المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ. شروحات كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شرح مقدمة في اصول التفسير. الدرس الثاني. ومن يضلل فلا هادي له. لا اله الا مثل لهذا بالذكر. من اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. الذكر ما هو؟ هل هو القرآن هل هو السنة هل هو الرسول صلى الله عليه وسلم هل هو ذكر الله الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما. اما بعد فقد سألني بعض الاخوان ان اكتب لهم مقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن فهم القرآن طلعوني تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه والتمييز في منقول ذلك ومعقوله بين الحق وانواع الاباطيل والتنبيه على الدليل الفاصل بين الاقاويل فان الكتب المصنفة في التفسير مشحونة بالغث والثمين فان الكتب نرد عليك في النحو ولا نترك فان الكتب المصنفة في التفسير مشحونة بالغسل والتنين مشحونة بالغث والثمين والباطل الواضح والحق المبين. والعلم اما نقل مصدق عن معصوم. واما قول عليه دليل معلوم وما سوا هذا فاما مزيف مردود واما موقوف لا يعلم انه بهرج ولا منقود وحادث الامة ماسة الى فهم القرآن قصة بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه هذا فروع في شرح هذه المقدمة النفيسة التي كتبها شيخ الاسلام والمسلمين ابو العباس احمد بن عبد الحليم عبد السلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وقد ذكر لك في ما سمعت ان العلم نوعان لا ثالث لهما اما ان يكون نقلا عن معصوم يا عم معصوم من الخطأ وذلك هو الكتاب والسنة والاجماع فان الكتاب والسنة انما هي من الله جل وعلا والإجماع كذلك معصوم من الخطأ. ذلك ان انه قد جاءت عدة احاديث بعضها بعضا لان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان الامة لا تجتمع على ظلال الحجة المعصومة الكتاب والسنة والاجماع قال واما قول عليه دليل معلوم العلم اما نقل عن معصوم واما اجتهاد من احد المتأهلين للاجتهاد عليه دليل معلوم وهذا فيه اخراج للدليل المتوهم. لان بعض المتعصبين للعلماء يقولون لابد ان يكون فثم دليل عند العالم على هذه المسألة لكنه لم ينقل الينا وانما نحن متعبدون بما دلت عليه الادلة لان هذا هو العلم وقد ذكر ابن عبد البر رحمه الله تعالى في كتابه الجامع ان العلماء اجمعت على ان المقلد لا يسمى عالما وانما الذي يسمى عالما الذي يأخذ القول بدليله والعلم القول الذي عليه دليل معلوم. اما النقل المعصوم او القول الذي عليه دليل معلوم يعني علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وهذه الاوصاف التي سمعتم رويت عن علي موقوفة ومرفوعة بوصف القرآن بانه حبل الله المتين وافتراضه القويم من حكم به عدن ومن يعني عالم يجتهد ثم يكون لقوله دليل. اما منه بان يتكلم بالدليل يعقد كلامه بالدليل وهذا سنستفيد منه في التفسير واما ان يكون الدليل واظحا لكلامه فيكون كلامه عليه دليل يعلمه العلماء فيقولون دليل ابن عباس مثلا كذا دليل علي في تفسيره كذا او في غير التفسير مثل ما ذكرنا في تفسير ابن عباس فيما رواه ابن جرير وابن ابي حاتم وجماعة لانه كان يقرأ ويدرك والهتك ويذرك والهتك ما دليلك قال ابن عباس لانه كان يعبد ولا يعبد واستدل له العلماء بهذا القول من من اجتهاد ابن عباس القراءة الصحيحة التي نقلها هو تدلوا له بقول الله تعالى مخبرا عن قول فرعون ما علمت لكم من اله غيري. فاذا العلم تفسير العلم بالتفسير اما ان يكون نقلا عن معصوم وهذا ان تكون الاية مفسرة بالقرآن القرآن يفسر القرآن او القرآن مفسر بالسنة مثلا اية اطلقت اطلق في موضع وبين في موضع كما قال جل وعلا وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل ما هو الذي حرم عليهم؟ هو المذكور في اية الانعام في قوله وعلى الذين هادوا حرمنا الا ذي ظفر وليس المذكور في سورة النساء في قوله فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات وحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا. ذلك لان هذا كان كالتفسير لما قبله حرمنا ما قصفنا عليك من قبل والانعام متقدمة على ذلك في القرآن اجمال في موضع وبيان في موضع اخر وهذا كثير. مثلا في قوله تعالى في سورة موسى في سورة طه بقصة موسى وفتناك خشونة فتناك فتنا ما هذا الفتون وفتناك فتونا. ما هذه الفتون التي هي جمع فتنة؟ التي فتن بها موسى عليه السلام. تبيينها قصة موسى بانواع ما حصل له من الابتلاء وهذا هو الذي فهمه ابن عباس وساق عليه الحديث المعروف عند اهل التفسير بحديث الفتون الطويلة المقصود ان القرآن قد يجمل في موضع يبين في موضع يطلق في موضع يقيد في موضع الى اخره هذا علم بنقل عن معصوم كذلك فصل سنة القرآن الاجماع الاجماع على ان تفسير هذه الاية هو كذا وهذا سيأتينا له امثلة ان شاء الله تعالى. الدليل المعلوم يعني عالم يفسر القرآن باجتهاده دليله له دليل صحيح تفسيره صحيح عن اجتهاد النعم لكن له دليله لم يخرج عنه الادلة يعني بمعنى ان قوله ليس باطلا القسم الثالث قول ليس بنقل عن معصوم. وليس بقول له دليل معلوم. فهذا القسم الثاني ليس من العلم وهو ما يوقف فيه. كما ذكر ليس معروف بانه منقود ولا انه بهرج. يعني لا يعرف انه صحيح ولا انه فاهم. ليس عليه دليل لا نعرف دليلا عليه. فهذا اذا لم يدل الدليل على بطلانه ينسب الى قائله دون ان يعتمد عليه. وهذا مهم فيما سيأتينا ان شاء الله تعالى بهذه الرسالة من مسجد. نعم. وحاجة الامة ماسة الى فهم القرآن الذي هو حبل الله المتين. والذكر الحكيم واختلاط المستقيم. الذي لا تزيغ به الاهواء ولا به الالسن ولا يخلق على كثرة الترديد. ولا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء. من قال به خبر ومن قيل به اجر ومن حكم به عدل ومن دعا ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم ومن تركه من جبار قسمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله. قال تعالى فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وقال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم. وقال تعالى الف لام راء كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد. الله الذي له ما في السماوات وما في الارض وقال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. وانك لتهدي الى صراط مستقيم الله الذي له ما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور. وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب دين الله تعالى من املاء من املاء الفؤاد والله الهادي الى سبيل الرشاد هذه الجمل تضمنت في اولها وصف القرآن لان بانواع من الاوصاف معروفة عند العلماء بانها في حديث علي دعا اليه هدي الى اخره من تركه من جبان قسمه الله ومن ابتغى العزة في غيرها بلغه الله الى اخره والصواب انها موقوفة على علي ولا يصح رفعها كما صحح ذلك الخطاب ابن كثير لشيخ الاسلام وجماعة القرآن وصف بانه نور وذلك لان الله جل وعلا والنور من الاسماء من اسماء الله جل وعلا النور. وكلامه نور ودينه نور ولا شك ان النور انما يكون مع حامله بقدر افادته منه ولهذا كان مهما ان نفهم القرآن حتى يأبم النور فليس كل حافظ للقرآن معه ذلك النور بل العالم بالقرآن المهتدي به الوقاف عند حدوده المحل حلاله المحرم لحرامه معه من النور في قلبه وفي بصيرته بقدر ما حمل من النور من نور القرآن ونور القرآن عظيم جدا. قد جاءكم من الله نور. وهو النبي صلى الله عليه وسلم بانه يهدي الى النور وهو الاسلام. وجاء بالنور وهو القرآن فالله جل وعلا النور هو كتابه نور ورسوله نور الاسلام دينه نور او من؟ كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. كمن مثله في ليس بخارج منها النور هنا هو الاسلام. فاذا كان كذلك وكان الكتاب هو النور لا شك انه تعظم العناية والحاجة تعظم الحاجة الى بتفهيم القرآن وبتفسير القرآن ومعرفة معاني القرآن حتى اذا تلي القرآن علم العبد معانيه. ولهذا من جهل الناس بالقرآن وعدم معرفتهم به. انهم ربما ارتكبت عيونهم الدمعة ها مرات تلو مرات في غير القرآن وقلما يبكون عند تلاوة القرآن والله جل وعلا وصف الذين يتلون الكتاب حق التلاوة الذين يعلمون معاني القرآن بانهم اذا تليت عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا القرآن له سلطان على قلوب محبيه لا شك لكن هذا انما يكون عند من له فهم في القرآن له معرفة له علم به وبقدر ما عنده وما يفتح الله جل وعلا عليه من امور الايمان يوفق الى ذلك. فسبيل النور هذا الذي وصف في هذه الايات التي تدل بها شيخ الاسلام رحمه الله تعالى انما يكون بفهم القرآن وهذه المقدمة منه لتبين لك ان الاهتمام بتفسير القرآن من اهم المهمات بفهم معاني القرآن ولا يكون ذلك الا بفهم اصول التفسير فان معرفة معاني القرآن مبنية على مقدمات هي من اصول التفسير في كثير من منها فاصول التفسير التي سيأتي بيانها بحاجة يحتاج اليها المتلقي للتفسير والمفسر جميعا نختم بهذا ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه. واما الاسئلة التي جاءت فنجمعها مرة ان شاء الله. نجيب عنها جميل. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبيه الكريم. محمد بن عبد الله الامين عليه هي افضل الصلاة وازكى واتم التسليم. اما بعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فصل في ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن يجب ان يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن فما بين لهم الفاظه فقوله تعالى لتبين للناس ما نزل اليهم يتناول هذا وهذا وقال ابو عبدالرحمن السلمي حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن فعثمان ابن عفان وعبدالله ابن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميع ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة. وقال انس كان الرجل اذا قرأ البقرة وال عمران جل في اعيننا واقام ابن عمر على حفظ البقرة عدة سنين قيل ثماني سنين ذكره مالك. وذلك ان الله تعالى قال كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. وقال افلا يتدبرون القرآن؟ وقال افلم يتدبروا القول وتدبروا الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن وكذلك قال تعالى انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وعقل الكلام متضمن لفهمه. ومن المعلوم ان كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد الفاظه. فالقرآن اولى بذلك وايضا فالعادة تمنع ان يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه. فكيف فبكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. ولهذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير وسماه تنوير المقباث الباء تنوير المقباة من تفسير ابن عباس جمعه من اوهى الطرق في التفسير عن ابن عباس طريق السد الصغير محمد بن مروان عن الكلبي عن ابي سعيد او عن ابي صالح عن عن ابن عباس وهذه طريق القرآن قليل جدا وهو وان كانت التابعين اكثر منه في الصحابة فهو قليل بالنسبة الى ما بعد الى ما بعدهم وكلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه اكثر. ومن التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة كما قال كما قال مجاهد عوضت المصحف على ابن عباس اوقفه عند كل اية منه. واسأله عنها ولهذا قال الثوري اذا فجاءت التفسير عن مجاهد فحسبك به. ولهذا يعتمد على ولهذا يعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري وغيرهما من اهل للعلم وكذلك الامام احمد وغيره ممن صنف في التفسير يكرر الطرق عن مجاهد اكثر من غيره. والمقصود ان التابعين التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة وان كانوا قد يتكلمون في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال كما يتكلم في بعض السنن بالاستنباط والاستدلال انتهى الحمد لله هذه الكلمات اشتملت على مسائل الاولى ان الله جل جلاله امر عبادة ان يتدبروا القرآن فقال افلا يتدبرون القرآن وقال افلم يدبروا قول وهذا به حث وامر لتدبر القرآن وقال ليدبروا اياته ومعلوم ان التدبر لا يمكن ان يحصل الا بفهم المعاني وفهم معاني القرآن هو التفكير ونتج من هذه المقدمات ان التفسير مأمور به ولهذا تكون عناية اهل العلم بالتفسير لانه مأمور به في قوله تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها الذي يعرض عن التفسير معناه يعرض عن التدبر لانه لا يمكن ان يتدبر الا بعقل المعاني. وعقل المعاني لا يمكن ان يكون الا بمعرفة في اقوال المفسرين في ذلك الامر الثاني ان النبي صلى الله عليه وسلم بين للناس معاني القرآن بينه للصحابة وهم كانوا يأكلون من ذلك ما يحتاجون اليه. فربما كان البيان واقعا عما يفهمونه فيكون في مجرى التأسيس وربما كان البيان واقعا عما لا يعلمونه فيكون علما جديدا لا يأخذونه من اللغة. وهذا لا شك وقع كثيرا ولكن المنقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الاحاديث التي فيها التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قليلة جدا بالنسبة الى التفسير المنقول عن الصحابة. الصلاة المنقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الاحاديث التي فيها التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قليلة جدا بالنسبة الى التفسير المنقول عن الصحابة وذكر ان الصحابة بينوا لمن بعدهم تفسير القرآن وتفسيرهم له انما هو في مجموعه معقود من بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد يتكلمون في ذلك بالاجتهاد والاستنباط. واعظمهم في ذلك عبد الله بن عباس ابن عبد المطلب رضي الله عنهما فانه قد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بان يعلم الكتاب. فقال عليه الصلاة والسلام في دعائه له اللهم علمه الكتاب. وقال اللهم علمه الحكمة. وقال اللهم علمه التأويل. وهذا مما يعتني به اهل اهل العلم لان ابن عباس رضي الله عنه ظهرت فيه قوة فهمه في التفسير. وقد اثنى عليه بذلك ابن مسعود حيث قال ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال نعم ترجمان القرآن ابن عباس ابن عباس رضي الله عنه كانت له مدرسة مكة بالتسبيح. اخذ عنه التفسير جماعة من اصحابه ومنهم من لازمه في التفسير واطال الملازمة وهو مجاهد ابن جبر ابو الحجاج التابعي الامام المعروف. فانه عرض على ابن عباس التفسير القرآن ثلاث مرات يوقفه عند كل اية لا يعلم معناها ويسأله عن معناه ومن اصحاب ابن عباس من تلامذته في التفسير اعطاه ابن رباح ومنهم سعيد ابن جبير ومنهم طاووس ابن فيسان اليماني وجماعة. هؤلاء تلامذة ابن عباس اخذوا التفسير عن ابن عباس. كلهم في الغالب يقولون بما قال ابن عباس او اذا استنبطوا يستنبطوا على وصف اصول ابن عباس رضي الله عنهما فيما قاله لهم. اما مجاهد بخصوصه فكما قال شيخ الاسلام هنا ورواه ابن جرير بما اذكر وغيره ان سفيان الثوري كان يقول اذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به لما لان مجاهدا عرض القرآن على ابن عباس عدة مرات فهو في مظنة من حفظ التفسير تماما ربما فسر القرآن بدون ان يعزوه لابن عباس وربما عزاه لابن عباس ولهذا اهل العلم يجعلون الصحيفة الصادقة الصحيفة الصادقة في التفسير وهي صحيفة علي بن ابي طلحة عن ابن والايات التي فيها ذكر للغيب هذا بدعة وضلال وغلط ايضا في دعوى المجاز. لان المجاز عند من عرفه هو نقل اللفظ من وضعه الاول الى وضع ثان لمناسبة بينهم نعم يجعلونها اصح المرويات عن ابن عباس في التفسير وهي التي قال فيها الامام احمد رحمه الله تعالى ان بمصر صحيفة في التفسير عن ابن عباس لو رحل اليها رجل رجل ما كان كثيرا وهي ليست بالطويلة فمدها البخاري في صحيحه. علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس وهي صحيفة اخذها علي بالوجادة يعني ليس بالسماع لان علي ابن ابي طلحة لم يدرك ابن عباس وقال العلماء علي ابن ابي طلحة قد اخذها بالسماع عن مجاهد. قال الحافظ ابن حجر فاذا علمت الواسطة لم يضر ان تكون وجادة لان الذي نقل ذلك عن ابن عباس هو مجاهد وعلي ابن ابي طلحة يروي هذه الصحيفة عن مجاهد ولهذا تجد ان ابن جرير اكثر ما عن ابن عباس ما وجد الى ذلك سبيلا ان يكون من طريق معاوية عن علي عن ابن عباس يعني علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس. ومجاهد يعتني به العلماء كثيرا. فاذا وجد عن مجاهد و تفسيره موجود مطبوع تفسير مجاهد اذا وجد عن مجاهد يعني التفسير المجموع عن مجاهد التفسير فانهم يعتمدونه لانه اصح او اقوى من يتكلم في التفسير من التابعين وذلك لكثرة ما اخذ عن ابن عباس رضي الله عنه. اذا نخلص من هذا الى ان الصحابة ربما اختلفوا في التفسير وذلك راجع الى تنوع نظرهم واستنباطهم واستدلالاته. التابعون كذلك ربما اختلفوا وذكر لك رحمه الله انه كلما كان الزمن اشرف كان الاجتماع والائتلاف اكثر واعظم وذلك لان شرف الزمان بشرف اهله. واذا عقل اهل الزمان وعلموا فانهم يكونون احرص ما يكون على الاستماع في الدين وعلى الاجتماع في امورهم لان الخلاف في امور الدين بل وفي الامور جميعا ليس بمحمود. قال كلما كان الزمن اشرف كان الاجتماع والاختلاف اعظم واوسع. وهذا خذه فيما بعد ذلك من الزمن كلما نزل الزمن تجد ان الاختلاف في التفسير يكثره لهذا يعتمد اهل العلم الاثريون في التفسير على تفاسير الصحابة وعلى تفاسير التابعين لانهم في الغالب يكونون مجتمعين على ذلك. نعم قد يكون تم اجماع منهم في بعض الاية وقد يكون ثم اختلاف بينهم في بيان انواع الاختلاف وانواع الاجتماع لذلك وذكر هنا تفسير الامام احمد وهذا تفسير مفقود لا يعلم وقد ذكر انه كبير ذكر انه كبير جدا كما ذكر ان الامام احمد يكرر الطرق عن مجاهد في تفسيره اتفضل يا احمد تعيد العبارة ولهذا يعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري وغيرهما من اهل العلم. وكذلك الامام احمد الامام احمد وغيره ممن صنفت التفسير يكرر الطرق عن مجاهدة اكثر من غيره. تفسير الامام احمد هذا لا نعرف له ذكرا وقد انكره بعض العلماء في الذهب في تذكرة الحفاظ او في السير انكر كبرهم. وابن القيم نقل نقول يسيرة عنه يعني عن الامام احمد في التفسير لا ادري هل هي عن هذا الكتاب ام عن غيره في كتاب بدائل الفواحش نعم والمقصود ان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة. وان كانوا قد وان كانوا قد يتكلمون في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال كما يتكلمون في بعض السنن بالاستنباط والاستدلال. الاستنباط هو الاستدلال في التفسير لا يجوز الا بفروق. جمعها اهل العلم الاتي الاول ان يكون عالما بالقرآن. لانه ان فسر عن غير علم بالقرآن ربما جهل ان هذه الاية قد بينت في موضع اخر قد فسرتها اية اخرى. الثاني ان يعلم السنة حتى لا يفسر القرآن بما يعارض السنة الثالث ان يكون عالما بلغة العرب بلغة العرب لانه اذا كان عالما بلغة العرب امكنه الاستنباط. واذا كان غير عالم بلغة العرب في مفرداتها ونحوها بلاغتها ونحو ذلك لحقه من النقص في التفسير بقدر ذلك فان كان يجهل المفردات اصلا وتراكيب الكلام والنظم فانه لا يجوز له ان التفسير اصلا. الرابع ان يكون عالما بادوات الاجتهاد والات العلوم وهي اصول الفقه واصول اللغة. واصول الحديث اما اصول الفقه فلان فيها تقرير قواعد اصول التفسير واما اصول اللغة فلان بها معرفة كيف يفسر على مقتضى اللغة؟ وقد يكون اللفظ له دلالة في اللغة لكنه نقل الى دلالة شرعية او الى دلالة عرفية. فاذا لم يعلم ترتيب الحقائق في اصول اللغة لغوية عرفية شرعية دخله الخطأ وهكذا في اصول لغة من الاشتقاق ونحو ذلك اما اصول الحديث حتى يميز الغلط من الصواب في المنقول عن الصحابة لهذا غلظ العلماء الفيروز ابادي صاحب القاموس في كتاب جمعه في التفسير عن ابن عباس اوهى الطرق عن ابن عباس فلاجل عدم علمه باصول الحديث وكيفية اثبات الاسانيد فانه جهل ذلك ونسف بابن عباس اهو منه فرع. نعم ها هنا تنبيه مهم. وهو انه ليست قواعد مصطلح الحديث منطبقة دائما على اسانيد المفسرين لهذا يخطئ كثيرون من المعاصرين في نقدهم لاسانيد التفسير على طريقة نقدهم لاسانيد الحديث بل تجد احدهم يتعجب من ابن جرير وابن كثير والبغوي بل وابن ابي حاتم ونحو ذلك من ايرادهم تفاسير عن الصحابة والتابعين بالاسانيد التي هي على طريقة مصطلح الحديث ربما كانت ظعيفة لكنها على طريقة مصطلح الحديث الذي اعتمده المفسرون تكون صحيحتان مثال ذلك حديث السدي. السدي صاحب تفسير. السدي صاحب تفسير له تفسير يفسر باستنباطه ويفسر وينقل عن غيره. يروي التفسير عنه اسباط النص يروي التفسير عنه اسباط بالنص السد فيه ربما سلام واسباطه بالنصر ايضا فيه كلام ربما بعث بل جعل ممن انتقد على مسلم اراد حديثهم فيأتي فيقول هذا الاستاذ حسن بل ربما يقول هذا ضعيف وهذا عند العلماء بالتفسير هذا من اجود الاسانيد بل هو اجود اسانيد تفسير السدي. وان كان اسباب فيه كلام فبات الكلام فيه في الحديث. اما في العناية بالتفسير فله به في غير ايات الصفات اخبار الغيب لكن هو خلاف ادبي. اذا ادعي في غير الايات تقول خلاف الصواب لكن ليس ببدعة بكثرة القائمين به من العلماء هم يعني المجال بحث بحوث مطولة جدا خصوصية خاصة تفسير السدي وقد نقله عن كتابه وحفظه. ولهذا لما ترجم له العلماء قالوا راوي تفسير مثل علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس. يأتي كثيرون يقولون علي ابن ابي طلحة لم يدرك ابن عباس فهذا منقطع فالتفسير ضعيف. وتفسير علي بن ابي طلحة عن ابن عباس هو الذي اعتمده البخاري فيما يعلقه في التفسير عن ابن عباس في صحيحه. وقد ذكر الحافظ ابن حجر كما ذكرت لكم انفا ان الواسطة هي مجاهد وهي وجادة يعرف العلماء هذا فليس كل قاعدة عند اهل الحديث تطبق على اسانيد المفسرين بل المفسرون لهم في ذلك خصوصيات يعرفها المتحققون بذلك. نعم ان اصول اصول المصطلح مصطلح الحديث تنطبق على اسانيد المفسرين الى حد ما لكن ليست على اطلاقها. احيانا يكون بعض الاسانيد ضعيفة على طريقة المحدثين لكن مروية من جهة الشرف مثل الاسناد المعروف عن ابن عباس الذي فيه حدثني ابي عن جدي عن عمه عن ابيه من جده عن ابن عباس اسناد يكثر في تفسير ابن جرير وهذا استسناد وان كان ضعيفا من جهة ضعف الرجال بجهالة بعضهم وعدم معرفته لكن اعتمده العلماء لاجل ان الغرض من ذكر هذا جهة الشرف وهذا له تفصيل يعني ان يترك الراوي بالرواية عن ابيه وانهم رووا التفسير دون نظر الى انه هل هو ارتقاق ام غيره؟ فهم تلقوا وتتابعوا عليه على كل حال هذا المقام له مزيد تفصيل. ايضا من الشروط نتكلم عن شروط الاستنباط صحيح؟ من الشروط ان يكون عالما بتوحيد الله لربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته فاذا كان جاهلا بالتوحيد لم يجز له ان يفسره فان فسر كان من اهل الرأي المذموم. ولذلك جعلت تفاسير المبتدعة جميعا في تفاسير ايات الصفات او التوحيد من التفاسير بالرأي المذموم لانها لانهم جهلوا الحق في ذلك او لم يلتزموا اضاف بعضهم الى الشروط وهو محل تأمل العلم باحوال العرب العلم باحوال المشركين واحوال العرب في امورهم الدينية والاجتماعية وعلاقاتهم بعضهم ببعض ونحو ذلك. واضاف بعض العلم باسباب النزول واضاف اخرون العلم في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لكن هي داخلة فيما مضى في نحو او باخر نعم التابعون اجتهدوا والصحابة اجتهدوا لتوفر ذلك فيهم. فاجتهادهم من الاجتهاد المقبول السائر. وان حصل من بعضهم اجتهاد عن غير دليل ولا برهان او يرده الدليل فانه يرد عليه. كما رد على مجاهد بعض تفاسيره وان كان ومجاهد رد عليه بعض التفسير و ذلك في تفسير قوله تعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا فانه فسر المقام المحمود في اجلاسه عليه الصلاة والسلام على العرش هذا وان كان اهل السنة يثبتون الخبر عن مجاهد لان فيه ردا على اهل التجهم وان اهل التجهم معاندون مخالفون للتابعين ونحو ذلك مما بيانه في التوحيد لكن هذه الخصوصية في التفسير لم تروى الا عن مجاهد ولو كان هو الامام مجاهد ابن جبر رحمه الله لكن لم يدل دليل على هذا الاستنباط بل دل الدليل على خلاف قوله من ان المقام المحمود هو الشفاعة العظمى في يوم القيامة. لهذا نقول الاجتهاد والاستنباط كثير في الصحابة كثير في التابعين كثير في من بعدهم ولا يجوز الا بشروط والا خرج الى التفسير الرأي المذموم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء المرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة وازكى واتم التسليم. اما بعد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فصل في اختلاف السلف في التفكير وانه اختلاف تنوع الخلاف بين السلف الخلاف بين السلف في التفسير قليل خلافهم في الاحكام اكثر من خلافهم في التفسير. وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع الى اختلاف تنوع لاختلاف تضاد ذلك صنفان احدهما ان يعبر كل واحد منهما عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه. تدل على معنى في المسمى غير غير المعنى الاخر مع اتحاد المسمى بمنزلة الاسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة. كما قيل في اسم السيف الصارم والمهند وذلك مثل اسماء الله الحسنى واسماء رسوله صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن فان اثناء الله كلها تدل على مسمى واحد فليس دعاؤه باسم من اسمائه الحسنى مضادا لدعائه باسم اخر بل الامر كما وقال تعالى قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايما تدعوا فله الاسماء الحسنى. وكل اسم من اسمائه يدل على المسماة وعلى الصفة التي تضمنها الاسم فالعليم يدل على الذات والعلم. والقدير يدل على الذات والقدرة الرحيم يدل على الذات والرحمة. ومن انكر دلالة اسمائه على صفاته ممن يدعي الظاهر فقوله من جنس قول غلاة الباطن القرامطة الذين يقولون لا يقال هو حي ولا ولا ليس بحي بل ينفون عنه النقيضين فان اولئك غامضة الباطنية لا ينكرون اثما هو علما محض كالمضمرات وانما ينكرون ما في اسمائه الحسنى من صفات فمن وافقهم على مقصودهم كان كان مع دعواه الغلو في الظاهر موافقا لغلاف الباطنية في ذلك وليس هذا هذا موضع بسط ذلك وانما المقصود ان كل اسم من اسمائه يدل على ذاته وعلامات الاثم من صفاته. ويدل ايضا على الصفة التي في الاثم الاخر بطريق اللزوم وكذلك اسماء النبي صلى الله عليه وسلم مثل محمد واحمد والماحي والحاشر والعاقب وكذلك اسماء القرآن مثل القرآن والفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب وامثال ذلك. فان كان مقصود السائل تعيين المسبب تعيين المسمى عبرنا عنه باي اسم كان اذا عرف مسمى هذا الاسم وقد يكون الاسم علما وقد يكون صفة كمن يسأل وعن قوله ومن اعرض عن ذكري ما ذكره فيقال له هو القرآن مثلا او هو ما انزله من الكتب فان الذكر مصدر والمصدر تارة يضاف الى الفاعل وتارة الى المفعول. فاذا قيل ذكر الله بالمعنى الثاني كان ما يذكر به مثل او للعبد سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. واذا قيل بالمعنى الاول كان ما يذكره هو وهو وكلامه وهذا هو المراد في قوله ومن اعرض عن ذكري لانه قال قبل ذلك فاما يأتينكم مني فمن فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. وهداه هو ما انزله من الذكر. وقال بعد ذلك قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها والمقصود ان يعرف ان الذكر هو كلامه المنزل او هو ذكر العبد له. فسواء قيل ذكري كتابي او كلامي او غذائي او نحو ذلك فان المسمى واحد وان كان مقصود السائل معرفة ما في الاثم من الصفة المختصة به. فلا بد من قدر زائد على تعيينه يسمى مثل ان يسأل عن القدوس السلام المؤمن. وقد علم انه الله لكن مراده ما معنى كونه قدوسا سلاما المؤمن ونحو ذلك اذا عرف هذا فالسلف كثيرا ما يعبرون عن المسمى بعبارة تدل على عينه. وان كان فيها من الصفة اليس في الاسم الاخر كمن يقول احمد هو الحاشر والماحي والعاقل والقدوس هو الغفور والرحيم اي ان المسمى واحد لا ان هذه الصفة هي هذه. ومعلوم ان هذا ليس اختلاف تضاد. كما يظنه بعض الناس مثال ذلك تفسيرهم للصراط المستقيم فقال بعضهم هو القرآن اي اتباعه لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث علي الذي رواه الترمذي ورواه ابو نعيم من طرق متعددة هو حبل الله المتين والذكر الحكيم. وهو الصراط المستقيم. وقال بعضهم هو الاسلام لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث النواس بن سمعان الذي رواه الترمذي وغيره ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط صوران وفي السورين ابواب مفتحة وفي السورين ابواب مفتحة وعلى الابواب سطور مرآة وداع يدعو من فوق صراط وداع يدعو على رأس الصراط قال فالصراط المستقيم هو الاسلام والصوران حدود الله والابواب المفتحة محارم الله والداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي فوق الصراط. واعظ الله في قلب كل مؤمن. فهذان القولان متفقان لان دين الاسلام هو اتباع القرآن ولكن كل منهما نبه على وصف غير الوصف الاخر كما ان لفظ الصراط بوصف ثالث وكذلك قول من قال هو السنة والجماعة وقول من قال هو طريق العبودية وقول من قال هو طاعة الله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وامثال ذلك. فهؤلاء كلهم اشاروا الى ذات واحدة لكن وصفها كل منهم بصفة صفاتها الصنف الثاني بسم الله الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد هذا الكلام مهم جدا للناظر في كلام السلف في التفسير وقدم له بمقدمة وهي ان كلام السلف من الصحابة والتابعين في التفسير قد يكون مختلفة ولكن خلاف واختلاف في التفسير قليل اذ بالنسبة الى اختلافهم في الاحكام الفقهية. فان اختلافهم في الاحكام كثير جدا. واما اختلاف في التفسير تقاليد هذا الكلام قد لا يسلم له اذا نظر الى ان الاختلاف في كل اية موجود عن السلف. موجود عنهم الخلاف في في تفسير كلمة في الايات او في تفسير الايات بين الصحابة والتابعين. وهنا حتى لا يعترض بمثل هذا الاعتراض. قعد شيخ الاسلام رحمه الله القاعدة التي هي من من القواعد الاصولية وهي ان الاختلاس نوعان اختلاف تنوع واختلاف وبين لك اختلاف التنوع بيان اصله اصل معناه ثم ببيان امثلة عليه واضحة من غير القرآن ثم مثل لذلك بالصراط المستقيم في القرآن وقبله بالذكر بالقرآن وتقرير ذلك ان الاختلاف الاختلاف في الاية في تفسيرها او في كلمة منها لا يعني ان يكون القول بل اقول ان الاتفاق في تفسير الاية او في تفسير كلمة منها لا يعني ان يكون القول من الصحابي موافقا للقول الاخر بحروفه بل قد يكون الاتفاق في المعنى ولا يسمى هذا اختلاف بل هو اتفاق لانهم في الحقيقة اتفقوا على المعنى اما اللفظ فجرى بينهم خلاف فيه. فمن الناس من ينظر الى اللفظ ويقول اختلف السلف في ذلك. وهذا ليس بصحيح. بل المفسر ينظر الى المعنى لان من يريد التفسير انما يبين معنى الكلام وتبيين معنى الكلام يختلف باختلاف المخسر يختلف باختلاف المعبر لانه تعبير عما فهمه من الكلام. قد يكون هذا التعبير بالنظر الى حاجة سلم من انه سأل عن شيء معين او بحاجته التي فيها اصلاحه من جهة الهداية او بالنظر الى عمومه اللفظ وما يشمله ونحو ذلك. فقال ان الاختلاف في التنوع هذا بمنزلة الالفاظ المتكافئة التي هي بين مترادفة والمتباينة وعند عند الاصوليين الالفاظ اما ان تكون متواطئة او مشتركة او مشتتة او مترادفة او متباينة والترادف الترادف السام لا يوجد في القرآن ولا في اللغة او ان وجد عند بعض المحققين من اهل العلم فانه نادر تراجع تام يعني ان هذا اللفظ يساوي هذا من كل جهازه تساويه في المعنى من كل جهات هذا التباين هذا التراجع اما التباين فان تكون هذه غير سلك لفظا ومعنى بينهما كما ذكر شيخ الاسلام وهو اختيار له. وعند طائفة من الاصوليين غير ذلك. لانهم يجعلون الاسماء المتكافئة من المتباينة ويجعلون المتباينة قسمين لكن نسير على كلامه لان الالفاظ المتكافئة بين المترادفة والمتباينة. فهي ليست مترادفة كل لفظ هو الاخر لفظا ومعنى وليست فهي المترادفة بان اللفظ مع الاخر متساو في المعنى تماما لا اختلاف فيه وليست هي المتباينة من ان هذا اللفظ غير ذاك تماما ويعني مع معناه ان المعنى مختلف تماما امن كما ان اللفظ مختلف تماما. بل هي بين هذا وهذا. يعني هي متكافئة. اشتراك في شيء واختلاف في كيف؟ في دلالتها على المسمى على الذات هذه واحدة. في دلالتها على اوصاف الذات هذه مختلفة. مثل ما ذكروا من اسماء السيف انه السيف والصارم والمهند والبتار الى اخره. هذه اسماء هل هي متباينة؟ على كلامه ليست بمتباينة. لان البتار والصارم والمهند كل هذا معناها السيف وهل هي مترادفة؟ لا لانه دلالتها على الذات واحدة لكن مختلفة المعنى البتار فيه انه سيف وزيادة ده زيادة وصف وهو كونه بتارا. المهند سيف وزيادة كونه جاء من الهند الصارم سيف وزيادة ان من وصفه الصرامة. وهكذا فاذا هي فيها ترادف من جهة الدلالة على المسمى وفيها تباين من جهة المعنى فصارت بين بين فسميت متكافئة. يعني يكافئ وبعضها بعضا وهذا لا يقتضي التباين ولا يقتضي التراجع هذا مثل ما جاء بالاسماء الحسنى كما مثل لك. فان اسم الله العليم والقدوس والمؤمن والسلام. هذه بدلالة الذات فان العليم هو الله والقدوس هو الله والسلام هو الله والرحيم هو الله والملك هو الله. من جهة دلالتها على الذات واحدة. ومن دلالتها على الصفة مختلفة فان فان اسم الله القدوس ليس مساويا في المعنى يعني من جهة الصفة بسم الله الرحيم اسم الله العزيز ليس مساويا من جهة المعنى يعني الصفة التي اشتمل عليها الاسم لاسم الله القوي ونحو ذلك. هذه تسمى متكافئة يعني من حيث دلالتها المسمى واحدة لكن من حيث دلالتها على الوصف الذي في المسمى مختلف لان المسمى الذات ذات اي شيئين اي شيء المسمى هذا يختلف فيه صفات متعددة اذا نظرت له من جهة فيوصف بكذا من جهة اخرى يوصف بكذا وهو ذات واحدة يعني التسبيح والتحميد هذه كلها متلازمة يعني من حيث ظاهرها مختلفة. اناس فسروها بالقرآن اناس فسروها بالسنة وناس فسروها بكذا. لكن من حيث دلالة فانها متلازمة لان من اعرض عن القرآن اعرض عن السنة اعرض عن الاسلام اعرض عن اشتباه الرسول من اعرض عن السنة اعرض عن القرآن اعرض عن الاسلام الى اخره فاذا الاختلاف هنا باعتبار المعنى باعتبار ما اشتمل عليه المسمى من اوصاف. فاذا هذا لا يسمى اختلافا بين مفسر السلف بل هو واتفاق لكن الاختلاف جاء في الدلالة على المعنى وهذا له اسباب كما ذكرت بعضها. تفسير الصراط مر معنا ان الصراط فسر بانه القرآن بانه السنة والجماعة بانه السنة بانه الرسول صلى الله عليه وسلم هذه التفاسير متلازمة بعضها لازم لبعض فان الصراط الذي هو القرآن هو دال على السنة وهو الاسلام هل سيهتدي الى القرآن من لا يهتدي الى السنة؟ هل سيهتدي الى السنة؟ من لم يهتدي الى الاسلام؟ وهكذا. فاذا اذا رأيت اختلافا للسلف في اية او في كلمة من اية فانظر المسمى الذي يجمع هذا الاختلاف ثم انظر ها الى هذا المسمى من جهة صفاته من جهة معانيه المختلفة فتنظر الى تفاسيرهم هل بينها تلازم؟ فاذا كان ثم تلازم بينها وان الواحد يؤول الى الاخر او مرتبط بالاخر لا يقوم وهذا الا بهذا او انها صفات مختلفة كل واحد ينظر الى جهة فان هذا لا يسمى اختلافا بل تقول فسرها بعضهم بكذا. لا تقل اختلفوا اختلف المفسرون فيها الا ان عانيت اختلاف التنوع بل تقول فسرها بعضهم بكذا وفسرها بعضهم بالاسلام فسر بعضهم الصراط بكذا. ثم تقول بعد ذلك كما قال ابن كثير وابن جرير وجماعات العلماء بان ان هذه الاقوال مؤداها واحد لان النجم ذال. مثلا في قوله تعالى لنبوئنهم في الدنيا حسنة في سورة النحل والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة. هذه الحسنة ما هي قال بعض المفسرين من السلف هي المال لنبوئنه في الدنيا حسنة يعني لنعطينهم ولننزلنهم في هذه الدنيا مالا ونعطيهم مالا جزيلا. قال اخرون هي الزوجات والجوارح قال اخر هي الامارة حيث ينفذ امرهم ونهيهم. هذي كلها كلها تفاسير نعم ظاهرها مختلف لكن في الحقيقة يجمعها الحسن. الحسن الذي يلائمهم والحسنة فسرها العلماء بانها ما يلائم الطبع ويسر ويسر ما ما يلائم الطبع ويسر النفس و هم كانوا ظلموا من جهة اموالهم فاعادة الاموال والتوسع وتوسيع الاموال عليهم وكثرة الارزاق عندهم هذا لا شك والامارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في اول الاسلام من ذلك. اذا فهذه التفاسير الى الى شيء واحد لا يعتبر هذا اختلافا لان كل واحد ينظر الى جهة ونكمل ان شاء الله بعد ذلك المثال الذي ذكرته من حسنة لنبوئنه في الدنيا حسنة ويصدق على الصنف الثاني الذي سيذكره شيخ الاسلام اكثر من دلالته الاول لانه من قبيل لا بعض افراد العام على العام لان الحسنة تشمل اشياء كثيرة تشمل اشياء كثيرة وتفسيرهم لها بانها الزوجة او المال او الامارة في بعض افرادها وهذا هو النوع الثاني الذي سيذكره شيخ الاسلام ابن تيمية وليس من النوع الاول. فاذا النوع الاول من اختلاف التنوع ان يدل كل مفسر على المسمى الواحد ببعض صفاته او ببعض ما يتصل به القسم الثاني فيأتي في الثاني ان يذكر كلا منهم من الاسم العام بعض انواعه ان يذكر كلا منهم كل ان يذكر كل منهم من الاثم العام بعض انواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على نوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه. مثل سائل نعجمي سأل عن مسمى لقب الخبز رغيفا وقيل له هذا فالاشارة الى نوع هذا لا الى هذا الرغيف وحده. مثال ذلك ما نقل في قوله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فمعلوم ان الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهك للمحرمات والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات والسابق يدخل فيه من سبق. فتقرب بالحسنات مع الواجبات فالمقتصدون هم اصحاب اليمين السابقون السابقون اولئك المقربون. ثم ان كلا منهم يذكر هذا في نوع من انواع الطاعات. كقول القائل السابق الذي يصلي في اول الوقت والمقتصد الذي يصلي في اثنائه والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر الى الاضطرار. او يقول السابق المقتصد والظالم قد ذكرهم في اخر سورة البقرة فانه ذكر المحسن بالصدقة والظالم باهل الربا والعادل بالبيع والناس والناس في الاموال اما محسن واما عادل واما ظالم. فالسابق المحسن باداء المستحبات مع الواجبات والظالم اكل الربا او مانع الزكاة والمقتصد الذي يؤدي الزكاة المفروظة ولا يأكل الربا وامثالها هذه الاقاويل فكل قول فيه ذكر نوع داخل في الاية وانما ذكر لتعريف المستمع بتناول الاية بتناول لا يأتي له وتنبيه به على نظيره. فان التعريف بالمثال قد يسهل اكثر قد يسهل اكثر من التعريف بالحد المطابق. والعقل السليم والعقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن اذا اشير له الى رغيف فقيل له هذا هو الخبل وقد يجيء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الاية نزلت في كذا لا سيما ان كان المذكور شخصا كأسباب النزول المذكور في التفسير كقولهم ان اية الظفار نزلت في امرأة اوس ابن الصامت. وان اية اللعان نزلت في عوينر العجلاني هذا النوع الثاني او الصنف الثاني من اختلاف التنوع وذلك ان في القرآن كثيرا ما تستعمل الالفاظ العامة التي لها معاني التي لها. معان كثيرة مثل ما ذكر من اسم المقتصد من اسم الظالم لنفسه السابق في الخيرات. مثل ما ذكرنا من لفظ الحسنة ومثل ما ذكرنا من اه مثل ما ذكر الحسنة ويقابلها السيئة فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه ولفظ السيئة كذلك واشبه هذا بالفاظ كثيرة تكون دلالات اللفظ متنوعة باعتبار افرادها. يعني عام له افراد كثيرة. فيأتي المفسر من من السلف من الصحابة فيذكرون لحظا منها يذكر لفظ من افراد تدخل تحت العام. وهذا لا يعد خلافا لانه ذكره كالتنبيه كما ذكر الان شيخ الاسلام على ان هذا اللفظ يدخل فيه يعني اللفظ العام يدخل فيه هذا المعين وهذا المفرد باعتبار الحاجة الى هذا التعيين بحسب حال السائل او حال المستمع مثاله كما ذكرت قال فمنهم ظالم لنفسه الظالم لنفسه اذا قال فمنهم ظالم لنفسه باكل الربا هذا صحيح الظالم لنفسه يدخل فيه اكل الربا لكن اكل الربا ليس مساويا بالمطابقة للظلم للنفس. بل الظلم للنفس يكون بارتكاب اين من المنهيات او بالتفريط في اي من الواجبات. فاذا ذكر المفسر بعض افراد الظلم اما بتفريط في بعض الواجبات او بارتكاب بعض المنهيات ونثر غيره فردا اخر من افراد العام هذا ان هذا لا يعد اختلافا وان سمي اختلافا فهو من من اختلاف التنوع. وهذا كما ذكرت من التعبير عن العام ببعض افراده ومنهم مقتصد المقتصد من هو قال هو الذي ادى الصلاة وترك الحرام. اداء الصلاة هذه بعض الواجبات. المقتصد هو الذي ادى الواجبات وترك محرمة. فاذا ذكرت بعض افراد المقتصدين ذكرت اوصاف لبعض افراد المقتصدين فان هذا لا يعني تعيينا لتفسير اللفظ من حيث حقيقته بل ذكروا ما ضمنه اللفظ باعتبار انه فرد دخل تحت عام. مثل ايضا ما مثلت لكم بالحسنة. الحسنة عند العلماء هي ما يلائم الطبع ويسره الناس. النساء من ذلك من الزوجات والجواري من ذلك المال من ذلك الامارة والامر والنهي من ذلك. فلما قال الله جل وعلا فيهم لنبوئنه في الدنيا حسنة والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة. فمن فسرها بانها المال فسر الحسن ببعض افرادها ببعض ما يدخل فيه. قال الاخر هي المادة هي الزوجات. قال الثالث الامارة. قال الرابع ان يطاع والجاه ونحو ذلك فهذا لا يعد اختلافا بل كله داخل تحت الاسم العام. وهذا يفيد الفائدة وهو ان السلف فسروا القرآن لاجل الهداية لا لاجل الالفاظ وهذا مما يحتاجه المفسر جدا ان يرى حاجة السائل فيفسر الاية باعتبار حاجته او حاجة المستمعين فان فسرها بذكر بعض افرادها فان هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف من السلف فلا يرد اعتراض من يعترض يقول انك فسرت الحسنة مثلا بانها المال لا هم فسروا الحسنة بانها الجاه مثلا او الامر والنهي نقول لا تحارب فان المفسر قد يرى ان الحاجة ان ينص على بعض الافراد. اذا فاذا اللفظ عاما يدخل فيه كثير من الافراد فانه لا يسوغ تخصيصه. مثاله ايضا في سورة النحل ما في قوله تعالى وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات جعل لكم من انفسكم ازواجا وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة. هنا الحفدة اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال الحسدة هم اولاد الاولاد الحفيد يعني ابن الابل قال اخرون الحفدة هم الاصهار يعني ازواج البنات وقال اخرون الحفدة هم العبيد والخدم هذا لا يعتبر اختلافا لان ارجاع معنى اللفظ الى اصله اللغوي يوضح له ان هذه جميعا من افراد اللفظ وليست تخصيصا له. ذلك لان الحفظ في اللغة هو المسارعة ومن اوصاف الخادم انه يسارع في خدمة سيده. وقد جاء في الحديث اليك نسعى ونهتف يعني نسرع في طاعته بالسعي وبما هو اسرع من السعي. نحسد يعني من جهة السرعة. وسمي الخادم خادما. لانه ويسرع في ارضاء سيده كذلك الولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق هو يسرع في ارضاء جده. الاصهار اجواء في البنات الاصل انهم يرضون ويسرعون في ارضاء اباء اولادهم يعني من جهة البنات وهكذا فاذا التفسير ان الحسدة يشمل هذا كله فمنهم من عبر عنها ابناء البنين ومنهم من عبر عنها الاصحاب ومنهم من عبر عنها بالخدم والعبيد وكل هذا صحيح لان الحفظة جمع حافظ وهو اسم فاعل الحق. والحقد المسارعة في الخدمة وهذا يصدق على هؤلاء جميعا. هذا من هذا القسم وهو ان يكون اللفظ عاما فيفسر باحد افراده فهذا لا يعتبر اختلاف لهذا ينظر المفسر او تنظر وانت تقرأ في التفسير الى هذا بعناية واختلافات او تجمع بينهم. اما من الجهة الاولى المسمى والصفات. واما من هذه الجهة العام وافراده هذا السؤال اقتراح يجيب على بعض الاسئلة يقول اخترت قراءة مقدمة تفسير ابن كثير قبل قراءة التفسير. مقدمة تفسير ابن كثير لخص فيه فيها مقدمة شيخ الاسلام هذه وقراءتنا في هذه المقدمة لشيخ الاسلام تكفي عن قراءة مقدمة التفسير بالكثير. يقول هل هناك طبعة معينة يعني لتفسير بن كثير ام هل هناك مختصر او الاصل؟ لا نقرأ في الاصل لانه اكثر فوائد ففيه الحديث و والاسانيد وفيه اللغة وفيه علوم كثيرة والطبعة التي هي احسن فيما ظهر لي هي طبعة في ثمانية اجزاء هذه اصح الطبعات فيما ظهر لي والله اعلم هذا سؤال طويل يقول هل هناك في القرآن مجاز؟ وكيف ذلك والحال تفصيله يحتاج الى حضرة كاملة لكن المختصر ان القرآن الصحيح انه ليس به مجال ومن ادعى المجاز في القرآن فهو على احد قسمين اما ان يدعي المجاز في ايات الصفات وفي هذا التعريف اشتراط ان يكون الوضع الاول معلوما والامور الغيبية لا يعلم والصفات وما يحدث يوم القيامة واليوم الاخر وما الاشياء التي لم ترى ولم تعرف وذكرها الله جل وعلا في كتابه لا يعلم وضعها الاول فنقلها الى وضع ثان غلط من جهة تطبيق المجاز. كما قاله جمع من المحققين من من ادعوا المجاز او ممن ان بحثوا المجال اما ان ادعي المجاز في غير ايات الصفات في الالفاظ في صياغ الكلام في بعض الايات فان هذا غلط. نقول هذا غلط وخلاف الصواب والمحققون حققوا انه ليس في القرآن لان اصل حجازي وقاعدته انه يصح نفيه اذا قال القائل رأيت اسدا لقائل ان يقول ليس باسد رأيت اسدا فكلمني كل مجاز معياره صحة نفسه عند القائلين به فاذا قال القائل رأيت اسدا فكلمني لمن كلمه او سمع منه او هو ان يقول ليس باسده. يعني يصح النفس والقرآن لا يجوز ان ينفى كلمة منه فاذا قال تعالى ادارة يريد ان ينقض القائلون بان فيها مجازا على قاعدتهم يجوز ان يقال لا يريد ان ينقض في قوله تعالى واسأل القرية التي كنا فيها والعيرة التي اقبلنا فيها من ادعى المجاز يقال له وهو يعترف انه يصح ان يقال واسأل قرية ليست بقرية والعير ليست بغير. هذا نفي للقرآن وهذا ممتنع. وهذا من اقوى الادلة التي اقامها من يبطل المجاز لكن من احسنها واخطرها كتاب الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله في المجال سماه منع جواز المجاز المنزل للتعبد والانجاز يسأل عن اية ما معناها اذا لم يكن في القرآن مجاز بحث يطول من القرآن كله حقيقة الحقيقة قد تكون على جهة الافراد تفهم من جهة افراد الكلام وقد تكون تفهم من جهة ترتيب الكلام مثل الظاهر الظاهر قد يفهم من كلمة وقد تفهمه من التركيز فقول الله جل وعلا واسأل القرية هذا يفهم من الظاهر ليس من اللفظ واسأل القرية ظاهرها معلوم ان السؤال يقع على من؟ في القريتين هذا ظاهر اللفظ واللغة العربية فحقيقة نأخذ بظاهر الفاظها. ومن ادعى المجاز حصر حفر الحقيقة في الالفاظ ولم يذكر الحقيقة في الترتيب. حفر الظاهر في اللفظ ولم يذكر الظاهر في الترتيب وهذا باطل. لان الحقيقة قد تكون في الترتيب والظاهر اللي هو يقابل التهويل هذا قد يكون ايضا في الترتيب الم تر الى ربك كيف مد الظل فواضح ان المراد ليس رؤية الله جل وعلا لانه قال كيف مد الظلة؟ فهذا يفهم من ظاهره الترتيب. كذلك قوله تعالى في سورة النحل فاتى الله بنيانهم من القواعد. ما يؤخذ من هذه الاية صفة الفتيان لله لان ليس المراد هنا يا لله جل وعلا لذاته لانه قال فاتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف. فظاهر الكلام الحقيقة مفهومة تفهم ان المراد بعذابه او بقدرته ونحو ذلك وهذا لا يعد تأويلا ولا يعد قولا بالمجاز ما رأيك ان تكون قراءة مختصر الرفاعي لابن كثير؟ ليس اناس يقول هل تقصد باختلاف التنوع؟ ان كل مفسر نظر من زاوية فيفسره حسب المقام وحسب سؤال السائل. فلا يسمى بذلك خلافا بال اقوالا هذا هذا جهة ان الشيء الواحد المسمى الواحد قد تكون له اصطفاء كثيرة مثل ما ذكرنا السيف صارم ومهند وبسار اسد اسامة له عدة اسماء هذا كله باعتبار الصفات اما الذات واحدة. اسماء الله جل وعلا الحسنى اسماء النبي عليه الصلاة والسلام. الحاشر والعاصب والمائي واحمد ومحمد كلها دلالة على ذات واحدة وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن باعتبار الصفات تختلف اذا نظرت الى كثرة صفاته المحمودة فهو محمد اذا نظرت باعتبار تجدد صفاته المحمودة فهو احمد بعت اذا نظرت الى انه عاقب للانبياء فهو العاقل اذا نظرت ان الانبياء يحشرون على عقبه فهو الحاكم وهكذا فهذا من باعتبار الصفات قد يكون ايضا مثل ما ذكر الصنف الثاني الافراد مع العام ونقف عند هذا صلى الله وسلم على نبينا موسى