انما هو اعتقاد في الملك بانه لاجل صلاحه وقربه يملك ان يشفع عند الله ولاجل قربه وجاهه لا يرد الله جل لا يرد الله جل وعلا طلبه. اذا تقرر ذلك شعرت الافعال قسمين القسم الاول افعال الرب جل وعلا. والقسم الثاني افعال العباد. افعال الرب توحيده بها لا يكفي لان المشركين كانوا موحدين لله جل وعلا بافعاله يعني كل فعل لله يعلمون انه ليس له شريك فيه على الكمال والحقيقة المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح كشف الشبهات ادت الرابع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. قال الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الله تعالى فاذا اردت الدليل على ان هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فاقرأ قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض من يملك السمع والابصار. ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون وقوله قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون. فيقولون لله قل افلا تذهب قل افلا تذكرون. قل من رب السماوات يستدعي ورب العرش العظيم فيقولون لله قل افلا تتقون قل من بيده ملكوت السماوات وكل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجيب ولا داروا عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل افلا قل فانى تسحرون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الحمد واوفاه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والقلب الخاشع وان فيما يحب ويرضى وان يقينا فتنة الدنيا وفتنة الممات اللهم فثبتنا على دينك حتى نلقاك هذا الكلام صلة لما سبق وقول الامام رحمه الله تعالى في اوائل هذه الرسالة العظيمة كشف الشبهات قوله فاذا تحققت انهم مقرون بهذا بشارة الى اقرارهم بما جاء في الايات السابقة وهو الاقرار بتوحيد الربوبية وقد ذكرت لك ان اقرار المشركين بالربوبية يختلفون فيه. فمنهم من يقر منه كثيرة. ومنهم من يقر باكثره. ومنهم من يقر بانواع ربوبية الله جل وعلا وانه واحد في ذلك. فاقرار المشركين بتوحيد الربوبية مختلف. ليسوا جميعا فيه على مرتبة واحدة لكن يجمعهم ان جميع من ارسل الله جل وعلا اليهم الرسل لم يكونوا منكرين لوجود الصانع بل يكونوا منكرين لوجود الرب الخالق الرزاق الذي يدبر هذا الملكوت. ويجري العكس ويجري ما به صلاح العباد. لم يكن احد ينكر هذا الا طائفة. كما قال الشهر في بعض كتبه قال الا طائفة لا يصح ان تنسب اليهم مقالة. لانهم كانوا افرادا متفرقين. كل من بعثت اليهم الرسل كانوا يقرون بان الله جل وعلا هو الذي خلق هذا الخلق. وهو الذي خلق الافلام والسماء وهو الذي خلق الارض وهو الذي اجرى المياه وهو الذي اخلق الانسان والحيوان وهو الذي قسم الارزاق وهو والذي من توكل عليه لم يخب. وهو الذي يجير ولا يجار عليه. وهو الذي اذا فتح رحمة فلا ممسك لها وهو الذي جل وعلا بيده ملكوت كل شيء يدبر الامر يحيي ويميت ويمرض ويصيب ويفطر ويغني كما شاء جل وعلا. هذا الاقرار لا يدخل المرء في دين الله. لا يدخل المرء في التوحيد ولهذا عظمت الشبهة بهذه المسألة في كل زمان وتحقيق هذه الشبهة التي اراد الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله اراد كشفها هي شبهة من يقول كيف يحكم بالشرك على من يقر بوجود الله وانه هو الذي يتصرف في الملكوت ويقول ما شاء الله ويقول لا حول ولا قوة الا بالله. وربما دعا وصلى وتصدق الى غير ذلك مما ذكرنا سابقا من انواع العبادات فما الذي جعل اولئك كفارا. ما الذي جعلهم مشركين؟ ما الذي جعلهم يشركون؟ ما الذي جعلهم ليسوا باتباع لمحمد صلى الله عليه وسلم لابد من تحقيق ذلك. اذا تحققت انهم مقرون بافراد الربوبية وعلهم يعظمون الله جل وعلا ببعض ما يستحق سبحانه وتعالى تقرر ذلك في قلبه وقته معرفة يقين فلا بد ان تعلم ان ذلك الاقرار لم يدخلهم في توحيد الله جل وعلا. لهذا قال هنا فاذا تحققت انهم مقرون بهذا يعني بما سبق ايضاحه وانه يعني ذلك الاقرار لم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بد ان تبحث وان تعلم ما الذي ما الذي به صاروا مشركين واذا تأملت حالهم وجدت انهم صاروا مشركين عبادة غير الله جل وعلا. فاذا طاهرة لها عند الله جل وعلا المقام الاعظم. فاذا كان كذلك فمن اشرك بالله جل وعلا باي نوع من انواع الشرك الاكبر فانه حابط عمله. ولو كان مصليا صائما لانه كما قال جل وعلا ولقد والقسم الثاني من الافعال افعال العباد. افعال العباد هو الذي هي التي من جهتها صاروا مشركين فالواجب في التوحيد الذي دعت اليه الرسل ان يوحد الله جل جلاله بالنوعين من الافعال افعاله سبحانه وافعال العباد ايضا. وانما صار ابتلاء الناس بالرسل من جهة العباد ربهم جل وعلا بافعاله بافعالهم وليس بافعاله سبحانه وتعالى لابد ان نعلم ما التوحيد الذي جحدوه؟ علمنا التوحيد الذي اقروا به وهو توحيد الربوبية لكن اما التوحيد الذي جحدوه قال الامام رحمه الله هنا وعرفت ان التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة توحيد العبادة هو الذي جحده المشركون لما؟ لانه قال لهم عليه الصلاة والسلام قولوا لا اله الا الله. فقالوا اجعل الالهة الها واحدا ومن المتقرر المعروف ان معنى الاله في لغة العرب المعبود. لان كلمة اله مشتقة من يأله الهة والوهة. وهذا بمعنى العبادة فالاله هو المعبود. وقول لا اله الا الله يعني لا معبود حق الا الله. ويدل على تفسير العبادة بذلك قول الله جل وعلا كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير الا تعبدوا الا الله هذه وصية الله جل وعلا للجميع لجميع المرسلين ولجميع الناس. لا تعبدوا الا الله مساوية لا اله الا الله فصار بالمطابقة معنى الاله هو المعبود والالهة هي العبادة. لا اله الا الله يعني لا معبود الا الله لا تعبدوا الا الله. المشركون يفهمون اللغة ويفهمون معاني الكلام في زمن النبوة. فلما قال لهم قولوا ولا اله الا الله دعاهم الى لا اله الا الله علموا ان المعنى ان يذروا جميع الالهة والا يتوجهوا بنوع من افعال الى شيء من تلك الالهة. فقال الله جل وعلا عنهم في سورة الصافات انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتارك الهتنا لشاعر مجنون يعني النبي صلى الله عليه وسلم وقال جل وعلا ايظا عنهم في سورة صاد فجعل الالهة الها واحدا؟ اما الارباب بمعنى الربوبية الخلق والرزق والاحياء والاماتة فهم لم يجعلوا لهم اربابا مختلفين. لكن الرب بمعنى المعبود بالتلازم هذا يكون بالمعنى الاول يعني يأتي الرب بمعنى المعبود كما ذكرنا في قوله قاع باب متفرقون خير وفي نحو قوله اتخذوا احبارهم ورهبانهم ارباب. اذا المشركون صاروا مشركين بعبادتهم غير الله جل وعلا. وذكرنا لك فيما مضى ان تلك العبادة لغير الله كانت من جهة الاعتقاد في الارواح الطيبة الارواح الخيرة اعتقدوا في الملائكة لان الملائكة ارواح الخير اعتقدوا في الانبياء لان الانبياء ارواحهم طاهرة. اعتقدوا في الصالحين لان الصالحين لهم ارواح طيبة. فمن جهة خيرية الارواح والذكاء الارواح وطهرتها وقربها من الله جل وعلا اعتقدوا في تلك الالهة فصار سبب شرك المشركين صار سبب شرك المشركين الاعتقاد في الارواح. خلوكم معي صار الشرك المشركين الاعتقاد في الارواح. هذه الحقيقة هي حقيقة الشرك بالله جل وعلا في جميع رسالات الرسل جاءت لدحض هذه هذه المسألة. وهي بيان ان من جعل للارواح تأثيرا من جعل ان للارواح خواص ليست بشرية وانما خواص من جهة خواص الالهة فهذا هو الشرك بعينه فنوح عليه السلام جاء الى قوم يعتقدون في ارواح الصالحين. وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواء ولا يغوث ويعوق ولا يسرع. قال ابن عباس اسماء رجال صالحين الملائكة اعتقدوا فيها طهرة ارواحها. اعتقد المشركون في الصالحين وفي بعض الرسل والانبياء لاجل طهرة ارواحها. اذا تقرر هذا وصار عندك حقيقة واضحة لانها اعظم مسألة ان تعلم لما صار المشركون مشركين في دعوة كل نبي وكل رسول علمت حقيقة الشرك ما هو فاذا علمت حقيقة الشرك فاي شيء سمي به ذلك الشرك فلا يغير الحقيقة. لان الاشياء تعرف بحقائق وبمعانيها لا بالفاظها. المشركون في الزمن المتأخر في القرون الماضية غيروا الاسماء. فسموا سموا الشرك في العبادة الاعتقاد كما ذكر الشيخ هنا قال وهو الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد يعني توحيد العبادة يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد يعتقد في الولي هذه كلمة تسمعها الى الان في كثير من الامصار يقول هذا له روح فيها سر والروح يسمونها السر ايضا. فيعدلون مثلا عن قدس الله روحه الى قدس الله سره ما الفرق بين الروح والسر؟ السر عندهم هي السر عندهم هو الروح التي يعتقد فيها فتغيب فصار لها سر من الاسرار تسمية الشرك بالاعتقاد تسمية الشرك بالتوسل تسمية الاستغاثة بالتوسل وتغيير حقائق الاسماء وحقائق الالفاظ هذا لا يعني تغير حقائق الاشياء وحقائق المعاني. لان العبرة بالمعاني لا بالالفاظ الخمر لو سميت بغير اسمها لو سميت شرابا روحيا بقيت خمرا محرما ولو سميت احسن الاسماء وباقرب الاسماء للنفوس. لو سمي الربا بتسمية جاهزة يعني بتسمية لاحقة سمية او سمي مكسبا او سمي مضاربة وحقيقته هي حقيقة الربا يبقى الربا. فالعبرة في الشرع بالمعنى وليست العبرة قد جاء في الحديث ان قوما يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها. فالالفاظ لا تغير الحقائق. فلما كان المشركون في زمن الامام المصلح الشيخ محمد رحمه الله غيروا الاسماء. التبس هذا على كثير من اهل العلم كيف يكون هذا هو الذي به صار اهل الجاهلية مشركين لاجل تغير الاسماء. اذا قلت انهم يستغيثون بغير الله قالوا هذا توسل والتوسل بالصالحين جائز كما هو مذكور في كتب الفقه ذاك التوسل شيء وهذه الاستغاثة التي اسميتموها توسل اعتداء هذي حقيقتها شيء اخر اذا قلتها ان الذبح لغير الله شرك اكبر هو من جنس تقرب المشركين لاولئك بالقرابين لتلك الاصنام هو الاوثان بالقرابيل قالوا ليس هذا ذبحا للميت وانما هو تقرب لله لكن الميت حتى يشفع الميت عند الله والا فان المقصود هو الله جل جلاله. فغيروا الاسماء وبقيت حقيقة الاعتقاد ولهذا الشيخ سماه هنا الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد والاعتقاد هو تعلق القلب بمن تقرب اليه ذلك المتقرب. فاذا تعلق قلب المسلم بالميت صار تعلق به من جهة كشف ضره او من جهة جلب نفعه او بالتوجه اليه باي نوع من انواع العبادة صار ذلك شركا منه مخرجا له من الملة ولو كان مصليا صائما. فاذا حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك لابد ان تتضح كمقدمة كشف الشبهات. فبما صار المشركون مشركين؟ من جهة الاعتقاد الارواح بما صار الموحدون واتباع الانبياء عليهم الصلاة والسلام صاروا موحدين ومسلمين من جهة تعلقهم واعتقادهم في الله وحده دون ما سواه. ونبذ التعلق بالمخلوقين وبالاموات والاوثان والاصنام. الذي حقيقة التعلق بالارواح ذكرت لك ان المشرك ليس عادم العقل. بحيث انه يتعلق بحجر لا معنى له او يتعلق بشجر لا معنى له او يتعلق خشب لا معنى له وانما يتعلق بهذه الاشياء لما لها من من جهة حلول الارواح فيها. اما ارواح الصالحين او ارواح الكواكب او ارواح الملائكة باعتقادات مختلفة. صاروا الحكم بالشرك واضح؟ وهو صرف العبادة او صرف شيء من العبادة لغير الله جل جلاله فمن اتى به فهو حابط العمل مشرك. ولو كان ارفع الخلق. ولهذا قال جل وعلا ولقد اوحي لاجل اعتقادهم سواء اكان ذلك الاعتقاد في نفسه موافقا لحقيقة الامر ام لم يكن موافقا ذلك ما يحصل الان عند قبر الحسين في مصر من المعلوم عند المؤرخين ان رأس الحسين لم يحمل الى مصر وانما حمل رأسه الى الشام والنصر لم يصلها رأس الحسين فجعل هناك قبر ومدفا فمن تعلق بذلك القبر تعلق بالحسين وان كان المدخول ليس بالحسين اصلا فصار مشركا ولو لم يوافق اعتقاده الحقيقة لانه تعلق قلبه بغير الله جل وعلا في هذه البقعة فاذا مدار الشرك هو الاعتقاد في المخلوق بان له بعظ خصائص الاله. له ان يشفع عند الله جل وعلا بدون اذنه ورضاه. يجعلون له خاصية ان الله جل وعلا لا يرد له طلبا. يجعلون له الخاصية يسمع ما يتكلم به وانه يغيث من استغاث به وان اكثر الناس تقربا اليه او يكون اقربا اليه من غيره فيشفع له يعطيه طالبته وحاجته اذا من المهمات في هذا الباب قبل الدخول في الكتاب ما قدم به الشيخ هذه الرسالة بهذه المقدمات المهمة ان تعلم اولا حقيقة شرك المشركين تعلم حقيقة عبادة اولئك وانهم كانوا يتعبدون لم يكونوا خاليين من التعبد كما ذكر في الكتاب انهم كانوا يصلون ويتصدقون ويحجون ويتطهرون بالمعروف لكن صاروا لم يكونوا موحدين وصاروا مشركين الى من جهة انهم اعتقدوا في غير الله جل جلاله. وانهم تقربوا الى تلك الالهة بانواع خرابين والعبادات واعتقادهم في الالهة كان من جهة الاعتقاد في الارواح. الاعتقاد في اسماء تلك الالهة وتمثيل تلك الاسماء بارواحهم اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك وهو النبي عليه الصلاة والسلام فكيف بمن قال الشيخ رحمه الله بعد ذلك عرفت ان التوحيد الذي جحدوه يعني جحده المشركون هو توحيد العبادة يعني الا يعبد الا الله والا يتوجه الا الى الله الا يدعى الا الله والا يستغاث والا يستغاث الا بالله جل وعلا فيما لا يقدر عليه الا الله وسائر انواع العبادة قال هو الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه ليلا ونهارا. فهل المشركون لم يكونوا يدعون الله؟ كانوا يدعون الله وكانوا يتقربون لله ومع ذلك هم مشركون لم؟ لانهم اشركوا دعوا الله ودعوا معه غيره ذبحوا وذبحوا مع ذلك لغيره. نذروا لله ونذروا مع ذلك لغيره استغاثوا بالله. ومع ذلك استغاثوا بالارواح بالملائكة بالجن بالصالحين بالانبياء الى غير ذلك فصارت هناك شركة جعلوا لله عبادات وجعلوا ايضا لتلك شيئا من انواع العبادة. قال رحمه الله بعد ذلك ثم منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له. من المشركين من يدعو الملائكة كما قال جل وعلا في سورة سبأ ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون لانهم عبدوهم فهل كانوا يعبدون الملائكة في الحقيقة؟ اجابت الملائكة بما اخبر الله جل وعلا به في قوله قالوا بل الملائكة قالوا سبحانك يعني تنزيها لك عن ان يكون معك معبود بها تنزيها لك يستحق العبادة تنزيها لك عن ذلك الظلم الذي وقع من الناس في اشراكهم الملائكة مع الله في الدعاء والعباد. قالوا سبحانه انت ولينا من دونهم. بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون. فحقيقة اولئك انهم في اعتقادهم انهم سألوا الملائكة. في اعتقادهم انهم قلوب الملائكة في اعتقادهم انهم استغاثوا بالملائكة. لكن حقيقة الامر انهم استغاثوا بالجن. انهم عبدوا الجن لان الجن تأتي وتتكلم عند ذلك الوتد تتكلم عند القبر تتكلم عند الصنم فيظنون ان الذي كلمهم الملك يظنون ان الذي خاطبه وخاطبوه واجابهم وسألوه انما هم الملائكة. وبالحقيقة انما هم شياطين الجن لان الجن مهمتهم ان يؤوا الانس لان ابليس قال لربنا جل وعلا لان اخرتني الى يوم القيامة لاحتنكن نيته الا قليلا. وقال جل وعلا عنه في اية اخرى الا عبادك منهم المخلصين. فدل على ان الذين استثنى الله جل وعلا من ان يقعوا في حبائل ابليس انما هم عباد الله المخلصون. وهم الذين اخلصوا لله جل لو على دينهم فخلصوا لله سبحانه وتعالى. واخلصهم الله جل وعلا من الشركة في العبادة والتوتر. قال منهم من يدعو الملائكة لاجل صلاحهم وقربهم من الله هذه المقدمات مهمة يعني لما عبدوا الملائكة هل رأى الناس الملائكة ما رأوا الملائكة هل اعتقدوا في الملائكة اعتقادا وهم لا يعرفون حقيقة الملائكة؟ لا وانما اعتقدوا في الملائكة لانهم يعلمون ان الملائكة اولا ارواح طاهرة صالحة لا يعصون الله ما امرهم وانهم لم يعصوا الله جل وعلا ولم يرتكبوا خطيئة. والثاني انهم مقربون عند الله جل وعلا. فاذا شرك المشركين بالملائكة كان من جهة من جهة شبهتين. الشبهة الاولى انهم ارواح طاهرة صالحة لم تعصي وبذلك كانت ارفع من البشر ارفع من المخطئين من العصاة. فاذا اراد العاصي ان يتقرب الى الله ضعفت نفسه فذهب يتقرب بارواح طاهرة الى الله. لظنه انه لاجل معصيته لا يستطيع ان الى الله جل جلاله. هذا واحد. الثاني لاجل قرب الملائكة من الله جل وعلا. فتحلق المشركون بالملائكة لاجل هاتين العلتين صلاح الملائكة وطهرة ارواحهم ثم لاجل قربهم من الله جل وعلا. اذا وجدت ان هذه الحقيقة هي الموجودة في المشركين في كل زمان ومع تغير الاحوال وتغير المتعلق قال اذا سألت النصارى لم دعوا؟ مريم لما يستغيثون بمريم على عليها السلام لما يستغيثون بالرسل؟ رسل المسيح؟ لما يستغيثون ببطارقتهم؟ الاموات الاحياء لما يصورون التصاوير ويجعلونها في كنائسهم تصاوير الرجال الصالحين او مريم وعيسى لما يعبد اليهود بعض البشر ويتعلقون بارواحهم لما عبد قوم نوح تلك الارواح لما عبد قوم ابراهيم تلك الاصنام وهكذا الى زمن المشركين في الجاهلية جاهلية العرب الى زمننا هذا وجدت ان الشبهة هي الشبهة الشبهة هي الشبهة في الملائكة. اولا ارواح طاهرة. ثانيا قربها من الله جل وعلا. فمن اراد ان يجعل لله جل وعلا شريكا في العبادة يتوجه اليه في اي نوع من انواع العبادة فنقول له الملائكة احق الملائكة احق بان تكون الهة لان الملائكة ارواح ظاهرة بالاتفاق وهي مقربة عند الله جل وعلا الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم. الله جل وعلا يخبرنا عن الملائكة بانهم صالحون ايعصون الله ما امرهم وانهم مقربون عنده وانهم يستغفرون للذين امنوا. فسؤال الملائكة اولى من سؤال غيرهم لان او ارواحهم لان طهرة ارواحهم متفق عليها ولان صلاحهم متفق عليه ولان قربهم من الله جل وعلا له متفق عليه ولانهم يستغفرون عند الله للذين امنوا باتباع. وهذا معناه اذا كان ذلك اذا كان ذلك الشيئان صحيحين فمعنى ذلك ان الشرك بالملائكة جائز اذا كان التعلق بارواح الصالحين واعتقاد انه لقربهم من الله يكون لهم بعظ العبادة كذلك ان سؤال الملائكة والشرك بالملائكة جائز والله جل وعلا اخبرنا في القرآن بانه يقول للملائكة يوم القيامة هؤلاء اياكم كانوا يعبدون فتقول الملائكة قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون. فمن اجاز الاستغاثة بالاولياء او بالصالحين فقل له الملائكة اليسوا اليست الملائكة ارواح طاهرة صالحة؟ اليست الملائكة مقربة عند الله جل وعلا؟ فاذا قال بلى هي فكذلك فقل فلما لا تقول بجواز الاستغاثة بالملائكة؟ لما لا تقول بان لها الاحقية في ان يطلب منها. لان السبب الذي من اجله توجه لي الموتى منه الصالحين والرسل والانبياء متحقق في الملائكة والعرب ومن قبلهم لاجل قوة اذهانهم في مسائل العبادة وحرصهم عليها جعلوا المسألة واحدة بدون تفريق. عبدوا الملائكة وعبدوا الصالحين وعبدوا الانبياء. لان القدر المشترك بين هؤلاء موجود وهو انهم صالحون وارواح طاهرة مقربون عند الله جل جلاله لكن المشركون من هذه الامة لم يعبدوا وانما عبدوا من زعموهم صالحين او من هم صالحون في نفس الامر. وبهذا نعلم ان حقيقة شرك المشركين في كل زمان انما هو راجع الى هاتين الشبهتين شبهة المشتراك به صلاح المعبود والشبهة الثانية قربه من الله جل جلاله. قال فهنا لاجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له. هذه الغاية ذاك سبب لمن اله الملائكة للسببين الذين ذكرنا ما الغاية من سؤال الملائكة؟ ما الغاية من عبادة الملائكة؟ غايتها ان يشفع الملك عند الله للسائل. نفهم من ذلك ان سؤال اولئك للملائكة لم يكن عن اعتقاد بان الملك يعطيه مباشرة. وانه يستقل بالاعطاء ويستقل بالامضاء فبه تعلم ان ليس من شرط الشرك ان يكون السائل لتلك الارواح وللاموات وللملائكة ان يعتقد انها تنفع استقلالا كما زعم اكثر مشركي هذا العصر انهم يعني عباد القبور وعباد الاوثان لا يسألون الموتى باعتقاد انهم ينفعون استقلاله. وانما يقولون نسألهم لما لهم من المقام عند الله حتى يشفعوا لنا اذا كان هذا الامر واقعا من اهل العصر ومن عصر الشيخ من قرون فالملائكة اشركت العرب بها واشرك المشركون بالملائكة لاجل الشفاعة فقط ومع ذلك قال الله جل وعلا اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون. فالغاية وان كانت ربما تكون يعذر بها المرء. لكن الوسيلة كانت بالشرك. فالطمع في رضا الله جل وعلا. هذه غاية طيبة وكل العباد يطمعون في رضا الله جل وعلا. لكن لا بد ان يكون طلب رضا الله جل وعلا بوسيلة مشروعة ولعبادة الملائكة وعبادة الصالحين لا يحصل بها رضا الله جل وعلا. ولو كان الذي عبد قال ما عبدتهم الا لاجل ان يعفو الله عني والا فالله جل وعلا هو الذي يعفو هؤلاء وثائق. يقول هذا هو الذي من اجله حكم على اهل الاشراك بالشرك كما قال جل وعلا والذين اتخذوا في اول سورة الزمر والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا الى الله زلفى. فاذا الغاية ان يقرب المسؤول السائل الى الله ظلما. ليست غاية المشرك في الزمن الاول ان يعبد المسؤول لقصد ان يعبده. هذا غير موجود يعبد الصنم لغاية ان يعبد الصنم في في ذاته او يعبد الملك في غاية ان يعبد الملك في ذاته لا وانما يتقرب بالقرابيط حتى يعطف عليه الملك ويرفع حاجته الى الله ليتقرب بالقناطير للميت حتى يعطف عليه الميت بروحه وكلما تقرب اكثر ازدلف منه وقرب منه في رفع حاجته الى الله جل وعلا فإذا غاية المشركين في عبادتهم غير الله جل وعلا ان يصلوا الى الله جل جلاله. وهذه هي الغاية الموجودة في اهل هذا الزمان. يقولون ما نعبد هذه؟ ما نتوجه هذه التوجهات؟ باننا نعتقد في هذه في هذه الاموات او في الارواح علها تملك الاشياء استقلالا. حاشا وكلا. وانما لاجل ان تتوسط عند الله جل وعلا فهي ارواح طاهرة فهم مقربون عند الله. نقول هذا هو عين الشرك الاولين. هو عين الاشراك الذي وقع في كل امة بعث اليها رسول ينهاهم عن الشرك ويأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له. مهم ان تفهم الحقائق لان الصور وتلبيس الامور وتسمية الاشياء بغير اسمها هذا لا يغير الحقائق في الشرع. وما جاء التلبيس الا من جهة ان تسمى الاشياء بغير بغير اسمها. قال بعد ذلك في سورة ثانية مثل اخر قال او يدعو رجلا صالحا مثل اللات قال جل وعلا افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى. وفي قراءة افرأيتم اللاجئ والعزة واللات رجل كما قال ابن عباس كان يلت السويق رجل صالح كان يلت السويق ويطعمه الحاج وكان ليجلسوا يفرقوا ذلك عند صخرة. فلما مات جعلوا قبره في ذلك المكان وصاروا يتناوبون عليه لصلاحه ويستغيثون به ويسألونه لاجل انه امضى حياته في صلاح وفي نفع للناس فاعتقدوا فيه فهذا اللات اشرك به العرب لاجل ان روحه طاهرة وان اعماله في الدنيا صالحة فقالوا هو اذا مقرب عند الله جل لو علا فاذا كان كذلك فلنتقرب اليه بالقرابين بالذبح والنذر فلنستغث به فلندعوه ليرفع الحاجات الى الله جل وعلا وهذا هو عين الشرك المشركين الالهة المختلفة بالموتى بالانبياء في الحسين وبي زينب البدوي بالعيدروس وبعبد القادر انواع الموتى من الانبياء والصالحين لاجل هذه الشبهة. الصلاح والقرب من الله جل وعلا قال عولبيا مثل عيسى مثل الشيخ رحمه الله بثلاث امثلة. الاول الملائكة الثاني رجل صالح الا الثالث الانبياء عيسى وعيسى اتخذ الها. يسأل ويطلب منه ويستغاث به. وتنزل الحاجات به. اما النصارى يختلفون في عيسى اما انه يرفع الحاجات الى الله جل وعلا ولا يرد الله جل وعلا طلبه كما هو اعتقاد طائفة من النصارى او لانه تشخص للاله او كما يقولون احد الاغاني الثلاثة يعني صفة وصورة من صور الاله في بعض احواله. حيث اتحدا كما يقولون اللاهوت في الناسوت في هذه الصورة. فصورة حلول الاله في البشر متمثلا في عيسى عند طائفة من النصارى. فالنصارى يستغيثون ويسألون عيسى اما على انه بعض الاله او على انه مقرب عند الله الواحد ويسأل لاجل قرب مقامه عند الله. فهذه ثلاثة امثلة استغاثة او تكاليف الملائكة بسؤالهم ودعائهم والاستغاثة بهم وانزال الحاجات بهم وتعلق والتعلق بهم هو رفع ما يريده العباد عن طريقهم يعني ان ان يكونوا وسطاء. الثاني بالصالحين بالرجال الصالحين مثل الله وبعيسى فهذه الامثلة الثلاثة اذا تأملتها وتدبرت وفهمت لما اشرك من توجه الى وبما وكيف اشرك من توجه الى الرجل الصالح الله وبما اشرك من توجه الى عيسى علمت حقيقة الشرك ولم يلبس عليك بعد ذلك ملبس او يقول قائل هذا الذي يمارس اليوم ليس بشرك وانما من سماه شركا انا اكبر مخرجا من الملة تشديد من المتشددين او من الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله دعوته و من اتبعه على ذلك لان حقائق الاشياء هي التي تفسح لك الامور قال رحمه الله بعد ذلك وعرفت طبعا قوله او نبيا مثل عيسى دليله قول الله جل وعلا في سورة المائدة في اخرها واذ قال الله هي عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الى غير من دون الله؟ قال سبحانك ما كان يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق كنت قلته فقد علمته مع قول عيسى عليه السلام يا بني اسرائيل انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه الله وما للظالمين من انصار. قال بعد ذلك وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك لما قاتل النبي عليه الصلاة والسلام؟ قريش والعرب لانهم كانوا مشركين بما كانوا مشركين بما ذكرنا سالفا. بعبادة غير الله. هل كانوا يعبدون غير الله لقصد ذلك الغير ام لاجل الوساطة؟ والتوسل لاجل الوساطة والتوسل بنص القرآن. ما نعبدهم الا الى الله زلفى. لم يكونوا يتوجهون لله وهو الرجل الصالح. او للانبياء لقصد ان يتوجهوا اليهم استقلال اعلم لا انما كان لاجل التقرب الى الله جل وعلا. فكل يريد التقرب الى الله وهذا التقرب كان عن طريق ضيق الواسطة ولاجل هذه الواسطة صاروا مشركين لما توجهوا الى الموتى والى الغافلين والى الملائكة بالوان العبادات قال وعرفت ان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك قاتلهم تحلى دماءهم واموالهم وجعل من يقاتل اولئك شهيدة ان مات في قتالهم وجعله موحدا واولئك جعلهم مشركين ومن قال قد قتل من اولئك شهد عليه بالنار ومن قتل من المسلمين شهد له بالجنة ان كانت ان كان قتاله لله وهكذا. لم قتلوا وبما استحلت اموالهم؟ ودماؤهم لاجل ان انهم مشركون ذلك الشرك ولهذا الشيخ الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال في رسالة له وعرفت ما عندي من التوحيد على علماء الانصار فوافقني طائفة والاكثرون وافقوني على التوحيد لكن عظم عليهم التكفير والقتال. وعتان المسألتان ترتيب الحتم لما قدمناه يعني اذا ثبت انهم مشركون فلابد ان تترتب احكام المشركين لابد ان يقاتلوا مع القدرة على ذلك لابد ان يقاتلوا واذا قوتلوا لابد ان يكون هناك تميز هؤلاء موحدون وهؤلاء مشركون ولابد ان يكون هناك نشر للتوحيد ودحر للشرك واقرار لما يحب الله جل وعلا ويرظى من الاخلاص وعبادته وحده لا شريك له في القتال. قال خالفوني في القتال والتكفير لان التخلص من تأثير الناس في حقائق الاشياء يحتاج الى علم راسخ والى تجرد من علائق الناس وشبهاتهم. والشيخ رحمه الله في هذه الرسالة يريد منها ان يكشف الشبهات ويبين ان التوحيد هو حق الله جل وعلا. وان ما يمارسه الناس في هذه الازمنة بما يسمونه يسمونه الاعتقاد والتعلق بالارواح ونحو ذلك. والاعتقاد بالميت. ويسمونه السيد هل هذا هو عين الشرك يترتب على ذلك الاحكام. بقية الاحكام. من التكفير اولا ثم قتالهم على انهم كفار ومشركون وشرح الله جل وعلا صدر الشيخ وصدر ائمة الدعوة في اول هذا الزمان حتى انتشرت دعوة التوحيد ولله الحمد هذه الدعوة المباركة تأييد من نصرها وايدها بالسيف والسلال وهو الامام الامام المجاهد محمد ابن سعود رحمه الله تعالى وكذلك ابناؤه من بعده وبقيت هذه الدعوة في الناس الى اليوم السنان مع القرآن في ذلك وهذا لا بد منه لان الدعوة لا يمكن ان تنتشر الا بقوة تحميها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله دعوته وعلمه كان واسعا. ونشر التوحيد ودعا الى ذلك وحنت المصنفات لكن لم يكن له سيف يحميه سجن ولم يتمكن من نشر التوحيد في الناس. لكن الامام المصلح محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ايده الله جل وعلا الائمة من بيت ال سعود المبارك ونشروا هذه الدعوة في الناس وبقيت الى هذا الزمان. الناس الذين اعترضوا على هذه الدعوة قالوا هذه الدعوة قاتلة الناس وتجد في كتب تواريخ نجد يقولون قاتل المسلمون المشركين. ويستعظم الناس كيف يسمى اتباع الدعوة مسلمين وكيف يسمى الاخرون مشركين يقول هذه حتمية لان توحيد الله ليس فيه مجاملة انما هو حق وباطل فماذا هذا الحق الا الضلال. فلابد من ترتب الاحكام ترتب احكام التوحيد والشرك في الارض. فاذا وجد الشرك لابد ان توجد الاحكام المناطة بذلك وهو ان يوصف اولئك بانهم مشركون. وانهم كفار ولابد من قتالهم مع القدرة لا يكون الدين كله لله جل وعلا. قال الشيخ رحمه الله هنا وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده. كما قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احد قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده يعني الى التوحيد الى ان لا يعبد الا الله ان لا وجهوا بشيء من انواع العبادة الا لله جل وعلا وحده. وهذه الرسالة موضوعة لبيان حقيقة التوحيد وكف ادلى بها خصوم الدعوة في مسائل التوحيد وبيان ان هذا الامر حق لا لبس فيه ومن درس التوحيد حق الدراسة انشرح صدره لهذا الامر اعظم انشراح وصار في قلبه من تعظيم تعظيم الله جل وعلا وتعظيم دعوة التوحيد ما به يستطيع ان يرد على اي مبطل في هذا الامر و لهذا يذكر ان احد الهامة من اتباع الدعوة قال له بعض المشككين انتم متعصبون للشيخ محمد بن عبد الوهاب تعصب لانه من نجد واعلم وكذا تتعصب له. فقال على الهامي ذلك المدلي بهذا الكلام. قال لو الشيخ محمد بن عبد الوهاب من قبره وقال ما دعوتكم اليه وما ذكرته لكم غير صحيح ما قبلنا كلامه استمروا على التوحيد. لانهم ما اخذوا به تقليدا. وانما اخذوا به عن حجة بينة واضحة فلو اتى ات وقال هذا غير صحيح مثل ضل ضال كان من الموحدين كان من اتباع السلف كان من السلفيين ثم بعد ذلك انقلب الى شيء اخر انقلب الى طائفة المشركين والمبتدعة فهل يشك الموحد فيما عنده من الحق؟ لا لم؟ لانه عرف الحق بدليل عرف الحق بالنص من الكتاب والسنة وفعل سلف الامة والعلماء في هذه الامة ليسوا فعلماء النصارى يقبل ما يقولون هكذا مطلقا. بل هم ادوات لفهم نصوص الكتاب والسنة ليسوا مستقلين ما يقال يطاع فيه دون نظر ان قال الشيء وقيل الحق قبلت منه الامة. والامة لا تقر احدا على ظلالة. فاذا ضل ضال بينت الامة ضلاله ولله الحمد لانه تزال طائفة من الامة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله. هذه المقدمات المهم ان تراجعها مرة تلو الاخرى لان بها بيان ما في هذه الرسالة اسأل الله جل وعلا لي ولكم الانتفاع بما والانتفاع بما هي في بيانه ان شاء الله تعالى. هذا درس بمناسبة الاختبارات يكون اخر درس ونعود ان شاء الله بعد رمضان يعني مع اول اسبوع من الدراسة حتى تمكن الاخوة الطلاب من حضور الدرس يأخذ ثلاثة اسئلة فقط ما رأيك في كتاب الاصنام للكلب الكلب والتعامل في حديثه لكن من جهة الاخبار والتاريخ والاشعار يقبل العلماء ما يذكره من ذلك لانه اخباري او اخباري نسابة معروف. من العلماء المعروفين في التاريخ في الاخبار وفي النسب. وماذا في كتاب الاصنام مما كان عند العرب اكثره صحيح يعني العلماء تتابعوا على النقل عنهم يقول اليس شرك اهل هذا العصر اعظم من شرك المشركين؟ الاولين لانهم يعتقدون فيها انه كلها تنفع وتضر بذاتها لا شك طائفة من اهل هذا زادوا على المشركين مشركي الجاهلية باشياء كما ذكر ذلك الشيخ محمد رحمه الله في بالقواعد الاربع في اخرها القاعدة الرابعة ان مشركي زماننا اعظم شركا من المشركين الاولين لان الاولين يشركون بالله جل وعلا بالرخاء اما في الضراء اذا اصابتهم الشدة توجهوا الى الله وحده. كما قال تعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذاهم يشركون. وقال جل وعلا فاذا ركبوا في الفلس دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر مقتصد. وقال جل وعلا حتى اذا رسموا في الفلك قال جل وعلا في سورة يونس وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاء تاريخ عاصف الى ان قال فلما الى ان قالت ودعوا الله مخلصين له الدين لانجيت لان انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين فلما ان جاؤوا اذاهم هنا في الارض بغير الحق. وشرك المشركين الاولين يشركون في الراء. اما في الضراء فالمتجه الى الله وحده. واما اهل هذا الزمان فانهم يشركون بغير الله في السراء والضراء ما حكم الصلاة في مكان فيه صورة او زلزال؟ اذا كانت الصورة او تمثال في غير جهة المصلي يعني في غير القبلة فصلاة صحيحة لكن بالجملة والصلاة في مكان فيه صورة لا تجوز. يراه التمثال يعني صورة معلقة او تمثال منصوب او نحو ذلك في نفس المكان لا تجوز لكن اذا لم يكن في جهة المصلي او في بقعته يعني في مكان سجوده وصلاته فان الصلاة صحيحة لان انهي ما توجه الى البقعة؟ قد علمت ان النهي يقتضي الفساد اذا كان راجعا الى شرط من شروط الصلاة هو البقعة من الشروط لكن المقصود البقعة التي يصلي فيها لا ما حولها والصحابة رضوان الله عليهم صلوا في الكنائس وفي لها صور لانهم توجهوا الى القبلة في مكان ليس فيه صورة يعني في قبلتهم لما صلوا. نكتفي بهذا القدر نعم اية سورة المائدة وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. بارك الله فيكم واستودعكم الله يوم الثلاثاء في هذه الدرس ان شاء الله يوم الخميس الصباح ان شاء الله. وفقكم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال مؤلف رحمه الله تعالى وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون ليكون الدعاء كله لله والذبح كله لله والنذر كله لله كلها بالله وجميع العبادات كلها لله. وجميع العبادات كلها لله وعرفت انهم وعرفت ان اقرارهم بتوحيد كيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل واموالهم عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون. نعم. اقرأ هالكتاب اقراه. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وتحققت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدعاء كله لله والنذر كله لله والذبح كله لله. والاستغاثة كلها كلها بالله. وجميع العبادات كلها لله. فعرفت ان اقرارهم توحيد الربوبية لم يدخلهم في الاسلام. وان قصدهم الملائكة والانبياء والاولياء يريدون شفاعتهم. والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دمائهم واموالهم عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل وابى عن الاقرار به المشركون. بسم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى شهيدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع. والعمل الصالح والخاتمة الحسنة هذا الكتاب وهو كتاب كشف الشبهات. لامام هذه الدعوة الامام المصلح المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب. رحمه الله تعالى واجل له المثوبة معقودا لبيان الشبهات التي احتج بها اعداء الدعوة على الامام فيما اوردوه. وقد بينت لكم فيما سلف ان تلك الاحتجاجات و ذلك العلم الذي عند المشركين احتجاجات باطلة وعلم غير نافع لان الله جل على بين ان مجادلة اولئك انما هي عليهم كما قال جل وعلا والذين يحاسون في الله من بعد ما استجيب لهم حجتهم داحضة عند ربهم. فلو حججا ولو سموا ما عندهم ادلة وبراهين فانها حجج لاحضة وادلة راجعة بالابطال على وبراهين لا تستقيم لهم الا ما عندهم من الفساد في التصور او الفساد في التعلق بغير الله جل وعلا. فلو سموها حججا ولو سموا ما عندهم ادلة وبراهين فانها حجج باحظة وادلة راجعة بالابطال على مقالهم وبراهين لا تستقيم لهم الا ما عندهم من الفساد في التصور او الفساد في التعلق بغير الله جل وعلا. كذلك ذكرنا ان من اعظم السبل التي يبين لك بها دين المرسلين عليهم صلوات الله وسلامه هل تعلم حال اهل الجاهلية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فان حال اهل الجاهلية معروف بين وطريق معرفته ما جاء في القرآن من وصف مقالهم ووصف فعالهم ووصف اعتقاداتهم ووصف احوالهم. فهذا فيه تقرير للحالة التي كان كانوا كانوا عليها. كذلك من سبل معرفة ما كانوا عليه من الاحوال والاعتقادات الباطلة معرفة اشعار العرب لان بها ما كانوا عليه ومن سبل ذلك معرفة قصص العرب والتاريخ الذي نقله المؤرخون عنهم. ومن الامر المقرر الواضح في الكتاب والسنة عن حال المشركين من اهل الجاهلية ومما بينه المؤرخون بما هو واضح ان اولئك الذين بعث اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يعبدون الله جل جلاله وكانوا يصلون وكانوا يتصدقون وكانوا يحتجون البيت ويعتمرون وكانوا يتنزهون من من بعض النجاسات وكانوا يغتسلون من الجنابة كما سبق ان ذكرت لكم ادلة هذه الجملة مفخلة في اول الشهر عند قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في اول الرسالة واخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين ارسله الله الى قوم يتعبدونه ويحجونه يصدقون ويذكرون الله كثيرا. ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله يقولون نريد منهم تقربا الى الله. اذا فمدار الصواب في العبادة ان لا يعبد الا الله الملك الحق. المبين. وان دعوة غيره باطلة. ذلك لان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل. وان الله هو العلي الكبير. واقرار المشركين بان لهم ربا خالقا رازقا ويقولون ما شاء الله ويقولون لا حول ولا قوة الا بالله. وما شكل ذلك الكلام ويدعونا ويتصدقون ويحجون ويعتمرون لم يجعلهم ذلك مسلمين. بل كانوا مشركين لانهم لم يوحدوا الله جل وعلا في العبادة وهو الذي نقول ان معناه لم يفرد الله جل وعلا بافعالهم التي يتقربون بها في رجوع الثواب ويخافون بها العقاب وانما توجهوا بها الى الهتهم المختلفة. ولما جاءهم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وبين لهم الدين وبين لهم توحيد الالهية لم ينكروا احقية الله جل وعلا في العبادة. ولكن انكروا ابطالا. استحقاق تلك الالهة بشيء من العبادة كما قال جل وعلا هل هم في سورة الصافات؟ انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتارك الهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدق المرسلين. وقال جل وعلا في سورة صاد اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. اذا هذه القاعدة هي اعظم ما به تكون المقدمة لرد اي شبهة يحتج بها المشركون فيحتج بها علماء المشركين في التعلق بغير لله جل وعلا باي نوع من التعلقات. فانه مستعظم ان يكون الذين يعبدون الموتى ويأمرون المشاهد بالذبح والذي من اموات وما اشبه ذلك يستبعدون بل يتعاظمون ان يكون اولئك مشركين. واذا قلت لهم لم؟ قالوا ولانهم يذكرون الله ويصلون وهم انما ارادوا بذلك الله جل وعلا. اتخذوا هؤلاء واسطة فقط ولم الاستقلالية والا فانهم يعلمون ان الرازق على الحقيقة هو الله. ولكن هؤلاء الاموات واسطة هذه المقدمة من كلام الشيخ رحمه الله وما ذكرت لك من بيانها تبين لك ان هذه الحجة من المشركين فهي الحجة التي سلفت. فهي احتجاج قوم نوح على نوح وهي احتجاج اقوام المرسلين على المرسلين وهي احتجاج قريش والعرب على محمد صلى الله عليه وسلم. كما قال سبحانه وتعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى اذا عرفت انهم انما ارادوا الواسطة عرفت انهم كانوا مقرين بتوحيد الربوبية مقرين بانه لا خالق الا الله ولا رازق الا الله ولا يحيي ولا ايميت الا الله جل جلاله؟ وانهم كانوا يذكرون الله ويتعبدون ويصلون الصلاة على حسبها ويحجون ويعظمون وربما كان من بعضهم اثبات واناثة لكن لما لم يكونوا مفردين الله جل وعلا العبادة قاتلهم محمد صلى الله عليه وسلم. اذا فالعبرة في تحقيق كلمة التوحيد. لا اله الا الله ومشرق العرب يعلمون معنى هذه الكلمة. ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لم لهم قولوا كلمة كلمة واحدة قولوا كلمة فقالوا نقول وربك عشر كلمات. قال قولوا لا اله الا الله فابوا. لان انهم يعلمون ان هذه الكلمة اذا قالوها وشهدوا بها ان فيها ابطال كل التعلقات بالاله لانه معنى لا اله الا الله لا معبود حق الا الله جل جلاله. ومعنى ذلك ان كل من ايه ده غير الله جل وعلا فانما عبد بغير الحق عبد بالبغي بالظلم العدوان من على حق الله جل جلاله. لهذا لما ذكر الشيخ هذه المقدمات قال في هذا المقطع الذي وقفنا عنده وتحقق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدعاء كله لله والنذر كله لله والذبح كله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع انواع العبادات كلها لله. هذا من جهة التنفيذ مثل بالنذر والذبح والاستغاثة لان الشرك بالله جل وعلا في هذه الاشياء كان اكثر شيوعا في زمن امام الدعوة رحمه الله تعالى. والا فان اصناف شرك المشركين وفرقهم العبادة لغير الله جل وعلا كثيرة. ويجمعها قوله في اخر الكلام وجميع انواع العبادات كلها لله. وعرفت ان اقرارهم بتوحيد الربوبية. لم يدخلهم في الاسلام هذه هذا احتجاجهم؟ اننا موحدون لله. لا نقول ان ثم رازق الا الله. وليس ثم محيي الا الله. نحن يؤمنون بالله بانه يرزق ويخلق ويعطي وانه يجيب دعوة المضطر وانه وانه لكنهم لم يبطلوا لم يبطلوا قصد غير الله جل وعلا في العبادة. ولهذا قال سبحانه وتعالى عنهم وما يؤمن اكثرهم لا الا وهم مشركون. قال السلف في تفسيرها في هذه الاية من اخر سورة يوسف معنى قوله وما يؤمن اكثرهم بالله يعني وما يؤمن اكثرهم بالله بانه هو المتفرد بالخلق والرزق والاحياء والاماتة الا وهم مشركون به في العبادة فقد جمعوا ايمانا وشركا فلا تتصور ان المشرك الذي يحكم عليه بانه مشرك انه حلو الوفاق وخلو القلب من الايمان بالله اصلا. هذا لا يتصور والا لكان المشرك انما هو الذي يجحد كل انواع الايمان يعني الذي يجحد الربوبية ويجحد وجود الله جل وعلا وهذا ليس هو الذي احتج القرآن على اصحابه. بل القرآن فيه اقامة الحجج على ان الله جل وعلا واحد وانه هو المستقيم حق للعبادة وحده دون ما سواه. قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. االله خير عما يشركون الى اخر الايات في سورة النمل وفي كل اية االه مع الله بل هم قوم يعدلون االه مع الله بل اكثرهم لا يعلمون الى اخر ذلك. فاذا نسأل ونقول بما صار اولئك مشركين. قال الشيخ رحمه الله هنا وان قصدهم الملائكة او الانبياء او الاولياء يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك هو الذي احل دماءهم واموالهم. يعني ان سبب كفر المشركين بسبب الحكم عليهم بانهم كفار مشركون حلت دماؤهم وحلت اموالهم هذه الاشياء. قصد خير الله جل لو على قصد الملائكة قصد الانبياء قصد الاولياء. اما قصد الملائكة فانهم كانوا يقصدون الملائكة بطلب الحاجات كما قال جل وعلا في اخر سورة سبأ عنهم ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة هؤلاء اياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم مؤمنون فكانت الملائكة تعبد لكن في الحقيقة الذي عبد هو الذي عبد هم الجن لانهم طلبوا من الملائكة والذي اجابهم لطلبهم الجن ليبقوا على الشرك. وكذلك الانبياء سئلت الانبياء في قبورها واستغيث بها وذبح لها ونذر ومن سأل ربما اجيب سؤاله واجابة سؤال من جهة من جهة الجن. فيكون الجن ربما احضر للناس شياطين الجن احضر لذلك السائل بعض الاشياء او عرفه ببعض الاشياء لتقع المصيبة. وهذا في اكثر الاحوال. والا فانه من المقرر ان اجابة الدعاء من فروع الربوبية وليس من فروع الالهية لان المشرك قد يدعو الله جل وعلا يستجيب الله جل وعلا لدعاءه. كما قال سبحانه وتعالى فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اجابة الدعاء من جنس اعطاء الرزق من جنس اعطاء اعطاء الرزق من جنس اعطاء المآكل والمشاكل والاولاد فانه قد يدعو الكافر ويستجاب له. لان اجابة الدعاء ليست خاصة باجابة المسلم بل هذا عدو الله ابليس سأل الله وقد ابى واستكبر وكان من الكافرين ان يؤخره الى يوم الدين فاجاب الله دعاءه وسؤاله فاخره. فاذا فهنا حينما يسأل نبي من الانبياء او يسأل ولي من الاولياء عند القبر. فيجاب السؤال او يحصل له ما طلب فسبب حصول ما طلب احد شيئين الاول ان يكون شياطين الجن احضرت لهما طلب او كانا شم سبب فازالته الجن يعني سبب من جهة الجن اما امرأة ما تحمل بسبب شياطين الجن او شيء مفقود كان بسبب شياطين الجن او نحو ذلك او اراد ان يكلم هذا الميت فكلمه شيطان وما اشبه ذلك يعني مما تقدر عليه الجن. هذا نوع والنوع الثاني ان يكون سأل متوسطا بصاحب القبر لكنه قام بقلبه حين السؤال اضطرار وحاجة ملحة فاجاب الله جل وعلا السؤال اجل الاضطراب. والله جل وعلا اطلق كتابة المضطر. فقال سبحانه امن يجيب المضطر اذا دعاه مشرك اذا كان مضطرا يجاب. ولو كان في سؤاله بعض الشرك لانه كونوا هنا غلب عليه جهة الاضطراب. ولهذا حقق العلماء ان اجابة سؤال المشرك عند القبر ليس السر فيه القبر كما يقوله المشركون. وانما يكون ثم شيء اخر اما جهة شياطين الجن واما امر اخر قام بالقلب منه مثلا الاضطراب وانزال الحاجة والانكسار بين يدي الله جل وعلا يظن الظان ان سبب اجابة الدعاء بركة القبر وانما هو من جهة ما قامت القلب من الاضطراب لان اجابة الدعاء من فروع الربوبية والربوبية ليست خاصة بمسلم دون كافر اعطاء الارزاق ليس خاصا بالموحدين. بل يعطي الله جل وعلا الجميع كما قال جل وعلا في جواب سؤال إبراهيم قال ومن كفر فامتعه قليلا. ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير قال وان قصدهم الملائكة او الانبياء. الانبياء قصدتها العرب وقصدها المشركون من اهل الملل. عبد موسى وعبد عزير وعبد المسيح من دون الله جل وعلا وقصد اولئك لاجل الوساطة لاجل التقرب الى الله جل وعلا بهم. فصار من قصدهم مشركا حلال الدم والمال لا لانه طلب منهم استقلالا ولكن لانه طلب منهم بالوساطة قال او الاولياء والاولياء اشرك بهم كما قال جل وعلا افرأيتم الناس والعزى ومناسك ثالثة اخرى قصدوا هؤلاء الملائكة والانبياء والاولياء يريدون ماذا؟ هل قصدوهم يعني العرب يريدون ان ان يجيب هؤلاء استقلالا ام قصدوا اولئك بالعبادة يريدون الوساطة يريدون الزلفى يريدون الشفاعة قال الشيخ رحمه الله هنا يريدون شفاعتهم والتقرب الى الله بذلك. اذا فشرك الاولين من جهة الوساطة. شرك قوم نوح من جهة التوسط بالصالحين. وشرك قوم ابراهيم من جهة التوسط ما زعموه روحانية للكوكب. وشرك العرب فيه هذا وفيه هذا وان كان الغالب عليه انه شرك بالصالحين قال هو الذي احل دماءهم واموالهم. اذا مع قولهم يقرون بالربوبية ومع كونهم يتعبدون ولهم اذكار ونحو ذلك. لكن لما قصدوا غير الله بالعبادة ولو كان على جهة التوسط فانا ذلك احل دماءهم واموالهم. لان عندنا مقدمة يقينية ونتيجة متيقنة المقدمة اليقينية الاولى انهم قصدوا الملائكة والانبياء والاولياء هل بيقين من القرآن ومن حال العرب. مقدمة الثانية انهم قصدوا الملائكة والانبياء والاولياء وغير هذه الاشياء يريدون التقرب الى الله ولا يريدون الاستقلال. لا يريدون الطلب على جهة الاستقلال. وانما ارادوا على جهة التوسط. فهل المقدمة الاولى يقينية؟ والثانية ايضا يقينية. لقول الله جل وعلا والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. قد ذكرت لكم ان قوله ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى هذا فقط العلة في عبادتهم لانتاج المعلول وهو التقرب الى الله زنا. يعني انهم ما توجهوا لهم لاجلهم بذاتهم ولكن لاجل ان يوصلوهم الى الله لو اعلم فهاتان المقدمتان يقينيتان. والنتيجة ايضا يقينية. وهو ان دماءهم حلت اموالهم حلت للنبي صلى الله عليه وسلم ولاصحابه باحلال الله جل وعلا ذلك العام وان السبب الحل سبب جعل هذه الاشياء حلالا هو شركهم بالله جل جلاله قال بعد ذلك عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت اليه الرسل. وهدى عن الاقرار به المشرك كويس وهذه النتيجة من دخلت الى قلبه بالبراهين السابقة فقد اوتي حظا عظيما لان الشبهة التي اذا تكسرت في البداية بعدها اهون ان يتحرر ما ذكرنا. وان يبطل استبعاد شرك المشرك لاجل انه يصلي او يزكي او يحج او يعتمر او انه يذكر الله او او الى اخره. اذا ما دار اليك النبي صلى الله عليه وسلم ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت وان عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحططنها لك ولو كان سيد الخلق. لان مقام الخالق جل وعلا مقام الرب العظيم. اعظم واعظم واعظم حقه اعظم من ان يحاب فيه لاجل انسان كائنا من كان قال ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد. يعني وحده دون ما سواه وكن من الشاكرين ونحو هذا في غير هذه الاية. فاذا اذا صرف احد العبادة او صرف شيئا من العبادة لغير الله فهو مشرك وعمله حافظ ولو كان اثر السجود في وجهه لانه اشرك وليس المدار هنا موازنة اشرك في شيء وتعبد في شيء ولو كانت الموازنة هنا قائمة بين السيئات والحسنات كما في حال الموحد. فانها يكون ثم موازنة في حال المشركين. الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل من مشرك صرفا ولا عدلا لم يقبل منه الا التوحيد الا ان يأتي الى لا اله الا الله التي يعلمون معناها اذا بهذه المقدمة الى هنا يسهل الدخول الى ما بعده في الكتاب. وان التوحيد هو اعظم المهمات. واعظم الواجبات واول واجه واخر واجب وان من صرف شيئا من العبادة لغير الله فانه حابط العمل ولو كان ما كان في عمل هذه اذا دخلت في القلب ولم يكن في القلب تردد لاجلها صار ابطال اي شبهة. احتج بها المشركون راجعا الى هذا المحكم ولهذا يقرر الشيخ بعد ذلك ان ما ذكرنا من وصف حال المشركين والمقدمة هذه والنتيجة اليقينية مقدمات اليابانية والنتيجة اليقينية ان هذا محكم اذا احتج احد من المشركين بحديث او باية وعولها على غير تأويلها فلك ان ترجع الى هذا المحكم وان تترك ما اشتبه عليك علمه. لان هذا يقين. كما سيأتي في موضعه ان شاء الله تعالى فهذه المقدمة مهمة للغاية وهي اساس محكم يمكن ان تحتج به في اي مقام على من عاند ونشرته لله جل وعلا او حسن الشرك او لم يكفر بالطاغوت. نعم