في سورة المائدة ويقال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الى عين من دون الله. قال سبحانك ما ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق. ان اهل بدر عندك ان تعطيني كذا وكذا. والله جل جلاله ليس لاحد عنده حق بحيث لا يرد من اهله حتى الانبياء عليهم السلام ربما ردت اسئلتهم ردت دعواتهم في حياتهم هذه الرسالة العظيمة كذب الشبهات فقد ذكرنا فيما مضى في بيان كلام المصنف رحمه الله ان مشركي العرب كانوا يتعبدون بانواع من العبادات. كانوا يتصدقون بانواع من الصدقات العظيمة في الحج وفي غيره المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح كشف الشبهات الدرس الثالث نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الموت فيهم بالنسبة لابن ادم قليل لهذا قال جماعة من الجن لاحد العرب وسمع قال قالوا له لقد فضلتموه بالاكل سيناء ولكن ذاك يعقبكم سقامة. يعني ان حقيقة الادمي غير حقيقة الجني وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام قال الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دين ابيهم ابراهيم. ويخبرهم ان هذا التقرب والاعتقاد نحب حق الله لا يصلح منه شيء لغير الله لا لملك مقرب ولا لنبيه ملك مقرب لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل فضل عن غيرهما والا فهؤلاء المشركون يشهدون بان الله هو الخالق وحده لا شريك له وانه لا يرزق الا هو ولا يحيي الا هو ولا يدبر الامر الا هو لا يحيي الا هو ولا يميت الا هو ولا يدبر الامر الا هو. وان السماوات السبع ومن فيها والاراضين السبع ومن فيهن كلهم عبيد وتحت تصرفه وقهره لا من نفسه يقولون نريد التقرب الى الله ونريد شفاعة عنده استودعها الله مثل الملائكة وعيسى ومريم واناس غيرهم من الصالحين. بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دين ابيهم ويخبرهم ان هذا التقرب والاعتقاد وحق الله لا يصلح منه شيء. بغير الله لا للملك ولا لملك مقرب ولا لنبي مرسل فضلا عن غيرهما والا اولئك المشركون يشهدون ان الله هو الخالق وحده لا شريك له وانه لا رازق الا هو وانه لا يحيي الا هو ولا يميت ولا يميت الا هو ولا يدبر الامر الا هو وان جميع السماوات ومن فيهن والاراضين السبع ومن في وما فيها كلهم عبيده وتحت تصرفه وقصره. بسم الله الرحمن الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا ودعاء مسموعا اللهم لا تكلنا لانفسنا طرفة واغفر لنا حوبنا وخطايانا. انت رب الطيبين لا اله الا انت سبحانك. انا كنا ظالمين. اللهم وفقنا الى ما وفقت اليه عبادك الصالحين اما بعد فهذه صلة لما تقدم من الكلام. على اول وكانوا ايضا يغتسلون من الجنابة وكانت المرأة تتطهر من الحيض وكانوا يصلون بعض الصلوات على طريقة ما وكانوا يدعون الله جل وعلا في الضراء واحيانا في السراء وكان انواع من العبادات. فلم يكونوا غير متعبدين اصلا. بل كان لهم عبادة وتقرب الى الله جل وعلا. ولكنهم اشركوا بالله جل وعلا وعبدوا مع الله جل وعلا غيره. اتخذوا الهة من دون الله جل وعلا او معه فتوجهوا اليهم ببعض انواع العبادة فاتخذوا اللات وهو رجل صالح كان يلت السويق فمات ويوزعه على الحاج فرأوا من صلاحه فمات فعكفوا على او انها صخرة كان يتعبد عندها ذلك الرجل رأوا ان ذلك المكان مبارك فعبدوا فتعبدوا عندها وعظموها وتبركوا بها. وكذلك العزى ومنات وكذلك الاصنام الاخر والاوثان والدم وسواك ويغوص ويعوق ونثر الى اخر ما يتصل عبادات المشركين وتوجهاتهم الى الالهة مختلفة. قرر الشيخ رحمه الله فيما سبق ان التوحيد هو افراد الله بالعباد وان اول نوح وان اول الرسل هو نوح عليه الصلاة والسلام وان اخر الرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم وهؤلاء مع بقية الرسل جاءوا بالتوحيد يأمرون الناس بعبادة الله وحده ويبطلون التعلق في العبادة بغير الله جل وعلا بعدما ذكر ذلك ذكر حقيقة شرك المشركين. فقال ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله. يقولون نريد منهم التقرب الى الله ونريد شفاعتهم عنده. وهذا سبق بيان صفاته وان شرك المشركين كان على نوعين اما شرك ارواح الرواتب على حد زعمهم واما شرك الاصنام التي تحل فيها ارواح الصالحين بحسب زعمهم او الاوثان كالقبور ونحوها حسب زعمهم انها تتصل ارواحهم بارواح الميت بارواح الموتى فينفعون او يضرون مثل للمعبودين بقوله مثل الملائكة وعيسى ومريم. اما الملائكة فان طائفة من العرب وغير العرب كانت تعتقد في الملائكة انها بنات الله جل جلاله سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا. ويقولون ان ارواح الملائكة منتشرة فاذا طلب من الملائكة اجابت الملائكة عندهم لم يكن لها اوثان او اصناف كما جعلوا للكواكب او كما جعلوا اثنين الموت او للصالحين. وانما ارواح الملائكة عندهم منتشرة الاتصال بهذه الارواح يكون بندائها وبعادتها اذا احتاج. ستجيبهم الجن اذا نادوا الملائكة الجن فيما اقدرهم الله عليه فظنوا ان ذلك من جهة الملائكة. قال جل جلاله ويوم نحشرهم جميعا ثم قولوا للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون. فكانت حقيقة عبادة الملائكة هي عبادة الجن. لانهم ظنوا ذلك ظنوا قال جل وعلا وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا. ولقد علمت الجنة انه لمحمرون وفي قوله هنا وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا وجهان من التأويل. اما ان يكون الجن هنا هم الملائكة والنسب كون الملائكة بنات. الله جل جلاله وسميت الملائكة جنة لما في صفتهم من الاجتنان وهو الاستثمار. والوجه الثاني ان يكون الجن هم الجن كما قال من الجنة والناس يعني الجن والجن يقال لهم جن لانهم مستترون فيكون حقيقة قول المشركين انهم جعلوا بين الله جل جلاله وبين الجن نسبا لانهم جعلوا بين الله وبين الملائكة نسبا وفي الحقيقة انما اوقعهم في ذلك الجن كما قال جل وعلا بل اكثرهم يعبدون الجن بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون. فدل ذلك على ان عبادة الملائكة موجودة وان اعتقادهم في الملائكة لاجل ان الملائكة ارواح طاهرة. فاستغاثوا بها وطلبوا منها فاغادتهم الجن فعظم تعلقهم بالملائكة وعظم تصحيح اعتقادهم في الملائكة انها بنات الله جل المقصود من ذلك ان تعلم ان سبب الشرك شرك المشركين بالملائكة هو التعلق بالارواح الطاهرة. الملائكة ارواح طاهرة بالاتفاق ذلك عند الامم جميعا. فجعلوا تلك الارواح الطاهرة وسيلتهم الى الله جل جلاله. والله جل وعلا بين ان حقيقة عبادة الملائكة انما هي عبادة للجن. لانهم لما تعلقوا بالملائكة واستغاثوا بها ليست للملائكة في الحقيقة وانما هي للجن. لان الجن هي التي اضلتهم بذلك. كما ذكر في سورة سبأ في الاية التي ذكرتها لكم قوله جل وعلا ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا ويعبدون قالوا سبحانك يعني ننزهك عن جميع ما لا يليق بجلالك وعظمتك ننزهك عن ان نعبد معك ويعظمك جل وعلا بما انت اهله. انت ولينا من دونهم. تبرأوا من اولئك ثم قالت الملائكة بل كانوا يعبدون الجن بل كانوا يعبدون الجن. هذه هي الحقيقة. واذا نظرت في حال الذين تعلقوا بالصالحين او تعلموا بالموتى فانهم لهم شبه من جنس شبه المشركين في عبادتهم للملائكة وعبادتهم او لود وسواه الى اخر اوثارهم. وذلك انهم يخاطبون ذلك الميت. فاذا خاطب ظهر لهم اما في صورة او سمعوا صوته الذي يعلمونه. فاذا سمعوا صوته ظنوا ان هذا هو روح ذلك الادمي او ظنوا ان المخاطب لهم الملائكة او المجيب لهم الملائكة فعظم تعلقهم بتلك الارواح وفي الحقيقة انما كان ذلك من جهة الجن. لان شياطين الجن تعهد ابوهم ابليس بان يضل ذرية ادم الا القليل قال جل وعلا مخبرا عن قول ابليس لاحتنكن ذريته الا قليلا قال جل وعلا الا عبادك منهم المخلصين. فاستثنى اهل الاخلاص الذين الذين خلصوا من الشرك اخلصوا عملهم لله جل وعلا. فاذا حقيقة الشرك متماثلة. ليس ثم فرض بين الشرك بالملائكة والشرك بالاموات والشرك بروحانية الكواكب. الحقيقة واحدة وهي انه تعلق من بني ادم بارواح غائبة وهذه الارواح الغائبة عظمت الشبهة بها لما كلمتهم. والشياطين الجن لهم القدرة على على التكليف وعلى ان يتشبه بسورة ابن ادم كما جاء ابليس المشركين في صورة رجل نجدي يسمع العادة من صوتا يظنه صوت ادمي وهو صوت جني يقلد في العالم ومعلوم ان مثل هذه الغائبات اذا تعلق بها المرء وقع في اظلال نفسه لانه تعلق بشيء لا يدري ما حقيقته. والمعلوم المتقرر عند اهل الشرائع جميعا وعند اهل العقول الصالحة العقول السليمة ان الميت لا تخاطب روحه روح العادل حتى في هذا العصر فيما يسمونه تحضير الارواح في ارواح الموتى ونحو ذلك هذا انما هو من جهة شياطين الجن يخدمون ذلك الساحر المحظر للارواح اذا خدموه بعد خدمته لهم وتعبده لهم فانهم تشكلون له بالصورة التي يريد ويسمعونه الصوت الذي يريد. ومعلوم ان اعمار الجن اطول من اعمار الانس كثيرا بل خلق من نار وابن ادم خلق مما وصف لكم فالجني له مقدرة. فالتعلق بالملائكة تعلق بالصالحين. تعلق بالموتى. كان بعد اشياء تبعوها كان بعد اشياء اجيبت له فاستغاثوا بالميت فاغاثه. استغاثوا الملائكة فاغاثهم فيما لا يقدر عليه الا الله جل وعلا. وكان في الحقيقة ان الذي اعطاهم الجن وان الذي يسر لهم ذلك او اغاثهم انما هم الجن وذلك ليوقعوا الشرك والبلاء العظيم فيهم بعد اذن الله جل جلاله قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في اكثر من موضع من كتبه ان الشياطين شياطين الجن تتشكل بصورة الادم يقول حتى انها تتشكل بصور الاحياء والاموات. ومرة وقع بعض اصحابي في شدة طائفة من تلامذة ابن تيمية يقول وقعوا في شدة وكانوا بعيدين عني قال فظهرت فظهرت لهم فيما قالوا فاستغاثوا بي فلما واخبروني الخبر قالوا استغثنا بك فاغثتنا فقال اني لم ابرح مكاني ذاك شيطان في صورته وهذا يحصل ايضا عند كثيرين حيث يزعمون ان فلانا رؤي في دمشق او رؤيا في او رؤية في بغداد او رؤية في المدينة. وفي نفس الوقت وفي الوقت نفسه رؤيا حاجا في مكة او رؤيا معتمرة. ومن المعلوم القطري عند اهل العقول الصحيحة ان الجسم الواحد لا يكون في مكانين متباعدين في الزمن نفسه. و من قال انه رآهم هنا ورأهم هنا فهو صادق. رآهم في المدينة ورآهم في مكة. في نفس في الوقت نفسه رأيناه حاجا واهل البلد الفلاني يقولون يوم عرفة رأيناه عندنا. فيقول هؤلاء صادقون وهؤلاء صادقون ولكن جاء الاختباء من جهة تمثل الجن بالانس. فمن اخبر بالرؤية فهو صادق. ولكن لا يمكن ان يكون ابن ادم في مكانين متباعدين في وقت واحد ولكن الجني تمثل بصورته ليضل الناس. اذا فهذا الباب باب الشرك يدخل منه شياطين الجن الذين قال امامهم ومقدمهم لله جل وعلا لاحسن ان ذريته الا قليلا. فالجن اعني شياطين الجن مهمتهم ان يقع بهم الابتلاء في هذا الامر. وقد ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى اني خلقت عبادي حنفاء فاتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم قال بعدها وعيسى ومريم يعني مثل عيسى وبريم. عيسى عليه السلام. ومريم امه وقع بهما الشرك. واتخذا الى عينه. مع الله جل وعلا. قال سبحانه وتعالى كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب. ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيه. فلما توفيتني كنت انت الرقيب وانت على كل شيء شهيد. ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم. فانك انت العزيز الحكيم. وهذا تبرع من عيسى عليه السلام واثباتا من الله جل وعلا انه عبد واتخذ اله مع الله جل وعلا. طائفة من الانبياء والمرسلين ظل اتباعهم فاتخذوهم الهة من جهة الغلو والاقرار. قال عليه الصلاة والسلام لا تطروني كما اطرت صار ابن مريم وانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. قال عيسى عليه السلام لاتباعه يا بني اسرائيل انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. فالانبياء والرسل تحذر من هذا الشرك وتنهى عنه بل رسالاتهم في هذا الامر العظيم واخلاص القلب لله وتوجهه لله وحده هو زبدة الرسالات الالهية وهو مدار بعثة الانبياء والمرسلين. فعيسى ومريم اتخذ بلاعين من دون الله جل وعلا فكيف اتخذ عيسى الى ان الالوهية غير الربوبية اتخذ معبودا بان يستغاث به. بان يطلب منه. بان يسأل بان يدعى. والله جل وعلا كفر النصارى باتخاذهم عيسى اله. وجهلهم عيسى ابنا لله او تارك ثلاثة. فقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة. لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. وهذا كله لاجل انهم اتخذوا المسيح وامه الى اين؟ ما المسيح ابن مريم؟ الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كان يأكلان الطعام. فالايات في القرآن في هذا الامر كثيرا الذي حصل في هذه الامة انهم ما نظروا في كيف فكيف صار عيسى عند اتباعه المنحرفين عن سبيله كيف صار اله؟ فاتخاذ عيسى اله من جنس اتخاذ الاوثان الهة ومن جنس اتخاذ الصالحين في هذه الفة فالذين اتخذوا عبد القادر الجيلاني او الجيلاني الها او معبودا من جهة تلك الشبهة الذين اتخذوا العيدروس الها ومعبودا هو من جنس تلك العبادات الذين اتخذوا البدوي او الحسين او زينب او سكينة او غير هؤلاء من جنس شرك اولئك لانه تعلق بالارواح ان هؤلاء لهم مقامات عظيمة عند الله جل وعلا. وحصل لهم ما يريدون في بعض استغاثاتهم من جهة الجن. فصارت الشبهة في الشرك في هذه الامة من جنس الشبهة يعني من حصول الشرك من جنس الشبهة عند المشركين فضل بما ظل به الاولون. والقرآن من اوله الى اخره. في رد هذا وبيان ضلال المشركين وبعدهم عن ما يرضي الله جل جلاله وما يحبه سبحانه وتعالى. قال واناس من الصالحين عبد صالحون كثير وعبادة الصالحين من جهة ان ارواح الصالحين طاهرة. لها المقام العظيم عند الله جل جلاله وان الله جل وعلا لا يرد لهم طلبا. يظنون ان مقام الصالح عند الله من جنس مقام المقرب عند الملوك والملوك ملوك العرب اذا صار عندهم من هو مقرب ويحترمونه ولهم فيه مصلحة يكون اجابة لطلبه اذا توسط وطلب اجابوا طلبه لانهم يرغبونه لانهم يريدون ان على صلته بهم ولان لهم فيه مصلحة. فاعتقاد المشركين في الصالحين من جنس هذا الاعتقاد ظنوا ان العباد مع الله جل وعلا من جنس الوزراء عند الملوك او المقربين عند الملوك فجعلوا هذا هو هذا والله جل وعلا في سورة سبأ ابطل ذلك بقوله قل ادعوا الذين زعمتم من دونه قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. وقال جل وعلا في سورة الاسراء قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويل اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجوا رحمته ويخافون عذابه. فالصالحون عند الله جل وعلا يرجون الرحمة ويخافون العذاب. والله جل وعلا هو ما فاذا الشبهة التي من اجلها اشرك من اشرك بالصالحين من جهة التعلق بالارواح والظن بانها هذه الارواح مقربة فاذا كانت مقربة عند الله فانها اذا سئلت ستسأل الله جل وعلا فيجيب الله طلبها ولا ترد طلبها ولهذا من الادعية البدعية ان يقول القائل اسألك بحرمة نبيك او بحرمة الولي الفلاني او بجاه فالله جل وعلا رد دعاء ابراهيم قد دعاء لابراهيم ورد دعاء لنوح ان ابني من اهل ورد ايضا دعاء للنبي عليه الصلاة والسلام سألت ربي ثلاثا اعطاني اثنتين و اعطاني واحدة ومنع الاثنتين ونحو ذلك. فدعواتهم في الحياة على رجاء الاجابة. وهم اعظم من تجاب لهم لكن ليس لاحد المقام عند الله جل وعلا بحيث انه اذا طلب فانه لا يرد سؤاله اثنى عليك كل بالقبور والصالحين الارواح المختلفة قال دين ابيهم ابراهيم. وهذا فيه ان مشرك العرب كانوا على اثر من الرسالة وانهم لم يكونوا بلا رسول قبل محمد صلى الله عليه وسلم. بل كانت رسالة ابراهيم عليه السلام فيهم. لهذا كان فيهم بقايا عن دين ابراهيم كما ذكرنا من امور الفطرة من الغسل من الجنابة وغسل المرأة من الحيض والصدقات وبعض الادعية والصلوات ونحو ذلك فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دين ابيهم ابراهيم. قول الشيخ رحمه الله يجدد لهم دين ابيهم اخذه من قوله جل وعلا مما ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يكن ولم يك من المشركين شاكرا لانعمه اجتباه وهداه الى صراط مستقيم عيناه في الدنيا حسنة وانه في الاخرة لمن الصالحين. ثم اوحينا اليك هل اتبع ملة ابراهيم حنيفا ما كان من المشركين. فالنبي عليه الصلاة والسلام يجدد للعرب دين ابيهم ابراهيم. والله جل وعلا قال تنذر قوما ما انذر ادائهم فهم غافلون. وقوله جل وعلا لتنذر قوما ما انذر ابائهم عابرون ما انذر فيها وجهان من التفسير. في هذه الاية اما ان تكون موصولة يعني لتنذر قوما الذي انذر اباؤهم فهم غافلون عما انذر اباؤهم. والثانية ما نافية تنذر قوما ما انذر اباؤهم يعني لتنذر قوما لم ينذر اباؤهم. والمقصود يكون هنا بابائهم الاباء القريبون المقصود الاباء القريبون لان اولئك غفلوا عن دين ابراهيم وملة ابراهيم الا بقايا من العرب افراد كانوا المولى الحنفاء تبع ملة ابراهيم في كثيرا منها فاذا لفظ التجديد هنا لاجل ما ذكرت وهذا يدل على ان مشرك العرب كانت لهم رسالة قبل محمد صلى الله عليه وسلم. وذلك ظاهر بين عليهم قائمة به ووجود الكعبة عندهم وباقرارهم بانهم من نهر ابراهيم عليه السلام اسماعيل ورسالة ابراهيم عليهما السلام فيهم والنبي عليه الصلاة والسلام جدد لهم دينهم قال فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دين ابيهم ابراهيم. دين ابراهيم هو التوحيد والقنوط لله جل جلاله. قال سبحانه وتعالى في سورة الزخرف واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما اتعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين. وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون. العاقبة من نسل اسحاق وعاقبة ايظا من نسل اسماعيل وهم العرب. لعله هم يخدعون يعني الى هذه الكلمة. فدين ابراهيم عليه السلام هو التوحيد والبراءة من الشرك واخلاص العمل والدين لله جل جلاله. وهو الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم كما قال ثم اوحينا اليك من اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين. وكما قال جل وعلا اولئك الذين هداهم الله فبهداهم اولئك الذين هدى الله فبهداهم واقتدى في سورة المقصود من ذلك ان قامت عليهم الحجة وبين لهم الامر في بعثة ابراهيم عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم بعث مجددا لهم دين ابيهم ابراهيم. ولكن الشريعة مختلفة. فابراهيم عليه السلام جاء بدين الاسلام الهام ومحمد صلى الله عليه وسلم جاء بدين الاسلام الخاص. قال ويخبرهم ان هذا التقرب والاعتقاد محظوظ حق الله لا يصلح منه شيء لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل فظلا عن غيرهما محمد صلى الله عليه وسلم ان هذا التقرب وهو التقرب الى الى الارواح التقرب الى الصالحين التقرب الى الانبياء التقرب الى الملائكة. سؤال اولئك في السماء هذا التقرب والاعتقاد فيها. قال والاعتقاد يعني الاعتقاد في تلك الارواح انها تنفع او انها تضر او انها تملك شيئا من الامر. قال ذلك محض حق الله ما هو حق الله يرجع الى المسألتين الاولى التقرب والثانية الاعتقاد. لان هناك من يعتقد ولا يتقرب. وهناك من يتقرب ويعتقد فكل المسألتين محو حق الله جل جلاله. فنفهم من هذا ان من اعتقد الشرك ولم يفعله فانه محرك كالذي فعله. محض حق الله جل جلاله. فنفهم من هذا ان من اعتقد الشرك اولم يفعله فانه مشرك كالذي فعله. لان الاعتقاد لا بد ان يكون الاعتقاد. بان هذه الروح تنفع او تضر او ان احدا يغيث فيما لا يقدر عليه الا الله جل وعلا هذا يجب ان يكون في الله جل وعلا. لا يعتقد في احد انه يملك من الامر شيئا. ولا انه يملك الشفاعة كما قال جل وعلا قل لله الشفاعة جميعا فالذي يشفع الشفاعة ملك لله جل وعلا هو الذي يتكرم بها وهو الذي ينيلها من يرضى عنه جل وعلا لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل فضلا عن غيرهما هذه رسالة محمد عليه الصلاة والسلام ان العبادة لله وحده وان التقرب انما هو لله وحده لاستغاثة فيما لا يقدر عليه الا الله الا بالله لاستغاثة بالاموال لاستغاثة بالارواح لا استغاثة كذلك لا ذبح لا عبادة لاي نوع من انواع العبادة الا لله جل جلاله. فتتعلق القلوب بالله وحده ويبطل امر الجاهلية في التعلق بغير الله جل جلاله. قال والا فهؤلاء المشركون يشهدون ان الله هو الخالق وحده لا شريك له وانه لا يرزق الا هو ولا يحيي الا هو ولا يميت الا هو ولا يدبر الامر الا هو وان جميع السماوات ومن فيهن والاراضين ومن ومن فيها كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره ما ذكرنا مرارا وانتم تعلمون ان المشركين يقرون بالله جل وعلا بالربوبية يعني اكثر افراد الربوبية يثبتها المشركون لله جل جلاله. فاذا سألت المشرك من العرب من اهل الجاهلية او من غيرهم من الذي يحيي حتى يقول الله من الذي يميت؟ فسيقول الله من الذي يدبر الامر؟ فسيقول الله من الذي يرسل فسيقول الله من الذي يجير ولا يجار عليه؟ فسيقول الله من الذي يعافي من المرض فسيقول الله فاذا هذه الافعال على جهة الحقيقة انما هي لله جل وعلا المشركون يعتقدون ذلك ومع هذا باعتقاد وكونهم يتصدقون ويدعون ويتقربون الى الله بانواع من القربات ويغتسلون من الجنابة تغتسل المرأة من الحيض ويصلون الارحام ويتفاخرون بذلك مع ذلك لم يكونوا مؤمنين ولا مسلمين لان هذا لم يبتلوا به انما ابتلوا بان يكون الله جل جلاله هو المعبود وحده وهم عبدوا مع الله غيره. فمن عبد مع الله غيره لن تنفعه صلاته. ولم ينفعه صيامه وان كان زاهدا متعبدا. ولم ينفعه فراغه لله بالربوبية وقد قال جل وعلا عن اكرم الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت يا محمد لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. الله جل وعلا ليس بينه وبين عباده نسب. وليس بينه وبين عباده مجاملة وليس بينه هو بين عباده رعاية وانما هو جل وعلا القهار. الجبار سبحانه الذي يستحق العبادة وحده. فلو ادرك اكرم الخلق عليه لحفظ عمله ولكان من الخاسرين. فكيف بمن هو دونه؟ كيف بمن هو دون محمد صلى الله عليه وسلم؟ لا شك انهم لو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ولبطل ما كانوا يعملون. قال جل وعلا عن المشركين في سورة وعملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. لهم اعمال ولهم صلاح ولهم طاعة ولهم انواع خير ولكن لما لم يوحدوا الله جل وعلا لم يعبدوا الله وحده دون ما سواه لما توجهوا الى تلك الارواح لما لم يجعلوا الامر كله لله جل جلاله فانهم صاروا مشركين لم ينفعهم ذلك ولم يعصم دماءهم ولا اموالهم وانما كانوا مشركين مكذبين للرسل جميعا. وهذه في الحقيقة مسألة عظيمة. وهذا الامر والله المستعان بالناس الى ان كثيرين اذا سمعوا من يقول لا حول ولا قوة الا بالله او سمعوا من يقول ما شاء الله او من يقول الحمد لله سموه مؤمنا. ولو كان على غير عمل اصله. بل لو لو معه مجاهدا في سبيل الله كما يقولون رأوه يقارع المشركين في الميدان رأوه يقال عن الكفار رأوه له من الاعمال والصالحات امرا عظيما. ونظروا في امره بهذا الاعتبار عظموه تعظيما وجعلوه من الائمة ومن المقتدى بهم. وقد يكون في حقيقة الامر مشركا بالله جل وعلا اما من جهة الاعتقاد يعتقد ولا يأتي اولئك الصالحين او لا يكفر بالطاغوت او انه يشرك في الحقيقة يتوجه الى الموتى بانواعه القربات فالمسألة هذه فيها غربة في هذا الزمن وفي كل زمن واصبحت مسألة التوحيد فاصبح هذا الامر في هذا الزمن محل نظر عند الاكثرين وصار الشرك انما هو نفي وجود الخالق جل جلاله من هو الكافر عند طائفة هو الملحد الذي لا يؤمن بوجود الله وجعلت طائفة النصارى واليهود من المؤمنين والصابئين من المؤمنين لانهم يعبدون الله على طريقته. واخرون قالوا بتوحد الاديان السماوية واخرون يردون على من قال بتوحيد الاديان السماوية ولكنهم اذا نظروا الى شرك المشرك وتعلقه بالصالحين وما يحصل عند المشاهد والقبور من انواع عبادة غير الله او ما يفعله الضالون من تحكيم القوانين واعتقاد انها جائز ان يحكم بها لم يجعلوا ذلك من المخرج عن دين الاسلام. وهذا من الغربة المتحققة في هذا الزمن. والله المستعان. ولهذا يجب على طلاب العلم ان يكونوا متبصرين بهذا الامر اعظم تبصر. وتبصرك فيه لا يعني الحكم على الافراد الحكم على المعينين فالحكم ذات بحث فقهي يرجع فيه الى اهله يحتاج الى فتوى. لكن اعتقادك بالتوحيد واعتقادك ان الشرك مردود مهما كان من جاء به وابطال منزلة المشرك مهما كان فعلى الله جل وعلا فهذا نبينا صلى الله عليه يقول الله جل وعلا عنه لان اشركت ليحبطن عملك واليوم تجد من يقول في حال بعض ما يضر شركهم او لا تتكلم في هذه الامور هؤلاء عندهم من المقامات العظيمة كذا وكذا وكذا والله جل وعلا يقول عن نبيه لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. وهؤلاء يقولون ان اولئك الذين لهم اعمال صالحة لما اشركوا لكن لا يضرهم ذلك الشرك ولا عبادة غير الله جل جلاله ولا ما يعتقدون في غير الله جل جلاله وهذا لا شك يحتاج منك الى الاهتمام بهذا الامر اهتماما عظيما. بعد ذلك ذكر الشيخ رحمه الله ادلة على ذلك يعني على ان الله جل جلاله متوحد في الربوبية عند المشركين يعني اعتقادهم اعني اعتقادهم في توحيد الربوبية قال فاذا اردت الدليل على ان هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون لها تقرأ قوله جل وعلا قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يملك السمع والابصار؟ ومن يخرج الحي من الميت اخرجوا الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون. وقوله قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون منى سيقولون لله قل افلا تذكرون. قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون. قل من بيده ملكوت قوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل فانا تسحرون وغير ذلك من الحياة هذه من الادلة الظاهرة على ان الموحد لله في الربوبية لا ينفعه توحيده الا اذا وحد الله في الالهية توحيد الله بافعاله لا ينفع الا لمن وحد الله جل وعلا بافعال العبد. اذا وحدت الله بافعالك نفعك توحيدك لله جل وعلا بافعال يعني الموحد لله في الالوهية ينفعه توحيد الربوبية ويعظم لان توحيد الربوبية له اثار عظيمة وواجب من الواجبات لانه احد انواع التوحيد. لكن من وحد لله من وحد الله في الربوبية ولم يوحده في العبادة فلا ينفعه ذلك ان كان يتكلم في ذلك بعلوم عجيبة وتفاصيل غريبة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وحتى يعتقد ان عبادك ما سواه باطلة وحتى يؤمن بالله ويكفر بالجد والطاغوت بانواع ذلك نقف عند هذا هذه مقدمة لما سيأتي ان شاء الله تعالى عبادة الهوى من الشرك بالله فكيف نجمع بين هذه العبارة؟ وقولك ان الشرك بالله راجع الى ارواح الصالحين وارواح الكواكب فقط في الحقيقة بعض الاسئلة ما يكون لها يعني ما تكون دقيقة عبادة الهواء من التأليف انت عليه يعني تعلى لكن ليس كل طاعة للهوى شرك اكبر او شرك قد تكون طاعة الهوى معصية فقط فاذا صارت طاعة فاذا صارت طاعة الهوى في عبادة غير الله مع ظهور الحجة حجة التوحيد صار ولا شركا اكبر وذلك برجوعها الى عبادة غير الله جل جلاله ارأيت من اتخذ الهه هواه؟ افانت تكون عليه وكيلا فعليه الهوى انواع المعصية من طاعة الهوى. ولكن لا تسمى شركا متى سيكون ايقاف الدرس؟ لانه فوق قرب وقت الاختبارات. ويقترح ان يكون هذا الدرس اخر درس. لا الدرس القادم يعني الاختبارات ايضا تبدأ يوم خمسطعش من البدايات ها الاسبوع القادم خله عندنا ان شاء الله دروس ما هو الاسلام العام الذي ذكرت بان ابراهيم اتى به وما الاسلام الخاص؟ الذي اتى به محمد صلى الله عليه وسلم. الدين عند الله جل جلاله الاسلام كما قال سبحانه ان الدين عند الله الاسلام. والله جل وعلا لا يرضى الا الاسلام. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين. فادم عليه السلام كان مسلما وجميع الرسل كانوا مسلمين وجاؤوا بالاسلام العام والاسلام العام معناه التوحيد والاستسلام لله جل وعلا بالطاعة والبراءة من الشرك واهله و فهذا هو الذي تشترك فيه جميع الرسل. والاسلام الخاص المقصود به ما شمل الاستسلام ذات ما شمل الاسلام الذي هو التوحيد والعقيدة والشريعة ايضا التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا الكلام الاسلام العام والخاص تجده في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في مواضع كثيرة وفي اوائل الفتاوى تجد ذلك ماثلا. يعني الاسلام الخاص هو العقيدة والشريعة التي جاء بها محمد عليه الصلاة والسلام. والاسلام العام هو الذي لا يرضى الله جل وعلا من اي احد من الخلق حتى قبل محمد صلى الله عليه وسلم الا ان يكون مسلما ذلك الاسلام العام وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها من تقرب لغير الله بدون اعتقاد بدون اعتقاد فما حكمه في الاسلام يكون مجنون كيف يتقرب بدون ما يعتقد يعني يتحرك حركات وهو لا يعتقدها ما الذي حركه؟ ما يمكن حركة تصدر من عاقل الا بارادة قلب. ارادة القلب هي المحركة محبة القلب للشيء وارادته هي المحركة. معلوم انه لا يحصل اي عمل من الاعمال الا بشيئين قادة متميزة خاصة بهذا العمل وقدرة تامة. اذا صار عندك لاي عمل تريده ارادة واضحة متميزة. وعندك قدرة حصل العمل واما اذا تخلفت الارادة وذم قدرة لم يحصل العمل حصل عندك قدرة وليس ثم ارادة ما حصل العمل اصلا. فاذا حصل عمل ما من المكلف علم انه اراده وكان قادرا عليه فاحدثه. اذا عمل عملا وصار غير معاقب به اما ان يكون من جهة ان ارادته لم تكن متمحضة يعني اما ان يكون مجنون او صافي او غافل او نايم الى اخره من عوارض الاهلية التي تكون يعني لا يرفع معها الحكم التكليفي واما ان يكون من جهة عدم ارادته للفعل واما القدرة فكانت لمن جهة الاكراه. والمكره ايضا مرفوع عنه الحكم التكليفي في اكثر المساء الذين يحضرون الارواح هل هم كفار؟ وماذا يختلفون عن السحرة؟ تحظير الارواح هذا باب واسع يزعم انهم يحظرون الارواح في الشرق والغرب. وتحظر الارواح يأتي واحد مثلا الهذا ويقول له اريد ان ارى ابي واسمعه واسأله. فيحضر له روح ابيه فينظر تارة الى صورة ابيه شكل روح لا شكل جسم وتارة اليسمع صوت ابيه دون رؤية. يسمع صوت ابيه المحروم. وهذا يكون من جهة الشياطين هو تحضير للارواح لكن لارواح الشياطين التي تعلم ذلك من ابيه هل الذي يخاف من الجن ومن اذيتهم يعتبر مشركا؟ فهذا فيه تفصيل بالخوف الطبيعي لا حرج على المرء فيه لكن اذا خافهم خوف السر ان يصيبوه بشيء سرا بقدرتهم عليه وآآ بقدرتهم على ذلك ان يميتوه بدون اسباب بشيء سري كما يقدر عليه الله جل وعلا هذا هو الشرك. اما الخوف الطبيعي من ان يضروك فهذا ليس بشرك بخوف الطبيب. لكن الخوف الطبيعي يكون له اسبابه طاهرة. لكن هو يخاف هكذا من دون شيء. انما او من ارواح البنت بدون اسباب ظاهرة تدل على ذلك هذا لا شك انه قد يكون شركا اصغر وقد يكون شركا اكبر بحسب الحال والشرك الاكبر في الخلق هو خوف السر. يعني ان يخاف ان يصيبه ذات سرا بما لا يقدر عليه الا الله جل وعلا هل قصة صنمي ونايلة وكاتبها؟ ونائلة صحيحة ام لا؟ مذكورة في السير في كتب الصيام معروفة بهذا مقولة لشيخ الاسلام ابن تيمية يريد توجيهها لابد يأتي بالفتن. الذي قرأ في هذه المقولة هناك من الصالحين من يكون في دياره في يوم عرفة. ويرى في عرفة في نفس الوقت واذا سئل عن ذلك فيقول نعم ذهبت الى مكة. فكيف يكون احدهم جنى علما بانه احدهم جني علما بانه يثبت الذهاب الى مكة واذا اثبت هل يصدق يحكى ان ثلاثة من اجناس هؤلاء اللي يزعمون انهم يذهبون في وقت قصير مع خادم لهم غلام فاحضر لهم طعاما اكلوه كله ولم يبقوا له شيئا. وبقيت الفاكهة فقالوا بعد ما سمعوا نترك الفاكهة الى الصباح وهذا الغلام ما دعوه ليأكل ولا هل قوله شيئا فلما كان بالليل جاء ذاك لتناول الفاكهة كلها. انه جاء. فلما اتى الصباح اتى الغلام هؤلاء المشايخ من جنس هذا الذي يقول انا ذهبت الى مكة وهو في دياره اجتمعوا وصار كل واحد يظهر فضيلته قال احدهم انا اليوم هم كانوا في الشام بحسب القصة موجودة في بعض الكتب قال احدهم اما انا فصليت الفجر اليوم فصليت الفجر الليلة في مكة في مقابلة الكعبة وقال اخر هل الثاني اما انا فصليت اليوم في مسجد رسول الله صلى الله عليه والاخر اراد ان يقبلهم فابعد قال اما انا فصليت الفجر اليوم في مسجد كذا في المغرب هذا الغلام ينظر اليهم وهم يريدون ان يقنعوه بذاك او بعضهم يقنع بعضا فلما انتهوا من هذا قالوا يا غلام هات الفاكهة فقال الفاكهة سرقت البارحة فقالوا له لم لم؟ تطلبنه فقال احدكم في مكة والثاني في المدينة والثالث ناديت ناديت فما استجابت فما جاءني احد وسكتوا المقصود ان هؤلاء يختبرون فاذا اختبروا بعد الصدق اختبارهم بالدنيا اختبرهم بالدنيا اما وجود جسم في مكانين في وقت واحد فهذا محال لماذا كانت عقوبة قوم نوح بسبب فعل الفاحشة؟ لا قوم نوح عوقبوا بسبب الشرك بالله اظنه يقصد قوم لوط لكن المكتوب قوم نوح هل اذا طلب انسان الدعاء من انسان اخر من انسان اخر وذلك بنية ان الذي طلب منه الدعاء دعوته مجابة في الخلاف الاول؟ هل ذلك فمن الشرك طلب الدعاء من المخلوق جاء في اصله اذا كان ذلك المخلوق حيا يقدر على الدعاء جاء في السنن في حديث يحتج به اهل العلم وان كان في اسناده ضعيف ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لعمر لا تنسنا يا اخي من دعائك وثبت ايضا في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام قال عن اويس القرني من استطاع منكم ان يدعو له فليفعل وهذا يدل على ان جنس الطلب طلب الدعاء من الحي جائز. والنبي عليه الصلاة والسلام طلب منه الصحابة في الدعاء فدعا لهم لكن هناك قول لشيخ الاسلام ابن تيمية وهو ان طلب الدعاء طلب الحي في الدعاء من الحي تركه هوله الا في حال ان يكون من طلب الدعاء من الاخر يأمل نفعه ونفع الداعي معه فيقول اذا كان الطالب يأمل نفع الداعي ونفع المدعو له جميعا جاد. لكن اذا كان يطلب نفعه وحده اهو باعتقاد في ذاك المسؤول فان هذا تركه اولى وقول السائل هنا من هو من دعوته مجابة هذه الكلمة في الدعوة فلان مجابة او فلان من مجاب الدعوة المقصود الغالب ليس المقصود منها انه لا يدعو بدعوة الا يجاب. المقصود منها اكثر اموره. يعني اذا دعا اجيب في اكثر ما يدعو به والا كما ذكرت لك فان الانبياء هم من مجاب الدعوة بل هم افظل من مجاب الدعوة من اخوانهم ردت بعض دعواتهم كما ذكرت. فاجابة الدعاء منوط باسباب شرعية وقدرية. ولله جل وعلا الحكمة البالغة قد روى ابن جرير رحمه الله في تهليب الاثار وفي غيره ايضا ان حذيفة فلما سئل من قبل بعضهم هل يدعو ان يدعو حذيفة لذلك فدعا له. ثم سئل مرة اخرى فنفض يديه. وقال انبياء نحن ان تعرف بتكرر طلب السؤال من من هو دون الانبياء طلب الدعاء ممن هو دون الانبياء. هذا ظاهر. فالاعتقاد في فلان انه مجاب الدعوة. ليسأل ادع لنا يا فلان ادع لنا هذا قد يكون من اسباب الاعتقاد فيه بعد مماته. فاذا سئل مرة مرتين ونحو ذلك اما ان يجعل فلان يقال له دائما ادعوا لنا يا فلان هذا وغيرك طريق السلف اليس الاقرار بتوحيد الربوبية يستلزم الاقرار بالالوهية؟ فلماذا لم يؤمن المشركون بتوحيد الالوهية؟ نعم. توحيد الربوبية يلزم منه ان يوحد المرء في الالهية هذا لازم قطعي لكن اولئك ما التزموا ولذلك في القرآن جعل جل وعلا من البراهين الدالة على توحيد الالوهية اقرار المشركين بتوحيد الربوبية كما جاء في الاية اية يونس التي ذكرنا قال جل وعلا قل من يرزقكم من السماء والارض الى قوله فسيقولون الله اقول يعني مرتبا على قولهم على ذلك على تلك الاجابة فقل افلا تتقون يعني الشرك وقال جل وعلا في سورة الزمر ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل افرأيتم ما تدعون من دون لا وفي سورة النمل قال جل وعلا االه مع الله بل اكثرهم بل هم قوم يعدلون االه مع الله بل اكثرهم لا يعلمون الى ان قال االه مع الله؟ قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين فدليل توحيد الوجوب توحيد الله جل وعلا في العبادة انه جل وعلا هو الواحد في الربوبية. وانه لا رب معه ولا رب سواه سبحانه وتعالى. فمن ايقن بذلك على الحقيقة فان انه يقوده الى توحيد العباد. لكن ما قاد اكثر العرب وانما قاد ذاك من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم والاكثرون اعرضوا عن تلك الحجة التوحيد الالهية متظمن لتوحيد الربوبية. وتوحيد الربوبية لمن نظر فيه وعقل. مستلزم لتوحيد الالهي. تمر للسماوات من خلقها؟ فانظر الى الارض من خلقها الى نفسك. من خلق من خلقك الى من حولك فليس ثم جواب الا ان الخالق هو الله جل وعلا دليل حتمي ضروري لا يستطيع عاقل ان يخرج منه وهو متجرد من الهوى لا يستطيع ان يخرج منه. دليل حتمي على ان الله جل وعلا هو الرب سبحانه وتعالى. اذا كان كذلك وان الخلق لم يخلق شيئا وانما هو جل وعلا الخالق وحده وهو الذي يملك الامر وحده فيجب ان تتعلق القلوب به جل وعلا وحده دون ما سواه وان يكون الحكم اليه جل وعلا وحده دون ما سواه في العقيدة وفي الشريعة. نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد