بسم الله الرحمن الرحيم حياكم الله في الحلقة السابعة والثلاثين من هذه الحلقات التي اشرح فيها معلقة امرئ القيس وكنت قد انتهيت في الحلقة السابقة الى قوله وهو يصف فرسه ضليع اذا استدبرته سد فرجه بضعف طويق الارض ليس باعزل ضليع فرس ضليع وبعير ضليع طويل الاضلاع واسع الجنبين عظيم الصدر من قولهم ضلع يضلع ضلاعة فهو ضليع والجمع ضلع ويروى عن عمر رضي الله عنه انه قال اذا اشتريت بعيرا فاشتره ظليعا فان اخطأك مخبر لم يخطئك منظر ضليع اذا استدبرته اذا استدبرته اذا نظرت فيه من ورائه اذا استدبرته سدا فرجه. الفرج الفرجة بين شيئين وفرج الفرس ما بين رجليه والجمع فروج. وسد فرجه اي غطاه وستره بظاف فوق الارض ليس باعزل اي بذيل طويل سابغ كثير الشعر منسدلا الى ما فوقيق الارض ضاف من قولهم ضفا الشعر يضفو ظفوا وضفوا اي كثر وطال وفويق تصغير فوق وهو تصغير تقريب فقوله فوق الارض اي قريب من الارظ كقولهم قبيل الظهر وبعيد الظهر في تصغير قبل وبعد اي قريب من الظهر قبله بقليل وبعده بقليل ليس باعزل اي ليس ذنبه قصيرا ولا مائلا عن دبره في احدى الجهتين والعرب تكره من ذنب الفرس ثلاثا ان يكون اعزل مائلا في ناحية وان يكون قصيرا وان يكون طويلا يطأ عليه فيتعثر به وتحب ان يكون ذنبه سابغا مقاربا للارض وهذا من دلائل عتقه وكرمه وهذه صفة فرس امرئ القيس ضليع اذا استدبرته سد فرجه بضاف فوق الارض ليس باعزل. وروي وانت اذا استدبرته سد فرجه فهو فرس طويل الاضلاع واسع الجنبين عظيم الصدر اذا نظرت فيه من ورائه رأيته وقد سد الفراغ الذي بين رجليه بذنب سابغ كثيف الشعر طويل يقارب الارض ليس بقصير ولا مائلا في احد الجانبين اكثر الرواة يثبت هذا البيت في هذا الموضع والاصمعي يؤخره ليكون بعد قوله كان دماء الهاديات بنحره عصارة حناء بشيب مرجل وسيأتي شرحه ان شاء الله تعالى ضليع اذا استدبرته سد فرجه بضاف فوق الارض ليس باعزلي كأن على المتنين منه اذا انتحى. مداك عروس او ولا يتحنظلي المكنان مثنى متن وهما ما عن يمين الفقار وشماله والجمع متون وروي كأن على الكتفين منه اذا انتحى الكتف والكتف والكتف العظم المعروف والجمع اكتاف وكتافة كأن على المتنين منه اذا انتحى. اذا انتحى اذا اعترض بان يلتفت في ناحية في ظهر لك احد متنيه ويتجه الى الناحية الاخرى في ظهر لك المتن الاخر كأن على المتنين منه اذا انتحى مداك عروس. مداك عروس. العروس وصف يستوي فيه الرجل والمرأة فيقال رجل عروس ويجمع على اعراس وعرس. وامرأة عروس ويجمع على عرائس والناس في هذا الزمان يقولون للرجل العريس وللمرأة العروس فرقا بينهما والافصح الاجود ما ذكرت كأن على المتنين منه اذا انتحى مداك عروس المداك مفعل من ذاك الشيء يدوقه دوكا ومداكا. اذا دقه وسحر وطحنه والدوك يكون بحجرين املسين احدهما منبسط والاخر اسطواني يوضع ما يراد حقه كالطيب مثلا على الحجر المنبسط ويمرر عليه الحجر الاسطواني فيسحقه ومن اهل اللغة من نص على ان المداك هو الاسطواني الذي يسحق به. اما المنبسط الذي يسحق عليه سماه مدوك وبعضهم عكس فسمى هذا مداكا وذاك مدوكة وهو معروف ما عندنا هنا المسحق ومداك العروس يداق به وعليه الطيب وانما خص العروس لانه يكثر ذوق الطيب لها وله فتسيل زيوت الاطياب على الحجرين فتزداد ملاستهما ويتضاعف بريقهما مع طيب ريحهما وزكاته فهذا الفرس كأن متنه او كتفه في ملاسته وارتوائه واكتنازه باللحم وبريقه مدى كعروس. كأن على المتنين منه اذا مداك عروس او صلاية حنظل. الحنظل معروف وهو نبت حولي زاحف يفترش الارض اوراقه خشنة وثمرته كروية خضراء بحجم قبضة اليد تصفر حين تنضج وفي داخلها حب كثير وورقه وثمره شديد المرارة وصلاية الحنظل الصلاة والصلاة حجر املس عريظ. يدق عليه الحنظل يجمع على صلي لي وكانت العرب تأخذ حب الحنظل وهو يابس ثم تنقعه في الماء وتدلكه اياما حتى تذهب مرارته ثم تدقه على الصلاة وتطبخه فاذا دق الحنظل على الصلاة سال زيته عليها فازدادت ملاستها واشتد بريقها تمتن هذا الفرس كانه مذاق عروس او صلاية حنظل والمراد من التشبيهين تصوير حسن متنيه فهما مكتنزان باللحم راويان يبرقان في عين الناظر اليهما وروي مداك عروس او سرايا حنظل وروي مداك عروس او سراية حنظل بفتح الصاد وكسرها من سرايا والسراية والسراية هي الحنظلة او نقيع مائها. والمراد من التشبيه في هاتين الروايتين تصوير ارتواء متني هذا الفرس وبعض الرواة يروي صدر هذا البيت كأن سراته لدى البيت قائما بدلا منه كأن على المتنين منه اذا انتحى كان سراته السرات اعلى كل شيء يقال صلاة الجبل اي اعلاه ولذلك سميت اعالي سلسلة الجبال الممتدة من الطائف الى صنعاء جبال الثروات وسميت مواطن كل قبيلة سراة كسرات بني سعد وسراة ثقيف وسراة غامد وسراة زهران وسراة خثعم وسراة الحجر وسراة عسير وسراة عبيدة وسراة خولان وغيرها ويستعار هذا اللفظ لسادات الناس وعليتهم. فيقال سراة القوم اي اعاليهم واعيانهم ام وسراة الفرس ظهره وروي كأن سراتيه لدى البيت قائما والسرطان جانبا الظهر والمراد في جميع الروايات واحد جاء في جمهرة اشعار العرب للقرشي بتحقيق الدكتور محمد الهاشمي بعد هذا البيت كأن نجوما علقت في مصامه بامراس كتان الى صم جندل مع اثبات البيت نفسه في وصف امرئ القيس لليل كأن الثريا علقت في مصامها بامراس كتان الى صم جندل وحكى الانباري عن محمد بن حبيب انه يثبت هذا البيت بهذه الرواية كأن الثريا علقت في مصامها بامراس كتان الى صم جندل في وصف الفرس لا في في وصف الليل وقد مضى شرح هذين البيتين في وصف امرئ القيس لطول ليله اما على رواية من جعله في وصف الفرس فالمراد تشبيه تحجيل قوائم الفرس وهو يحركها في صامه اي في مقامه بالنجوم المعلقة التي تتلألأ في مكانها ولا تبرحه اقف عند هذا الحد واكمل ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة. والى ان التقيكم بها. استودعكم الله. واسأل الله تعالى لكم التوفيق توفيق والسداد