او الناقص فلا تقل ما قامت الا هند ولكن ما قام الا هند لهذا التعليل السابق وسينص ابن هشام على هذا الحكم ونذكر الحكم مرة اخرى والموضع الثالث لجواز التأنيث ان تطعم لوجب الفاعل يقول الفاعل مستتر يعني انت او ان تطعموا الفاعل الاول والجماعة ما يمكن ان يحذف مع مع الفعل لكن عندما جاء العامل في الفاعل مصدرا اطعام اين الفاعل؟ ما ذكر اضفنا المصدر المفعول به وحدثنا الفاعل هذا جائز مع المصدر قال ومن ذلك قوله تعالى وما ادراك ما العقبة فكوا رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد توقفنا عند الحكم الرابع من احكام الفاعل وهو الكلام على تذكير الفعل وتأنيثه. وقرأنا ما قاله ابن هشام رحمه الله تعالى ونقول هنا ايضا ان التعبير بالتذكير وبالتأنيث مع الفعل ايضا تجوز وتسمح لان التذكير والتأنيث من اوصاف الاسماء والافعال لا توصف بتذكير ولا تأنيث وانما نريد بالتأنيث ان تتصل بالفعل ان يتصل بالفعل حرف تأنيث واتصال حرف التأنيث بالفعل يكون باتصال تاء التأنيث الساكنة باخر الفعل الماضي فذهب وذهبت وصلى وصلت او اتصال التأنيث المتحركة باول المضارع يذهب الرجل وتذهب المرأة فاذا كان الفاعل مذكرا فالفعل يجب تذكيره على كل حال سواء كان الفاعل المذكر حقيقي التذكير او مجازي التذكير مفصولا او متصلا الفعل مع الفاعل المذكر ليس فيه الا التذكير فلهذا لا يتكلم عليه النحويون وانما يتكلمون على الفاعل المؤنث لانه الذي فيه تفصيل فاذا كان الفاعل مؤنثا فالاصل في فعله ان يؤنث نحو ذهبت هند انطلقت الناقة وهذا قول ابن هشام وتلحقه اي العامل في الفاعل وتلحقه علامة تأنيث ان كان مؤنثا فقامت هند وطلعت الشمس فمثل بهند لحقيقي التأنيث وهو ما كان من الانسان والحيوان وبالشمس لمجازي التأنيث وهو ما كان مؤنث من غير الانسان والحيوان الا ان في تأنيث فعل الفاعل المؤنث تفصيلا على حالتين والحالة الاولى وجوب تأنيثه والحالة الاخرى جواز تأنيثه فالحالة الاولى وهي وجوب تأنيث الفعل يكون في موضعين لم ينص عليهما المصنف ولكنهما يفهمان فهما من خلاف المواضع التي ذكرها للجواز وهذان الموضعان هما الاول ان يكون الفاعل المؤنث اسما ظاهرا حقيقي التأنيث متصلا ان يكون هذا الفاعل مؤنث اسما ظاهرا ومتصلا بالفعل نحو ذهبت هند وانطلقت الناقة وجاءت المعلمة وعرفنا ان المراد بحقيقي التأنيث ما كان من الانسان والحيوان والموضع الثاني لوجوب التأنيث ان يكون الفاعل ضميرا ان يكون الفاعل المؤنث ضميرا مستترا سواء عاد الى مؤنث حقيقي التأنيث كهند سافرت او عاد الى مؤنث مجازي التأنيث كالشمس طلعت فمتى ما كان الفاعل مؤنث ضميرا كان تأنيث الفعل معه واجبا واما تأنيث الفعل للفاعل المؤنث جوازا ففي اربع مسائل نص عليها المؤلف فالمسألة الاولى ان يكون المؤنث اسما ظاهرا مجازي التأنيث نحن طلعت الشمس وطلع الشمس واخصبت الارض واخصب الارض ومن ذلك قوله تعالى قد جاءتكم موعظة من ربكم في سورة يونس وجاء التذكير في قوله تعالى قد جاءه موعظة من ربه في سورة البقرة الا ان التأنيث هو الاكثر والتذكير جائز الموضع الثاني لجواز التأنيث ان يكون الفاعل اسما ظاهرا حقيقي التأنيث لكنه مفصول عن الفعل باي فاصل كأن تقول حضر القاضي امرأة ففصلنا بين الفاعل امرأة والفعل حضرت بالمفعول به فنقول حضرت او حضر او نقول ذهبت اليوم هند او ذهب اليوم هند او جلس عندي امرأة او جلست عندي امرأة وهكذا الا ان كان الفاصل كلمة الا والواجب حينئذ تذكير الفعل نحو ما قام الا هند ولا يقال ما قامت الا هند قالوا لان الفاعل في المعنى احد وهند في المعنى بدل من هذا الفاعل اي ما قام احد الا هند فصار الفاعل في المعنى مذكرا والفعل يجب تذكيره مع الفاعل المذكر الا انه حذف في هذا الاسلوب وهو من اساليب الاستثناء ويسمى الاستثناء المفرغ ان يكون العامل نعمة او بئس في المدح والذم يقول نعمت المرأة فاطمة ونعم المرأة فاطمة وانما جاز الوجهان لان المراد بالفاعل المرأة هنا الجنس وليست مرأة معينة ليست كقولك جاءت امرأة فالفاعل امرأة يعني واحدة من النساء هذه المرأة هي التي جاءت وانما المراد الجنس نعم المرأة فاطمة يعني نعم من هذا الجنس فاطمة ولهذا جاز التذكير نعم المرأة والتأنيث نعمة المرأة سيأتي في التعجب ان له صيغتين ما افعله ما احسنه وافعل به احسن به افعل فعل ماظ وافعل فعل ماض جعل صيغة الامر فاذا قلت ما احسن زيدا فما مبتدأ الموضع الرابع لجواز التأنيث ان يكون الفاعل جمعا سواء اكان جمعا لمؤنث ام كان جمعا لمذكر فجمع المذكر كقولك بدأ العمال او بدأت العمال وتقول قال العلماء او قالت العلماء قال سبحانه قالت الاعراب وجمع المؤنث كأن تقول جاءت الفواطم او جاء الفواطم قالوا التذكير حينئذ يكون على معنى الجمع. يعني جاء جمع العمال او جاء جمع الفواطم والتأنيث على معنى الجماعة اي جاءت جماعة العمال او جاءت جماعة الفواطم وهكذا ثم ان ابن هشام كما سمعتم استثنى من الجمع جمعي التصحيح يعني الجمع السالم الصحيح فقال الا جمعي التصحيح باء كمفرديهما نحن قام زيدون وقامت الهندات المراد بجمعي التصحيح جمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم فما حكمهما يقول حكم جمع المذكر السالم كحكم مفرده وحكم جمع المؤنث السالم كحكم مفردة فننظر في المفرد فان وجب معه تأنيث الفعل فيجب ان تؤنث الفعل ايضا مع جمعه مثل جاءت المعلمة طب والمعلمات يجب فيه التأنيث. جاءت المعلمات طيب انطلقت سيارة ما حكم التأنيث جائز انطلقت وانطلق سيارة كذلك السيارات انطلقت السيارات او انطلق السيارات محمد يجب معه التذكير جاء محمد وكذلك المحمدون جاء المحمدون وجمع المذكر السالم ليس في فعله الا التذكير لان مفرده دائما مذكر والفعل معه واجب التذكير وجمع المؤنث السالم نطبق على الجمع ما ذكرناه قبل قليل في المفرد فتقول جاءت المعلمات بالتأنيث وجوبا لكن جاءت اليوم المعلمات جاز التذكير والتأنيث لوجود الفاصل وهكذا ثم انتقل ابن هشام الى الحكم الخامس من احكام الفاعل وهو ذكر الفاعل وحذفه. فقال وانما امتنع في النثر ما قامت الا هند لان الفاعل مذكر محذوف كحذفه في نحو او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما وقضي الامر واسمع بهم وابصر ويمتنع في غيرهن فذكر ان الاصل في الفاعل ان يذكر وان يصرح به لانه عمدة الا ان العرب قد تحذف الفاعل لغرض بلاغي او لفظي وهنا ذكر المصنف رحمه الله اربعة مواضع يحذف فيها الفاعل الموضع الاول اذا وقع قبل الا كما في المثال السابق ما قام الا هند والفاعل في المعنى اسم عام كاحد وهند بدل منه في المعنى وهذا يدرس في باب الاستثناء ويسمى الاستثناء الناقص او المفرغ ولذا يجب تذكير الفعل لان الفاعل في المعنى مذكر قال ابن هشام وانما امتنع في النثر ما قامت الا هند يعني انه جاء في الشعر التذكير والتأنيث ففي الشعر تقول ما قام الا هند ولو قال شاعر ما قامت الا هند لجز ذلك وكان من ضرائر الشعر الجائزة والموضع الثاني لحذف الفاعل هو فاعل المصدر قلنا في موضعين سابقين في هذا الدرس ان المصدر قد يعمل عملا فعله كقولك من محاسن الاسلام اكرام المسلم الجار يعني ان يكرم المسلم الجار طيب المصدر له احكام عندما نصل الى دراسة عمله من هذه الاحكام ما ذكرناه قبل قليل من ان المصدر يجوز ان يضاف الى فاعله اكرام المسلم الجار ومن احكامه ان فاعله يجوز ان يحذف فتقول من محاسن الاسلام اكرام الجاري يقول ما ادراك ما العقبة طيب يلا ما العقبة يقول العقبة فك رقبة العقبة هذا المبتدأ المحذوف فك رقبة هذا خبر العقبة العقبة فك رقبة او اطعام معطوف على الخبر يعني العقبة تجاوز العقبة يكون بفك الرقبة او بالاطعام العقبة اطعام في يوم ذي مسقبة يتيما يعني اطعام يتيما يعني لو صرحنا بالفعل نقول ان تطعم يتيما فلو صرحنا بالفعل جاز ان يذكر وجاز ان يحذف الفاعل او اطعام يتيما يمكن ان يذكر الفاعل يقول او اطعامكم يتيما فذكر الفاعل واضافه للمصدر والباب الثالث او الموضع الثالث لحذف الفاعل في باب النائب عن الفاعل كقوله تعالى وقضي الامر ايقظ الله الامر وهذا مشهور ومشروح في ذائب الفاعل الموضع الرابع لحذف الفاعل هو فاعل افعل في التعجب عند وجود ما يدل عليه لقوله تعالى اسمع بهم وابصر واحسن فعل ماض فاعله مستتر تقديره هو يعود الى ماء وزيد المفعول به يعني شيء احسن هو زيدا واذا قلت احسن بزيد يقول المعنى حسن زيد فاحسن هذا فعل ماضي حسن لكن جعلت صيغة الامر وزايدون الفاعل لكن جر بالباء الزائدة بزيد فزيد فاعل مرفوع محلا مجهول لفظا بالباء الزائدة فبقوله تعالى اسمع بهم اين فاعل اسمع الضمير هم المجرور بالبابهم اسمع بهم وابصر اين فاعل ابصر محذوف لدلالة الفاعل السابق عليه ثم قال المصنف ويمتنع في غيرهن يعني الفاعل لا يحذف في غير هذه المواضع لان الفاعل عمدة ثم انتقل رحمه الله الى الحكم السادس وهو تقدم الفاعل وتأخره فقال والاصل ان يلي عامله وقد يتأخر جوازا نحو ولقد جاء ال فرعون النذر وكما اتى ربه موسى على قدري ووجوبا نحو واذ ابتلى ابراهيم ربه وضربني زيد نعم الاصل في الفاعل ان يقع بعد عامله قالوا لان الفاعل كالجزء من الفعل لان الفعل لا يقع الا بفاعل بالفعل والفاعل مترابطان ترابطا جعلهما كالشيء الواحد فلهذا تجد ان الفاعل قد يستتر ويدخل في الفعل كالفاعل المستتر وتجد ان الفاعل قد يؤثر في الفعل كما في وضربت فسكن الفعل الاتصال الفاعل به فصارت ظربت كانها كلمة مكونة من اربعة احرف والاصل فيها كما شرحنا من قبل ضربات ضربت وصارت كأنها كلمة واحدة مكونة من اربع متحركات وهذا يثقل الكلمة كثيرا فسكنوها وخففوها فقالوا ضربت لكن في ضربك الكاف فاعلة ومفعول به مفعول به لا المفعول به في حكم الانفصال ولهذا عندما اتصل بضربة وصارت اربع متحركات تضاربك لم يسبب ثقلا لانها في نفس العربي شيء منفصل عن الفعل لكن الفاعل في نفس العربي شيء متصل بالفعل فصار الاصل في الفاعل ان يتقدم والاصل في المفعول به ان يتأخر وهذا قول المصنف والاصل ان يلي عامله ثم ذكر المصنف ان الفاعل مع ذلك قد يتأخر عن المفعول به اذا تأخر الفاعل اين سيكون المفعول به سيكون المفعول به متقدما على الفاعل فاذا قلنا تأخر الفاعل يعني تقدم المفعول به وذلك بحالتين اقصد تقدم المفعول به وتأخر الفاعل يكون على حالتين اما ان يكون هذا التأخر جائزا التأخر الجائز واما ان يكون هذا التأخر واجبا التأخر الواجب نبدأ بالتأخر الجائز متى يكون تأخر الفاعل عن المفعول به جائزا اذا لم يكن هناك موجب لتقدم الفاعل او موجب لتأخر المفعول به كقوله تعالى ولقد جاء ال فرعون النذر يعني جاءت النذر ال فرعون وفي قولك اكرم الاسلام الجار واكرم الجار الاسلام وهكذا ومن ذلك قول الشاعر جاء الخلافة او كانت له قدرا كما اتى ربه موسى على قدري. اي كما اتى موسى ربه ثم اخر الفاعل لعدم الموجب للتقدم او للتأخر اما الحالة الثانية للتأخر فهي تأخر الواجب وذلك عندما يوجد موجب لتأخر الفاعل وذلك في ثلاث مسائل في ثلاث مسائل ذكر منها ابن هشام مسألتين ونحن سنضيف ثالثة فالموضع الاول لتأخر الفاعل وجوبا ان يتصل بالفاعل ضمير المفعول ان يتصل بالفاعل ضمير يعود الى المفعول به لقولك قرأ الكتاب صاحبه اين الفاعل القارئ صاحبه والمقروء المفعول به الكتاب اتصل بالفاعل صاحبه ضمير يعود الى ماذا الى المفعول به لماذا كان تأخر الفاعل واجبا لان تقدم الفاعل فتقول قرأ صاحبه الكتاب فيؤدي الى كون الضمير عائدا الى متأخر لفظا ورتبة وهذا لا يجوز الا في مواضع معينة ومن ذلك ايضا قوله سبحانه وتعالى واذ ابتلى ابراهيم ربه فتأخر الفاعل وجوبا لذلك طيب لو حدث العكس يعني اتصل بالمفعول به ضمير يعود الى الفاعل كأن تقول اكرم زيد صاحبه الهاف صاحبه متصلة بالمفعول به وقد عاد وقد عادت الى الفاعل الضمير هنا عاد الى متقدم لا اشكال طب هل يجوز ان تقدم المفعول به في هذه الحالة فتقول اكرم صاحبه زيد الجواب نعم يجوز طيب والضمير المتقدم هذا الا يكون عائدا الى المتأخر يكون عائدا على متأخر لفظا متقدم رتبة متأخر لفظا يعني في اللفظ هو متأخر لكن زيد او محمد هذا الفاعل المتأخر هو في الرتبة متقدم لان الفاعل في الرتبة متقدم على المفعول به فهو في نفس العربي الفاعل متقدم ولهذا جاز وقد جاء عليه بعض الامثلة والشواهد طيب والموضع الثاني الذي ذكر ابن هشام لوجوب تأخر الفاعل ان يكون المفعول به ضميرا متصلا بالفعل ان يكون المفعول به ضميرا متصلا بالفعل نحن اكرمني زيد فيجب ان يتقدم المفعول به ويجب ان يتأخر الفاعل ولماذا كان تأخر الفاعل هنا واجبا لان تقديم الفاعل سيؤدي الى تأخر المفعول به واذا تأخر المفعول به وهو ظمير سينقلب من متصل الى منفصل فتقول اكرم زيد اياي والقاعدة في الظمائر كما سبقت انه لا يجوز العدول عن الضمير المتصل الى الضمير المنفصل متى ما امكن الضمير المتصل اذا امكن الضمير المتصل لا يجوز العدول عنه الى الضمير المنفصل الموضع الثالث لوجوب تأخر الفاعل وهو زدناه على ما قاله ابن هشام ان يحصر الفاعل اذا كان الفاعل محصورا سواء الا او بانما نحو انما ينفع المرء العمل الصالح قال تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فا اسم الله مفعول به والعلماء فاعل مؤخر وجوبا لانه المحصور ثم ذكر المصنف عكس المسألة السابقة وهي تقدم المفعول به وجوبا ان يتقدم المفعول به وجوبا فقال اسف ان تأخير المفعول به وجوبا عكس المسألة السابقة المسألة السابقة اه وجوب تأخير الفاعل اذا هذه المسألة وجوب تقديم الفاعل ووجوب تأخير المفعول به فقال ابن هشام وقد يجب تأخير المفعول كضربت زيدا وما احسن زيدا وضرب موسى عيسى بخلاف ارضعت الصغرى الكبرى نعم تقدم فيما مضى ان الاصل من حيث الترتيب ترتيب الجملة ان يتقدم الفاعل وان يتأخر المفعول به هذا الاصل وقد يجب هذا الاصل فيتقدم الفاعل وجوبا ويتأخر المفعول به وجوبا في مواضع ذكر منها ابن هشام كما رأيتم هنا كم مسألة مسألتين وسنضيف اليها ثالثة فالمسألة الاولى اذا كان الفاعل ضميرا متصلا والمفعول به اسما ظاهرا اذا كان الفاعل هو الضمير المتصل والمفعول به اسم ظاهر كاكرمت زيدا اكرمت زيدا. لماذا كان تقديم الفاعل واجبا لان لان تقديم المفعول به سيؤدي الى فصل الضمير وقلبه الى منفصل وهذا ممتنع كما شرحنا قبل قليل الموضع الثاني لوجوب تقديم الفاعل وتأخير المفعول به اذا خيف التباس احدهما بالاخر يعني لم يعرف الفاعل من المفعول به الا بالتزام الترتيب وذلك اذا خفي الاعراب فيهما ولم توجد قرينة تبين الفاعل من المفعول به خفي الاعراب اما بالبناء واما علامات الاعراب المقدرة كقولك اكرم موسى عيسى او ضرب سيبويه هؤلاء فيجب حينئذ ان تقدم الفاعل وان تؤخر المفعول به فان وجدت قرينة لفظية او معنوية تبين الفاعل من المفعول به كان التقديم والتأخير حينئذ جائزا فالقرينة اللفظية كأن تقول اكرمت موسى سلمى فالفاعل سلمى وان تأخرت لوجود تاع التأنيث والقرينة المعنوية كقولهم ارضعت الصخرى الكبرى من الفاعلة المرضعة الكبرى ولو تأخرت لانها التي يعقل ان ترضع الصغرى ولا يعقل العكس والموضع الثالث لوجوب تقديم الفاعل وتأخير المفعول به وهو الذي اضفناه ان يكون المفعول به محصورا محصورا بانما او بالا نحو انما يقول المسلم الصدقاء او ما يقول المسلم الا الصدقاء وهكذا فعرفنا من الموضع الثالث هنا وهناك ان المحصور دائما يجب ان يقدم طيب ثم ذكر المصنف تقديم المفعول به على الفاعل نفسه بعد ان انتهى من الكلام على ترتيب الفاعل مع المفعول به فذكر ان الفاعل يتأخر وجوبا ثم ذكر ان الفاعل يتقدم على المفعول به وجوبا انتقل الى مسألة اخرى ايضا تتعلق بترتيب الجملة وهي تقدم المفعول به على الفعل نفسه فقال وقد يتقدم على العامل جوازا نحو فريقا هدأ ووجوبا نحو ايا ما تدعو فلما ذكر المصنف رحمه الله تقدم المفعول على الفاعل وتأخره عنه ذكر هنا تقدم المفعول به على الفعل نفسه وذكر انه نوعان تقدم جائز وتقدم واجب فالتقدم الجائز هو ما خلى من موجب التقديم او التأخير نحو كتب الطالب الواجب او الواجب كتب الطالب وتقول اكرمت زيدا او زيدا اكرمت ومنه قوله تعالى فريقا هدى او باللغة هدى فريقا فهذا جائز لانه لا موجب لتقديم او تأخير اما تقديم المفعول به على الفعل نفسه وجوبا لذلك مواضع ذكر ابن هشام منها موضعا واحدا وهو اذا كان المفعول به لفظا من الالفاظ التي لها الصدارة فحينئذ يجب ان يتقدم وهو مفعول به كقولك من تحب فمن اسم استفهام واعراب هنا مفعول به لان جوابك الكامل على هذا السؤال ان تقول احب محمدا ومحمدا هو المجهول المسؤول عنه فهو يقابل من فتكون من مفعولا به مقدما وجوبا ومن ذلك قوله تعالى فاي ايات الله تنكرون استفهام الاستفهام انكاري فاي مفعول به مقدم وفعله الذي نصبه تنكرون ومن ذلك قوله تعالى ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى ايا هذا اسم شرط اي اسم من اسماء الله عز وجل الحسنى تدعونه بها فله الاسماء الحسنى فايا هذا اسم شرط وقع مفعولا به فتقدم وجوبا اي تدعونا اي اسم فتقدموا وجوبا ثم انتقل ابن هشام الى اخر مسألة في هذا الباب باب الفاعل وهو الكلام على فاعلي نعم وبئس في المدح والذم فقال رحمه الله واذا كان الفاعل نعمة او بئس فالفاعل اما معرف الجنسية نحو نعم العبد او مضاف لما هي فيه. نحو ولنعم دار المتقين او ضمير مستتر مفسر بتمييز مطابق للمخصوص نحن بئس للظالمين بدلا وابن هشام رحمه الله خص في هذه الفقرة فاعل نعمة وبئس بكلام خاص به ولو انه فعل مع نعمة وبئس ما فعله مع التعجب وغيره من الاساليب الخاصة فجعل بابا خاصا لنعمة وبئس وجمع فيه احكامهما لكان افضل الا ان ابن هشام وزع وشتت احكام نعمة وبئسها في هذا الكتاب ذكر بعضها هنا في الفاعل وذكر بعضها في التمييز وذكر بعضا اخر في ابواب اخرى. ولعله كان يرى ان ذلك اسهل فالكلام هنا على ان الفاعل كما سبق لا يكون الا اسما وقلنا يكون من جميع الاسماء ثم قال هنا الا فاعل نعمة وبئس فهو ظيق لا يكون من جميع الاسماء بل لا يكون الا احد ثلاثة اسماء فقط الاول ان يكون اسما مقترنا الجنسية نحو نعم الرجل زيد وبئست المرأة هند وبئس الرجل البخيل ونعم الخلق الوفاء بالعهد وبئس الخلق خلف الوعد وهكذا. قال تعالى نعم العبد يعني نعم العبد هو فنعم فعل والعبد فاعل وهو اسم كما ترون مقترن الجنسية النوع الثاني من فاعل نعمة وبئس ان يكون اسما مضافا لما اقترن الجنسية نحو نعم صديق الرجل زيد ونعم خلق المسلم الصدق ومن ذلك ايضا قوله تعالى ولنعم دار المتقين. فنعم فعل ودار فاعل وهو مضاف للمتقين مضاف اليه وواضح ان هذا النوع عائد الى النوع السابق النوع الثالث من انواع فاعلي نعمة وبئس ان يكون ضميرا مستترا وجوبا يعود على تمييز بعده يفسر ما فيه من الغموض والابهام نحو نعم صديقا محمد نعم رجلا زيد اذا قلت نعم رجلا زيد زيد هذا المخصوص بالمدح وسيأتي اعرابه ابو نعمة فعل اين فاعله لو قلت نعم الرجل زيد فنعم فعل والرجل فاعل وزيد مخصوص بالمدح لكن في هذا الاسلوب نعم رجلا اين فاعل نعمة يقول ضمير مستتر تقديره هو هذا الضمير المستتر يعود الى ماذا يعود الى تمييز بعده هذا التمييز هو الذي يفسر هذا الضمير ويرفع ما فيه من ابهام وغموضه وهذه من المواضع القليلة النادرة التي يعود فيها الضمير الى متأخر لفظا ورتبة يعني نعم هو رجلا هو يعود الى الرجل يعني نعم الرجل رجلا زيد اذا فالخلاصة ان فاعل نعمة وبئس ضيق ولا يكون الا مقترنا الجنسية كنعم الرجل زيد او ضميرا عائدا الى تمييز بعده كنعم رجلا زيد نعم الخلق الصدق اجعله من الاسلوب الثاني نعم خلقا الصدق وهكذا تستطيع ان تجعل كل مثال من النوع الاول او النوع الثاني فهذا ما يتعلق الفاعل وشرح ما قاله ابن هشام رحمه الله تعالى دعونا نعقب باشياء سريعة بما بقي من الوقت هناك ظابط يذكرونه في باب الفاعل وهو مقرب مسهل يقول الفاعل هو جواب قولنا من الذي اسند اليه الفعل او من الذي فعل الفعل فاذا قلت صلى بالمسلمين هذا اليوم الامام بصلاة خاشعة فالفعل صلى اسند الى الامام فهو الفاعل ولو قلت يسافر منذ الصباح اخواني على سيارات مختلفة فيسافر اسندته الى اخواني فهو الفاعل هكذا وهناك قاعدة عامة يضبط بها هذا الباب وهي تقول لكل فعل فاعل بعده فان ظهر والا فهو ضمير مستتر كما قال ابن مالك في الالفية لكل فعل فاعل فان ظهر فهو والا فضمير مستتر لكل فعل فاعل اي فعل ماضي او مضارع او امر لابد لهم من فاعل وهذا الفاعل بعد الفعل لكل فعل فاعل بعده طيب فان ظهر في الكلام ذهب محمد او ذهبت او ذهبوا او اذهبوا فالفاعل هذا الظاهر وان لم يظهر في الكلام مثل محمد ذهب او اذهب فالفاعل ضمير مستتر طيب وهناك ايضا ضابط للفاعل بحسب فعله ضابط الفاعل بحسب فعله نعم الفاعل بحسب فعله منضبط لان الافعال كما نعرف ثلاثة امر وفعل مضارع وفعل ماض اما فعل الامر وهو ينقسم القسمة السداسية المشهورة فانت تقول في الذهاب للواحد اذهب وللواحدة اذهبي وللاثنين في المذكر اذهبا وفي المؤنث اذهبا يا محمدان اذهبا ويا هندان اذهبا ولجمع الذكور اذهبوا ولجمع الاناث اذهب ولا يكون فاعل فعل الامر غير ذلك ففاعل امر الواحد لا يكون الا مستترا تقديره انت اذهب اي انت وفاعل الواحدة لا يكون الا ياء المخاطبة. اذهبي لا يكون اسما ظاهرا مثل محمد اذهب محمد ولا يكون ضميرا بارزا غير يا المخاطبة ولا يكون ضميرا مستترا لا يكون الا الى المخاطبة وفاعل يعلي الامر للمثنى المذكر والمؤنث لا يكون الا الف الاثنين اذهبا اذهبا وفاعلوا الامر لجمع الذكور واو الجماعة اذهبوا وفاعلوا الامر الجمع لانها دون النسوة ذهبا ففاعل فعل الامر منضبط لانه لا يحتمل غير ذلك ثم ننتقل الى الفعل المضارع وهو كما تعلمون لا بد ان يبدأ بحرف من احرف المضارعة وهي الهمزة للمتكلم اذهبوا والنور للمتكلمين نذهب والتالي المخاطب تذهب واليال الغائب يذهب فان كان مضارع مبدوءا بهمزة المتكلم فلا يكون فاعله الا ضميرا مستترا تقديره انا اذهب يعني انا احبك اي انا استمع اليك اي انا وان كان المضارع مبدوءا بنون آآ المتكلمين فلا يكون فاعله الا ضميرا مستترا تقديره نحن اياك نعبد نحن لن نبرح الارض نحن ليبقى من الفعل المضارع المضارع المبدوء بالتاء تذهب والمضارع الممدود بالياء يذهب. ويبقى ايضا الفعل الماضي ذهب فهذه الثلاثة هي التي يحتمل فاعلها ويحتمل يحتمل ان يكون ظاهرا يذهب محمد وتذهب هند وذهب محمد ويحتمل ان يكون ضميرا بارزا يذهبون وتذهبون وذهبت ويحتمل ان يكون ضميرا مستترا كمحمد يذهب وهند تذهب ومحمد ذهبا معنى ذلك ان هذه الثلاثة هي التي تبحث عن فاعلها وما قبل ذلك فاعلها منضبط لا يحتمل غير ذلك لنختم الكلام على الفاعل بضابط اعراب ضمائر ثواني ضمائر ثواني التي سبق ان ذكرناها في الضمائر المتصلة والضمان المتصلة تسعة منها خمسة للرفع وهي ضمائر ثواني وثلاثة للنصب والجر وهي ظمائر هيك والتاسع من المتكلمين يأتي رفعا ونصبا وجرا. شرحنا ذلك والمراد بظمار ثواني التاء المتكلم فذهبت والواو واو الجماعة كذهبوا ويذهبون ويذهبوا والف والالف الف واثنين كذهبا ويذهبان ويذهبا والنون نون النسوة كذهاب ويذهب وذهب وليه المخاطبة تذهبين واذهبي هذه الضمائر على كثرتها الكاثرة لا تكون الا رفعا فلهذا يسمونها ضمائر الرفع المتصلة ورفع الاسماء كما سبق بنحو المبتدئين يكون في كم موضع في سبعة مواضع في المبتدأ وخبره والفاعل ونائبه واسمي كان واخواتها وخبر ان واخواتها والتابع للمرفوع. فهي سبعة ومع ذلك فظمائر ثواني لا تأتي الا في ثلاثة من هذه السبعة فقط يعني ان اعراب ثواني منحصر في ثلاثة مواضع الاول ان تتصل بك انا واخواتها فتكون اسما اللي كان واخواتها في محل رفع تكنت وكانوا والثاني ان تتصل بفعل مبني للمجهول وتكن نائبا لفاعله كضربوا وضربت والثالث ان تكون فاعلا فيما سوى ذلك فذهبت وذهبوا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته