ومن ذلك قوله تعالى لينفق ذو سعة من سعده هذا امر والنوع الثاني الام الطلب ان تكون من الادنى الى الاعلى كطلب العبد من الرب او طلب الابن من الاب ماذا تطلب؟ تطلب الجواب والعرض ويكون بالا كقولك الا الا تذهب الا تذهب العرض ان تطلب الفعل لكن برفق. الا تذهب تطلب منه ان يذهب لكن برفق والتحظيط وهو طلب الفعل لكن بحث لي الطلب وقصد كونه جزاء. يعني هو الجزاء المترتب على هذا الطلب النتيجة المترتبة على هذا الطلب فانه ينجزم حينئذ. وهذا قوله وقصد الجزاء كقولك تعال اكرمك ما معنى تعالى اكرمك؟ يعني تعال يعني تقول محمد لم يذهب ومحمد لما يذهب. تنفي عنه الذهاب فما الفرق بين لماء؟ مع دلالتهما على النفي قبل ان نعرف الفرق بينهما. دعونا نعرف ما يتفقان فيه يتفقان ويجتمعان في ماذا؟ يتفقان ويجتمعان في الحرفية كلاهما حرف لما ذكرنا من قبل؟ يقولون ان لا الطلب ايضا تدل على ثلاثة معان وان كان النهي من اعلى الى اسفل فهو نهي وان كان من اسفل الى اعلى فهو دعاء هي شاخصة فاقترنت بايذاء واقترنت بالفاء فاذا هي طيب ففي هذه المواضع يجب ان يقتنن جواب الشرط بماذا؟ بالفعل. طيب في غير هذه المواضع ما حكم جواب الشرط يجوز ان يقترن وما ومهما وان النوع الثاني من هذه الادوات ما يجب اقترانه بماء والا فلا تكن اداة شرط وهي اذ تقول اذ ما وحيث تقول حيثما وكيف تقول كيفما؟ اذا لم تقترن بماء لا تكون اداة شرط صار له عمل واذا دخل على فعل صار له عمل اخر هذا يؤدي الى عدم النظير في اللغة طيب اما ابن هشام كما رأيتم فقد اعتمد قول البصريين وتابع في ذلك الجمهور الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد توقفنا عند الموضع الرابع والموضع الخامس لاضمار ان وجوبا. وذلك اذا وقع الفعل الماضي واذا وقع الفعل المضارع بعد فاء السببية او واو المعية. وعرفنا ان هذا من اساليب اللغة الجميلة وضربنا عليه امثلة وكل هذه الامثلة كانت في وقوع الفعل المضارع جوابا للنفي وابن هشام كما قرأنا اشترط ان تسبق فاء السببية او واو المعية بنفي او طلب فما سبق كانت امثلة لوقوع المضارع في جواب النفي والان نتكلم على وقوع المضارع في جواب الطلب ونبدأه ببيان المراد بالطلب ما المراد بالطلب في اصطلاح النحويين طبعا الطلب كل ما دل على طلب هذا واضح الطلب كل ما دل على طلب وهو حصرا ثمانية اشياء وهي الامر والنهي والدعاء والاستفهام والعرض والتحضيض والتمني والترجي كلها لو تأملتم فيها وجدتم فيها طلبا. اما طلب للفعل او طلب لترك الفعل فالامر لقولك اذهب تطلب فعل الذهاب والنهي لا تذهب تطلب عدم فعل الذهاب والدعاء اغفر لي تطلب مغفرة او لا تعذبني تطلب عدم التعذيب وكذلك في الاستفهام اذا قلت هل دهبت ليس برفق بحث ويكون بي هلا ولولا ولو ما يقول هلا تذهب او لو ما تذهب او لولا تذهب ان تريد ان تحثه على فعل الذهاب والتمني ويكون بليت كما هو معروف تقول ليتك تذهب انت تطلب حصول الذهاب على سبيل التمني والترجي ويكون بلعل تقول لعلك تذهب تطلب حصول الذهاب لكن على سبيل الترجي يعني الرجاء فهذه ثمانية اجوبة يسمونها الاجوبة الثمانية فاذا اضفنا اليها النفي الذي تكلمنا عليه من قبل صارت تسعة وتسمى الاجوبة التسعة وقد نظمها بعضهم بقوله مر وانهى وادع وسل واعرض لحظهم تمن ورجوك ذاك النفي قد كمل والامثلة واضحة فالامر كان تقول تعالى فاكرمك او تعالى واكرمك. الاكرام مترتب على الاستجابة للفعل تعال. اذا جواب لكن مسبوق بالفئة والواو فانتصب والنهي ان تقول لا تهمل فترسب لا تهمل وترسب قال تعالى لا تطغوا فيه في حل عليكم غضبي والدعاء ان تقول ربي اغفر لي فافلحا والاستفهام كأن تقول هل تزورني الليلة طيب ماذا يترتب على زيارته لك الاكرام هات فعلا مضارعا مسبوقا به فاو واو تقول هل هل تزورني الليلة فاكرمك او واكرمك قال سبحانه وتعالى فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا وفي الحديث المشهور هل من داع استجيبا له هل من مستغفر فاغفر له هل من تائب فاتوب عليه والعرض ان تقول الا تجتهد فتنجح والتحضيض هلا تجتهد فتنجح قال تعالى لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق والتمني يا ليتني كنت معهم فافوزا فوزا عظيما. ليتني اجتهدت فانجح والترجي لعلك تجتهد فتنجح. قال تعالى لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات والارض اسباب السماوات لعلي لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى طيب فالخلاصة ان ان لقوة عملها تعمل النصب في المضارع ظاهرة ومضمرة يعني محذوفة ان وتعمل مضمرة في المواضع التي ذكرناها قبل قليل بعد لام التعليل وهذا جائز وبعد لام الجحود وجوبا وبعد حتى وبعد او التي بمعنى الى ان او الا ان وبعد السببية هو والمعية وهذا قول البصريين وهو قول الجمهور وهو الصحيح ان المضارع في هذه المواضع ليس منصوبا بهذه الاحرف الواقعة قبل المضارع يعني حتى اتعلم اتعلم ليس منصوبا بحتى فافوز افوز ليس منصوبا بالفاء لاتعلم اتعلم ليس منصوبا باللام. وانما منصوب بان مضمرة محذوفة وان والمضارع ينسبك منهما مصدر هذا المصدر يكون مجرورا لام التعليل او بحتى الى اخره وقال الكوفيون ان المضارع منصوب بهذه الاحرف مباشرة فجعلوا نواصب المضارع كل هذه الاحرف مع ان ولن وكي واذا يقولون ومن نواصب المضارع حتى ولام التعليل الى اخره وقولهم في ذلك ضعيف لانه سيجعل اللام حرف جر ويجعله ناصبا للمضارع وهذا خلاف حق الفعل وهذا خلاف حق الحرف المختص الحرف المختص حقه ان يعمل فيما اختص فيه. ليس هناك حرف اذا دخل على اسم للتعليلات التي ذكرناها من قبل وعلى قول الجمهور يصح ما قلناه من قبل من ان نواصب المضارع اربعة وهي ان ولن وكي واذا بذلك انتهى الكلام على نواصب الفعل المضارع لينتقل ابن هشام الى كلام على جوازم الفعل المضارع فذكر رحمه الله ان المضارع ينجزم في جواب الطلب وبعد لم وبعد لم وبعد لام الامر وبعد لا الناهية وبعد ادوات الجازمة ذكرها بهذا الترتيب فنسير على ترتيبه رحمه الله فبدأ بجزم المضارع في جواب الطلب. فقال فان سقطت الفاء بعد الطلب وقصد الجزم وقصد الجزاء جزم نحو قوله تعالى قل تعالوا اتلوا نعم سبق قبل قليل ان المضارع اذا وقع في جواب الطلب وكان مسبوقا بفاء السببية او واو المعية انتصب طيب لو جاء في الاسلوب نفسه يعني المضارع وقع في جواب الطلب لكن لم يقترن بالفاء ولا بالواو فبدل ان تقول اجتهد فتنجح اجتهد وتنجح تحذف الفاء والواو وتقول مباشرة اجتهد تنجح فوقع المضارع مباشرة جوابا للطلب دون فاء وواو وحكمه حينئذ الجزم ينجزم اذا وقع المضارع جوابا لا تهمل تنجح يعني لا تهمل الا تهمل تنجح اغفر لي اسعد هل تزورني اكرمك يعني هل تزورني ان تزورني اكرمك وهكذا هذا معنى ان الجواب هنا قصد به الجزاء به الجزاء للنحويين في ذلك قولان القول الاول انه الطلب السابق نفسه يقولون مجزوم بجواب الطلب يعني اذا قلت اجتهد تنجح فالذي جزم تنجح هو نفسه فعل الامر اجتهد نفس هذا الطلب اجتهد فعل الامر هو الذي جزم تنجح نفس الطلب السابق هو الذي جزم المضارع وعلى ذلك تكون جوازم المضارع ستة لم ولما ولم ولام الامر ولا الناهية وادوات الشرط الجازمة خمسة وجواب الطلب والقول الثاني ان جازم المضارع هنا اداة شرط مقدرة. يعني محذوفة فاذا قلت مثلا تعال اكرمك كان التقدير تعالى ان تأتي اكرمك فاكرمك جزمته اداة الشرط ان المحذوفة المقدرة اسلوب من اساليب العرب لان الجزاء فيها مقصود ومفهوم حذفت من هذا الاسلوب اداة الشرط للعلم بها وهذا هو قول الجمهور وعليه تكون جوازم المضارع خمسة باسقاط جواب الطلب لان جواب الطلب حينئذ داخل في ادوات الشرط طيب فان قلت ما حكم المضارع في الامثلة السابقة اذا لم يقصد الجزاء اذا لم يقصد الجزاء فالحكم حينئذ رفع الفعل المضارع لانه لم يسبق حينئذ بناصب ولا بجازم مثال ذلك لو تقول اعطني كتابا يفيدني اعطني كتابا يفيدني المضارع يفيدني انت لم ترد انه جزاء وجواب ونتيجة مترتبة على الاعطاء يعني انت لا تريد من كلامك معنى الشرط ليس المعنى اعطني كتابا ان تعطني يفيدني لا انت اردت اعطني كتابا مفيدا يعني الفعل المضارع يفيدني اردت به معنى الاسم اعطني كتابا مفيدا ولم ترد اعطني كتابا ان تعطني يفيدني فيبقى مرفوعا طيب من ذلك مثلا قوله سبحانه وتعالى خد من اموالهم صدقة تطهرهم تطهرهم هنا بالرفع اذا فالمقصود معنى الاسم يعني صدقة مطهرة تطهرهم هذه جملة فعلية نعت بصدقة صدقة مطهرة وليس المعنى خذ من اموالهم صدقة ان تأخذها تطهرهم. لو كان هذا المعنى لانجزم وينجزم الفعل وهذا وهذه قراءة ام فهب لي من لدنك وليا وارثا فيرتفع وهذه قراءة عند بعض السبعة الجواب محتمل فلهذا قرأ عند السبعة بالجزم الرفع نقول بالرفع على معنى الاسم يعني وليا وارثا ان تأتي اكرمك يعني الاكرام جواب للمجيء مترتب على المجيء نتيجة المجيء ان تأتي اكرمك تعالوا اتل عليكم وهزي اليك بجذع النخلة. طيب ماذا يترتب على ذلك؟ تساقط عليك رطبا جنيا اذا عرفنا ذلك نسأل فنقول المضارع اذا وقع في جواب الطلب وقصد الجزاء انجزم. هذا متفق عليه لكن السؤال ما الجازم للمضارع حينئذ؟ ما الذي جزم المضارع الذي وقع جوابا للطلب وقصد ولهذا ارتفع الفعل عند القراء السبعة واما في قوله سبحانه وتعالى فهب لي من لدنك وليا يرثني الفعل يرثني وقع بعد هب ما المعنى؟ هل المعنى هب لي من لدنك وليا؟ ان تهبني اياه. يرثني وبالجزم على معنى الشرط ان تهبني يرثني وهكذا ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى عن ناقة صالح فذروها تأكل في ارض الله قرأ بعض سبعة فذروها تأكل في ارض الله. وقرأ اخرون فذروها تأكل في ارض الله فمن قرأ بالرافع اراد معنى الاسم يعني فذروها اكلة يعني ذروها حالة كونها اكلة في ارض الله ومن جزم اراد معنى الشرع يعني ذروها انتظروها تأكل في ارض الله وهكذا معنى ذلك ان المضارع الواقع في جواب الطلب في مواضع يجب ان يكون المعنى على قصص الجزاء فيجزم وفي مواضع يجب ان يكون على معنى الاسم فيرفع فاعطني كتابا يفيدني وفي مواضع تحتمل الوجهين على حسب معنى على حسب مقصود المتكلم. فيجوز فيها النص الجزم والرفع ثمان ابن هشام رحمه الله نبه على مسألة متعلقة بالجزم بجواب الطلب الذي ذكره قبل قليل فقال وشرط الجزم بعد النهي صحة حلول الا محله نحو لا تدنو من الاسد تسلم بخلاف يأكلك فذكر رحمه الله ان المضارع الواقع في جواب الطلب يجوز ان يكون جوابا للفعل المنهي عنه وان يكون جوابا للنهي في حالة النصب فتقول مثلا لا تهمل لا تهمل عندنا الاهمال هذا الفعل وعندنا عدم الاهمال وهو المنفي لك ان ترتب ما تشاء على حسب المعنى فعدم الاهمال ينتج النجاح فتقول لا تهمل فتنجحا لا تهمل وتنجحا ولك ان ترتب على الاهمال فقط. الاهمال ماذا يسبب الرسوب تقول لا تهمل فترسبا لا تهمل وترسبها. في النصب يجوز ان ترتب على الفعل او ترتب على المنهي عنه لكن في الجزم قالوا لا بالجزم لا ترتب الا على النهي لا ترتب على الفعل نفسه فاذا قلت مثلا لا تدنو من الاسد الفعل الدنو من الاسد طب وعندك النهي عن الدنو فالنهي عن الدنو يسبب لك السلامة والدنو يسبب لك الهلاك واكله اياك قالوا في الجزم ما ينجزم الا اذا كان مترتبا على النفي نفسه لا تدنو من الاسد والنتيجة نتيجة النهي عن الدنو السلامة تقول لا تدنوا عن لا تدنوا من الاسد تسلم بالجزم لكن لو قلت لا تدنو من الاسد يأكلك او لا تدنو من الاسد تهلك اكله اياك ليس مرتبا على النهي عن الدنو وانما مرتب على دنو نفسه فيقولون حينئذ الفعل ما ينجزم لا يبقى مرفوعا ضابط ذلك الذي يقربه ويسهله ما ذكر ابن هشام وهو انك تستطيع ان تقدر مع الفعل المضارع الواقع في الجواب الطلب ان تقدر ان لا ان لا فتقول لا تدنو من الاسد الا تدنو من الاسد تسلم صحيح الا الا تدنو من الاسد يعني اذا ما دنوا من الاسد تسلم لكن لو قلت يأكلك ما يصح ان تقدر فتقول لا تدنو من الاسد الا تدنو من الاسد يأكلك هذا قول الجمهور وتابعهم ابن هشام كما رأيتم وبعض النحويين كالفساء وتبعه كثير من المعاصرين لم يشترطوا هذا الشرط وقالوا لك ان ترتب على الفعل نفسه ولك ان ترتب على النهي نفسه لك ان تقول لا تهمل اسف لا تهمل تنجح النجاح مترتب على النهي ولك ان تقول لا تهمل ترسب الرسوب مترتب على الاهمال ومما جاء في ذلك قول ابي طلحة رضي الله عنه للنبي عليه الصلاة والسلام لا تشرف يصيبك سهم لا تشرف يعني لا تخرج رأسك يصيبك سهم طب اصابة السهم للنبي عليه الصلاة والسلام مترتبة على اشرافه ولا على عدم اشرافه مترتبة على الفعل ولا عن النهي عن الفعل على الفعل نفسه وهذا الذي منعه الجمهور واستدلوا بمثل هذا الشاهد وغيره على الجواز ثم ذكر ابن هشام رحمه الله تعالى بقية جوازم المضارع وهي على قسمين ما يجزم مضارعا واحدا وهي لم ولما ولام الامر ولا الناهية وما يجزم فعلين وهي ادوات الشرط الجازمة فبدأ بذكر ما يجزم فعلا مضارعا واحدا فقال يجزم ايضا بلم نحو لم يلد ولم يولد ولما نحو لما يقضي وباللام ولا الطلبيتين نحو لينفق ليقضي لا تشرك لا تؤاخذنا نعم فبكى رحمه الله ان ما يجزم مضارعا واحدا اربعة احرف نأخذها حرفا حرفا الحرف الاول والحرف الثاني مما يجزم مضارعا واحدا هما لم ولما لم بقولك لم اغضب ولم اغضب غيري لم يكن النحو صعبا. لم يلد ولم يولد ولما في قولك لما اذهب بعد جاء الوفد ولما يدخلوا قال تعالى ولما يدخل الايمان في قلوبكم واضح ان لم ولما يجتمعان في معنى النفي وفي النفي كلاهما ينفي وفي الاختصاص بالمضارع كلاهما مختص بالمضارع وجزم المضارع كلاهما مما يجزم المضارع وفي قلب زمان المضارع الى المضي لم يذهب. يعني في الماضي لما يذهب يعني في الماضي ويجتمعان ايضا في دخول همزة الاستفهام عليهما تقول لم يذهب الم يذهب لما يذهب الما يذهب وهكذا ويفترقان ويفترقان في امور يفترقان في ثلاثة امور الاول ان لم للنفي المطلق ولما للنفي المتصل لم لا تدل الا على النفي فقط واما لما فتدل على النفي وعلى اتصال النفي اتصالنا في هذا الفعل الى زمن التكلم فلهذا يجوز ان تقول في ان تقول في لام لم اذهب بالامس وذهبت اليوم لم اذهب الاسبوع الماضي وذهبت قبل يومين نفي مطلق فلهذا يمكن ان تقطع هذا النفي قبل زمن التكلم لم اجلس ثم جلست قبل قليل هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا اي ثم كان شيئا مذكورا ولا يجوز مثل ذلك في لما لان نفيها متصل الى زمن التكلم يعني لا يجوز ان تقول لما اذهب في الاسبوع الماضي ثم ذهبت قبل يومين لا لما نفيها مستمر الى زمن التكلم الامر الثاني مما يفترقان فيه ان لم للنفي المطلق كما ذكرنا ولم ولما لنفي القريب المتوقع لم تدل فقط على مطلق النفي ان الامر ما وقع واما لما فانها لنفي القريب المتوقع يعني تدل على شيئين تدل على النفي انه ما حدث وتدل على ان حدوثه قريب بخلاف لم فانها تدل فقط على النفي المطلق عنده ما وقع فاذا قلت محمد لم يسافر يعني انه لم يفعل السفر فقط فاذا قلت محمد لما يسافر تفهم شيئين النفي انه ما سافر وان سفره سيكون قريبا تقول محمد لم يصل ما وصل لما يصل يعني انه ما وصل ولكن وصوله قريب ولهذا مثلا لو تأملنا في الايات لوجدنا ان الايات تراعي مثل هذه المعاني ففي قوله تعالى مثل عن الاعراب ولما يدخل الايمان في قلوبكم هذا يعني احزان لهم او تفرح لهم ها الله عز وجل يقول لهم الايمان يعني ما دخل في قلوبكم لو قال لم يدخل الايمان او ما دخل الايمان في قلوبكم لكان احزانا لهم قال لما يدخل ويقول الى الان ما دخل الا ان دخوله في قلوبكم قريب اذا بقيتم على ما انتم عليه من متابعة النبي عليه الصلاة والسلام حرص على دينه فصار هذا يعني مدحا لهم وليس ذما مجردا ومن ذلك قوله بل لما يذوقوا عذاب في شدة التهديد بالعذاب يقول لما يذوقوا ما ذاقوا لكن ذوقكم اياه قريب فهذا فيه تهديد ايضا فلهذا يجوز ان تقول مثلا لم يجتمع الظدان لكن ما يجوز ان تقول لما يجتمع الظدان لان قولك هذا فيه اشارة الى ان اجتماعهما ممكن. وهو ليس ممكنا فظلا عن ان يكون قريبا الامر الثالث مما يفترقان فيه انه يجوز ان تحذف المضارع بعد لما ولا يجوز ان تحذفه بعد لم فبعد لم ما يجوز ان تحذف المضارع اما بعد لما فيجوز ان تقول مثلا تقول ان لم تذهب فلن اذهب ان لم تذهب فلن اذهب مم وان لم تفعل فما بلغت رسالته ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون. ولا يجوز ذلك في لماء لا تجامع الشر طيب فانتهينا من لم ولما ثم ننتقل الى الحرف الثالث من الحروف التي تجزم فعلا مضارعا واحدا وهو كما قال آآ ابن هشام لا مطلب يا مطلب المعروف بذم الامر كقولك لتفتح بيتك ولتكرم ضيوفك لتسمع مني قبل ان تحكم لينفق ذو سعة من سعته وابن هشام كما سمعتم في كلامه سماها لام الطلب ولم يسمها لام الامر لماذا لان الطلب لا يكون للامر دائما بل يكون على ثلاثة انواع ان كان الطلب من الاعلى الى الادنى فهذا هو الامر الطلب من الرب للعبد او من النبي باتباعه او من الرئيس للمرؤوس او من الاب للولد ونحو ذلك اه مثلا قاربت المدينة ولما ها يا محمد هل وصلت الى الجامعة؟ اقتربت الى الجامعة ولما يعني ولما اصل مثلا ونحو ذلك طيب ايضا من الفروق بين لام ولام ان لم تجامع الشرط او المرؤوس من الرئيس وهكذا فهذا يسمونه دعاء. الدعاء في اللغة هو مجرد الطلب ومن ذلك قوله تعالى ليقض علينا ربك. يعني واضح ان اهل النار لا يأمرونه بذلك. وانما يطلبون منه طلب دعاء والنوع الثالث للام الامر ان يكون الطلب من مساو لمساو ويسمونها لام الالتماس ان تقول لزميلك لتعطيني قلما ليذهب زيد آآ الى فلان ومع ذلك فالنحويون يسمون كل ذلك في اصطلاحهم المشهور المعروف لا ملآن مر اما تغليبا لان اكثر ما تستعمل فيه الامر او ان الامر قد يكون حقيقيا وقد يكون مجازيا ومن فصل مثل هذه التفصيلات من بعض المتأخرين فهو من باب الادب وليس من باب التحقيق العلمي فلهذا لا يكون هذا مما ينقد فيه المتقدمون فهم يعرفون هذه الامور ويعرفون هذه المعاني لا تخفاهم ولكنهم يجعلون مصطلح لا من امر مصطلحا ويفسرونه ولا مشاحة في الاصطلاح فان قلت لام الامر حرف واحد ليذهب لينفق فما حركته فالجواب حركته الكسر اذا كان بالابتداء مثل لينفق الا ان سبق بالواو او الفاء او ثم فاذا سبق بهذه الحروف العاطفة الثلاثة فيجوز فيها الكسر والسكون ومن ذلك قوله تعالى فليستجيبوا لي وليؤمنوا باتفاق القراء وبقوله فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع طيب ثم ننتقل الى الحرف الجازم الرابع وهو لا الناهية نحن لا تتأخر عن الصلاة ولا تركض في المجلس ربنا لا تؤاخذنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا وابن هشام ايضا سماها لا الطلب. ولم يسمها لا الناهية او لا النهي كما هو مشهور عند النحويين وان كان من مساو الى مساو فهو التماس وهذا كما قلنا من مراعاة الادب والعلم وليس من التحقيق العلمي ثم ذكر ابن هشام رحمه الله الجازم الاخير وهو الذي يجزم فعلين اثنين وهي ادوات الشرط الجازمة. فقال ويجزم فعلين ان واذ واذ ما واي واين وانا وايانا ومتى ومهما ومن وما وحيثما. نحو ان ايذهبكم من يعمل سوءا يجزى به ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها تم الاول شرطا والثاني جوابا وجزاء نعم هذا اسلوب الشرط اسلوب الشرط اسلوب له ادوات بعض ادوات الشرط لا يجزم وتسمى ادوات الشرط غير الجازمة مثل اذا ولولا ولو تقول اذا تطلع الشمس اسافر اذا طلعت الشمس ازورك لو جاء زيد اكرمته لولا زيد لاكرمتك وهكذا وبعض ادوات الشرط جازمة للمضارع وتسمى ادوات الشرط الجازمة وهي المقصودة هنا وهي اثنتا عشرة اداة ذكرها ابن هشام هنا منها حرفان وهما ان واذ ماء والعشرة الباقية اسماء وهذا كلام عليها آآ الاداة الاولى والثانية ان واذ ماء وهما حرفان بمعنى واحد تقول ان تجتهد تنجح او اذ ما تجتهد تنجح. قال تعالى ان تؤمنوا وتتقوا يؤتكم والاداة الثالثة من وهي للعاقل في الاصل نحو من يجتهد ينجح من يعمل سوءا يجزى به والخامسة والرابعة والخامسة ماء ومهما وهما لغير العاقل نحو ما تعمل يكتب مهما تعمل يكتب والاداة الثانية عشرة اي اي وعرفنا في باب المعرب والمبني او ما ذكرنا ذلك انها الاداة الوحيدة المعربة وبقية اسماء الشرط مبنية واي من حيث المعنى تكون على حسب ما تضاف اليه. ان اضيفت الى عاقل لعاقل واضيفت لغير عاقل لغير عاقل زمان الزمان هكذا نحو اي طالب يجتهد ينجح اي كتاب تقرأ اقرأ اي يوم تصم اصم وهكذا طيب هنا فائدة نص عليها ابن هشام فذكر ابن هشام رحمه الله ان ادوات الشرط الجازمة تطلب فعلين وما تفعلوا من خير يعلمه الله وقول ابن القيس وانك مهما تأمري القلب افعلي والسادسة والسابعة متى؟ وايان وهما للزمان نحو متى تسافر اسافر معك او ايام تعمل توفق ومن ذلك قول الشاعر متى اضع العمامة تعرفوني والاداة الثامنة والتاسعة والعاشرة اين وانا وحيثما وهي للمكان نحو اين تسكن؟ اسكن بجوارك اينما تقم ازرك اينما تكونوا يدرككم الموت والاداة الحادية عشرة كيفما وهي للحال. نحو كيفما تركب اركب يعني لا يتم معنى الشرط الا بفعلين. الاول يسمى فعل الشرط والثاني يسمى جواب الشرط او جزاء الشرط اذا لابد من فعلين وهذان الفعلان لهما اربع سور ذكرها ابن مالك في الفيته في بيت لطيف فقال وماضيين او مضارعين تلفيهما او متخالفين يعني كل الصور الصورة الاولى كونهما مضارعين نحو من يأتي اكرمه وان تعودوا نعد والصورة الثانية كونهما ماضيين نحو من قام قمت معه ان قام زيد قام عمرو وقال تعالى وان عدتم عدنا الصورة الثالثة كون فعل الشرط ماضيا وجواب الشرط مضارعا عدم من التخالف نحو من قام اقوم معه من كان فعل ماضي من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه هذه الصور الثلاثة كثيرة هذه الصور الثلاث كثيرة الصورة الرابعة كون فعل الشرط مضارعا وجواب الشرط ماضيا هذا من التخالف كأن تقول من يقم اقم معه هذه الصورة قليلة حتى ان بعضهم خصها بالظرورة لكن الصحيح انها جائزة في المثل لكنها قليلة ومن ذلك الرواية المشهورة في حديث من يقم ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له. قال يقم ثم قال غفر ومن ذلك قول الشاعر ان يسمعوا سبة طاروا بها فرحا عني وما يسمع من صالح دهنوه. قال ان يسمعوا مضارع ماضي وهكذا ثم ذكر ابن هشام حكما خاصا بجواب الشرط فقال وان لم يصلح لمباشرة الاداة قرن بالفاء نحو ان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير. او بإذا الفجائية نحو وان تصبهم سيئة بما قدمت ايديهم اذا هم يقنطون يتكلم هنا على اقتران جواب الشرط بالفاء وباذا الفجائية بقاعدة واحدة تحكم هذه المسألة ذكرها ابن هشام وهي ان جواب الشرط اذا لم يصلح ان يكن فعل شرط ويجب اقترانه بالفعل وهذا قوله اذا لم يصلح لمباشرة الاداة يعني فعل الشرط اذا لم يمكن ان تجعله فعل شرط بعد الاذى مباشرة فيجب ان يقترن بالفاء ويترتب على ذلك اذا طبقنا هذا هذه القاعدة ان جواب الشرط يجب ان يقترن بالفاء في ستة مواضع مشهورة جمعها الناظم في بيته المشهور اسمية طلبية وبجامد وبما ولن وبالتنفيس الموضع الاول اذا كان جواب الشرط جملة اسمية. نحو ان تأتي فانا اكرمك وان يمسسك الله بخير فهو على كل شيء قدير الموضع الثاني اذا كان جواب الشرط جملة طلبية وسبق المراد بالطلب ثمانية اشياء نحو ان جاء زيد فاكرمه امر. ان كنتم تحبون الله فاتبعوني الموضع الثالث اذا كان جواب الشرط فعلا مقترنا بقد نحو ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل ما تقول ان يسرق سرق اخ له من قبل او ان يسرق قد سرق اخ له من قبل لابد من الفاء الموضع الرابع اذا كان جواب الشرط فعلا جامدا. جامدا مثل ليس وعسى ونعمة وبئس ان جاء زيد فليس بخيلا ان ترني انا اقل منك مالا وولدا فعسى ربي الموضع الخامس اذا كان فعل الشرط جوابا مقترنا بحرف تنفيس اما السين واما سوف ان جاء زيد فسوف اكرمه ان جاء زيد فسأكرمه. وان تعاسرتم فسترضعوا له اخرى والموضع السادس اذا كان جواب الشرط فعلا منفيا منفيا لن او بماء كقولك ان جاء زيد فلن اكرمه. وما يفعل من خير فلن يكفروه. فان توليتم فما سألتكم عليه من اجر وقد يقترن جواب الشرط باذا الفجائية الاكثر في اللغة ان يقترن بالفاء لكن يجوز ان يقترن باذن الفجائية كقوله تعالى وان تصيبهم سيئة بما قدمت ايديهم اذا هم يقنطون. ولو قال فهم يقنطون لجاز في اللغة وقال اذا دعاكم دعوة من الارض اذا انتم تخرجون تقول ان تنجح اذا انا افرح يعني فانا افرح ويجوز ان تجمع هنا بين الفاء واذا الفجائية. وان كان هذا قليلا فيجوز ان تقول ان تأتي فاذا انا اكرمك قالوا ومن ذلك قوله تعالى حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون حتى قال فاذا هي شاخصة ابصار الذين كفروا قالوا المعنى اذا فتحت يأجوج ومأجوج شخصت ابصار الذين كفروا اذا فتحت يأجوج ومأجوج شخصت لكن ما لو اتى بها بالماضي ما تحتاج الى اقتران بالفاء وايداء لكن اتى بها هنا بجملة اسمية بالشرط وهذا قليل لكنه جائز وارد ويجوز الا يقترن وهو الاكثر يجوز ان تقول من يقم اكرمه ويجوز الاقتران بقلة نحو من يقم فاقوم معه فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا ومن عادى فينتقم الله منه ان كان قميصه قدم قبل فصدقته من جاء بالسيئة فكبت وجوههم الى اخره طيب هنا فائدة سريعة مع اننا تأخرنا لكن لابد ان ننتهي من اعراب الفعل المضارع تقول يلا اختم ساختم طيب ما حكم ماء الزائدة مع ادوات الشرط ادوات الشرط عرفناها طيب قد تقترن بها ماء الزائدة ماء الزائدة هذه تزاد في مواضع كثيرة يمكن تقول ان تجتهد تنجح او اما تجتهد تنجح. تزيد. اينما تسكن اسكن بجوارك اينما تسكن اسكن بجوارك. قد تزاد فما حكم زيادة ماء مع ادوات الشرط نقول لها ثلاثة احكام فبعض ادوات الشرط لا تقترن بماء ابدا. وهي من والنوع الثالث ما يجوز اقترانه وعدم اقترانه بماء وهي البواقي وهي ان تقول ان تجتهد تنجح وان واما تجتهد تنجح ومن ذلك قوله تعالى واما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء. يعني ان تخف انبذ لكن زاد ما فقال اما تخافن وكذلك متى تقول متى تأتي اكرمك او متى ما تأتي اكرمك واين اين اسكن واينما تسكن اسكن وايانا ايانا تسكن اسكن وايانا ما تسكن اسكن واي تقول اي رجل يأتي اكرمه وايما رجل يأتي اكرمه والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين