المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح كشف الشبهات الدرس الثاني عشر. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى فان قال انا لا اشرك بالله شيئا حاشا وكلا ولكن الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك فقل له اذا كنت تقر ان فقل له اذا كنت تقر ان الله حرم الشرك اعظم من تحريم الزنا وتقر ان الله الا يغفره فما هذا الامر الذي حرمه الله وذكر انه لا يغفره فانه لا يدري فقل له كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه؟ ام كيف يحرم الله عليك هذا؟ ويذكر انه لا يغفره ولا تسأل عنه ولا تعرفه. اتظن ان الله ولا يبينه لنا فان قال الشرك عبادة الاصنام. ونحن لا نعبد الاصنام فقل له ما معنى عبادة الاصنام؟ اتظن ان يعتقدون ان تلك الاخشاب والاحجار تخلق وترزق وتجبر امر من دعاها. فهذا يكذبه القرآن. كما في قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض وان قاله ومن قصد خشبة او حجرا او بنية على قبر او او بنية على قبر او غيره يدعون ذلك ويذبحون له ويقولون انه يقربنا الى الله زلفى ويدفع الله عن ويدفع الله عنا ببركته او يعطينا ببركته فقل صدقت وهذا هو فعلكم عند الاحجار والابنية التي على القبور وغيرها فهذا اقر ان فعلهم هذا هو عبادة الاصنام. فهو المطلوب. ويقال له ايضا قولك الشرك عبادة الاصنام. فالمراد الشرك مخصوص بهذا وان الاعتماد على الصالحين ودعائهم لا يدخل في ذلك ودعائهم لا يدخل في ذلك فهذا يرد ما ذكر الله في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة هذا يرده فهذا يرده ما ذكره الله في كتابه من كفر ما من تعلق على الملائكة او عيسى او الصالحين فلا بد ان يقر لك ان من في عبادة الله احدا من الصالحين فهذا هو الشرك المذكور في القرآن. وهذا هو المطلوب. وسر المسألة انه اذا قال انا لا اشرك بالله فقل له وما الشرك بالله؟ فسره لي فان قال هو عبادة الاصنام فقل وما معنى عبادة الاصنام؟ فسرها فان قال انا لا اعبد الا الله وحده فقل ما معنى عبادة الله وحده فسرها لي؟ فان فسرها بما بينه القرآن فهو المطلوب وان لم يعرفه فكيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه؟ وان فسر ذلك بغير معناه بينت له الايات والايات الواضحة في معنى الشرك بالله وعبادة الاوثان انه الذي يفعلونه في هذا الزمان بعينه وان عبادة الله وحده لا شريك له هي التي ينكرون علينا ويصيحون فيه كما صاح اخوانهم حيث قال اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء بارك الله فيك احسنت بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا من العلم والعمل يا ارحم الراحمين. ربنا لا تكلنا لانفسنا طرفة عين. لا حول لنا ولا قوة الا بك. اللهم كما علمت العلماء فعلمنا وكما فهمتهم ففهمنا والحقنا بزمرة ورثة الانبياء يا ارحم الراحمين اما بعد فهذا الكلام الذي سمعناه جواب على شبهة ادلى بها طائفة اخرى وهذه الشبه التي ذكرها الشيخ رحمه الله تجد فيها تكريرا وذلك لانه اورد ما اورده الناس من الشبه على التوحيد فقد يكون ما قاله فلان يدخل بعضه فيما قاله الاخر ولهذا ترى ان فيها نوع تكرير ونوع اعادة لان الشبه متداخلة وهذا يدل على ان القوم يتواردون على شبه اصلها واحد فاذا احكم طالب العلم المقدمات التي ذكرناها في اول هذا الشرح وجواب الشبه الثلاث التي هي اكبر ما عندهم سهل عليه الجواب عن الشبه الاخرى. مهما اختلفت وتلونت وهذا الذي ذكر هنا جواب الشبهة التي يمكن ان تعنون قولهم الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك وان الشرك مخصوص بعبادة الاصنام وفي الحقيقة ان الذين عبدوا غير الله جل وعلا لا يعرفون معنى الشرك كجهلهم بعلوم الشريعة وب اصول الدين فانهم لا يعرفون معنى العبادة ولا يعلمون معنى الشرك ولا يعلمون معنى التوحيد لهذا قد ينكرون شيئا وهم واقعون فيه وقد ذكر الشوكاني رحمه الله في رسالته الدر النظيف ان عباد القبور عندهم تغيير للاسماء فيسمونها بغير اسمها فيسمون الشرك توسلا ويسمون طلب الشفاعة من الاولياء توسلا ويسمون زلزال الحاجات ب الاولياء والانبياء التجاء الى الصالحين لانهم عند الله جل وعلا لهم المقامات العالية واشباه ذلك. قال الشوكاني وهذا لا يغير من الحقائق شيئا اذ العبرة بالحقائق لا بالاسماء العبرة بالمسميات لا بالاسماء فلو سميت الخمر ماء هذه تتمة من عندي فلو سميت الخمر ماء فانها خمر ولو سمي سرقة الأموال انه هدايا فانه سرقة. فالاسماء لا تغير في الاحكام الشرعية. اذ الاحكام مرتبطة بحقائق الامور فاذا وجدت الحقيقة الامر الذي حرمه الشرع او امر به الشرع فانه هو المقصود بالتحريم وهو المقصود بالامر وان اختلفت الاسماء اذ لا عبرة باختلاف الاسماء هنا تسريعا على ذلك. قال الامام رحمه الله تعالى ورفع درجته في الجنة. فان قال يعني المدلي بالشبهة انا لا اشرك بالله شيئا. حاشا وكلا. وهذا صنيع كل من يعبد غير الله يعبد الاولياء والانبياء ويتقرب اليهم او يتقرب الى المشاهد او الى الجن او الى ما شابه ذلك من انواع المعبودات من دون الله كلهم يقولون نحن لا نشرك اذ لا احد يقر على نفسه بالشرك والكفر قال فان قال يعني بعد ما ذكرنا من مسألة الشفاعة او من ادلى بهذه الشبهة انا لا اشرك بالله شيئا حاشا وكلا يعني انا لست من المشركين وعندي اباه ان اكون من اهل الشرك او ان افعل الشرك فحاشى وكلا ان اشرك بالله شيئا لم؟ قال لان الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك فاذا رجع امر هذه الطائفة الى انهم يتبرأون من شيء يفعلونه واذا كان هذا المتبرأ منه من اصول الدين من التوحيد فان فعله يدل على انهم لم يعلموا معنى الشرك ومعنى التوحيد. فلا بد لهم اذا من اقامة الحجة لانه ينفي عن نفسه ان يكون من المشركين ويكره الشرك ويكره الكفر لكنه واقع فيه فلابد من البيان له والتعليم واقامة الحجة عليه في ان ما يفعله داخل فيما نفاه عن نفسه قال رحمه الله فقل له هذا فداء جواب الشبهة اذا كنت تقر ان الله حرم الشرك اعظم من الزنا وتقر ان الله لا يغفره الى اخر الكلام. هذه هذا الجواب للشبهة مبني على مراتب الاولى هذه المرتبة التي سمعت وهي ان يطلب منه تفسير الشرك ما هو هذا الشرك الذي لا يغفره الله وانت تنفيه عن نفسك هات معنى الشرك المرتبة الثانية ان يفسر الشرك بعبادة الاصنام فيسأل ما معنى عبادة الاصنام الثالثة هل الشرك مخصوص بعبادة الاصنام ام لا فهذه ثلاث مراتب لجواب هذا الاشكال فمن قال ان التوسل بالصالحين ليس بشرك يعني التوسل الشركي الذي يفعله من باب القبور والخرافيون و يعدونه توسلا وهو دعاء خير الله جل وعلا وطلب الشفاعة من الاموات هذا مبني على هذه الثلاث مرات. نأتيها واحدة واحدة فالاولى قال الشيخ رحمه الله اذا كنت تقر ان الله حرم الشرك اعظم من الزنا وتقر ان الله لا يغفره. فما هذا الامر الذي عظمه الله وذكر انه لا يغفره؟ فانه لا يدري هذا تنزيل لطائفة. اذا قلت له ما هذا الشرك الذي حرمه الله وعظمه وبين انه لا يغفره وانه اعظم من الزنا ومن شرب الخمر ومن اتيان المحارم الى غير ذلك فطائفة منهم يقولون لا ندري ما هذا الشرك؟ لا نعلم ما هذا الشرك. فاذا هذه الطائفة يقال لها كيف تبرئ نفسك من الشرك انت لا تعرفه اذا كنت لا تعرف حقيقة الشرك. فكيف تقول انا لا اشرك بالله شيئا؟ ومعلوم ان المشركين الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفون عن نفسهم الكفر وينفون عن انفسهم والشرك بالله جل وعلا لان هذا الشريك الذي دعوه مع الله جل وعلا هو لله جل وعلا نفوا ان يكونوا مشركين على الحقيقة. مثل ما قال قائلهم وهو يلبي الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. فاذا كان الشريك لله فان سؤاله لا يعد سؤالا لاحد غير الله جل وعلا مثل اعتقاد النصارى والاعتقاد الملائكة هي انها بنات الله وكذلك الاعتقاد في الاصل الاسلام والاوثان فهم اذا لا احد يقر على نفسه بانه مشرك مطلقا. اذ يلزم من ذلك ان الشرك المطلق يعني انه يقر بان ثمة مصرف للامور غير الرب جل وعلا. والمشركون مقرون بان المصرف للامور هو الله جل وعلا وحده. اذ يلزم لازما عقليا واضحا وايضا شرعيا ان من اعتقد بان مع الله الى اخر يلزمه ان يعتقد انه رب وانه يعطي ويمنع وانه هو الذي يسخر الامر يدبر الامر وهو الذي يسخر السحاب وينزل المطر. ولهذا تجد ان في القرآن كثيرا ما يحتج على المشركين بتوحيد الربوبية على توحيد الالهية. فهم خروجا من هذا الالزام قالوا ان هذه الالهة بالله جل وعلا فهو يملكها وهي تحت تصرفه وهم ينقلون ما يحتاجه خلقه الى الله جل وعلا مثل ما فعل غلاة المتصوفة حيث قالوا ان العالم له اقطاب اربعة فوض الله اليهم رفع حاجات اهل الارض فالقطب الفلاني في مصر والقطب الثاني في الهند والقطب الثالث في الشمال والقطب الرابع في الجنوب يعني انها هؤلاء فوض الله اليهم امر رفع الحاجات. فنخلص من ذلك ان من وقع في الشرك فانه قد يقول انا لم اقع في الشرك وحاشاي ان اشرك فاذا طلب منه تفسير الشرك لم يعرف تفسيره وهذه مرتبة الهواء. فهؤلاء جوابهم ان يقال كيف تبرئ نفسك من شيء وانت لا تعرفه؟ كيف تبرأ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه؟ كيف يحرم الله عليك هذا ويذكر انه لا يغفره ولا تسأل عنه ولا تعرفه. لا شك ان هذا يدل على عدم رغبة في الخير بل يدل على عدم معرفة وعلم بما خلق الله جل وعلا العبادة له. فانه اذا علم ان الشرك محرم هو انه لا يغفره الله وان اهله مخلدون في النار ان لم يتوبوا فكيف يقول انا لا اعرف هذا الشرك فهذا فاعراض عن الدين كما قال الله جل وعلا بل اكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون. فاذا كيف لا تسأل عنه كيف لا تتعرفه؟ اتظن ان الله يحرمه ولا يبينه لنا وهذا في الحقيقة جواب يصلح للهوى. لان العامية لا يصلح له. ما يصلح لمن ان يجادلوا ببعض الشبه العلمية. فهذا يقول انا لا اشرك فتسأله عن الشرك فيقول انا لا اعرفه. فيقال له كيف فتنفي عن نفسك شيئا وانت لا تعرفه. فهذا يكفي في جواب هذا العامي ان يجعلك معلما له وكما ذكرنا لك في السابق اذا استطعت في مجادلة اعوام المشركين في ان تجعلهم في مرتبة ادنى منك فتكون معلما بحسن عبارة في ان تجره الى ان ان يعترف على نفسه بالجهل ثم تنتقل من مناظر الى معلم فهذا من اعظم الوسائل للاقناع احداث الخير واقامة الحجة وبيان المحجة فلا ينزل العالم العامي منزلة العالم لا ينزل من هو خال من الحجة اصلا جاهل من هو عنده شبه فاذا عاملت هذا معاملة هذا فانك تخسر بل ينبغي ان تسلك ما ذكره الشيخ رحمه الله هنا في ان تطلب منه تفسير الشيء فاذا كان عنده علم ناقشه برد تفسيره واذا لم يكن عنده علم فتقول له كيف تكون على هذه الحال؟ تنفي عن نفسك شيئا وانت واقع فيه وانت جاهل بمعناه. فاذا تنتقل معه الى التعليم بهذا تقول له كما قال الشيخ رحمه الله الله اتظن ان الله يحرم ولا يبينه لنا فلا شك انه سيقول لا بل ان الله اذا اذا كان اذا حرم علينا هذا فهو سيبينه لنا فتبدأ معه في بيان التوحيد ومعنى لا اله الا الله والشرك والكفر بالطاغوت العبادة الى غير ذلك ثم قال وهي المرتبة الثانية في اناس من اهل هذه الشبهة. وهم الذين يقولون نحن لسنا مشركين ولا حاشانا من ذلك والالتجاء الى الصالحين ليس بشرك اهل المرتبة الثانية من هذه الطائفة هم الذين يقولون الشرك عبادة الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام تلحظ ان هذه الكلمة مرت معنا في شبهة قبل ذلك. لكنها مرتبة لطائفة ممن يقولون دون الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك. والشيخ رحمه الله كرر لان المقام يحتاج الى هذا. لان هؤلاء يدخلون تحت مظلة من يقول الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك. واولئك يدخلون تحت مظلة الشفاعة. يعني طلب الشفاعة من الاموات واخرون يدخلون تحت مظلة اخرى. اذا اصول الشبهات مختلفة. وقد يشترك اهلها في الايراد في طوائف منهم كما يمر معنا هنا. اذا فهؤلاء طائفة الثانية المرتبة الثانية من اهل هذه الشبهة قال الشيخ رحمه الله فان قال الشرك عبادة الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام قد يكون لقن هذه الحجة فيكون عاميا وقد يكون عنده شبهة في هذه المسألة لان الشرك انما هو عبادة الاصنام ولذلك احتاج الى التقصير فقل وما معنى عبادة الاصنام تسأله عن معنى عبادة الاصنام اما ان يقول لا اعرف معنى عبادة الاصنام. واما ان يقول عبادة الاصنام كذا وكذا. فان قال لا اعلم معنى عبادة الاصنام فنقول له كيف تفسر شيئا بشيء وتحتج عليه وانت لا تعلمه فاذا فاذا سكت فانك تدلي عليه معنى عبادة الاصنام. فان قال معنى عبادة الاصنام انهم يتوجهون الى هذا الحجر بسعاله فهم يعتقدون في الاحجار لانها احجار فتقول له اتظن مثل ما قال الشيخ هنا اتظن انهم يعتقدون ان تلك الاخشاب والاحجار تخلق سترزق وتدبر امر من دعاها فتسأله هؤلاء الذين عبدوا الاصنام كيف عبدوها؟ وكيف سموا عبدة للاصنام فاما ان يقول لانهم اعتقدوا فيها الخلق والرزق والاحياء والاماتة فتقول له هذا يكذبه القرآن وتسرد له الايات مثل ما قال الشيخ كما في قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض الاية في يونس قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون؟ يعني اذا كنتم مقرين بتوحيد الربوبية افلا تتقون الله في اشراككم مع الهة الاخرى فهذا نوع اذا قال يعني اعتقدوا فيها انها تخلق وترزق وتنفع وتضر وتسيل المطر الى اخر ذلك فقل هذا يكذبه القرآن وتسرد له الادلة وان قال هذا احتمال ثاني وان قال هو من قصد خشبة او حجرة او بنية على قبر او غيره يدعون دون ذلك ويذبحون له فانه قد يقول هذا نتيجة لعلم له بحال المشركين بانه يقصد الخشبة. يقصد الحجر. يقصد البنية على القبر على انواع من. اشرك بهم في الجاهلية يدعون ذلك مثل ما اخبر الله جل وعلا في كتابه بقوله فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون فاذا صار الشرك في الدعاء لانه قال دعوا الله مخلصين ثم قال فلما نجاهم من البر اذا هم يشركون يعني الشرك في الدعاء فاذا فسره بهذا التفسير بانه قصد الخشبة او الحجر او البنية على قبر يعني قصد هذه الاشياء لم يقصد من في القبر قصد الخشب قصد الحجر قصد نفس البناء يدعون ذلك ويذبحون له ويقولون انه يقربنا الى الله زلفى ويدفع عنا ببركته ويعطينا ببركته قل صدقت. هذا هو الشرك وهم ما اخذوا خشبة يدعونها لاعتقاد في الخشبة. بل لاعتقاد في الروح التي تحل في الخشب حين السهال فالمشركون يعتقدون انه اذا سئلت الخشبة التي هي ممثلة على صورة كوكب من الكواكب المؤثرة في اعتقادهم او على صورة ملك او على صورة نبي او على صورة ولي او على صورة صالح او على صورة من يعتقدون فيه. فان هذا الصنم او الوثن اذا سئل تكلم وهذا الكلام منه انما هو من شيطان فهم يعتقدون انهم اذا خاطبوه ودعوه فان روحانية هذه هذا الكوكب تتكلم او روحانية الملك تتكلم او روحانية الولي والنبي تتكلم حتى ربما انه ينطق الجن على لسان الميت وهم يعرفون ان هذا هو الكلام. فيقول سمعنا من القبر كذا وكذا وكذا. بصوت ولي فلان الذي نعرفه ويكونون قد صدقوا فيما سمعوا بانهم سمعوا صوت الولي نفسه ولكن انهم لم يسمعوا الولي نفسه وانما سمعوا صوته الذي قلده الشيطان والجني. ومعلوم ان شياطين الجن عندها قدرة على التشكل في الصور. وعندها قدرة على التشكل تشكل في الاصوات وعندها قدرة ايضا على ان تري الاشياء على غير حقيقتها وهذا مما اقدرهم الله جل وعلا عليه ليحصل الابتلاء وتحصل الفتنة. فابليس فابليس عليه لعنة الله حصل منه ما حصل من التشكل في صورة رجل وصورة شيخ النجد عند المشركين الى اخره وفي يوم بدر كذلك والجن يتشكلون ربما اتاك جني في صورة ادمي وانت لا تعلم ربما تكلم من تكلم بصوت وهو شيطان. فاذا ما يذكرونه من انهم حين يسألون الاخشاب او الاحجار او الغرف التي على القبور او المشاهد او يأتون الى القبر وان هناك من تكلم وتقوى قال سألبي حاجتكم او امرهم باشياء فهم صادقون لكن هذا من الجن ودخولهم في هذا الامر انما هو من جراء الشرك بالله جل وعلا كما قال سبحانه في اخر سورة سبأ بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون يعني الحقيقة مع انهم انما دعوا الملائكة ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ لانهم كانوا يطلبون من الملائكة. فقالت الملائكة سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن يعني في الحقيقة انهم كانوا يعبدون الجن لان الذي تكلم وخاطبهم الجني وهم تقربوا لمن خاطبهم وهو الجني. ففي الحقيقة العبادة توجهت للجن لا الى الملائكة كما قال جل وعلا بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون. وكما قال سبحانه في سورة الانعام وجعلوا لله شركاء الجن وخلقه وخرقوا له بنين وبنات بغير علم جعلوا له شركاء الجن. فالجن اتخذت شركاء. وان لم يعتقدوا ذلك هم انهم عبدوا الصنم يعني عبدوا الجن. لكن في حقيقة هم عبدوا ذلك واتخذوهم شركا. اذا فتقول له صدقت في انهم قصدوها يدعونها لها ويقولون انها تقربنا الى الله زلفى. ويدفع عنا ببركتها. ويعطينا الله ببركتها مثل ما قال ما قال بعضهم لبعض الموحدين من نحو مئة اكثر من مئة سنة قابل رجلا من المشركين فقال له الموحد كثير من اهل الطائف لا يعرفون الله انما يعرفون قبر ابن عباس فاجابه المشرك بقوله معرفة ابن عباس تكفيه معرفة ابن عباس تكفيه. لما لهذا الامر لانهم اذا توجهوا الى ابن عباس فمعنى توجهوا الى الله جل وعلا مثل ما قال هذا القاف. فقل له صدقت وهذا هو فعلكم عند الاحجار والبنايات التي على القبور وغيرها اذا اتوا الى البنايات التي على القبور اكثر القبور الان التي بنيت عليها بنايات لا يوصل الى القبر ولا يخلص اليه. وانما هم يدعون ويعتقدون ويتمسحون ويطلبون بركة هذه البنية. وفي قلبهم من في هذا القبر وقد لا يكون في القبر الاحد قد لا يكون في القبر احد اصلا او يكون فيه مشرك او يكون فيه حيوان ونحو ذلك يكون قد دفن في هذا واعتقد فيه. فاذا الذي فعله هؤلاء كالاولون عند الاصنام والاوثان والخشب والحجر والبنى التي على القبور هو الذي فعله اهل هذه الازمان عند القبور فقل له صدقت وهذا هو فعلكم عند الاحجار والبنايات التي على القبور فهذا ان اقر ان فعلهم فهذا اقر ان فعلهم هذا هو عبادة الاصنام فهو المطلوب. وهذه حجة واضحة بينة بنكابر وقال لسنا معتقدين فيهم الاستقلال بل نعتقد فيهم الاسباب مثل ما يقول طائفة يقولون نحن لا نعتقد انهم يعطوننا استقلالا ولا يغفرون لنا ولا يشفون مرظانا ولا يدفعون عنا الضر بانفسهم وانما هم اسباب فكما ان الله جل وعلا جعل اسبابا تقين الحرب واسبابا تقين البرد واسبابا تقين كذا واسبابا تجلب لنا كذا جعلوا له شركاء الجن وخرقوا له وفي القراءة الاخرى وخرقوا له بنين وبنات بغير علم. ففرق بين كفرين على الشرك بالجن هذا نوع وجعل خرق البنين والبنات له سبحانه نوع اخر قال ففرقا بين ان الله جل وعلا جعل هؤلاء اسبابا فيجاب بما هجرته لك مفصلا من قبل ومطولا فيجاب بان هذا السبب هو عينه الذي تعلق به المشركون. فانهم قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وهذا هو معنى السببية بنفسها هذا هو معنى طلب الوساطة وطلب الجهل ويقال له ايضا وهذه في الفئة الثالثة من اهل هذه الشبهة قولك من واظح التعلق بين هذا القول وبين قوله الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك لان الالتجاء معناه عندهم الدعاء دعاء الصالحين طلب بركة طلب بركة الصالحين بسؤالهم وطلب الشفاعة عندهم الالتجاء اليهم بالذبح لهم مثل ما فسره هنا. فاذا قوله الالتجاء مساو لقوله يدعون ذلك ويذبحون له يقولون انه يقربنا الى الله زلفى ويدفع عنا ببركته ويعطينا ببركته. هذا هو للاجابة الى الصالحين وهذا هو عين ما يفعل عند الاصنام والاوثان والهالهة المختلفة ويقال له ايضا قولك الشرك عبادة الاصنام هذا تتمة لهذا الجواب هل مرادك ان الشرك مخصوص بهذا هذا تتمة لهذا الجواب لكنه في طائفة ثالثة. في من يقول الشرك مخصوص بعبادة الاصنام هل مرادك ان الشرك مخصوص بهذا؟ وان الاعتماد على الصالحين ودعائهم لا يدخل في ذلك فاذا قال نعم الشرك مخصوص بعبادة الاصنام فهذا يرده ما ذكره الله في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة او عيسى او الصالحين وهذا قد قدمناه بوضوح لان انواع الشرك عند اهل الجاهلية متنوعة. ليست نوعا واحدا فمنها الاصنام وفيها ادلة في القرآن كثيرة ومنها اوثان مصورة انبياء لاولياء وما شابه ذلك ومنها الاعتقاد في الاحجار والاشجار المصورة على صور الكواكب استهبلت قال فهذا يرده ما ذكره الله في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة او عيسى او الصالحين فلا بد ان يقر لك ان من اشرك في عبادة الله احدا من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب. يعني لهذا الذي قال الشرك مخصوص بعبادة الاصنام؟ هل عيسى عليه السلام عليه السلام مشرك به ام لا؟ فان قال لا فقل بل اشرك به كما قال الله جل وعلا في القرآن واذ قال قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله وكذلك كقوله كقوله جل وعلا اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ها وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا والآيات في هذا الباب كثيرة. فإذا قل هل عيسى عبد عليه السلام واتخذ الها ام لا؟ فان قال لا بينه بين له الاية وان قال نعم فهو المقصود ايضا وعلى كل من الاحتمالين مع الجواب فانه يرد هذا تخصيصا اهو الشرك بعبادة الاصنام. وهذه الكلمة الشرك عبادة الاصنام تراها في كثير من تفاسير المتأخرين. فقل ان تفسيرا من تفاسير المتأخرين الا واذا ذكر الشرك بالله في القرآن وعبادة غير الله فسروها بانها عبادة الاصنام والمفسرون الاولون كالامام ابن جرير رحمه الله تعالى وكغيره من الائمة يفسرون الشرك حيث وردوا غير الله بانواع ما ورد فيكثر ان يقول بن جرير رحمه الله تعالى نهى الله عن الشرك به ودعوة غيره من الاصنام والاوثان والانداب بن جرير يكثر من هذه الثلاثة الاصنام والاوثان والانداد لانها انواع ما جاء في القرآن قال فلابد ان يقر لك ان من اشرك في عبادة الله احدا من الصالحين فهو الشرك لانه اذا يكون قوله الشرك عبادة مخصوص الشرك مخصوصا يكون قوله الشرك مخصوص قم بعبادة الاصنام يكون غلطا تقول له اذا لا بد ان تقر ان من اشرك في عبادة الله احدا من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب قال رحمه الله وسر المسألة انه اذا قال انا لا اشرك بالله فقل له وما الشرك بالله فسره لي فان قال هو عبادة الاصنام فقل وما معنى عبادة الاصنام؟ فسرها لي فان قال انا لا اعبد الا الله وحده فقل ما معنى عبادة لله وحده فسرها لي كيف فسرها بما بينه القرآن فهو المطلوب؟ فان لم يعرفه فكيف يدعي شيئا؟ وهو لا يعرفه؟ وان فسر ذلك بغير معناه اي له الايات الواضحة يبين لك الشيخ رحمه الله ان سر اقامة الحجة وكشف الشبهة في هذه المسألة مبني على هذه المراتب التي ذكر سر المسألة يعني سر مسألة جواب هذه الشبهة ان تقول اذا قال انا لا اشرك بالله قل له وما الشرك بالله. دائما تسأله ما ما هذا الذي نفيته ان قال هو عبادة الاصنام فقل ما عبادة الاصنام ان قال انا لا اعبد الا الله فقل ما عبادة الله وحده. فدائما تجعله جاهلة بمعنى تجره الى ميدان الجهل حتى يقول انا جاهل. فان قال انا جاهل فتنتقل معه من الحجاج الى التعليم وان قال ان فسرها هذه نوع ثاني من الناس ان فسرها بما في القرآن لكنه جهل او اشتبه عليه دخول المعاصرين وعبادة غير الله في هذه الازمنة بما في القرآن ففسرها بما في القرآن فتقول هذا هو المطلوب فتبين له وجه الشبه ان فسر ذلك هذه الحالة الثالثة بغير معناه وهذه خاصة باهل العلم من يدلون الشبه من المنتسبين الى العلم وعلمهم غير نافع ان فسر ذلك بغير معناه بينت له الايات الواضحات في معنى الشرك بالله ان قال فسر الشرك بغير معناه الصحيح تذكر له الايات الواضحة في معنى الشرك وان الشرك يكون بانواع كما جاء في القرآن وكما بينه الشيخ رحمه الله في كتاب التوحيد بين له معنى عبادة الاوثان فاذا بينت له ذلك يتضح انه الذي يفعلونه في هذا الزمان بعينه. وان عبادة الله وحده لا شريك له هي التي ينكرونها علينا ويصيحون فيه كما صاح اخوانهم حيث قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب قال رحمه الله بعد ذلك فان قال هذا دخوله في شبهة جديدة فان قال يعني نوع من مورد الشبه. انهم لا يكفرون بدعاء الملائكة والانبياء هذا نوع من الناس يقول لا كفرهم كان بشيء اخر ليس بالشرك بالله ولا بالتوجه الى الصالحين ولا للانبياء وهذه امور جائزة. لكن كفرهم كان بشيء اخر. ما هذا الشيء؟ قال وانما يكفرون لما قال الملائكة بنات الله فانا لم نقل اعد القادر ابن الله ولا غيره. وهذه كثير ما يريدها الصوفية في ان الاولين كفروا باعتقادهم ان الملائكة بنات الله جل وعلا وهذا الاعتقاد مبين في القرآن في سور كثيرة كسورة النحل وسورة الصافات وسورة الزخرف غير ذلك من السور يقول لم نقل عبد القادر يعني الجيلاني وهو معظم ومؤلف في العراق وفي الباكستان والهند وفي غيرها ايضا ان قال انا لم اعتقد في عبد القادر انه ابن لله ولا في النبي صلى الله عليه وسلم انه ابن لله ولا في عيسى انه ابن لله ولا في كذا انه ابن الله ولا في البدوي انه ابن لله ولا في علي رضي الله عنه انه ابن الله الى اخر ذلك. وهؤلاء انما كفروا في ان الملائكة بنات الله يعني اعتقاد البنوة مثل ما قال البوصيري في قصيدته الميمية المعروفة قال ده ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت فيه واحتكم او كما قال وقال ايضا لو ناسبت قدره لو ناسبت قدره يعني النبي صلى الله عليه وسلم لو ناسبت قدره اياته عظما احيا اسمه حين يدعى دارس الرمم فيقول قل ما شئت في النبي صلى الله عليه وسلم من وصفه بما شئت الا في شيء واحد وهو الا تقول كما قالت النصارى في عيسى انه ابن لله جل وعلا ويفهمون هذا على الحديث الذي رواه البخاري وغيره في قوله عليه الصلاة والسلام لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم وانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. قالوا فمعنى الحديث انه لا تبلغوا بمبلغ مبلغ النصارى في قولهم ان عيسى ابن الله وما هو غير ذلك فجائز لكم. هكذا يفهمونه. وهذه حجة طائفة كثيرة من غلاة الصوفية. واصحاب في قولهم ان المحرم والشرك هو ادعاء البنوة اما غير ذلك فليس من الشرك بالله كما قال دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت في مدحا فيه واحتكمي او كما قال قال هل جواب هذا جواب هذه الشبهة ان نسبة الولد الى الله كفر مستقل بين ان نسبة الولد الى الله كفر لكنها ليست كل الكفر فقال جل وعلا قل هو الله احد الله الصمد لم لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد والاحد الذي لا نظير له قل هو الله احد احد يعني لا نظير له في ذاته ولا نظير له في اسمائه ولا نظير له في صفاته جل وعلا. واحد في الوهيته لا شريك له واحد في ربوبيته لا شريك له واحد في اسمائه وصفاته لا سمي له. فكما انه لا شريك له في الربوبية المقصود في الحوائج فدلت الاية على نوعين فمن جحد هذا كفر ولو لم يجحد السورة دلت الاية على نوعين النوع الاول هو من لم يجعل الله واحدا وجعله اثنين في اعتقاد طائفة من النصارى او اعتقده ثلاثة كاعتقاد طائفة اخرى ايضا من النصارى وغيره. فقوله جل وعلا قل هو الله احد لم يلد ولم يولد. هذا فيه رد على من اعتقد البنوة وقوله الله الصمد قل هو الله احد الله الصمد رد على من اعتقد انه يصمد في الحوائج الى غيره. فاذا اه سورة الاخلاص دلت على كفر نوعين من الناس. وهم من لم يجعل الله مختصا بالاحدية ومن لم يجعل الله مختصا بالصمدية والصمد هو الذي يصمد اليه في الحوائج يعني يقصد وحده دون ما سواه. قال فمن جحد هذا فقد سفر ولو لم يجحد السورة هذا برهان على ان الشرك في القرآن ليس هو وان المشركين مشركين العرب وغيرهم مشركي العرب وغيرهم ليسوا معتقدين في البنوة وحدها بل معتقدين في البنوة ومعتقدين ايضا في الشريك مع الله جل وعلا في العبادة وقال تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله قال الشيخ رحمه الله ففرق بين النوعين وجعل كلا منهما كفرا مستقلا وهذا استدلال واضح قوي. اذ قال الله جل وعلا ما اتخذ الله من ولد يعني قبل ان يخلق الخلق ولا بعد ان يخلق بعد ان خلق الخلق ولو اتخذ الرحمن ولدا لعبدنا ذلك الولد طاعة لله جل وعلا. وامتثالا لامره كما قال سبحانه في سورة الزخرف قل ان كان للرحمن ولد انا اول العابدين على الصحيح في تفسيرها انها على ظاهرها يعني انا اول من يعبد هذا الولد لو اتخذه الرحمن امتثالا لامر الله وطاعة له وعلا والواقع ان هذا لا يكون ولا يمكن اذ الله جل وعلا ما اتخذ مما يخلق بنات ولم يتخذ سبحانه ولدا لانه لم يلد ولم يولد ولو اراد الله ان يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء. لتنزهه سبحانه وتعالى عن الولادة بدءا واصلا وفرحا فاذا قوله ما اتخذ الله من ولد هذا نفي للولادة. ولاتخاذ الولد. قال وما كان معه من اله وهذا نفي لنوع اخر. وكما هو مقرر في العربية والاصول ان واو العصر هذه تفيد التغايب. تغايب وتغاير الصفة. فتغاير الذات كما تقول دخل محمد وخالد فلا تخا محمد غير ذات خال. وتغاير الصفات كما في قوله جل وعلا تلك ايات القرآن وكتاب مبين فهنا القرآن هو الكتاب ولكن الواو دلت على تغاير الصفة فهو كتاب وهو قرآن. فقوله جل وعلا هنا ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله كما قال الشيخ فرق بين النوعين ودلت الواو على تغاير ذات الاله عن ذات الولد باعتبار اعتقاد المشركين. وعلى تغاير صفة الاله عن صفة الولد. وهذا هو واقع في اعتقادهم فانهم اذا توجهوا للولد فانهم انما يتوجهون الى الله. كما يقول النصارى اب وابن وروح القدس اله واحد يجعلون الاله الواحد له ثلاثة اقاليم. او كما يقول طائفة اخرى من النصارى انه اب وابن فيجعلون فيجعلونه اقنومين فقط. فهذا توجه لشيء واحد باختلاف الاقاليم. وهذا داخل في الولادة حيث وقال جل وعلا ما اتخذ الله من ولد الشيء الثاني وما كان معه من اله. فالالهة في الواقع هذه مغايرة في الذات للولد ومغايرة في الصفات. لا يقال ان الولد متخذ اله لان قول العلماء مغايرة هم في الذات يصدق عليه اختلاف الجمع والمفرد والعام والخاص. فاذا عطف عام على خاص ويعتبر عندهم تغاير في الذات. مثل ما قال جل وعلا من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل ها وجبريل وميكال ليش تقول له من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين. فعطف جبريل وميكال على الملائكة وهذا تغاير في الذات واضح؟ تغاير في الذوات. لان الثاني بعض الاول. فالعام اذا جاء بعده خاص يعتبر تغاير في الزواج. الى الذين امنوا وعملوا الصالحات هذا التغاير في ايش؟ في الصباع انا اشوف اه كثير منكم وانا اتكلم يفكر كانه يعني ما ما فهم هذا المقصود ان استدلال الشيخ في محله بل حجة واضحة حيث قال ففرق بين النوعين وجعل كلا منهما كفرا مستقلا وقال تعالى وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم يعني مع خلقه لهم والدليل على هذا ايضا ان الذين كفروا بدعاء الناس الى اخره. المقصود من هذه الادلة ان قول القائل ما كفر ما كفر العرب ولا النصارى ولا اليهود الى اخره الا باعتقاد البنوة في فهذه هذا الكلام باطل وهذه مردودة على اصحابها بالادلة التي ذكرت. وتوسع الشيخ رحمه الله فقال والدليل على هذا ايضا ان الذين كفروا بدعاء اللات مع كونه صالحا لم يجعلوه ابنا لله. والذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك. وكذلك ايضا العلماء في جميع القرآن لا على تغاير القرآن عن الكتاب. والصفة التي حصل بها التغاير ان القرآن فيه صفة القراءة والكتاب فيه صفة الكتابة. فاذا هذا دليل على انه مكتوب وانه سيقرأ حيث كان مذاهب الاربعة يذكرون في باب حكم مرتد ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد ويفرقون بين النوعين وهذا في غاية الوضوح. الامة مجمعة والفقهاء والائمة مجمعون على ان الردة ليست مخصوصة باعتقاد الولد لله جل وعلا. فدل هذا على بطلان هذه الشبهة وهذا ايراد او استدلال واضح بين والحمد لله كما قال الشيخ في اخره وهذا في غاية الوضوح. نقف عند هذا ونسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم لما يحب ويرضى. واكرر في ان الانتفاع بما نذكر يعظم عندما تعرف كتاب التوحيد وشرحه وخاصة ما ذكرناه من الادلة واوجد الاستدلال في شرح على كتاب التوحيد لان فهم كشف الشبهات مبني على فهم كتاب التوحيد لانك اذا قلت ايراد ما معنى العبادة؟ ما معنى عبادة الاصنام؟ في الشفاعة؟ كل هذه تفصيلها هناك. وليس تفصيلها في هذا الكتاب مم نفس الشهرة لا حسب ما قلت لك هذا على اعتبار الاصناف هذا نعم مختلف تأملها انا نبهت في اول الامر الى ان هذه الشبهة التي جاءت اليوم هي تكرير لما سبق لكن باعتبار مختلف لان المورد لهذه الشبهة عنده ما ليس عند المورد للاولى الشيخ قد يكرر لهذا اهو لا ايش لهذا اللي خلاني امي خلاني يعني استطرد بعض الشيء يعني لما قلت المغايرة بين الذات والصفات اشوف كثير من الاخوة حلقت عيونهم في السماء. ما ادري وش المغايرة الواو تقتضي اللغة الجمع مطلق الجمع والمغايرة واذا قلنا مطلق الجمع فالمراد بلا ترتيب الى ترتيب في الزمان ولا في المكان ولا في الفضل وتفيد ايضا المغايرة والمغايرة تعني ان ما بعد الواو غير ما قبل الواو وقد يكون ما بعد الواو يعني المعطوف والمعطوف عليه ما قبل الواو قد يكون هذا وهذا من الدواء. فاذا الثاني غير الاول مثل ما مثلت لكم دخل محمد وخالق من كان عدوا لله وملائكته ورسله. كل شيء مختلف عن الثاني. هذا تغايب في الدواء. واضح اسباني التغاير في الصفات ذكرت لك ان التغايب في الزواج لا يسقط بان يكون الاول بعد الثاني ولا ان يكون الثاني بعض الاول يعني اذا جاء عام بعد خاص معطوف بالواو فيصدق عليه انه تغاير ده واحد لان الذات الثانية اعظم واكثر من الذات الاولى في عطف العام على الخاص. او الاولى اكثر ذواة من الثانية. فاذا تغاير في يعني هذا ليس هو هذا من جهة الذات والثاني تغاير في الصفة والتغاير في الصفات يكون في المعاني في المعاني مثل ما ذكرت لكم الا الذين امنوا وعملوا الصالحات الايمان والعمل الصالح ليس ذاتا وانما هو معنى اليس كذلك الايمان هل هو ذات ترى؟ العمل الصالح ذات ترى ليس عينا ولا ذاتا وانما هو معنى فاذا عطف العطف بالواو بين المعاني يدل على تغاير الصفات فتكون يكون الاول غير الثاني من جهة الصفة ولهذا نقول انه اذا قيل الا الذين امنوا وعملوا الصالحات على تعريف اهل السنة للايمان ودخول العمل في مسماه هذا يفهم من وجهين. الاول ان العمل خاص بعد عام فالايمان عام والعمل خاص فحصل تغاير في الصفة من جهة الشمول. والثاني ان الايمان اذا قرن به العمل الصالح فيعنى بالايمان التصديق الجازم بالاشياء والعمل الصالح هو العمل هذا يغاير ذاك الحيثية والثاني اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية الا الذين امنوا وعملوا الصالحات ان الذين امنوا وعملوا الصالحات فيجعل لهم الرحمن ودا. يعني بالايمان الاصل ومعناه وهو ايضا الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله الى اخره يعني ما هو قسيم للاسلام الاسلام العمل الظاهر الايمان الاعتقاد الباطن. وعملوا الصالحات تغاير في الصفة. اذ الاول يدل على العمل الباطن والثاني يدل على العمل الضعف. مثل قوله جل وعلا تلك ايات الكتاب وقرآن مبين بعض المعاصرين الجهلة قال هذا يدل على ان القرآن غير الكتاب لان الواو تقتضي المغايرة في القرآن شيء والكتاب شيء والقرآن هو ما لا يقبل التغيير واما الكتاب فيقبل التغيير في مؤلف الفه باطل معروف هذا ناتج من الجهل باللغة فقوله تلك ايات الكتاب وقرآن مبين تلك ايات القرآن وكتاب مبين في سورتين هذا يدل العطف بالواو على تغاير صفة الكتاب عن صفة مكتوبة وهذا البحث يبحث في الفصول وايضا في النحو وفي كتب حروف المعاني وبحث معروف ومهم لان فهم الاستدلال مبني عليه مم الاية في قوله جل وعلا ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله ما وجه المغايرة في الصفات؟ ليسأل الاخ الجواب ان الالهية غير صفة اتخاذ الولد. وما كان معه من اله فالاتخاذ اتخاذ الولد شيء غير الى معه. فاتخاذ الولد من الله. كما يقول اولئك اتخذ الله عيسى ولدا او اتحد الله العزير ولده فاذا جعلوا عيسى ولدا ليس بدعواهم ولكن باتخاذ الله له واما وجود الاله وما كان معه من اله فهذا وجود لاله حق مع الله جل وعلا. فمن هذه الجهة كان غير متحد. فالاولى فيها الاتخاذ والثانية فيها وجود الاله فهذا كفر وهذا كفر ظاهر نقف عند هذا واسأل الله جل وعلا لي ولكم التوفيق والسداد. وصلى الله وسلم على نبينا محمد