بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم اجعلنا من المقدمين لديك المقدمين كل ما يقربنا زلفى اليك ، سبحانك نستغفرك ونستعينك ونتوكل عليك ونصلي ونسلم على خير خلق الله سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه حياكم الله في المسار الثاني من مسارات منصة لسان مبين وهو مسار رواية اداب اللغة العربية الذي ساروي فيه لكم ان شاء الله تعالى مختارات من عيون اداب العربية في عصورها المختلفة فيما تبقيه لي مشاغل الوظيفة وضرورات الحياة من بقية عمري. وسابدأ بالمعلقة الاشهر. معلقة امرئ القيس. وسامهد لها بحديث موجز عن المعلقات المعلقات هي مجموعة منتخبة من قصائد العصر الجاهلي. تميزت في مبناها ومعناها عن غيرها من من شعري ذلك العصر وفي سبب تسميتها بالمعلقات اقوال فمن العلماء من قال ان تلك القصائد كانت معلقة على الكعبة وان اول شعر علق على الكعبة هو شعر امرئ القيس. ومنهم من قال ان تلك القصائد اعجبت بعض الملوك وقد يكون المقصود ملوك الغساسنة فقال علقوا لنا هذه لتكون في خزائننا وقد اختلف العلماء والباحثون من المتقدمين والمتأخرين في مسألة تعليقها على الكعبة بين مثبت ومشكك والاظهر اثبات ذلك. لانه هو الغالب عند المتقدمين. ولوجود بعض الروايات التي تثبت ذلك اهمها ما جاء في خزانة الادب للبغدادي ان معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما قال قصيدة عمرو بن كلثوم وقصيدة الحارث بن حليزة من مفاخر العرب كانتا معلقتين بالكعبة دهرا ولان من انكر ذلك او شكك فيه لم ياتي من النقل او العقل بما يدعو الى التحول عن اثبات هذا الامر الذي يتناسب مع تعظيم العرب في ذلك الزمان للشعر اذ كان الشعر علمهم الذي ليس لهم علم اصح منه وكما كانوا يسمونها المعلقات كانوا يسمونها ايضا المذهبات والصمود وهذان الاسمان لهما صلة مباشرة بفكرة التعليق فقد سموها المذهبات لانها كتبت بماء الذهب على القباطي وهي ثياب مصرية من الكتان. فقد تكون كتبت على هذه ثياب بماء الذهب ثم علقت بين استار الكعبة وسموها السمود والصمود جمع سمت من سمط الشيء اذا علقه. والسمك الخيط الذي فيه خرز القلادة. سمي سمطا لانه يعلق ومن العرب من يسمي القلادة التي هي اطول من المخنقة صمتا والسنت ايضا الدرع. لان الفارس يعلقها على عجز فرسه. والجمع سمود ويكاد مؤرخ الادب العربي يجمعون على ان من جمع هذه القصائد وساق احاديثها للناس وحظهم على تعلمها في الاسلام هو حماد بن سابور بن مبارك الشيباني المعروف بحماد الراوية. المتوفى سنة ست وخمسين ومئة من الهجرة تقريبا وقد اختلف الرواة في عددها فهي عند حماد الراوية سبع معلقات وهو الاشهر الاكثر وبه اخذ ابو زيد القرشي في جمهرة اشعار العرب وابن قتيبة في الشعر والشعراء والانبار في شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات والزوجني في شرح المعلقات السبع وعدد كبير من المحدثين. اما ابو جعفر النحاس في شرح الى المعلقات فجعلها تسعا. واما الخطيب التبريزي فجعلها عشرا واخذ بقوله بعض المحدثين فاحمد الامين الشنقيطي والسيد محمد النعساني في نهاية العرب من شرح معلقات العرب وذكر الخلاف في عددها يقودنا للحديث عن الخلاف في تعيين اصحابها. فالذين عدوها سبعة اختلفوا في تعيين السبعة فالسبعة عند ابي زيد القرشي في جمهرة اشعار العرب هم امرؤ القيس وطرفة بن العبد وزهير بن ابي سلمة ولبيد بن ربيعة رضي الله عنه وعمرو بن كلثوم والنابغة الذبياني والاعشى. واما عند الانباري والزوزاني فالسبعة هم امرؤ القيس وطرفه وزهير ولبيد وعمرو بن كلثوم والحارث بن وعنترة بن شداد فقد وافق ابا زيد القرشي في الخمسة الاول وخالفاه في والاعشى فقد استبدل بهما ابن حليزة وعنترة واما التسعة عند ابي جعفر النحاس فهم مجموع من ورد عند القرشي والانباري والزوزني امرؤ القيس وطرفه وزهير والنابغة وعمرو بن كلثوم والاعشى وعنترة ولبيد والحارث بن حلزة وزاد الخطيب التبريزي على هؤلاء التسعة عبيد بن الابرص فاصبحوا عشرة فهذه مقدمة يسيرة عن المعلقات وساتبعها الان بتعريف موجز لامرئ القيس قبل شرح معلقته فهو امرؤ القيس ابن حجر ابن الحارث الكندي. وقيل ان اسمه حندج. والحندج هو الكثيب من وان امرأ القيس لقب له. ومعناه رجل الشدائد. وهو من قبيلة كندة القحطانية. وامه فاطمة بنت ربيعة بن الحارث التغليبية. اخت كليب ومهلهل ابني ربيعة التغليبيين ابوه ملك وجده ملك واخواله اهل عزة وسؤدد. ولد في بلاد بني اسد في نجد ونشأ لاهيا خلف هواه غير مكترث لنزاعات ابيه مع بني اسد التي انتهت بقتلهم له ونهبهم لامواله فلما بلغه ذلك قال مقولته الشهيرة ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا لا صحو اليوم ولا سكر غدا اليوم خمر وغدا امر. ثم اجتهد في الاخذ بثأر ابيه فقضى مدة طويلة وهو يستعين بالقبائل على قتال بني اسد دون ان يحقق مراده فوفد على صار في بلاد الروم يستنصره فارسل معه جيشه ثم وشي به الى قيصر فاهداه حلة مسمومة وهو بانقرة فتقرح جسده ومات ودفن هناك سنة ثمانين قبل الهجرة تقريبا. الموافقة لسنة خمس واربعين. وخمسمائة من الميلاد وقد سماه الناس للهوه ولعبه. الملك الضليل وسموه لتقرح جسده قبل موته ذو القروح وقد اختلف الرواة في معلقاته من حيث عدد ابياتها ومن حيث روايتها. فابياتها في بعض نسخ جمهرة اشعار العرب ثلاثة وتسعون بيتا وفي نسخ اخرى منها تسعون بيتا اما عند الانباري والنحاس والتبريزي فعددها اثنان وثمانون بيتا. واما الزوزني فهي عنده واحد وثمانون بيتا واختلف عدد ابياتها بين نسخ الديوان فهي في نسخة الاعلم الشنتمري برواية الاصمعي والاصمعي من اقدم رواةها واوثقهم عددها في هذه النسخة سبعة وسبعون بيتا وفي بعض النسخ خمسة وسبعون وفي بعضها تسعة وسبعون بيتا. وساشرح جميع ابياتها وانبه على مواضع الزيادة والنقص فيها. ان شاء الله تعالى في هذه الحلقات اكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة والى ان التقيكم في الحلقة القادمة. استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد