بل حتى علم الملائكة هو من العلم الذي قد تشتبه عليه الامور حتى علم الملائكة الا فيما اوحاه الله عز وجل اليهم او امرهم به كما قال الله عز وجل عنهم قالوا اتجعل الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم من شرح متن العقيدة الطحاوية. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه ووالاه واقتفى اثر وتبع طريقته واستن بسنته الى يوم الدين ثم اما بعد عندنا اليوم شرح قول الامام الطحاوي رحمه الله تعالى خلق الخلق بعلمه الكلام على هذه الجملة في جمل من المسائل المسألة الاولى اجمع اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى على ان الله هو خالق كل شيء وانه لا خالق لشيء من ذات من ذرات هذا العالم معه عز وجل قال الله عز وجل الله خالق كل شيء وقال الله تبارك وتعالى هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارظ وقال تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا فجميع ذرات هذا الكون علويه وسفليه فالله تعالى هو الذي خلقها وبراءها ذاتا وصفات ومن زعم بان ثمة خالقا لشيء من هذا الكون مع الله عز وجل فانه ملحد كافر بالله العلي العظيم المسألة الثانية اجمع اهل السنة رحمهم الله تعالى على ان العليم اسم من اسماء الله عز وجل واجمع اهل السنة رحمهم الله تعالى على ان العلم صفة من صفاته عز وجل فهو الموصوف بالعلم ازلا وابدا واجمع اهل السنة رحمهم الله تعالى على ان علم الله عز وجل من صفاته الذاتية التي لا تنفك عنه لا ازلا ولا ابدا واجمع اهل السنة رحمهم الله تعالى على ان علم الله عز وجل لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء فالله عز وجل عليم العلم الكامل الشامل المطلق بجميع الموجودات والمخلوقات بكل تفاصيلها وبالمعدومات كيف ستكون اذا كانت واجمع اهل السنة رحمهم الله تعالى على ان الله عز وجل يعلم الكليات والجزئيات والاصول والتفاصيل لا يخفى عليه شيء عز وجل قال الله سبحانه وتعالى ان الله بكل شيء عليم وقال الله تبارك وتعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وقال الله تبارك وتعالى ربنا انك تعلم ما نخفيه وما نعلن ومن زعم ان ثمة شيئا خفي عن علم الله عز وجل فانه ملحد زنديق بعيد عن الحق والهدى المسألة الثالثة اجمع اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى على ان الله تعالى خلق المخلوقات غير جاهل بها لا بذواتها ولا بصفاتها ولا باحوالها ولا ولا بمآلاتها والله تعالى خلق خلقه حال كونه عالما بذواتهم عالما بصفاتهم عالما بمآلاتهم واحوالهم وافعالهم وما يصيرون اليه لا يخفى عن تفاصيل احوال خلقه شيء مطلق عز وجل فاذا الله عز وجل عالم بالخلق جملة وتفصيلا وعالم بتفاصيل الخلق جملة وتفصيلا وعالم باحوال الخلق جملة وتفصيلا فاذا انخلق الخلق بعلمه بمعنى انه خلق الخلق وهو عالم باحوالهم وتصرفاتهم وما يقولون وما يفعلون قال الله عز وجل الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وقال الله تعالى ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون وقال الله تعالى عن فرعون انه قال لموسى فما بال القرون الاولى؟ قال علمها عند ربي فهو عالم بخلقه خلق الخلق بعلمه قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى وقال الله تبارك وتعالى وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم ما جرحتم بالنهار فكل المخلوقات بكل تفاصيلها فالله تعالى يعلمها العلم المطلق الكامل الشامل الذي لا يعتريه نسيان ولا ريب ولا شك ولا اختلاف او اضطراب كل هذا مجمع عليه بين اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى المسألة الرابعة في قول الامام الطحاوي خلق الخلق بعلمه طبعا ولن يفهم ما سيأتي الا من فهم ما مضى في قول الامام الطحاوي رحمه الله خلق الخلق بعلمه رد على المعتزلة الاوباش الذين يزعمون ان الله خلق الخلق منفردا عن علمه فهو خالق للخلق نعم ولكنه لا يعلم ما خلق فهم يسمون الله عز وجل بالعليم ولكن يسلبون يسلبون صفة العلم عنه عز وجل فالله عز وجل خلق الخلق غير عالم بهم ولا باحوالهم ولا بافعالهم فهم وان سموا الله عز وجل بالعليم الا انهم يقولون عليم بلا علم فاذا عند المعتزلة خلق الله الخلق ها بعلمه ولا بغير علمه من غير علم فهم ينسبون الله عز وجل للنقص لانهم يصفونه بالجهل وهذا المذهب لا جرم انه مخالف لادلة الكتاب والسنة ولادلة الحس والفطرة ولادلة كثيرة تدل على ان الله عز وجل موصوف بالعلم وهذه الصفة وهي صفة العلم لا جرم انه لا ينكرها الا مكابر او معاند فالمعتزلة لا يجعلون خلق الله عز وجل مصحوبا بعلمه فيقولون خلق الخلق وليس بجاهل لكن تأبى السنتهم ان يقولوا خلق الخلق عالما به فهم فقصاراهم انهم ينفون الجهل عن الله ولكن لا يثبتون العلم له فنفي الجهل عن الله لا يتضمن ثبوت العلم عندهم ولذلك في بعض مناظرات الامام عبدالعزيز المكي شيئا شيء من ذلك كما سيأتينا في مسألة خاصة ان شاء الله فالمعتزلة ينكرون علم الله ولا يثبتونه واما نحن معاشر اهل السنة والجماعة فاننا نؤمن بان الله عز وجل لم يخلق الخلق عن جهل وانما خلقهم بعلمه فالله عز فصفة العلم ملازمة للخلق وصفة الخلق ملازمة للعلم لا يمكن ابدا ان ينفرد علم الله علم الله عن خلقه ولا خلق الله عز وجل عن علمه بل عندنا قاعدة في في علم الله احفظوها وهي ان الله عز وجل موصوف بالعلم ازلا وابدا ذاتا وصفات الله عز وجل موصوف بالعلم ازلا وابدا ذاتا وصفات والله خالق بعلمه قادر بعلمه رحيم اذا رحم فهو يرحم بعلم ويرضى بعلم ويغضب بعلم ويحيي بعلم ويميت بعلم. فاذا ليس ثمة صفة من صفات الله الا الا وهي مصحوبة بالعلم معي سامي؟ ليس ثمة صفة من صفات الله عز وجل الا وهي مصحوبة بالعلم وهذا وهذا من جملة الفروق بين علم الله وصفاته وصفات المخلوق وعلمهم فان صفات المخلوق لا يلزم ان تكون مقرونة بالعلم وان كانت مقرونة ببعض العلم لكن لا يلزم ان يكون هو العلم الصحيح واضرب لكم جملا من الامثلة حتى يتميز لكم الفرق ويتضح لكم ما اريد اثباته هنا وهي ان الخلق اذا غضبوا هل لا بد ان يكون غضبهم صادرا عن علم الجواب لا بل قد يغضب الانسان على شيء هو لا يدري عن حقيقته وانما يحمله على الغضب النزق وسرعة الطيف ثم اذا تبين له بعد ذلك حقيقة الامر قال انا غضبت وانا جهل فيبدأ يعتذر ممن غضب عليهم او تكلم عليهم. هذا لا هذا لا يأتي في صفات الله عز وجل فانه اذا غضب فانه لا يغضب الا بعلم لا يمكن ابدا ان يتصور في حق غضب الله ان يغضب على من لا يستحق الغضب وكذلك نحن نصنع الاشياء اليس كذلك ولكن هل كل شيء نصنعه نصنعه بعلم ينفعنا؟ الجواب لا ولذلك صنع ابن ادم القنابل النووية والقنابل الذرية وصنع اشياء واسلحة كثيرة تؤذيه في حقيقة الحل لو نظر ابن ادم الى كثير من مصنوعاته لوجد انه جاهل في صناعتها لا اعني بكيفية صناعتها لكن المقصود من صناعتها ماذا؟ ان يقتل والقتل محرم اذا لم يكن بحق وربما تلك وربما ابن ادم يصنع تلك الصناعات الحربية ثم يبيعها لعدوه فيأتي عدوه ويقتله بها فاذا نحن نصنع ونصنع بعلم ولكن ليس العلم الذي ينفعنا في كثير من صناعاتنا وربما نحن نرحم ولكن نحن نرحم احيانا عن جهل ولذلك ربما يأتيك رجل يتصنع انه فقير فترحمه ثم تعطيه ثم يتبين لك باخرة انه ليس بفقير. اذا رحمتك وافقت علما ولا غير علم؟ وافقت غير علم ولذلك صفات المخلوقات لا يستلزم ان تكون مصحوبة بالعلم وان كانت مصحوبة بالعلم فلا يلزم ان يكون هو العلم الصحيح الحقيقي. قد تكون مصحوبة بعلم مغلوط بعلم خطأ بعلم ليس بصحيح اما صفات الله فانه لم يتصف بصفة الا وهي مصحوبة بالعلم فهو يخلق بعلم ويسخط بعلم ويغضب بعلم ويحيي بعلم ويميت بعلم وليس ثمة شيء من صفات الله عز وجل منفردا عن العلم ولذلك صدقت كلمة الامام الطحاوي في قوله خلق خلق الخلق بعلمه وهو قادر بعلمه وعليم بعلمه ومستو على عرشه بعلمه ويحيي بعلمه ويميت بعلمه. فاذا العلم ليس محصورا في صفة الخلق فقط بل العلم عام شامل لانه من الصفات الذاتية التي لا يمكن ان تنفك عن الله عز وجل ازلا وابدا ولذلك العلم صفة ملازمة لله ازلا وابدا لا تنفك عنه عز وجل لا عن ذاته ولا عن صفاته وعلم الله عز وجل لا تشتبه عليه الامور كما كما تشتبه على علمنا الله لا تشتبه على علمه الامور فيحتاج الى ان يتثبت ها او يحتاج الى ان يتأكد من صحة هذه المعلومة او يحتاج الى ان يسأل غيره عن حقيقة ما سمع او فعل لا لا هذا كله من الامور والعوارض التي تصيب علم المخلوقين فقط اما علم الخالق فلا يصيبه شيء من ذلك فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. قال العليم الذي لا اعلم منه ولا يشتبه على علمه شيء قال اني اعلم ما لا تعلمون فهذا هو الذي يقصده الامام الطحاوي بقوله خلق الخلق بعلمه فاذا نخلص من هذا بقاعدتين. القاعدة الاولى ان العلم لا ينفك عن الله لا عن ذاته ولا عن صفاته. القاعدة الثانية ان علم الله لا اشتبهوا عليه الامور ولا تختلط عليه الاشياء كما هو حال علم المخلوقين المسألة الخامسة في كلام الامام الطحاوي خلق الخلق بعلمه رد على غلاة القدرية الاوائل الذين خرجوا في اواخر عهد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم طائفة ينكرون العلم جملة وتفصيلا لا يثبتون شيئا من علم الله مطلقا المعتزلة المعاصرون اخف منهم ولكن هؤلاء ينكرون العلم والكتابة في اللوح المحفوظ فلا يؤمنون لا بعلم سابق ولا بكتابة سابقة فرد عليهم الامام الطحاوي بقوله خلق الخلق بعلمه فاثبت لله علما وقد اجمع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المتأخرون على ان هذه الطائفة طائفة كافرة ولذلك في صحيح الامام مسلم من حديث يحيى بن يعمر قال اتيت انا وصاحب لي من خراسان فلقينا ابن عمر فقلنا لو وفق لنا احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء يعني اهل خراسان في القدر. قال فوفق لنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فاكتنفته انا وصاحبي احدنا عن يمينه والاخر عن شماله فظننت ان صاحبي سيكل الكلام الي ولكنه قال يا ابن عمر ان من قبلنا وهي قبل الجهة ليس قبل الزمان لان قبل الزمان قبل وقبل الجهة قبل ان من قبلنا من اهل خراسان يتقوم يتقفرون العلم ويقرأون القرآن يقول انا ما انكر ان ما عندهم علم عندهم علم وانهم يزعمون ان لا قدر وان الامر انف وهذه الطائفة تعتقد ان الله لا يعلم بالاشياء الا بعد وقوعها في ارض الواقع وان الله لم يكتب شيئا في اللوح المحفوظ مطلقا. وانه ليس ثمة شيء اصلا اسمه قدر سابق وانما الله عز وجل يبقى هكذا حتى يوقع عباده الفعل او القول فيعلمه بعد وقوعه فقال ابن عمر فاذا لقيت اولئك فاخبرهم اني بريء منهم وانهم براء مني والذي يحلف به عبدالله بن عمر لو ان احدهم انفق مثل احد ذهبا ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر وهو الركن السادس من اركان الايمان لذلك اجمع الصحابة على كفر هؤلاء بل واجمع السلف الصالح على كفر هؤلاء الا ان ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية قال ان هذه الطائفة كانوا موجودين في اواخر عهود عهد الصحابة ولكن منكر العلم اليوم قليل طيب والمعتزلة المعاصرة هؤلاء يثبتون العلم السابق ولكن لا يجعلونه متعلقا بافعال الله عز وجل. ويخرجون افعال العباد ان تكون مخلوقة الله عز وجل وسيأتي تفاصيله في باب القدر. كل هذه الجزئيات سيأتي تفاصيلها في باب القدر ان شاء الله فقول الامام الطحاوي خلق الخلق بعلمه رد على هؤلاء الغلاة القدرية الذين ينكرون ينكرون علم الله عز وجل المسألة التي بعدها ما رأيكم في قول المعتزلة عن الله ان الله لا يجهل ولكنهم لا يقولون ان الله عالم بل يقولون لا يجهل فهل قولهم عن الله عز وجل لا يجهل قول صحيح الجواب ليس هذا القول بصحيح لعدة اوجه ليس هذا القول بصحيح لعدة اوجه انه قول مجمل ليس هذا القول بصحيح لعدة اوجه الوجه الاول انه مجانبة للتعبير عن الصفة بالنصوص الشرعية فان النصوص الشرعية انما عبرت عن نفي الجهل بماذا؟ بالعلم فلماذا يترك التعبير عن هذه الصفة بما عبر به النص الشرعي وينتقل الى تعبير لا نعلمه واردا لا في الكتاب ولا في السنة بخصوصه الله عز وجل عبر عن صفته هذه بانه عليم علام عالم لكن لم يقل في الكتاب والسنة انني لست بجاهل فاذا المتقرر عندنا ان التعبير عن المعاني الشرعية بالفاظ النصوص بالفاظ النصوص اولى فاذا تركهم للتعبير بالعلم واتجاههم الى التعبير بنفي الجهل هذا ترك للالفاظ الشرعية واتجاه لالفاظ غير شرعية ومنها يعني ومن الاوجه ان قولهم ان الله ليس بجاهل هذا لا يستلزم ان يكون عالما لان المتقرر عند العلماء ان اثبات العلم نفي للجهل. ولكن نفي الجهل لا يستلزم اثبات العلم ولذلك اذا سمعت المعتزلية يقول عن الله عز وجل الله ليس بجاهل فاياك ان تعتقد انه من نوع النفي الذي يثبت الذي يتضمن ثبوتا بل هو من النفي المحض الذي لا يتضمن ثبوتا ولذلك اذا استفسرته هل ربنا عالم؟ يقول ليس بجاهل. طيب هو عالم ولا لا لا يستطيع ان يجيب ولا يقول هو عالم وانما يقول ليس بجاهل فاذا حقيقة كلامهم هذا في النفي انه ليس من نوع النفي الذي يتضمن ثبوتا وانما من النفي الذي لا يتضمن ثبوتا ولا يخفى على شريف علمكم اننا قدمنا سابقا ان كل نفي لا يتضمن ثبوتا فلا يصح ادخاله في جملة صفات الله عز وجل الوجه الثالث انه لا يتصور ابدا ان في حق صفات الله عز وجل ان يكون من اسمائه العليم ولا يكون له علم لان المتقرر باجماع اهل السنة ان كل اسم من اسماء الله عز وجل فانه يتضمن صفة كمال من صفات جلاله وكبريائه وعظمته وعزه وجلاله عز وجل فاذا تفريقهم بين هذا وهذا تفريق بين متماثلين. والمتقرر في قواعد الشريعة ان الشريعة لا تفرق بين متماثلين كما انها لا تجمع بين مختلفين ومن المسائل ايضا على هذه القطعة اعلم رحمك الله تعالى ان الادلة دلت على اثبات صفة العلم لله عز وجل من الكتاب ومن السنة والاجماع والفطرة والحس وبما اننا قدمنا لك جملا من الايات والنصوص الدالة على اثبات علمه فانا اريد ان اذكر لك جملا من الادلة العقلية على اثبات علم الله عز وجل وذلك لان المعتزلة وغيرهم من اهل البدع يعظمون العقل تعظيما يجعلهم يؤمنون بان ما جاء به فهو الحق الذي لا مرية فيه والذي يجب تقديمه حتى وان عارضته النصوص كلها فبما انهم قوم يعظمون العقل فاننا نستطيع بعقولنا ان نثبت صفة العلم حتى وان لم يأت دليل من القرآن يثبت صفة العلم لله فاننا نستطيع من اوجه كثيرة ان نثبت لله عز وجل فان قلت وكيف نثبت عقلا العلم لله عز وجل فاقول ذلك من اوجه الاول ان المتقرر في قواعد في القواعد عند العقلاء ان الايجاد دليل العلم ان الايجاد دليل العلم فان قلت وكيف فاقول لان الانسان منا لا يوجد شيئا الا بعد تصوره انت تريد ان تصنع شيئا او توجد شيئا فلا بد اولا ايش يا جماعة؟ ان تتصوره وهذا التصور هو حقيقة العلم لان العلم معناه التصور طيب من الذي اوجد هذا الكون وخلقه؟ الله طيب خلقه بارادة ولا بلا ارادة؟ بارادة فيكون قبل خلقه قد علمه عز وجل. لا نقول تصوره وانما نقول علمه لانا لا نعبر عن صفات الله الا بالالفاظ الواردة في الكتاب والسنة فاذا هو الذي اوجد والايجاد يستلزم الارادة والارادة تستلزم العلم. اذا الايجاد يستلزم العلم هذا دليل عقلي فكيف تقولون ايها المعتزلة انه هو الذي اوجد هذا العالم وخلقه؟ ولا خالق الا هو ثم تنفون صفة العلم عنه هذا تناقض هذا تناقظ ولذلك هذه المصنوعات والمخترعات التي اخترعها البشر هل وجدت صدفة هل استيقظ من النوم فوجد ان انه قد صنع قد صنع هذه الالة بل ربما تكون فترات تصورها والتخطيط لها اكثر من فترات مباشرة الصناعة فاذا لا يمكن للمخلوق ان يوجد شيئا او يبدع شيئا الا بعد تصوره فاذا الايجاد دليل الارادة والارادة دليل وجود العلم فاذا الايجاد دليل العلم كما قاله العقلاء. وهذا ليس من قواعد اهل السنة بس. بل هو من قواعد العقلاء واما المجانين فهؤلاء لا قواعد عندهم تحكمهم وخذ وجها اخر ايضا عقليا يدل عقليا وحسيا في نفس الوقت وهي ان من رأى هذا العالم علويه وسفليه وجد فيه من الاحكام والاتقان ما تعجز العقول عن ادراكه حتى انه اعجز العقلاء والاذكياء عن عن معرفة كيفية وجد هذا العالم فهذا العالم مبني على نظام دقيق ومخلوق على نسق عظيم رفيع لا يمكن ابدا ان تختلط اموره ولا ان تضطرب احواله مع عظم افلاكه واجرامه التي تدور فيه ومع ذلك فانه ليس ثمة شيء يصطدم بشيء او يخرج شيء عن مساره المقدر له ولذلك جعل من علامات الساعة اضطراب هذه الحركة اذا الشمس كورت ليست عادتها اذا الساعة قامت خلاص واذا النجوم انكدرت جعل جعل اضطراب حركة هذا العالم من الامور الدالة على قيام الساعة كما ذكر الله عز وجل ذلك في جمل من السور كسورة الشمس وسورة الانفطار وغيرها فهذا العالم المتقن من الذي خلقه الله او يتصور ان يكون هذا الاتقان صادرا عن عن احد لا يعلم ما يمكن ابدا ولكن هؤلاء قوم اوباش لا عقول لهم يفكرون بها دع الكتاب ودع السنة وانظر الى هذا الاحكام البديع او يتصور من او تصور صدوره من من من جاهل لا يعلم شيئا جواب لا يمكن ابدا ولذلك يقول العلماء في ويقول ولذلك المتفق عليه في قواعد العقلاء ان احكام الصنعة دليل على خبرة الصانع وعلمه احكام الصنعة دليل على خبرة ايش يا جماعة؟ خبرة ماذا خبرة الصانع وعلمه ولذلك اذا رأيت ساعة غريبة الصنع فانك تعظم من صنعها واذا رأيت الة عجيبة في الصنع فانك تعلم ان ورائها عالما خبيرا اوجدها لكن لو وجئت ها لو وجدت الطفل يلعب بلعبه فيكسر هذه ويركب الرجل على الراس. واليد في ها في الفخذ فانك لا تأبه بصنعته الا انها غير متقنة ولكنك تعذره لانه غير عالم ولا خبير فصارت صنعته غير متقنة غير مرتبة فاذا اتقان هذا العالم دليل على وجوده عز وجل هذا اولا ودليل على انه عالم العلم المطلق الشامل وخبير الخبرة الكاملة التي لا يعتريها شيء من الاضطراب والاختلاف او النقض ومن الاوجه ايضا وهو الوجه الثالث اننا نجزم جزما ان من يعلم اكمل من مال لا يعلم ولذلك العلم بالنظر الى مجرده بغض النظر عن اضافته الى مخلوق او خالق. العلم بمجرده اوليس صفة كمال؟ لا. صفة كمال ولذلك يطمح الخلق له ويتفاوتون فيه ويكدحون في تحصيله لانهم يعلمون انهم كلما ترقوا في مدارج العلم ها كلما ازدادوا ها تحصيلا لصفة لصفة الكمال بل ان العلم كمال ليس في المخلوقات فقط بل حتى في الحيوانات العلم كمال في حقها بدليل انه لو صاد كلبان احدهما معلم والاخر غير معلم لحل صيد اي منهما الجواب سيد الكلب المعلق مع ان هذا الكلب هو عين هذا الكلب كلب وكلب. ولكن لماذا فضل هذا وميز للعلم الذي معه حل صيده بسبب العلم الذي معه فاذا العلم بالنظر الى ذاته كمال فاذا نظرت الى المخلوقات الا تجد ان المخلوقات عالمة اجبوا يا اخوان ولا لا؟ فاذا العلم في المخلوق موجود هناك خبراء وهناك علماء طيب اذا هم يكملون بحسب ما فيهم من العلم انظروا الان سانتقل منها الى شيء اخر انتبهوا الخلق يوصفون بالكمال لوجود العلم مع فيهم طيب ومن الذي اوجد الخلق اجبوا يا اخوان. الله. الله. ومن الذي اعطاهم هذا العلم؟ الله. ومعطي الكمال اولى بالكمال معطي الكمال اولى بالكمال. فكيف يعطيهم شيئا هو فاقد له لان المتقرر عندنا بل في قواعد العقلاء وانتبهوا الى القواعد المتقرر في قواعد العقلاء ان فاقد الشيء لا يعطيه ولذلك لو سألت احدا ان يجيبك عن مسألة هو فاقد للعلم فيها فلا يستطيع الا اذا كان سيتكلم بجهل ولا ما عنده شي ابدا وكذلك لو جئت الى فقير تطلبه صدقة؟ سيقول ما عندي فاذا لم يكن الله عز وجل موصوفا بالعلم فكيف يمتن بهذه الصفة الكمالية على خلقه بل يلزم من ذلك الوجه الذي بعده وهي اننا اذا نفينا صفة العلم عن الله فاننا نثبت ان الخلق اكمل منه لان من كان عالما اكمل ممن ليس بعالم فاذا اثبتنا العلم للخلق ونفيناه عن الخالق فيلزم من هذا نتوما الإخوان ولا رحتو فيلزم من هذا ان المخلوق افضل من الخالق وهذه النتيجة باطلة فدل ذلك على بطلان مقدماتها وهي نفي العلم عن الله هذه النتيجة باطلة وكل نتيجة باطلة فهي دليل على بطلان مقدماتها واضرب لكم مثال بسيط على المقدمات والنتائج الباطلة. مثال ذلك الثلج حار الثلج حر وكل حار فهو يلسع اذا الثلج وكل حار فهو يحرق. اذا النتيجة ما هي؟ الثلج يحرق هل هذه النتيجة صحيحة؟ لا اذا كانت النتيجة باطلة فاعلم ان المقدمتين باطلة او واحدة منها باطلة هنا المقدمة الاولى باطلة وهي قولنا الثلج حار لكن الثانية صحيحة وكل حار يحرق فاذا اذا كانت المقدمتان كلها باطلة فلا جرم ان النتائج سوف تكون باطلة من باب اولى وهنا يقولون انتبه الله لا يعلم والمخلوق يعلم. اذا النتيجة ان المخلوق اكمل من الخالق النتيجة باطلة فاذا لا بد ان تكون مقدماتها باطلة او واحدة من مقدماتها باطلة. المخلوق يعلم هذي باطلة؟ لا صحيحة. لكن الله لا هذي مقدمة باطل. فلما فسدت المقدمات فسدت النتائج وهي التي يعبر عنها العلماء بقولهم ان فساد اللازم يفضي الى فساد الملزوم فلما فسد هذا اللازم وهي ان انه يلزم من اثبات العلم للمخلوق ونفيه عن الخالق يلزم منه ان المخلوق اكمل من الخالق هذا اللازم فاسد اذا ما لزم منه فهو. الملزوم فاسد. لازمه فاسد. هذا اللازم فاسد فدلل فساده على فساد ملزومه. اي مقدمته التي وهذا كلام مناطقه ولكنه كلام صحيح ونحن نأخذ من منهم ما كان ما كان صحيحا. واضحة هذه؟ فاذا المتقرر باجماع العلماء ان صحة النتائج دليل على صحة المقدمات وصحة اللازم دليل على صحة الملزوم والعكس بالعكس فاذا يمتنع كل الامتناع ان يكون من وهب هذا الكمال وهي صفة العلم للمخلوق ان يكون فاقدا لها ويمتنع كل الامتناع ان يكون من وهب هذا العلم العظيم الكثير للمخلوقات يكون فاقدا له لان المخلوق سيكون حينئذ اكمل من واهبه وهذا ليس بصحيح فاذا هذه ادلة عقلية استطعنا بها ان نثبت ان الله عالم. فكيف اذا تأيد العقل بالادلة المتواترة الكثيرة كتابا وسنة ان الله عز وجل عالم ومن المسائل على هذه القطعة ايضا فان قلت لي وكيف تجرأ اهل البدع على انكار صفة العلم عن الله عز وجل كيف وصلوا الى هذه النتيجة الباطلة؟ لا سيما ما وقع فيه القدرية الغلاة الاوائل الذين يقولون ان الله لا يمكن ان يعرف الشيء الا بعد وقوعه كيف وصلوا الى هذه النتيجة؟ ما الذي اوصلهم الى هذه النتيجة الجواب اوصلهم الى هذه النتيجة جمل كثيرة ولكن من اهمها الفهم الفاسد لادلة الوحيين وذلك لانهم يقرأون القرآن فتمر عليهم ايات فتمر عليهم ايات يفهمون منها ان الله لم يكن يعلم ثم تجدد له العلم كقول الله عز وجل وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا ايش؟ الا لنعلم من يتبع ممن ينقلب على عقبه فهم يفهمونها فهما فاسدا وكذلك قول الله عز وجل وكذلك قوله عز وجل وليعلم الله من يخافه بالغيب انتوا معي ولا لا؟ ليعلم الله من يخافه بالغيب ونحو تلك الايات التي فيها نسبة العلم الى الله بالفعل المضارع. ليعلم او يعلم فهم يقولون بما ان هذا العلم يتجدد لله فاذا هذا دليل على ان الله كان لا يعلم ثم حصل له العلم بعد ذلك اذا سئلت عن شيء من ذلك فاجب بما اقوله الان وهي ان المتقرر عند العلماء ان كل فهم يخالف فهمه. يخالف ما ما اجمل هذه القاعدة ان كل فهم يخالف فهم السلف في مسائل العقيدة والعمل فهو باطل والمسألة هنا عقدية فلا يجوز لك ايها المعتزلي القدري ان تفهم هذه الايات الا على ضوء فهم السلف الصالح فان فان قيل لك وكيف كان السلف الصالح يفهمونها فقل ان السلف الصالح متفقون على ان الفهم الصحيح في هذه الايات المذكورة وما كان مثلها ان معناها ليظهر معلومنا في الناس. ويتحقق ما كنا نعلمه سابقا على ارض على ارض الواقع وذلك يتضح بالمثال البسيط فان من الناس من يعلم من ولده انه خائن يعلم من ولده انه خائن والاب يعلم من اولاده اشياء قد لا يعرفها الاولاد من انفسهم ولكن لو ان الاب عاقبه بسبب خيانته لكانت عقوبة الاب قبل اثبات الخيانة ها طريقا لاحتجاج الابن عليه فان الابن سيقول له وهل انا خنت انا لم اخن فلماذا تعاقبني ولذلك يعمد الاباء الى الاختبار حتى يثبت لابنه خيانته امام عينيه فيعطي الابن مبلغا من المال وهو عالم ماذا سيصنع فيه فاذا خان الابن حقيقة قال او لم اقل لك سابقا انك خائن لكن لو انني عاقبتك قبل ان اظهر معلومي فيك لك انت لك حجة في ان تقول لم اخن فاراد الله عز وجل فالله عز وجل يعلم كل شيء قبل ان يوجد الخلق. يعلم من سيؤمن علما كاملا يعلم من سيكفر يعلم من سيبتدع ويتبع يعلم من سيشل ويكون صحيح او يكون صحيحا. يعلم من يكون عاقما عقيما او يكون ولودا او كذا فليس ثمة شيء لا يعلمه الله لكن لو ان الله عاقب الكافر قبل خلقه وكفره وعاقب الزاني قبل وقوع الزنا منه وعاقب الفاجر قبل وقوع الفجور منه لكان ثمة ما يحتج به على الله. في قولهم لولا خلقتنا لو ارسلت الينا رسولا ولا لا؟ فاراد الله بالخلق ان يقطع حجتهم ويشهدهم على انفسهم. ولذلك الشهود يوم القيامة من؟ جوارحه. الله يشهد الله هو خير الشاهدين لكن لا يشهد عليك. وانما يجعل اعضائك هي التي تشهد عليك. لو ان اعضائك ما فعلت لم تشهد ولذلك قوله الا لنعلم اي ليظهر معلومنا فيكم نحن نعلمه سابقا لكن اردنا ان نظهره منكم امام اعينكم حتى لا يكون لكم علينا يوم القيامة ايش؟ حجة هذا هو ما يفهمه اهل السنة والجماعة من هذه الايات. لم؟ لم؟ لان النصوص المتواترة القطعية هي اثبتت عموم علم الله عز وجل لكل شيء. وتلك الاية فيها نوع احتمال ان العلم يتجدد اذ انكسروا هذا الاحتمال بالادلة القطعية المحكمة. لان طريقة الراسخين في العلم هي رد المحكم الى رد المتشابه الى المحكم ورد المحتمل الى الصريح ولا لا فحينئذ لا يمكن ابدا ان يكون معنى هذه الايات ان الله يجهل شيئا. لم؟ لان ايات كثيرة تدل على انه عالم بكل شيء. لا يجهل شيئا. اذا ما المعنى الصحيح لهذه الايات؟ ليظهر. ها فنظر اهل السنة فيها فوجدوا ان معناها الصحيح اي ليظهر معلومنا فيكم على ارض الواقع بحيث اذا عاقبناكم عليه يوم القيامة لا تقولون هلا خلقتنا هلا اوجدتنا؟ لو اوجدتنا لن نعصيك؟ لو اوجدتنا لن نزني، لو اوجدتنا لن نكفر فحتى ينقطع حجة المحتج فعل ذلك طولنا عليكم يا اخوان في هذي؟ فهمتم هذا؟ فهمتم بالمثال هذا؟ فاذا هذا الاب الاول لا يريد ان يعاقب ولده بالخيانة قبل ظهور الخيانة منه من باب كمال عدل الاب وايقاف الولد امام حقيقته التي كانت خفية عن الناس فاراد الله عز وجل بخلقه ان يظهر لهم معلومه فيه مع اننا معاشر اهل السنة والجماعة. نقسم بالله صريحة يسمعها الله مني الان انه لو عذب الكافر على كفره قبل خلقه ولو عذب الزاني على زناه قبل خلقه ولو عذب الفاجر والمبتدع على فجوره وبدعته قبل خلقه. وعذب جميع اصحاب الاثام قبل صدورها منهم لما عذبهم وهو ظالم لهم لما؟ لان الله لا يظلم احدا. فهو العادل العدل المطلق. سواء خلقنا او لم يخلقنا. فاذا خلقه لنا ليس لحاجة له ان يثبت شيئا. وانما لحاجتنا نحن لهذا الخلق حتى تقوم علينا الحجة وفي ان نرى انفسنا نكفر ونرى انفسنا نزني ونرى انفسنا نسرق ونرى انفسنا نظلم ونعتدي لكن لو انه ما خلق الخلق ومباشرة ادخل اهل النار النار وادخل اهل الجنة الجنة لما عذب احدا وهو الظالمون وهو ايش؟ وهو ظالم له هذا الذي نقسم عليه وندين الله عز وجل به ونسأله ان يأجرنا على هذا الاعتقاد وان يثبتنا عليه الى ان نلقاه لكن من كمال عدله ومن كمال قطع حجة خصمه خلقه واوجده على ارض الواقع وجعله يشهد هو على نفسه بما كان يعلمه الله عز وجل منه لتنقطع حجة هذا المخلوق يوم القيامة فلا ان يقول شيئا لان الله له الحجة له الحجة البالغة هل وضح لكم معنى ليعلم الله؟ نعم. واضح؟ هذا هو الذي يعنيه اهل تعنيه تلك الادلة. وقد اتفق اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى على تقرير ذلك. بس انا اختم لكم بفائدة وهي قصة الامام عبد العزيز اللي وعدتكم بها قبل قليل. وهي ان هناك كتابا اسمه كتاب بالحيدة انا انصحكم بقراءته فيه يتناظر اثنان ها الحيدة الحيدة فيه يتناظر اثنان تني وبدعي. السني هو الامام عبدالعزيز الكناني رحمه الله والبدعي هو بشر المريسي لا رحمه الله لانه تلقف هذه المقالة عن الجهل والجهم تلقفها ممن فوقه من هؤلاء المبتدعة الذين ينكرون صفات الله عز وجل وعلمهم فكان المأمون قد اخذ بشيء من رأي المعتزلة فاراد عبدالعزيز الكناني رحمه الله ان يكسر هؤلاء وشبههم على صخرة الكتاب والسنة فناظر بشرا بالكتاب فانقطع بشر قالت دعني من الكتاب والسنة واعطني العقل. قال طيب يا بشر وكان بحضور المأموم. يا بشر او تثبت ان الله عالم قال انا اقول الله لا يجهل قال يا بشر االله عالم اجب بالنفي والاثبات على عين ما سألتك عنه لا تحد عن الجواب فقال الله لا يجهل فقال حتى يا بشر عن الجوف. فكفى فكثرة قوله حتى سموه الحيدة يعني انه لا يجيبه على حقيقة سؤاله وانما يجيبه على شيء اخر فقال طيب الله لا يجهل. فهل نفي الجغل عن الله يستلزم مدحه بذلك فسكت قال انني اقول ان هذا العمود لا يجهل فهل اذا نفيت الجهل عن هذا العمود اكون قد مدحته بذلك ولذلك الله لما جاء يمدح ملائكته مدحهم باثبات العلم ولا بنفي الجهل؟ باثبات العلم. ولما جاء يمدح انبيائه واولياءه مدحهم بنفي الجهل ولا باثبات العلم اثبات العلم. فاذا كنت تريد ان تمدح ربك الذي خلقك حقا فلا تمدحه الا بما مدح به ملائكته وانبيائه واصفيائه فاثبت العلم له فانقطع ودائما ينقطع اهل البدع اذا قوبلوا بمثل هذه الادلة النيرة المستمدة من العقل الصحيح الصريح والنقل الصريح على كل حال على كل حال ان شاء الله ان نكتفي بهذا والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. تابع بقية هذه المادة من خلال المادة التالية