قال الامام مسلم رحمه الله تعالى في صحيح كتاب الايمان تحت باب كون الشرك اقبح الذنوب. وبيان اعظمها بعده. يعني الشرك اقبح الذنوب وبيان اعظم الذنوب بعد الشرك. قال حدثنا عثمان بن ابن ابي شيبة واسحاق ابن ابراهيم قال اسحاق اخبرنا جرير وقال عثمان حدثنا جرير المنصور عن ابي وائل عن عمرو بن شرحبيل عبدالله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الذنب اعظم عند الله؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. الند المثيل والشبيه ندا تدعوه كما تدعو ربك وتسأله كما تسأل ربك. ان تجعل لله ندا. والله الذي خلقك فليس هند قال قلت ان ذلك لعظيم. ان اجعل له ندا شيء عظيم. قلت ثم اي؟ قال ثم ان تقتل ولدك مخافة ان يطعم معك. وكان اهل الشرك يصنعون ذلك. يقتلون الاولاد حتى لا يشاركهم الولد في الاكل. قل اوفر اكله لي عياذا بالله. قال تعالى ولا تقتلوا اولادكم الشتم لاق ولا تقتلوا اولادكم من املاق. قال ان تقتل ولدك مخافة ان يطعم معك قلت ثم اي قال ثم ان تزاني حليلة جارك. لهذا من اقبح زنوب ومن اكبرها. والحنين المراد بها زوجة الجار وهذا يتضمن افساد الزنا يتضمن افسادها على زوجها. واستمالة قلبها الى الزاني وذلك افحش مع امرأة الجار اشد قبحا واعظم جرما. لان الجار يتوقع من جاره الذب عنه وعن حريمه. ويا من بوائقه. ويطمئن اليه وقد امر باكرامه والاحسان اليه. فاذا قابل ذلك كله بالزنا بامرأة وافسادها عليه مع تمكنه منها على وجه الله تمكن غيره منها. كان في غاية من القبح اورد بسند اخر الى ابن مسعود او عفوا بسند اخر الى ابي وائل عن عن قال قال عبدالله قال رجل يا رسول الله اي ذنب اعظم اكبر عند الله؟ قال ان تدعو لله ندا وهو خلقك. الرواية الاخرى ان تجعل لله ندا. وهي مفصلة بقوله ان تدعو لله ندا. وهو خلق قال ثم اي؟ قال ان تقتل ولدك مخافة ان يطعم معك. قال ثم اي؟ قال ان تزاني حليلة جارك فانزل الله تصديقها. والذين لا يدعون مع الله الها اخر. ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما. الزيادة هنا فانزل الله تعالى تصديق ذلك الذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون فهذا الذي تضمنته هذه الرواية زيادة عن الروايات السابقة قال مسلم ايضا تحت باب بيان الكبائر واكبرها حدثني عمرو بن محمد ابن بكير ابن محمد الناقد حدثنا اسماعيل ابن علي عن سعيد الجريري هو سعيد ابن ياسر الجريري المختلط فمن روى عنه قبل الاختلاط قبلت روايته. ومن روى عنه بعد الاختلاط لم تقبل روايته. ما معنى الاختلاط؟ اختلاط يعني في رواية من الرواة مختلط خرف. فما شأن هذا الراوي الذي خرف؟ ننظر من الذين رووا عنه قبل الاختلاط روايتهم والذين رووا عنه بعد الاختلاط لا نقبل روايتهم. ما سبب الاختلاط؟ قد يكون مصيبة اصابته فجعلت عقله يختل كما يقال عن ابن لاهية ان كتبه احترقت كلها كلها فاختلط كذا قال بعض العلماء او يصاب بهم شديد ينسيه. ينسيه فينسى يصاب باختلاط. او يمرض مرضا شديدا يجعله فهذه اسباب او بعض اسباب الاختلاط. فهناك كتب كتاب مسلا الكواكب النيرات في معرفة المختلطين من الرواة الثقات. يبين من الذين رووا عنه قبل الاختلاط يقبل حديثهم والذين رأوا عنه بعد لا يقبل حديثهم. حدثنا عبدالرحمن بن ابي بكرة عن ابيه وابوه ابو بكرة الصحابي المعروف. قال كنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا انبئكم باكبر الكبائر ثلاثا الاشراك بالله وعقوق الوالدين. وشهادة زور الاشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور. او قول الزور وكان رسول الله وسلم متكئا فجلس. فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت حتى قلنا ليته سكت. هذا محمول على ان ذلك كله من اكبر الكبائر وامسل وابين بشيء من كتاب الله سبحانه قال تعالى ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه. وسعى في خرابها. ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم في الحديث القدسي ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي. من اظلم ممن كذب بايات الله وصدق عنها. كيف اما ان يقال ان كلهم في الظلم سواء الدرجة العليا من الظلم او يقال ينزل هذا منزلة الاختصاص فليس من الكذابين اظلم ممن كذب على الله. ناس تكذب على امها على ابيها على فلان وفلان. اعظم اعظم الكذب الكذب على الله. هناك من يمنعون الزكاة ومن يمنعون البر من يمنعون الاحسان. اعظم جرما من منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه. هناك اناس يصورون اشجاره يصورون كذا اسما من من يضاهي بخلق الله. فننزل هذا منزلة الاختصاص كما نقول مثلا في مريم عليها السلام ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين. وخير نساء ايه يا مريم؟ خير المسائية خديجة. من يقال خير نسائها في زمانها. في زمنها. وزلك ابو هريرة لما اورد حديس فالرسول عليه الصلاة والسلام خير النساء ركبن الابل. صالح نساء قريش. انه على ولد في صغره واراه لزوجه في ذات يده. كيف ذلك؟ ومريم ليست قرشية. والنبي يقول في حديس خير النساء ان ركبن الابل صالح نساء قريش. فكيف نجمع بين هذا الحديث خير ركبنا الابل وبين مريم خير نسائها مريم. قال ابو هريرة معقبا ولم تركب مريم بعيرا قط. اذا يقول التفضيل خير النساء ركبن الابل يعني خير النساء البادية اللواتي يركبن الابل صالح انسان قريش. لكن هذا لا ينسحب على النسوة اللواتي لم يركبن الابل لهذا عقب ابو هريرة بقوله ولم تركب مريم بعيرا قط لافادة ان هذا التخيير لا يشمل مريم عليها السلام. وهذا له وجوه متعددة واصول متعددة. نقول امير المؤمنين في الحديث البخاري ويقال امير المؤمنين في الحديس سفيان السوري امير المؤمنين في الحديس شعبة امير المؤمنين في الحديس ابن المبارك كيف كل ذلك اما ان ينزل منزلة الاختصاص على الزمان او على المكان. قل امير المؤمنين في الحديس في زمانه شعبة لكن في زمان امير المؤمنين في الحديس في زمان زمن بعده البخاري او امير المؤمنين في مصر فلان امير المؤمنين في الشام فلان فينزل منزلة الاختصاص على البلدة او على او على الزمان. فالمذكورات كلها من الكبائر تعارض بين قول اي ذنب واعظم ان تجعل لها ندا وهو خلقك. قل ثم اي قال ثم ان تقتل ولدك مخافة ان يطعم معك. ثم اي ثم ان تزاني حديقة جارك. والاخر اكبر الكبائر الاشراك بالله. هي ان تجعل الله ندا وهو خلقك وعقوق الوالدين وشهادة الزور وقول الزور. كل هذا يدخل في الكبائر. قال حدثنا يحيى ابن ابن الحارثي وحدثنا خالد وابن الحارث. حدثنا شعبة اخبرنا عبيد الله بن ابي بكر. عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكبائر قال الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وقول الزور مسند اخر الى انس قال بسند اخر الى عبدالله بن ابي بكر عفوا سمعت انس بن نبأ حدثني عبيد الله بن ابي بكر سمعت انس بن مالك يقول ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر او سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين قال الا باكبر الكبائر. قال وقول الزور او قال شهادة الزور. قال شعبه اكبر ظني انه شهادة قال حدسني هارون ابن سعيد الليلي حدثنا ابن وهب حدثني سليمان ابن بلال عن ثور ابن زيد عن ابي الغيث عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات. قيل يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق. واكل مال اليتيم واكل الربا والتولي يوم الزحف. وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات كل هذه داخلة في الكبائر. اكملوا وابين ان شاء الله. حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن الهاد وهو عبدالله ابن يزيد ابن الهاد عن سعد ابن ابراهيم عن حميد ابن عبدالرحمن عن عبدالله ابن عمرو ابن العاص ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من الكبائر شتم الرجل لوالديه. قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال نعم سم ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه فيسب امه. انت اتيت لابيك بالشتائم لما سلمت اباء الناس سبوا واباك اه اعيده التذكير بشيء وهو ما الضابط للكبيرة؟ ما ضابط الكبيرة؟ كيف نعين ان هذه المسألة كبيرة من الكبائر. من العلماء ما من قال قولا ظاهره السلام لكن حقيقة ليست بصحيحة او حقيقته قاصرة. فبعض العلماء يقولون ما نقول عن شيء انه كبيرة الا اذا ذكر الله وفي الكتاب انه كبيرة او ذكر رسوله في السنة انه كبيرة. هذا الكلام قد يكون ظاهره السلامة لكن عند التحذير نجد امورا كثيرة جدا لم تدرج لا تدخل تحت المسمى في الكبائر معناها كبيرة بالاتفاق. فمثلا الزنا بغير حليلة الجار. ما في نص يقول الزنا كبيرة لكن في نصوص تفيد ان الزنا جرم عظيم والعياذ بالله. ولا يزن من يفعل ذلك يلقى يضاعف له العذاب مع انه لم ينص على انه كبيرة. نعم. السرقة لم يرد نص على انها كبيرة لكنها كبيرة اتفاق فلذلك وضع العلماء ضوابط لتعريف الكبير. من اجملها ان الكبير اما ان على انها كبيرة في الكتاب والسنة. واما ان يتوعد الله فاعلها بغضب منه. عليه او بلان او بطرد من رحمة الله. وبان الله لا يكلمه او ان الله لا ينظر اليه. او ان الله سبحانه وتعالى جعل له حدا يعاقب به في الحياة الدنيا. او يتوعد باللعن توعد بالله لان الله النامصة والمتنمصة. او بقول ليس منا ليس منا من لطم الخدود. وشق الجيوب وذهب الجاهلية. او ان الرسول دعا على فاعله دعا الرسول على فاعله. فكل هذه ينتظمها كلمة الكبيرة تنتظمها كلمة الكبيرة. وهذا المعنى هو الازهر ولذلك يروى عن ابن عباس انه قال هي اقرب منها الى السبع الا السبعين اقرب منها الى السبع والله اعلم وصل اللهم على نبينا محمد وسلم اخراج السيف من غمده امام الناس يعد كبيرة اذا اخرجه متأهبا للقتل ان هناك فارق بين اللعن العام واللعن الخاص