او اتصلت بفعل الناسخ وتكون خبره المقدم نحو الصديق كن هو او الصديق كنته او اتصلت بفعل تام قد تكون مفعولا به كاكرمني واكرمك واكرمه فتبين من ذلك ان هيك تختاروا اعمال الاول. قالوا لتقدمه والبصريون اختاروا اعمال الثاني. قالوا لقربه من المعمول واكثر شواهد اللغة جاءت على اختيار البصريين فاذا اعمالت احدهما في المتأخر فماذا تعمل في المعمول الاخر؟ فماذا تعمل في العامل الاخر ما الذي عمل في الاخلاء؟ الاول او الثاني؟ جفوني ولم اجف الاخلاء عمل فيه الاول من الثاني الثاني على مذهب البصريين طب والاول اضمر فيه ما يحتاج اليه من ضمن الرفع فقال جفوني ومن ذلك يا مريم يا نوح يا ابراهيم ومن ذلك قوله يوسف اعرض عن هذا يعني يا يوسف لكن حذف حرف النداء وكيف نعرب هذا النوع؟ نعربه اعراب المبنيات فنقول يا محمد يا حرف نداء نعلبه اعراب الحروف نقول حرف نداء مبني على السكون لا محل له من العراق بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد عرفنا ان التنازع يحدث بان يتقدم عاملان وان يتأخر معمول ثم ان كل واحد من العاملين المتقدمين يطلب هذا المعمول المتأخر ولذلك صور مختلفة ذكرنا بعضها قبل الصلاة ثم ذكر ابن هشام رحمه الله تعالى شيئا من احكام هذا الباب فقال يجوز في نحو ضربني وضربت زيدا اعمال الاول وهو وهو اختاره الكوفيون فيضمر في الثاني كل ما يحتاجه او الثاني واختاره البصريون ويضمر في الاول مرفوعه فقط نحو جفوني ولم اجف الاخلاء فذكر رحمه الله تعالى انه يجوز ان تعمل اي العاملين المتقدمين شئت بالمعمول المتأخر فلك ان تعمل الاول ولك ان تعمل الثاني وهذا الجواز متفق عليه بين النحويين وانما الخلاف بينهم في واختار فالكوفيون ولو جاء البيت على اختيار الكوفيين لكان يقال ماذا تفاني ولم اجفهم الاخلاء تفاني ثم الاخلاء فاعله ثم يضمرون لاجفوا ما يحتاج اليه من ظمير نصب مفعول به تهاني ولم ادفهم الاخلاء انك اذا اعملت احدهما فانك تضمر في الثاني. يعني تقدر ضميرا وتجعل الثاني عاملا في هذا الضمير العائد على الاسم المتأخر فاذا اعمالت احد الفعلين ويجب ان تعمل الاخر في ضمير عائد الى هذا المذكور المتأخر فتقول في جاء وجلس زيد فاعل جاء وجلس فاعله ضمير مستتر يعود الى زيد واذا قلت زيد فاعل لجلس ففاعل جاء ضمير مستتر يعود الى زيد فيكون هذا الموضع من المواضع النادرة التي يعود فيها الضمير الى متأخر باللفظ والرتبة والضمير يعود الى متأخر في اللفظ والرتبة في مواضع قليلة. منها هذا الموضع الا ان النحويين اختلفوا في تفاصيل ذلك لان العامل الذي لم تعمله اما ان يطلب شيئا يرفعه كأن يطلب فاعلا واما ان يضرب شيئا ينصبه كأن يطلب مفعولا به. او ظرف زمان او مفعولا مطلقا او غير ذلك فهنا اختلف النحويون في مثل هذه التفاصيل فهذا اختيار الكوفيين الذين يعملون الاول فانهم يضمرون في الثاني كل ما يحتاج اليه سواء كان ضمير رفع ان يطلب فاعلا او كان ضمير نصب كأن يطلب مفعولا به وهذا الظمير الذي تقدره ان كان ضمير رفع للمفرد فانه سيستتر لان الضمير المفرد المرفوع يستتر وان كان غير ذلك سيظهر يعني لو قلت جاء وجلس محمد فمحمد فاعل لجاء وجلس فاعله ضمير مستتر فيه. لان ضمير المفرد المرفوع يستتر لكن لو قلت رأيت واكرمت زيدا فزيدا مفعول به لرأيت فاين المفعول اكرمت يضمرونه يعني يذكرونه على شكل ظمير فيقول الكوفيون رأيت واكرمته زيدا ويجعلن زيدا الظاهر مفعولا للاول والثاني يضمرون فيه ما يحتاج اليه يعني يجعلون ما يحتاج اليه على شكل ظمير ومثال ذلك لو قلت اكرمني واكرمت زيد ويجعلون زيد فاعل لاكرمني طيب ومفعول اكرمت يضمرونه فيقولون اكرمني واكرمته زيد ولو عكست المثال الاخر وقلت اكرمت واكرمني لكان الكوفيون يقولون اكرمت واكرمني زيد او زيدان يعملون الاول زيدا اكرمت واكرمني زيدا وزيدا مفعول به للاول والثاني يضمرون فيه فاعله وضمير مستتر طيب لو قلنا مثلا ها جاء وجلس الرجال يعني اذا قلت جاء وجلس زيد وجعلت زيد فاعلا للاول. جاء طب اين فاعل؟ الثاني جلس وان جعلت زيد فاعلا للثاني جلس فاين فاعل الاول جاء ذكر ابن هشام فيما قرأناه جاء وجلس الرجال الرجال عند الكوفيين فاعل لجاء طب اين فاعل الثاني؟ يضمرونه. ماذا يقولون؟ جاء وجلسوا الرجال يضبرون فيه ما يحتاج اليه من ضمير الرفع ومن ضمير نصب هذا مذهب الكوفيين واما مذهب البصريين فانهم يعملون الثاني طب والاول؟ يضمرون ما يحتاج اليه من ضمير رفع دون ضمير النصب نحتاج الى ضمير رفع اضمروه له اما اذا احتاج الى ضمير نصب فانهم لا يظهرونه بل يحذفونه ولهذا فيه جاء وجلس زيد زيد فاعل للثاني وجاء فاعله مستتر يعود الى زيد ولو قلت جاء وجلس الرجال فان البصريين ماذا يقولون جاؤوا وجلس الرجال فيضمرون في الاول ضمير الرفع لكن لو قلت اكرمت واكرمني زيد لقال البصريون ها اكرمت واكرمني زيدا اسف اكرمني واكرمت زيدا ويعلنون الثاني اكرمني واكرمت زيدا. وان وان فاعل اكرمني مستتر. ضمن المستتر لكن لو قالوا اكرمت واكرمني اكرمت واكرمني لكانوا يقولون ماذا اكرمت واكرمني زيد. زيد فاعل اكرمني زيد. اين مفعول اكرمت ها لا يضبرونه يقول اكرمت واكرمني زيد اما الكوفيون فيضمرونه يظهرونه ظميرا فيقول اكرمته واكرمني زيد هذا من ما يترتب على الخلاف المذكور ومن الامثلة على ذلك ما ذكره ابن هشام من قول الشاعر كفوني ولم اجفل اخلاء انني لغير جميل من خليلي يا مهمل فجفوني فعل ولم اجفوا فعل اخر والاخلاء متنازع فيه ثم نبه ابن هشام الى بيت قد يظن انه من التنازع وليس هو من التنازع فقال وليس منه كفاني ولم اطلب قليل من المال لفساد المعنى يعني انه ليس من التنازع قول امرئ القيس ولو ان ما اسعى لادنى معيشة كفاني ولم اطلب قليل من المال فكفاني فعل ولم اطلب فعل وقد تقدم لكنهما لم يتنازعا قليل فان قليل فاعل كفاني كفاني قليل من المال ولا يصح من حيث المعنى ان تجعله مفعولا به لي اطلب. ولم اطلب قليلا من المال ليصح التنازع والذي افسد ذلك من حيث المعنى ان الشاعر يقول لو كنت اسعى لادنى معيشة كفاني قليل من المال. ولم اطلب الملك فهو قال هذا البيت من قصيدة عندما ذهب ملك ابيه ثم ذهب بين القبائل يطلب منهم ان يساعدوه على استعادة ملك ابيه فلم يساعدوه ثم ذهب الى قيصر الروم فقال في الطريق قصائد كثيرة منها هذا البيت ويدل على ان مفعول اطلب الملك ما ذكره في البيت الثاني من قوله ولكن ما اسعى لمجد مؤثن وقد يدرك المجد المؤثلا امثالي اذا فقليل ليس متنازعا عليه لانه في المعنى ليس مفعولا لاطلب وبهذا انتهى الكلام على باب الاشتغال والتنازع ليدخل ابني هشام بعد ذلك الى الكلام على المفاعيل الخمسة فقال ابن هشام باب يعني باب المفاعيل الخمسة يذكرها بابا بابا وسيتوسع في المفعول به ويدخل فيه المنادى وتوابع المنادى ترخيم الاستغاثة فقال ابن هشام المفعول منصوب يعني ان الحكم الاعرابي للمفعول النصب واراد بالمفعول جنسا مفاعيل ويريد بالمنصوب ان حكمها النصب فان كانت معربة فيقال منصوب وان كانت مبنية قيل في محل نصب وسبق ذلك قال ابن هشام وهو خمسة يعني ان المفاعيل خمسة فالاول المفعول به وهو المراد عند الاطلاق اذا قال النحو المفعول والثاني المفعول المطلق وهو المفعول الحقيقي للفعل فمهما قلت جلست ويعني ذلك انك فعلت الجلوس ومهما قلت قمت يعني انك قمت قياما فالمفعول المطلق هو المفعول الحقيقي للفعل وثالث المفعول له ويقال لاجله او من اجله والرابع المفعول فيه وهو ظرف الزمان ظرف المكان والخامس المفعول معه وستأتي تباعا بهذا الترتيب عند ابن هشام رحمه الله قال ابن هشام المفعول به وهو ما وقع عليه فعل الفاعل كضربت زيدا عرف المفعول به وسبق الكلام في شرح المبتدئين على الكلام على شرح المفعول به وليس فيه زيادة لكن من ضوابط المفعول به ان ضمائر هيك وهي الضمائر المتصلة الخاصة بالنصب والجر وهي عيال متكلم وكاف الخطاب وهاء الغيبة هذه الثلاثة الخاصة بالنصب والجر لا تكون الا جرا اذا اتصلت بحرف جر نحن لي ولك وله او اتصلت باسم فهي مضاف اليه في محل جر نحو كتابي وكتابك وكتابه وتكون نصبا اذا اتصلت بان واخواتها كاني وانك وانه متى ما اتصلت بفعل تام فهي مفعول به فدخلت في هذا الباب ومن ضوابط المفعول به ان ضمائر النصب المنفصلة وهي اياي واخواته اياي واياك واياه هذه لا تكون الا شيئين طبرا لكان واخواتها نحو ما كان الناجح الا اياك ومفعولا به وهو الاكثر نحو ما اكرمت الا اياك وامر الا تعبدوا الا اياه اياك نعبد فهذا ايضا من ضوابط المفعول به ثم قال ابن هشام رحمه الله ومنه المنادى وذكر ان المنادى داخل في باب المفعول به. وهذا صحيح لان المنادى في الحقيقة مفعول به منصوب بفعل مقدر ناب حرف النداء مناب هذا الفعل فانت اذا قلت يا محمد فالتقدير انادي محمدا او ادعو محمدا ثمان حرف النداء ياء ناب مناب هذا الفعل فلهذا نقول ان المنادى كله بجميع احواله وصوره حكمه النصب الا ان بعضه الا ان بعضه مبني ويكون في محل نصب وبعضهم معرب فيكون منصوبا ثم فصل ابن هشام في المنادى فقال وانما ينصب مضافا كيا عبد الله او شبيها بالمضاف فيا حسنا وجهه ويا طالعا جبلا ويا رفيقا بالعباد او نفرة مقصودة كقول الاعمى يا رجلا خذ بيدي والمفرد المعرفة يبنى على ما يرفع به. كيا زيد ويا زيدان ويا زيدون ويا رجل لمعين فذكر ابن هشام هنا اعراب المنادى وقد شرحنا ذلك من قبل وقلنا حين ذاك ان المنادى على نوعين الاول ان يكون المنادى كلمة واحدة والمراد بها معين فهذا يبنى على ما يرفع به وهذا يشمل يشمل المعرفة المفردة. نحن يا محمد يا الله يا زيد يا محمدان يا محمدون وقولك يا محمد المنادى كلمة والمراد بها معين كذلك يا الله وكذلك يا محمدان فمحمدان كلمة واحدة والمراد بها معين ولهذا تبنى على ما ترفع به محمد منادى منصوب في محل نصب في محل ناس مبني على الضم يا محمدان منادا من محل نصب مبني على الالف وهكذا ويشمل هذا النوع ايضا النكرة المقصودة كقولك لرجل معين يا رجل اتق الله وكقولك لطالب يعبث بقلمه يا طالب دع القلم وكقولك للطلاب يا طلاب انتبهوا وفي قولك للمسلمين يا مسلمون اتحدوا قال تعالى يا جبال اوبي معه فهذه كلها مبنية على ما ترفع به لان المنادى كلمة واحدة والمراد بها معين المراد بها قد يكون مفردا معينا يا محمد يا رجل وقد وقد يكون المراد مجموعة معينة مثل يا محمدون او يا طلاب والنوع الثاني من المنادى قلنا سوى ما سبق سوى النوع الاول وهو معرب منصوب فيشمل يشمل المضاف نحن يا رسول الله لان المنادى حينئذ مكون من كلمتين فخرج من النوع الاول فدخل في الثاني. يا عبد الله يا حارس المدرسة يا صديقي. يا راكب السيارة يا عبادي ويشمل ايضا الشبيه بالمضاف والمراد بالشبيه بالمضاف كل اسم تعلق به ما بعده على غير طريق الاضافة. اسم تعلق به شيء بعده لكن هذا الذي بعده لم يتعلق به على سبيل رضاه والمضاف المضاف اليه ولكن على سبيل اخر بقولهم يا حسنا وجهه تعال انت تنادي حسنا وجهه اذا اكثر من كلمة تم وجهه متعلقة بحسنا لان وجهه فاعل حسنا التعلق بينهما لا على سبيل الاظافة انا اقول شبيه بالمضاف او يا جميلا فعله او يا طاهرا قلبه او يا مكرما اباه او يا قارئا الكتاب او يا رفيقا بالعباد او يا رحيما بنا او يا قارئا للكتب ويشمل ايضا النكرة غير المقصودة لانك لا تريد بها معين كقول الخطيب يا غافلا اذكر الله يا حاجا احفظ حجك وهذا يتلو عند الشعراء في نحو قولهم يا راكبا اما عرضت فبلغني هديت امير المؤمنين رسائلي الشاعر لا يريد منادا معينا وانما يريد اي راكب يحمل عنه هذه الرسالة ايا راكبا اما عرظت فبلغا يزيد ابن عبد الله ما انا قائل ايا راكبا اما عرظت فبلغا بنعمنا من عبد شمس وهاشم فيا راكبا اما عرظت فبلغا ندى ما يمن نجران الا تلاقيا هذا من اشعار مختلفة فما ذكره ابن هشام يعود الى هذين النوعين اللذين شرحناهما من قبل فاذا ناديت الله عز وجل باسمه الغفار فانك تقول يا غفار اغفر لي واذا ناديته بي غفر الذنوب وانك تنصب يا غفار الذنوب اغفر لي واذا ناديته بي غفارا للذنوب فانك تنصب يا غفارا للذنوب اغفر لي وهكذا فاذا قلت يا غفار الذنوب نقول غفارا منادا منصوب وعلامة نصبه فادعوه مضاف الذنوب مضاف اليه مجرور واذا قلت يا غفارا للذنوب يقول غفارا منادا منصوب وعلامة نصبه الفتحة للذنوب جار ومجرور وهكذا ثم بدأ ابن هشام رحمه الله يذكر بعض احكام ومسائل المنادى لعلنا نقف هنا ونكمل ان شاء الله في الدرس القادم. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين