الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ودعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد تأخر الوقت الاسئلة ان شاء الله وقت وقت في لقاء قادم ان شاء الله ال عمران فاذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. وهذا احالة الى تحذير عام من كل صاحب شبهة. وهذه يحتاجها كل مسلم. كل موحد. لان درجات العرب بقول الله جل وعلا وانه لذكر لك ولقومك. وايضا في قول الله جل وعلا عشيرتك الاقربين. فاحتدوا بايات على خصوص بعثة محمد صلى الله عليه وسلم للعرب. وهذا احتجاج بالمتشابه المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح كشف الشبهات الدرس الثامن بسم الله الرحمن الرحيم. قال الامام شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وجواب اهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل اما المجمل فهو الامر العظيم. والفائدة الكبيرة لمن عقلها وذلك قوله تعالى. لمن عقل من لمن عقلها وذلك قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم وهم فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. مثال ذلك اذا قال بعض المشركين الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وان الشفاعة حق وان الانبياء لهم جاه عند الله او دفع كلاما عن النبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطله وانت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره فجاءوا قوله ان الله ذكر في كتابه فجاوزه بقولك ان الله ذكر في كتابه ان الذين في قلوبهم يتركون المحكم ويتبعون المتشابه وما ذكرت لك من ان الله ذكر ان المشركين يقرون بالربوبية وان كفرهم بتعلقهم على الملأ بتعلقهم على الملائكة والانبياء والاولياء مع قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله هذا امر محكم بين لا يقدره احد ان يغير معناه لا يقدر احد ان يغير معناه وما ذكرت لي ايها المشرك من القرآن او كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا اعرف معناه ولكن اقطع ان كلام الله تناقض وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله وهذا جواب وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يقدر لا يخالف كلام الله وهذا جواب جيد شديد. ولكن لا يفهمه الا من وقفه الله فانه كما قال تعالى فيها فلا تستعن فلا تستهن به فانه كما قال تعالى وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ الا ذو حظ عظيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام رحمه الله تعالى وانا اذكر لك اشياء مما ذكر الله في كتابه جوابا لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا فنقول جواب اهل الباطل من طريقين ومفصل مجمل مجمل ومفصل اما المجمل فهو الامر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها وذلك قوله تعالى هو الذي انزل هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء وابتغاء تأويله. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله سمى الله فاحذروهم. مثال ذلك اذا قال لك فبعض المشركين الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وان الشفاعة حق وان الانبياء لهم جاه عند الله. او ذكر كلاما للنبي الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطله وانت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره. فجاوبه بقولك فجاوبه بقولك ان الله ذكر في كتابه ان الذين في قلوبهم شيء يتركون المحكم ويتبعون المتشابه وما ذكرت وما ذكرته لك من ان الله تعالى ذكر ان المشركين يقرون الربوبية وان كفرهم بتعلقهم على الملائكة والانبياء والاولياء مع قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله هذا امر محكم بين لا يقدر احد ان يغير معناه وما ذكرت لي ايها المشرك من القرآن او كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا اعرف معناه. ولكن اقطع ان كلام الله يتناقض وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل وهذا جواب جيد سديد ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى فلا تستهن به فانه كما قال تعالى وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. بسم الله الرحمن اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا وتقا وخشية يا ارحم الراحمين اما بعد فمن هذه الجملة من هذه الرسالة العظيمة كشف الشبهات يبتدأ الكلام على الشبهات وعلى ابطالها وما ذكره المصنف رحمه الله تعالى قبل ذلك مقدمات غاية في الاهمية وهي المحكمات التي يحتاج الموحد الى ان يرجع اليها في حجابه مع اهل الباطل. واهل الظلم والطغيان قال الامام رحمه الله هنا وانا اذكر لك اشياء مما ذكره الله في كتابه جوابا لكلام احتج به المشركون في عليها فنقول جواب اهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل كل شبهة في كلام المشركين ادلوا بها فان جوابها في القرآن. اما عن طريق الجواب المجمل واما عن طريق التفصيل لقول الله جل وعلا ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا والله جل وعلا ابطل حجج المشركين بالاجمال وبالتفصيل وقول الشيخ رحمه الله هنا جواب اهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل كلمة مجمل تارة يقابل بها المبين وتارة يقابل بها المفصل ومعناها اذا قوبل بها المبين يختلف عن معناها اذا قوبل بها المفصل. والاول هو الذي يبحثه الاصول حين يجعلون في مباحثهم في الركن الثالث من اركان اصول الفقه وهو البحث في الاستدلال المجمل هو يقابلون به المبين والمجمل الذي يقابل به المبين اختلفت عباراتهم في تعريفه ولكن حاصلها يرجع الى ان المجمل ما لم تتضح دلالته او كما قال بعضهم ما احتمل شيئين ولا مرجح او كما قال بعضهم ما لم يكن متحد المعنى ولم يكن ثم ما يبين ذلك المعنى فيه. فاذا المجمل الذي يقابل بالمبين هذا يبحث فيه من جهة دلالة الالفاظ. ومن جهة الاستدلال. فيقال هذا مجمل. وهذا مبين ومعلوم ان النصوص اذا جاء فيها شيء مجمل فلا بد من البحث عما يبينه حتى يتم الاستدلال ان الاستدلال بالمجمل لا يصح لانه محتمل لاشياء ولا مرجح لاحد الاحتمالات من اللفظ او من التركيب وانما لا لابد من البحث من البحث عن البيان في ادلة اخرى واما في مقام البرهان وعند اهل الحجاز والاستدلال فانهم يستخدمون لقمة المجمل المقابل لها المفصل. وهو الذي عناه الشيخ رحمه الله في هذا المقام. حيث قال من طريقين مجمل ومفصل. والمجمل هنا هو المجمل في باب الحجاب وباب الاستدلال. واقامة البرهان. وذلك ان البراهين في تنقسم الى براهيم مجملة وبراهين مفصلة. ويقصد بالاجمال البرهان العام الذي يمكن ان ان ترجع افرادا كثيرة اليه من جهة الاحتجاز. فيصلح حجة لاشياء كثيرة. دون واما المفصل الذي يقابل به المجمل هذا فانه الرد الذي يقابل به كل شبه على حدة وتكون الشبهة لها رد بالتفصيل عليها. وقد يكون هناك في الرد المفصل ما يشترك فيه بين رد ورد وهذا يأتينا ان شاء الله تعالى. فتحصل لك ان قول الامام رحمه الله تعالى جواب اهل الباطل من مجمل ومفصل ان المجمل هو الجواب العام والاستدلال العام والبرهان العام الذي يصلح لكل حجة يوردها المورد يوردها المجاهد والمقفل هو البرهان والدليل لابطال كل شبهة على حدة ذلك على وجه التفصيل فاذا عندنا الاجمال هنا غير الاجمال المعروف في اصول الفقه. فالاجمال هنا واضح بخلاف المجمل في اصول الفقه فانه ما لم تتضح دلالة فاذا قول الشيخ رحمه الله اما المجمل فهو الامر العظيم والفائدة الكبيرة يعني اما الجواب الذي فيه البرهان والدليل العام والثامن لافراد كثيرة لرد افراد كثيرة من شبه اهل الباطل بل لرد كل شبهة يوردها المبطلون قال فهو الامر العظيم. والفائدة الكبيرة لمن عقلها. وهذا واضح؟ فان النبي صلى الله عليه وسلم احال على هذا الجواب المجمل واحال على هذا الامر العام في قوله عليه الصلاة والسلام في بيان اية العلم تختلف حتى بعض اهل العلم قد يخفى عليه جواب بعض الاشكالات. لكن ان كان من الراسخين في العلم ومن الموفقين امن بما اشتبه واحال الجواب على المحكمة. ولا يلزم من ذلك ان تكون كل شبهة مردودة لكل عالم كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى. لكن المحكمات الامر المجمل العام هذا تستفيده في كل من المواقف التي يجادلك من يخالف طريقة اهل التوحيد طريقة اهل السنة والجماعة طريقة السلف الصالح فالاستمساك بهذا الجواب المجمل على غاية في الاهمية لانه قد لا يستحضر طالب العلم او يستحضر الموحد جواب كل حبهة على تفصيلها. فاذا تمكن من هذا الجواب المجمل فانه يتمكن من رد كل شبهة اوردها المبطلون. وتفصيل هذا الاستدلال المجمل برد كلام اهل الباطل في التوحيد. و به تنكشف شبههم جميعا قال فيه وذلك قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين افي قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله. والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب هذه الاية فيها بيان من الحق جل وعلا ان هذا القرآن انزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو منه محكم ومنه متشابه. والمتشابه والمحكم راجعان الى دلالة الالفاظ وراجعان الى المعنى. لا الى المراد به فالمحكم اختلفت اقوال العلماء في تعريفه. ما هو المحكم؟ وما هو المتشابه قال بعضهم ان المحكم هو ما استدان معناه. واتضحت دلالته فلا لبس فيه. متضحا لكل احد لا لبس فيه ولا اشكال. والمتشابه ما يشتبه معناه المراد به فلا يتضح فاذا رجع على هذا التعريف المحكم الى المتضح البين والمتشابه الى ما يحتاج الى اجتهاد ونظر لا يستطيع ما له ومن الاقوال في ذلك ما رواه علي ابن ابي طلحة في صحيفته المعروفة في التفسير عن ابن عباس انه قال رضي الله عنهما انه قال المحكم هو ناسخه وامره ونهيه وحلاله وحرامه فارجع المحكم ابن عباس الى ما يكون من جهة العمل واما الاخبار فانها لا يعلم تأويلها الا الله جل جلاله. لان حقيقتها غير معلومة يعني في الامور الغيبية. كما الحياة فيها وقال اخرون من اهل العلم المحكم راجع الى ما لا تعدد في دلالته والمتشابه الى ما تتعدد دلالة فيه والاقوال في هذا كثيرة معروفة في كتب الاصوليين ومن الباطل فيها ما يجعل المحكم من الباطل ما يجعل المحكم ما رجع الى امور الفقه الاحكام ما يرجع الى امور العقيدة لان هذا معناه ان الله جل جلاله لم يبين لنا بيانا محكما شيئا من امور العقيدة هذا باطل ومن الباطل فيه ما يقال ان من المتسابق او المتشابه منه ايات الصفات ومنه الحروف المقطعة في اول السور. وهذا ايضا من الاقوال الباطلة فيه وليس هذا محل بسط الكلام في المحكم والمتشابه لكن المقصود من ذلك ان الراجح عند اهل العلم ان المحكم هو ما تبينت دلالته واتضحت والمتشابه هو ما يحتاج في بيان دلالته الى اجتهاد ونظر والقرآن جعله الله جل وعلا محكما كله. وجعله جل وعلا متشابها كله في ايات اخرى قال جل وعلا في بيانه ان القرآن جميعه محكم كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. القرآن على هذا كله محكم بمعنى انه لا تفاوت فيه ولا اختلاف. متقن لا تفاوت فيه ولا اختلاف لا من جهة الاخبار ولا من جهة الانشاءات. فهو جل وعلا احكم لا اختلاف فيه. كما قال جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. والقرآن ايضا متشابه كله كما قال جل وعلا فالله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. فالقرآن متشابه لانه بعضه يشبه بعض ايات في التوحيد وايات التوحيد ايات في وصفه احد الرسل وبيان حاله مع قومه وايات كذلك بين والجنة والنار والنار والاخرة والاخرة وكذلك في صفات الله وصفات الله وهكذا فبعضه يشبه بعضا في الامر والنهي وفي الامر والنهي في قالوا الحرام في الحلال والحرام وهكذا وهذان القسمان يتبعون ما تشابه منه يعني يتبعون يتبعونه ويجمعونه لاجل الاستدلال به. ويتركون المحكم. وهذا مثل ما حصل من النصارى انهم نظروا في القرآن فزعموا ان رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ده غير القسم الذي في هذه الاية هذه الاية فيها تقسيم صالح للقرآن وهو ان القرآن منه محكم ومنه متشابه والمحكم ما اتضحت دلالته وبان والمتشابه ما يحتاج في بيان دلالته الى اجتهاد اهل العلم فيه او الى رده للمحكم. ومن الاجتهاد ان يرد الى المحرم. فالمتشابه من القرآن ما لم تتضح دلالته في نفسه. يشتبه على الناظر فيه وذلك من قوله تعالى ان البقرة تشابه علينا. يعني لا ندري المراد. اي واحدة من هذه البقر ان البقرة تشابه علينا فلا ندري اي واحدة من البقر اردت بالامر وهذا هو المراد هنا في قوله وروحه متشابهات يعني يشتبه بعضها من حيث الدلالة والامر فلابد من ارجاعها الى المحرم. اذا كان كذلك المحكمات التمسك بها هو الاصل الاصيل في رد الشبه. وهذه الايات المحكمات انواع. فمنها النوع الاول الايات المحكمات في رد شبه اهل الباطل في التوحيد جميعا. النوع الاول الايات التي فيها بيان ان الكفار مقرون بتوحيد الربوبية وانهم لا اشكال عندهم في ذلك هذا نوع والنوع الثاني من الايات ان الكفار ما ارادوا عبادة ما عبدوا الا لاجل التقرب الى الله جل جلاله بالزلفى والشفاعة الى اخر الايات في ذلك. والنوع الثالث من الايات المحكمات في هذا الباب الواضحة ان الاموات التي عبدت لا تملك شيئا. وانها يوم القيامة تتبرأ ممن عبدها والنوع الرابع من الادلة المحكمة في هذا الباب في رد حجج المشركين الايات التي فيها بيان ان الله جل جلاله لم يستحق ولدا ولم يتخذ شريكا ولم يتخذ وليا ولم يتخذ شفيعا. سورة سبأ وهذه السورة الاسراء اية القرآن واشبه ذلك. والنوع الخامس من هذه الانواع المحكمة ان معبودات المشركين في القرآن مختلفة. فمنهم من عبد الاصنام ومنهم من عبد الاوهام والصنم ما كان على هيئة صورة مصورة منحوتة والوثن ما لم يكن على هيئة صورة شجر القبر الى اخره كوكب منهم من عبد الملائكة ومنهم من عبد الاولياء ومنهم من عبد الجن ومنهم من عبد الشجر والحجر الى اخره. فهذه التصانيف في الايات لمعبودات المشركين هذه تنزل عليها كل حالة من حالات اهل الشرك في هذا الزمن. وفي ما قبله وما بعده فهذه ايات محكمات اصول في باب توحيد العبادة هذه الانواع. ولهذا ترى ان شيخ الاسلام الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يكثر من تنويع هذا هذه الادلة لانها حجة في هذا الباب محكمة. لا يستطيع احد ان ينقضها ولا ان يردها قال جل وعلا منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. معناهن ام الكتاب اي هن الاصل الذي يرجع اليه في الكتاب فالمحكمات البينات الواضحات وما من اية مشتبهة في القرآن الا ويمكن ارجاعها الى محكم فيه هل احنا ام الكتاب؟ يعني هن اصل الكتاب الذي يرجع اليه لان الام هي اصل الولد. وام الكتاب الاصل الذي يرجع اليه الكتاب في هذه وذلك لانها مشتملة على معاني الكتابة. ومن هذا كانت الفاتحة ام القرآن لان جميع ايات القرآن راجعة الى ايات الفاتحة اما بظهور او بشيء من البيان قال واخر متشابهة فهنا بين ان القرآن منه كذا ومنه كذا منه محكم ومنه متشابه متشابه لم تتضح دلالته وهذا المتشابه قد يكون في الاخبار وقد يكون في الامر والنهي. قد يكون في الاخبار وقد يكون والانفعال ولا يحث المتشابه بقسم الاخبار بقسم المهم الانشاء دون الاخبار او بقسم الاخبار بل التشابه وقع في قسمي الكلام. الاخبار والانشاءات ومعنى الاخبار يعني التي يكون امتثالها بالتصديق والانشاءات معناها التي يكون امتثالها العمل قال هنا في بيان موقف الذين زاروا قال فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وهنا تلحظ ان قوله جل وعلا فاما الذين في قلوبهم بيع فيه اثبات ان القلوب زاغت قبل النظر في القرآن. فهم زاغوا قبل ثم بعد ذلك تلمسوا الدليل على ذلك فعلى تأمل الذين في قلوبهم زيغ فيتبعونه. فذاغت قلوبهم ثم اتبعوا ما تشابه منه فيتبعون ما تشابه منه يستدلون بما تشابه بما لم يتضح معناه او بما يحتمل او بما لو رد الى المحكم لبان اتباع له لان في قلوبهم زيغة. فمودودنا الزيغ في القلوب وهو رد وعدم تردد في الكتاب وعدم اتباع محمد عليه الصلاة والسلام تتلمسوا وتتبعوا الدليل. كذلك كما هو ظاهر في هذه الامة الفرق الضالة من الخوارج والمرجئة والقدرية والمعتزلة واشباه هذه الفرق فان كل فرقة احتجت بالمتشابه وتركت المحكم فقعدت بعض ايات الخوارج على بدعتهم في تفسير صاحب الكبيرة تدل بقول الله جل وعلا ومن يقتل مؤمنا اذا فجزاؤه جهنم خالدا فيها فقالوا هذا يدل على ان حكم عليه بانه خالف في النار. واحتجت المرجئة مثلا على بدعتهم بايات واحتجت القدرية على بدعتهم بالايات والجبرية على بدعتهم بايات اذا القرآن فيه احتجاج لكل صاحب بيت حتى في هذا العصر اتى الطائفة وقالوا الصلوات في القرآن ثلاث لان الله جل وعلا لم يذكر في القرآن خمس صلوات ولا هيخليك الا ثلاث. ومنها هنا قال عدد من اهل العلم من المفسرين وغيرهم ان الحكمة من وجود المتشابه في القرآن الابتلاء لانه لو كان القرآن واضحا صلاة البائع عنه معاند فقط لانه واضح فلن يزيغ الا المعاند. والله جل وعلا من حكمته ان جعل القرآن منه محكم ومنه متشابه. لم تتضح دلالته ليبتلي الناس كيف يعملون؟ هل يسلطون اهوائهم مستدلين بالمتشابه؟ ام يتخلصون من الهوى؟ فيرجعون المتشابه الى المحكم ويرجعون ذلك الى الراسخين في العلم والى اهل العلم الذين يفهمون المتشابه ويفهمون المحكمة فاذا الحكمة من وجود المتشابك في القرآن الابتلاء. والله جل وعلا ابتلى الناس بالحياء. ليبلوهم ايهما احسن عملا وابتلاهم بالرسول عليه الصلاة والسلام هل يؤمنون به ام لا يؤمنون؟ انما بعثتك لابتليك وابتلي بك كما في صحيح مسلم وكذلك ابتلى الله جل وعلا الناس بالقرآن بجعل بعد القرآن متشابها. هل يرجعونه للمحكم ويسلمونه لاهل العلم؟ ام انهم يقومون في المتشابه في الفتنة لهذا قال اهل العلم في التفسير معنى قوله فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة يعني ابتغاء اتباعهم كما نص عليه ابن كثير في تفسيره. فهم اتبعوا ما تشابه منه لاجل ان يضلوا ويسكن الاتباع معهم. فهم اذا تقررت عندهم اشياء ثم نظروا ولم يسلموا لاهل العلم القياد لان الراسخين في العلم فلم يرجع الخوارج للصحابة ولم يرجع القدرية الى الصحابة وهكذا في اشياء كثيرة ولم يرجع المعتزلة الى ائمة السنة ولم يرجع الاشاعرة الى ائمة اهل الحديث والسلف قبلهم فيما اختلف فيه فاتبعوا ما تشابه منه وتركوا المحكمات ابتغاء الفتنة يعني لاجل ان يحصل لاجل ان يحصل لهم اتباع الاتباع. وقوله ابتغاء الفتنة نفهم منه ان من اضل بشبهة فهو مبتغ للفتنة سواء قال انا لم ارد الاضلال او قال اردته لان الله جل وعلا قال فاما الذين في قلوبهم ليل فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة واذا نظرت الى قول النبي صلى الله عليه وسلم فاذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم ما يبين انهم لم يبتغوا الفتنة في الناس قصدا في الاظلال فيعلمون انهم على باطل فيضلون الناس. هذا غير مرافق. وانما ابتغوا الفتنة كحالة لهم. فهم حين اتبعوا ما تشابه منه فقد ابتغوا الفتنة في حالتهم. فحالهم حين اتبعوا المتشابه وتركوا المحكم انهم يبتغون الفتنة فنزلوا منزلة القاصدين. لذلك لانهم تركوا المحكم واتبعوا المتشابه. فلما انهم لم يتخلصوا من الزيت مع وضوح الهدى ووضوح طريقه ولم يتبعوا المحكم وانما تبع المتشابه فالحال انهم بطريق هذه ابتغوا الفتنة لهم ولاتباعهم فكأنهم قصدوا ذلك قصدا وان كانوا يقولون انما اردنا الخير فالخوارج كانوا اشد الناس عبادة اشد من الصحابة عبادة يحقر احد الصحابة عبادته مع عبادتهم وصلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامه. فلا يظن بهم انهم اتبعوا المتشابه من القرآن قصدا في مخالفة القرآن وقصدا في الاذلال انما حصل منهم الضلال لشيئين. اولا انهم تركوا المحكم واتبعوا المتشابه. ثانيا انهم لم يرجعوا في بيان الى الراسخين في العلم في زمانهم في زمن الصحابة رضي الله عنهم قال جل وعلا وابتغاء تأويله. والتأويل هنا الذي ابتغوه ان ينزلوا المتشابه على ما ارادوا يعني وابتغاء تفسيره. والذي يجب انه اذا عرض المتشابه فانه ويرجع في تفسيره الى المحكم. ويرجع في تفسيره الى اهل العلم. اما من عرظ له متسابق فدخل في تأويله بجهله هواه وبما عنده فلا شك انه سيقع في البغيغ والضلال لانه ليس متأهلا لرد المتشابه الى المحكم في كل مسألة او الى بيان معنى المتشابه. والتأويل في القرآن اتعلم معنى ايه المعنى الاول للتأويل ما تؤول اليه حقيقة السيف ما تؤول اليه حقيقة الايات والايات على قسمين منها ايات اخبار ومنها ايات انسان وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. صدقا في الاخبار وعدلا في الانسان يعني في الامر والنهي فالاخبار تأويلها ما تؤول اليه حقيقتها. فاذا كانت الاخبار غيبيات عن الله جل وعلا فتأويل والخبر حقيقته وكونه الذي عليه الله جل وعلا الخبر تأويل الخبر الذي هو وصف مثلا للجنة تأويله ببيان حقيقة الجنة ما هي؟ هذا معنى ومنه قوله جل وعلا في سورة الاعراف هل ينظرون الا تأويله؟ يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوء من قبل قد جاءت رسول ربنا بالحق الاية. يعني هل ينظرون الا ما تقول اليه حقيقة الاخبار التي اخبر الله جل وعلا بها يوم يأتي تهويله يعني ما تهويل الى الحقيقة الاخبار ورأوا الجنة ورأوا النار وحصل في يوم البعث الى يقول الذين نسوا الى اخر الايات. هذا هو النوع الاول من التأويل في القرآن. الثاني التأويل بمعنى التفسير وهذا في قول الله جل وعلا وما نحن بتأويل العهد فلا وما نحن بتأويل الاحد. الاحلام بعالمين. ومنه ايضا في هذا في هذا قوله جل وعلا انا انبئكم بتهويله واشبه ذلك. فالتأويل هنا بمعنى التفسير تأويل الاحلام بمعنى تفسير الاحلام. فالتأويل بمعنى التفسير هذا في القرآن وهذا هو الذي اعتمده ابن جرير الطبري فيما ترى في تفسيره حيث يقول قال اهل التأويل وبنحو الذي قلنا في هذه الاية على اهل التأويل ذكر من قال ذلك. قال اهل التأويل يعني قال اهل التفسير. وهناك معنى ثالث للتأويل ليس في القرآن ولا في السنة وانما هو هو اصطلاح حادث للاصوليين وهذا ليس هو المراد هنا لان التأويل عندهم في مقابلة الظاهر. وهو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادل منه الى معنى اخر لقرينة. هذا معنى جديد اصطلاحي وهو من قسم الى ثلاثة اقسام كما هو معروف عند الاصوليين صحيح وضعيف وباقي. هنا المراد وابتغاء تأويله في هذه الاية يحتمل المعنى الاول ويحتمل المعنى الثاني. ابتغاء تأويله يعني ابتغاء معرفة ما تؤول اليه اخباره. واوامره ونواهيه او ابتغاء تأويله بمعنى ابتغاء تفسيره. فيصح الاول فيصح الثاني. وهنا نقف عند قوله وما يعلم تأويله الى الله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. اختلف السلف على الوقف هنا. هل الوقف على قوله وما يعلم تأويله الا او الوقف على العلم فيكون معطوف على ما قبله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم على قول الملك وسبب الخلاف ان هناك قولين هنا ما المراد بالتأويل فمن نظر الى ان التأويل هو العلم بما تؤول اليه حقيقة اخباره في الاخرة حقيقة صفات الله جل وعلا حقيقة الجنة حقيقة الاخبار عن النار حقيقة الاخبار عن الملائكة فهذا لا شك امر غيبي لا يعلمه احد فمن نظر فهذا قال الوقف على لفظ الجلالة فقال وما يعلم تأويله الا الله يعني وما يعلم تأويل ما تؤول اليه حقائق اخباره الا الله جل وعلا. وهذا المعنى صحيح فان فان حقيقة الاخبار وما تؤول اليه ليس ثم احد يعلمها الا الله جل وعلا ومن نظر الى ان التأويل المراد به ما تؤول اليه حقيقة الامر وحقيقة النهي قال الاوامر تأويلها بامتثالها. بفعلها بعملها. على وجه احكام الشريعة هذه تأويلها بالاجتنان لها والبعد عنها على احكام الشريعة. وهذا من التأويل في في الانسان قد يعلمه الراسخون في العلم من جهة العلم والعمل جميعا لهذا قال بعضهم هنا يقف على العلم لان الراسخين في العلم يعلمون التأويل على ما ذكرنا يعني ما تؤول اليه حقائق الانسان ما تولي حقيقة الامر امتثال الامر على الوسط الشرعي. ما تؤول اليه حقيقة النهي امتثال النهي على الامر الشرعي اللي امر بالفخر وقال الوقف على على العلم. فالعلماء يعلمون كما قال ابن عباس انا ممن يعلمون تأويله قال ابن عباس انا ممن يعلمون تأويله فيكون المعنى هنا في التأويل التفسير. لان النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس فقال اللهم علمه التأويل قال انا ممن يعلمون تأويله فيكون هنا معنى وافتراء تأويله يعني ابتراء تفسيره. فلا يعلم تفسيره الحق الا الله جل جلاله والا الراسخون في العلم تخطيط هو الصحيح اين تقول يحتمل ان يكون الوقف على لفظ الجلالة ويحتمل ان يكون على العلم. فمن وقف على لفظ الجلالة ورأى ان الراسخين في العلم لا يعلمون فهو انما انا يعني من اهل السنة ومن الصحابة لانه مروي عن السلف نوعان لانه مروي عن السلف نوعان من الوقف هنا فمن رأى ان الوقف على لفظ الجلالة رأى ان التأويل هو ما تؤول اليه حقائق الاخبار. فقط. ومن رأى ان الوقف على العلم قال التأويل هو ما تأوله حقائق الانشاءات مثل ما قال ابن عباس ناسخه وحلاله وحرامه وامره ونفيه او التأويل هنا بمعنى كيف ومن قال ان المتشابه لا احد يعلمه البتة الا الله جل جلاله فليس علم المتشابه لاحد من الخلق فهذا غلط ولا يصح نسبته الى احد من اهل السنة. وهذا يعني ان المتشابه المطلق الذي لا يعلمه احد هذا غير موجود في القرآن عند المحققين من اهل السنة والجماعة. فان المتشابه الموجود في القرآن متشابه نسبي فعندنا المتشابه هنا في هذه الاية قسمان متشابه مطلق ومتشابه نسبة فالمتشابه المطلق غير موجود البتة. بمعنى يشتبه معناه فلا يعلم له معنى. اصلا والثاني المتشابه النفسي الاضافي نقول اشتبه علي اشتبه على العالم الفلاني المعنى اشتبه على الامام الكلام في هذه المسألة افتدى عليه تأويل الاية واستهلاك فهذا ممكن فيكون متشابها اضافيا لكن لا يوجد اية في القرآن معناه ما نبغى تأويلها يعني ما تؤول اليه حقائق الاخبار فيها؟ لا حينما معنى هذا لا يوجد اية في القرآن يشتبه معناها على جميع الراسخين في العلم من هذه الامة هذا القول ليس من اقوال اهل السنة والجماعة وانما هو من اقوال اهل البدع الذين ذهبوا مذهب التجديد فاذا نقول الصحيح ان الراسخين في العلم يعلمون لكن يعلمون المتشابه الذي يمكنهم علمه. وهو ما كان في باب الانشاءات او كان في باب التفسير. تفسير المعنى وهذا متعين لان الله جل وعلا قال والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربهم لو كان الراسخين في العلم لا يعلمون البتة وانما يقولون امنا به كل من عند ربنا فليس لهم فضيلة على ما سواهم في المتشابه. فما فضيلة اهل اهل العلم الراسخين في كل منتجات اذا كانوا كعوام المسلمين انما يعلمون المحكم والمتشابه جميعه والمتشابه جميع يقولون فيه امنا به كل من عند ربنا هذا فيه ابطال لمزية اهل العلم في العلم. والمحكمات قلنا ان معناها اتضح معناه وبانت دلالته. والمتشابه ما خفي معناه ولم تتضح دلالته. فاذا على قول من قال ان الراسخين في العلم لا يعلمون فهذا فيه ابطال لمزية اهل العلم كما حرره ابن عطية رحمه الله تعالى والخطابي واجاد في ذلك في هذا البيان وهذا يعني ان الراسخ في العلم يعلم واذا كان كذلك فهنا يشكل على كثيرين ترتيب الاية والراسخون في العلم يقولونها امنا به. كيف يكون التركيب على هذا الوجه؟ فنقول قال ائمة التفسير ها على هذا الوجه يكون الترتيب وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون يعني حالتهم انهم يقولونها من نابح فيعلمون مع الايمان به ويقولون كل من عند ربنا. لاجل انه ليس في قلوبهم شك من المتشابه. واما ضعاف الايمان واما ضعاف العلم فقد يكون في قلوبهم شك من وجود المتشابه في القرآن كما فعل الطبيع بن عسل المعروف في زمن عمر حيث كان يتتبع مزاريات ويشتت الناس بها. فاذا ضعف العلم ربما وقع السبعة في القلب من صحة القرآن. اما الراسخون في العلم فيعلمون ويقولون امنا به كل من عند ربنا فليس قلوبهم شك ولا شبه من ورود المتشابه في القرآن لانهم يعلمون ان المتشابك في القرآن لاجل ابتلاء الناس. هذا ولا احد معنى الاية ومعناها مهم في هذا الموضع قال وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابهن من فاولئك الذين سمى الله فاحذروه. فاذا الواجب على الموحد الواجب على المسلم انه اذا ضبط المحكمات في التوحيد بانواعه وفي الشريعة فانه اذا اتى من يتبع ما تشابه منه فانه يجب عليه ان يعمل شيئين. الاول الحذر. كما اوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فاولئك الذين سمى الله فاحذروا والحذر هذا يوجب المقاتلة في القلب بان لا يفرغ الى حديثه ولا يجعل احدا يلبس عليه بها هذا الاول والثاني يجب عليه ان يقول امنا به كل من عند ربنا فيرجى الاشكال الى جهله واما الاية في نفسها فواضحة يعلمها الراسخون في العلم. ولهذا مثلا في باب التوحيد من يحتج بالمتشابهات مثلا وربما مجالها سيأتي لكن لايضاح المقام يقول في قول الله جل وعلا نهابوهما صالحا فهذا فيه دليل على تأثير الصلاح في فيما بعد او يقول الشهداء احياء. وانت لا تسأل بيتا انما تسأل حيا بنص القرآن هم احياء. لقوله ولا تقولون لمن يقتل في سبيل الله اموات كالاحياء. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا. ونحو ذلك فاذا هناك احتجاجات في التوحيد في توحيد العبادة باية من القرآن. وفي توحيد الاسماء والصفات باية من القرآن وهكذا حتى ان اهل شرب الخمر والعياذ بالله واهل الربا ونحو ذلك من الموبقات وجدوا لهم دعوا المشتبهات يحتج بها. فالموحد المسلم يحرص تمام الحرص على ان يحذر ممن يوقع في قلبه الشبهة. ولهذا انتبه لقوله تعالى الذين في قلوبهم ليغ فيتبعون. فاحذر اشد الحذر من ان يوقع احد في اذنك شبهة. تبقى ولا تستطيع الرد عليه ينميها الشيطان حتى يوقع في القلب الزين ولهذا قال بعض السلف لا تصغي الى ذي هوى باذنيه. فانك لا تدري ما يوحي اليك اذا كان رجل غير محسن العلم قوي لا يجلس مع اهل الشبه يحذر لان سلامة في الدين على السلامة في الدين اعظم ما ينبغي الحرص عليه قال هنا الشيخ رحمه الله الجواب المجمل اتضح. وانه في كل مسألة ترجعه الى المحكم. اذا اتى احد بشبهة فترجى الى المحكمات وذكرت لك انواع المحكمات في القرآن من الايات. فاذا احد اتى احد بشيء من المشتبهات فانت ترجعه الى نوع من الايات في المحكمات نوع من الايات المحكمات فتبطل شبهته. ولو شبه وشبه قولوا له ما عندي من الاستدلال محكم بين لا يستطيع احد ان يدفعه. وما اتيت به شبهة فانا اؤمن بان الجميع من عند الله ولكن لا اترك المحكم للمتشابه لان هذه طريقة اهل الزيغ. فتمسك بها فمن هذه من اعظم الفوائد والعوائد قال الشيخ رحمه الله بعد ذلك مثال مثال تطبيقه لما ذكرناه. الجواب المجمل عرفناه بالاستنفاف بالمحكم في ورود اذا استدلال متشابه ما عرفت الجواب عليه او جاوبت فاورد على الشبهة الثانية تتمسك بالمحكم واترك المتشابه. قال مثال ذلك اذا قال لك بعض المشركين الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون استدل هنا المشرك بهذه الآية. الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكان يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة الاية دلت على ان الاولياء لهم منزلة عند الله جل وعلا لانهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وانهم الذين امنوا وكانوا يتقون ان لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. معنى ذلك ان الولي له المنزلة العظيمة عند الله جل وعلا ثم يشهد بان الشفاعة حق الشفاعة حق فيقول هنا الولي له جاه وله حرمة وله منزلة عند الله جل وعلا والشفاء احق انبياء لهم جاه ايضا. والمنزلة العظمى عند الله جل جلاله فكيف تجعل من سأل الاولياء من الاموات او سأل بعض الانبياء من الاموات ودعاهم؟ يكون مشركا مع منزلتهم الرفيع يلا والشفعة حق والمنزلة عندهم ثالثة. المنزلة لهم ثابتة فهنا هذه شبهة يأتي جوابها التقصيرية لكن اذا وقعت هذه الشبهة في القلب يعني او وقعت على الاذن وعرضت على فكيف يكون الجواب؟ اذا لم تعرف الجواب التفصيلي هذه شبهة عظيمة. فماذا تقول؟ تقول ما عندي من العلم محكم وهذه محتملة لانه هو دخل فيها باستدلال. لان الاولياء الله جل وعلا بين ان لهم فضل لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ان الله اكرمهم وهو استدل بهذا الاكرام على ان لهم جاه عند الله جل وعلا. وهذا النوع صار متشابها. لانه جعل الفضل الذي اتاه الله جل وعلا الاولياء او الشهداء او الانبياء بعد مماتهم دالا على الجاه وعلى ان هذا الجاه لا يرد اذا توسطوا به. فتلحظ انه ادخل اشياء زائدة عن معنى الاية. فالاية فيها اشتباك في المعنى لكن اذا فسرها اهل العلم اوضحوا معنى ذلك. فاذا هنا يأتينا ردها من رد ذلك تفصيليا لكن هنا كيف ترد عليه؟ فتقول ما عندي محكم وهو ان الله جل جلاله بين ان المشركين الذين كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم انما ارادوا الزلفى انما ارادوا قربة فيها اشتباه في المعنى لكن اذا فسرها اهل العلم اوضحوا معنى ذلك. فاذا هنا يأتينا ردها رد ذلك تفصيليا لكن هنا كيف ترد عليه؟ فتقول ما عندي محكم فهو ان الله جل جلاله بين ان المشركين الذين كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم انما ارادوا الزلفان انما ارادوا القربى وهم ما توجهوا الا لاولياء ان اتخذوا من دونه اولياء قل اولو كان قل ان اتخذوا والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفا. فاولئك تقربوا للاولياء لماذا؟ لاجل الزلفة. فهذه محكمة. واضحة المعنى. كذلك بيان ان المشركين كانوا يقرون بالربوبية وانهم مشركون وسبب شركهم مع عبادتهم وطاعتهم في اشياء كما ذكرنا سبب الشرك هو وطلب الشفاعة كما قال جل وعلا ان اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا هذا اصل كذلك النوع الثالث من الايات المحكمة التي فيها بيان ان الله جل جلاله حكم على من اله عيسى بالكفر فقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يحب بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. اذا فهو يورد الشبهة وانت تورد عليه المحكمة. المحكمات واضحة المعنى لكن هذه الشبهة التي اوردها بهذه الاية تلحظ ان الاستدلال بها فيه مقدمات. فقال جل وعلا الا ان اولياء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فهو يأتي ويقول هذا معناه ان لهم جاه عند الله تلحظ ان هذا الاستنتاج هذا اتباع للمتشابه لان الاية تدل على انهم مكرمون وليس وليسوا اصحاب جهل لان الاية فيها ما اعطاهم الله جل وعلا من الفضل. لكن ان لهم جاها هذي لم تأتي في الاية. فجعلوا جعل من اتبع المتشابه هناك تلازما بين المكانة والرفعة وبين ان يكون لهم جاها ما معنى الجاه؟ الجاه معناه انه اذا توسط فلا يرد فجعل هذه ملازمة لهذه هذا لا شك انه من اتباع المتشابه لانه ليست دلالة الاية على ذلك. فاذا هذا مثال بحجة يدلي بها المشرك. فاذا ادلى بهذه الحجة فتدمغه بالمحكمات الكثيرة قال هنا او ذكر كلاما للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطله. وانت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره. يعني لا تفهم معناه الصحيح لا تستطيع ان توضح له كلام المفسرين فيه. كلام اهل العلم فيه. ابطال ما اورد من الاستدلال قال فجاوبه يعني اجبه بقولك ان الله ذكر الذين ذكر ان الذين في قلوبهم ليلة يتركون المحكم ويتبعون المتشابه وما ذكرته لك من ان الله ذكر ان المشركين يقرون بالربوبية وان كفرهم بتعلقهم على الملائكة والانبياء والاولياء مع قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله هذا امر محكم بين لا يقدر احد ان يغير مهلاه. ان ليس له معنيان. لان المشركين عبدوا غير الله للزلفة. قالوا لا نعبدهم الا ليقربونا الى الله ظلما. هذا بين واضح لا يحتاج الى مقدمات في الاستدلال كذلك قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله فهم طلب الشفاعة ايضا هذا امر بين واضح قال الشيخ رحمه الله هذا امر محكم لا يقدر احد ان يغير معناه. وما ذكرته لي ايها المشرك من القرآن او كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا اعرف فهذا هو الذي يجيب به الموحد الى ادلى احد بالشبهة. تقول انا لا اعرف المعنى. وهذا ليس بعيب. وان تكون لا تعلم بعض الايات معنى بعض الايات لان العلم واثق. فتقول تعترف تقول انا لا اعرف معنى هذه الاية الصحيح لكن اعلم ان المحكم هو كذا وكذا. لكن اقطع ان كلام الله لا يتناقض. لما؟ لان القرآن كله من عند الله جل وعلا وهو محرم وكله حق والحق لا يناقض حقا بل يؤيده ويدل عليه. قال وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل لان الرسول عليه الصلاة والسلام اذا ثبتت سنته وصارت مقبولة محتجا بها فانها مبينة للقرآن ودالة عليه كما قال جل وعلا وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم فانزلت السنة وكان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما يأتيه بالقرآن لبيان معنى الذكر تعرف ان يكون بيانا لفظيا ان يكون بيانا عملية. فالكلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف ما جاء في القرآن. لكن التوفيق بين هذا وهذا تقول انا يقول كلام النبي صلى الله عليه وسلم هو بين لا يخالف كلام الله جل وعلا. وكلام الله جل وعلا لا يناقض كلامه جل وعلا. لكن التوفيق بين هذه الاية هذه الاية رد هذا المتشابه الى المحكم حتى يتضح المعنى هذا لا اعلمه انا. وانما يعلمه الراسخون في العلم. لكن ما عندي من العلم بالتوحيد هذا بين محكم لا يستطيع او احدا ان يرده او يشكك في دلالته قال رحمه الله بعد ذلك في نهاية هذا الجواب المجمل وهذا جواب سديد ولكن هذا جواب جيد سليم ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى تحتاج الى توفير بالتخلص يعني هنا التوفيق يأتي بتخلص العبد من هواه. وتخلص العبد من رؤيته لعقله ونفسه. بعض الناس يأتي للمتشابه ويخوض فيه لان عقله جيد. يقول هذا عقل احاول افهمها لما نفهم؟ لا نفهم. فيدخل في المتشابه ويغوص ويغوص فيخرج منه اشياء يضل بها. كما قال جل وعلا ابتغاء فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله يعني ابتغاء تفسيره. فيخوض في المتشابه المشكل المعنى رغبة وطلبا للتفسير فيضل في التفسير فيعتقد ان تفسيره صواب وان فهمه للاية صواب وفهمه للسنة صواب فيكون ممن اتبع وترك المحكم والواجب عليه الا يخوض في ذلك وان يرد معناه الى اهل العلم الراسخين فيه. قال وهذا جواب ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى. واذا اردت الخير في هذا الباب فاياك ثم اياك من تعظيم عقلك وانت نقول قد حصلت من العلم كذا وكذا فتقوم في اشياء وتطعن بفهمك على فهم اهل العلم. فاذا خالفت في فهمك الراسخين في العلم فاعلم انك لو استغسلت في فهمك فان هذا من اتباع المتشابه. لاننا نقطع بان الراسخين في العلم يعلمونه المعنى ولا يمكن ان يكون المعنى مفقودا من الراسخين في العلم وان وان يرتاحوا من ليس براشق في العلم لان الله جل وعلا قال وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العيد قال ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى. فلا تستهن به فانه كما قال جل وعلا وما يلقاها الا الذين صبروا يحتاج الى صبر لان النفس تنازع خاصة طالب العلم او الذي قرأ عنده قراءات وثقافات واشباه ذلك تنازعه نفسه في حل كل الاشكال. تنازعه نفسه في الدخول في الاستدلال في كل متشابه ولهذا تجد بعض طلبة العلم الان او بعض المنتسبين للعلم والقراء تجد انهم يريدون اشكالات كثيرة فالعالم يرد عليهم بالمحكمات ولا يضطرب بورود المتشابه. لكن من ليس براسخ في العلم اذا ورد متشابه عنده فانه يضطرب. لما؟ يضطرب لانه لا يعرف عظمة المحكمات وكثرتها ووضوح معناها. فان المحكمات بالادلة والمحكمات في والمحكمة في الاحكام هذه واضحة عند اهل العلم بينة ما يمكن اننا نضطرب معها. فقد يرد اشكال فنقول والله هذا مشكل نبحث ماذا قال اهل العلم في الجواب؟ لكن من لم يكن صابرا على الاكتفاء بالمحكمة فانه سيدخل في المتشابهات متعجلا وسيظل من حيث ظن انه سيبحث او سيحل الاسكان ولهذا هنا لابد في المتشابه من الصبر وما يلاقاها الا الذين صبروا مثل ما قال الشيخ رحمه الله واجل له المثوبة. يحتاج الى صبر. كثيرين ما صبروا جاءكم الشبه فاتبعوها ما صبروا دخلوا فيها باهوائهم وارائهم وما صبروا. ولو صبر زمنا طويلا وتمسك بالمحكمات كان قد ادى النبي عليه قال وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. ولا شك ان الذي يستمسك بالمحكم في رد المتشابه فانه قد ادى الذي عليه وامتثل قول الله جل وعلا وخلق من الابتلاء والفتنة بالمتشابه ويكون حال اذا انه ذو حظ عظيم لانه سلم من الابتلاء بذلك وسلم من الفتنة فنجح حيث لم يتبع ورد المتشابه الى المهدى. ولا شك ان هذه كلمة ينبغي لك ان ترددها في مسائل العلم جميعا وخاصة المسائل التي يكون هناك فيها القاء بالشبه في امر توحيد العبادة وكذلك في امور العقيدة بشكل عام فلا تجهل لها قدرا وخذها شكورا للذي يحيي الانام ونختم بهذا واسأل الله جل وعلا ان ينور قلوبنا بالعلم الصالح النافع وان يجعلنا من من يحذر من المتشابهات ويفقه المحكمات ويستعين بالله جل وعلا في امره كله اللهم لا حول لنا ولا قوة الا فامر قلوبنا بالايمان واجعلنا من الصابرين. نعوذ بك ان نضل او نضل او نجهل او يجهل علينا او نذل او نذل واخر