ان يجعله مانعا له من ان يخوض بالمسألة بغير علم لان المرء ينظر الى انه اذا خالفه واحد ممن هو اعلم منه فانه قد يشك في ما اتجه اليه. فكيف اذا كان في مطلق العمل هذا ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل. لكن ليس بمكفر الا بقصد فلما اجاب حاطب بانه لم يكن قصده ظهور الكفر عن الاسلام قال يا رسول الله والله المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح مسائل الجاهلية الدرس العشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اجيب عن بعض الاسئلة اقول اجلس مع بعض الناس ويقولون ان العلماء الكبار كفار لا حول ولا قوة الا بالله لانهم يظاهرون المشركين ويوالونهم ويعلمون هذا لصغار السن ويربونهم عليه لا سيما بعد صدور الفتاوى في تحريم التفجيرات في بلاد الكفار الى اخره اولا الواجب على كل مؤمن بالله جل وعلا يرجو لقاءه ويخشى لقاءه ان يحذر اتم الحذر من ان يقول بلا علم وان يجترئ على ما ليس له به حجة سيما في مسائل الاعتقاد مسائل الايمان والتكفير ومسائل الحلال والحرام واذا كان في الحلال والحرام قال الله جل وعلا ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب اليم هذا فيما يقوله بعض من ليس له حجة بلفظ هذا حلال وليس عنده بينة وهذا حرام وليس عنده بينة وجميع مسائل القول على الله بلا علم في مسائل العمليات وفي الفقهيات ومسائل العقيدة وهي اشد تدخل في هذا السبيل ولهذا حرم الله جل وعلا بنهيه ان يكفو المرء ما ليس له به علم وان يقول ما ليس له به علم كما قال جل وعلا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وقال ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا وفي الحديث من افتي بفتوى من غير ثبت فانما افتوا فانما اثمه على من افتاه ومن اعظم ما وقع في الامة من الانحراف عن الحق وتكفير المسلم الذي ثبت اسلامه وعدم الاستبيان منه وهذا كان له بوادر في زمن الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف تعالج هذه البوادر كيف ينظر الى هذا الامر هذا عمر رضي الله عنه قال في شأن حاطب يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عمر ارسله ثم التفت الى حاطب فقال يا حاطب ما حملك على هذا فاجاب بجوابه المعروف واسامة بن زيد لما حصل خالد بن الوليد ان قتل رجلا بل رجلين يقول ان لا اله الا الله فقال خالد للنبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد رضي الله عنه اقتلته بعدما قال لا اله الا الله قال يا رسول الله انما قالها تعوذا فقال فما تفعل بلا اله الا الله وهذا فيه النكير عن عدم على عدم قبول الخالد رضي الله عنه اسلام الرجل بقول لا اله الا الله اعترض معترظ على النبي صلى الله عليه وسلم في قسمته للمال فقال يا رسول الله اعدل لما قسم المال بعد احدى الغزوات فقال ويحك من يعدل اذا لم اعدل فاعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مالا كثيرا ثم قال يخرج من ضئضئ هذا اقوام يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وهم الخوارج وفي عهد عثمان رضي الله عنه ظهر هؤلاء الخوارج وكان اساس آآ انحرافهم هو نظرهم في ان الوالي او امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه لم يقم بما اوجب الله عليه فمنهم من كفره ومنهم من اوجب قتله حتى قتل بسبب تصرفاته فيما يزعمون وكفروا طائفة ايضا في ذلك الزمان حتى قام علي رضي الله عنه وحصل منه ما حصل بالنسبة لهم ثم كفروه اليه ابن عباس صار اليهم ابن عباس وكانوا نحوا من مئة وعشرين الفا وعظهم وحاجهم وكان اساس كلامهم في مسألتين في مسألة الحكم بما انزل الله وتحكيم الرجال في كتاب الله جل وعلا وفي مسألة التكفير و من تكفير من ارتكب المعصية ومنهم من رجع بعد نقاش ابن عباس لهم واقامته الحجة عليهم ومنهم من لم يرجع واستمر ذلك في الامة فعثمان رضي الله عنه كفر وعلي رضي الله عنه كفر وهكذا سادات الامة كفرهم معارظوهم بسبب او باخر والتكفير التكفير معناه الحكم بالخروج من الدين. حكم بالردة والحكم بالردة على مسلم ثبت اسلامه لا يجوز الا بدليل شرعي يقيني بمثل اليقين الذي حصل بدخوله في الايمان والاصل في ذلك قول الله جل وعلا في سورة براءة وكفروا في ذكر المنافقين وكفروا بعد ايمانهم وفي الاية الاخرى وكفروا بعد اسلامهم هما ايتان وكفروا بعد ايمانهم وكفروا بعد اسلامه وفي اية سورة البقرة ايضا قال الله جل وعلا آآ ان الذين كفروا بعد ايمانهم سورة ال عمران ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا ونحو ذلك في ان المؤمن او من اسلم او امن قد يخرج من الدين لكن ضبط اهل السنة والجماعة هذه المسائل بضوابط كثيرة معلومة ثم اهل السنة يفرقون ما بين الكلام على الفعل والقول والعمل بانه كفر وقيام هذا العمل والفعل بمكلف هل يخرج به من الدين ام لا لان المكلف قد يكون جاهلا بعض المسائل وقد يكون متأولا وقد يكون لم تبلغه الحجة التي يصير بها قد قامت عليه الحجة وقد يكون معذورا وقد لا يكون وهذه تحتاج الى اقامة شروط وانتفاء موانع اهل السنة وسط في هذا الباب ما بين الخوارج اه لمسلم يخشى الله جل وعلا ان يتفوه به فظلا ان على انه يعتقده ثم آآ ما يتعلق مظاهرة المشركين في سؤال اخر وتولي الكفار مظاهرة المشركين فان هذه المسألة الذين يكفرون بالذنب ويكفرون بمطلق الحكم بغير ما انزل الله وبمطلق موالاة ونحو ذلك الكفار واشباه هذا وما بين المرجئة الذين لا يرون من ثبت ايمانه انه يخرج يعني غلاة المرجئة انه يخرج من الايمان بفعل او بقول او باعتقاد اهل السنة بين هذا وهذا فهم يقولون ان من ثبت ايمانه بيقين لا يجوز ان يخرج من هذا الايمان آآ الا بحجة وظهور الشروط وانتفاء الموانع واذا كان كذلك فان الذي يقيم الحجة وينظر في الشروط والموانع هو المؤهل لها شرعا وهم القضاة الذين عندهم معرفة بما فيه التأويل وما ليس فيه التأويل وما يكون من احوال الناس وبعض طلبة العلم قد لا يحسن منه الدخول في هذا لعدم معرفته بوسائل الاثبات والبينات وما يحصل به اثبات الشيء من عدمه شرعا ومسائل القضاء هي التي تترتب عليها الاحكام فهذه يحتاج منها يحتاج فيها الى حكم قاظ يثبت به الكفر على المعين لانه اذا ثبت الكفر على معين فانها ستترتب اثار الردة عليه وهي كثيرة اذا تبين هذا فان اعظم فمن يحذر من النيل من ايمانه والنيل من صحة اسلامه وصحة اعتقاده هم علماء اهل السنة والجماعة القائمون بامر الله جل وعلا. العلماء المسلمين عموما وذلك لان هؤلاء هم القائمون بامر الديانة وهم الذين يؤخذ عنهم الدين وهم الذين يبصرون الناس بالحق من غيره ومن توجه اليهم بالتكفير فاول ما يتجه له قول النبي صلى الله عليه وسلم من قال لاخيه يا كافر فقد باء بها احدهما ولابد اما ان يبوء بها العالم واما ان يبوء بها الاخر هذا خطر عظيم على قائل تلك الكلمة خطر عظيم جدا على دينه لانه اما ان يكون الاخر كما قال واما ان ترجع عليه بهذا الحكم وهذا يوجب الحذر الشديد من مثل هذه الكلمة والعلماء لا شك ان عندهم من البصر بالشريعة والبصر في الكتاب والسنة والدلائل الشرعية ما يجعلهم ينظرون في المسائل نظرا واسعا والمسائل الشرعية في فقهها مبنية على مقدمتين اما المقدمة الاولى فهي ورود الدليل وهو محل الاستدلال ورود الدليل من الكتاب او من السنة على المسألة التي فيها تنازع ثم فهم هذا الدليل وان هذه في المقدمة الاولى ورود الدليل وفهم الدليل من قبلهم فهما يجعل عندهم اه ظهور بان معنى هذه الاية هو كذا ومعنى هذا الحديث هو كذا والمقدمة الثانية ان يكون هناك تحقيق للمنار في تنزيل هذا الحكم على في تنزيل هذا الحكم على هذا الدليل او في الحاق هذه المسألة بالدليل ليؤخذ منه الحكم تنقيح المناط صنعة اجتهادية كما قرره الشاطبي رحمه الله في كتابه الموافقات واهل العلم يختلفون عن سائر القراء او طلبة العلم او من عنده قراءة بقيام فتوى عندهم على هاتين المقدمتين وكثير من طلبة العلم قد يعلم الاولى لكن لا يعلم الثانية وهي فقه تنزيل النازلة على وجه الدليل لينظر فيها بالحكم وهذا يقتضي ان يقي طالب العلم نفسه في انه ينظر الى تبرئة ذمته بان يجعل كلام اهل العلم الذين اجتمعوا على قول ما جمع كبير من علماء المسلمين او من العلماء الربانيين ينظرون الى هذا الامر ويخالفون او يقولون في بقول لهذا قول آآ من ذكره السائل بقوله ان العلماء الكبار كفار لانهم يظاهرون المشركين هذا من الخطر العظيم بان يقول قائل بمثل هذه الكلمة اولا لان العلماء الكبار يبينون الحق كما كان الصحابة رضوان الله عليهم في زمن الخوارج يبينون الحق واذا اتهمهم احد او رماهم بالكفر لاجل تبيينهم الحق فلا يعني ان رمي هذا الرامي انه موافق للصواب بل جنايته على نفسه ويجب ان يؤخذ على يده وان يعزر تعزيرا بليغا من قبل القضاة بما يحجزه عن ذلك ولما فات التعزير الشرعي بمثل هذه المسائل كثر القول وكثر الخوف فيها وقد كان القضاة فيما مضى يعزرون في قول المسلم لاخيه يا كلب او يا كذا بما فيه انتقاص له فكيف اذا كان فيه رمي بمثل هذا الرمي العظيم الذي لا يجوز بحثناها في عدة مجالس وفي عدة شروح وبينا فيها ان عقد الايمان يقتضي موالاة الايمان والبراءة من الكفر لقول الله جل وعلا انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون وعقد الايمان يقتضي البراءة من المعبودات والالهة المختلفة ومن عبادتهم لقوله تعالى وان قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون اساس الولاء والبراء هو الولاء للايمان والبراءة من الكفر وعبادة غير الله جل وعلا ويتضمن ذلك موالاة اهل الايمان والبراءة من اهل الكفر على اختلاف مللهم هذه الموالاة منها ما يكون للدنيا ومنها ما يكون للدين فاذا كانت للدنيا ليست بمخرجة من الدين ومما قد يكون في بعض الانواع من الموالاة للدنيا من الاكرام او البشاشة او او او المخالطة ما قد يكون مأذونا به اذا لم يكن في القلب مودة بهذا الامر من مثل ما يفعل الرجل مع زوجته النصرانية ومن مثل ما يفعله الابن مع ابيه اه غير المسلم ونحو ذلك مما فيه آآ اكرام وعمل في الظاهر طيب لكن مع عدم المودة الدينية في الباطن. فاذا كانت الموالاة للدنيا فانها آآ غير يعني محرمة وغير جائزة الا فيما استثني من الحالات كما ذكرنا في حال الزوجة مع الزوج والابن مع ابيه مما يقتضي معاملة وبرا وسكونا ونحو ذلك اما القسم الثاني فان تكون الموالاة اه للدنيا ولكن ليس لجهة قرابة وانما لجهة مصلحة بحتة لهذا في امر دنياه وان فرط في امر دينه وهذا موالاة غير مكفرة لانها في امر الدنيا هذه هي التي نزل فيها قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق وهنا اثبت انهم القوا بالمودة وناداهم باسم الايمان قال جمع من اهل العلم مناداة من القى المودة باسم الايمان دل على ان فعله لم يخرجه من اسم الايمان وهذا هو مقتضى استفصال النبي صلى الله عليه وسلم من حاطب حيث قال له في القصة المعروفة يا حاطب ما حملك على هذا يعني ان افشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبين انه حمله عليه الدنيا وليس الدين القسم الثاني موالاة المشرك لدينه موالاة الكافر لدينه يواليه ويحبه ويوده وينصره لاجل ما عليه من الشرك من الوثنية ونحو ذلك يعني محبة لدينه فهذا مثله هذه موالاة مكفرة لاجل ذلك والايمان الكامل ينتفي مع مطلق موالاة اه غير المؤمن لان موالاة غير المؤمن بمودته ومحبته ونحو ذلك هذه منافية الايمان الواجب قول الله جل وعلا لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله الاية اما مظاهرة المشركين واعانتهم على المسلمين هذا من نواقض الاسلام كما هو مقرر في كتب فقه الحنابلة وذكره العلماء ومنهم شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في النواقض العشر في النقض الثاني وهذا الناقظ مبني على امرين الاول هو المظاهرة والثاني الاعانة. قال مظاهرة المشركين واعانتهم على المسلمين والمظاهرة ان يتخذ او ان يجعل طائفة من المسلمين ان يجعلون انفسهم ظهرا للكافرين يحمونهم فيما لو اراد طائفة من المؤمنين ان يقعون فيهم يحمونهم ينصرونهم ويحمون ظهورهم ويحمون بيظتهم وهذا مظاهرة بمعنى انه صار ظهرا لهم فقول الشيخ رحمه الله مظاهرة المشركين واعانتهم على المسلمين مركبة من الامرين. الناقض مركبة من الامرين المظاهرة بان يكون ظهرا لهم باي عمل يكون ظهر يدفع عنهم ويقف معهم آآ يضرب المسلمين لاجل حماية هؤلاء اما الثاني فالاعانة اعانة المشرك على المسلم فهذه الاعانة ضابطها ان يعين قاصدا ظهور الكفر على الاسلام لان مطلق الاعانة مطلق الاعانة غير مكفأ لان حاطب رضي الله عنه حصل منه اعانة لهم اعانة للمشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنوع من العمل والاعانة بكتابة بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسيره اليه لكن النبي صلى الله عليه وسلم استفصل منه فدل على ان الاعانة تحتاج الى استفصال والنبي والله جل وعلا قال ما فعلت هذا رغبة في الكفر بعد الاسلام ولكن ما من احد من اصحابك الا وله يد يدفع بها عن اهله وماله. وليس لي يد في مكة فاردت ان فيكون بذلك ليد آآ قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله اطلع الى اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وحاطب فعلى امرين الامر الاول ما استفصل فيه هي مسألة هل فعله قاصدا ظهور الكفر عن الاسلام ومحبة للكفر على الاسلام لو فعل ذلك كان مكفرا ولم يكن حضوره لاهل بدر غافرا لذنبه لانه يكون خارجا من امر الدين. الامر الثاني انه حصل منه نوع اعانة لهم وهذا اه فعله فيها ضلال وفيها ذم والله جل وعلا قال تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق الى قوله ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل الى قوله لقد كان لكم فيهم اسوة حسنة مثل ابراهيم والذين معه لقد كان لكم فيهم اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وهذا يدل على ان الاستفصال في هذه المسألة ضعف فالاعانة فيها استفصال. اما المظاهرة بان يكون ظهرا لهم يدفع عنهم ويدرأ عنهم آآ ما يأتيهم وآآ يدخل معهم ظد المسلمين في حال حربهم لهم في الحرب هذا من نواقض الاسلام التي بينها اهل العلم فهذه المسائل اه اقتضى اطالة الجواب فيها السؤال ومع الاسف انه على كثرة ما جاء من بحوث في هذه من قديم لكن من وقت سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين وكثرت هذه المسائل ورددت لكن آآ نخشى ان يكون آآ المنهج التكفيري يمشي في الناس والعياذ بالله و الخوارج سيبقون ومعتقدات الخوارج ستبقى والناس فيهم فيهم ان لم يتداركوا انفسهم قد يكون فيهم خصلة او خصال من خصال ام ضلال ان لم يحذروا من ذلك. والواجب علينا جميعا ان نحذر وان نتنبه الى الحق وان نتواصى به وان نكون حافظين لالسنتنا من الوقوع في ورثة الانبياء وهم العلماء. ولقد احسن ابن عساكر رحمه الله اذ قال في فاتحة كتابه تبيين كذب المفتري قال ولحوم العلماء مسمومة وعادة الله في منتقصهم معلومة وهذا ظاهر بين والتجربة تدل عليه ورؤية الواقع يدل عليه وقانا الله واياكم من زلل الاقوال وزلل الاعمال وسوء المعتقدات وهذا ضال المسلمين وبصرنا واياهم بالحق وبالمناسبة نحتاج الى ان نفقه كيف يرد على من خالف في مثل هذه المسائل والمخالفين بالتكفير او او التظليل او ذكر الامور على غير ما هي عليه. اه يجب ان اولا ان لا يرد الباطل بباطل وان الباطل يرد بحق من كفرنا لم نكفره لاجل تكفيره لنا. ومن بدعنا لم نبدعه لاجل تبديعه لنا. وانما هذه مسائل تحتاج الى رد الباطل بالحق هذا هو منهج السلف الصالح منهج ائمة اهل السنة والجماعة في ذلك الثانية ان يحرص على هداية هؤلاء وينظر اليهم في الهداية بما يناسبهم. اذا كانوا يحتاجون الى نصيحة ينصحون الى اه اجابة للشبهات يجاب عليهم فقد يهدي الله جل وعلا بعض اولئك كما هدى طائفة من الخوارج مع ابن عباس رضي الله عنهم ثم بالدعاء بمثل الازمات والفتن والمصائب التي تقع ليس للمرء منجى ولا ملجأ الا بربه جل جلاله فمن ترك الصلة بينه وبين ربه بالدعاء وبسؤال الاعانة والبصيرة فانه يؤتى واذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم وهو المؤيد من الله جل وعلا وهو صاحب الشريعة وهو المهدي بالوحي من الله جل وعلا للحق يقول في دعائه اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم فكيف بحالنا وحال امثالنا لا شك اننا احوج الى السؤال والدعاء في ذلك دعاء لانفسنا والدعاء ايضا لمن نعلمه قد خالف الحق في ذلك واذا خالف وكفر وضل واعتدى حتى على الانسان في دينه او في او تكلم فيه لا يعني ذلك ان تقابل اساءته بمثلها بل تصبر عليه تدعو له لان آآ طالب العلم همه اصلاح الخلق قد يستجيبون وقد لا يستجيبون. ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء نبدأ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام شيخ اسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى المسألة الحادية والستون التكذيب بالحق الثانية والستون كونهم اذا غلبوا بالحجة فزعوا الى الشكوى للملوك كما قالوا اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض الثالثة والستون رميهم اياهم بالفساد في الارض كما في الاية الرابعة والستون رميهم اياهم بانتقاص دين الملك. كما قال تعالى وادرك الهتك وكما قال تعالى اني اخاف ان يبدل دينكم الاية الخامسة والستون رميهم اياهم بانتقاص الهة الملك كما في الاية السادسة والستون رميهم اياهم بتبديل الدين كما قال تعالى اني اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر في الارض الفساد السابعة والستون رميهم اياهم بانتقاص الملك كقولهم ويذرك والهتك وياذرك والهتك احسنت بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فهذه المسائل من الحادية والستين الى السادسة والستين مترابطة ومتشابهة اولها التكذيب بالحق هو الاساس بان اهل الجاهلية سواء من المشركين والوثنيين ام من الكفار من اليهود والنصارى والضلال آآ صفتهم الجامعة لهم انهم يكذبون بالحق قال جل وعلا بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مريج وقال جل وعلا ايضا وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا وقال ايضا جل جلاله الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون وقال ايضا في الاية الاخرى في سورة الانعام الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم الذين خسروا انفسهم فهم لا يؤمنون والايات في ذلك كثيرة ببيان ان الصفة الجامعة لمن الظاد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم من اهل الجاهلية هي التكذيب بالحق بدون حجة ورد الحق بعد معرفته والجحد مع الاستيقاظ هذه الصفة جامعة لهم ولهذا كان ذكر هذه الخصلة من خصال اهل الجاهلية التي خالفها رسول الله صلى الله عليه وسلم في اهلي ملته يعني في امته فعلمهم ان يقبلوا الحق ممن جاء به والا يرد الحق وان يؤخذ الصواب ممن جاء به وذلك لان الحق هو المقصود قال نفر من اليهود لي جمع من الصحابة انكم لانتم القوم لولا انكم تنددون تقولون ما شاء الله وشاء محمد فلما بلغ هذا الى النبي صلى الله عليه وسلم قال قولوا ما شاء الله وحده فالذين انتقدوا الصحابة في قولهم من اليهود ولاجل ان هذه الامة يا امة الحق فلا يصوغ لها ان ترد الحق لاجل ان الذي جاء به او قاله او ارشد اليه ضد لها او معاد لها قال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا ما شاء الله وحده كذلك قصة ابي هريرة مع الشيطان في الايام او في الليالي الثلاثة التي كان يحرص فيها الصدقة علمه الشيطان ان يقول اذا اوى الى فراشه ان يقرأ اذا اوى الى فراشه اية الكرسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم له صدقكم وهو تذوب فاخذنا هذه باقرار النبي صلى الله عليه وسلم لما علمه الشيطان لابي هريرة لانه جاء بحق فلا يرد الحق لاجل من جاء به هذا هذه الخصلة وهي قبول الحق ممن جاء به كانت هي سمة الصحابة رضوان الله عليهم قد كانوا يأخذونه من الصغير ومن الكبير اذا كان الذي جاء به الحق والعلم قد يأتي به الادنى ويفوت على الاعلى قد يكون عند الادنى علما وقد يكون عند الادنى علم وليس عند من هو اعلم منه وذلك ظاهر في قصة الهدهد مع سليمان عليه السلام حيث قال الهدهد وهو الهدهد قال لنبي الله سليمان احطت بما لم تحيط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين اني وجدت امرأة تملكهم واوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم. وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله الايات ثم قال سليمان عليه السلام قال سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فالقه اليهم ثم تولى عنهم فانظر ماذا هنا ظاهر بين انه لم يرد لاجل من جاء به فسمة الانبياء وسمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصفته وحصلت هذه الامة انها هي الاحق بالحق لانه انزل عليها الحق وربها جل وعلا هو الحق المبين. فهي اولى بقبول الحق ممن جاء به وهذه الصفة تمسك بها اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح واهل الحديث في خصومهم في خصوماتهم مع من ضادهم في ذلك يعني غالبهم غالب اهل الحديث واهل السنة والجماعة الا من نذر ممن خالف ذلك فهم يتمسكون بقبول الحق ولا يحملهم اه سوء عبارة من تكلم الى انهم يقولون في شأنه بغير الحق الله جل وعلا انزل الكتاب بالحق والميزان الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب هذا الحق والميزان هو الذي يجب الاستمساك به وهو الذي يجب على اهل العلم على طلبة العلم ان يقبلوا الحق وان يكون ديدنهم الحق وان لا يرفعوا انفسهم فوق الحق لانهم ان رفع نفسه فوق الحق ممن جاء به فانه ليس على توحيد كامل لانه يكون قد قدم نفسه على دين الله جل وعلا وعلى الحق من حيث من اه حيث جاء وتمسك اهل العلم بهذه الصفة والذي خالفها فورث الجاهليين في رد بعض الحق او رد الحق كله هو من شابههم من اهل الفرق على اختلاف انواعها تأتيهم الاية او يأتيهم الحديث فيردونه بانواع من الرد والتأويلات لا يأخذون بالحق من حيث هو. بل ينظرون الى من جاء به هل الذي جاء به من من جماعتهم ومن اصحابهم ومن مذهبهم فانهم حينئذ يقبلونه. واذا جاء به من غيرهم فانهم يردونه بل لا يسمعونه ولهذا اهل الباطل من الفرق يكتبون ما لهم فقط يكتبون مالهم في المسائل بمصنفاتهم تجد انهم يذكرون الذي لهم ولا يذكرون الذي عليه هذه من صفة الذي لا يحرص على الحق اما الذي يحرص على الحق فينظر الحجة من حيث الذي له ومن حيث الذي عليه فيأخذ الذي له وينظر في الذي عليه هل هو صواب ام ليس بصواب فيرد المجمل الى المحكم ويرد المجمل الى المبين ويرد المتشابه الى المحكم ويرد العام الى الخاص وهكذا حتى تظهر له الامور واذا نظرت في الفرق على اختلافها وجدت ان من خالف الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وعليه عمل جمهور الائمة والعلماء فانك تجد ان له نصيبا من رد الحق او رد بعضه وهذه الخصلة يجب على الجميع الحذر منها والخوف منها لان هذا ليس من صفتي من ذل قلبه وذل لبارئه جل جلاله وتقدست اسمعه واذا نظرنا في الزمن المعاصر في وقتنا هذا وجدنا انه كثر رد الحق لاجل عدم مناسبته للاهواء اليوم المعلومة كثرت وصار من السهل الوصول الى البينات والحجج لكن اشتبه على الناس الامر فلم يعد عند كثيرين براية بالحق من غيره لان كلا يستدل بي ادلة هذه مسألة كبيرة في منهج التلقي لان جميع الفرق المختلفة كل يستدل بدليل فكيف المخرج لطالب الحق ولهذه الامة في تلقي هذه الادلة وجب ان يكون هناك منهج واحد للتلقي حتى يكون الحق بينا ظاهرا لا لبس فيه ومنهج التلقي يجب ان يكون مؤصلا على اربع مسائل الكتاب والسنة والاجماع وعلى عمل جمهور السلف وهذا هو الذي ينبغي المصير اليه لا تعدم لكل قول ان تجد دليلا له هؤلاء النصارى استدلوا في بعض كتبهم التي ردوا بها على المسلمين استدلوا بالقرآن على خصوصية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم للعرب بقوله تعالى وانه لذكر لك ولقومك وبقوله وانذر عشيرتك الاقربين ونحو ذلك هذا اخذ بحق وترك حق وترك حق اخر من الادلة هذا هو الذي صنعته الطوائف المختلفة. الخوارج استدلوا ببعض الادلة لكنها ليست كاملة في الباب المعتزلة استدلوا ببعض الادلة لكنهم قدموا العقل على النقل ولم يكملوا النظر في الادلة. وهكذا المرجئة والقدرية و الشيعة آآ الفئات جميعا والزيدية على اختلاف انواع الفرق في هذه الامة. فاكمال النظر في الدليل مال النظر في الدليل قبول الحق ممن جاء به نظر اذا اشتبهت الامور في فهم جمهور السلف فان هذا يقوي معرفة الحق الاخذ به المسألة الثانية والستون قال كونهم اذا غلبوا بالحجة فزعوا الى الشكوى للملوك كما قالوا اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض وهذا ظاهر ايضا من صفة من خالف الحق بانه اذا كان عنده وسيلة لي الغلبة على من يخالفه فانه سيفعل ولو كان بغير حجة ولا بينة وانما بالرفع الى الملوك ومن شابههم يعني في الزمن الماضي وحتى في الزمن الحاضر وهذا الامر فيه تفصيل لان الملوك والولاة بشكل عام اما ان يكونوا ولاة حق فاما ان يكونوا ولاة باطل واذا كانوا ولاة باطل مثل ملوك المشركين و اه ملوك اهل الملل الذين ضادوا الانبياء وضادوا الرسالات هؤلاء لا شك ان استنصارهم على الحق الذي جاءت به النبوات انه منطبق عليه هذه الصفة في البينة اما ولاة الحق في الاسلام فانهم لابد من الاستفزاز بهم اذا كان هناك باطل يخشى ان ينتشر في الناس فانهم هم الذين يصلح الله جل وعلا بهم الناس اذا صلحوا وهم الذين يفسدون اذا فسدوا المسألة هنا مدارها على وجود الحق من حيث هو فاذا كان الحق ظاهرا بالدليل من الكتاب والسنة او الاجماع وعمل السلف والائمة فان المخالف له اذا كان يخشى تعدي ظرره على الاخرين فانه لا بد من رفع امره الى ولاة امر الحق هذا ليس هو المقصود من خصال اهل الجاهلية لانهم والخصلة هذي كونهم اذا غلبوا بالحجة يعني الحجة الصحيحة اما اذا كان الاخر كل من عنده حجة يقول انا سابقى ولا يصلح نبقى بدون يعني آآ ان يبقى المجال مفتوحا لكل صاحب آآ رأي حتى ولو كان رأيه يفسد في الامة فسد فسادا ظاهرا بينا ويتعدى ضرره في الديانة لان هذا غير صحيح فمدار هذه الخصلة التي لا يجوز مشابهة الجاهليين فيها في انه اذا عرف الحق لا يجوز رده واذا عرف الحق فلا يجوز للمغلوب الذي غلب بالحق والحجة ان ينتصر لنفسه والرفع الى من بسط الله يده من الملوك واشباههم الى في آآ الرد على هؤلاء المسألة الثالثة والستون قال رميهم اياهم بالفساد في الارض كما في الاية وهي قوله جل وعلا اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض هذا ظاهر بين في ان كل من خالف الحق يعتقد ان اتيان من يخالفه سيفسد عليه امر دينه وامر دنياه حصل هذا مع فرعون حيث قال له المقربون منه هكذا روا موسى وقومه ليفسدوا في الارض ويا درك والهتك فاخذته العزة بالاثم فقال سنقتل قال سنقتل ابناءهم ونستحيي نساءهم وانا فوقهم قاهرون هذه هي صفة بني اسرائيل الذين نزل فيهم هذا هذه الايات لما بعثت فيهم الانبياء وجاءتهم انبياء بخلاف ما يشتهون فانهم رفعوا امرهم الى من عندهم من من الملوك والولاة فقتلوا الانبياء لهذا كانت اعظم مخازيهم انهم يقتلون النبيين بغير الحق ويقتلون الانبياء بغير حق والعياذ بالله فلما جاءهم عيسى عليه السلام كما هو معروف وجاءهم ب ما فيه صلاحهم وما فيه تكميل لرسالة موسى عليه السلام اليهم ردوا ذلك عليه اشد الرد حتى بلغ بهم الامر الى ان قتلوه كما يظنون والله جل وعلا جعل الشبه مكانه ورفعه الى السماء سبحانه وتعالى وعندهم انهم قتلوه و صلبوه والعياذ بالله وسبب ذلك انه خالف الحق الذي يعتقدونه وهو قد جاءهم بالحق المبين وهذا ايضا في المشركين من اهل الجاهلية ما الذي فعلوه بعمار وما الذي فعلوه بالنبي صلى الله عليه وسلم وباصحابه لما حصر عام الشعب سنة عشر وما الذي فعلوه وفعلوه وفعلوه مع ضعفت المؤمنين والمسلمين فعلوا ذلك استنصارا بالقوة على هؤلاء الضعاف وهذا حصل ايضا في امة الاسلام تشبها من طائفة من الامة فعل اولئك الجاهليين هذا احمد ابن ابي دعاء لما دعا هو ومن معه من المعتزلة الجهمية الى ما دعوا اليه من ابتلاء الناس بخلق القرآن استنصروا في هذه النحلة البغيضة والعقيدة الفاسدة استنصروا بالمأمون ثم من بعد المأمون وهكذا لاجل نصرتهم حتى حبس في ذلك حبس في ذلك سيد المسلمين في زمانه وامام الامة احمد ابن حنبل رحمه الله تعالى وارفع درجته ومات هناك طائفة تحت السياط في العذاب لاجل استنصار هؤلاء اه على اولئك اذا انت ثم هم يرمون الجميع بانهم لو ترك اولئك لفسد الناس ولا صار هناك افساد في الارض فهم اذا رفعوا امرهم رموهم بالافساد في الارض. لماذا يستعدون عليهم السلاطين لانهم يقولون هؤلاء سيفسدون في الارض وهذه الكلمة قد يقولها من يقولها بحسب ظنه واعتقاده ويظن ان الفساد في الارظ بحسب ما يقول هذا العبرة فيه بالحق من حيث هو ولما كانت دعوة تجديد عهد الامام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وكان في العينة طرد من العينة لاجل خشية الافساد في الارض لاجل خشية ان تذهب عليهم دنياهم التي يأملون في ذلك هذا هذه هذا امر قديم واليوم في كثير من البلاد نجد ان الناس يستعدي بعضهم بعضا لاجل مخالفتهم على ذا الحق في هذا الامر. هذا لا ينبغي بل يجب على المسلمين ان يتحاور فيما بينهم وان يتجادلوا بالحق فيما بينهم وان يكون ديدنهم الحرص على الحق وعدم رده والا يسعوا بالوشايات وبنقل الكلام الذي يوغر الصدور وربما ابتلي بعض المسلمين بما لا يستحقه في ذلك ونصيحة في دين الله واجب واذا كان اولئك اصحاب الضلال يرمون اهل الحق بالفساد في الارض فان اهل الحق اذا خالفهم مخالف ينظرون في الامور بقدرها وينزلونها منازلها بحكم بحسب الحكم الشرعي والوجه الشرعي في ذلك وهذا يوجد في كثير من البلاد حتى اني سمعت انه في بعض البلاد رفع بعض الجماعات ضد بعض الجماعات الاخرى السلفية بشأن انهم وهابية او انهم هؤلاء ممن يريدون عمل كذا وكذا وهي من الجماعات السلفية الصالحة وسجن بعضهم والذي رفع اليهم الى دولة كفر اصلا هم من الجماعات الاسلامية الاخرى التي تعمل وتريد الخير ونحو ذلك هذه مسألة يحتاج الى التخلص فيها من مشابهة اهل الجاهلية والواجب على المؤمنين ان يتعاونوا فيما بينهم وان لا يجعلوا خلافات فيما بينهم انها ترفع الى كدول غير مسلمة او الى قاظ آآ كافر يحكم بالقانون ونحو ذلك وانهم يرجعون امورهم الى شرع الله جل وعلا واذا فليحكموا بينهم من يرضون دينه وامانته من علماء المسلمين المأمونين سواء في المسائل العلمية او في المسائل العملية وهذا اولى لاجتماع القلوب وعدم نفرتها من مشابهة اهل الجاهلية بصفاته المسألة الرابعة والستون قال رميهم اياهم بانتقاص الهة الملك هذي وسيلة من الوسائل للمغالبة فانه قد لا يقتنع الحاكم بي ان هؤلاء تجب عقوبتهم او يجب ايقافهم او نحو ذلك الا اذا دخل الداخل من جهة ينظر فيها الى ما يهم الملك او ما يهم الدولة او ما يهم الرئيس او نحو ذلك فمما قد يأتون عليه نقول هذا ينتقص الهتك هذا حصل كما هو معلوم في قصة اصحاب الكهف وحصل في آآ النبي صلى الله عليه وسلم يعني في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع اهل الجاهلية في زمنه حيث قالوا انه صبأ وقالوا سفها احلامكم وسب الهتكم واشباه ذلك وهذه تحرك النفوس العصبية للحمية لدينها الباطل او الحمية لملكها او الى قبيلتها. هذه من خصال اهل الجاهلية. واهل الايمان لا يشابهون اهل الجاهلية في هذه الخصلة. بل اه يجعلون ديدنهم الحق في هذا وان يحرص على الدليل الذي يبين الحق ويظهره و لا يستفزع بوجه غير شرعي او يبدي حمية لاجل الانتصار لنفسه او الى قوله ومقالته وهو ليس هناك حجة واضحة وهذه كثيرة في الاستفتاء بالملوك لاجل انتقاص الدين. وفي وقت الدعوات الاصلاحية في اي مكان في العالم. اول ما تربى به الدعوة الاصلاحية التي تكون انها فيها انتقاص لدين هؤلاء وانتقاص لفلان تبديل للدين. واشباه ذلك مما يبعث الملوك والرؤساء اهل الامر ان تأخذهم الحمية للباطل في ذلك ثم يبتلون او يؤذون من هم؟ يريدون الخير هو الاصلاح موافقين في خيرهم للحق الذي جاء في الادلة وكان عليه ائمة الاسلام انتقاص الدين وفي وقت الدعوات الاصلاحية في اي مكان في العالم اول ما تربى به الدعوة الاصلاحية التي تكون انها فيها انتقاص لدين هؤلاء وانتقاص لفلان وتبديل للدين واشباه ذلك مما يبعث الملوك والرؤساء اهل الامر ان تأخذهم الحمية للباطل في ذلك ثم يبتلون او يؤذون من هم يريدون الخير هو الاصلاح موافقين في خيرهم واصلاحهم للحق الذي جاء في الادلة وكان عليه ائمة الاسلام المسألة الخامسة والستون رميهم اياهم بتبديل الدين وهذه كما قال تعالى اني اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر في الارض الفساد وهي كالتي قبلها والسادسة والستون قال رميهم اياهم بانتقاص الملك كقولهم ويا درك والهتك وقوله ويذرك يعني ان هؤلاء لا يريدونك ولا يحبونك بكلمة ويذرك وهذه الخصال مترابط بعظها مع بعظ في ان الذين كذبوا بالحق ينتصرون الملوك في على ما هم عليه من الباطل في اشياء شتى تارة يقولون هذا لا يريدك يسبكم تارة يقول يسب دينكم تارة يقول هؤلاء يريدون كذا وكذا من الاقوال الباطلة التي يهدفون منها الى رد الحق. فالواجب علينا الحذر من مشابهة المشركين والكفار في هذه الخصال وان يكون المرء ينطلق لا من حمية باطلة وانما من وجه شرعي يقتضيه الحكم القضائي او الحكم الشرعي الذي له دليله من الكتاب والسنة او من كلام اهل العلم حتى ان يذكر في ذلك ان ابن تيمية رحمه الله تعالى لما بلغه ان احد اكبر اعدائه ممن افتى بقتله انه مات ما اظنه القاضي المالكي قال ابن القيم اتيته مبشرا له بموت احد اكبر اعدائه آآ قال لا تقل هذا ورأيته في وجهه واسترجع وقال ان هؤلاء ما يصلحون به في امر الدين اعظم مما نالني منه هذه نظرة تجردية عالية جدا وقل من يصبر على مثل ذلك الا من تخلص من هوى نفسه ونسأل الله جل وعلا ان يلهمنا واياكم الهدى والسداد وان يجنبنا مشابهة اهل الجاهلية في خصالهم او في خصلة من خصالهم انه سبحانه جواد كريم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد