المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح مسائل الجاهلية الدرس التاسع عشر بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اما بعد نجيب عن بعض الاسئلة كان خارجا نجيب عن بعض الاسئلة في فاتحة هذا اللقاء يقول اشكل علي كلام الشيخ العلامة ابن شعبي رحمه الله في شرح الواسطية وفي شرح النونية الذي بين يديكم صفحة ثلاثة وستين في مسألة خلق افعال العباد. وان الله عز وجل خلق الارادة للعبد فما ينتج وعن هذه الارادة هو من خلق الله. لان خالق السبب خالق للمسبب اذا هل نقول ان الله جل وعلا خالق الخالق من مشيئة العبد فيكون خلق الله فيكون خلق الله لفعل العبد انما هو بالنسبة لان خلق المشيئة خلق لناتج المشيئة ام نقول ان الله خلق كل شيء مباشرة بما فيها احاد افعال العباد هذا سؤال جيد هو محل فهم الاستدلال على ان الله جل جلاله هو خالق افعال العباد لان العبد يحس من نفسه انه يوجد فعل نفسه وعلى الاحساس بالضرورة لا يحتاج الى دليل ولا الى استدلال في احساسه وشعوره انه هو الذي يحدث فعل نفسه باختياره بدون اجبار وانه ان شاء ذهب يمنة وان شاء ذهب يسرى ان شاء شرب وان شاء لم يشرب ان شاء كتب وان شاء لم يكتب. ان شاء اجاب دعوة فلان وان شاء لم يجبها. وهكذا اه في افعاله المختلفة المباحة وكذلك في الطاعات وفي المعاصي يحس بالضرورة انه هو الذي يفعل هذا الفعل وانه هو الذي يوجده باختياره وبارادته والله جل وعلا هو خالق افعال العباد لقوله الله خالق كل شيء ولقوله سبحانه والله خلقكم وما تعملون يعني وعملكم فهو حالكم العباد وخالق افعال العباد وهكذا ما جاء في السنة ان الله خالق كل صانع وصنعة وهذا كله لا يحتاج الى مزيد استدلال في احساس العبد بانه هو الذي يفعل والنصوص قامت على ان الله هو الذي يخلق افعال العباد فكيف يكون الجمع بين هذين؟ بينما يحسه العبد ضرورة وبين ان الله جل وعلا هو الذي يخلق فعل العبد. اوضح العلامة المرتدي هنا ما اوضحه ائمة اهل السنة من مثل الامام احمد والبخاري في خلق افعال العباد وائمة السلف فيما نقل عنهم وكذلك قرره واطال في تقريره الشيخ فقي الدين ابن تيمية رحمه الله والعلامة ابن القيم وائمة الاسلام في هذه المسألة ردا على المعتزلة الذين ان العبد يخلق فعل نفسه والجواب عن هذا فيما قرروه ان فعل العبد لا يمكن ان يحصل الا بشيئين بارادة جازمة متوجهة لهذا الفعل لايجاده والثاني بقدرة تامة على ايجاد هذا الفعل فان كانت الارادة غير جازمة مترددة لم يحصل الفعل واذا كانت الارادة جازمة ولكن القدرة غير تامة فانه لا يحصل الفعل لان توجه الارادة هذا للقصد وتوجه القدرة للايجاد واذا نظرت في هذين في هاتين الصفتين وهي الارادة والقدرة وجدت ان هذه الارادة من الله من العبد هي مشيئة العبد واختيارك وهذه المشيئة والاختيار هي من الله جل وعلا خلقا وايجابا من جهات الجهة الاولى ان الذي خلق الارادة العبد هو الله جل وعلا فالارادة اذا صفة تتبع المتصف بها وهو العبد والعبد مخلوق فصفاته مخلوقة تبع له الثاني ان الارادة المتوجهة الجازمة لايجاد الفعل العبد له فيها توجه الارادة لكن حصول تمام مقصوده بالجزم والمضيء هذا يحتاج الى اعانة يحس انها خارجة عن عن مقدوره. ولهذا يجد العبد احيانا فيما يفعل نشاطا على شيء واقبالا عليه هو زائد في احساسه عن مقتضى الارادة الجادمة التي يريدها فالارادة عنده الجازمة هذه صار معها قوة زائدة وهذه القوة الزائدة في الارادة لتكون امضى في تحقيق المقصود رضاء به او تشريعا افتراء الكذب على الله جل جلاله يكون باحد اوجه الوجه الاول ان يفتري بالقول لان الله جل وعلا اوحى الي كذا وكذا او ان الله انزل كذا وكذا هي شيء زائل في العبد وهو الذي يسمى عندنا التوفيق او الخذلان اما ان يوفق فيمضي هذه يعني تكون الارادة جازمة وقوية ويوفق لامضاءها واما ان تكون الارادة قال دجاج وقوي في الشرع فيوفق لمنعها يتجه لها ثم يمتنع بسبب زائد عما في نفسه او تكون او يكون العبد مخلولا يترك وما يريد. وهذا التوفيق والخذلان شيء زائد عما يريده العبد او عما يتصف به العبد هذا خاضع لقدر الله جل وعلا وما يمضيه في عباده الوجه الثالث ان الارادة الجازمة لا تكون جازمة الا مع ضميمة شيء اخر وهو علم العبد بان هذا الذي سيقدم عليه هو في مصلحته وليس في مفسدة. لان انه ما من احد يعمل عملا الا وهو يريد ان يكون هذا العمل في مصلحة له اما دنيوية او اخروية ولو يسير التلذذ بشرب الماء ولو آآ باللباس او بمعاشرة الاهل او بما هو ابلغ من العبادة ذاك او نحو ذلك لا يفعل ويريد جزما ان يفعل الا وقد قدر في نفسه علما ان العاقبة من هذا الفعل هي في مصلحة فصارت الارادة مبعثها علم زائد يكون في قلب العبد وهذا العلم الذي يكون فيه ويحرك آآ هذا الشيء ويتوجه اليه هذا تارة يكون ملحا عليه لسبب هو لا يعلم لكيف اتى او لا يدرك كيف اتى هذا العلم الباطن والتقدير الباطن الذي يجعل ارادته جازمة فهو يريد جزما لكن هذا العلم الباطن يحركه على انه يكون هذا الامر في مصلحته وليس في مفسدته فيجب عليه ويوجه قدرته اليه وهذا يبين لك ان كون العبد يشاء فان مشيئته في مشيئة الله جل وعلا. كما قال سبحانه وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما. وقال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين اذا قال امنت فقد امن اثر التكبير. لو قال لا لا وجود الجنة والنار فانه قد يكون معرضا لذلك فاذا صدق الخبر وجزم به فقد امن ما سينتج عنه تكذيبه حقيقة هناك امر زائد عن حقيقة الارادة. الارادة مخلوقة كما ذكرنا لك. لكن هناك اشياء زائدة توجه اليها تتوجه الى الارادة ويتوجه اليها العبد وهو لا يدري عن تفاصيل ورود ذلك في نفسه وهذا هو ما يكون بمعنى اه التوفيق والخذلان او الزائد اه الاعانة الزائدة ونحو ذلك. لهذا ذهب جماعة كما تعلمون الى ان العبد مجبور لانه هناك اشياء هو يتوجه اليها لكن يصد عنها او يقدم عليها فنظروا الى هذا الجانب فوجدوه انه يفعل به وهو لا يفعل. لكن هذا ليس بصحيح لان الله جل وعلا بين ان هذه الامور الزائدة هي بسبب العبد. هي مسبب عن عن العبد ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. وقال ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولن يهديهم سبيلا. وهذا كله لان العبد يفعل ويكون اثر فعله من التوفيق والخذلان او اعانة هو منه. فحقيقة الفعل الذي ينتج عن الارادة والقدرة ارادة الجازمة والقدرة التامة هو نتيجة لهاتين الصفتين وهتين الصفتين لا تستقلان بانفسهما بل هناك اشياء معهما فالناتج في الحقيقة هو مخلوق لله جل وعلا من جهة الخلق والايجاد والعبد فاعل له هو الذي يفعل على وجه الحقيقة لا يفعل على وجه المجاز يعني يضاف اليه الفعل الاظافة لا هو يفعل باختياره قادته وقدرته ان شاء وجه قدرته للخير وان شاء وجهها للشر. وكذلك اذا الى صفة القدرة التامة فانها من جنس هذا فان العبد آآ ما لا يفعل الفعل الا بقدرة تامة عليه وهذه القدرة صفة من صفاته التي آآ خلقها الله جل وعلا فيه تبعا للاصل. لهذا نقول ان العبد افراد صفاته مخلوقة هو مخلوق وافراد صفاته مخلوقة وما ينتج عن عن صفاته هو فعل له لكن من جهة التأصيل هو مخلوق لانه هو لا يخلق يعني يوجد استقلالا من العدم ان يوجد فعل نفسه استقلالا بل لابد من اشياء ارادية هي ليست منه الارادة ليست منه الخلق القدرة تامة ليست منه ما يحس في في نفسه من الدوافع في هذا او في هذا ليست منه العلم ليس منه ما يحدث في نفسه من المحبة والاقدام ليس منه اذا فالنتيجة انها فعل له لاختياره ذلك ولقدرته عليه وهي خلق الله جل وعلا لانه هو الذي خلق الانسان ومعايا هل الافصح دلالة ام دلالة؟ هذا فيه من يقول هذا ومن يقول هذا لكن لعل الصواب ان اه كلا التعبيرين كلا الضبطين صحيح. لكن دلالها اه تكون في شيء ودلالة تكون في شيء منهم من قال ان الدلالة في الكسر في الماديات والدلالة في الفتح في المعنويات؟ نقول هذا الحديث فيه دلالة على كذب ها لكن اذا كانت ماديات نقول دلالة على مكان كذا ودلالة على الفهم كذا ومنهم من يعكس فيجعل الكسر كذا ومنهم من يجعلها متساوية وهي مبحوثة في اول اصول الفقه اه في العدل هل يعتبر خلاف الظاهرية رحمهم الله في الفروع؟ نعم خلاف الظاهرية معتبر ونتيجة ذلك انه آآ اذا خالف الظاهرية لا نقول المسألة مجمع عليها نقول المسألة فيها خلاف الظاهرية من علماء الامة هل ورد عن السلف اثار في مسألة العذر بالجهل؟ او بشيء يستدل به على هذه المسألة بكتب فيها كثير ومسألة الكلام فيها حادث فالعذر بالجهل. ايه ما رأيكم بمن قال ان تعريف الايمان لغة هو التصديق؟ انه تعريف ناقص بل غير مقطوع به لانه يخالف اصلا من اصول اهل السنة وهو زيادة الايمان. لان التصديق لا يزيد السؤال فيه فيه خلل من جهة لكن معروف المقصود اه الايمان هل هو في اللغة هو التصفيف او هو طلب الامن قولان لاهل العلم من اللغويين ومن اهل السنة اهل السنة منهم من قال ان الايمان لغة هو التصديق واستدل بذلك بعدة ايات في الباب ومنها قول الله جل وعلا وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين قوله ولو كنا صادقين يعني ما انت بمصدق لنا ولو كنا صادقين القول الثاني ان الايمان مأخوذ من الامن اشتقاقه من الامن لان من صدق الخبر امن غائلة التكذيب امنة اثر التكذيب امن نتيجة التكذيب مثلا اتى واحد يخبره فيقول هناك ريح شديدة مقبلة انتبه للبيت ادخل اعمل فاذا كذب لم يأمن واذا صدق الخبر امن اثره الاخرة فيها جنة ونار وهكذا اذا امن بالله وملائكته وكتبه ورسله الى اخره. بمعنى صدق الخبر فيها طلبا للامن الامن في الدنيا والامن في الاخرة. وممن ذهب الى ما ذكر لان تعريف الايمان لغة بالتصديق ناقص ولا يستقيم. شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه الايمان كما هو معروف وفي غيره وهو يقرر ان الايمان لغة ومأخوذ من الامن ولا مجال نتيجة فيه لكن هو الاصل طلب الامن بالتصحيح والمسألة قريبة من بعضها في انه اذا قلنا انه طلب الامن بالتصفيح فالتصديق اثر ملازم. فمن قال الايمان هو التصديق جاء للنتيجة الملازمة التي لا تنفع. يعني ما في احد بيطلب الامن بغير التصحيح. فاذا اذا طلب الامن فطلبه للامن لا يكون الا بالتصدير. فيكون الامر اذا في الدلالة اللغوية فيه سعة صحتها من جهة اللغة لا شك ان مادة الايمان مأخوذة من الامن عنها استيقاظها من الامن لا من صدق يصدق لكن معنى معنى ذلك هو طلب الامن بالتصديق اذا قلت الايمان هو التصديق فلا بأس. فقوله وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين هو لو فكذبهم لا حصل انه اما انه يعاقبهم واما انه يصد عنهم او انه لا يرضى عنهم الى اخره وهذه كلها امور لا يأمنونها ولذلك صار هناك صلة بين وما انت بمؤمن لنا وبين الامن في هذا المقام وبين التصديق اما قول القائل ان التصديق لا يزيد هذا ليس بصحيح. التصديق كغيره تصفيق يزيد وينقص والتصفيق يتبعه عمل والتصفيق له ثمراته من المتقرر ان الايمان قول وعمل والسؤال ما العمل المطلوب؟ هل هو جنس العمل ام عمل معين وهل اذا نطق بالشهادتين واكتفى بالزكاة مثلا؟ هل يكون مسلما؟ شرحنا هذه المسألة مرارا وتكرار شرح في شرح الواسطية وفي في مسائل ايماننا شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. وفي الطحاوية ايضا بتفصيل وهو ان الايمان قول الايمان تعريفه والايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وتكليف ذلك ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص هذا العمل هو العمل بالفراغ. وانه يعتقد الاعتقاد الحق ويقول وينطق شهادة الحق ويعمل بما فرض الله جل وعلا عليه هذا قدر لابد منه هذا القدر لابد منه. يعني لا يمكن احد ان يكون مؤمنا ويقول انا اقول ولا اعمل بشيء من القراءة. هذا ليس بمؤمن باجماع اهل السنة مسألة جنس العمل لهذا اللفظ اولا محدث والذي جرى عليه عمل السلف واقوال السلف هو ان الايمان قول وعمل والعمل هنا المقصود به العمل بما اوجب جل وعلا امتثال الفرائض والانتهاء عما حرم. هذا من جهة العموم هنا ما هو القدر الذي يحصل به الايمان بعد الاعتقاد والنطق هو العمل بفريضة من فرائضه امتثالا رغم امتثالا لامر الله رغبة في الجنة وخوفا من النار فاذا اعتقد وقال ولم يعمل بشيء هذا ليس بمؤمن وليس بمسلم لانه لا يصح ايمان الا باسلام. ولا يصح اسلام الا بايمان. وهذه الالفاظ المحدثة اول من استعمل الفاظ المحدثة في الايمان كما هو معلوم الخوارج والمرجئة مرجعة الفقهاء والمرجئة بعموم فاتوا يفصلون في هذه المسائل بالفاظ ليس اه ليست في في بال. لهذا وصية لكل طالب علم ولكل راغب في السنة الا يتعدى كلام السلف في الايمان لانه تعدي ما قالوه في الايمان يحدث ولابد فتنة لابد انه يحدث تباين لماذا؟ لانه سيكون هناك احداث لمصطلح واذا احدث المصطلح فان الناس سينزلون المصطلح على فهمهم لا على فهم من قال بهذا المصطلح لكن قد يكون هذا الاستعمال صحيحا في نفس الامر على مراد صاحبه وقد لا يكون صحيحا في نفس الامر. ولهذا ينبغي تجنب الالفاظ المحدثة في ذلك لكن هنا مسألة جنس العمل منهم من استعملها لا في عقد الايمان ولكن في الخروج منه فبماذا يكفر اذا دخل في الايمان بماذا يكفر مثل ما قال امام الدعوة رحمه الله في نواقض الاسلام العشر الناقض العاشر هو الاعراض عن دين الله. لا يتعلمه ولا قلبه هنا العمل به هل هو ترك لمفردات العمل؟ ولا ترك لجنس العمل؟ وترك لجنس الاعمال الصالحة بجنس اعمال الدين هنا ادخل لفظ جنس العمل الذي استعمله بعض اهل العلم في عقد الايمان وهم انما يبحثونه في في مسألة التكفير متى يكون ترك العمل كفرا؟ لا يقال انه مطلوب منه جنس العمل. لذلك اذا قلنا انه في عقد الايمان المطلوب جنس العمل يقول عليه انه يرفع ورقة من يرفع شوكة من الطريق يريد بها وجه الله جل وعلا هي آآ يجيب دعوة يريد باجابة الدعوة آآ امتثال امر النبي صلى الله عليه وسلم. هل هذا يصلح في عقد الايمان فلا يصح لان عقد الايمان قول وعمل والعمل كما نص عليه السلف هو الامتثال للفرائض اقامة الفرائض والانتهاء عن المحرمات فاذا خلط صار مؤمنا بايمانه فاسق آآ بكبيرته التي فعلها وهذه مسألة تحتاج الى بيان اكثر والذي ينبغي على الجميع ان يلزموا فيها العناة لان اه استعمال المصطلحات بدون عدل وعلم في تناولها قد يحدث بغيا من العباد بعضهم على بعض. ولابد من انزال الامور منازلها وتجنب ما لم يحفظ فيه السلف حتى تتوحد الكلمة هذا العذر بالجهل انتهينا منه اه يقول العلم العلم والجهاد ايهما افضل؟ المتعين هو العلم. وهذي العلماء بحثوها في اول باب الجهاد كتاب الجهاد فقال وان افضل النوافل هو طلب العلم والجهاد في سبيل الله اذا كان ليس البلد التي دوهم فيها المسلمون انما هو للبعيدين وكان يؤنس من نفسه رشدا في العلم فانه يتجه الى العلم فهو افضل قربات لان ثمرته اكثر تعديا وهو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية لان طلب العلم افضل التبس جني في احد الناس لمدة ثلاثة اشهر وكان يمنعه من الصلاة ثم عاد الى حالته الطبيعية يصلي فهو يسأل ماذا يفعل بصلواته السابقة هل يقضيها لا يحتاج الى استفصال اه من اه من صاحبه انه يختلف باختلاف الاحوال وهل له قدرة وليس له قدرة؟ ووضعه فلابد من ان يتوجه للمشايخ و ارسالهم عن ذلك نكتفي بهذا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى المسألة التاسعة والخمسون تنقيب اهل الهدى السابعة والحشوية الستون افتراء الكذب على الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد قال المؤلف رحمه الله تعالى واجل له المثوبة في مسائل الجاهلية المسألة التاسعة والخمسون تلقيب اهل الهدى بالصبات والحشوية وهذه المسألة فيها غوث كبير وعظيم على حقيقة اثر الالقاب بالصد عن سبيل الله جل وعلا فاهل الكفر ممن بعثت اليهم الانبياء او اهل البدع من اتباع الانبياء استخدموا الالقاب المنفرة عن ما لا يرون انه حق استخدموا الالفاظ المنفرة عن الهدى والدين والاسلام ليغروا الناس بالكفر وملازمته واستخدم اهل البدع ايضا الالفاظ المنفرة عن السنة ليغروا العلماء العوام وجهلة المتعلمين بملازمة البدع وترك السنن اما عن قصد او عن تأويل والصباة جمع صاب كقضاة جمع قاضي وتجمع على جمع آآ جمع سالم بالصابئين كما جاء في القرآن لكن جمع صابي بالصبات صحيح وتجمع ايضا على الصابعين كما جاء في غيرنا اية واما الحسوية فانها تنطق بسكون السين ويقال ايضا بفتحها تكون حشوية وتكون حسوية اما اذا نطقت بسكون السين فهي ظاهرة النسبة من ان نسبتها الى الحشو وهو ما لا قيمة له ولذلك قال قائلهم يعني في وصف اهل السنة يقول ولكنهم آآ قال قائلهم في وسط اهل السنة ان هؤلاء هم حثوا الخلق او حثو الوجود واستعملها ابن القيم ايضا في بيت في قوله ولكنهم حسب الوجود الى اخره فاستعمال لفظ الحشوية على اهل السنة بان هؤلاء لا قيمة لهم ولا قيمة لهم لانهم لا يستعملون عقولهم فهم يلمزون دائما بانهم متأخرون لا يفهمون لا يعملون عقولهم يريدون القديم لا يهمون بالتفكير الحديث الى اخر ما يلمزون به منذ ساعة البدع وظهر نجم التجهم والاعتزال واما الحسوية بفتح الشين فهي مشكلة من جهة النسبة اه ولكن قد يقال نسبة ايضا الى الحسم او الى الحسا وينسب اليه الحشوية لكني عميل الى سكون السين بمعنى انهم حشو لا قيمة لهم كما زعم اولئك قبحهم الله ويريد امام الدعوة رحمه الله بهذا البيان ان مسألة الالقاب في الصد عن الحق قديما واهل الهدى لا يهتمون بماذا لقبهم به اعداؤهم قد يلقبونهم بالقاب مختلفة بل الانبياء اه وصفوا باوصاف بشعة من الجنون والسحر اهانة ومن آآ اشياء اخرى في ذلك مما ينفر به عن رسالة الانبياء هذا في الحقيقة آآ كثير في القرآن لتبين استعمال الكفار للالقاب المختلفة فمثل رحمه الله تعالى بهذين المثالين ليدل على ما مضى قبل يعني بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وفي بعثته ايضا تسمية من اتبعه بانه آآ صابئة وبما بقي في الامة من تسمية اهل السنة الحسوية ها هو الحشد يرحمك الله اما التسمية بالصابعة فان النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج برسالته واعلن بعثته وما ارسله الله جل وعلا به للناس قال المشركون صبأ وكان عمه ابو لهب يتتبعه في الامكنة التي يذهب اليها ويقول انه صابئ كذاب ويريد بذلك ان ينسبه الى الصابئة وهنا ما معنى انه صابر؟ او صبأ او هؤلاء صابرون بما اتهم به النبي صلى الله عليه وسلم او اتهم به صحابته. للعلماء في التفسير وفي الحديث لهم وجهان في ذلك. الوجه الاول انهم ينسبون الى الخروج عما عليه دين ولا فمن خرج عن شيء قيل له صبأ بمعنى خرج عن هؤلاء عن دين هؤلاء وقال اخرون ان الصابعة عند العرب هم الذين يوحدون الله جل وعلا وينسبون الى طائفة السابعة الذين كان اصلهم عند العرب انهم موحدون فالصابعة ليسوا في الحقيقة آآ فرقة عباد الكواكب ولكنهم طائفة كانوا موحدين فدخلهم الشرك وبقي فيهم في العرب بقي فيهم عدد ممن اخذوا بالتوحيد وكانوا يسمون الصالح فهذا هؤلاء نسبوا يعني الصحابة نسبوا الى القول قول الصابئة الذي هو انكار الالهة المختلفة والقول بي بالوحدانية. لكن على هذا الثاني لا يستقيم من كونه لقبا يلام به الغلام. فكأن الامام رحمه الله تعالى في قوله تلقيب اهل الهدى بالصبات والحشوية يريد منه انه لو كان عيبا وهو انهم خرجوا عن ما كان عليه اولئك. فهو مصير الى القول القول الاول وهو ان الصبات هم الخارجون عن دين اقوام عن دين قومهم وعما عليه اهل العقل والرجاحة من اقوام وهناك قول ثالث ايضا في المسألة لكن لا مجال لنا هنا يطلب تفسير وقد بحثه المفسرون في في سورة البقرة عند ذكر الصابرين في العالم وما لقب به او رمي به الرسل واتباعهم من الالقاب نوعان منها القاب تقدح في استقامتهم الخلقية او الخلقية ومنها القاب تقدح في الدين نفسه والشيخ رحمه الله هنا اراد ما يقدح في الدين لا ما يقدح في في الذوات فلا يدخل فيه تلقيب او الوصف بانهم مجانين. كما وصف نوح عليه السلام بانه مجنون. قال جل وعلا وقالوا مجنون وازدجرت وكما قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ساحر او مجنون او كاهن الى اخره هم يريدون ان يلقبوه بشيء يخرج به عن دين قومه وهو الذي يناسب ذكر الحشوية لانه ايضا متعلق بدينهم لانهم خرجوا وصاروا حشوا عن الجماعة ولم يلتزموا او يقولوا بما كان عليه الناس في ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم في مسألة الالقاب نهى اشد النهي عن ان تكون الالقاب في الاسلام مدعاة للتفرق والعصبية عليه فكما دم اولئك في التسمية في التنقيب بالصابعة ونحو ذلك. فايضا يذم من لقب في الاسلام لقبا يكون منفرا عن الاسلام او يكون مفرقا لجماعة المسلمين فهذا اسم المهاجرين واسم الانصار مع انهما اسمان شرعيان جاء في القرآن وفي السنة لكن لم اذا كان ذلك لقب وليس وصفا للتمييز ولكن لقب يكون عليه معاداة وموالاة فانه يذم او يكون فيه تنفير او ترغيب فانه اه يعني بحسب هذا يكون مذموما لانه يكون حينئذ اه من تنابغ بالالقاب ولهذا تعلمون قصة الانصاري والمهاجري لما قال الانصاري يا للانصار وقال المهادي يا للمهاجرين قال النبي صلى الله عليه وسلم ابدعوة الجاهلية وانا بين اظهركم وغضب عليه الصلاة والسلام. سبب ذلك انه استغل الاسم الشرعي للتفريق وللدعوة اليه عصبية حتى يضاد طائفة من المسلمين وهذا من جنس من جنس ما كان عليه اهل الجاهلية لانهم يلقبون للتنفيذ او للغلبة او نحو ذلك ولما بدأت الامة الاسلامية في التوسع ودخلتها الاراء المختلفة اه المتباينة صارت الالقاب كثيرة ادى لكن اكثر من لقب بالالقاب المشينة هم اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح فمما لقبوا به تنفيرا منهم انه قيل عنهم انهم حشوي وقيل عنهم انهم مجسم وقيل عنهم انهم مجبرة يعني يقولون بالجبر. وقيل عنهم انهم نواة قيل عنهم انهم نواصب وقيل عنهم انهم اه ايش اه اعوام ايضا هذا من الاسماء كما يقول الرافضة في في السنة هذا من العامة ويعني اشياء كثيرة من مما يذكر في ذلك وقد ذكر ابن ابي حاتم رحمه الله تعالى في رسالته توحيد ان من صفات اهل البدع انهم يلقبون اهل السنة بي وذكر عدة القاب في ذلك منها اه انهم حسوية او انهم نواصب الى اخره والالقاب قد تكون ملمومة وقد تكون معذولا بها الامة صار فيها القاب لكن لا تذم جميعها. كونوا مذمومة وقد تكون معلونا بها الامة صار فيها القاب لكن لا تذم جميعها. وانما يذم منها ما كان محدثا لموالاة عليه ومعاداة خلافا للموالاة والمعاداة على اصل الاسلام والسنة اما اذا كانت للتعريف بهم فان هذا او للوقف فان هذا لا بأس به مثل ما يسمى يقول هؤلاء الحنابلة او شافعية ومالكية او حنفية فهذه هذا القاه ونسبة الى شيء ولكن هذه للتعريف فاذا انقلب هذا التعريف الى موالاة عليه او معاداة او تعصب عليه او ذم الطائفة الاخرى بالاسم فانه يكون حينئذ تلقيب بما لا يرضى ويكون عصبية جاهلية ويكون مذموما من هذا الوجه اما وصف الفرق الثنتين وسبعين فرقة باسمى بناء على ما هم عليه دون لقب فانهم فان هذا لا يعد من التلقيب من الالقاب وانما هذا من ذكر وصفهم الذي تميزوا به لان الجماعة والسنة كانت في الصحابة رضوان الله عليهم. فمن خرج عن الجماعة وصف بوصف يناسب ما خرج به عنه فمن خرج عن الجماعة بالخروج على امام المسلمين وقتال المسلمين سمي خارجيا لانه خرج ومن خرج عنهم بنفي القدر سمي قدريا لانه خرج بهذه الصفة ومن خرج عنهم بالاعتزال سمي معتزليا لانه اعتزل عن الجماعة. ومن خرج عنهم بارجاء اهل المعاصي مطلقا وعدم ادخال او ارجاء العمل عن الايمان فانه يوصف بذلك الى اخره. فهذا اذا ليس لقبا لهم تلقيبا لهم من من البداية ولكنه وصف به خرجوا عن جماعة المسلمين فوصفوا بالوصف الذي خرجوا ولذلك عامة هؤلاء يرضون بما وصفوا به فنفاة القدر يفتخرون بانهم قدري والخوارج يقولون نعم نحن آآ نحن خواج والشيعة يقولون نعم نحن شيعة. والمرجئ يقول نعم انا مرجع والمعتزلين يفخر ويقول نعم انا معتزلي هذا ليس من التلقيب الذي يجري بحثه. فاهل السنة والجماعة اذا لم يشاركوا اهل الجاهلية في هذا الوصف بين اهل الاسلام وانما الذي شاركهم في هذا الوصف حقيقة اهل الاعتزال او التجهم او اهل البدع لانهم وصفوا اهل السنة بصفات خارجة عما يتصفون به فقولهم انهم حسوا او حشوية هذا لا علاقة له بما يدينون به من السنة او بما يتصفون به من الاوصاف. انما هم يقولون هؤلاء تحسن وجود يعني لا قيمة له. فهذا نبذ بلقب شبيه بلقب هؤلاء ان هؤلاء صادوا. او قولهم ان هؤلاء نوابغ او ان هؤلاء عوام او او ان هؤلاء اه مجسمة او ما اشبه ذلك هذه اوصاف خارجة عن من فهم عليه ولهذا لو قيل لهم ان هذه ان هذا القول الذي يقول اهل السنة هل يصدق على التابعين او على الصحابة فلربما اضطر بعض اهل الفرق هذه الى ان يقولوا نعم يصدق لكن لا لا نصفهم بذلك بكذا وكذا من التعليلات واما هذا العصر الحاضر فانه شهد من استخدام الالقاب في التمثيل من الحق ما لم يشهد فيما قضى واستغل الاعلام المأجور والاعلام الكافر ومن يتبعه من من جهلة من يستعمل الاعلام في بلاد المسلمين استخدمت الالقاب التي يلقب اهل الاسلام بها اداؤهم في التنفير منه فاتوا بلفظ او لقب الارهابيين وبلقب الاصوليين وبلقب المتطرفين وبلقب كذا وكذا وكذا الى اخره حتى الرجعيين الوهابيين آآ واشباه كثيرة من هذه وهذه الاوقاف في الحقيقة اذا جاءت النفوس الضعيفة او من لا علم عنده من الجهلة لا شك توقع في النفس حرج توقع في النفس تنفير من من قبول الحق الذي كان عليه هؤلاء بل ان دعوة الامام المصلح دعوة السلفية التجريبية التي قام بها الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لما انتشرت في الامصار انواع البدع والخرافات او الشركيات التي قد تعبد. فابى ان يدخل في ذلك فشنع عليه جدا بذلك لان هذا كيف هذا هو الطريق وهذا هو الذي قاله فلان وقاله فلان فنسبوا هذا الى دين الله وبدأ ذكرها لقبوا بالوهابية ونخلعت عليهم صفات مخترعة حتى ينفر منه باشياء كثيرة ذكرنا لكم كثيرا منها بل الان في كثير من البلاد اذا سمع لفظ الوهابية اصاب المسلم الجاهل نفور من الاسم فقط لاجل التنقيب واليوم ايظا اذا قيل فلان اه ارهابي او فلان اه هذا شكله كذا يدل على انه ارهابي او يدل على انه اصولي ربما قابله بعض الناس فاصابه نفرة منه بمجرد ما يتذكر من الاسماء يخشى ان يكون هذا كذا وكذا مما يقول وهذه معركة قديمة بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال كان فيها اعداء الانبياء من قبل وهي اليوم في اعداء ورثة الانبياء ومن سلك سبيلهم في هذا الزمان. وصدق الله جل وعلا اذ يقول وكذلك جعلنا لكل لنبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا. واذا كان الله جل وعلا اقام انواع العداوة واذن بها كونا من اعداء الرسل واعداء اتباعهم في القديم فان اهل هذا العصر لا شك انهم اه لا يمكن ان يتخلصوا من ذلك. ولهذا الواجب على الجميع الا تستخدم الالقاب التي تصد عن الحق بشكل او باخر والثاني ان تلتزم الالفاظ والالفاظ الشرعية والا يحدث اشياء لان كل لفظ يحدث سوف يكون له رصيد في ذهن الانسان يفسره بحسب ما يتصور من هذا اللغم. يعني يقال الارهابيين هو سيكون في نفسه صورة اه عن ذلك تنفره ربما ممن جاءه بالسنة وكان ابعد الناس عن الغلو الذي يذم شرع وايضا وصية لكل آآ ملتزم بالحق ومن هداه الله جل وعلا ولزم هذا الطريق ان يصابر والا يثنيه عن الحق او عن الاستمساك به او عن الدعوة اليه. والدفاع عن الاسلام في كل مكان الا يصرفه ما يسمعه من ذلك من تلك الالقاب فالنبي صلى الله عليه وسلم قيل عنه صادق بل تتبعه ابو لهب ويقول في كل لا تطيعوه انه صادق كذاب. وانا ادرى الناس به وهكذا قيل عن الصحابة بل قيل عنه ساحر كاهن مجنون الى اخره عنه وكان صابرا محتسبا عليه الصلاة والسلام وامر صحابته بان لا يقولوا الا ما اه يحصل خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين والعاقبة ولا شك للمتقين. فهنا ان نحن مأمورون بالصبر من جهة وبالثبات على الحق. ومأمور هنا ايضا بالدفاع عن دين الله جل وعلا والجهاد في ذلك ما استطعنا الى ذلك سبيلا. والسنة ماضية وما اشبه اليوم والليلة بالبارحة فهذه سنة الله جل وعلا في عباده نسأل الله السلامة والعافية من كل شر يحيكه اهل الشر لنا ظاهرا او باطن المسألة الستون افتراء الكذب على الله وهذه من خصال اهل الجاهلية الاميين والكتابيين على حد سواء فكل منهم يشرع دينا لم يأذن به الله يقول ان الله جل وعلا يحب ذلك الدين ويرضاه وينسبه الى الله جل وعلا وهذا لا شك انه اعظم الافتراء على الله ومن اظلموا ممن افترى على الله كذبا وقال اوحي الي ولم يوحى اليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله هذا اعظم انواع الافتراء وهو افتراء صريح واضح وافك بين النوع الثاني ان يفتري على الله جل وعلا شيئا كذبا بان يقول هذا دين الله الذي يرضاه ويقولون ان الله امر بذلك مثل ما كان يفعله اهل الجاهلية من بعض الفواحش ويقولون ان الله امر بذلك قال جل وعلا في سورة الاعراف واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. اتقولون على الله ما لا تعلمون قل امر ربي بالقسط الايات فهذا نسبة ان الله نسبة لله جل وعلا في انه يرضى بذلك وامر به النوع الثالث انه يقال هذا حلال وهذا حرام فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء وتحليل امر او تحريم امر اخر معناه ان الله احله او ان الله حرمه وهذا اقل درجة من مما سبق لان هذاك فيه تصريح الله امرنا بهذا وهذي اقل درجة لانه قال هذا حلال ومعلوم ان الحلال هو ما احله الله. وان الحرام هو ما حرم حرمه والله وهذا افتراء للكذب على الله جل وعلا. ومن هذا النوع قول الله جل وعلا في اخر سورة النمل ولا تقل في اخر سورة نحل ولا تقول لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون فجعل قول القائل هذا حلال وهذا حرام من نفسه بدون دليل وحجة واضحة بها ينجو من افتراء الكذب على الله جعل هذا من افتراء الكذب على الله. ولهذا كان جماعة من اهل العلم اذا لم يكن التحريم منصوصا عليه في الكتاب او في السنة الصحيحة فانهم لا يتجاسرون على القول بانه محرم لهذا كانوا عند الفقهاء شيء يسمونه كراهة التحريم عدلوا عن لفظ المحرم الى لفظ الكراهة لانه لا دليل ظاهر عندهم على تحريمه لكن القواعد تقتضي انه انه محرم فعدلوا عن ذلك الى قولهم هذا اكرهه ونكرهه الى اخره بل ان طائفة من اهل من اهل العلم لا يستعملون آآ في مال فيما هو آآ منهي عنه او فيما اه يريد ان ينهى عنه لا يستعملون لفظ هذا محرم بل يستعملون هذا لا يصلح لا تفعل آآ لا هذا ممنوع ونحو ذلك مما يكون فيه براءة للذمة تخلصا من ان يجزم في شيء ويدخل في تحذير في افتراء الكذب. وهذا مما يجب العناية به والا يلجأ طالب العلم او العالم لا يلجأ العالم الى ان يقول في شيء جزما هذا محرم الا ما كان التحريم فيه نص واضح بين وما كان فيه من مسائل الاجتهاد فليس له ان ينسب للشريعة ما لم يعلمه بيقين لانه حينئذ يخشى ان يكون تجرأ على الله جل جلاله لهذا الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتدافعون الفتوى لذلك النوع الرابع من افتراء الكذب على الله فيما جاء في الكتاب والسنة انه يفعل العبد ما يفعل من امتثال يفعل العبد ما يفعل من من عبادة او ينتهي عما ينتهي او يستبيح شيئا او يحرم على نفسه شيئا بفعلهم فيكون الفعل يرحمك الله. فيكون الفعل دالا على اضافته هذا العمل او الفعل للدين فاذا انضم معك انه يسفه غيره ويعتقد ان هذا هو الدين الحق صارت قراء على الله جل وعلا هذا له امثلة كثيرة في القرآن وفي السنة ومنها ما جاء في سورة الانعام من قوله جل وعلا وقالوا هذه وحرف حجر لا يطعمها الا من نساء بزعمهم وانعام حرمت ظهورها وانعام لا يذكرون اسم الله عليها ايش؟ افتراء عليه هم لا يذكرون اسم الله عليها فعل وهذا هذا حجر هذه انعام من شأنها كذا وهذه من شأنها كذا لكن يعتقدون ان هذا دين ويدخل في ذلك كل ما نسب الى من الافعال الى دين ما ويقولون ان الله ان هذا هو الدين الذي يرضاه الله ويكون حينئذ من افتراء الكذب على الله جل وعلا وهذا كان عليه الاميين آآ من مشركي العرب وفي سورة الانعام عدة ايات فيها ذكر الافتراء على الله جل وعلا اه في صفات وانواع مختلفة النوع الخامس افتراء اهل الكتاب على الله جل وعلا في نسبة عيسى عليه السلام الى الله جل وعلا بنوة او نسبة العزير الى الله جل وعلا ونوته. وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواه يضاعفون قول الذين كفروا من قبل وهذا من الافتراء على الله جل وعلا الذي هو من اعظم الافتراء على الله سبحانه وتعالى ويدخل فيه ما افتروه على الله جل وعلا من تفاصيل دياناتهم وتشريعاتهم وتعظيماتهم لعلمائهم او لاشخاصهم معظميهم كل هذا داخل في ذلك النوع السادس والاخير ما فعل في هذه الامة من انواع الانحراف في العقيدة او في التشريع او في السلوك واعتقاد ذلك دينا يحبه الله جل وعلا ويرضاه منهم. بل دعوة الناس اليه بل تسفيه وسب من لم يأخذ به فعبادة طواغيت وعبادة القبور وعبادة الاوثان وعبادة الاضرحة وعبادة الانبياء والصالحين كل هذه استدل له بان الله يرضاه. بل حبي لك بل كان علماء ضلالة يرشدون الناس الى انه لا طريق الى الله الا من هذا الطريق. ولا وسيلة الى الله الا من هذه الوسيلة بل من ترك هؤلاء عدوه خارجا عن الدين فقط قدر ما انه لا يذهب الى القبر او لا يدخل يعد قد فعل عظيمة من العظام قد حدثني بعض المشايخ عن غير آآ اه مشايخ هذه البلاد حدثني انه مرة كان مع مجموعة من علماء بلد ما فارادوا ان يدخلوا ضمن زيارة لهم او شيء ارادوا ان يدخلوا احد الاضرحة ان يفتح لهم الباب ويدخلون في الداخل ليصلوا فيه غير ذلك من جل وعلا واستحسنوه وعابوا من خالفه ولم يجعلوا المسألة فقط اختيارية او مباحة بل جعلوا هذا هو الدين ومن لم يفعله كان ملوما فعكسوا دين الله جل وعلا في الحقيقة فهذا حقيقة الافتراء على الله جل وعلا من هذا النوع فمن عبد غير الله جل وعلا من هذه الاشياء او عبد الصالحين وتوجه لهم وعظمهم بتعظيم آآ غير مأذون فيه غير التعظيم الشرعي اه الذي يليق بهم من الدعاء لهم ومن الاقتداء بما وافقوا فيه السنة ونحو ذلك فهذا قد شرع دينا لم يأذن به الله. لهذا الله جل وعلا سماهم قال سبحانه ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. واذا شرع من الدين ما لم يأذن به الله الى الله ورد على غيره صارت قراء على الله جل وعلا لانهم يقولون للناس هذا دين الله الذي يرضاه. وهكذا في مسائل في مسائل العقائد بما حدث في هذه الامة لكل فرقة ظالة نصيب من الافتراء على الله. كذلك في مسائل التشريع من جعل احكاما بمحض هواه وجعلها هي الشريعة او جعل هذا هو الفقه وان هذا هو الدين وهي بمحض هواه لا دليل عليها من الكتاب والسنة وسفه غيره ورد عليه هذا ايضا يخشى ان يكون ممن دخل في الافتراء على الله بقوله هذا حرام وهذا حرام دون حجة وكذلك من شرع التشريعات مناهضة للتشريعات الشرعية وجعلها منسوبة للدين لموافقتها اه لقوانين شرقية او غربية فهذا ايضا افتراء على الله جل وعلا وهكذا في انحاء شك كذلك السلوك فمن شرع طريقة في السلوك الى الله جل وعلا او تربية القلب. او اصلاح القلب بما لم يكن عليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا هدي الصحابة وجعل ذلك طريقا قويما او جعله صراطا الى الله مستقيما فلا شك انه ايضا افترى على الدين ما لم يأذن به الله واحدث شيئا وقال ان هذا المحدث هو الدين الذي يرضاه الله جل وعلا كما يفعله اصحاب الطرق المختلفة فهؤلاء لهم نصيب من افتراء الكذب على دين الله جل وعلا بفعلهم ولو لم يقولوا او لم يعترفوا ان هذا كذب فنفس الفعل فيه كذب آآ نسأل الله جل وعلا الا اه نسأل الله جل وعلا ان يرينا الحق حقا وان يرينا الباطل باطلا والمسألة عظيمة اليوم فيما يحفر من نسبة اشياء الى الشرع وهي خارجة عن الشر وكثير اليوم مما تسمعون من اه فتاوى اه واراء واشياء مختلفة بل حسنت عباده او حسن بقاء الاوثان والاصنام ونسب ذلك الى الشريعة هذا من طوام القبور ومما يدخل في افتراء الكذب في دين الله نسأل الله السلامة والعافية نكتفي بهذا القدر بفتوى اذا كانت مخالفة مجانبة للحق هذي لا يلزم ان كل فتوى ليست صوابا في نفسها ان تكون افتراء على الله جل وعلا اذا كانت المسائل اجتهادية هذه مما تختلف فيها اهل العلم. لكن اذا جعلها دينا مرضيا او قال هذا حرام او هذا حلال والنص يضاده ودعا الناس اليه وسفه غيره هذا يدخل في افتراء الكذب على الله جل وعلا. اما المسائل الاجتهادية التي يختلف فيها العلماء فلا تدخلوا في افتراء الكذب على الله سبحانه