انه امره ومرة يصف القرآن بانه علمه وهذه كلها غير مخلوقة ومن زعم ان القرآن مخلوق فقد زعم ان علم الله مخلوق. لان القرآن داخل في حدود علمه لا في حدود خلقه امره ما يشاء يحدث من امره ما يشاء وان مما احدثه ان لا تكلموا في الصلاة وان مما احدثه الله عز وجل الا تكلموا في الصلاة فالمقصود بقوله يحدث ان يجدد الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم من شرح متن العقيدة الطحاوية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد شرحنا في الدرس الماظي مذهب اهل السنة والجماعة بما يتعلق بكلام الله عز وجل وبيناه بالادلة وما يتعلق به ولله الحمد والمنة واليوم باذن الله عز وجل نكمل مسيرتنا في شرح قطعة من هذه العقيدة الكريمة المباركة وهي عقيدة اهل السنة والجماعة في القرآن الكريم اقول اعلم رحمك الله تعالى ان اهل السنة والجماعة يعتقدون في كتاب الله عز وجل جملا من العقائد العقيدة الاولى انه انه كلام الله عز وجل ودليل هذه العقيدة قول الله تبارك وتعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ومن المعلوم انه لا احد يستطيع ان يسمع كلام الله شفاها بلا واسطة وانما المقصود بكلام الله في قول عامة المفسرين انما هو القرآن ووصف الله عز وجل القرآن بانه كلامه وكذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم الا رجل يحملني الى قومه لابلغ كلام ربي الا رجل يحملني الى قومه لابلغ كلام ربي فان قريشا قد منعوني ان ابلغ كلام ربي وما المقصود بقوله كلام ربي؟ الجواب المقصود به القرآن وقال عمرو بن دينار رحمه الله تعالى وهو من كبار التابعين ادركت الناس منذ سبعين سنة يقولون الله الخالق وما سواه مخلوق الا القرآن. فانه كلام الله غير مخلوق منه بدأ واليه يعود ومن المعلوم ان اغلى السنة والجماعة اجمعوا رحمهم الله تعالى على ان على هذه القضية العظيمة العظيمة والعقيدة الفخمة من ان القرآن كلام الله عز وجل ولا يعرف بين السلف الصالح شيء من الخلاف في هذا وبما ان القرآن كلام الله فاذا يكون صفة من صفاته عز وجل لان ما يظيفه الله عز وجل الى نفسه لا يخلو عن حالتين اما ان يضيف الى نفسه شيئا لا يقوم بذاته فهو من باب اضافة الصفة الى موصوفها واما ان يضيف الى ذاته الكريمة اعيانا هي قائمة بذاتها فهذا من باب اظافة التشريف والتكريم والكلام الذي اضافه الله عز وجل له هو من باب اضافة المعاني وليس الأعياد فيكون القرآن من جملة صفات الله عز وجل لانه كلامه وكلامه صفة من صفاته تبارك وتعالى وهناك دليل حسي وعقلي ظاهر جدا على ان القرآن كلام الله وهو ان الله عز وجل قد تحدى الكفار لما كذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم وزعموا ان القرآن ليس هو كلام الله عز وجل. فتحداهم الله عز وجل ان يأتوا بمثل هذا القرآن كما قال الله تبارك وتعالى قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ثم نزل في تحديهم الى عشر سور من مثله مفتريات ثم نزل معهم الى ان تحداهم بالاتيان بسورة من مثله مع ان القوم افصح الناس ففيهم كبار البلغاء وعظماء الخطباء وفيهم الشعراء ومع ذلك يتحداهم وهم اهل الفصاحة والبلاغة والشعر والبيان ان يأتوا بشيء بسورة من مثل هذا القرآن ومع ذلك يعجزون عن بكرة ابيهم ان يعارضوا هذا القرآن بمثله فلو ان هذا القرآن من كلام محمد صلى الله عليه وسلم لاستطاع غيره ان يصطنع مثله فان كلام البشرية تشابه في كثير من احيانه مهما بلغ الانسان في فصاحته وبلاغته فان هناك من البشر من يفوقه او يصف مصافه في هذه البلاغة مع شدة عداوتهم لكتاب الله عز وجل وسعيهم الحثيث في ابطال هذا القرآن. وابطال مصدره ومن المعلوم انه مع قوة سلاح البلاغة والفصاحة وشدة العداوة فانهم لن يدخروا وسعا في ان يعارضوا هذا القرآن بشيء منه ولكن مع ذلك عجزوا لا لان الله عز وجل سلب قدرتهم وبلاغتهم وفصاحتهم. لا وانما لان كلام الله ليس كمثله شيء فليس كلام الله عز وجل ككلام البشر حتى يستطيع البشر ان يعارضوا مثله او يصطنعوا مثله او يوجد مثله في في في بلاغته وفصاحته عظمته لا يمكن ابدا فكما ان وجه الله عز وجل لا يماثله شيء من وجوه المخلوقين وعلمه لا يماثل شيئا من علم المخلوقين فكذلك كلامه لا يستطيع البشر مهما بلغ في فصاحتهم وبلاغتهم ان ينظموا كالقرآن في بلاغته وفصاحته فلو كان هذا القرآن من كلام محمد صلى الله عليه وسلم او من كلام غيره من الناس لقدر غيره من اهل اللغة والفصاحة ان يعارضوه بمثله ولكن كما قاله العلماء ان فضل كلام الله عز وجل كفضل الله على البشر ان فظل كلام الله عز وجل كفضل الله عز وجل على البشر فكما انه ليس كمثله شيء في كافة صفاته فليس مثل كمثله شيء شيء في كلامه فاذا هذه عقيدة قد انطوت عليها قلوبنا ونشأنا عليها وننطقها بالسنتنا وندرسها لطلابنا وهي ان القرآن كلام الله عز وجل فان قلت وكيف تنسب القرآن الى انه كلام الله مع ان الله عز وجل نسب قوله لغيره فقد قال في سورة التكوين انه اي القرآن. لقول رسول كريم والمقصود بالرسول هنا في سورة التكوير اي جبريل عليه الصلاة والسلام وفي سورة الحاقة قال الله عز وجل انه لقول رسول كريم ويقصد بالرسول هنا محمدا صلى الله عليه عليه وسلم فالله عز وجل ينسب القرآن الى انه من قول جبريل ومن قول محمد صلى الله عليه وسلم فكيف تقول ان القرآن من قول الله وكلام الله الجواب لا اشكال في هذا ولله الحمد والمنة وهي ان نسبة القرآن الى انه من قول جبريل ومحمد عليه الصلاة والسلام انما هي نسبة تبليغ واداء لا نسبة قول ابتداء لا نسبة ابتداء. فاول من تكلم بهذا القرآن ومنه بدأ هذا القرآن انما هو الله عز وجل فالقرآن كلام الله عز وجل حروفه ومعانيه. ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف. بل مجموع الحروف والمعاني هو هي كلام الله عز وجل فنسبته الى جبريل والى محمد صلى الله عليه وسلم انما هي نسبة تبليغ واداء فقط. واما نسبته الى الله عز وجل فهي نسبة ابتداء. والمتقرر عند العلماء ان الكلام ينسب الى قائله ابتداء النسبة حقيقة وينسب الى مبلغه نسبة نسبة اداء نسبة اداء كما لو قلت لكم الان قولا ثم نقلتموه عني فهو قولكم بلاغا وقولي ابتداء فهو قولكم بلاغا وقولي ابتداء. فكذلك القرآن اول من تكلم به ابتداء من من هو؟ الله عز وجل. ثم سمعه جبريل من الله عز وجل على الصفة التي يريدها الله تبارك وتعالى ثم بلغه جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم ثم سمعته الصحابة من فم النبي صلى الله عليه وسلم. كما قال الله عز وجل في بيان سلسلة القرآن وسنده انه لقول وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين فلا اشكال في هذا العقيدة الثانية من عقائد اهل السنة والجماعة القرآن وهي اننا نعتقد الاعتقاد الجازم الذي لا ينخرم ان شاء الله عز وجل الى ان نموت ان القرآن منزل من عند الله تبارك وتعالى غير مخلوق ولقد اجمعت الامة على ان القرآن ليس بخالق ولا بمخلوق لانه كلام الله عز وجل وكلامه صفة من صفاته وليس من صفاته عز وجل شيء مخلوق فمن زعم ان القرآن مخلوق فقد زعم ان كلام الله مخلوق. ومن زعم ان كلام الله مخلوق فقد زعم ان ان في ذات الله عز وجل شيء مخلوق. وهذا لا يجوز اعتقاده في الله تبارك وتعالى والادلة على ان القرآن منزل كثيرة جدا لا تكاد تحصر كقول الله عز وجل وانه اي القرآن لتنزيل رب العالمين وقوله عز وجل حميم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم قول الله عز وجل انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون والادلة على ذلك كثيرة وهذا مجمع عليه بين اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى ولكن ان سألنا سائل وقال ما الدليل على انه ليس بمخلوق الجواب الادلة على ذلك كثيرة جدا اولها اجماع اهل السنة والجماعة وهو الاجماع المعتبر في هذا الموضع. لان المسألة عقدية ولا عبرة في مسائل الاعتقاد بخلاف اهل البدع وانما العبرة باتفاق اهل السنة والجماعة فاذا اجمع اهل السنة والجماعة على عقيدة معينة فهو الاجماع الذي يجب اتباعه وتحرم مخالفته وقد نقل هذا الاجماع جمع كثير من اهل السنة والجماعة من ان القرآن ليس بخالق ولا بمخلوق كما قال عمرو بن دينار في قوله الذي امليته عليكم قبل قليل ادركت الناس منذ سبعين سنة يقولون الله الخالق وما سواه فمخلوق الا القرآن فانه كلام الله غير مخلوق هذا هو عقيدة الناس منذ سبعين سنة من عهد عمرو بن دينار. فقد اجمع على هذه العقيدة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون وتابعوهم باحسان الى يومنا هذا واهل السنة لا ينخرم اعتقادهم ولا يخالف منهم احد ابدا بل وقد اجمعت الامة من اهل السنة اقصد اهل السنة والجماعة على ان من زعم ان القرآن مخلوق فانه كافر العظيم ومن الادلة على هذه القضية ايضا قول الله عز وجل الا له الخلق والامر فاما الخلق ففعله واما الامر فقوله والقرآن يدخل تحت فعل الله ولا يدخل تحت قول الله اجيبوا ايها الاخوان الجواب ان القرآن لا يدخل تحت فعل الله وانما يدخل من جملة قول الله. فاذا القرآن من الامر ام من الخلق؟ الجواب من الامر. والامر ليس بمخلوق لان الامر قول الله عز وجل. فلما كان القرآن كلام الله فيكون من قوله وقوله هو المقصود بالامر في قوله الا له الخلق والامر فقسم الله عز وجل الاشياء الى امرين. الى خلق والى امر والقرآن من الامر وليس من الخلق. فدل ذلك على ان القرآن منزل غير مخلوق ومن الادلة على ذلك ايضا قول الله تبارك وتعالى الرحمن علم القرآن خلق. الانسان ففرق الله عز وجل بين بين علمه وخلقه فالقرآن من علم الله عز وجل والانسان من خلق الله عز وجل وعلمه عز وجل غير مخلوق كما قال الله عز وجل ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم. ما المقصود بهذا العلم الذي جاءه؟ القرآن فوصف الله القرآن بانه علمه. فمرة يصفه بانه قوله وكلامه ومرة يصفه وكذلك قول الله عز وجل القرآن وكذلك وكذلك قول الله عز وجل. فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم. فقل تعالوا ندعوا ابناءنا وابناءكم الاية والشاهد منها قوله من بعد ما جاءك من العلم. ما العلم الذي جاءه القرآن. فالله وصف القرآن هنا بانه علمه اذا هو يدخل تحت قول الله عز وجل علم القرآن. لم يقل خلق القرآن وخلق الانسان وانما قال علم القرآن فالقرآن علمه وعلمه ليس بمخلوق والقرآن امره وامره ليس بمخلوق. والقرآن كلامه وكلامه ليس بمخلوق. اذا هذا يثمر لنا ان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق ومن الادلة ايضا قول الله تبارك وتعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ومثلها. قول الله عز وجل ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفذت كلمات الله. فاخبر الله عز وجل ان كلماته غير متناهية فلو ان البحر الذي خلقه الله عز وجل كانت مياهها مياهه مدادا. واشجار الخلق في هذه الارض التي خلقها الله صارت اقلاما. بنيت فصارت اقلام وصار الناس يأخذون من هذه الاشجار فيغمسونها في هذا المداد ويكتبون بها كلام الله عز وجل والله يتكلم لجفت الذي حاضه وتكسرت الاقلام وكلام الله لم ينتهي مع ان الواحد منا لان كلامنا مخلوق لو انه اخذ قلما من المكتبة جديدا وكتب ما في جعبته لانتهى كلامه ولم ينته ولا عسر معشار حبر فهذا دليل على ان كلام الله ايش؟ ان كلام الله ليس بمخلوق كلامه عز وجل ليس ليس كالكلام. لماذا؟ لان كلام الله لا يفنى. والمخلوق لا بد ان يأتي عليه يوم يفنى فيه فلو كان كلام الله عز وجل مخلوق فلو كان كلام الله عز وجل مخلوقا لفنيا قبل ان تفنى هذه البحار وقبل ان تتكسر هذه الاقلام لكن كلمات الله عز وجل لا نهاية لها لا نهاية لها. وبما ان الله وصف القرآن بانه كلامه اذا يكون ها صفة من صفاته يفضي بنا ذلك الى انه منزل وغير مخلوق ومنها كذلك قول حديث خولة بنت حكيم المعروف يقول النبي صلى الله عليه وسلم من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى قيل عن منزله ذلك ومن المعلوم المتفق عليه بين العلماء انه لا يجوز الاستعاذة بشيء مخلوق في امر لا يقدر عليه الا الله. فلما امرنا الله عز وجل ان نستعيذ بك بكلامه دل ذلك على ان كلامه غير مخلوق. اذ لو كان مخلوقا لما جازت الاستعاذة به. والقرآن كلامه القرآن اذا غير مخلوق فهمت هذا فهمت يا ابا راشد اعيده لا لا تركز انت ما جيت الا تطلب العلم ركز شوي اقول في حديث خولة بنت حكيم رضي الله عنها يقول النبي صلى الله عليه وسلم من نزل منزلا فقال اعوذ بماذا بكلمات الله التامات. ما الصفة التي امرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نستعيذ بها هنا؟ الجواب كلام الله. او كلمات طلاب فافاد هذا ان كلمات الله وكلام الله ليس بمخلوق. اذ لو كان مخلوقا لما جازت الاستعاذة به فالاستعاذة بالمخلوق لا تجوز في الامر الذي لا يقدر عليه الا الله باتفاق اهل السنة والجماعة فاذا كان كلامه مما يستعاذ به. فكلامه اذا غير مخلوق. والقرآن من كلامه فيكون القرآن غير مخلوق فهمتم هذا اعد نعم نعم صحيح نعم غير مخلوق واضح الكلام واضح طيب فهذه الادلة تدلك على صحة ما قرره اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى في هذه الجزئية العقدية والخطيرة التي ظلت فيها افهام وزلت فيها اقدام كثيرة من اقدام اهل البدع وافهامهم ان القرآن منزل غير مخلوق مسألة ولم يدعنا اهل البدع في حالنا بل اوردوا علينا شبهات يعتقدون من خلالها ان القرآن مخلوق وقد اجاب عنها ائمة اهل السنة والجماعة ولله الحمد والمنة باجوبة تشفي غليل الصدور وتكسر هذه الشبهات وتكشف زيفها ولله الحمد والمنة فمن ذلك مثلا قولهم اوليس القرآن شيئا من الاشياء الجواب نعم قالوا بما ان القرآن شيء من الاشياء فاذا هو يدخل تحت عموم قوله عز وجل الله خالق كل شيء والقرآن شيء من الاشياء فيكون من جملة ما خلقه الله عز وجل كذا قالوا ولبئس ما قالوا وقد اجاب اهل السنة والجماعة رحمهم الله عن ذلك بقولهم ان الكلية في قول الله عز وجل خالق كل شيء لا يدخل فيها كل شيء. وانما كلية كل شيء بحسبه وما يصلح له بدليل انها ان مساكن القوم عفوا بدليل ان الله عز وجل لا يدخل في هذه الكلية اوليس كذلك مع ان الله عز وجل شيء من الاشياء وهو اعظم الاشياء واكبرها على الاطلاق. كما قال الله عز وجل قل اي شيء اكبر شهادة قل الا فمما نخبر به عن الله عز وجل انه شيء من الاشياء. لكنه من اعظم الاشياء وليس كمثله شيء فهل يدخل الله عز وجل في هذه الكلية العامة؟ الجواب لا يدخل فيها فاذا الكلية هنا لا تفهم انها كلية مطلقة. وانما هي كلية مقيدة بما يناسب لها. فاذا الله خالقكم كل شيء يصلح ان يوصف بانه مخلوق. والله عز وجل ذاتا وصفاتا لا يصلح ان يكون موصوفا بانه مخلوق لانه الخالق وما سواه فمخلوق. فالله بذاته وصفاته ليس بمخلوق. والقرآن من صفاته. فيكون خارجا عن هذه الكلية كما في قول الله عز وجل عن ريح عاد تدمر كل شيء. فهل دمرت السماوات؟ الجواب لا. هل دمرت الارض الجواب لا هل دمرت الجبال؟ الجواب لا بل ان الله قال فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم يعني حتى المساكن ما دمرت الريح. فاذا لا يدخل في كلية التدمير الا ما امرت الريح بتدميره يعني كأن الله قال تدمر كل شيء امرناها بتدميره. فكذلك الكلية في قوله الله خالق كل شيء يعني الله خالق كل شيء يصلح ان يكون مخلوقا. والقرآن لا يصلح ان يكون مخلوقا ما فهمتم هذا وقالوا ايضا اهل السنة والجماعة ان هناك ادلة تخص كتاب الله عز وجل عن كونه مخلوقا تخص كتاب الله عز وجل عن كونه مخلوقا وهي تلك الادلة التي ذكرتها لكم في المسألة التي قبلها فيكون قول الله عز وجل الله خالق كل شيء هذا عام. والادلة التي تدل على ان القرآن منزل غير مخلوق ادلة اجيبوا يا اخوان خاصة ولا تعارض بين عم وخاص ثم نقول لهم ايضا ان من يراكم ايها المعتزلة المبتدعة تستدلون بهذه الكلية على خلق القرآن؟ يرى انكم قد ادخلتم فيها كل شيء مع انكم اخرجتم منها افعال العباد فانكم تزعمون ان الله لم يخلق افعال العباد. مع ان افعال العباد داخلة فيها بالاجماع والقرآن خارج منها بالاجماع. فادخلتم فيها ما هو خارج بالاجماع واخرجتم منها ما هو داخل فيها اجمع وهذا والله تناقض عجيب فانهم يدخلون فيها اي في قول الله عز وجل الله خالق كل شيء يدخلون فيها القرآن وهو لا يدخل فيها بالاجابة ويخرجون منها افعال العباد وهي داخلة فيها بالاجماع اذ الله عز وجل خلق العباد ذاتا وصفات وافعالا. فالله خالق كل شيء فهذه الكلية يدخل فيها افعال العباد باتفاق اهل السنة والجماعة ولكن لا يدخل فيها القرآن في صدر ولا ورد باجماع اهل السنة والجماعة وهذا سببه ضلال الفهم. وقلة العلم وعدم الاخذ عن اهل السنة جماعة ومن شبههم ايضا فهمهم لقول الله عز وجل انا جعلناه قرآنا عربيا وهم لا يفهمون من كلمة جعل في اللغة العربية الا خلقه فقول الله عز وجل انا جعلناه لا يفهم منها المعتزلة الا انا خلقناه كقول الله عز وجل الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور هنا اي وخلق الظلمات والنور فهذا فهذه شبهة تحتاج الى حل اجاب عنها اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى بقولهم انتم فهمتم الشبهة اجاب عنها اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى بقوله ان جعل في اللغة العربية لها معنيان ولا يجوز حصرها على مقتضى لسان العرب معنى واحد. كما فعلتم ايها المبتدعة بلغها في لغة العرب معنيان فتأتي احيانا بمعنى خلق وتأتي احيانا بمعنى صير. سير مثل جعلت الحديد منصهرا معناها اي صيرت الحديد منصهرا وليس معناها خلقت الحديد منصهرا. فانت لم تخلقه. وانما صيرته لهذه الصورة جعلت الخشب بابا اي سيرته فاذا تأتي جعل في اللغة العربية بمعنيين فتأتي بمعنى خلق وتأتي بمعنى صير وكلا المعنيين استعملته الادلة من الكتاب والسنة فان سألتني وقلت وكيف اعرف ان جعل في هذا النص بمعنى خلق وجعل في النص الاخر بمعنى صير. ما هو الظابط الذي يفرق لي بين جعل التي بمعنى خلق وجعل التي بمعنى صير الجواب هو ما تتعدى له من المفعولات لان جعل هذه فعل والفعل لابد ان يتعدى الى مفعول فان كان مفعولا واحدا جعل هنا بمعنى خلق وان كانت تعدت الى مفعولين فان جعل هنا بمعنى صير وعندنا هنا قاعدة لغوية تقول اذا تعدت جعل الى مفعول فهي بمعنى خلق. واذا تعدت الى مفعولين فهي بمعنى صيرا. فيختلف معناها باختلاف باختلاف مفعولاتها. فان مفعولا واحدا فهي بمعنى خلق وان كانت مفعولين فهي بمعنى صير فليست جعل بمعنى صير في كل موضع وليست جعل بمعنى خلق في كل موضع بل انها تأتي بمعنى خلق في بعض المواضع وتأتي بمعنى صير في بعض المواضع. ويفهم ذلك العربي الذي اعرف حقيقة سعة لسان العرب وانا اضرب لكم امثلة من القرآن وننظرهل تعدت الى مفعول واحد او الى مفعولين منها قول الله عز وجل وجعل الظلمات والنور هذه تعدت الى مفعول واحد فاذا تكون جعل هنا بمعنى بمعنى خلق. اي خلق الظلمات والنور ومنها قول الله عز وجل انتبهوا فجعلناها نكالا فجعلناها وهذا هو المفعول الاول ونكالا مفعول ثاني. فاذا جعل هنا تأتي بمعنى صير اي فصيرناها نكالا بسبب ماء ما نزل عليها من العذاب ومنها ايضا قول الله عز وجل انتبهوا وجعلوا الملائكة الذين عباد الرحمن اناثا هنا جعل في هذه الاية تعدت الى مفعولين. المفعول الاول الملائكة والمفعول الثاني اناثا فهنا تأتي بمعنى صير. اي صيروا بسبب فسادهم اعتقادهم الملائكة اناثا ونحن ننادي المعتزلية ونقول هل تفهم من قوله تعالى وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا هل تفهمها بما انها معنى خلق هنا؟ قال لا. لانه لو اعتقد انها بمعنى خلق لادى ذلك الى ان هم الذين خلقوا الملائكة بل اسمع الى ما هو اعظم من الملائكة. وهي قوله الله عز وجل وقد جعلتم الله طه فيكم حق واضح ابلج ولا وقد جعلتم الله هذا المفعول الاول وهو الاسم الاحسن عليكم كفيلا هل تفهم منها ايها المعتزلي انها بمعنى خلق؟ انها والله الطامة ان كنت تفهم جعل بمعنى خلق في هذا النص ومنها ايضا قول الله عز وجل الذين جعلوا القرآن عضين الذين جعلوا القرآن عضين القرآن هي هو المفعول الاول وعيظين هو المفعول الثاني. فهنا جعل تعدت الى مفعولين واذا تعدت جعل الى مفعولين فانها تكون بمعنى صير. افهمتم هذا الفرقان؟ اذا فهمتموه نرجع الى الاية التي استدلوا بها وهي قول الله عز وجل انا جعلناه قرآنا عربيا فجعل هنا تعدت الى كم مفعول؟ الى مفعولين. المفعول الاول قرآنا. والمفعول الثاني عربيا فتكون جعل هنا بمعنى صير. اي انا صيرناه قرآنا عربيا. ولا ان يفهم العربي جعل هنا بمعنى خلق الا ان كان معتزليا اخرق يفهم من استهلا لا من عقله والله عز وجل انزل القرآن بلسان عربي مبين ومن شبههم ايضا ومن شبههم استدلالهم بقول الله تبارك وتعالى ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ويفهم المعتزلة قول الله عز وجل محدث بانه المخلوق وكأن الله قال ما يأتيهم من ذكر من ربهم مخلوق فهم لا يفهمون الاحداث الا بمعنى الخلق بمعنى الخلق واجاب اهل السنة والجماعة عن هذا عن هذه الشبه بقوله ان المحدث في الاية مأخوذ من الحدوث والتجدد فقول الله عز وجل ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث اي جديد وانتم تعرفون ان القرآن لم ينزل جملة واحدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم باتفاق المسلمين لقول الله عز وجل وقال الذين كفروا لولا نزل القرآن جملة واحدة. فالقرآن لم ينزل جملة واحدة على لله صلى الله عليه وسلم. ولكن جمعا من المفسرين يقولون انه نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة في السماء الدنيا. ثم بدأ ينزل منجما حسب الحوادث. على فترة النبوة فاذا كلما نزل قرآن جديد قابله هؤلاء المشركون بالاعراض فتسمعه اذانهم وتعرض عنه قلوبهم فالمحدث هنا ليس بمعنى المخلوق. وانما هو الامر الحادث المتجدد. وهو كون الشيء بعد ان لم يكن والقرآن كان ينزل منجما كما بينته كما بينته لكم ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث يبين لنا هذا الامر صراحة ان الله يحدث من فينسخ ويجدد ولان المتقرر عند العلماء ان ادلة الكتاب والسنة في مسائل الاعتقاد لا يجوز ان تفهم الا على مقتضى فهم سلف الامة لان كل فهم يخالف فهم سلف الامة وائمتها في مسائل الاعتقاد والعمل فهو فهم باطل. ورأي مردود على صاحبه ومن شبههم ايضا استدلالهم على ان القرآن مخلوق بقول الله عز وجل انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله انتبهوا وكلمته القاها الى مريم وروح منه. فاذا عيسى كلمة الله اوليس كذلك اجيبوا الجواب بلى وكذلك يقول الله عز وجل يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه مسيح عيسى ابن مريم وعيسى مخلوق فاذا كان عيسى هو كلمة الله فتكون كلمة الله مخلوقة فهذا دليل على ان كلام الله مخلوق. وعلى ان القرآن مخلوق وهذه طامة عظيمة وفهم سقيم واجاب اهل السنة عن ذلك بقولهم ان عيسى ليس هو عين كن وانما هو الاثر المترتب على كلمتكن كما قال الله عز وجل ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن. فيكن. فاذا عيسى يدخل تحتكن او يدخل او يدخل تحت يكون الجواب يدخل تحت يكون فعيسى اثر من اثار كلمة الله عز وجل كن. فهو اثر الكلمة وليس هو ذات ونفس وعين الكلمة فكلمة الله عز وجل كن ليست هي ذات عيسى. ولا عين عيسى ولا نفس عيسى. حتى تكون مخلوقة وانما اذر من اذار هذه الكلمة فهو متكون بكن. وليس هو عينكن لابد من التفريق بين هذين الامرين كما فرق بينهما القرآن فاذا كلمة الله ما هي؟ كن وهل عيسى هو عين وذاتكن؟ الجواب لا. بل عيسى عليه السلام واثرها المقصود بقوله فيكون. فعيسى عليه السلام انما كان بكن وليس هو عين كن اكلامي واضح ام الغاز؟ واضح وبهذا نكون قد عرظنا لاكثر شبههم انتشارا واعظمها خطرا وقد تبين لنا بعد الاجابة عنها انها انما هي شبهات وخيالات وظنون واوهام كاذبة تكسرت على حجر فهم اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى بقي وقت كم بقى مسألة ومن جملة عقائدنا وهي العقيدة الثالثة في كتاب الله عز وجل ايضا اننا نعتقد الاعتقاد الجازم ان القرآن من الله عز وجل بدأ واليه يعود من الله بدأ واليه يعود فان قلت وما معنى قولك من الله بدأ؟ فاقول اي ان اول من تكلم بهذا القرآن حقيقة انما هو انما هو الله تبارك وتعالى وقد بينت لكم سابقا ان اضافته الى قول جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم انما هي اظافة تبليغ لا اظافة قول ابتدائي والكلام انما ينسب حقيقة الى من قاله مبتدأ لا الى من قاله مؤديا مبلغا قال الله تبارك وتعالى تنزيل الكتاب من الله. وهذه من هي الابتداء الغاية اي ان اول ابتداء هذا القرآن من الله عز وجل. وكذلك قوله تبارك وتعالى وانك لتلقى قام من لدن حكيم عليم. ومن هنا الابتداء الغاية. وغيرها من الادلة الدالة على ان القرآن نزل من لدنه ومن عنده ومنه. فكلها ادلة تدل على ان القرآن من الله عز وجل بدأ فان قلت وما معنى قولك واليه يعود فاقول في ذلك تفسيران لاهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى التفسير الاول ان هذا القرآن سيعرج به الى الله عز وجل. في اخر الزمان قبل قيام الساعة فيسرى على هذا القرآن من المصاحف والصدور. فلا يبقى في الارض منه اية وقد ثبتت بذلك اثار عن بعض الصحابة مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم وبعضها يصح مرفوعا وبعضها يصح موقوفا وما يصح موقوفا لا يقال بمثل لا يقال في مثله بالرأي. والمتقرر عند العلماء ان الصحابي اذا قال قولا لا مجال للرأي فيه فان لقوله حكم الرفع فان قلت ومتى سيكون هذا؟ فاقول في اخر الزمان قبل قيام الساعة. اذا ترك الناس العمل بالقرآن واهمل الحكم به والتحاكم اليه واطبقوا على عدم العمل به هذه واما التفسير الثاني فيقولون ان معنى قوله واليه يعود اي واليه يعود حقيقة علم هذا القرآن على ما هو عليه. كنصوص الصفات حقائق اليوم الاخر المذكورة في القرآن انما حقيقة علمها ومآله يرجع الى من؟ الى الله تبارك وتعالى واما نحن فكما وصفنا الله عز وجل بقوله وما اوتيتم من العلم الا قليلا فمهما بلغت افهام الناس في القرآن فلا يزال جوانب علمية في القرآن لا يستطيعها لا تستطيعها العقول البشرية وهي اختص الله عز وجل بعلمه واستأثر به الله تبارك وتعالى وهي مما استأذن الله عز وجل به وبعلمه كحقائق نصوص الصفات وكيفياتها وحقائقي نصوص اليوم الاخر وما سيكون فيه كل ذلك لا يعلم كيفيته على الوجه الذي سيكون عليه الا الله تبارك وتعالى اذا واليه يعود واليه يرجع هذا العلم الذي اخفاه الله تبارك وتعالى عنا هذه عقيدتنا في كتاب الله عز وجل. في هذه النقاط الاربع انه كلام الله وانه منزل وانه غير مخلوق وانه من الله بدأ واليه يعود. هذا هو الذي يجب على كل مسلم في وجه هذه ارض الى ان تقوم الساعة ان يعتقد في كتاب الله عز وجل هذه العقائد المتفق عليها بين العلماء والتي دلت عليها الادلة الصحيحة وكل من حاد عن شيء منها فهو من اهل البدع. نسأل الله عز وجل ان يثبت قلوبنا على هذه العقيدة الصحيحة الصافية ولعلنا نكتفي بهذا القدر ولله الحمد والمنة ونكمل الدرس القادم باذن الله تبارك وتعالى. والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد تابع بقية هذه المادة من خلال المادة التالية