الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم من شرح متن العقيدة الطحاوية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد وقفنا عند قول الامام الطحاوي رحمه الله تعالى يهدي من يشاء يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا ويضلوا من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا قال الامام الطحاوي رحمه الله يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضله ويضلوا من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا الكلام على هذه القطعة في جمل كثيرة من المسائل المسألة الاولى هذه من اخطر وادق مسائل باب القضاء والقدر وقد وصف الامام ابن القيم رحمه الله تعالى هذه المسألة بانها قلب مسائل القضاء والقدر. وهي مسألة الهداية والاضلال وهي مسألة الهداية والاضلال وقبل ان نخوض في تفاصيل اقوال اهل الباطل مع الرد عليها لابد ان نبين اولا مذهب اهل الحق في هذه المسألة ولم يوفق للحق في هذه المسألة الا الموفقون وهم اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى فانهم قالوا ان الاضلال والهداية بيد الله عز وجل تقديرا وخلقا وايجادا وللمخلوق مدخل فيها تحصيلا واكتسابا هذه هي خلاصة مذهب اهل السنة قال اهل السنة رحمهم الله تعالى ان الهداية والاضلال بيد الله عز وجل خلقا وتقديرا وايجادا وللمخلوق يدخل فيها تحصيلا وتسببا واكتسابا فاذا اذا اهتدى المخلوق فان لهدايته نسبتين نسبة ترجع الى الله عز وجل ونسبة تخص المخلوق فاما ما يرجع الى الله فهو تقدير هدايته وخلق هدايته وايجاد هدايته من الذي خلق هدايتك واستقامتك؟ الله. من الذي قدر في لوحه المحفوظ انك ستكون من المهتدين؟ ستكون من الموفقين الله لكن من الذي سلك اسباب الهداية؟ انت ايها المخلوق. من يوصف بانه مهتدي من الذي يوصف بانه مهتدي؟ المخلوق نفسه المخلوق هو المهتدي وهو المصلي وهو المزكي فاذا نقول في مسألة الهداية والاضلال كما نقوله في سائر افعال المخلوقات. وقد تقرر عندنا قاعدة ان فعل المخلوق له فيه نائبتان شائبة ترجع الى الله وشائبة ترجع الى المخلوق فاما ما يرجع الى الله فهو تقدير فعل المخلوق وخلقه وايجاده. ومشيئته وكتابته في اللوح المحفوظ. هذه من التي فعلها هذه فعل من؟ فعل الله عز وجل ولكن ثمة شيء يرجع الى المخلوق وهو ايش؟ تحصيل هذا الفعل واكتساب هذا الفعل والقيام بهذا الفعل وسلوك اسباب تحصيل هذا الفعل ومن جملة افعال المخلوق الهداية والاضلاع والضلال. فالهداية فعل للمخلوق والضلال فعل للمخلوق فالمخلوق هو هو المهتدي والمخلوق هو الضال ولكن الذي خلق هذه الهداية وخلق هذا الاضلال وقدره على المخلوق من هو؟ الله عز وجل فاذا الهداية والاضلال تنسب الى الله خلقا وايجادا وكتابة ومشيئة وتقديرا ولكن تنسب الى المخلوق تحصيلا واقترافا واكتسابا ولذلك الله عز وجل ينسب الهداية والاضلال في القرآن له كثيرا فقال الله عز وجل في ايات كثيرة يهدي من يشاء ويضل من يشاء. وقال الله عز وجل يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وقال الله تبارك وتعالى ليس عليك هداهم ولكن الله ولكن الله يهدي من يشاء. وقال الله عز وجل ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده. وقال الله عز وجل من يشاء يضلله ومن يشاء يجعله على صراط يجعله على صراط مستقيم. وقال الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين. وقال الله عز وجل افمن زين سوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات والايات في هذا المعنى كثيرة لا تكاد تحصد. ولو انك بحثت في مادة هدا وضل القرآن الكريم لوجدت فيها ايات كثيرة تنسب الهداية والاضلال الى الله عز وجل فمن يهد الله عز وجل فلا مضل له ابدا. ومن يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ابدا كما قاله الله عز وجل بل وكان النبي صلى الله عليه وسلم في كل جمعة يقول هذا الكلام على المنبر امام الناس حتى يتبين لهم ان الهداية والاضلال بيد الله عز وجل. اذا قلنا الهداية والاغلال بيد الله يعني ماذا؟ تقديرا. تقديرا مشيئة وخلقا وايجادا وكتابة في اللوح المحفوظ. واذا وصفنا المخلوق بانه ضال فقلنا يا ضال ماذا نقصد بهذه النسبة؟ يا من حصلت الضلال واكتسبت الضلال وسلكت طريق الضلال ما ادري المسألة واضحة ولا لا؟ احمدوا ربكم على هذا الفهم. فقد ظل فيها طائفتان لا ينقصهم عقول ولا ذكاء. ولكن ينقصهم وهم ماذا؟ ارادة الله عز وجل ومشيئته التوفيق لهم. لم يوفقوا لطريق الهداية في هذه المسألة. لان الله ما اراد لهم الهداية عز وجل وما خلق لهم الهداية وما قدر لهم الهداية. وهي طائفة يقال لها طائفة جبرية وطائفة يقال لها طائفة القدرية وسوف يأتينا تفصيل مذهبهم بعد بعد قليل ان شاء الله. اذا هذا هو الحق في هذه المسألة فاهل السنة والجماعة يعتقدون ان الاظلال والهداية قدرا وقضاء وكتابة وخلقا ومشيئة وايجاد لا تكون الا بامر الله عز وجل واما نسبتها الى العبد فانها نسبة تحصيل واكتساب. نسبة تحصيل واكتساب هذا هو الذي ندين الله عز وجل به المسألة الثانية المتقرر عند العلماء ان الله لا يفعل الا لحكمة ومصلحة فجميع الافعال الصادرة من الله عز وجل لا تكون عبثا قال الله عز وجل افحسبتم انما خلقناكم عبثا. وقال الله عز وجل ايحسب الانسان ان يترك سدى وقد اجمع علماء اهل السنة على ان كل فعل يصدر من الله سواء كان فعلا كونيا او فعلا تشريعيا فان لله عز وجل فيه الحكمة البالغة والمصلحة المتناهية ولكن عقول البشر تعجز عن ادراك ماذا؟ عن ادراك هذه الحكمة وعن ادراك هذه المصلحة فعجز عقلك عن ادراكها ليس دليلا على عدمها في ذاتها لان المتقرر عند العقلاء ان عدم العلم ليس علما بالعدم طحنا في عبارات الفلاسفة ان عدم العلم ليس علما بالعدم ومن جملة افعاله الهداية والاضلال كما ذكرنا. فاذا اعلم ان الهداية والاضلال لا تكون من الله عز وجل عبثا وانما تكون لحكمة يعلمها الله عز وجل في عين هذا العبد قد العبد نفسه لا يعلم هذه الحكمة الربانية من نفسه فمن وقع عليه الاضلال فما ظلمه الله وانما اضله لانه مستحق للاضلال ومن وقعت عليه الهداية فان الله لم يهده لوجود منة للمخلوق على الله او او سابق استحقاق لا وانما هداه لعلمه بان هذا العبد صالح للهداية. ولذلك ينقسم عباد الله في هذه المسألة الى ينقسم الى قسمين الى مهتدين وضاءلين. فمن هداه الله فانما هداه لحكمة وغاية ومصلحة. ومن ان اظله الله عز وجل فانما اضله لحكمة وغاية ومصلحة. لذلك يقول الله عز وجل ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعه. اي لهداهم وفتح قلوبهم واسماع رؤوسهم وقلوبهم لسماع الحق وقبوله. لكن لانه لم يعلم فيهم خيرا في سابق علمه عز وجل حرمهم الهداية ولم يخلق فيهم الهداية وقال الله عز وجل ارأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على ايش؟ على علم فاذا الله يعلم ان هذا العبد لا تصلح له الهداية. فيحرمه منها عدلا منه عز وجل. ويعلم ان هذا العبد عبد صالح للهداية فيوفقه ويهديه لصراطه المستقيم فظلا. فمن اضله الله فانما اظل له عدلا ومن هداه الله فانما هداه فضلا. اذا ليس ثمة فعل يصدر من الله لا حكمة لا حكمة له. فلا حق للمخلوق ان يعترض على الله. لماذا تضل هذا؟ ها وتهدي هذا فان الهداية عطاء. والله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع اذا من المالك الحقيقي للهداية والاضلال؟ الله الله عز وجل هو الذي يملكها. ولذلك نحن في كل ركعة من ركعات الصلاة نسألها من مالكها الحقيقي. اهدنا الصراط المستقيم اذ لا يستطيع احد من الخلق ان يقدر لك هداية لم يكتبها الله لك. ولا نفعل لم يقضه الله عز وجل لك. كما قال النبي عليه الصلاة والسلام واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتب الله قد كتبه الله عز وجل لك المسألة الثالثة انتم معي في هذي ولا لا؟ اذا المسألة الاولى بينا فيها ماذا؟ عقيدة اهل السنة والجماعة في هذه المسألة الدقيقة ثم بينا ان الهداية والاضلال لا تكون الا عن حكمة وغاية. المسألة الثالثة اعلم رحمنا الله واياك ان الله من كمال فضله ورحمته بعباده اقام لهم اعلاما وطرقا ان سلكوها اهتدوا وحذرهم من طرق وسبل ان عبروها وطرقوها ضلوا. فالله لم يجعل الهداية الاضلال لغزا وانما بينه اتم البيان قال الله عز وجل وهديناه النجدين وعلى احد التفسيرين اي طريق الحق وطريق الضلال. ولذلك انزل الله كتبه لبيان طريق الحق من الضلال. وارسل رسله لهداية الناس الى الطريق الحق فلا حجة لاحد على الله انه لم يبين له طريق الهدى ولم يبين له طريق الضلال ابدا ذلك من سلك طريق الضلال فانما سلكه عن علم وهوى وشهوة وعناد. لم يسلكه عن جهل. ولذلك اغلب الذين تراهم عينك واقعين في الضلال لو سألتهم لقالوا انه حرام ولكن شهواتنا وادع لنا يا شيخ ادع لنا ان الله يهدينا يا شيخ فاذا ما وقعوا فيه عن جهل وانما وقعوا فيه عن علم. فمن رحمته عز وجل بعباده بين لهم طريق الهدى وبين لهم طريق طريق الضلال. ورفع اعلام طريق الهدى ووضح رايات طريق الظلام. وذكر في القرآن اسبابا كثيرة تفيد من سلكها الهداية والاستقامة. وذكر في كتابه طرقا كثيرة تفيد من سلكها الضلالة والغواية. فهنا يأتينا سؤال ما اسباب هداية الله عز وجل للعبد ما الاسباب التي اذا طرقناها فبتوفيق الله عز وجل يهدينا والله لا يخلف الميعاد لكن انت اطرق السبب واحسن الظن في الله عز وجل وابشر بخير. لا يضيع الله اجر من احسن عملا ما يمكن ابدا ان يخذلك الله اذا كان قلبك صادقا في طلب السبب. وبطلب الهداية فمن هذه الاسباب التي ذكرها العلماء رحمهم الله تعالى الدعاء وهو اعظم اسباب الهداية على الاطلاق ولذلك امرنا به في القرآن في قول الله عز وجل في سورة الفاتحة في في اعظم سورة في القرآن اهدنا الصراط المستقيم اهدنا الصراط المستقيم اي الهمنا ووفقنا ودلنا وارشدنا. وثبتنا على هذا الصراط المستقيم وقال الله عز وجل في الحديث القدسي في حديث ابي ذر قال يا عبادي كلكم ضال الا من هديته طيب وش الطريق؟ فاستهدوني اهدكم اي اطلبوا مني الهداية اوفقكم لها اوفقكم لا هذا وعد من الله والله ما يخلف الميعاد لكن لابد ان تطلبها من الله بصدق وافتقار وصدق انطراح بين يديه عز وجل ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم هو نفسه يطلب الهداية من الله. الله. وهو رسول الله. مع صوم من الرجوع والشرك. ومع ذلك لا يزال هو العبد المفتقر الى تثبيت ربه وهدايته. قال الله عز وجل ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا وفي صحيح الامام مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قام الى صلاة الليل قول دعاء الاستفتاح اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة ايش؟ اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. فاذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب من الله الهداية. طلب افتقار وحاجة فغيره ممن لا يؤمن عليه من باب من باب اولى في صحيح الامام مسلم من حديث علي رضي الله عنه قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا علي قل اللهم اهدني وسددني. واذكر بالهدى هدايتك الطريق من باب التدبر يعني. واذكر بالهدى هدايتك وبالسداد سداد السهم. يعني وان تقول هذه العبارات تذكر رجلا تائها في الطريق فاهتدى. حتى وافق قلبك مع ها مع قول لسانك. حتى لا يكون طلب الهداية مجرد الفاظ تقال باللسان لا حقيقة لها في الجنان في تدبر الجنان ونحن بين السجدتين شرع لنا طلب الهداية ايضا. شرع لنا طلب الهداية قائمين في الفاتحة وقاعدين في ماذا؟ ها في الجلوس وكذلك شرع لنا طلب الهداية في السجود كما سيأتي ان شاء الله في سنن ابي داوود من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين اللهم اغفر لي وارحمني وايش؟ واهدني وعافني وارزقني وفي الصحيحين من حديث انس وفي الصحيحين من حديث ابي عامر الاشعري رضي الله عنه قال قال النبي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اسلم الرجل منا علمه الصلاة وامره بان يدعو بهؤلاء الكلمات خلاص كانه يقول هذي منهج حياتك. انت الان اسلمت وعلمناك الصلاة اذا الباقي عليك انت. التزم هذه الدعوات ما هي؟ اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني هذا الحديث في الصحيح فيجعلها النبي صلى الله عليه وسلم منهج منهج حياة. منهج حياة. فاذا هذا اعظم سبب من اسباب الدعاء يا اخواني من اسباب الهداية وهو صدق اللجأ وصدق التظرع والانطراح بين يدي الله عز وجل ان يهديك. اطلبوا الهداية من ما الا ترى ان الانسان اذا احتاج الى شيء من النقود يسأل من يملكها ولا يذهب الى فقير يسأله لعلمه بان الفقير لا يملك ما يسأله. ولذلك يتضرع الناس الى الملوك ويحبون التعرف عليهم لعلمهم بان ما سيطلبونه من المال سيجدونه عندهم فاذا كنا نعرف ان فاذا كنا نعرف كيف نطلب شيئا من حطام الدنيا ونقصد ابواب اهلها المالكين لها حقيقة فلا ان نطلب الهداية من مالكها الحقيقي وهو الله من باب اولى. بالهداية سعادة الدارين. واما المال فانه سعادة في هذه فقط ومن اسباب الهداية التي نبه عليها القرآن والسنة الاقبال الكلي على تدبر كتاب الله عز وجل كتاب الله من ارتبط قلبه بكتاب الله واكثر من تلاوته وتعقله وتدبره فانه سيهتدي حتما ولابد حتما ولابد سيهتدي. وعد من الله عز وجل. قال الله عز وجل ان هذا القرآن يهدي للتي هي هي اقوى. وقال الله عز وجل قل هو اي القرآن للذين امنوا هدى وشفاء. وقال الله عز عز وجل يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وايش؟ وهدى. وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. وقال الله تبارك وتعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله يهدي به اي بسببه يهدي الا هو من اتبع رضوانه سبل السلام. والايات في هذا المعنى كثيرة. ومنها ايضا العناية النبوية وحفظها والعمل بمدلولها فان من عمل بسنة اهتدى قال الله عز وجل في شأن رسوله صلى الله عليه وسلم قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول الى ان قال وان تطيعوه تهتدوا فلا هداية الا في طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمقصود بطاعته اي اتباع سنته ومن اعظم اسبابها ايضا مجالسة الصالحين فان الله عز وجل قال في كتابه قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا على اعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الارض حيران له اصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا. قال الامام ابن كثير رحمه الله فيما معناه هذا مثل ضربه الله عز وجل لمن كان له طائفتان من الاصحاب اصحاب هدى واصحاب ضلال. فاصحاب الهدى يدلونه ويدعونه الى الهدى. هيا نصلي هيا نحضر الدرس هيا نستمع الخير هيا نحفظ العلم هيا وهيا الى مواسم الخيرات ومواقع قطر الهدايات واصحاب اخر يؤزونه ازا الى الشر والعياذ بالله. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير الحديث معروف لديه. وقد ذكر الله عز وجل سورتين من صور تأثير اصحاب السوء على من يصحب قال الله عز وجل ويوم يعظ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني. فاذا جلساء السوء من اعظم اسباب الضلال وكل قرين بالمقارن يقتدي. وفي الاثر المرء على دين خليله ينظر احدكم من يخالل الثانية قول الله عز وجل فاقبل بعضهم في سورة الصافات فاقبل بعضهم على بعض يتسائلون قال قائل منهم اني كان لي قرين. شف كيف يؤزه هذا القرين على الكفر بالله. يقول ائنك لمن المصدقين؟ ائذن متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمدينون؟ تصدق انت وين عقلك؟ تصدق في بعث في في حساب في جزاء في جنة في نار قال هل انتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم. قال تالله ان كدت لترضين متى لو اطعتك فيما قلت ولولا نعمة ربي يعني وهدايته وتوفيقه وتثبيته لكنت من المحضرين. ثم يلتفت على الملائكة واهل الجنة ثم يقول ما نحن بميتين خلاص يعني الا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين. ان هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا اي تلك النهاية السعيدة التي طريقها والثبات على الحق وعدم طاعة اصحاب السوء فليعمل العاملون ومن اسباب الهداية ايضا طلب العلم الشرعي فان اغلب من يضل انما ضل بسبب جهله فهذا العلم فرقان يتعرف به الانسان على الحق والباطل ومنها كذلك مجاهدة النفس والهوى وقصر النفس على طاعة الله وان لم ترغب قال الله تبارك وتعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين. فلا ينبغي للانسان ان قياده او زمامه لنفسه. فانها تقوده لكل شر. لان النفس امارة بالسوء الا ما الا ما رحم ربك ومنها كذلك التوبة كثرة التوبة طريق للهداية. قال الله عز وجل ويهدي اليه من اناب يعني من تاب لان الانابة هي التوبة ومنها كذلك قبول الحق اول مرة وعدم رده بعد اتضاحه وبيانه. متى ما سمعت الحق فاقبله وقل سمعنا واطعنا اياك ان ترد الحق فان من رد الحق اول مرة حرم من قبوله ثاني مرة قال الله عز وجل ونقلب افئدتهم وابصارهم اي في الضلال والاضلال بسبب كما لم يؤمنوا به اول مرة ونظرهم في طغيانهم يعمهون. وقال الله عز وجل فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ازاغ الله قلوبهم. وقال الله عز وجل الذين كفروا يعني بعد اتظاح الحق وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون فمتى ما عرض عليك الحق فاقبله فانك ان قبلت الحق اول مرة فهو طريق لهداية قبول الحق الثاني والحق الثالث واما اذا رددت الحق بعد اتضاحه وعاندته واستكبرت على الاذعان والتسليم له فقد طرق الضلال من اوسع ابوابها ومنها كذلك الايمان والعمل الصالح الايمان والعمل الصالح بوابة عظيمة من بوابات الهداية. قال الله تبارك وتعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اياه ديه ربهم بماذا؟ بايمانهم اذا بسبب ايمانهم وبسبب عملهم الصالح استحقوا ان يوصفوا بان يوفقوا للهداية وان يوفقوا الطريق المستقيم والمنهج القوي ومن مسائل هذا الباب عفوا وقبل قبل ذلك نقول اعلم ان من صدق حقيقة في طلب الهداية فلابد ان يسلك هذا سبيل تحصيلها. اذ ان المتقرر في القواعد ان دليل صدق الطلب سلوك هذا سلوك السبب دليل صدق الطلب سلوك السبب. من يعيدها دليل صدق طلب سلوك السبب. ما رأيكم في رجل يقول انا ساذهب الى مكة انا اريد ان اذهب الى مكة ثم نراه سالكا لطريق الشرقية يا مسلم مكة ورائك قال لا لا لا انا ساسلك طريق مكة واذا قدر الله اني عفوا انا ساسلك طريق هذا الطريق واذا قدر الله يوما من الايام والوصول الى مكة فسأصلها هل هذا صادق الرغبة في في مكة؟ الجواب لا. لانه لو صدق لسلك السبب. والعوام عندنا يقولون المشتهي او مهتوي يقطع المستوي تعرفون ما المثل كيف ظرب المستوي هذا بر يهلك يهلك فيه الناس وفي وفي طرفيه قريتان قرية المحب في احد اطرافه وقرية المحبوبة في الطرف الاخر وبينه وبين محبوبته هذه المفاوز المهلكة ولا في جوال ولا في وسائل اتصال فهو يريد ان يصل الى محبوبته فاخذ زادا يسيرا وماء قليلا ثم قطع البر وجاهد ها حتى وصل الى محبوبته فضرب مثلا قال المهتوي يقطع المستوي يعني لما صدق هواه في في تحصيل هذه المحبوبة تحمل بسببها ماذا؟ هذه المخاطر وسلك هذه الصعاب فالذي يريد طريق الجنة وهو في حقيقته سالك لطريق النار؟ هذا ما صدق الطلب ولا لا والاماني رؤوس اموال المفاليس الاماني رؤوس اموال المفاليس. من يشرح لي هذي ماذا يقصدون بقولهم الاماني رؤوس اموال المفاليس ما بعد وهاقول كذا اي نعم ولذلك يقول الله عز وجل ليس بامانيكم ها ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى بهذه الحقيقة التي لابد ان تقفوا عندها. اتركوا الاماني. تلك الاماني التي تغفل قلوبكم وعقولكم عن هذه الحقيقة من يعمل سوءا يجزى به تراها اماني نهايتها ماذا؟ نهايتها الابلاس لا ينبغي للانسان ان يشغل قلبه بكثرة الاماني وهو قاعد في بيته من غير تحصيل لاسبابها ما نبي اتزوج واخو عمجيص قاعد في وسط البيت لا راح يدور ولا راح والا يبي يتوظف وهو قاعد في وسط البيت ولا يقول والله لقد اشتقت لولد صغير يقول بابا بابا. وهو قاعد في بيت ماما ماما ماما رح دور لك حرمة وتزوج وادفع المهر واجتهد لو كان كل شيء نتمناه لحصل ها ممتاز هذا متى يكون في الجنة ها؟ في الجنة نسأل الله ان لا يحرمنا واياكم من فضله. اما في الدنيا لا الدنيا حجبت اثار امانيها الا بسلوك اسبابه حجبت اثار امانيها الا بسلوك اسبابها. هذه الدنيا حقيقة الدنيا ان اثار الامنية محجوبة الا اذا سلكتها اانت فانت الذي تصل الى الامنية لا تنتظر الامنية تصل اليك. اما الجنة لا انت ما تروح للامنية الامنية هي التي تصول اليك طائعة راغبة فاي شيء تتمناه في هذا في الجنة يصلك انت. شوف الفرق العظيم بين الدنيا والاخرة فمسكين هذا من يضيع الاخرة بشهوة من شهوات الدنيا. عنده خلط بين الدنيا بين حقيقة الدنيا وحقيقة الاخرة. فرق بين دار تتمنى فيها الاماني ثم تموت ولا تزال تتمنى ولو اننا قلنا لاهل المقابر قوموا لقام كل واحد منهم ولا يزال في قلبه ايش؟ امنية لم يحققها في حياته حال بينه وبينها الموت المرض الحوادث العجز عدم القدرة. اما الجنة ما فيها ذلك ابد. كل شيء تتمناه تجده طيب يمكن تموت قبل ما تحقق امانيك في الجنة؟ ما فيها موت. تقعد تطلب ليل ابد الابد ولذلك نحن في الدنيا يقول والله ابي وظيفة وابي زوجة وابي اكمل دكتوراة وابي اكمل بروفيسور وابي اصير استاذ كرسي يا ابن الحلال حدك اه حدك بس عمرك كله بيروح في دراسة حتى ندرك امانينا في هذه الدنيا لان العمر محدود فيها لكن الجنة انا راح اكتمل تمنى على ما تشاء ما في موت لا موت يقطعك عن تحقيق هذا الامان ولا مرض يقطعك عن مزاولتها ولا هم ولا غم يصيبك يلهيك عنها ان اصحاب الجنة اليوم يأزينه ويزن الكلام عنها يا شيخ ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون. طيب والانسان اذا صار لوحده يتفكه ربما يمل. قال لا لا مو انت بلحالك قاعد في البساتين بلحالك والقصور بلحالك هم حتى يكمل نعيمهم ان الانسان قد يأكل من ثمرات ويدخل اجمل البساتين ولكن يمل والبساتين قدامه الانهار لكن يمل الانفراده فنبه الله على انك وان اكلت وان تمتعت فلست وحيدا مع ان الوحدة في الجنة لا ملل فيها لكن من باب كمال زيادة اللذة والنعيم قال هم وازواجهم. حتى حتى يكمل نعيمهم ثم تكمل فرحتهم في جنة عرضها السماوات والارض. نسأل الله ان يثبتنا واياكم على الاعتقاد الصحيح مين اللي جاب هالكلام اي نعم فلذلك عندنا هذه القاعدة احفظوها ان الانسان اذا كان صادقا صادق الرغبة صادق الرغبة في ارادة شيء فان ان علامة صدق الرغبة ليس مجرد نطق اللسان بل عمل الجوارح في تحصيل هذا في تحصيل هذا الامر اظن الوقت انتهى كم بقي طيب ومن مسائل هذه القطعة ايضا. لقد قسم العلماء انواع الهداية الى الى اربعة انواع لقد قسم العلماء الهداية الى اربعة انواع اشتد خلافهم في نوعين واتفقوا على نوعين الهداية الاولى الهداية العامة. وهي المقصودة بقول الله عز وجل الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى وهذه الهداية يدخل فيها البر والفاجر والمؤمن والكافر والانس والجن والادميون والبهائم حتى الحشرة حتى النملة وليست النملة مهدية لعملها؟ ولا لا يا جماعة اوليست النملة والنحلة مهدية لعملها؟ بل الذباب يدخل فيها. اعطى الله عز وجل كل شيء خلقه ثم هدى كل مخلوق الى القيام بماذا؟ بعمله ووظيفته في هذه الحياة هذه يسميها العلماء هداية؟ هداية عامة. حتى الحيوانات تدخل في هذه الهداية. القسم الثاني هداية اهل الجنة للجنة واهل النار للنار فاهل الجنة اذا دخلوا الجنة يهدون واهل النار اذا دخلوا النار يهدون. كيف؟ قال اهل بعد دخول الجنة يهدون الى منازلهم وقصورهم. فكل واحد بعد دخول الباب الجنة يذهب مباشرة من غير سائق ولا دليل الى بيته وقصره في الجنة انتم ترون الناس اذا خرجوا من مسجد الجمعة هل يحصل بينهم تصادم واضطراب كل مضيع بيته ولا كل واحد ها كل واحد يروح لبيته مهديون الى بيوتهم يعرفونه. فاهل الجنة يعرفون بيوتهم كما يعرفون. ها هؤلاء بيوتهم. مع اننا ما عندنا وصف الان ولا في شيء عندنا. لكن الله عز وجل يهدي اهل الجنة الى منازلهم ونعيمهم. وكذلك اهل النار يهدون الى ها منازلهم في النار والعياذ بالله تعالى هاتان الهدايتان لم يتكلم عليهما اهل العلم كثيرا اذ لا مخالف فيهما اصلا لكن الخلاف بين اهل القبلة بين اهل البدع واهل السنة في الهدايتين الاخيرتين. وهما الهداية الثالثة والرابعة اما الثالثة فهي هداية التوفيق والالهام واجمع اهل السنة على ان هذه الهداية لا يقدر عليها الا الله عز وجل لا يستطيع ان يهديك هداية توفيق والهام. لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح فضلا عن غيره. فلا يملك هداية القلوب الا من الاعلام الغيوب عز وجل لا يملك هداية القلب الا علام الا من خلق هذا القلب فان قلت وحتى النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك هذه الهداية؟ الجواب نعم. بدليل قول الله عز وجل انك لا تهدي من احببت فالهداية المنفية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا انما هي هداية ماذا؟ التوفيق والالهام وهي غير الهداية في قول الله عز وجل وانك لتهدي الى صراط مستقيم. لان هذه الهداية هداية الدلالة والارشاد وهي النوع الرابع ولذلك اهتدى الاباعد على يديه ولم يهتدي على يديه من تربى على فراشه. وكان يأكل من طعامه في بيته اهتدى على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال من الحبشة وصهيب من الروم وسلمان من فارس واهتدت عليه الامم المجاورة ولكن ابا طالب همه لم يهتدي عليه هذه الهداية لا تعرف مجاملة ولا تعرف قرابة وليس فيها شفاعة ولا واسطة. وانما هي محض توفيق وفضل يرسله الله الله عز وجل يوفقه الله من يشاء من عباده وهي التي نقول ان الاضلال والهداية بيد الله عز وجل. فهداية التوفيق والالهام انما هي من خصائص الله عز وجل لا احد لا يملكها لا يملكها احد ولذلك يقول الله عز وجل ولو شاء ربك ها لهدى الناس جميعا. ولو يشاء الله الناس جميعا لو اراد ان يوفق الناس جميعا الى الهداية في لحظة واحدة في ثانية واحدة كل الناس يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويهتدون ولكن هذه تأباها حكمة الله عز وجل. قال الله عز وجل ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا فانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ها واضح هذا الهداية وهذه الهداية انكرها المعتزلة. هذه الهداية انكرها القدرية المعتزلة. قالوا ان الله لا شيئا من الهداية. ولا يملك شيئا من الاضلال وسيأتي تفصيل كلامهم بعد قليل او الدرس القادم ان شاء الله الهداية الرابعة هداية الدلالة والارشاد والبيان وهذه يملكها الصالحون من البشر كالانبياء والعلماء والدعاة وغيرهم وهي المقصودة بقول الله عز وجل واما ثمود فهديناهم. فاستحبوا اما على الهدى فهديناهم اي وفقناهم للهداية؟ الجواب لا لو وفقهم الله للهداية لما كفروا لكن قوله عز وجل فهديناهم اي دللناهم وارشدناهم لطريق الحق والهدى ببعثة الرسول وهو صالح وعلى نبينا افضل الصلاة وازكى التسليم وهي المرادة بقول الله عز وجل وهي المرادة بقول الله عز وجل وانك لتهدي الى صراط مستقيم. وهي ايضا المراد بقول الله عز وجل وجعلناهم ائمة يهدون يهدون ماذا يعني؟ يعني يدلون ويرشدون يبينون للناس طريق الحق طريق الحق ومنهج الله عز وجل فاذا هذه الهداية يملكها الصالحون الصالحون من البشر المسألة التي بعدها في قول الامام الطحاوي يهدي من يشاء ويضل من يشاء. رد على المعتزلة القدرية فيما ذهبوا اليه. في هذه المسألة رد على المعتزلة القدرية فيما ذهبوا اليه في هذه المسألة. فان قلت وما مذهبهم فان قلت وما مذهبهم فاقول قال المعتزلة ان الله لا يجوز ان يوصف بانه يهدي او يضل لا يجوز ابدا ان نصف الله او ان نعتقد ان من افعال الله الهداية والاضلال. قالوا ابدا لا يجوز قلنا طيب والقرآن يقول يهدي ويضل. ايات كثيرة كما ذكرتها لكم. فيها يهدي وفيها يضل. قالوا ان نسبة الهداية الى الله معناها بيان طريق الصواب. فيحملون الهداية المضافة الى الله على هداية ايش؟ الدلالة والارشاد. فاذا هداية التوفيق والالهام ينكرها المعتزلة طيب عرفنا وش معنى يهدي؟ عندكم. ما معنى نسبة الاضلال الى الله؟ قالوا معناها وصف عبده بانه ضال بس فقط فاذا وصف الله الكافر بانه ضال فقد اضله. مجرد وصف لكن الله لم يخلق ضلال الكافر فاذا هم لا يجيزون نسبة الهداية ولا الاضلال الى الله بخلاف اهل السنة نحن ننسبها الى الله نسبة ماذا؟ ها نسبة خلق وايجاد وتقدير وكتابة ومشيئة وتقدير هم يقولون لا احذر من ان تنسب احذر من ان تقول ان الله يهدي. او ان الله يضل وانما نسبة الهداية الى الله معناها بيان طريق الصواب ونسبة الاضلال الى الله معناها وصف العبد بانه ضال فقط لكنه لم يخلق ولم يقدر هداية للعبد هذا مذهبهم مذهب باطل مناقض للمتواتر من الادلة كتابا وسنة ومناقض لاجماع اهل السنة لكن قد يسألني سائل يقول وعلى اي شيء اعتمد المعتزلة في هذا المذهب الخبيث وعلى اي شيء اعتمد المعتزلة ها في قولهم هذا الخبيث. نقول اعتمدوا على خبيثين وان الخبيث لا ينتج الا خبيث والباطل لا يلد الا باطلا وما بني على ها؟ الباطل فهو باطل فان عند المعتزلة اصلين باطلين. بنوا على هذين الاصلين هذا القول الباطل الاصل الاول عندهم ان الله لم يخلق افعال العباد وانما العبد هو الذي يخلق فعل نفسه بنفسه طيب نحن قررنا ان الهدى والضلال من افعال من؟ الهدى والضلال من افعال من؟ العبد الهدى فعل يصدر من العبد. والضلال فعل يصدر من العبد. فاذا كان الهدى والضلال من جملة افعال العبد فاذا لا تدخل تحت ارادة الله ولا خلقه ولا مشيئته. وانما العبد هو الذي يخلقها ارأيتم كيف هذا فهمتم من فهم من فهم الاصل الاول وكيفية ابتلاءه ها هذا اصل فاسد فلانهم يقولون بان العبد هو الذي يخلق فعله فيكون هو الذي خلق الهدى والضلال لانهما من جملة افعاله وثمة وقد رددنا على هذا القول. رددنا عليه في مباحث مسائل باب القدر. ما يحتاج انا نعيده ولكن نبين فقط الاصول الفاسدة. الاصل الثاني قالوا يجب على الله فعل الاصلح للعبد. هذا اصل من اصوله. اصل من اصول المعتزلة وجوب فعل الاصلح فيجعلون الله عز وجل كالمكلف يوجبون ويحرمون عليه وهل من الصلاح للعبد ان يضله الله؟ اجيبوا يا جماعة وهل من الصلاح للعبد ان يظله الله؟ الجواب لا فبما انه ليس اضلال الله للعبد صلاحا فلا يكون الله هو الذي اضل لاننا لو لانهم يقولون لاننا لو اثبتنا ان الله هو الذي اضله فلا يكون الله في هذه الحالة قد فعل الاصلح له وكان الواجب على الله ان يفعل الاصلح له هذه مشكلة عظيمة هذه مشكلة عظيمة فيجعل فيتجرأون على مقام الربوبية ويوجبون على الله ويحرمون عليه فصار الرب عز وجل عندهم كالعبد المربوب جل وعلا يقولون افعل كذا ولا تفعل كذا لا يليق بك ان تفعل كذا ويليق بك ان تفعل كذا. ولا يصلح منك ان يصدر كذا بل يصلح منك ان يصدر كذا وهذه جرأة عظيمة انما رباهم عليها من؟ الفلاسفة الذين لا يألون جهدا في تحريف نصوص الكتاب والسنة فلما خف ميزان النصوص في قلوبهم خف ميزان من من تكلم بهذه النصوص فصاروا يحرمون ويوجبون عليه. وكلا الاصلين باطل كل البطلان وقد بينا بطلانهما في في مباحث باب القضاء والقدر. فيدخلون الله عز وجل في دائرة العبد المحاسب في دائرة المحاسبة لماذا تفعل؟ لماذا تظل؟ لماذا تهدي فاذا خلاصة ما اقوله في هذه المسألة هو بيان منهج المعتزلة. فان قيل لك ما مذهب المعتزلة في هذه المسألة؟ فقل مذهبهم تحريم نسبة الاضلال والهداية الى الله عز وجل فان سألك سائل وقال وكيف نحمل الادلة الكثيرة التي فيها نسبة الهداية والاضلال الى الله؟ فقل جوابا عنهم يعني جوابا لهم يقولون ان النسبة هنا ليست حقيقية. وانما نسبة مجازية. فكل اية تنسب الهداية الى الله المقصود بها بيان طريق الصواب. وكل اية تنسب الاضلال الى الله فالمقصود بها وصف العبد فقط بانه فان قيل لك وما الاصول التي بنى المعتزلة عليها مذهبهم الخبيث هذا؟ فقل اصلان. الاصل الاول انهم زعموا ان العبد هو الذي يخلق فعله. الاصل الثاني زعموا ان الله يجب عليه فعل الاصلح لعباده واما مذهب الجبرية فلعلنا نرجئه الى الدرس القادم ان شاء الله مع بقية تفاصيل الاهتداء والاضلال عند اهل السنة والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. نسأل الله ان يعلمنا وان يفقهنا وان يثبتنا وان يهدينا وان يرزقنا واياكم الاخلاص في القول والعمل. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد تابع بقية هذه المادة من خلال المادة التالية