المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح كشف الشبهات الدرس الحادي عشر. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام شيخ الاسلام محمد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فان قالها تنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها فقل لا انكرها ولا اتبرأ منها بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع وارجو شفاعته ولكن الشفاعة كلها لله كما قال عز وجل ولله الشفاعة جميعا ولا تكونوا الا من بعد اذنه كما قال عز وجل من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا تكونوا الا ولا ولا يشفع في احد حتى يأذن الله فيه كما قال قال عز وجل ولا يشفعون الا لمن استطاع ولا يرضى الا لاهل التوحيد كما قال ولا يرضى الا التوحيد كما قال عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام مدينا فلن يقبل منه فاذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون الا من بعد اذنه ولا ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في احد حتى يأذن الله فيه ولا يأذن الا لاهل التوحيد ولا يأذن الا لاهل التوحيد كانت الشفاعة تبين كانت الشفاعة بين لكهن تبين لك ان الشفاعة كلها لله كلها ان الشفاعة كلها ان الشفاعة كلها لله فاطلبها فاطلبها منه فاقول اللهم لا تحرم مني شفاعته اللهم شفعه في وامثال ذلك. فاذا قال يكفيك نعم بسم الله الرحمن الرحيم فان قالها تنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها فقل له لا انكرها ولا اتبرأ منها بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع والمشفع وارجو شفاعته لكن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا ولا تكونوا الا من بعد اذن الله كما قال عز وجل من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا يشفع ولا يشفع في احد ولا يشفع في احد الا من بعد ان يأذن الله فيه. كما قال عز وجل ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهو سبحانه لا يرضى الا في كما قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. فاذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون الا من بعد ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في احد حتى يأذن الله فيه ولا يأذن الله تعالى الا لاهل التوحيد بين لك ان الشفاعة كلها لله واطلبها منه فاقول اللهم لا تحرمني شفاعته اللهم شفعه في وامثال هذا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اللهم نسألك علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا اللهم نعوذ بك ان نذل او نذل او نضل او نضل او نجهل او يجهل علينا وقفنا عند قول الامام المصلح المجدد رحمه الله تعالى فان قال اتنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها فقل لا فقل لا انكرها ولا اتبرأ منها. بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع والمشفع. وارجو شفاعته لكن الشفاعة كلها لله شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم جنس تحته انواع فهو عليه الصلاة والسلام يشفع يوم القيامة في انواع من الشفاعة واعظمها واجلها شفاعته عليه الصلاة والسلام في اهل الموقف ان يعجل لهم الحساب بعد ان نالهم من الكرب والشدة ما جعلهم يستغيثون به عليه الصلاة والسلام في عرصات القيامة في ذلك الموقف العظيم هذا هو المقام المحمود الذي خص الله جل وعلا به محمدا عليه الصلاة والسلام كما قال سبحانه عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا وهذا المقام المحمود هو شفاعته عليه الصلاة والسلام بين شفاعته عليه الصلاة والسلام في الناس جميعا لكي يفصل بينهم ولكي يعجل لهم الحساب ولهذا جاء في حديث جابر وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع النداء فقال مثلما يقول المؤذن ثم قال بالدعاء المعروف بعد الاذان اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدتها الا حلت له شفاعتي يوم القيامة. وذلك انه سأل الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم المقام المحمود. وسأل له الوسيلة والفضيلة هي متحققة للنبي عليه الصلاة والسلام ولكن السائل اذا دعا الله جل وعلا بذلك وسألها للنبي صلى الله عليه وسلم ففي سؤاله ذلك له عليه الصلاة والسلام انواع من العبادات التي بها استحق ان تحل عليه وله المصطفى صلى الله عليه وسلم منها يقينه بما وعد الله جل وعلا نبيه ومنها حبه للمصطفى صلى الله عليه وسلم ودخوله في امته ورغبته و محبته ان يكون عليه الصلاة والسلام انفع الخلق للناس يوم القيامة وهو عليه الصلاة والسلام كذلك اذ خصه الله جل وعلا بالشفاعة ومر معنا في شرح الواسطية ومر معنا في غير ذلك انواع الشفاعات التي اعطاها الله جل وعلا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام العظيم يوم القيامة فهنا قال فان قال اتنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها هذا يشمل انكار الشفاعة العظمى والشفاعات الاخرى الشفاعة في اهل المعاصي الا النار والشفاعة فيمن دخل النار واستحقها ودخلها ان يخرجه الله جل وعلا منها والشفاعة في اقوام من تفاوت حسناتهم وسيئاتهم ان يدخلهم الله يدخلهم ربهم جل وعلا الجنة واشباه هذا. فان قال انها تنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها فقل لا انكرها ولا اتبرأ منها بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع والمشفع. الشافع يعني بما اعطاه الله جل وعلا. والمشفع فيمن شفع له عليه الصلاة والسلام. فانه لا يشبع في احد يوم القيامة الا اعطاه الله جل وعلا ما سأله والا اعطاه الله جل وعلا ما شفع فيه حتى الكافر عمه فانه يشفع فيه عليه الصلاة والسلام ويخفف عنه من العذاب بسبب شفاعته عليه الصلاة والسلام. فهو عليه الصلاة والسلام الشافع. وهو عليه الصلاة والسلام المشفع ونرجو شفاعته نرجو ان نكون ممن شفع الله جل وعلا فيهم نبيه عليه الصلاة والسلام. ونأخذ باسباب تلك الشفاعة فان شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم في من يشفع فيه هي باذن الله كما ولا تكون الا في من رضيه الله جل وعلا وهذا يعني ان يبذل العبد الاسباب التي بها يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم شفيعا له لاسباب كثيرة جاءت في السنة جاء بيانها في سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام قال وارجو شفاعته وكوننا نرجو شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ونسعى لذلك ببذل الاسباب الشرعية في هذا لا يعني ان نسأل شفاعة ممن لا يملكها ابتداء بل الذي يملك الشفاعة هو الله جل وعلا لظاهر قول لله جل وعلا قل لله الشفاعة جميعا. واللام هنا لام الملكية فالشفاعة ملك لله لجميع فجميع انواعها يملكها الرب جل وعلا ويعطيها من شاء بشرط الاذن والرضا كما سيأتي قال لكن لكن الشفاعة كلها لله او لكن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا والشفاعة الشفاعة معناها ظم الداعي والسائل طلبه الى طلب سائل اخر ليتحقق طلبه. ويكون الشافع يعني الثاني اقوى من الاول هذا في مقتضى اللغة وهي مأخوذة من الشفع وهو ضد الوتر كما قال جل وعلا والفجر وليال عشر والشفع والوتر. فالشفع مغاير للوتر وسمي الشافع شافعا والشفيع شفيعا لانه صار بالنسبة للسائل زوجا وشفها بعد ان كان الطالب والسائل واحدة فشفع طلبه يعني صار هذا الشافع ثانيا في السؤال فبدل ان يطلب الشيء واحد بالشفاعة صار الطالب له اثنين الاول صاحب الحاجة والثاني صاحب الشفاعة. فاذا الشفاعة حقيقتها ضم الشافعي طلبه لطلب السائل ليحقق له مراده. وهذا عام في موارد الشفاعة في اللغة. فاذا على هذا تكون الشفاعة ممن يمكنه ذلك فاذا دعا الداعي في الدنيا لي اخ من اخوانه او لمن دعا له فانه شافع له بالدعاء. يعني انه سأل الله جل وعلا ان يعطي فلانا مطلوبة. الذي هو كيت وكيت. وكما جاء في حديث الاعمى المروي في السنن باسناد حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الاعمى يشكو حاله علمه دعاء ثم قال له ثم قال له فقل اللهم اني استشفع اليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يعني انه يجعل دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم في حياته شافعا له يعني دعا هو بما اوصى به عليه الصلاة والسلام ثم رغب في ان يكون الشافع له محمدا عليه الصلاة والسلام يعني الداعي له بما اراده من الرب جل وعلا. فاذا كان كذلك صارت حقيقة الشفاعة قائمة على ان ان الشافع يطلب كما طلب الاول وانه لا يشفع الا فيمن رضي ان يشفع له. لا يشفع ممن طلب منه الشفاعة رغما عنه يعني اذا سأل سائل اخر ان يشفع له فالشافع لا يشفع الا اذا رغب ان يشفع وليس كل من طلب الشفاعة من من الناس من فلان من النبي عليه الصلاة والسلام من اهل العلم ان يجاب الى طلبه فيشفع فيه المصطفى عليه الصلاة والسلام ويشفع فيه العلماء الى اخر ذلك في الدعاء في الدنيا فانه قد يطلب ويرد قد يطلب من الشافعي ان يشفع فيقول الشافع لا اشفع لك والمصطفى عليه الصلاة والسلام فهو الذي انزل الله جل وعلا عليه قوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. ولهذا قال الشيخ رحمه الله ولا تكونوا الا من بعد اذن الله. كما قال عز وجل من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه واذن الله في القرآن وفي الشفاعة نوعان اذن قدر كوني واذن شرعي ديني حصول الشفاعة لا يكون الا بعد ان يأذن الله بالنوعين فالاول الاذن الشرعي. يعني ان يكون هذا المشفوع له ممن اذن شرعا ان يشفع فيه ومعلوم ان الله جل وعلا نهى المؤمنين ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى فقال جل وعلا في سورة براءة ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعدي ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم. وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه. فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه. ان ابراهيم لاواه حليم فدل هذا على ان الشرع نهى ان يستغفر للمشرك يعني ان يشفع في مغفرة الذنوب عند الله جل وعلا لاهل الشرك اذا كان كذلك فان اشتراط الاذن الشرعي يعني ان من طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا وهو من اهل الشرك او في الاخرة وهو من اهل الشرك فانه لم يؤذن من الشرع في ان يشفع في ان يشفع فيهم او ان يسأل الشفاعة له. وكذلك في البرزخ وهو ما بين الحياتين الاولى والاخرة فهو حياة خاصة كذلك فان من سأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة وهو في قبره عليه الصلاة والسلام فقد سأل ما لم يؤذن به شرعا. ولهذا الصحابة رضوان الله عليهم ما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة بعد موته وكذلك ما سألوا شهداء احد الشفاعة والشهداء يشفعون كما جاء في الحديث لان الشفاعة مشروطة بالاذن الشرعي. ولو حصل من احد انه طلب الشفاعة فانه لو قرض انه عليه الصلاة والسلام يشفع في البرزخ فان هذا الذي طلب الشفاعة فانه اشرك حيث سأل الشفاعة بما لم يؤذن به في الشرع. لانه طلب الشفاعة ممن لم يؤذن له في ذلك والشفاعة كلها لله جل وعلا. فتحصن لنا من الشرط الاول وهو الاذن انه ينقسم الى قسمين الاذن الشرعي وهو ان يكون الله جل وعلا اذن للشافعي ان يشفع الاذن الشرعي اذن للمستشفع ان يطلب الشفاعة الاذن الشرعي. ربنا جل وعلا قال الشافعي من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. يعني لا احد يشفع عند الله جل وعلا الا بعد ان يأذن الله جل وعلا الاذن الشرعي فان اهل الايمان من الرسل والانبياء والصالحين والملائكة لا يشفعون لمن لم يؤذن له شرعا لمن خالف الشرع وطلب الشفاعة من غير الله. لان الله جل وعلا قال قل لله الشفاعة جميعا. فاذا طلب الشفاعة من هي عنه بقوله ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين. وطلب الشفاعة معناه طلب الدعاء. فالشفاعة وطلب والدعاء واحد فاذا جاء احد الى قبر وقال لصاحب القبر اسألك ان تدعو الله لي معناه انه سأل الشفاعة. فهي بمنزلة قوله اسألك ان تشفع لي. لان الشفاعة كما ذكرت لك هي قلق الدعاء ظم الشافع طلبه الى المشفوع له. قول القائل لاحد اسألك ان تدعو لي يعني ان تشفع لي وهذا بالنسبة للاموات مهما علت مرتبتهم فانه لا يجوز ولا وطلبها منهم لا يوافق اذن الله جل وعلا الشرعي اذا تبين ذلك فالقسم الثاني من الاذن الاذن الكوني القدري. يعني ان الشافعي عند الله جل وعلا لا يشبع ابتداء كما هو الحال في الدنيا في احوال الشافعين عند البشر يأتي ويطلب سواء كان المشفوع عنده يرضى بهذه الشفاعة او لا يرضى. يرغب فيها او لا يرغب. هذا من حال اهل القصور. حال اهل الفقر والمسكنة من اهل الدنيا. اما ربنا جل وعلا ذو الكمال المطلق. وذو الاحسان الى خلقه وذو التام وذو القدرة التامة جل وعلا فانه لا يشفع عنده احد ابتداء بل لا يشفع احد حتى يأذن الله للشافع ان يشفع. الاذن الكوني القدري يعني يعلم الله جل وعلا ان هذا يريد ان يشفع فيقول له اشفع كما ثبت في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام اذا كانت الشفاعة العظمى يوم القيامة ويأتيه الناس قال اتي فاخروا بين يدي العرش فاحمد ربي بمحامد يفتحها علي لا احسنها الان يخر ساجدا فيبتدأ بالحمد والثناء على الله جل وعلا. والله سبحانه يعلم انه يريد ان يشفع ولا يشبع ابتداء لانه لا بد من الاذن الكوني لا بد ان يقال له اشفه قال عليه الصلاة والسلام فيقول الرب او فيقول يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفه فهذا يدل على ان الشفاعة يوم القيامة لا يبتدأ بها اهلها حتى يأذن الله جل وعلا لهم في ان يشفعوا. وهذا اصل عظيم في هذا الباب. اذا الاذن الكوني القدري بالدليل الذي ذكرت لك يدل على ان هذا الذي شفع لا يملك الشفاعة. وانما هو محتاج لان يشفع كما ان الطالب محتاج في ان يشفع له. والله جل وعلا هو الذي يملك الشفاعة النبي عليه الصلاة والسلام لا يملكها فيشفع شفاعة من يملك وانما هو يرجو ان يقبل منه ان يشفع كما جاء في هذا الحديث ودلالته واضحة على ما ذكرنا. اذا قوله جل وعلا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ يعني لا احد يشفع عند الله جل وعلا الا باذنه سبحانه الشرعي وباذنه سبحانه القدري. فان شفع من لم يأذن الله فيه شرعا فانه لا تقبل شفاعته مثل ما شفع نوح عليه السلام في ابنه قال ربي ان ابني من اهلي وان وعدك الحق فاجابه ربنا جل وعلا بقوله يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم. اني اعظك الايات. فاذا دل على انه اذا ابتدأ احد في ان يشفع فيمن لم يؤذن له بالشفاعة شرعا فانه لا تقبل شفاعته وترد عليه واما الاذن الكوني فانه في الاخرة لا يحصل يعني بعد الموت لا يحصل الاذن لا تحصل الشفاعة ولا لا تقع الا بعد الاذن الكوني. اما في الدنيا فانه قد يشفع احد فيؤذن له كونا بالشفاعة بحسب ارادته. فيبتدأ بالشفاعة ثم ترد عليه ان لم يكن تكن شفاعته موافقة ثقة للابن الشرعي او لم تكن شفاعته موافقة حكمة الله جل وعلا. فتحصن من هذا ان الشفاعة لها من حيث الزمن حالة في الدنيا وما بعد الممات اما في الدنيا فان الاذن الكوني للشافع يحصل بارادة الشارع فقد يشفع والله جل وعلا يأذن سبحانه ولو كانت حكمته في ان يرد هذا الشافع في الدنيا مثل ما حصل من شفاعة نوح عليه السلام في ابنه ومن شفاعة ابراهيم في ابيه ومن شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام في عمه فانزل الله جل وعلا ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي القربى اما بعد الممات فانه لا يبتدئ احد الشفاعة يعني في يوم القيامة ولا في البرزخ حتى يأذن الله جل وعلا ومعلوم ان الله جل وعلا لا يأذن في وقوع الشرك ولا يأذن اذنا كونيا ولا اذنا شرعيا في حصول ذلك من الاموال. لكن من الاحياء قد يرتدون ويطلبون ذلك لانها دار تكليف. فيأذن الله الله جل وعلا كونا بحصول ما لم يأذن به شرعه لانها دار تسليم. فقوله سبحانه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه معناها لا احد يشفع عند الله الا باذنه. وذلك لكمال قدرته جل وعلا وقهره وجبروته. وكمال ملكه وكمال لعزته وكمال صفاته سبحانه واسمائه. اما الخلق فقد يشفع عندهم بلا اذن منهم قال الشيخ رحمه الله تعالى بعد ذلك ولا يشفع يشفع في احد يعني النبي صلى الله عليه وسلم او لا يشفع في احد يعني من جميع انواع الشفعاء الا من بعد ان يأذن الله فيه وهذا شفاعة هذا اذن اعظم فباعتبار اخر الاذن ينقسم الى قسمين اذن للشافعي ان يشفع واذن للمشفوع فيه ان يشفع له قال ولا يشفع في احد الا من بعد ان يأذن الله فيه. يعني في حق المشفوع له ان يشفع اما ان يشفع لكل احد والله جل وعلا لا يأذن لهذا ان يشفع له فان هذا لا يحصل. والله سبحانه وتعالى لا يشفع لا يرضى الا بالشفاعة لاهل التوحيد كما سيأتي. قال كما قال عز وجل ولا يشفعون الا لمن ارتضى لا يشفعون يعني الملائكة ان هذه الاية في سورة الانبياء ولا يشفعون الا لمن ارتضى يعني الملائكة. فلا يشفعون في من يريدون كما يظن اهل الشرك. بل لا يشفعون الا لمن رضي الله جل وعلا قوله وعمله في من ارتضاهم ربنا جل وعلا. والله سبحانه لا يرضى الا لاهل التوحيد كما ثبت في الصحيح من حديث ابي هريرة انه عليه الصلاة والسلام قال اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه او نفسه فقوله اسعد الناس بشفاعتي. قال العلماء اسعد هنا جاءت على افعل التفضيل. لكن معناها الوصف لا التفضيل يعني سعيد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه او نفسه فاسعد بمعنى سعيد كقوله جل وعلا في سورة القرآن اصحاب اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مقيلا. ومعلوم ان مقيل اهل النار ليس فيه حسن بل هو خبيث وشر وعذاب عليه. فقوله احسن ما قيل يعني حسن يعني حسنا مقيله فهذا معلوم في اللغة ان افعل قد تخرج عن بابها الى الوصف وهذا كقوله كما ذكرنا اسعد الناس بشفاعتي. فسعيد الناس بشفاعته عليه الصلاة والسلام اهل التوحيد والذين يرضاهم الله جل وعلا ورضي لهم قولا هم اهل التوحيد فاذا كان كذلك فمن سأل من لا يملك الشفاعة الشفاعة فانه ليس ممن رظي الله الله جل وعلا قوله ولا رضي عمله لان الله نهانا عن ذلك ولان الصحابة رضوان الله عليهم لم يفعلوا ذلك قال جل وعلا ولا يشفعون الا لمن ارتضى. وهذا هو الشرط الثاني وهو شرط الرضا. فان الشفاعة لا تنفع عند الله جل وعلا الا بتحقق شرطين الاذن والرضا والرضا نوعان ايضا رضا عن الشافع ورضا عن المشفوع له الذين يشفعون هم الذين رضي الله عنهم وهم الاصناف الذين جاء ذكرهم في الاحاديث الانبياء واولهم محمد عليه الصلاة والسلام. والعلماء والشهداء والصالحون هؤلاء هم الذين يشفعون فرضي الله جل وعلا قوله وكذلك الرضا النوع الثاني الرضا لمن شفع له وهذا الرضا قد يكون رضا عن مآل حاله لانه من اهل الاسلام وقد يكون رضا في الشفاعة لحكمة يعلمها جل وعلا وهذا اخراج لحال ابي طالب قال ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهو جل وعلا لا يرضى الا التوحيد. بدلالة الحديث الذي ذكرناه وكذلك دلالة قول الله جل وعلا ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. وكقوله جل وعلا ان الدين عند الله الاسلام يعني التوحيد. الاستسلام لله بالتوحيد. والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. هذا هو الاسلام وهو التوحيد الذي جاء به الانبياء والرسل جميعا. فاذا هو سبحانه لا يرضى الا الاسلام العام ومن كان من هذه الامة فلا يرضى يعني بعد بعث محمد عليه الصلاة والسلام فلا يرضى الا ما فيه بل لا يرضى الا اتباع المصطفى عليه الصلاة والسلام. فقوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه يعني من ابتغى غير دين محمد عليه الصلاة والسلام فلن يقبل منه لان محمدا عليه الصلاة والسلام بعثه الله وبعثه بالاسلام الخاتم الذي نسخ كل دين قبله قال رحمه الله بعد ذلك فاذا كانت الشفاعة كلها لله هذا استنتاج ترتيب النتائج على المقدمات فاذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون الا بعد اذنه ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في احد. حتى يأذن الله فيه ولا يأذن الا لاهل التوحيد. يعني هذي اربعة اشياء اذا كانت الشفاعة كلها لله اولا هذه مقدمات في الحجة ليبني على هذه المقدمات النتيجة وهذه المقدمات كل واحدة منها سبق شرحها ودليلها. قال فاذا كانت الشفاعة كلها لله يعني من جهة الملك لان الذي يملكها الرب جل وعلا. فاذا هو الذي يتصرف ويقول سبحانه هذا يشفع فيه وهذا يشفع وهذا الحال فيها شفاعة وهذه الحال ليس فيها شفاعة اذ هو المالك للشفاعة سبحانه بخلاف اهل الدنيا فانه يملك الشفاعة في احد. انا مثلا اريد ان اشفع لفلان فاني املكها بحيث ابتدع الشفاعة ولو لم يرضى المشفوع عنده فابتدي سواء قبل او لم يقبل هذا لاجل حال القصور الذي انا عليه هو الظعف والمسكنة فلا املك ولا استطيع ان افرض على احد شيئا. اما حقيقة الشفاعة فانها الله جل وعلا يملكها سبحانه. فالشفاعة عنده جل وعلا ليست كالشفاعة عند خلقه جل وعلا. بل هو الذي يملك الشفاعة فالذي يجيء يطلب الشفاعة لا يجيء وهو يتقدم عند الله جل وعلا بشيء يملكه هو بل الذي يملك والشفاعة الرب سبحانه وتعالى. فحقيقة الشروط من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ ولا يشفعون الا لمن ارتضى ونحو وذلك من الايات دالة على ان الشفاعة ملك لله فالاية اية زمر قل لله الشفاعة جميع دالة وكذلك الشروط دالة على ان الشفاعة كلها لله جل وعلا قال في الشرط الثاني ولا تكون الا بعد اذنه مثل ما مر معنا ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في احد حتى يأذن الله فيه هذا الشرط الثالث ولا الا لاهل التوحيد هذا الشرط الرابع تبين لك ان الشفاعة كلها لله يعني ان احدا ليس له من الامر شيء. كما قال جل وعلا ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون. قال اذا قال بعدها فاطلبها منه يعني اذا اذا كانت لله وهذه الشروط الاربعة والمقدمات الاربعة واضحة فتحصل ان الشفاعة لله والطلب اذا يكون من ممن يملك قال فاطلبها منه فاقول اللهم لا تحرمني شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم اللهم شفعه في فتسأل الله جل وعلا ان يأذن للنبي صلى الله عليه وسلم وان يسخره عليه الصلاة والسلام للشفاعة فيك وهذا هو وجه التوحيد والطريقة الشرعية المأذون بها. قال وامثال هذا يعني من الادعية التي تناسب هذا المقام. اذا فهذا الكلام الذي ذكرناه جواب على قول من قال اتنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها؟ وهذه الشبهة كثيرا ما تقال لاهله توحيد فاذا قيل له فاذا قالوا لا قالوا لغيرهم ممن طلبوا الشفاعة من المصطفى صلى الله عليه وسلم او من الاوليا قالوا لهم الشفاعة لله وطلب الشفاعة من الموتى شرك لان الله جل وعلا لم يأذن بهذا والله هو الذي يملك الشفاعة هذا لا يملكها. ومن طلب من الميت ما لا يملكه ولا يقدر عليه ابتداء. فقد طلب منه ما هو مختص بالله؟ وهذا يعني انه اشرك به. قالوا اتنكر الشفاعة فاذا هم اذا انكر عليهم الشرك قيل قالوا اتنكر شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ لان اهل العلم من اهل السنة ومن الفرق الاخرى مجمعون يعني غير المعتزلة الاشاعرة والمعتريدية واشباه هؤلاء مجمعون على ان المصطفى صلى الله عليه وسلم يشفع وعلى ان الاولياء والصالحين يشفعون. فاذا قلت لهم طلب الشفاعة شرك ارادوا ان ينسبوك لاهل الضلال ممن ينكرون الشفاعة. فقالوا اتنكر الشفاعة حتى ينسبك الى الخوارج او الى المعتزلة او ما اشبه ذلك فاذا قوله هنا فان قال اتنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها هذه يقولها المشرك لاهل الموحد حتى انسبه وحتى ينسبه يصح الوجهان لاهل الشرك لاهل البدع من الخوارج والمعتزلة فكأنه قال لك اانت خارجي؟ اذا انكرت علي طلب الشفاعة اهنت خارجي او انت معتزلي؟ فتقول له لا انكرها ولا اتبرأ منها بل انا سلفي سني موحد ولست من اهل البدع والفرق الضالة. بل هو عندنا عليه الصلاة والسلام هو الشافع المشفع. بانواع من الشفاعات قد لا يثبتها بعض اهل البدع كالعشائرة ونحوهم. وارجو شفاعته عليه الصلاة والسلام. نرجو شفاعته ونبذل الاسباب في ذلك نسأل الله جل وعلا ان يشفع فينا نبيه عليه الصلاة والسلام. وكذلك نأتي بالاسباب من الدعاء بعد الاذان. ومن محبة المدينة ومن الرغبة في الموت فيها وكذلك في السعي في القتال في سبيل الله واشبه ذلك مما هو من اسباب نيل شفاعته عليه الصلاة والسلام. بما بذلك وانما نطلبها ممن يملك والذي يملكها هو الله جل وعلا هذا حقيقة هذا البرهان وهذا التفصيل من الشيخ رحمه الله تعالى قال فان قال النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وانا وانا اطلبه مما اعطاه الله قال فالجواب ان الله اعطاه الشفاعة ونهاك عن هذا يعني نهاك عن طلب الشفاعة فقال قال سبحانه فلا تدعوا مع الله احدا وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. فاذا كنت تدعو الله ان يشفع نبيه فيك فاطعه في قوله فلا تدعو مع الله احدا. وهذا دليل وبرهان سديد للغاية كما ذكرت لك ان الشفاعة طلب. والشفاعة هي الدعاء فاذا طلبت من النبي فاذا طلب احد من النبي صلى الله عليه وسلم وهو في البرزخ ان مع حياته الكاملة عليه الصلاة والسلام اكمل من حياة الشهداء عليه الصلاة والسلام اذا طلب منه ان يشفع فهذا الطالب سأله والسؤال دعاء فحقيقة طلب الشفاعة انها دعوة دعوة الميت. سؤال الميت سؤال النبي عليه الصلاة والسلام في قبره وهو في الرفيق الاعلى عليه الصلاة والسلام سؤاله ودعاؤه والطلب منه. فاذا قال القائل يا يا رسول الله اشفع لي فقد دعاه وطلب منه اذا قال يا محمد يا رسول الله اسأل الله لي فقد سأله وطلب منه عليه الصلاة والسلام وهذا للدعاء طلب الدعاء ممن ليس في الحياة الدنيا ممن هو عند الله جل وعلا. والله سبحانه نهانا ان ندعو احدا غيره. فقال جل وعلا وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. وقوله فلا تدعوا هذا نهي نهانا عن الدعاء ومن المعلوم المتقرر في الاصول ان الفعل المضارعة لاحتماله على مصدر ينزل منزلة نكرة في سياق النفي او النفي فتعم انواع الدعاء لا تدعو هذا يعم جميع انواع الدعاء لا يدعى مع الله احد دعاء استغاثة دعاء استعانة دعاء استسقاء دعاء شفاعة دعاء نذر الى اخره. فجميع هذه الانواع داخلكم في النهي في قوله جل وعلا فلا تدعوا. دعاء العبادة ودعاء المسألة وكذلك دلت الاية على عموم اخر وهو قوله جل وعلا فلا تدعوا مع الله احدا لان احدا نكرة جاءت في سياق النهي فدلت على عموم كل احد. فالملائكة لا يدعون والانبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه لا يدعون وكذلك الصالحون ممن انتقلوا عن الدنيا لا يدعون والاولياء من الاموات لا يدعون والشهداء من الاموات الشهداء شهداء المعركة لا يدعون ايضا. وكما ذكرت لكم في درس سبق ان الصحابة اجمعوا في حياة النبي عليه الصلاة والسلام والنبي صلى الله عليه وسلم مقرهم على ذلك بل والتشريع ينزل ان احدا منهم لم يسأل اعداء شهداء احد الشفاعة. ولم يطلب منه شيئا مع انهم كانوا في حياة اولئك الشهداء ربما طلبوا منهم لكن لما ماتوا تركوا الطلب مع انهم كما قال الله جل وعلا احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون الاية فدل هذا على ان طلب الشفاعة من الميت داخل في سؤال الميت وفي دعاء الميت وهذا كما قال الشيخ رحمه الله فان قال النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله. فقل نعم النبي صلى الله عليه وسلم اعطيت شفاعة في عرفات القيامة بانواع من الشفاعة. لكن الذي اعطاه الشفاعة في عرفات القيامة هو الذي نهاك عن طلب الشفاعة في الدنيا في اه البرزخ يعني ان تطلبه وانت على على وانت في الحياة الدنيا وهو في البرزخ فالجواب كما ذكر الشيخ ان الله اعطاه الشفاعة ونهاك عن هذا. ما الدليل على النهي؟ قال فقال تعالى لا تدعو مع الله احدا ووجه دخول طلب الشفاعة في الدعاء ما ذكرته لك وما هو واظح تقريره. قال فاذا كنت فادعوا الله ان يشفع نبيه في اذا كنت تريد ان يشفع فيك المصطفى صلى الله عليه وسلم فاطع الله في قوله فلا تدعوا مع الله احدا فلا تسألوا مع الله احدا وقوله مع الله فيه اشارة الى سؤال ما من لا يملك شيئا ومن لا يقدر عليه وان من سأل غير الله وهذا الغير لا يملك الشيء فقد دعا مع الله احدا. وهذا ظاهر من جهة الاستدلال ومن جهة البرهان الواضح القوي. قال في برهان اخر وايضا هذا نوع اخر من البرهان على المسألة فان الشفاعة الشرك او وسيلة الشرك فينبغي ان ينتبه لمداخل الشيطان على النفوس يقول ما الفرق بين قوله قول القائل اللهم من علينا بشفاعة نبيك وبين سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة غير النبي صلى الله عليه وسلم. فصح ان الملائكة يشفعون. وان الاطراف يشفعون. والاولياء يشفعون اتقول ان الله اعطاهم الشفاعة واطلبها منهم فاذا قال ان الفرض لانه يقول النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله فقل هذا من جهة الالزام لان الالزام ان التزمه تناقض وصار مبطلا وان لم يلتزم يلتزمه تناقض ايضا وصار مبطلا. فقل له الاطراف يشفعها لهذا الناس اذا مات فرس صغير فندعوا لوالديه بالمغفرة وندعوا ان يشفع فيه ان يشفعه في والديه كما جاء في السنة من الدعاء وما في الاثار فاذا هل يقول هذا الذي احتج بان النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة. يقول بان كل من اعطي الشفاعة يسأل الشفاعة. فنقول هؤلاء الافرار يشفعون فاسألهم الشفاعة ولا قائل به. ان الاطفال الصغار يؤتى الى قبورهم ويطلب منهم الشفاعة مع ان الحجة التي احتجوا بها في حق النبي صلى الله عليه وسلم هي الحجة التي تسوغ في حق هؤلاء الصبيان كذلك الملائكة اذا الملائكة يشفعون فهل يطلب المسلم الشفاعة من الملائكة ويقول يا جبريل اشفع لي عند الله؟ وهذا لا قائل به حتى عباد القبور لا يقولون بهذا لانهم لو قالوا به صاروا الى دين الجاهلية بالاتفاق. وصاروا الى دين المشركين بالاتباع. فاذا هذه الحجة حجة الزامية يحتج عليهم بما يقرون به على ما يحتجون له. فهم يقرون ان الملائكة يشفعون قالوا لهم النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة كما ذكرتم ولكن نهينا ان نسأله الشفاعة فان قالوا لا بل اعطيها ونسأله الشفاعة نقول لهم الملائكة يعني نبرهن لهم الاول فلا تدعوا مع الله احدا فان لم ينفع فيهم فنقول لهم الملائكة ايشفعون فان قالوا لا فقل لهم بل يشفعون لان الله جل وعلا قال فيهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى ولانه ثبت في الحديث الصحيح ان ان الله جل وعلا يقول يوم القيامة شفعت الملائكة وشفعت الانبياء وشفع العلماء ولم يبقى الا رحمة ارحم راحمين فيخرج بعثا من النار الى اخر الحديث فاذا اذا قلنا له الملائكة تشفع بنصف القرآن واخبر الله انهم يشفعون والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر فاسأل الملائكة ان يشفعوا له فان قال به ولا قائل به فيصير الى دين المشركين بالاتفاق فيما بيننا وبين عباد القبور قل الافراط يشفعون بما جاء في الحديث افتذهب الى قبر طفل وتسأله الشفاعة وهذا لا قائل به بالاتفاق. الى ان قال فتقول ان الله اعطاهم الشفاعة واطلبها منهم فان قلت هذا رجعت الى عبادة الصالحين التي ذكر الله في كتابه يعني بالاتفاق. هذه عبادة الصالحين عبادة الملائكة عبادة غير الله التي ما عليها الناس بان يسألون الشفاعة ويتعبد ويتقرب اليهم بطلب الشفاعة وان قلت لا لا اطلبها من هؤلاء لا اطلب الشفاعة من الملائكة ولا اطلب الشفاعة من الافراد قال الشيخ رحمه الله وان قلت لا يعني لا تطلبها منهم بطل قولك اعطاه الله الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله لان هذا الزام بما ولازم في نفس الامر فاما ان يطرد الباب فيجعل هذا وهذا بابا واحدا وهذا يرجعه بالاتفاق الى دين المشركين واما ان يفرق بين هذا وهذا فيتناقض فيدل على بطلان حجته التي ادعاها بقوله اطلبه مما اعطاه الله. نقف عند هذا الى الدرس القادم ان شاء الله تعالى واسأله سبحانه باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يمن علينا بشفاعة المصطفى عليه الصلاة والسلام صافي تقول ان الله اعطاه صلاح هم احتجوا قالوا النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة على هذا القدر من الاطلاق ها؟ نقول نعم اعطي الشفاء. فيقول اذا انا اطلبه مما اعطاه الله فاذا لو ما شفع لي الا يوم القيامة فاطلبه مما اعطاه الله يشفع يوم القيامة. فيقول ايضا الملائكة تشفع يوم القيامة. والافراط يشفعون يوم القيامة نطلب منهم الان ان يشفعوا لك فاذا قال ذلك رجع الى عبادة المشركين بالاتفاق فملائكة ولكنه صلى الله عليه وسلم هذا هذا من عندك هذا من كيفك لان لان اهل التوحيد هم الذين يقولون بان النبي صلى الله عليه وسلم افضل من الملائكة اما اهل الشرك ويعني الاشاعرة والماترويدية فعندهم ان الملائكة افضل من من الانبياء والمرسلين. فما احد يحتج منهم بهذا واضح والواضح يا اخي واضح؟ يعني انت نزلت جمعت بين قولين متناقضين هم يقولون واضح الحقيقة سؤال غريب لكن لا بأس ان الكرة ما لها علاقة بالدرس يقول اعتذر عن هذا السؤال فانه خارج عن الدرس ظهر فيلم فيديو بعنوان فاتح القسطنطينية. وبهذا الفيلم يمثلون القائد محمد الفاتح. بشكل افلام كرتونية مع العلم ان هذا القائد شخصية اسلامية. فما وقد رأينا بعض طلاب العلم يشاهدون هذا الفيلم ويسهرون عليه الليل اغلبه. اعظم طالب علم يسهر على هذا اللهو وامثاله قد يستفيد منه لصغار عنده او نحو ذلك لكنه يسهر عليه يشاهده هذا ما يصلح ان يكون طالب علم لان طالب العلم عليه واجبات كثيرة الله جل وعلا يعين الجميع على ادائها لكن بالنسبة لتمثيله هذا مختلف فيه. يعني تمثيل مثل الشخصيات هؤلاء مختلف فيه ما بين العلماء ومنهم من يجيد ومنهم من لا يجيد وانا ما اعرف هذا فيلم انا حقيقة كيف هو؟ ليس ان يكفي شفتها؟ شفتها. اذا كان الرسم تصوير فالمصور له يأثم لكن المشاهد لما صور لا يأثم لانه ما دخل في التصوير هذا يحتاج منكم الى نظر يعني من نظر اليه يعطينا يعني صفة هذا حتى يكون الحكم طرعا عن التصوف هل تجوز هل تجوز الشفاعة من الشخص الغائب؟ لا. دعاء الغائب هذا شرك بالله يعني يكون في مكة ويقول يا خالد لا تنسني من دعاء هذا شرك بالله لانه كيف يصل الى ذلك قال ما جاءت الى نية ابي طالب وابيض يستسقى الغمام بوجهه شمال اليتامى عصمة عصمة الارامل. عصمة للارامل. هل يصح قول من قال ان فيه استغاثة بغير الله لا. هو عليه الصلاة والسلام يسأل الله جل وعلا ان يسقي الناس وهو في حال حياته يدعو من جنس دعائه. عليه الصلاة والسلام الاستسقاء ولمن طلب منه الدعاء في الدنيا. فهذا له ان بل قد دعا لعمه ولم يستجب له عليه الصلاة والسلام فيه ما الضوابط في اسماء الله الحسنى الاسماء الحسنى موضع الكلام في درس العقيدة العامة يعني في الواسطية والطحاوية وغيره لكن نذكره على عجل الاسماء الحسنى لا هي ما جمع ثلاثة شروط الاول مزيغها في الكتاب والسنة والثاني انها هي التي يدعى الله جل وعلا بها والثالث انها هي المشتملة على المطلق الذي لا نقص فيه فما لم يتوفر فيه ما لم تتوفر في هذه الشروط الثلاثة جميعا فانه ليس من الاسماء الحسنى. قد يكون اسما من اسماء الله لكن لا يكون من الاسماء الحسنى وقد يكون أسماء يقبر به عن الله جل وعلا ولا يكون من الأسماء الحسنى خله معك خله معك بالنسبة لدرس يوم الاثنين ازداد الانشغال في ليلة الثلاثاء بفترة يتوقف واخبركم ان شاء الله باستئنافه انا نبهت على هذا في اول الدروس لكن بعض الاخوان ما سمعوا صاروا يحضرون جزاهم الله خيرا الى قال اذا قيل للشهيد او للرسول عند قبره اشفع لي يوم تبعث فما حكم ذلك؟ هذا اللي نتكلم فيه من الصباح هذا هو الذي نتكلم فيه من بعد صلاة العشاء هو هذا شك لانه سأل طلب منه دعاه قال سأله هذا شرك هذا سائل يقول مهم حاط جعل الكتابة بالقلم الاحمر عشان تصير خطر يعني اه يقول ما رأيك فيمن ينسب لشيخ الاسلام ابن تيمية ان سؤال الميت ان يدعو الله لك ليس من الشرك الاكبر بل هو بدعة هذا جاء في كلام شيخ الاسلام صحيح لكن البدعة يريد بها البدعة الحادثة يعني التي حدثت في هذه الامة وليس مراده رحمه الله بالبدعة انها البدعة التي ليست شركا لان البدع التي حدثت في الامة منها بدع كفرية شركية ومنها بدع دون ذلك فاذا قوله واما سؤال الميت ان يدعو ان يدعو الله للسائل فانه بدعة يعني هذا حدث في هذه الامة حتى اهل الجاهلية ما يفعلون هذا ما يقولون ادعوا الله لنا انما يقولون اشفع لنا. مسألة ان يطلب من الميت الدعاء هذه بدعة. حدثت حتى عند المشركين عنده فعند اهل الجاهلية ليست عندهم بل حدثت في هذه الامة. وانما كان عند اهل الجاهلية الطلب بلفظ الشفاعة. اشفع لنا يأتون ويتقربون لاجل ان يشفع. يتعبدون لاجل ان يشفع او يخاطبونه بالشفاعة. فيقولون اشفع لنا بكذا وكذا اما ادعوا الله لنا هذه بدعة حدثت في الامور فكلام شيخ الاسلام صحيح انها بدعة محدثة وكونها بدعة لا يعني ونحو ذلك فيقول شيخ الاسلام هو مكروه. وان قيل بجوازه فانه ليس على وجه الديمومة اما طلب اما يقول القائل في دعائه استشفع بفلان او يأكلان اشفع لي وهو غائب فهذا شرك. شرك بالله جل وعلا ولا يجوز ان ان لا تكون شركا اكبر بناء القباب على القبور وسؤال اصحابها والتوجه اليها على هذا النحو الذي تراه من المشاهد والحج الى هذه المناسك الى هذه المشاهد وجعل لها مناسك كلها بدعة نقول بدعة حدثت في هذه الامة وهي يعني سؤالها وسؤال هذه اصحاب هذه المشاهد والذبح لها و على هذا النحو الموجود لم يكن موجودا في الجاهلية على هذا النحو. وانما كان كانت عبادتهم الاموات لا شكل اصنام واوثان التجاه للقبور واشبه ذلك لكن ليس على هذا النهم. فلم يكن اهل الجاهلية يحجون كالحج الى بيت الله الحرام يحجون الى مشهد او الى قبر او ما اشبه ذلك. نقول هذه بدعة. لكن هل يعني ان ذلك ليس شركا اكبر؟ لا لان البدع منها ما هو مكثف ما حكم اطلاق لفظ؟ خير خلق الله جميعا محمد صلى الله عليه وسلم ولفظ سيد الخلق وحبيب الله والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. هو عليه السلام هو سيد ولد ادم. واشرف الانبياء والمرسلين. وخير خلق الله جميعا عندنا لان الصحيحة عندنا في مسألة تفضيل الملائكة التفضيل بين الملائكة والرسل والانبياء ان الرسل والانبياء افضل من الملائكة ولا نقول البشر افضل من الملائكة بل نقول الانبياء والرسل واولياء الله افضل من الملائكة ولهذا يصح ان نقول خير خلق الله محمد عليه الصلاة والسلام. وهو عليه الصلاة والسلام سيد الخلق وهو حبيب الله وخليل الله يقول قول القائل اسألك بحق جبريل عندك ان تفعل لي؟ اللهم اني اسألك بحق جبريل عندك ان تفعل لي كذا وكذا؟ هل يجوز؟ هذا سؤال بالحق وبالجاه واشباه ذلك وهو سؤال سؤال بامر اجنبي قد ذكرت لكم ان هذا ممنوع من ثلاثة اوجه ذكرنا انظمة الدرس الماظي او الذي قبله فمن سأل الله بحق فلان حق ملك او نبي سأله بامر اجنبي عنه وهؤلاء لهم حق عند لهم منزلة عند الله لا شك وجاء ولكن ليس هذا الحق لك وسؤالك به سؤال بامر خارج عنه فسؤال العبد ربه جل وعلا متوسلا يكون باسماء الله جل وعلا وصفاته ان هذا سؤال بايمانه بالاسماء والصفات وايقانه بها واقراره بذلك فوصي الله جل وعلا بذلك وتسميته بها. وسؤال ايضا بالعمل الصالح. تسأل الله جل وعلا باعمالك الصالحة. اما سؤالك الله بعمل غيرك الصالح او بمقامه عند الله او بمنزلته عند الله فهو سؤال بامر اجنبي ولذلك صار اعتداء في الدعاء وبدعة وخيمة ووسيلة ايضا الى الشرك قل هل يجوز للاستشفاء باحد من الخلق هل يجوز الاستشفاء باحد من الخلق مثل طلبة العلم وهل تأذن لي في الاستشفاء بك في دعائي سنذكر في هذه الدروس من اولها الى اخرها ان مثل هذا ان مثل هذا لا يجوز وان مثل هذا بدعة حتى لو استشفعت بحي بحي سواء كان صالحا او عالما او من تظن فيه. هذا كله من البدع المحدثة في الدين. انما تسأل الدعاء على قول بجوازه تقول يا فلان ادعو الله لي هذا الذي يجوز في الحياة مثل ما روي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا عمر لا تنسنا من دعائك والعلماء مختلفون هل يجوز طلب الدعاء من الحي مطلقا ام يجوز في بعض الاحوال ام هو مكروه؟ على اقوال. والسلف الصالح رضوان الله عليهم ما كانوا يأذنون لاحد ان يطلب منهم الدعاء وقد جاء مرة رجل لحذيفة فقال ادعو الله لي فدعا له. فجاءه اخر مرة اخرى فصاح في وجهه فقال اانبياء نحن فاذا ساغ مرة فلا يسوغ ان يؤتى فلان حتى ولو كان صالحا او عالما او كان يظن فيه هذا ظن خير ان يطلب منه الدعاء دائمة والمسؤول ايضا الدعاء يجب عليه ان ينكر مثل ما انكر حذيفة حتى لا تتعلق القلوب بغير الله مرة يحصل ذلك فلا بأس الا في حال ذكرها شيخ الاسلام رحمه الله حيث قال ان الدعاء طلب الدعاء يجوز اذا كان من طلب الدعاء من غيره يريد منفعة ذلك الغير. ولا يريد منفعة نفسه وعلى هذا يحمل طلب عمر طلب النبي صلى الله عليه وسلم من عمر ان يدعو له. لان هذا فيه احسان الى الساعي فاذا اردت لفلان مثلا من الناس ان يدعو لك لكي ينتفع هو بتأمين الملائكة لا بقوله ولك بمثل هذا واشبه ذلك يقول شيخ الاسلام هذا هو الجائز اما دعاء الدعاء اصلا يا فلان ادعو الله لي لا تنسنا من دعائك يحوم حول مثل هذه المعاني ذهن طالب علم او موحد ولو قيل مثل هذا لعامي من العامة ما هل نجد او من غيرهم ممن عرف التوحيد؟ لا صاح في وجه من قال به لان هذا هو اذا مثل ما ذكر الشيخ محمد رحمه الله تطلب الشفاعة من الله. تسأل الله ان يشفع فيك نبيه فاذا طلبت الشفاعة ممن يملكها وهو الله جل وعلا. اما اذا طلبت الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم فقد دعوته عليه الصلاة والسلام ودعوة غير الله شرك ثم سألته الشفاعة وهو بعد موته عليه الصلاة والسلام لا يملك ان يشفع حتى يأذن الله جل وعلا له والله جل وعلا لا يأذن في في هذه الصورة طلب الشفاعة منه عليه الصلاة والسلام هو الذي بحثناه في هذه الجلسة من اولها كيف يكون الذي يطلب الشفاعة من الملائكة؟ كافر بالاتفاق مع ان هناك من لا يقر ان عبادة المشركين للملائكة هي بالدعاء انا لا اذكر احدا من اهل العلم يعني من المقصرين قال ان تعبد المشركين من اهل الجاهلية للملائكة انه ليس بالدعاء لا اعرف من لم يقل به من قال بغيرها يعني على ظاهر السؤال هناك من لا يقر ان عبادة المشركين للملائكة هي الدعاء ما يدري من قال هذا لعل السائل يفيدنا واذا كان هناك من يقول به من الاولين من السلف قصية واعتق قومها وجعل عتقهم صداقها قال فلم تكن او معنى ما جاء يعني لم تكن امرأة لها بركة على قومها اعظم من بركة صفية. فدل هذا على ان كل مؤمن له بركة بركة عمل. فاذا اذا او من المتأخرين فانه يمكن حصر الاجماع في فترة زمنية. اما بحال علمي فانه لا احد قال ان العرب مثلت الملائكة على صور على اصناف وانما يدعون الملائكة ويطلبون منهج كما قال جل وعلا ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا ومن دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون هل قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر لا تنسنا يا اخي من دعاء الثابت؟ هذا رواه ابو داوود والترمذي والجماعة واسناده ضعيف هل جميع انواع الشفاعة التي ذكرها الشيخ في كتاب التوحيد ثابتة في الكتابة والسنة ما ادري وش يعني كتاب التوحيد كتاب التوحيد ما ذكر فيه أنواع الشفاعة انواع الشبع من الفرص الواسطية وفي كتب العقيدة العامة اما كتاب التوحيد نعم شرح كتاب التوحيد اذا كان الشرط نعم اسئلة كثرة سبيك اللي سبق بيانك في الدرس او كذا لو بلغ شخص خبرا يسره لو بلغ شهر حظر يسره على حسب كتابه يعني لو بلغ شخصا خبر ليسره فقال للذي اعلمه الخبر اشكروا حياتك فما حكم قول هذه العبارة يعني اشكرك ما في بأس ان شاء الله الدرس الفقهي ان شاء الله اقول نرجع هذا يقول يطلب فداء درس الفقه ان شاء الله قريبا عندي بعض الكتابات ولا عندي فراغ الا ليلة الثلاثاء فانهي بعض المؤلفات ان شاء الله تعالى قوله جل وعلا والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم. قرأت في احد مختصرات التفسير ان معنى سيهديهم الى العمل فكيف يكون العمل بعد الموت؟ هذا احد الاقوال في الاية وهو ان قوله تعالى سيهديهم يعني في الدنيا وان مجيء السين فيها مع افادتها مع افادتها التعقيب هذا باعتبار القدر. يعني والذين قتلوا في سبيل الله قدرا يعني بما مضى في علم الله فلن يضل اعمالهم سيهديهم في الدنيا ويبين لهم فالطريق يعني هداية الدلالة والارشاد وهداية التوفيق. والقول الثاني وهو الصحيح ان الهداية هنا هداية في الاخرة في طريق الجنة فهي ليس اعتبار القتل هنا اعتبار قدري سابق بل هو اعتبار بالواقع. فقوله والذين قتلوا في سبيل الله يعني فحصل لهم القتل فلن يضل اعمالهم يعني ان الله جل وعلا يبارك عملهم القليل وينمي لهم عملهم الى يوم القيامة. كما ثبت في الحديث ان الشهيد ينمى له عمله الى يوم القيامة. قال فلن يضل اعمالهم سيهديهم يعني في الاخرة ويصلح بالهم. الهداية الى طريق الجنة يعني سيهديهم على الصراط. لان هذا هو النوع الرابع من انواع الهداية عند اهل السنة. وهو هداية اهل في الجنة بطريق الجنة وهداية اهل النار للنار. ففي اهل الجنة في الشهداء قال هنا سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة. عرفها لهم يعني بعد ان يهدوا بطريق الجنة. وفي الهداية للنار. قال جل وعلا في سورة آآ الصعقات تأدوهم الى صراط الجحيم. وقفوهم انكم مسؤولون ما لكم لا تناصرون. الايات يقول من يرى عليه سمات الصلاح تقول العامة له زرنا تحصل البركة هل هذا جائز البركة كما هو معلوم نوعان بركة ذات وبركة عمل وايمان وصلاح بركة الذات بمعنى ان اجزاء الذات تكون مباركة فاذا لمست هذا المبارك الذات انتقلت لك بركة وحصل لك بركة وانتفاع من ذاته من شعره من عرقه من بدنه فهذه ليست الا للانبياء والمرسلين فهم الذين يتبرك بذواتهم ببقية سورهم بدمهم الى اخره فهذا لا بأس به كما جاء ذلك في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم. والنوع الثاني من البركة بركة عمل وهذه لكل مؤمن بركة راجعة الى عمله الصالح وذلك وذلك من جهة ايمان وتقواه وصلاحه وعمله الصالح. فلكل مؤمن بركة بقدر ما عنده من الايمان والعمل الصالح. مثل ما جاء في الحديث الذي رواه البخاري وغيره ان وسايب وسيدا قال ابي بكر لما نزلت اية التيمم في قصة عائشة المعروفة تخفيفا على الامة قال ما هذه باول بركاتكم يا هال ابي بكر وثبت ايضا في البخاري وفي غيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من الشجر شجرة بركتها كبركة المسلم فدل على ان كل مسلم فيه وله بركة ولما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم اتى رجل صالح او زارك احد من اخوانك المؤمنين وقال قائل حلت البركة او جاءت البركة يعني ان هذه الزيارة عمل صالح والعمل الصالح مبارك. وهذا العبد الصالح اذا جاء وقلت وقال القائل حلت البركة يعني لانه اذا جاء العبد الصالح انه سيشغل اهل البيت في زيارته لهم بما ينفعهم في اخرتهم فهذه من بركة ايمانه وعمله الصالح فلا بأس اما بركة الذات فليست الا للانبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه. في هذا القدر كفاية واسأل الله لي ولكم المغفرة والعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد