الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. الى يوم الدين ييسر عند رحمتك يا ارحم الراحمين. نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الثامن عشر. من التعليق على كتابي مختصر للتحرير. كانت قد بقيت لنا مسألة واحدة من معاني الحروف. وهي معنى لولا لولا حرف يقتضي في جملة اسمية امتناع جوابه لوجود شرطه معناه ان لولا حرف اذا تلته الجملة الاسمية كان حرف امتناع بوجود كان حرف امتناع لوجوده. وذلك نتركه لله تعالى لولا انتم لكنا مؤمنين لولا حرم امتناع لوجود انتم مبتدأ الخبر محذوف وجوبا بان لولا يحذف بعدها الخبر وجوبا اذا كان الامتناع بها معلقا على وجود المبتدأ وجودا مطلقا عاما لانه مفهوم فذكره من العبث اي لولا انتم موجودون او كائنون قال ابن مالك رحمه الله تعالى وبعد لولا حذف الخبر حتما. اي في غالب حالها. وهو كون الامتناع بها معلقا على وجود المبتدئ وجودا مطلقا وفي مضارعة تحضيضا يعني انها اذا دخلت على الفعل المضارع اقتضت التحضيض. ذلك بقول الله تعالى لولا تستغفرون الله فيه حض على الاستغفار. ومعضية توبيخا وعرضا اذا تلاها الفعل الماضي فانها تجيء للتوبيخ مثل قول الله تعالى لولا جاؤوا عليه باربعة شهداء هذا توضيح وقد تجيء العرض نحو قول الله تعالى لولا اخرتني الى اجل قريب ثم قال فصل في مبدأ اللغات. مبدأ اللغات توقيف من الله تعالى بالهام من او وحي او كلام. اختلف العلماء في مبدأ اللغة هل كان بوحي من الله سبحانه وتعالى ام كان بتواضع واصطلاح من الناس. فصدر بالقول الذي هو قول الجمهور. ان اصل اللغة التي يتكلم بها الانسان هي وحي اوحاه الله سبحانه وتعالى الى ادم بدليل قول الله تعالى وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فالاسماء هنا هي اسماء المسميات. ومنها اللغات لانها اسمع مسميات. ولا يقصد بالاسماء هنا خصوص الاسم المقابل للحرف والفل. وانما الالفاظ الدالة وعلى المعاني مطلقا سواء كانت اسماء او حروفا او افعالا. فالمراد انه علمه كل اه لفظ دال. هذا مذهب الجمهور. وقال بعضهم بل اصلها تواضع ان تواضعوها واصطلحوا عليها. ويشكل على هذا ان التواضع يحتاج الى تواضع اخر ويلزم ذلك التسلسل. يعني مثلا لكي يتواضع لغة معك. احتاج اصلا الى لغة اتفهم بها معك وتلك اللغة اما ان تكون توقيفا او تواضعا. فاذا كان التوقيفا فقد بطل القول بالتواضع واذا كان تواضعا نشأ عن هذا تسلسل وهو مستحيل. والقائلون بالتواضع الى اصطلاح اجابوا عن ذلك بان اللغة لا تحتاج الى كلام لوضعها. وانها يمكن ان يتواضع عليها الناس بالاشارة وقرائن الاحوال نحو ذلك وهذه المسألة في الحقيقة ليست من صميم علم اصول الوقه. فالخاطب فيها يسير والصحيح فيها ما صدر من ان اصل اللغة هو وحي من الله سبحانه وتعالى. ثم قال ويجوز تسمية الشيء بغير توقيف ما لم حرمه الله تعالى. لانه يجوز للانسان ان يسمي ما شاء بما شاء. فلا حجر في ذلك الا اذا منعه الشارع. وذلك كتسمية الله سبحانه وتعالى بما لم يسمي به نفسه هذا فالعصر ان لك ان تسمي اي شيء بما شئت. لا حرج في ذلك لغة ولا شرعا. ما لم يمنع الشارع فاذا منع الشارع لك عليك ان تلتزم اه اوامر الشارع الشرعي وان تشتري بنواهية ومنها مثلا ان تسمي الله تعالى بما لم يسمي به نفسه او يسميه به رسوله صلى الله عليه وسلم قال واسماؤه تعالى توقيفية اسماء الله تعالى توقيفية معناه انها انما تكون بوحي فلا تقاس. لا تثبت بالقياس. وطريق معرفة اللغة النقل تواترا في فيما لا يقبل تشكيكا. اللغة تعرف بالنقل بالنقل عن العرب. نقل الائمة دلوقتي عن العرق. نعم عندكم اختلاف في النسخ؟ لم نعلق على قال قسمان اي نعم طيب اذا قلنا اه ويجوز تسوية الشيء بغير توكيلهم ما لم يحرمه الله تعالى فيبقى له اسمان معناه انه اذا وضعت انت له اسما وكان له اسما فانه يحصل من ذلك انه يكون له اسمان وهذا جائز لغة وشرعا ما لم يمنع منه مانع شرعي كما ذكرناه في اسماء الله تعالى. ثم ترى ان اللغة تثبت بالنقل عن العرب. بنقل الائمة الاثبات اذا نقلنا الائمة عن العرب ان هذا اللفظ معناه كذا وانه في كلام العرب فانه يؤخذ به والنقل منه وما هو منه ما هو متواتر كمثلا اسم الارض والسماء ونحو ذلك بهذه نقلها متواتر وكل احد يعرف معناها لانها مما تواتر الناس واطبقوا عليه في كل زمان. وهذا القسم لا اقبل تشكيكا ومن النقل ما هو احاد بعض الالفاظ التي لا تكون مضطردة عند الناس ولا ترويها الكافة وانما ما نقلها بعض الائمة فهذه تنقل بالاحاد وتثبت بها. والمركب منه ومن العقل يعني ان اللغة تثبت ايضا بدليل مركب من العقل والنقل. وذلك ككون الجمع المعرف مثلا يفيد العموم مثلا الرجال المسلمون عامة اي يشمل الصالح له من غير حصر هذا مركب من النقل. لانه نقلت لنا الفاظ كثيرة فعلمنا انها عامة واستعملنا نحن العقل لاننا قسنا ما لم ينقل لنا على ما نقل الينا فنشأت بذلك قاعدة ان كل لفظ آآ كل جمع محلم هو من الفاظ العموم. يعني نقلت لنا الفاظ كثيرة فاذا هي عامة الرجال قوامون على النساء المسلمون مثلا نحو ذلك. هذه الالفاظ التي نقلت الينا وجدنا بالاستقراء انها عامة هذا جانب النقل استعملنا نحن العقل فقسنا فقلنا معناه هذا ان كل لفظ آآ وكل جمع محلى بال دال على النعمة. وزيد والقرائن يعني ان منهم من قال ان اللغة فتثبت ايضا بكراهن الاحوال وتعرف بها. قاله ابن جني في كتابه المسمى بالخصائص. ومثل له بقول الشاعر قوم اذا الشر ابدا ناجديه لهم طاروا اليه زرافات ووحدانا. قال ان الانسان اذا سمع هذا البيت وهو لا يعرف معنى زرافات ولكنه سمع زرافات ووحدانا يفهم بالقرينة بقرينة تجاورها مع وحدانا ان زرافات معناه جماعات فتعرف اللغة ايضا بقرائن الاحوال. قد لا تعرف بالنص اه وانما تعرف ايضا بقرائن الاحوال كذلك ولجنة النقلية قد تفيد اليقين آآ يعني ان الدليل النقلي قد يفيد اليقين الاصل هو هناك ما يسمى باليقينيات. بناء ما هو راجع الى العقل العقول مثلا كوني الواحدة ككون الواحدة نصف الاثنين مثلا كون الكل اكبر من الجسم. ونظريات ايضا التي اثبت النظر الصحيح انها صحيحة. والنظريات هي التي تحتاج الى تأمل ولكنها بعد التأمل تنجلي ويتضح انها قاطعية. ككون الواحد مثلا عشر ربع الاربعين هذا يحتاج الى تفكير بسيط ولكن اذا اكلك اذا عملت فيه الفكرة وجدته صحيحا يقينا آآ لا مطعن فيه اه ومن القطعيات المحسوسات والامور التي تدرك بالحس. هذه طيب انت مثلا اذا كنت ترى شيئا امامك فانك لا يخاملك ادنى شك في وجوده بانه موجود. لان الحسيات من طريق اليقين. ولا يمكن لشخص ان يقنعك بان هذا ليس موجودا بان هذه الساعة التي بيدك ليست ساعة مع هذا هذا لا يمكن لاحد ان يقنعك به لان دليل الحس يقتضي اليقين. كذلك ايضا اه المجربات هذه يقينية كون النار مثلا محرقة هذا امر يقين الدليل اي المنقول اذا نقل لنا خبرا هل يمكن ان يبلغ هذا الخبر من اليقين مبلغ المحسوسات واوليات العقول بحيث يقطع به الانسان قطعا يقينا. نعم. الدليل النقلي قد يدل على اليقين. وذلك اذا احتفت به قرائن آآ تصرفه تصرف شك والاوهام عنه وتخلصه لان يكون متيقنا به. قال والادلة النقلية قد تفيد كاينة اه لم يختلف العلماء في ان التواتر يفيد اليقين والتواتر في الحقيقة مركب بين الدليل مركب من النقلي والعقلي لان التوتر هو اخبار عدد كبير آآ تحيل العادة تواطؤهم على الكذب ويكون في جميع الطبقات فحب النقل منه انه اصلا انما يكون خبرا. عن امر محسوس مشاهد. وحوض العقل منه كون العادة تحيل تواطؤ هؤلاء جميعا واتفاقهم على الكذب. لكن اخبار الاحد هل يمكن ان اليقين ام لا هذا مبحث اصولي مشهور. وكذلك يظن يتطرق له اهل مصطلح الحديث. فيقولون مثلا هل يمكن لخبر الاحاديث ان يفيد ده اليقين. ام انه لا يفيد الا الظن. مثل ابن الصلاح رحمه الله تعالى يرى ان ما اخرجه الشيخان يقطع بصحته. معناه انه يصل الى درجة اليقين. كما قال العراقي رحمه الله تعالى في الفيته في حديث واقطع بصحة لما قد اسند كذا له. اذا اشار بهذا الضمير فانه يقصد به من الصلاة. وقيل ظنا ولد محققيهم قد عزاه النووي. يعني انه قيل انهما بنون. وهذا مذهب الامام النووي والجماعة. هؤلاء الذين ان اخبار الاحاد قد تفيد اليقين يقولون انه قد يحتف باخبار الاحاد من القرائن ما يصرف عنها الشكوك ويجعلها متمحضة لليقين ويمثلون ذلك مما اخرجه الشيخان لان الامة تلقت هذين الكتابين بالقبول. وهذا قرينة قوية على صحة ما فداه وانه قد يحصل اليقين به والقطع بحيث يزول الوهم ويرتفع الظن الى الى درجة اليقين. ومثلوا له ايضا كذلك بالاحاديث المشهورة المشهور من اقسام اخبار الاحد ولكنه قد تتعدد آآ طرقه ولا يصل الى درجة آآ التوتر ولكنه آآ بسبب كثرة طرقه قد يحصل اليقين به. وكذلك ايضا ما كان مسلسلا برواية الائمة الاثبات الذين زكتهم الامة وهو ما يسمى بسلاسل الذهبية. فانه ايضا قد يقطع بصحته كرواية ما لك عن نافع عن عبد الله ابن عمر. مثلا ونحو ذلك من ذهبية المعروفة عند المحدثين فانها قد تفيد اليقين. ولا يعارض القرآن غيره بحال يعني ان القرآن لا ينبغي ان يعارضه دليل اخر. لان القرآن قطعي الورود قطعي الدلالة آآ قطع القرآن قطع الورود. فاذا كان قطعي الدلالة لا يمكن ان يعارضه شيء في قوته. والدلالة قد تعتريها الظنية كما هو معلوم. وحدث ما قيل امور قطعية عقلية تخالف القرآن. يعني انه من المحدث الذي عنه بعض الناس انهم ذكروا امورا قالوا انها قطعية تخالف القرآن والواقع انه لا وجود لها فان النقل الصحيح والعقل الصحيح على لا يتعارضا. النقل الصحيح الثابت عن الشرع قرآنا كان او سنة لا يناقض ما يؤدي اليه العقل الصحيح ولا مناسبة ذاتية بين لفظ ومدلوله. يعني ان الالفاظ لا توجد بينها مناسبة مع معانيها لازمة يعني لا لا لزوم لان يكون هناك تناسب بين اللفظ والمعنى. مثلا قام لا نقول اننا انا استعملنا القاف والواو مثلا والميم في هذه الكلمة لان هذا يناسب الهيئة التي يقوم بها الشخص حين يقوم. ولاننا مثلا استعملنا الجيم واللام والسين في جلسة لان هذه الحروف تناسب الهيئة التي يدل تدل عليها هذه الكلمة هذا غير لازم. قد يقع بعضه. قد يقع. فانه احيانا يكون وبين بعض الالفاظ وبعض المعاني آآ تناس. مثلا النضح مثلا ده الرش والنضغ للسيلان فانهم اعطوا القاعة اه اعطوا الخاء وهي حرف للنضخ وهو اشد من النطح. فوقع هنا نوع من التناسب بين اللفظ والمعنى وآآ منهم مثلا اسمع الاصوات هذي اصلا وضعت لحكاية الصوت واضحة مثلا تسمية القطع لماذا سمي؟ القطع نوع من الطير. لانه يقول هو يأتي باصوات هكذا. فهناك تناسب فعلا بين اللفظ وبين المعنى. لكن هذا قليل. الاصل انه لا يلزم التناسب بين اللغوي وبين المعنى. لماذا؟ دلل على انه لا يلزم التناسب ان العرب استعملت الضد الجون مثلا تقال للابيض والاسود. كيف تكون مناسبة للضيدين؟ هي اذا نسبت الضدة لا يمكن ان تناسب ضده القرب فتح القاف وضمها. استعملتها العرب في الطهر والحيض. لا يمكن ان تناسب الضدين معه. اذا كانت هناك لاحدهما فهي بالضرورة غير مناسبة للمعنى الاخر المشترك مثلا العين تطلق على الباصرة تطلق على العين الجارية على الذهب والفضة هل يمكن ان يكون هذا اللغو مناسبا لجميع هذه المعاني؟ ببعد. ايضا لو كان هناك لو آآ كان التناسب بين اللفظ والمعنى لازما لما وجدت لما اختلفت لغات البشر. تجد هذا يسمي الماء بكذا وهذا يسميه كذا وهذا يسميه بكذا في كل لغة يختلف اسم الماء هل يمكن ان تكون هذه المسميات جميعا؟ اه بينها تناسب وبين ثم هذا مستحيل. هذه النظرية آآ جاء بها رجل يقال له عباد بن سليمان المعتزلي. عباد بن ابن سليمان الصيمري من المعتزلة. قال انه لابد من ان يكون هناك تناسب بين اللفظ والمعنى وكان يدعي انه يفهم آآ اللغات الاخرى التي غير بالتناسب بين الالفاظ والمعاني. وربما امتحنوه في ذلك فقد ينجح احيانا وقد لا وقد لا ويجب حمل اللفظ على حقيقته وعمومه وافراده واستقلاله واطلاقه وتأصيله وتقديمه وتأسيسه وتباينه دون مجازه وتخصيصه واشتراكه واضماره وتقييده وزيادته وتأخيره وتوكيده وترادفه. وعلى بقائه دون نسخ هناك ما يسمى بالاحتمالات الراجحة وتقابلها الاحتمالات المرجوحة الاحتمالات الراجحة هي كون اللفظ حقيقة لا مجاز وكون الاصل فيه الحمل على العموم حتى يثبت المخصص. وكونوا آآ الاصل فيه مثلا على الافراد حتى يثبت خلافه وهو الاشتراك. وكونوا الاصل فيه الاستقلال ولا يحمل على الاضمار الا لدليل. وكون الاصل فيه بقاؤه على ولا يحمل على التقييد الا لدليل. وكون الاصل فيه ان يكون اصل ان يكون اصلا لا زائد ان يكون عصرا لا زائدا يحمل على التأصيل لا على الزيادة. وكون الاصل في الكلام انه مرتب وليس فيه تقديم ولا تأخير فلا يحمل الكلام على التقديم والتأخير الا لدليل. وكون الاصل في الكلام هو التأسيس لا التأكيد وكون الاصل في الكلام في اللفظين انهما متباينان لا مترادفان. اذا عندنا احتمالات راجحة واحتمالات مجروحة قال ويجب حول اللفظ على حقيقته. يعني اذا دار اللفظ بين حمله على حقيقته وبين حمله على مجازه فان انه يحمل على حقيقته. آآ لعلنا نقتصر على هذا القدر ان شاء الله. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا