا علم انه جاهل بما اوجب الله جل وعلا عليه وهو يدعي شيئا يجهله فهذه وسيلة من الوسائل العظيمة في الحجة وفي جواب الشبهة. فاذا نستفيد من هذا اننا اذا رأينا من هو مشرك بالله جل وعلا او من جادل عن نفسه بانه ليس بمشرك فانه لا يحسن ان ينزل دائما منزلة المعاند الذي تقام عليه الحجة بنوع من الشدة والغلظة بل ينظر في امره ويستدرج حتى الا في منزلة الجاهل واذا كان كذلك فانك تقيم عليه الحجة وتعلمه دين الله جل وعلا قال فان كان لا يعرف العبادة ولا انواعها فبينها له والعبادة سبق ان اوضحنا معناها في شرح ثلاثة الاصول وفي كتاب التوحيد وان العبادة يحصل معرفتها تحصل معرفتها بالادلة من الكتاب والسنة بنوعين من الاستدلال اما النوع الاول من الاستدلال النفوس التي فيها الامر بالعبادة بعبادة الله وحده دون ما سواه وان من صرف العبادة لغير الله فهو كافر مشرك كقول الله جل وعلا في الاول يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم الاية في اول البقرة ومن الثاني قول الله جل وعلا في اخر سورة المؤمنون ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به. فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العباد فاذا بينت له هذه الادلة بعامة فتقول له ان العبادة هي كل ما العبادة نعلم ان هذا الشيء عبادة بان الله جل وعلا امر به او امر به رسوله صلى الله عليه وسلم. فاذا كان هذا الشيء مأمورا به علمنا انه عبادة. لان الله جل وعلا لم يأمرنا الا للتعبد فصح ان هذا الذي امرنا به امر ايجاب فانه عبادة. وكذلك امر استحباب فتقول له امرنا الله جل وعلا باخلاص الدين له فاذا اخلاص الدين لله عبادة امرنا الله جل وعلا ب خوفه فالخوف عبادة امرنا الله جل وعلا برجائه فالرجاء عبادة. امرنا الله بالصلاة فالصلاة عبادة امرنا الله بالزكاة فالزكاة عبادة. امرنا الله بالنحر فالنحر عبادة. امرنا الله بكذا وكذا فهذه عبادة هذا النوع الاول من الاستدلال والنوع الثاني ما جاء في كل مسألة من تلك المسائل التي عددناها من العبادة لان الله امرنا بها ما جاء في كل مسألة من دليل خاص يثبت وجوب اختصاص الله جل وعلا بهذا النوع من العباد فاذا الدليل الاول دليل عام تقول ان هذا قد امر الله به هذا الشيء قد امر الله به فهو عبادة والله جل وعلا امرنا ان نعبده دون ما سواه واخبرنا ان من عبد غيره فانه مشرك كان والنوع الثاني من الادلة هو الاستدلال ما كان في كل مسألة بحسبها فنقول مثلا امر الله جل وعلا بافراده بالعبادة بقوله اياك نعبد فقدم المفعول على الفعل والفاعل ليفيد الاختصاص. اختصاص العبادة به وقصر العبادة وحده دون ما سواه. وقال واياك نستعين فقدم المفعول على الفعل نستعين والفاعل ليدلنا على ان الاستعانة في العبادة انما تكون بالله جل وعلا وحده هو المختص بها وكذلك قوله جل وعلا قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له فيها ان هذه الاشياء لله وحده مستحقة يعني الصلاة والنسك مستحقة لله دون ما سواه لا شريك له كذلك تأتي للانابة والتوكل فتقول قال الله جل وعلا عليه توكلت واليه انيب اذا فدل على ان التوكل عليه وحده دون ما سواه. لانه قدم الجار والمجرور على ما يتعلق به هو الفعل فدل على اختصاص التوكل بالله جل وعلا يعني بان التوكل يكون عليه وليس على غيره كذلك الاناء فانها اليه لا الى غيره. وهكذا في غيرها من وكذلك الدعاء فان الدعاء امر الله بدعائه وحده فقال فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وقال وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. اذا توضح له معنى العبادة ثم توضح له الامر بالعبادة بان يعبد الله دون ما سواه ثم تبين له ما امر الله به وان كل مسألة مما امر الله بها انها تدخل في العبادة فدخل الذبح في العبادة ودخلت الصلاة في العبادة ودخل الخوف في العبادة ودخل التوكل في العبادة. ودخلت الاستغاثة في العبادة ودخل الرجاء في العبادة الى اخر مفردات توحيد العبادة ثم بعد ذلك تقيمها له الدليل الثاني او النوع الثاني من الادلة والاستدلال بان الله في القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم في السنة جعل هذه الانواع مختصة به وحده دون ما سواه. فصار الدليل من جهتين من جهة دخول في العبادة والله امر بعبادته وحده دون ما سواه. ومن جهة ان الله جعلها مختصة به دون ما سواه. وهذا تعاني من الادلة يكثر افراد افرادهما تذكر الايات والاحاديث في كل واحد من هذا النوعين. فاذا بينت له ذلك فقد تم البيان في ايضاح ان هذه المسائل من العبادة. والشيخ رحمه الله تعالى مثل لذلك بمثال بمثال في الدعاء لان الدعاء هو الذي يدخل فيه كثير من الصور فقال فبينها له بقوله قال الله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية سؤال غير واضح هذا الجمع بين منازعة القدر بالقدر وحديث السبعين الف لعله يكرره بوضوح يقول كل ما امر الله به عباده. وقد قال تعالى واعفوا واصفحوا هل هذا عبادة في قوله رحمه الله بينها له بقوله قال الله تعالى ان حجة الموحد يجب ان تكون دائما بالادلة والا يحتج بحجج عقلية. لانه قد يكون الخصم عنده من العقليات ما ليس عند الموحد يغلبه اما بتأصيل او برد الى المنطق او ما اشبه ذلك. فتضعف حجة المح ولكن يبين له الحجة بالادلة ثم يوضح له وجه الاستدلال من الدليل. قال فبينها له بقولك قال الله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية ووجه الاستدلال من هذا الدليل ان الله جل وعلا امرنا بدعائه فيكون الدعاء عبادة لانه مأمور به. وامر بدعائه تضرعا وخفيته سبب ذلك ان المشركين يدعون الهتهم التي يعبدونها مع الله او من دونه يدعونها جهارا يدعونها برفع الصوت والله جل وعلا حي سميع بصير اقرب الى الداعي من نفسه ومن عنق راحلته فلما امر الله جل وعلا بذلك علمنا ان هذا مخالفة لصنيع المشركين. قال سبحانه ادعوا ربكم تضرعا وخفية وذلك لانه سبحانه يعلم السر واخفى. وقد قال الحسن رحمه الله تعالى ما كان دعاؤهم الا فيما بينهم وبين ربهم الا همهمه او قال الا حديثا بينهم وبين ربهم حتى انه يدعو الداعي والرجل بجنبه لا يسمعه حديث له ساقه ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره ونقله ايضا عنه ابن كثير وجمعه فالتضرع والخفية صفة الداعي فنقول له اليس الدعاء دعاء الرب جل وعلا على هذه الحال عبادة لله جل وعلا فلابد ان يقول نعم والدعاء محق العبادة يعني ان الدعاء لب العبادة فان العبادة انواع واعظم انواعها الدعاء ولهذا قال عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة تعظيما لشأن الدعاء كما قال الحج عرفة فالدعاء مخ العبادة ومعظمها ولبها ولهذا قال الشيخ رحمه الله فلا بد ان يقول نعم والدعاء مخ العبادة هذا هذه جملة استطرادية فقل له اذا اقررت انه عبادة لان الخصم لا بد ان يقر ان دعاء الله وحده عبادة قال اذا اقررت انه عبادة ودعوت الله ليلا ونهارا خوفا وطمعا ثم دعوت في تلك الحاجة نبيا او غيره تبدأ تناقشه بعد تعريف العبادة وما قدمنا تقول اذا دعوت الله وحده ليلا ونهارا في حاجة خوفا وطمعا ثم في هذه الحاجة بعينها سألت الولي او الميت او صاحب السر او صاحب المشهد او صاحب القبة او ما اشبه ذلك. دعوته وسألته هذا السؤال هل يكون هذا شركا في العبادة ام لا فلابد ان يقول نعم لم الا ان يكون مكابرا لابد ان يقول نعم لان عين الشيء سأله الله جل وعلا ودعا به الله وحده طمعا وخوفا ورجاء ليلا ونهارا ثم توجه به الى غير الله في الحاجة عينها فلا بد ان يقول نعم سألت الله الحاجة وسألت الولي الحاجة فيقول نعم هذا شرك بالله جل وعلا. لهذا قال الشيخ رحمه الله ثم فقل له اذا اقررت انه عبادة ودعوت الله ليلا ونهارا خوفا وطمعا ثم دعوت في تلك الحاجة نبيا او غيره هل اشركت في عبادة الله غيره فلا بد ان يقول نعم فقل له فاذا علمت بقول الله تعالى فصل لربك وانحر هذه صورة ثانية. الصورة الاولى في الدعاء الصورة الثانية في النحر قال اذا علمت قول الله جل وعلا فصل لربك وانحر. يعني انحر لربك ولا تنحر لغيره. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له قل له اذا نحرت لله وحده وذكرت اسم الله على الذبيحة ونحرت الابل او البقر او ذبحت الذبائح متقربا بها الى الله جل وعلا هل هذا عبادة فسيقول نعم هذا من اعظم العبادات لان الذبح في الاضاحي والنحر في الحج واشباه ذلك هذا من اعظم العبادات لله جل وعلا. فقل له اذا لمخلوق يعني تقربت بهذا الذنب لمخلوق كما فعلت بان تقربت بدم اخر لله فتقربت بالدم لمخلوق. فما الفرق بين هذا وهذا لا فرق لانك تقربت بالذبح الاول لله وبالذبح الثاني تقربت للنبي او لولي او صالح او لجني تخاف شره او لساحر او ما اشبه ذلك هل اشركت في هذه العبادة غير الله فلا بد ان ان يقر ويقول نعم لانه لا مفر له فعين الفعل فعلته لله والفعل عينه فعلته لغير الله فهل هذا شرك ام لا فلا بد ان يقول ان هذا النوع عبادة لغير الله لاني قصدت بها غير الله وذاك عبادة لله لاني قصدت بها الله جل وعلا ولا يمكن ان يقول في الصورة الثانية ان هذا ليس بعبادة ولم اقصد بها غير الله لانه حين فعل تقربا الى الله بالذبح اقر بان الذبح عبادة. وحين توجه الى غير الله بهذا الذبح وبإراقة الذنب اقر بان هذه العبادة توجه بها لغير الله. فلا بد اذا ان يقول نعم للحجة وهذا تمام الوجه الاول من هذا الاحتجاج. وهو ظاهر بين قوي في ان في ان يتدرج مع المشرك ومع هذا الذي يعبد غير الله ويدعو غير الله ويستغيث بغير الله نعوذ بالله من الخذلان او يذبح لغير الله او انواع الصور الشركية فانه يتدرج معه في هذا حتى يقر بان الحجة واضحة وانه اذا فعل ذلك فقد عبد مع الله جل وعلا غيره. نسأل الله السلامة والعافية وعلى هذا الاحتجاج هو لابد ان يقر ما امر به فهو عبادة هذا باتفاق العلماء فان جادلت عالما فانك فانه ان لم يكن مكابرا فسيضطر بان ما امر به عبادة لان الله جل وعلا لا يأمر بشيء ويكون مباح لابد ان يكون ان يكون عبادة اما ان تكون عبادة واجبة او ان تكون عبادة مستحبة يترتب عليها الثواب واذا كان لا يعلم فليس بعالم فتدرجه مثل ما ذكرنا مثل ما ذكر الشيخ رحمه الله. حتى ولو كان عالما فانك اذا ذكرت هذه الحجج مع التي ذكرنا فانها ابلغ ما يكون من الحجاز معه والحظ ان الشيخ رحمه الله اختار هذا النوع من الحجاز لتجربته ولكثرة ما جادل عن المشركين فهو اعلم رحمه الله الحجة الاقوى وبالسبق وبالشبه التي ادلى بها الخصوم وكيف تكشف هذه الشبه هذا نوع واما النوع الثاني قال وقل له ايضا يعني هذا هذه وجهة ثانية وهذه الوجهة ايضا متجهة الى المرتبة الثانية فيما قاله المشرك حيث قال هذا الالتجاء الى الصالحين ودعاؤهم ليس لا فبينا له انه عبادة بما ذكرنا اولا فاذا تكون النتيجة انه يعبد غير الله فيكون قوله انا لا اعبد الا الله قول ليس له نصيب من الصحة بل هو قول مجرد دعوة النوع الثاني قال وقل له ايضا هذا وجه اخر من الحجة المشركون الذين نزل فيهم القرآن هل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللاتا وغير ذلك فانه لابد ان يقول نعم ان كان عارفا بما حصل من المشركين وان كان غير عالم بذلك فتقيم عليه الحجة في ايضاح حال شرك المشركين. بما قدمناه لك في الدروس السابقة. فاذا اقمت عليه ذلك واوضحته فلا بد ان نعم لان القرآن اوضح ذلك تم ايضاحه قال فقل له وهل كانت عبادتهم اياهم الا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك عبادتهم لآلهتهم في مكانه انما كانت في الدعاء كانوا يدعونهم قال والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. يعني ما ندعوهم الا ليقربونا الى الله زل وكانوا يذبحون لغير الله كما في حديث ثابت ابن الضحاك ان رجلا نذر ان ينحر ابلا ببوانه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له هل كان فيها عيد من اعيادهم هل كان فيها وثن من اوثانهم؟ قال لا قال هل كان فيها عيد من اعيادهم؟ قال لا. قال فاوفي بنذرك فدل قوله هل كان فيها وثن من اوثانهم انهم كانوا يذبحون للاوهام. فاذا تعبد المشركين بالذبح وبالنذر وبالدعاء ونحو ذلك هذا امر معروف ولم يكن شركهم من جهة انهم لا يصلون لهم فانهم يصلون لهم او انهم يزكون لهم او انهم يحجون لها لهذه الالهة لا كانوا يحجون لله وكانوا يصلون لهم صلاة وكانوا يغتسلون من الجنابة وكانوا يذكرون الله ونحو ذلك مما ذكرناه في انواع العبادات في اول هذا الشرح انما كان شركهم من جهة انهم يدعون غير الله ويذبحون لغير الله ويلتجئون لغير الله يتخذون تلك الهة والاولياء والانبياء وسطاء بينهم وبين الله جل وعلا. قال وهل كانت فادتهم اياهم الا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك. والا فهم مقرون انهم عبيد الله تحت وتحت قهره. يعني بما قال الله جل وعلا في ايات كثيرة في اقرار المشركين بالربوبية وان الله هو الذي يدبر الامر ولكن دعوهم والتجأوا اليهم بالجاه والشفاعة. وهذا ظاهر جدا. لا شك انه ظاهر وحجة واضحة مبنية على فهم حال المشركين وقد اوضحنا حالهم مفصلا في اول شرح هذا الكشف المبارك بعدها انتقل الى مسألة الشفاعة وهي مسألة طويلة تحتاج منا الى درس مستقل فنرجمها ان شاء الله تعالى نجيب عن بعض الاسئلة هي مما سلح في الدرس الماضي لم يفهم لدى كثير من الاخوة ولم تفهم الا اشياء مما كانت تكرارا لبعض ما سبق هذه مشكلة لكنها ليست مشكلتي انما هي مشكلة من حضر بهذا الدرس دون مقدمات لان كشف الشبهات في الحقيقة ترددت كثيرا مثل ما تذكرون في الابتداء به لانه لا يصلح الا لمن ضبط ثلاثة الاصول بشرحها ربط كتاب التوحيد بشرحه فينتقل الى فهم كشف الشبهات وهذا من جهة والجهة الاخرى ان اوائل هذا الشرح فيها كثير من المقدمات التي نحيل اليها. فمن لم يستحضر ما ذكرناه او في المقدمات في اوائل هذا الشرح ربما يخفى عليه بعض المقدمات التي ينبني عليها الحجاب وكما قال الشاعر غيري جنى وانا المعذب فيكم فكأنني سبابة المتندم وشخص ذهب الى القبر ولكن لم يدعو صاحب القبر ولكنه التجأ الى الله باخلاص وصدق ان يكشف كربته ولم يكن لصاحب القبر عند الدعاء شيء في قلبه. ولكن دعا الله بصدق هل هذا العمل جائز؟ الجواب ان هذا العمل بدعة وخيمة ووسيلة من وسائل الشرك لان تحري اجابة الدعاء عند قبور الصالحين والاولياء هذا يفضي الى اعتقاد ان لهم حرمة وان لمكانهم لمكان قبرهم خصوصية فيؤدي الى التوسل بهم والى الاستغاثة او الاستشفاء بهم. فالله جل وعلا يسأل الحاجات في اي مكان اعظم الامثلة التي يدعى الله جل وعلا فيها المساجد. فهي احب البقاع الى الله. فمن اراد ان يجاب طلبه وان يعطى ما سأل فليتحرى الامكنة التي يحبها الله جل وعلا المساجد وشبه ذلك وحلق الذكر ليتحرى ايضا اوقات الدعاء التي يجاب فيها ويتحرى الدعاء الجامع ويتوسل الى الله جل وعلا باسمائه وصفاته ويكون عنده اضطرار واشبه ذلك مما هو من اسباب اجابة الدعاء. اما من دعا عند قبر لنفسه دعا الله جل وعلا ولو كان مخلصا فانه مبتلى اثم على امر اكبر من الكبائر هم لا القبر ليست الفائدة منه ان تدعو عنده. القبر الفائدة منه ان تتذكر الاخر زور القبور فانها تذكركم الاخرة كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها. فانها تذكركم الهاق والزيارة المشروعة هي التي فيها تذكر والسلام على اموات المسلمين وسؤال الله جل وعلا على لهم والدعاء للميت ويجوز ان يدعو لنفسه عرضا مع الدعاء للميت دون القصد فاما ان يتحرى الدعاء عند القبور فهو بدعة او ان يقصد الدعاء لنفسه عند القبور فهو بدعة ايضا. لكن يدعو لنفسه عرضا مع الدعاء للميت كما كان عليه الصلاة والسلام يقول اذا زار القبور نسأل الله لنا ولكم العافية فهذا على جهة العرب بالقصد قال ذكرت بان المشرك لا يشهد على نفسه بانه مشرك. فما معنى قوله تعالى مشاهدينا على انفسهم بالكفر الشهادة في هذه الاية شهادة بلسان الحال لا بلسان المقال كما قال ابن كثير وغيره من المفسرين الشهادة هنا كالشهادة في قوله جل وعلا واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا فهذه شهادة بلسان الحال لا بلسان المقال هل يجوز التوجه بالدعاء الى الله في التوسل بجانب محمد عليه الصلاة والسلام او بحق الصالحين من عباد الله الجواب ان التوجه او التوسل في الدعاء بالجاه بدعة ووسيلة من وسائل الشرك فلا يجوز ان يدعو متوسلا الى الله بجاه نبيه او بجاه عبد صالح او بالحرمة او بالمكانة او ما اشبه ذلك خبير والاعتداء في الدعاء بان يدعو بما لم يؤذن به هذا من جهة والثانية ان هذا الدعاء وسيلة الى الشرك بهؤلاء باعتقاد عظمتهم او انهم يشفعون او ما اشبه ذلك والثالث ان السؤال بالجاه بجاه فلان وبحرمته سؤال بامر او بشيء اجنبي عن السائل والداعي والمشروع ان تفعل بشيء لك او بشيء تملكه كالسؤال والتوسل بالعمل الصالح او ان تسأل باسماء الله جل وعلا وبصفاته او ان تسأل الله جل وعلا بايمانك وطاعتك لله فهذا توسل بامر لك وليس باجنبي عنك وعمل غيرك وحرمته وجاهه له وليس لك ولهذا ترك الصحابة رضوان الله عليهم هذا السؤال وهذا الدعاء فانه اعتداء وبدعة ووسيلة الى شرك. اخر سؤال نعم اذا عفا متقربا بالعفو الى الله جل وعلا فقد تعبد واذا صفح متقربا بالصفح الى الله جل وعلا فقد تعبد يعني لان المأمور به عبادة اذا تقرب به اما اذا فعله هكذا من غير قربة فليس بعبادة ما حكم قول بعض الصحف ان الغبار الذي اتى مدينة الرياض هو بسبب دخول فصل الخريف اذا كان قول هذا القائل يعني به ان هذه الفصول تسبب هذه المتغيرات الكونية فان هذا لا يجوز ومحرم وهو نوع شرك بالله جل وعلا واذا كان يجعل هو زمنا وظرقا ووقتا اجرى الله جل وعلا سنته انه يحصل في هذا الوقت هذه الاشياء فهذا لا بأس به فيفرق في هذا الباب ما بين الباء التي للسببية وفي التي للظرفية فمثلا نقول في الوسم تأتي الامطار لكن ليس معناه انه بالوسم يأتي المطر وانما اجرى الله سنته انه في هذا الوقت الذي هو طلوع هذا النجم الذي هو الوسم واشباه ذلك طلوع انجم يكون عنها الوسم هذا برق ووقت يحصل فيه انواع من سنة الله جل وعلا في كونه اذا جاء نجم كذا جاء البرد لكن مجيء البرد ليس بسبب النجم وانما ظهور النجم وقت للبرد مثل ما يكون ظهور الهلال وقت لدخول الشهر. وليس هو الذي ادخل الشهر واشبه ذلك. فاذا هذه الاشياء الفصول والانجم اذا جعلت ظرفا ووقتا فلا بأس واذا جننت سببا بالاستخدام البابا السببية فان هذا كقول من قال مطرنا بنوء كذا وكذا وفي هذا القدر كفاية وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام وشيخ الاسلام محمد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فان قالها تنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها فقل لا انكرها ولا اتبرأ منها بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع وارجو شفاعته ولكن الشفاعة كلها لله كما قال عز وجل ولله الشفاعة جميعا ولا تكون الا من بعد اذنه كما قال عز وجل من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا تكونوا الا ولا ولا يشفع في احد حتى يأذن الله فيه كما قال قال عز وجل ولا يشفعون الا لمن استطاع ولا يرضى الا لاهل التوحيد كما قال ولا يرضى الا التوحيد كما قال عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه فاذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون الا من بعد اذنه ولا ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في احد حتى يأذن الله فيه ولا يأذن الا لاهل التوحيد ولا يأذن الا لاهل التوحيد. كانت الشفاعة تبين كانت الشفاعة بين لك ان تبين لك ان الشفاعة كلها لله كلها ان الشفاعة كلها. ان الشفاعة كلها لله فاطلبها فاطلبها منه فاقول اللهم لا تحرمني شفاعته اللهم شفعه في وامثال ذلك. فاذا قال نعم بسم الله الرحمن الرحيم فان قالا تنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها فقل له لا انكرها ولا اتبرأ منها بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع والمشفع وارجو شفاعته لكن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا ولا تكونوا الا من بعد اذن الله كما قال عز وجل من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا يشفع ولا يشفع في احد ولا يشفع في احد الا من بعد ان يأذن الله فيه. كما قال عز وجل ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهو سبحانه لا يرضى الا كما قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. فاذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون الا من بعد ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في احد حتى يأذن الله فيه ولا يأذن الله تعالى الا لاهل التوحيد تبين لك ان الشفاعة كلها لله واطلبها منه فاقول اللهم لا تحرمني شفاعته اللهم شفعه في وامثال هذا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اللهم نسألك علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا اللهم نعوذ بك ان نذل او نذل او نضل او او نجهل او يجهل علينا وقفنا عند قول الامام المصلح المجدد رحمه الله تعالى فان قال اتنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها فقل لا فقل لا انكرها ولا اتبرأ منها. بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع والمشفع. وارجو شفاعته لكن الشفاعة كلها لله شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم جنس تحته انواع فهو عليه الصلاة والسلام يشفع يوم القيامة في انواع من الشفاعة واعظمها واجلها شفاعته عليه الصلاة والسلام في اهل الموقف ان يعجل لهم الحساب بعد ان نالهم من الكرب والشدة ما جعلهم يستغيثون به عليه الصلاة والسلام في عرصات القيامة في ذلك الموقف العظيم هذا هو المقام المحمود الذي خص الله جل وعلا به محمدا عليه الصلاة والسلام كما قال سبحانه عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا وهذا المقام المحمود هو شفاعته عليه الصلاة والسلام بين شفاعته عليه الصلاة والسلام في الناس جميعا لكي يفصل بينهم ولكي يعجل لهم الحساب ولهذا جاء في حديث جابر وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع النداء فقال مثل ما يقول المؤذن ثم قال في الدعاء المعروف بعد الاذان. اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة اتي محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته الا حلت له شفاعتي يوم القيامة. وذلك انه سأل الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم المقام المحمود وسأل له