اعداء دعوة الامام رحمه الله فهي مصنفة اهل التوحيد الذين نشرت فيهم بعض الشبه نشر تلك الشبه بعض العلماء الذين ورثوا علوم المشركين وحبذوا الشرك بالله. وايدوه ودعوا الناس اليه. ودافعوا عنه المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح كشف الشبهات الدرس الثاني بسم الله الرحمن الرحيم قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين اعلم رحمك الله ان التوحيد وافراد الله بالعبادة فهو دين الذي ارسلهم الله به الى عباده فاولهم نوح عليه السلام ارسله الله الى قومه لما غلو في الصالحين ويغوت ويعوق ونثره والدين محمد صلى الله عليه دحين ودع. يعني هذي بدل من الصالح. اما اذا عرفت لفظ الاية فهو كما قلت. والدن وسواعا ويغوث ويعوق ونثرا واخر الرسل محمد ونسر ونثر ايه واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين ارسله الله الى قومه يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرا ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات والسائط بينهم وبين الله ويقولون لي بالتقرب بهم الى الله ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى وامه واناس وغيرهم من الصالحين. نعم هذا ما يستغله واحد منكم واحد منكم جزاه الله خير يروح للغرفة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق على الدين كله وكفى بالله شهيدا. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فهذا شروع منا في هذه الرسالة. في شرح الرسالة العظيمة كشف الشبهات. للامام المصلح المجدد. شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب لسليمان التميمي رحمه الله تعالى واجل له المثوبة. ونستعين الله جل جلاله. وتقدست اسماؤه ونسأله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يعلمنا منها علما نافعا. وان يقينا في فهمها الجلالة والخطل وان يجعلنا وان يجعل افهامنا صائبة وقلوبنا ذات بصيرة هذه الرسالة سميت كسب الشبهات. وقد ذكر طائفة من العلماء منهم ابن غنام في تاريخ نجد انه ارسلها الناس في القرى لاجل ان يكشفوا ان يكشف بعض الشبه التي شبه بها على التوحيد نعوذ بالله من من الضلال اسمه علي الرسالة كشف الشبهات. والكشف هو حصر الشيء عن الشيء كسر الرأس يعني حشره حشر ما عليه حتى ظهر. وكشف البخس اذا ازاله وهذه المادة في القرآن كثيرة فلما كشفنا عنهم السوء فلما كما قال جل وعلا في الاية الاخرى ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض ليس لها من دون الله كاشفة ونحو ذلك. فالتشكو بمعنى الازالة والشبهات جمع شبهة وهي المسألة التي جعلت شبها بالحق لان الحق عليه دليل بين واضح والشبهة سمي السبى لانها مسألة مسائل العلم فورد عليها اصحابها بعض الادلة التي يظنونها فعلما فالسمعة عبارة عن تسبيح الباطل بالحق فاذا شبه الباطل بالحق من جهة ان الباطل له دليل وله برهان صارت هذه المسألة اذا عوظ بها الحق صارت شبهتان والسمعة والمصدعة هي المسائل المعضلة او المشكلة التي تلتبس على الناس كما جاء في بعض الفاظ حديث النعمان ابن بشير المشهور قال الحلال بين والحرام بين وبينهما نور مشبهة او مشتبهة سميت مشبهة ومشتبهة لان الامر فيها يشتبه على الناظر فيه. وهكذا الشبهة تلقى يلقيها الشيطان او يلقيها اوانه او تأتي في الذهن فيشتبه معها الحق ويصتبه الباطل معها بالحق. فيصبح الامر غير واضح بها ولا شك ان ازالة الشبهات كشف الشبهات من اصول هذا الدين لان الله جل وعلا رد على المشركين في القرآن وذهب شبهاتهم واقوالهم قال جل وعلا والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له. حجتهم داهضة عند ربهم وعليهم غضب وكل من يجادل بالباطل له حجة وله علم لكن حجته داحضة وكون الحجة تدحض هذا اصل في ازالة الشبه في الدين. فازالة الشبه التي شبه بها اعداء الملة واعداء الدين فرض من الفروع في هذه الشريعة وواجب من الواجبات لا بد ان يوجد من تقوم به والا من ثبت الحق بل فرس الباطل بالحق. وصار هذا يشبه هذا وضل الناس وقد ذكر اهتمام هذه الدعوة في مسائل كتاب التوحيد حينما عرض لحديث ارسال معاذ ابن جبل الى اليمن قال له انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فانهم اطاعوك لذلك. فاعلمهم الحديث قال في المسائل ما حاصله في هذا رد الشبه. عن الدين لانه مهد له عليه الصلاة والسلام بقوله انك تأتي قوما اهل كتاب وكونهم من اهل الكتاب هذا يعني ان يستعد بمناظرتهم وللحجاز معهم. ثم قال فانهم اطاعوك لذلك. فنفهم من قوله اطاعوك لذلك انه سيكون بينه وبينهم حجاج ونقاش واخذ ورد وازالة للشبه التي قد تكون عندهم في رد التوحيد ورد رسالة النبي عليه الصلاة والسلام. فقوله فانهم اطاعوك لذلك فيه رد الشبه وانها من وظائف العلماء الدعاة. ثم قال فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان ان الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة. فانهم اطاعوك لذلك. وهذا كله دليل على ما ذكر. المقصود ان ازالة الشبه عن الدين فرض من الفرائض. قام به اهل العلم. وصنفت فيه المصنفات في القرون التي شاع فيها التصنيف في القرن الثاني والثالث وما بعده الى زمنها هذا وكشف الشبه يكون عن طريقين. الطريق الاول طريق عقله والطريق الثاني الطريق الشرعي السمعي اما الاول وهو الطريق العقلي فهذا قد يكون بايجاد البراهين العقلية البحتة التي تبطل شبه المشبهين وقد يكون ايجاد الامثلة العرفية التي تظعف حجة الخصم. وهذا وهذا موجود في القرآن والقسم الثاني الادلة او الطريق الشرعي السمعي بان يكشف ما شبه به الخصوم بان تزال الشبه وتقام الحجة بالادلة الشرعية وفي الكتاب والسنة من اقامة الادلة في مسائل العلم وخاصة التوحيد ما يغني عن غيرها لكن طالب العلم قد يحتاج الى بعض البراهين العقلية لذلك جاءت في القرآن ايات كثيرة فيها اقامة البرهان العقلي. في التوحيد كقوله جل وعلا لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا. وكقوله جل وعلا قل لو كان معه آلهة كما يقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا. سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا فهذا من جعل الحجة العقلية. وقوله جل وعلا لو كان معه الهة كما يقول لو كان لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا فيه دلالة بينة ان وجود اله يعبد مع الله جل وعلا لو كان موجودا لفسدت السماوات والارض لانه لابد من ان يأتي هذا بما يريد وان يأتي الاخر بما يريد ومعنى ذلك انه لن يكون هذا الملكوت على هذا الانتظام. لا بد من المغالبة. ولهذا قال في اية الاسراء قل لو كان الهة كما يقولون اذا لم تغوا الا بالعرش سبيلا. لا بد ان يكون اما مغالبة حتى يستقيم الامر. فلو كان ثم معبود مع الله جل وعلا بحق لكان لابد من المغالبة. واذا انتفت المغالبة وكان هذا الكون والملكوت يمشي على منوال واحد. وبارادة واحدة دل ذلك البرهان العقلي البرهان المحسوس المنظور على ان المعبود بحق واحد وهو الله جل جلاله قال الامام رحمه الله تعالى في اول رسالته بسم الله الرحمن الرحيم وتفسير البسملة وبيان ما فيها من العلم معروف يؤخذ من الشروح الكبيرة لكتب اهل العلم قال بعدها اعلم رحمك الله هذه البداية تكثر في كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وفي كتب كثير من اهل العلم قد قال العلماء فيها من الفائدة ان هذا العلم اي علم الشريعة مبني على التراحم فاعظم رحمة تسديها للناس ان تنشر بينهم العلم. فاذا علمتهم العلم فهي اعظم رحمة ترحمهم بها. ولهذا كان محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام مبعوثا رحمة للعالمين. كما قال جل وعلا وما ارسلناك الا رحمة للعالمين فالشريعة كلها عقيدة واحكاما خبرا وعمرا ونهيا رحمة. وبعدة محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام رحمة. فكل تشريع الرحمة وكل اخبار اعتقاده رحمة بالعبد. لانه ان لم يعتقد الخبر فانه سيظل وانقاذ الناس من العلكة رحمة بهم وان لم يتبع الامر والنهي ولم يفعل ما امر به وينتهي وينتهي عما نهي عنه فانه قد سعى في فساد نفسه ما لا يحمد له وفي ظلم نفسه فتخليصه منه رحمة. فمبنى العلم على التراحم المعلم ينشر العلم رحمة مع امور اخرى. والمتهلل يتلقى العلم وهو مرحوم به. او وهو مرحوم بنشر هذا العلم ولهذا قال العلماء ان الحديث الذي اختاره طائفة من اهل العلم ليكون الحديث المسلسل بالاولية هو حديث الراحمون يرحمهم الرحمن يرحم من في الارض يرحمكم من في السماء. وهذا هو الحديث المعروف في رواية الحديث و عند المهتمين بالاسناد بالحديث المسلسل بالاولية لان الرواة فيه يقول كل واحد منهم وهذا اول حديث سمعته يعني من شيخه فالشيخ اول ما يقرئ في الاحاديث هذا الحديث الراحمون يرحمهم الرحمن. ذكر طائفة من اهل العلم منهم وركب الثواب على ذلك وعلى نخاف شيخ الاسلام ابن تيمية في موضع لما تكلم عن الوضوء. فاذا كان شيء طلب فعله في الصرع ولم يكن مطلوبا قبل ذلك. ورتب على ذلك الفعل الثواب. فهذا الفعل عبادة. التعريف الثاني ايضا الذهبي وغيره ان سبب تسلسل هذا الحديث بالاولية ان هذا العلم علم الحديث وعلم السنة بالعلم الشريعة جميعا مبناه على التراحم. فيعلم المعلم هذا الحديث اولا الراحمون يرحمهم الرحمن فيكون اول ما يسقيه الى التلميذ ان يعلمه الرحمة والتراحم. لانه لا يكون العلم الا عند رحيم. اما من لم يكن رحيما عند الخلق فلا يكون فلا يكون العلم مستقرا في قلبه. يكون اكثر استقرارا اذا كان ارحم بعباد الله لو علا وكلما زادت الرحمة في قلبه كلما زاد العلم في اداة في صدره. لان العلم لان الرحمة مأمور بها يرحم من في الارض والله جل وعلا قال ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم صدق تثبيتا ومن التثبيت التثبيت في العلم فهذا من رحمة الشيخ رحمه الله المسلمين حيث يدعو لهم بهذه الدعوة. قال اعلم رحمك الله ان التوحيد هو افراد الله بالعباد سبحانه بالعبادة. التوحيد مصدر وحده يوحد توحيده. وقد في السنة لفوق التوحيد وقد جاء لكم ايضا وحد يوحدوا. فمادة هذه الكلمة جاءت في السنة. خلافا لمن زعم بان هذا اللفظ انما اهتم به شيخ الاسلام ابن تيمية ومن تابعه هذا غلط كبير لان اللفظ قد جاء في السنة في احاديث كثيرة. وقد جاء في مثل ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه في كتاب الحج ان النبي عليه الصلاة والسلام هل بالتوحيد. وثبت ايضا في مسلم وفي غيره ان النبي عليه الصلاة والسلام قال بني الاسلام على عمق على ان يوحد الله وفي حديث جبريل ايضا المعروف قال جاء في مثل ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحة في كتاب الحج ان النبي عليه الصلاة والسلام احل بالتوحيد. وثبت ايضا في وفي غيره ان النبي عليه الصلاة والسلام قال بني الاسلام على خمس على ان يوحد الله وفي حديث جبريل ايضا المعروف قال عليه الصلاة والسلام الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله في رواية الاسلام ان توحد الله النبي عليه الصلاة والسلام كان يهل بالتوحيد يعني يقول لا اله الا الله. وكان يذل في الحج بالتوحيد. بمعنى يقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لان نفي الشرك واثبات الوحدانية لله جل وعلا هو التوحيد. المقصود ان هذه الكلمة التوحيد جاءت في السنة في احاديث كثيرة وكذلك له موحدة. فهي كلمة مستعملة مشهورة ومن الفاظ حديث معاذ المعروف فليكن اول ما تدعوهم اليه الى ان يوحدوا الله والبخاري دور كتاب او جعل من كتبه في صحيحه كتاب التوحيد. فالمقصود من هذا بيان ان هذه كثيرة في السنة وان لم ترد في القرآن لكن جاءت في السنة واهل العلم من اهل السنة اعتمدوها ذكروها وصنفوا فيها كتبا. الامام الشيخ رحمه الله بهذه الكلمة هو اهتمام باصل الضيق وليس كلمة محدثة خلافا لمن زعم ذلك بجهله قال التوحيد هو افراد الله سبحانه بالعبادة. توحيد يعرض بعدة تعريفات اما من جهة اللغة فهو جعل السيف واحدة. وحد توحيدا يعني جعله واحدا. فوحد المتوجه اليه في العبادة توحيدا؟ يعني جعل المعبود بحق واحدة. والتوحيد عرفه الشيخ رحمه الله هنا بانه افراد الله سبحانه بالعبادة. افراد الله يعني ان يكون التوجه بالعبادة لله وحده هو فرض في ذلك فلا يجعل من دون الله الها ولا يجعل مع الله جل وعلا اله. قال الله سبحانه بالعبادة وسبحان تنبيه كما هو مألوف. بالعبادة هذه العبادة ما هي؟ العبادة في اللغة خضوع وتذلل معه حب عن طواعية. ورغب ورهب حسن ظنكم ومع في العدالة من اعمال القلوب واصلها الذل. ذلل الشيء بمعنى جعله متضامنا جعله ذليلا جعله غيرا. وعلم غير مستكبرا فيكون هذا في الناس ويكون في الطريق ومنه سمي العبد الرصيف عبدا لانه جعل ذليلا غير متكبر متفاهما لسيده. وقيل ايضا للطريق ايضا لانه ذل للسيف كما قال تباري رفاق الناجيات واسبعت وظيفا وظيفا فوق نور معبد وقوله ايضا في البعير الى ان تحامتني العشيرة كلها وافراد البعير المعبد الى اخر شواهد هذه المادة. اما العبادة في الشرع فالعلماء تعرفوها بعدة تعريفات. نختار منها في هذا المقام ثلاثة. الاول ان العبادة هي ما فرض فعله في الشرع كل ذكره شيخ الاسلام ايضا في اول رسالة العبودية هي ان العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاهوال والاعمال الظاهرة والباطنة. وعرفه ايضا طائفة من العلماء ومنهم الاصوليون بان هي ما امر به من غير اضطراب عرفي ولا اقتضاء عقلي سنخلص من هذا الى ان العبادة شيء جاء بالشرع لم يكن قبل ذلك. لم يكن قبل ذلك ليس من جهة الفعل والحصول ولكن من جهة كونه مأمورا به لهؤلاء الناس المعينين فجاء الشرع بالامر باشياء كانت موجودة عند العرب ولكن كانوا يفعلونها من غير امر خاص شرعي بذلك وانما وريحوها هكذا فلما امر بها الشرع ورتب عليها الثواب كانت مما يحبه الله ويرضاه وكانت مأمورا بها من غير اقتضاء عقلي لها ولا اضطراب عرفي بها. وانما كانت اضطراب امر الشارع بها فخرجت عن مقتضى كونها جاءت عرفا فقط لهذا الاحوال الثلاثة هذه في التعاريف للعبادة تنطق. ولا تختلف. فافراد الله سبحانه بالعبادة معناه ان افرج الله جل وعلا بكل ما امر به الشرع بكل ما امر به الشرع. من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. فيدخل في ذلك اعمال قلوب مثل الاخلاص والرغبة والرعب والخوف والتوكل والانابة والمحبة والرجاء والاستعاذة استعادة القلب الى اخره ويدخل فيها ايضا الافعال الضارة مثل الدعا وانواعه الاستعانة والاستغاثة والاستسقاء الى غير ذلك ويدخل فيها الذبح والنذر والصلاة والزكاة والدعاء والحج والعمرة الصلة صلة الرحم الى غير ذلك. فالعبادة اسم يعم هذا جميعا. وكما انه لا يصلي المصلي الا لله كذلك لا يستغيث الا بالله فيما لا يقدر عليه المخلوق. وهكذا في مظاهرها كما وضح ذلك مفصلا كتاب التوحيد وفيه ثلاثة الاصول قال وهو يعني التوحيد دين الرسل الذين ارسلهم الله به الى عباده. هو دين الرسل يعني جميعا فالرسل جميعا ارسل بالتوحيد وهو افراد الله بالعبادة. فلم ترسلوا الرسل اصلا بالشرائع. لم ترسل الرسل اصلا في بيان ما يجب من الاعمال مما هو دون التوحيد او ما يحرم انما ارسلت بتوحيد الله جل وعلا لان توحيد الله جل وعلا هو العلة المطلوبة من خلق الجن والانس. كما قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. يعني الا فالعلة المطلوبة من خلقهم انهم يوحدون الله جل وعلا. لهذا ارسلت الرسل بذلك هذا التوحيد مفطور عليه العباد بالميثاق. قال جل وعلا واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم. واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا. وهذا الذي اخذ عليهم هو التوحيد وهو الخطاه فاخذ على الناس جميعا هذا الميثاق وهو توحيد الله جل ولكن هذا الميثاق خرجوا عليه وهم في ظهور ابائهم اخذ وعرفوا ذلك وشهدوا وبه ثم خرجوا على هذا التوحيد. خرجوا على الفطرة. خرجوا وهم يوحدون الله جل وعلا. لكن تشتالهم الشياطين عن دينهم كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته كل مولود يولد على الفطرة فهد واه تهودانه او ينفرانه او يمجسانه كما تخرج البهيمة جمعاء هل فيها من جدعة. يعني ان البهيمة تخرج سليمة. ثم بعد ذلك اهلها يقطعون شيئا من اذنها او شيئا من بدنها الى اخره الكمال يخرج المولود عليه من جهة التوحيد. يعني على الفطرة ثم تتغير هذه الفطرة. معلوم ان ذلك الميثاق الاول لا يذكر وان دلائل اقامة الحجة في ذلك الميثاق موجودة في الافاق وفي الانفس والرسل جاءت لقرار ذلك جعل الناس يرجعون الى هذا الاصل الذي ولدوا عليه وهو توحيد الله جل وعلا ثم اضافة بعض الشرائع التي تختلف من رسول الى رسول. المقصود من ذلك ان دين الرسل جميعا هو التوحيد. والرسل جمع رسول وهو من اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه الى قوم مخالفين له اما اذا كانوا موافقين فيكون ذلك نبي من الانبياء كان بياء لبني اسرائيل ونحو ذلك فالرسل الذين بعثوا الى قوم مخالفين هم على التوحيد امروا بالتوحيد ودعوا اليه. قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وفي سورة الاعراف في ذكر نوح عليه السلام وذكر هود وذكر صالح وذكر الشهداء اي وذكر موسى عليه السلام كلهم يدعون الى توحيد الله جل وعلا اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. اذا كان كذلك فان الدعوة تكون الى هذا العصر. الدعوة تكون الى توحيد الله لان به صلاح القلوب. وصلاح الاعمال. ايه. قال وهو دين ووصل الذين ارسلهم الله به الى عباده. به يعني بالتوحيد الى عباده. فما هو دين الرسل الذي اجمعوا عليه او عليه كل واحد بعث به هو توحيد الله جل وعلا وهو افراد الله سبحانه بالعبادة. لهذا نعلم ان كل من عدد غير الله جل وعلا فهو مخالف لكل رسول. ومن عبد غير الله باي نوع من انواع العبادة فانه لم انه مشرك وانه مكذب بجميع المرسلين. قال جل وعلا كذبت قوم نوح المرسلين. فمن ان يوحد الله جل وعلا فقد كذب بالمرسلين جميعا. لان الرسل جميعا امروا بالتوحيد. فاذا اشرك المشرك فلا قد يقول انا على دين موسى او على دين عيسى نقول هو مكذب لجميع الرسل وخارج عن دين جميع الرسل قال فاولهم نوح عليه السلام. نوح هو اول رسل وهو من اصول العزم من الرسل وهو عليه السلام الذي جعل الله جل وعلا ذريته هم الباقين في في الارض. اما ادم فانه نبي مكلم وليس برسول. كما دعا في بعض الاحاديث ان اهمه عليه الصلاة والسلام قال ادم نبي مكلف نوح عليه السلام بعث الى قوم اشركوا بالله جل وعلا وشركهم كان في الصالحين. قال ارسله الله الى قومه لما غلوا في الصالحين. الغلو ومجاوزة الحد غلاء في الشيء جاوز الحد فيه. وتأليه البشر مجاوزة للحج وهؤلاء الصالحون اولهم وود هذا كان من عباد الله الصالحين وهو اول من بشرك به على الارض. لما مات صوروا صورته كما يأتي في حديث بني عباس فقوم نوح هم تتابعوا ذرية ادم وذرية ادم على التوحيد حتى اتى هؤلاء الصالحون وسواء يعوث ويعوقنا. كانوا قوما صالحين. فهنا ساعة الناس عن رغبة في الدنيا والبعد عن تذكر الاخرة كانوا اذا ارادوا ان يتشجعوا في العبادة ذهبوا الى هؤلاء الى قبورهم الى والى سواه والى ياغوثة والى يعوقة والى نثر. فنظروا في قبورهم وبكوا عندها فتشجعوا في العبادة فرجعوا فجاء الشيطان تكلم عند قبره. قال الا تصنعون او الا اصنع لكم صورة تتذكرون بها ودا تتذكرون بها سواعا فخنها لهم صورة على هيئته فجعلوها على قبورهم ثم بعد ذلك يعني هم حينما جعل ذلك اولا ليس معبودا ولكن للتذكر ينظرونه فيتذكرونه. واعمارهم كانت طويلة ثم بعد قال الا تجعلون من كل واحد صورة في بيت كل واحد منكم حتى يتذكر. ثم نقلهم بعد ذلك الى ان يسحبوا في السفر الى اخره. شاع في اولئك لاجل تذكري ولاجل الحث على العباد. ولم يكن يكن اول ذلك الجيل لم يكن مشركا. فيما بعدهم ذهب ذلك العلم وقالوا ما اتخذ اباؤنا هذه الصور الا لانها الهة الا لانها معظمة. فتوجهوا اليها بطلب توسط قالوا هؤلاء لهم مكانة عند الله لانهم صالحون. انا اتوسط بهم فيما نريد. فصار شرك من جهة التوسط بالارواح ارواح صالح بني ادم. وسواس ويعود ويعوق ونشر ذكرهم الله جل وعلا في القرآن في سورة نوح. حيث قال جل وعلا وقالوا لا تذرن الهة ولا تذرن ودوا ولا سواها ولا يغوث ويعوق ونثرا. وقد اضلوا كثيرا. قال العلماء في قوله ودوا ولا سواعا ولا يغوث فيها ان والده هو الاول سواه والثاني ويعود هو الثالث. وفيها ايضا تنبيه على ان هذه الالهة متفاضلة عندها لانه اتى في الصلاة الاول حرف لا وفي الاخر وفي الاخرة حاصلة فقال وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا. ولا سواه ولا يغوثا ويعوق ويسرع فلم يأت بحرف لا لاجل ان يفاضلوا بين اولئك وبين هذه فهذه الالهة كانت متفاضلة عندهم وهذا التفاضل عندهم الذي يظهر فيه اللفظ كما ذكره طائفة من المفسرين هذا التفاضل ما هو بتفاؤل مصلحتهم من هذه الالهة؟ والتوجه بها. وهذا هو الموجود في هذا الزمن وفي الشيخ ويمن انتشار السلفيات فان عند عباد القبور وعباد الاولياء اولئك ليسوا متساوين. فبعضهم عطاء وبعضهم اوتاد وبعضهم وهكذا فاذا التفاضل من جهة الروحانيات من جهة التوسط كان موجودا في زمن نوح عليه السلام فصرنا على ان ما كان في زمن نوح عليه السلام ان هؤلاء صالحون وانهم لم يعبدوا باتخاذ قبورهم اوثانا من اول الامر. وانما عبدوا بعد زمن. لما نسي اول الامر من اتخاذ صورة التنسيق في العبادة وعبد بعد ذلك. ففيه ان الشيطان اتاهم بالا تشد الذرائع في هذا الباب. فجاء الامر شيئا شيئا حتى عبدوا تلك الالهة. وفيه ان هؤلاء متفاضلون في الصلاح عندهم. وفيما ذكرنا ايضا ان تقابلهم انما هو من جهة اثر توسطهم هذه الالهة ما يريدون من انجاح حوائجهم. ولهذا ذكر البخاري في كتاب التفسير في تفسير سورة نوح قال باب ود وسواح ويغوث ويعوق ونشر وذكر الحديث المعروف حديث ابن جهل فهم عطاء عن ابن عباس انه قال في هذه الاية هذه اسماء رجال الصالحين من قوم نوح وهذا القدر هو الذي اعلى قدر وهو انهم اسماه رجال صالحين هو الذي يعارض فيه كثير من المعارضين اليوم ويقولون هنا ان هذه الاسماء ان تعد اسماء رجال صالحين لم تأتي الا في هذا الحديث عن ابن عباس. وهذا الحديث رواه ابن جرير عن عطاء عن ابن عباس. وابن جرير له تفسير معروف. وفي تفسيره التصريح بان عطاء هذا هو عطاء الخراثان. كذلك ذكره عبدالرزاق في تفسيره وهو مطبوع قضي مؤخرا قال عن ابن جرير عن عطاء الخرساني عن ابن عباس. والعلماء يقولون ان عقاة ان علماء ان عطاء عطاءنا الخرساني لم يسمع من ابن عباس لهذا قال اولئك هذه الرواية الضعيفة. وليست صحيحة وان رواها البخاري. والجواب عن ذلك ان ابن عباس رضي الله عنهما حينما ذكر انها اسماء رجال صالحين جعلها البخاري رحمه الله فمن جعل تلك الرواية جعل البخاري رحمه الله تعالى تلك الرواية اصل في تفسيره الاية وقواعد اسناده المتصل الى ابن عباس. وكن عطاء عند البخاري اتى بلا نسبة لا يعنيه انه عند البخاري عطاء القرآن. ودللوا على ذلك بان التفريق في في روايات ابن جريج عن عطاء بان منها ما هو عن الخرساني خاصة في التفسير انما هو عن علي بن المدينة وعلي بن المدين معروف بانه امام في العلل وله كتاب في العلل وكتبه معروفة مشهورة في والبخاري رحمه الله تلميذه فلا يخفى عليه تعليم علي ابن المبيني لهذه الرواية انا افصل هذا لان الدعاة الى عبادة القبور او الى ان التوسط بالصالحين ليس هو شرك الدعاة قالوا عمدتكم في ذلك رواية ابن عباس. ورواية ابن عباس ضعيفة البخاري في صحيحه. فهذا رد لهذه الشبهة نقول البخاري قال عن ابن جريج قال قال عطاء عن ابن عباس ومن المتقرر في علم ان ابن جرير اذا قال قال عطاء وهو يعني بن جرير ممن عرف بالتدليس فان قوله قال عطاء محمول على السماء وسماعه انما هو من عطاء ابن ابي رباح. وليس من عطاء الخرسان. فنستدل بذلك على ان هذه الرواية عند البخاري ان ما هي عن ابن جرير عن عطاء ابن ابي رباح عن ابن عباس. فاسنادها متصل في غاية الصحة وابن حجر رحمه الله حينما عرض لهذه المسألة قال وهي عندي يعني هذه المسألة عن عطائنا الخرساني وعن عطاء ابن ابي رباح جميعا لان البخاري رحمه الله مشترط في صحيحه الا يروي الحديث الا اذا كان متصلا. وهو لا يخفى عليه ابن جرير يروي يروي عن عطاء الخرساني بانقطاع واما عطاء الخرساني لم روايته عن ابن عباس ضعيفة عليه ذلك لان هذا من مشاهير العلم. ولانه لم يروي بهذه الترجمة مما يغني الله عن عطاء الخرساني الا لم يروي الا حديثين الله رواها مسندة متصلة. فمن نازع في صحتها ينازع البخاري رحمه الله في تصحيحه لها. هذا واحد الثاني ان عطاء في الرواية هو عطاء ابن ابي رباح. ولو كان روي في تفسير عبد الرزاق وتفسير ابن جرير تصريح بانه عطاء الخرساني فان فان ابن جرير قد يسمع من هذا وهذا. يعني قد يأخذ من هذا وهذا قد يأخذ من عطاء وقد يأخذ بواسطة عن اعضاء الخرفان فهذا محتمل وتغليط البخاري رحمه الله في تصحيحه للحديث الثالث ان الذين ذكروا هذه الائمة ليسوا من من المتقدمين من حفاظ الاحاديث. وانما هم من المتأخرين والمتقدمون من اهل الحديث اجرى البيت لان فهمهم في العلل اعظم من فهم من بعدها. فنخلص من ذلك الى ان رواية ابن عباس هذه هي الاصل في هذا الباب وان ود وشواعوق ونثر انها اسماء رجال صالحين صارت في العرب وان اولئك لم يعبدوها اول الامر وانما اتاهم الشيطان فمثل لهم كما ذكرت لكم اوثات هي مسألة لهم صورا فلما تنفح العلم وفي رواية فلما نسي العلم عبدت. يعني لما نسي التوحيد وتنسخ العلم ورثها اناس لم يعرفوا حقيقة الامر فعبدت يدل على ذلك ان ود وسواء ويغوص ويعوق ونصر هذه صارت في العرب معروفة وابيات التي حفرت على العرب في ذلك في ذكر هذه الاصنام مشهورة. الله جل وعلا ذكرها عن قوم نوح وهي موجودة في العرب بهذه الاسماء والاشعار بها محفوظة. ويؤيد ذلك ايضا انها في العرب ان العرب فيهم التعذيب لهذه الالهة. فيهم من اسمه عبد ود وفيهم من اسمه عبد اخوه وفيهم من اسمه وعشرة. فالتعديد لها يدل على انها موجودة في العرب وهي موجودة في قوم نوح بنص القرآن فلما كان كذلك صارت هذه الرواية متفقة مع ظاهر القرآن ومتفقة مع واقع العرب المعروف الذي حصد. فمن طعن فيها فانما هو من جهة عدم استيعابه ليه المسألة قال واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم ذكرت لكم ان عبادة اولئك كانت من جهة الارواح. وكل شرك في العالم كان راجعا الى احد نوعيه لا ثالث لهما الشرك بالله الاول راجع الى ارواح ان ارواح الصالحين والثاني راجع الى ارواح الفواكه فشركوا فالشرك بارواح الصالحين كان في قوم واحد. والشرك بارواح العواقب كان في قوم ابراهيم. وهل الروح لها اخوة علي خوخب له روحي. الجواب لا. ولكن جعلوا لكل كوكب صورة. وصنما تصوروا فيه شكل الكوكب فلما كان كذلك يعلم ان روحانية الكوكب وروح الكوكب تحل فيه. فتتقبل ممن يأتي لها ويطلب الحوائج الى الكوكبة. وعند هؤلاء الصادقة ان الكواكب تسير الاعلى. وان كل كوكب له اثر في العالم على مين؟ والصابئة الذين هم قوم ابراهيم كان كان شركه من جهة الكواكب كما هو معروف. قال جل وعلا وكذلك نريه ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين. فلما جن عليه الليل رعاه كوكبا الايات. فشركهم كان من جهة الكواكب. لم لانهم لما وضعوا الاوثان لهذه الكواكب جاءت الشياطين فتكلمت عند سورة الوهم عند الواحد عنده سنة فلما تكلمت طلبوا منها اشياء تتحقق لهم ذلك فظنوا ان الكواكب مسيرة لاحداث هذا العالم فاذا نخلص من ذلك الى ان الشرك وقع من جهة الشياطين خليها فيها شياطين تكلمت بلسان الصالحين تكلمت على انها روح الصالح فطلب منها واجابت وعملت اشياء وشياطين تكلم على لسان كما يزعم اصحابه لسان الكوثر وكل شرك متفرع على احد هذين النوعين اما شرك بالعلويات او شرك بالسفليات حقيقة الامر ان الشياطين حينما تقول ذلك هي عبادة الجن. حينما يطلب منها فان المعبود هو الجني وليس هو على ايه قال واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي كثر صور هؤلاء الصالحين. هو الذي كثر يعني بنفسه او بمن ارسل محمد عليه الصلاة والسلام لما دخل مكة عام الفتح دخل وكان حول الكعبة اصنام كثيرة. فجعل يمكثهم عليه الصلاة والسلام ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا. وكان من الاصنام ايساق ونائلة صنم ايصاف ونائلة وكانت موجودة في جنب سكادة وبل وكان هبل من الاصنام التي في داخل الكعبة. لان الكعبة كان في داخلها صور عرفناه. وكان ايضا بقربها يعني على حافة الكعبة كانت تسمى عصنان وهناك عثمان ايضا بعيدة حول المطاف. فالنبي عليه الصلاة والسلام كسر هذه جميعا. ومن العجائب في ذلك ان ان المؤرخين اتفقوا على ان نساء ونائلة كتاب رجل ونائلة امرأة وان ايفا كان يتعشق نائلة وانهما قدما حاجين وانه لم يتمكن منها الا في غفلة من الناس اتاها في الكعبة. والعياذ بالله. قال المؤرخون فمسخ فاخرجهما مسخا حجرين في داخل الكعبة. فلما نظر الناس اليهما عرفوا ان هذه صورتي صادق وصورة نائلة في الكعبة فعلم انهما احدثا حدثا. فاخرج الناس الحجرين الى خارج الكعبة ليعتبر الناس. بحال من حصى في الحرب. يكون ذلك ابلغ في ابعاده. فاتى الزمان حتى عبد وعبدت مائلة هبل كان في داخل الكعبة وكان هو اعظم الاصنام والصور التي في داخلها وهكذا. اما ود وسواع ويغوث ويعوق نثر فلم تكن من الاصنام في حول الكعبة وكانت متفرقة في العرب فقوله وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين يعني بمن ارسل فانه لما انتشر الاسلام فكل قوم فيهم هذا الوثن او هذا الصنم كسره اصحابه بامر النبي عليه الصلاة والسلام. وقوله بامر النبي ليس امرا خاصا بهذا السنن ولكن امرا عاما بكسر الاصنام والاوثان ومن عقلانهم اللعث والعزى ومناف كما هو معروف الشيخ رحمه الله بقوله صور هؤلاء الصالحين هذا مقصود. لان اولئك الصورة وهل جعلهم الصورة لقصدها؟ ام لاجل انها توصل الى مع صاحبها. معلوم ان المشركين ليسوا عاقدين للصور من حيث هي. لم يقصدوا الصنم من حيث هو. وانما عندهم الصنم وسيلة الى رح صاحبه الوطن وسيلة الى ما يحل في البقعة او يحل بالشيء من ارواحه. فاذا هم قصدهم الارواح التي تصعد الى الاعلى فتوصل طلباتهم وتوصل حوائجهم وما يريدون الى الله جل وعلا فيستجيب الله جل وعلا بهذه الوساطة. هذه خلاصة شرك المشركين واولئك الذين اشركوا هذا الشرك لم يكونوا بعيدين عن التعبد بل كما ذكر الشيخ رحمه الله هنا قال ارسله الله الى اناس يتعددونه. نعم كان اهل الجاهلية كانوا يتعبدون. كان منهم اهل الصيام ومنهم اهل الصلاة ومنهم اهل الدعاء منهم اهل الحج منهم اهل الزكاة منهم اهل الصدقة منهم اهل الصلة منهم اهل الذبح ومنهم اهل التقرب الى الله في الطواف والتحنت والاعتكاف الى اخره والطهارة والكبرى وما اشبه ذلك. فاولئك لم كونوا يقرون بان الله جل وعلا هو الخالق وحده وافراد الربوبية فحسب. بل كانوا مع ذلك يتعبدون لهم صلاة ولهم ولهم حج ولهم صيام وهذا ذكره الشيخ بعد ذلك بقوله ويحجون ويتصدقون. اما الطهارة فقد من صنف في اديان العرب ان العرب كانت عندهم طهارة من الحدث. فكانوا يتطهرون من واذا اذنب المرء بمعنى انزل الماء فانه يبعد عن مواقع العبادة ولهذا سموه جنبا سموه جنبا اي بعيدا وجاري ذي القربى والجار الجنب يعني البعيد. فسموا من اخرج الماء يعني من انزل سموه جنبا لانهم كانوا يأمرونه بالابتعاد عن الحرم الكعبة. الابتعاد عن مواطن العبادة حتى يتطهر وتطهره في من الجنابة من الجنابة شاعرة معروفة. اما التطهر من الحدث الاصغر فهذا انما هو عند طائفة قليلة منها حتى النساء كن يغتسلن من الحيض. وهذا اه معروف عنهم في عدة اه احوال عدة ابيات ومنها قصة امرأة اه كانت مع زوجها ففي سفر وكان معهما ماء قليل فلما كانت تستغرب انقطع عنها الحي فارادت ان تغتسل فاخذت الماء فاغتسلت به وكان قليلا فلم يبلغ ان يعممها وبقي عفافا ليس معهما ماء قيل انهما هلكا في ذلك. فضرب بهما مثل في هذا وقد قال في ذلك الفرازق في بعض ابيات نسبت اليه قال وكنت يذم رجلا وكنت كذا في الحيض لم تبقي ماءها ولا هي من ماء العذابة طهره. فكان العرب يعتنون بمثالات الطهارة طهارة الجنب وطهارة فهذا النوع تعبد منهم بذلك. كذلك الصيام كان منهم من يصوم وصيامهم مختلف. منهم من يصوم يوما كما كان في الاهل كما كان اهل الجاهلية يصومون عاشوراء كما جاء في الصحيح ان عاشوراء يوم كانت تصومه العرب في الجاهلية. وكان لهم صيام من فجرت الى غروب الشمس او من طلوع الشمس الى غروبها. ومنهم من كان يصوم اكثر من ذلك. وهذي كلها ميراث مما ورثوه من الاديان صحيحة قبلها وكان منهم ايضا من يصلي وصلاته تكون بركوع وذكر ودعاء ويسمونها خلع معروفة عندهم في ذلك. لكن هذه الهيئة والسجود لم يكن عندها امتداد. كذلك كانوا يعتكفون يعتكفون تعبدا ومنه حديث عمر المعروف اني نذرت ان اعتكف ليلة اني نظرت في الجاهلية ان ليلة في المسجد الحرام. فقال له النبي عليه الصلاة والسلام اوفي بنذرك وكان طائفة منهم يتحنثون ويتحلون في الخلاء يتأملون ويذكرون الله جل وعلا. والنبي عليه الصلاة والسلام كان يتحنت في غار حراء الليالي ذوات العدث. والتحنت يعني العزلة عن الناس والتعبد بذلك والخلوة كانت معروفة عند كذلك الصدقة مثل ما ذكر شيخنا ويتصدقون كان فيهم الصدقة كبيرة. كما قالت خديجة لما جاءها النبي عليه الصلاة والسلام فقد فجعه الوحي بحراء فقالت له بعد ماذا؟ قص عليها ما حصل قالت كلا والله كي لا يخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم وتقري الضوء وتعين الملهوف وتعين على نوائب الحق او كما جاء في كلامها. فكان كانت الصلة والصدقة وتسمى عندهم ايضا كانت موجودة كثيرة. وكذلك ذكر الله جل وعلا. ايضا كانوا اهل ذكر. لله جل وعلا بانواع من الذكر وهذه محفوظة في اشعارهم ومحفوظة في كتبهم. يعني في الكتب التي ذكرت ذلك و استقصاء ذلك يصعب في مثل هذا الشرع. لكن نذكر لك بعض الكتب التي ذكرت منها كتاب بلوغ العرب للالوسي كتاب ديان العرب لاهل الجارم ومنها كتاب تاريخ العرب المفصل قبل الاسلام في غير هذا من الكتب التي شرحت ديانات العرب وتطهرها وصلاتها وزكاتها وحجها. اما الحج والعمرة فهذا معروف مشهور. حجهم للبيت تعظيمهم اياه وعمرتهم اليه المقصود من هذا ان العرب لم تكن بعيدة عن العبادة يتعبدون باشياء ورثوها من دين ابراهيم عليه السلام ومن بعض اشياء من دين موسى عليه السلام اذا هم مقرون بالربوبية لله وعلاء وان الله هو الخالق وهو الرازق والله وحده وهو الذي يحيي وهو الذي يميت ويقولون ما شاء الله ويؤمنون بالله ولكن مع ذلك لم يكونوا مسلمين بل بعث الله جل وعلا اليهم محمد عبدالله يدعوهم الى ان يوحدوا الله كيف يكون الحال؟ اذا الحال اننا لابد ان ننظر فيما كان اولئك على الشرك بما كان اولئك مشركين. موحدون في الربوبية الله الخالق وهو الرزاق وهو الذي يحيي ويميت ونحو ذلك فهل هذا جعله مسلمين كذلك عندهم صدقات ودعاء وذكر لله؟ فهل هذا جعلهم مسلمين انما الذي جعلها المشركون انهم يعبدون الله ويعبدون معه غيره لم يفردوا الله بالعبادة. يتقربون الى تلك الاوثان. وتلك الاوثان منها وفق الصالحين فحصل من هذا برهان عظيم ومقدمة مهمة لهذا الكتاب وهو وهي ان المشرك الذي كان في زمن النبوة لم يكن بعيدا من التعبد تمام. بل كان يتعبد كان عنده نوع تعبد نوع صلاح من جهة انه في الناس صاحب خير وصاحب صدقة وصاحب ذكر الى اخره لكنه صار مشركا انه عبد مع الله جل وعلا غيره. فاذا كان الامر كذلك كان قتال النبي عليه الصلاة والسلام لاولئك وكان تكفيرهم لاجل انهم اشركوا تلك الهة باطلة مع الله جل جلاله. فعبدوا الله وعبدوها. اذا وصلنا الى هذه جاء السؤال المهم وهو كيف عدده تلك الالهة؟ هل ادعوا في اللات والعزى ومنات؟ وهبل وود وسواك ويغوث ويعوق ونسر وافاق ونائلة. هل ادعوا انها تخلو؟ الجواب لا. هل ادعوا انها ترزق استقلالك؟ الجواب لا. قال جل وعلا قل من يرزقكم من السماء والارض من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله بلا جدال. يقولون الذي يرزق ويحيي ويميت هو الله. فاذا حين يسألون تلك الالهة الباطلة. الرزق حين يسألون عن ان ترزقهم هل يعتقدون فيها انها تملك الرزق استقلالا الجواب لا لان الله جل وعلا اخبرنا بانهم لو سئلوا من يرزقكم من السماء والارض؟ لقالوا الله يرزقنا فاذا لم صاروا مشركين لانهم جعلوا تلك الالهة وسائط في طلب الرزق في طلب الرزق ولهذا قال الشيخ رحمه الله بعدها ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وساخط بينهم وبين الله. هذه الوساطة لها الجهة الاولى جهة التوجه يعني نوع التقرب لها بالعبادة. والجهة الثانية مكانتها عند الله حتى ترفع. الحاجات وسيأتي تفصيلها في الكتاب بعد ذلك قال ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات. ما هذا البعض؟ يأتي تفصيله ان شاء الله. وسائق بينهم وبين الله. نحن وصعب هذا دقيق من الشيخ رحمه الله. وهو الموافق لما جاء في القرآن في اول سورة اليوم. حيث قال جل وعلا والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. قال العلماء قوله ما نعبدهم الا هذا حصر قلب اضافة معلوم في علم المعاني في البلاغة يعني ما لعلة من العلل ابدا فيهم. وانهم متصفون باشياء من صفات الهلال ابدا. لكن نعبدهم ليقربونا الى الله زلفى فقط. وهذا يستفاد من قوله ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله حتى هو حصر قلب اضافي يعني ما نعبدهم لعلة من العلل الا لاجل التخريب فليس لهم شيء وليس من صفات انهم يرزقونه وانهم يحيونه وانهم يميتونه او انهم يفيضون الخير وانما لاجل التخرب. وهذا هو معنى اتخاذ اولئك شفعاء عند الله جل وعلا. فاذا حصرت المسألة في ان اعتقاد المشركين في اوثانهم وفي اصنافهم وفي اصنامهم من جهة الارواح الشيطانية ومن جهة التوجه لاجل ان ترفع الحاجات الى الله جل وعلا. فما كانوا يطلبون منها استقلالا التشبث كان هو ديدنهم وطلب الشفاعة. كان هو ديدنهم وكان هو بغيته كل واحد عنده في بيته وثن او سنة يزعم انه اذا توكل توجه له بالعبادة حلها روح صاحب هذا هو صاحب هذه الصورة فيها فقبل قلبه ورفعه الى مكانه في الملأ الاعلى. يعني انه فائدة الصورة وجود الصورة في البيت انه تحل في فيها الروح روح صاحب هذه الصورة فتقبل الطلاق وليست هي عندهم اصنام محبة. لانهم اعقل من ان يعبدوا حجرا مهوا. لكنهم عبدوا حجرا الروح فصار ايضا ذلك قدح. صار ذلك ايضا قدح في عقلهم. من جهة انهم توجهوا الى الى حسد او الى تمر او الى حجر الى اخره. زعما بان الروح تحل فيه. فهو قدح في عقلهم لكن اخف من ان يعتقدوا في صنم مجرد يعني في حجر مجرد ليس فيه ليس فيه حلول الروح لتناجى ويطلب منها التوسط. فاذا قول الامام رحمه الله هنا ولكنهم يجعلون بعض مخلوقات وساقط بينهم وبين الله هذا هو حقيقة الوقت. قال يقولون نريد منهم التقرب الى الله ونريد شفاعتهم عنده ماذا يريدون؟ التقرب الى الله. ليسوا ليسوا ملاحدة. انما في السنتهم ذكر الله جل وعلا عندهم صدقة وتعبد لكن يريدون بذلك التقرب الى الله من هذا الالم جهل الطائفة ممن صلى ان تعبد المتعبد صلاته صيامه وزكاته يمنع من الحكم عليه بالشرك لان اولئك كانوا على دين ابراهيم لان المشركين في زمن النبي عليه الصلاة والسلام كانوا على دين ابراهيم وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال بعثت او قال انما بعثت لاتمم محاسن الاخلاق. فهم كانوا على خلق وكانوا على حسن في التعامل وكان وكانوا ولكن لم يكونوا موحدين. فاذا العبرة كل العبرة في التوحيد وليست في انهم يحجون او لا يحجون يعتمرون او لا يعتمرون يتصدقون او لا يتصدقون في السنتهم ذكر الله اوليس بالسنتهم ذكر الله ليس هذا هو القرآن. لهذا في بعض في هذا الزمن تجد انه لما فشل جهل بالتوحيد تجد ان كثيرين اذا وجدوا من يتكلم وفي لسانه ذكر الله جل وعلا او انه يقول الحمد لله او يقول الله اكبر او يقول ما شاء الله او يذكر الله بلسانه او او يحضر المسجد او يقرأ القرآن يزعمون انه مسلم ولو عبد غير الله جل وعلا. وهذا ليس هو المقصود وانما هذه الشرائع جاءت بعد التوحيد. فاذا كان التوحيد لم يقم في قلب صاحبه فلا تقبل هذه الشرائط. قال يقولون نريد منهم التقرب الى الله ونريد شفاعتهم عنده. وهذه سيأتي فصل الكلام عليها في اثناء الرسالة ان مسألة الشفاعة. قال مثل الملائكة وعيسى ومريم واناس غيرهم من الصالحين هذا نرجعه الى الدرس القادم. انا اريد من هذه في الجملة التي مرت معنا التفصيلية المهمة ان يتوسع طالب العلم في معرفة اديان العرب في الجاهلية كيف كانت لان هذا من العلم المهم الذي به يتضح قيمة التوحيد. تنظر في تفاسير المفسرين. حين يتكلمون عن احوال العرب وشرك المشركين ونحو ذلك يتعرضون لاحوال العرب. كذلك في الكتب التي ذكرناها في كتب الحديث اذا مرة مثل الاحوال التي ذكرنا انهم منهم من يصلي ومنهم من يتصدق اظن في حديث ايضا رواه مسلم اظن هو عن ابي ذر انه كان في الجهل قبل ان يبعث النبي عليه الصلاة والسلام كلا هكذا لفظه كنت اصلي ثلاث سنين قبل بدعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذه المسائل تطعيفية حتى اذا جاءت شبه المشبهة فيما سيأتي يكون عند طالب العلم فرقان يكون عنده فرقان بين بما تميزت به بعثة محمد عليه الصلاة والسلام ودينه عن دين المشركين. الذين بعث اليهم وقاتلهم وكفرهم. ولم يقبل منهم صرفا ولا عدلا فتوسع في ذلك وانظر فيه فانه تقليد تنتفع به في رد كثير من الشبه التي يشبه بها هذا نكتفي بهذا القدر واسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد