بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لما اتم الكلام على ما يتعلق بحكم ساب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبر مسائل اربعة رتبها الحق بذلك ما يتصل بهذا الموضوع من حكم ساب الله تعالى ثم في حكم من سب ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ثم بقى اخيرا في حكم سب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا من تمام الفائدة. انتهى بنا المطاف الى ان الشيخ رحمه الله اراد ان يرتب الكلام على هذه المسألة في فصلين فقال رحمه الله ونحن نرتب الكلام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فاللهم اغفر لي ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين ولجميع المسلمين. امين. قال المصنف رحمه الله قال شيخ الاسلام ونحن نرتب الكلام في فصلين احدهما في حكم سبهم مطلقا. والثاني في تفصيل احكام السب اما الاول فسبوا اصحابه صلى الله عليه وسلم حرام بالكتاب والسنة. اما الكتاب فلانه غيبة وقد قال ولا يغتب بعضكم بعضا وقوله والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا. وقال لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة. وقد ثبت في الصحيح انه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة. وقال تعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار. الاية وقال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. ربنا انك رؤوف رحيم فعلم ان الاستغفار لهم وطهارة القلب من الغل امر يحبه الله ويرضاه ويثني على فاعله. وذكر عدة ايات واما السنة ففي الصحيحين قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه وروى البرقاني لا تسبوا اصحابي دعوا لي اصحابي وقال ان الله اختارني واختار لي اصحابا جعل لي منهم وزراء وانصارا وانصارا واصهارا. فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا وقال الله الله في اصحابي لا تتخذوهم غرضا من بعدي من احبهم فقد احبني ومن ابغضهم فقد ومن اذاهم فقد اذاني ومن اذاني فقد اذا الله ومن اذى الله فيوشك فيوشك ان يأخذه رواه الترمذي الترمذي وغيره وفي لفظ من سب اصحابي فقد سبني ومن سبني فقد سب الله رواه ابن البناء وقال لعن الله من سب اصحابي رواه الزبيري وغير ذلك من السنة واذا كان شتمهم بهذه المثابة فاقل ما فيه التعزير وهذا مما لا نعلم فيه خلافا بين اهل الفقه والعلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم باحسان وسائر اهل السنة والجماعة مجمعون على ان الواجب الثناء عليهم والاستغفار لهم والترحم عليهم والترضي عنهم واعتقاد محبتهم وموالاتهم. وعقوبة من اساء فيهم القول. نعم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين هذا هو المقام الاول او الفصل الاول في الحديث عن هذه المسألة وهو في حكم سبهم مطلقا تبين ان هذا حرام بالكتاب والسنة والاجماع. وذكر ادلة الكتاب المتضمنة لثناء الله تعالى على اصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم. ولحال التابعين اه مع سابقيهم فان الله لما ذكر اطباق المؤمنين بدأ بذكر المهاجرين ثم ثنى بذكر الانصار في سورة الحشر ثم ثلث فقال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا استغلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. فعلم ان من اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. سلامة قلوبهم من الغل والحقد وسلامة السنتهم من الشتيمة والوقيعة والسب واللعن. هذا هو حال التابعين باحسان فمن خرج عن هذا الوصف فليس تابعا ولهذا كان من فقه الامام مالك ان قال ان الرافضة ليس لهم نصيب في الفين اذ ان الله تعالى ذكر في سورة الحشر حكم الفين فقال للمهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم ثم ثن فقال والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم ثم ثلث فقال والذي اين جاءوا من بعدهم؟ بناء على ان تعلق الجار والمجرور في استحقاق الفين فمن لم ينطبق عليه هذا الوصف بمعنى ان يدعو للسابقين الاولين بان يقول ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان فليس من التابعين باحسان فلا يستحق من الفين. وهذا ينطبق على الرافضة الذين يؤذون اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم ولو لم يكن في الامر الا ان هذا من الغيبة واي غيبة آآ اعظم من غيبة من اصطفاهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرته كما ان السنة دلت على هذا واصلح دليل فيها اه الحديث الذي رواه الامام مسلم لا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بل هو في الصحيح لا تسبوا اصحابي. فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهب ذهب ما بلغ مد احد ولا نصيفه واحد جبل في شمال المدينة جبل عظيم فلو ان احد فلو ان احدا انفق مالا يوازي جبل احد من الذهب لم يبلغ في ثوابه ما يبلغ صحابي بانفاق مد وهو ربع الصاع لا بل نصيفه نصف المد يعني ثمن الصاع فاعمال الصحابة رضوان الله عليهم مضاعفة بفضل سابقتهم ونصرتهم وهجرتهم. وذكر ايضا احاديث اخر بعضها قوي الاسناد وبعضها فيه كلام في النهي عن مسبة اصحابه وان سبهم سب له صلى الله عليه وسلم وان ذلك يفضي الى سب رب العالمين. ولا شك انه من حيث الاعتبار والنظر مدح في حكمة الله ان يدعي مدع ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم محل اللوم والذنب. اذ كيف يختار الله تعالى وزراء وامراء واصحابا لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا يكون من افضل الطبقات بل ان الله تعالى نظر الى اهل الارض عربهم وعجمهم فمقتاهم الا بقايا من اهل الكتاب. ثم اصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم. ثم اصطفى لمحمد القبائل من خيار الناس في ذلك الوقت فظمهم اليك فكانوا صحابته. فلا شك انه من حيث النظر امر مستنكر ان يكونوا محل مذمة. ولهذا قال بعض العقلاء قال لو قيل لليهود من خير ملتكم؟ لقالوا اصحاب موسى. ولو قيل للنصارى من خير ملتكم؟ لقالوا اصحاب عيسى ولو قيل للرافضة من شر ملتكم؟ لقالوا اصحاب محمد. هذه حقيقة الامر. فلا يمكن ان يكون الله قد اه اصطفى لنبيه اسوأ الناس ومن هو محل للذم والتنقص؟ لا والله بل اثنى الله عليهم بقوله محمد رسول الله والذين معه الى اخر الاية وقالوا السابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان وقال في موضع لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فقوم رضي الله عنهم وزكاهم واثنى عليهم هم محل للكمالات البشرية. لا محل للتنقص فجميع هذه الايات تدل على تحريم مسبتهم ان ذلك من موارد الاثم ووجوب محبتهم والثناء عليهم وتنزيلهم منازلهم على رتبهم. فلا شك ان بين الصحابة الكرام تفاضل تفاضل آآ عيني شخصي وتفاضل جنسي فالتفاضل العيني الشخصي افضل هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر. ثم عثمان ثم علي. على هذا استقر رأي اهل السنة والجماعة وان كان قد وقع خلاف في امر علي وعثمان ايهما افضل ولم يختلفوا في مسألة الخلافة. وانما اختلفوا في مسألة الفضل. ثم بقية العشرة المبشرين وهناك تفاضل يتعلق بالجنس فيقال مثلا المهاجرون جنس المهاجرين افضل من جنس الانصار البدريون خير من غيرهم من بائعة تحت الشجرة فله منقبة ومزية فان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة. من انفق من قبل الفتح وقاتل افضل ممن انفق من بعد الفتح الذي هو صلح الحديبية وقاتل. وهكذا ثم قال قال فمن قال لا يقتل بشتمهم لقوله لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث. الحديث ولان بعضهم ربما سب بعضا ولم يكفر احد بذلك ومن قال يقتل السب او او يكفر فاحتجوا باشياء منها قوله محمد رسول الله والذين معه الاية فمن غيظ بهم فقد شارك الكفار فيما اذلهم الله به واخزاهم وكبتهم. ومن شارك الكفار فيما كبتوا به جزاء لكفرهم فهو كافر مثلهم لان المؤمن لا يكبت جزاء للكفر. يوضحه انه علق الحكم بوصف مشتق مناسب لان الكفر مناسب لان يغاض صاحبه فاذا كان هو الموجب لان يغاض صاحبه باصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فكل من غابه الله فكل من غابه الله بهم فقد وجد في حقه موجب ذاك وهو الكفر وهذا معنى قول الامام احمد ما اراه على الاسلام يعني الرافضي ومن ذلك قوله صلى الله عليه اذا هذا وجه الدلالة من الاية قال الله تعالى بعد الذكر مناقب اصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم قال كمثل غيث آآ قال يعجب الزراع ليغيظ وبهم الكفار ليغيظ بهم الكفار فمن غاضه حال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اه فانه شريك للكفار في حكمهم فهذا مما استدل به من قال بكفر من سب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مطلقا. يعني كأنما هو قد اكذب القرآن فالقرآن يثني عليهم وانت تذمهم باطلاق هذا تكذيب للقرآن. نعم ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم من ابغضهم فقد ابغضني ومن اذاهم فقد اذاني ومن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله هو هذا الحديث قد تقدم قريبا وقال في تخريجه اخرجه ابن ابي عاصم والطبراني والخلال الى ان قال وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وقال شيخ الاسلام هذا محفوظ بهذا الاسناد وضعفه الالباني في تخريج السنة بجهالة عبدالرحمن ابن سالم وسوء حفظ محمد ابن طلحة. وله شاهد من حديث انس الى ان قال قال الهيثمي في المجمع رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف. نعم السلام عليكم. ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم من ابغضهم فقد ابغضني ومن اذاهم فقد اذاني ومن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وادى الله ورسوله كفر. وبهذا يظهر الفرق بين اذاهم قبل استقرار الصحبة واذى سائر المسلمين وبين اذاهم بعد ثبوت الصحبة فان من فان من كان على صحبته ومات عليها فان اذاه ادم اذى مصحوبه. قال ابن مسعود رضي الله عنه اعتبروا الناس كما قيل عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي وقال مالك هؤلاء قوم ارادوا قدح الرسول صلى الله عليه وسلم فما امكنهم فقدحوا في اصحابه حتى يقال رجل سوء كان له اصحاب سوء. الله. قال ابن عمر لا تسبوا اصحاب محمد فان مقام احدهم خير من عملكم كله. وقال علي انه انه لعهد عهده الي رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق. رواه مسلم وفي الصحيحين اية الايمان حب الانصار واية النفاق بغض الانصار. وفيهما الانصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق من احبهم احبه الله ومن ابغضهم ابغضه الله. فمن سبهم فقد زاد على بغضهم. فيجب ان يكون منافقا وانما خص الانصار لانهم هم الذين تبوأوا الدار والايمان من قبل المهاجرين واووا رسول الله ونصروه ومنعوا وبذلوا نفوسهم واموالهم في اقامة دينه. وعادوا الاحمر والاسود من اجله والمهاجرين واسوهم في الاموال. وكان مهاجرون قليلا غرباء فقراء مستضعفين. واراد ان يعرف الناس قدر الانصار. لعلمه ان الناس يكثرون والانصار يقلون وان الامر سيكون في المهاجرين. فكل من شارك الانصار في نصر الله ورسوله بما امكنه فهو شريكهم في الحقيقة فبغض من نصر الله ورسوله نفاق. يدخل في ذلك كل الصحابة الذين نصروه. ومبغضهم منافق كافر لما ذكرناه قال طلحة بن مصرف كان يقال بغض بني هاشم النفاق وبغض ابي بكر وعمر نفاق. والشاك في ابي بكر كالشاك في السنة قال علي ابن ابي طالب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهر في امتي في اخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الاسلام رواه عبدالله بن ابي رواه عبدالله بن احمد في المسند عن كثير نواء عن ابراهيم بن الحسن عن ابيه عن جده عن علي فذكره. نعم واشار الى ضعفه قال ضعفه الشيخ احمد شاكر والظاهر والله اعلم انه لا يثبت حديث في فرقة باسمها ووصفها اه سوى الخوارج واما ما ذكر عن القدرية ففي الحديث انهم مجوس هذه الامة فحديثوه فيها مقال. وكذا في الرافضة اما الخوارج فالالتكباس امرهم واشتباهه على الناس فقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم باوصاف فارقة لا يبقى معها شك. نعم وهو في السنن من وجوه صحيحة وكثير يضعف. وروى ابو يحيى الحماني عن علي قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا علي انت وشيعتك في الجنة وان قوما لهم نبز يقال لهم الرافضة ان ادركتهم فاقتلهم فانهم مشركون قال علي ينتحلون حب اهل البيت وليسوا كذلك. واية ذلك انهم يشتمون ابا بكر وعمر رضي الله عنهما. رواه عبدالله احمد وفي لفظ يكون بعدنا قوم ينتحلون مودتنا يكذبون علينا مارقة اية ذلك انهم يسبون هنا ابا بكر وعمر هذه كلها فيها ضعف. نعم. ورواه البغوي وفيه اينما ادركتموهم فاقتلوهم فانهم مشركون وروي موقوفا عن علي ومرفوعا. ورواه ابن بطة عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اختارني واختار لي اصحابي. فجعلهم انصاري وجعلهم اصهاري. وانه سيجيء اخر الزمان قوم ينتقصونهم. الا فلا تواكلوهم ولا تشاربوهم. الا فلا تنكحوهم. الا فلا تصلوا معهم ولا تصلوا عليهم. عليهم حلت اللعنة وفيه نظر وروي اضعف قال وهو خبر باطل كما قال ابن حبان وروي اضعف من ذلك عن ابي هريرة رضي الله عنه. لكن هذا مأثور عن الصحابة. فروي عن علي انه بلغه ان عبد الله ابن السوداء ينتقص ابا بكر وعمر فهم بقتله. وهذا محفوظ عن بعبد الله بن السوداء عبد الله بن سبأ اليهود الحميري الذي كان فتنة لاهل الاسلام واراد ان يغير هذا الدين كما غير بولص دين النصرانية. او دين عيسى عليه السلام وهذا محفوظ عن ابي الاحوص ورواه النجاد وابن بطة تولى الكائي وغيرهم. ومراسيل ابراهيم جياد ومراسيل ابراهيم ولا يظهر علي انه هم بقتل رجل الا وهو حلال قتله عنده. وانما تركه خوف الفتنة كما امسك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل بعض المنافقين وقال عبدالرحمن بن ابزى لو سمعت رجلا يسب عمر لضربت عنقه وعبدالرحمن صحابي مشهور. كان عاملا على مكة واستعمله علي على خراسان وقال علي لا يفضلني احد على ابي بكر وعمر الا جلدته جلد المفتري. خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر. رواه عبدالله بن احمد وابن بطة وغيرهما. والاثار في ذلك كثيرة وروى الامام احمد باسناد صحيح اما المأثور عن علي ان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر وعمر فهذا ربما بلغ مبلغ ربما بلغ مبلغ التواتر. وكذلك ايضا لا يفضلني احد على ابي بكر وعمر الا جلدته جلد المفتري. كذلك يصح عن رضي الله عنه نعم. وروى الامام احمد باسناد صحيح عن ابن ابي ليلى قال تداروا في ابي بكر وعمر. فقال رجل عمر افضل من ابي بكر وقال الجارود بل ابو بكر افضل منه. فبلغ عمر قال فجعل يضربه ضربا بالدرة حتى شعر برجليه. ثم اقبل الى الجارود فقال اليك عني. ثم قال عمر ابو بكر كان خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كذا ثم قال من قال غير هذا اقمنا عليه حد المفترين. فاذا كان الخليفتان الراشدان عمر وعلي رضي الله عنهما يجلدان لمن يفضل عليا على ابي بكر وعمر او يفضل عمر على ابي بكر وليس في ذلك سب. علم ان عقوبة السب عندهما فوق ذلك بكثير فصل وتفصيل القول في ذلك ان من اقترن بسبه دعوة ان عليا اله او انه نبي وان جبريل غلط فلا شك في كفره هذا بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره. وهذا ينطبق على غلاة الروافض الذين يزعمون ان عليا كان احق بالرسالة من نبينا صلى الله عليه وسلم حتى يقول قائلهم خان الامين وصدها عن حيدرة فهذا لا شك في كفره كذلك ايضا من اعتقد بالوهية علي الطوائف النصيرية الذين يقولون اشهد ان لا اله الا حيدرة الانزع البطيء ولا دليل عليه الا سلمان ذو القوة المتين. ولا حجاب عليه الا محمد الصادق الامين يعتقدون ان عليا اله وان مسكنه السحاب وان الرعد صوته وان البرق صوته الى غير ذلك حتى انهم اذا مرت بهم السحب اه قالوا السلام عليك يا امير المؤمنين. هؤلاء هم النصيرية الذين يتسلطون على بلاد الشام لا شك في كفرهم وان كفرهم اشد من كفر اليهود والنصارى فمن اقترن بسبه يعني للصحابة دعوة ان عليا اله او انه نبي وان جبريل غلب فلا شك في كفر هذا. بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره لانه اتى بناقظ للدين ومخالفة لمعلوم منه بالضرورة هذا من القرائن التي تدل على كفره كذلك ايضا وكذلك من زعم ان القرآن نقص منه شيء وكتم او ان له تأويلات باطنة تسقط الاعمال المشروعة ونحو ذلك وهذا قول القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية ولا خلاف في كفر هؤلاء كلهم. ايضا نبه الشيخ على وجود عقائد كفر تقع لبعض هؤلاء الشابة يكفرون بسببها كزعمهم ان القرآن نقص منه شيء وكتب وهذا موجود عند طوائف من الرافضة حتى الف النوري من علمائهم كتابا سماه فصل الخطاب في اثبات تحريف كتاب رب الارباب ويدعي كثير منهم ان المصحف الذي بايدي المسلمين انما هو ثلث مصحف فاطمة وان عندهم ضعفة كل هذا من موارد الكفر لان الله تعالى قد تكفل بحفظ الذكر. انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. كذلك ايضا من يزعم منه بالتأويلات الباطنية يقول للقرآن ظاهر وباطن فظاهره ما للعامة وباطنهما لا يعلمه الا نحن كزعمهم مثلا بان الصلاة صلاة العامة قيام وقعود وركوع وسجود. واما صلاة خاصة فهي في زعمهم آآ معرفة اسرارهم وكذلك مثلا يجعلون الصيام كتمان اسرارهم وصيام العامة الامساك عن المفطرات ويزعمون ان الحج آآ حج العامة قصد بيت الله الحرام لعمل مخصوص في زمن مخصوص. واما حج الخواص فهو الذهاب الى شيوخهم رؤسائهم. ويجعلون الزكاة زكاة العامة. الانصبة المعروفة في الاموال الزكوية. وزكاة الخاصة تأويل الباطن لها دفع الخمس الى شيوخهم وهكذا. ولا يدعون شعيرة من الشعائر الا واعطوها تفسيرا باطنيا هؤلاء هم القرامطة الباطنية وهم من طوائف الرفظ وينسبون الى حمدان قرمط الذي اسس الدولة العبيدية وكان جدهم الاعلى وهي التي يسميها بعض الناس الدولة الفاطمية وفاطمة رضي الله عنها ونسلها الشريف برآء منهم لكنهم ارادوا ان يتزينوا بذلك انفسهم اليها. والا فهم قرامطة من بني ميمون ابن عبد القداح. كانت لهم دولة ابان في القرن الرابع الهجري. بل ان القرن الرابع الهجري كان قرن الرفظ كما قيل وذلك ان الباطنية والروافض استولوا على معظم بلادي الاسلام فقد تمكن العبيديون من السيطرة على مصر والمغرب واطراف الشام والحجاز وتمكن الصليحيون من الاستيلاء على اليمن. وتمكن القرامطة من الاستيلاء على الاحساء والبحرين وتمكن البويهيون من السيطرة على دار الخلافة في بغداد وما حولها. وتمكن الحمدانيون من السيطرة على حلب واعمالها. حتى لا يبقى في ايدي اهل السنة الا بلاد الشام والحرمين فقط حتى قال ابن كثير قال حتى عمر رفظ الارظ حتى عم الرفض ثم جاء الله تعالى بالفرج واتى الله تعالى بالسلاجقة السنة من بلاد المشرق فقظوا على البويهيين وبعث الله تعالى عماد الدين زنكي ونور الدين محمود ومن بعدهما صلاح الدين الايوبي فقضوا على الرافضة في بلاد الشام وفي بلاد مصر واسقطوا دولة العبيدية وكذا صلح الحال في اليمن وعادت اقاليم الاسلام الى السنة ونحن في زمن يشبه ذلك الزمان فنسأل الله تعالى ان يجعل الدائرة لاهل السنة على آآ هؤلاء الباطنين نعم. واما التناسخية فالمقصود بالتناسخية القائلون بالتناسخ وهؤلاء منكرون للبعث والتناسخ زعم هؤلاء الملاحدة ان الروح اذا ارتفعت من البدن فانها تنتسخ في بدن اخر. وليس هناك معادن جثماني بل ان الروح تنتسخ في بدن اخر فيقع العقاب والثواب بحسب ما تنتسخ فيه فان كان قد عمل صالحا في الاولى انتسخ في بدن ارقى منه واكمل وان كان قد عمل سوءا انتسخ في جسد احط منه وانزل وهذه العقيدة من عقائد الهنادكة والبوذيين وغير ذلك. وقال بها بعض هؤلاء الباطنيين المقصود ان هذه العقائد اذا اقترنت بالسب فلا يتردد في كفر قائلها. وغلبوا هؤلاء ان ظاهر مذهبهم الرفظ وباطنه كما قال الغزالي قال عن الباطنية ظاهر مذهبهم الرفظ وهم يتسترون بحب ال البيت وتعظيمهم ولكن باطنه الكفر المحض تتستر بحب ال البيت ليغروا العامة ويشوش عليهم يتقوا بهذه الدعوة. واما في باطنه فهو الكفر المحض ومن قرأ في رسائل اخوان الصفا وخلان الوفا وهي جمعية شيعية وجدت في القرن الرابع ايضا علم آآ ان القوم زنادقة ملاحدة نعم. قال واما من سبهم سبا لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل وصف بعضهم ببخل او جبن او قلة علم او عدم زهد فهذا يستحق التأديب والتعزير ولا يكفر على ذلك يحمل كلام من لم يكفرهم من العلماء واما من لعن وقبح مطلقا فهذا محل الخلاف لتردد الامر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد واما من جاوز ذلك الى ان زعم انه ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر او انهم فسقوا فلا ريب ايضا في كفر قائل هذا او فلا ريب ايضا في كفر قائل ذلك بل من شك في كفره فهو كافر وهؤلاء قد ظهر لله فيهم مثلات وتواتر ان وجوههم تمسخ خنازير في المحيا والممات. الله اكبر اه اذا قد ذكر الشيخ رحمه الله تفصيلا في حكم اه هؤلاء السابين لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر بان من اقترن بسبه مكفر عقدي القول بالوهية علي وانه كان مستحقا للنبوة دون محمد صلى الله عليه وسلم. او قال التأويل الباطني او بعقيدة التناسق او بغيرها من هذه العقائد الكفرية فلا شك في كفره. بل في كفر من شك في كفره. الحال الثانية ان يسبهم سبحا لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم بمعنى ان يصفهم مثلا ببخل او جبن او قلة زهد او غير ذلك مما يتنابز به الناس. فهذا لا يكفر به ولكنه يؤدب ويعزر لان نال ممن حقهم العدالة والصحابة كلهم عدول فعلى هذا القول تحمل رواية من لم يكفر الروافض لان المحفوظ عن اهل السنة كما مر بنا ان في في الروافض روايتين رواية بالتكفير والقتل ورواية بعدم التكفير وعدم القتل يحمل قول من لم يكفرهم على من سبهم مسبة لا تقدح في عدالتهم ودينهم. وانما في خلقهم كأن يقول مثلا فلان من الصحابة في ذكر واقعة معينة يدل على جبنه او يدل على بخله او يدل على اه عدم زهده في الدنيا او نحو ذلك. فهذا يعزر ويؤدب واما من لعن وقبح مطلقا مطلقة لا احدا بعينه فهذا هو محل الخلاف. لماذا كان محل خلاف؟ لانه لا يعلم هل لعن وقبح لامر اعتقاد ام لتغيظ لهذا وقع فيه التردد اما من يزعم بانهم ارتدوا الا نفرا قليلا. فهذا لا شك في كفره. لم؟ لانه في الواقع مكذب بالقرآن كيف يعقل ان الله تعالى يثني على المهاجرين الاولين والسابقين الاولين من المهاجرين والانصار ثم هذا لا يثبت الا خمسة او ستة. اذا معنى ذلك ان الله تعالى آآ انه اكذب الله تعالى في تزكيته وترضيه او رضاه عنهم فهؤلاء بين الشيخ رحمه الله بان الله احل بهم المثلات. وانهم يلحقهم من التشويه والعار والشنار في الدنيا والاخرة ما ينتصر فيه لاصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم وقال وتواتر ان وجوههم تمسخ خنازير في المحيا والممات. شيخ الاسلام طبعا افاض في هذه المسألة في منهجه في السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية فان هذا الكتاب ستر ضخم في بيان هذه المسألة والرد على الروافض وذكر يعني مخازيهم وعيوبهم ونقض آآ مقالاتهم جملة جملة في رده على ابن مطهر الحلي. ثم قال وبالجملة فمن اصناف السابة من لا ريب في كفره ومنهم من لا يحكم بكفره ومنهم من يتردد فيه. وليس هذا موضع الاستقصاء في ذلك. ولو تقصيناه لطال جدا لكن هذا بحسب ما اقتضاه الحال والله اعلم. اي ان ان هذا جاء استطرادا والا فاصل هذا الكتاب في الكلام على حكم شاب النبي صلى الله عليه وسلم نعم قال اختصره كاتبه محمد ابن علي ابن محمد في شهر الحجة سنة ثلاثين وسبعمائة وحسبنا الله ونعم الوكيل مختصر الصارم المسلول في شهر القعدة سنة ثلاثين وسبعمائة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين معي اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد. فجزى الله شيخ الاسلام وجزى مختصرة مختصره البعلي. حيث قرب لنا هذا الكتاب الحافل ولا ريب ان هذا الكتاب مرجع في بابه. فما من احد يبحث في هذه المسألة الشريفة الا ويجد نفسه مسوقا الى قراءة هذا الكتاب والصدور عن تعليلاته واستنباطاته. ولهذا فاني ادعو ابنائي واخواني طلبة العلم الى الرجوع الى الاصل الى الصارم المسلول فان فيه من التحقيقات المرظية والمباحث الشريفة ما لا يستغني عنه طالب العلم. وفي هذا الذي قرأناه في هذه الجلسات المعدودة تشويق لقراءة الاصل وتثبيت لما ورد فيها من علوم ومعارف وبه يتبين مقام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وسعة اطلاعه واحاطته وقوة عارضته كونه على بينة من امره وعلى ثقة مما يقول فلهذا كتب الله له القبول وجعل لفتاواه ولمؤلفاته آآ الانتشار بين كل طالب للحق في كل مكان فجزى الله شيخ الاسلام خير الجزاء على ما سطر في هذا الكتاب الاصل وجزى مختصره على ما قرب به من العلم ونسأل الله تعالى ان يصلي ان يصلي وان يسلم على نبيه صلى الله عليه وسلم وان يحفظه من كيد الشامئين له في كل زمان ومكان وعلينا معشر طلبة العلم ان نقوم لله قومة صادقة. وان آآ ننتصب للدفاع والذب عن جناب نبينا صلى الله عليه وسلم بالحجة والبيان. وبالسيف والسنان ان امكن ذلك ولكن الشيء الذي لا يمكن ان يتخلف هو الذب عن عرظ نبينا صلى الله عليه وسلم بالحجة والبيان وبالقلم واللسان بياني قدره ومنزلته وشرفه ان كثيرا من المسلمين لا يعرف من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم الا النزر اليسير فينبغي ان يعرف المسلمون عامة المسلمين بحال نبينا صلى الله عليه وسلم. ولهذا كان من حسن صنيع شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب في الاصول الثلاثة ان اتى معلومات اساسية للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم لكي يكون الانسان على علم مولده ونسبه ومبعثه اه رسالته والى ما كان يدعو الناس اه بعض المسلمين لو سألته مثلا بعض الاسئلة هل مبدئية عن مولده ووفاته و اه بعظ ايامه ومغازيه لما ليس عنده علما فمن حق نبينا صلى الله عليه وسلم ان نبين هذا للناس. ثم علينا ايضا ان نذب عن عرضه الشريف من جهة اولئك الذين يقذفون من وراء البحار من اليهود والنصارى كما جرى قبل بضع سنين من الرسوم المسيئة آآ الكاريكاتارية لنبينا صلى الله عليه وسلم او من السماعين لهم. العائشين بين ظهراني المسلمين. وهؤلاء اشد حتى يقمعوا ويكبتوا كما كبتهم الله تعالى والحمد لله رب العالمين