بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الرابع من التعليق على منظومة الشمائل النبوية وقد وصلنا الى قول المؤلف رحمه الله تعالى اجردنا مسروبة رقيقة وعكنة لائقة انيقة بمنكبيه شعر وباعالي الصدر منه والذراعين مع كان مسيح القدمين ينبوعا قدميه الماء اذ يصب خمصان الاخمصين اذا حمشه في ساقه وعقب منهوشة يقبل مهما يلتفت جميعا وكان هونا مشيه ذريعة يزول قال عن ان مشى ويخطو تكفؤا كأنما ينحط من سبب وكان جل نظره لحظا ومن سيماه غض بصره يقلب كفيه اذا وعجب بها يشير ويشيح ان غضب ويستنير وجهه اذا يسر كانه في لقطعة وغالبا يكثر مس لحيته عند اهتمامه بامر امته وربما بعودنا وبمخصرة نكت بالارض لسر اضمره يجلس حيث مجلس به انتهى صلى عليه ربه بلا انتهاء. وفي نسخته زيادة بيتين قبل قبل الاخير وهما كانا يتكي على وسادة على اليسار بعضهم قد زاد. ايضا بعضهم قد زاد هذين البيتين. وربما استلقى وربما احتبى بمسجد والقرفص انتباه قال رحمه الله وتعالى اجردنا مسروبة رقيقة وعكنة رائقة انيقة. يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اجرد والاجرد الذي لم يعمه الشعر وكان له مسروبة والمسروبة شعر وسط الصدر الى البطن. شعر سيكون في وسط الصدر اي اه اه ينزع كانه ينزل في موضع منحدر كانه ينزل فالانسان اذا كان ينزل في موضع منحدر يرفع رجله بقوة قال كأنما ينحط من صبب. وكان جلنا وريه لحوا. كان جل نور النبي صلى الله عليه وسلم الملاحظة. النظر نازلا الى البطن وكانت له عكنة والعكنة ما انطوى من البطن. وهي انيقة رائقة حسنة انيقة معجبة. الشعر بهذا الى ما في حديث علي عند الترمذي. اجردوا ذو مسروبة بمنكبيه شعرة وباعالي الصدر منه وذراعين ماء. يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في منكبه شعر وكان في اعالي صدره شعر وفي ذراعيه شعرة اشار بذلك الى ما في الترمذي من حديث هند قال اشعر ذراعين والمنكبين واعالي الصدر كان مسيح القدمين ينبو عن قدميه الماء اذ يصب كان صلى الله عليه وسلم مسيح القدمين اي املسهما ليس فيهما تشقق ولا تكسر ليس في آآ اقدامه تشقق ولا تكسر. جاء في الترمذي آآ من هندن رضي الله تعالى عنه اه خمسان الاخمصين مسيح القدمين. ينبو الماء ينبو عنهما الماء ينبو عن قدميه لما اذ يصب اذا صب الماء على قدميه سال عنهما وتجاوزهما. آآ وهذا يدل على ملوستهما اي يسيل عنهما الماء بسرعة فلا يثبت عليهما لانهما ملساوان وكان صلى الله عليه وسلم خمسان لخمصين اه الاخمص من القدم الموضع الذي لا اه يلصق بالارض عند الوطئ اه داخل القدم اه هناك ما يسمى بالاخمص في باطن القدم ولا مسوا الارض عادة من شأنه انه لا يمس الارض. هذا يسمى بالاخمص. فكان النبي صلى الله عليه وسلم قمصان الاخمصي ايضا طامر الاخمصي ضامر بطن القدم وضمرا متوسطا لان صفاته صلى الله عليه وسلم مبناها على الحسن المحمود في الامور. آآ اشار بذلك الى الحديث الذي معناها انفا وهو الحرز الذي اخرجه الترمذي. عن هند بن هند قال في وصف النبي صلى الله عليه وسلم خمسان اي ضامر الاخمصيني مسيح القدمين اي املسهما ليس في قدميه تشقق ولا تكسر ينبو عنهما الماء لاحظ في ساقه وعقب منهوشة كان ذا حموشة في ساق في ساقه اي في ساقه حموشة اي دقة. اخرج الترمذي عن جابر بن السمرة رضي الله تعالى عنه قال كان في ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حموشة ولا يضحك الا تبسما وكنت اذا نظرت اليه قلت اكحل وليس باكحل. وكان صلى الله عليه وسلم اذا منهوشة. وبالشين المعجمة يورو وبالسين فكان صلى الله عليه وسلم من هوس العقب بسين معجمة منهوش العقب بسين معجمة ومهملة اي قليل لحم العاقب والعاقب مؤخر القدم كان آآ قليل لحم واخرج مسلم في صحيحه عن جابر ابن السمرة رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم اشكل العين منهوس العاقبين اي قليل لحم العقل يقبل مهما يلتفت جميعا كان صلى الله عليه وسلم اذا التفت التفت بكامل وجهه يلتفت التفت بجميع بدنه لا باعلى العنق. لانها لفتة المتكبر اخرج البخاري في الادب المفرد عن علي رضي الله تعالى عنه في وصفه للنبي صلى الله عليه وسلم قال اذا التفت التفت جميعا. وفي حديث هند عند الترمذي واذا التفت التفت جميعا وكان هونا مشيه اي كان مشي النبي صلى الله عليه وسلم هونا. الهون الرفق والتؤدة الذين يمشون على الارض هونا ومع ذلك كان ذريعا اي واسع الخطو فمع ان في مشيه تؤدة ورفقا الا انه كان واسع الخطب كان ذريعا اي واسع الخطو يبارك في في مشيه المسافات الكبيرة مع انه يظهر عليه التؤدة والرفق. يزور قلعة اذا مشى يزول كالعنقلع والتقلع رفع الرجل بقوة من غير اختيال وجر جاء في حديث هند عند الترمذي اذا زال زال قلعا يخطو تكفيا ويمشي هونا. ذريعة لمشيتي اذا مشاك انما ينحط من سبب واذا التفت التفت جميعا يزول قال عن اي يزيل رجله من الارض قلعا في رفعها بقوة اما شأن ويخطو تكافؤا اذا مشى تكفأ والتكفؤ والذهاب في سنن المشي الى قدام. بان يصير مستقيما الى القدام واخرج مسلم في صحيحه عن انس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ازهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ اذا مشى تكفى والتكفؤ المشي على سنن واحد في السر. وكان صلى الله عليه وسلم اذا مشى كأنما ينحط من صبب ان يقلع رجله كما يقلع والشخص الذي يمشي بسبب يد حذر لان الارض تجذبه فهو ينزع يده ينزع رجله بقوة ينزع رجله بقوته. والسبب اه بالتحريك المنحدر من الارض. قال ابن ما لك رحمه الله تعالى في المثلث رقة شوق وهوان صببا وصبب في جمعه صبابة منحدر الامكن. والصبابة بقية الماء او الشراب سبب المكان المنحدر. ومعنى آآ كأنما ينحط من صبب للعين فكان ينظر الى الاشياء بقدر بقدر حاجته اليها. لا نظرة الحريص الشرهي المتفحص صلى الله عليه وسلم ومن سماه غض بصره من سماه اي اماراته وعلامته صلى الله عليه وسلم غض البصر. جاء في حديث هند دات التربة دي في وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال خافض الطرف نظره الى الارض اطول من نظره الى السماء. جل نظره الملاحظة يقلب كفيه اذا هو عجب. كان صلى الله عليه وسلم اذا تعجب قال بكفيه وقلب الكف جعل باطنها للاعلى اذا تعجب القلب كفه صلى الله عليه وسلم. وجاء ذلك في حديث هند عند الترمذي. قال اذا اشار اشعر بكفه كلها واذا تعجب قلبه وقلبها كما قلنا جعل باطنها اعلى. بها يشير يعني انه اذا اشار اشار بك كفه جميعا كما في الحديث الذي يقرأنا انفا اذا اشعر اشعر بكفه كلها. ويشيح ان غضب. اذا غضب صلى الله عليه وسلم اشاح بوجهه صرف وجهه واعرض وإشاحة الجد في الإعراض وترك الإلتفات. وفي حديث هند عند الترمذي واذا غضب اعرض شاح بوجهه صلى الله عليه وسلم. ويستنير وجهه اذا يسر كانه في الحسن قطعة كمر كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر. اشار بذلك الى ما اخرجه البخاري في صحيحه. عن كعب ابن مالك رضي الله تعالى عنه في حديث للثلاثة الذين خلفوا. وفي سرور النبي صلى الله عليه وسلم بنزول توبة النظر الثلاثة. قال كعب كما في البخاري وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا فسر استنار وجهه كأنه قطعة قمر استنار وجهه كانه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه صلى الله عليه وسلم. وغالبا يكثر مس لحيته عند اهتمامه بامر امته. يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما كان يمس لحيته اذا اهتم اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم اهتمامه بامر امته. اخرج ابن حبان في صحيحه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا همه شيء اخذ بلحيته واخرج البزار في مسنده عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اهتم اكثر مس لحيته اذا اهتم اكثر من ذي الحجة. وفي سنده رشدين وابن سعد وهو ضعيف. وربما بعوج او بمخصرة نكتة في الارض لسرج اضمره وفي نسخة لهم اضمره يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم ربما نكت خط في الارض بعود او بمخصرة. المقصرة ما يتوكل عليه الانسان من عصا او نحوها وذلك لسر اضمره في قلبه او او لهم اخرج الشيخان عن علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس روي بالتخفيف هنا كسور وروي نكس والمعنى طأطأ رأسه نكس صلى الله عليه وسلم او نكس فجعل ينكث بمخصرته اي يخط بها خطا رفيقا في الارض مرة بعد مرة. ثم قال ما منكم من احد وما من نفس منفوثة الا اذا كتب مكانها من الجنة او النار. اسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم من السعداء. والا لقد كتبت شقية او ساعدة. قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم يمقت يخط بها خطا يسيرا مرة بعد مرة وهذا فعل المهموم المفكر فعل المفكر المهموم. وربما بعود او بمخصرة نكتة في الارض ترين ادمره او لهم اضمره يجلس حيث مجلس به انتهى. يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقطع الصف وانما كان يجلس حيث انتهى به المجلس اذا جاء الى جماعة جلس حيث انتهى به المجلس صلى الله عليه وسلم. جاء في حديث علي عند الترمذي واذا انتهى الى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس وكان يأمر بذلك اي كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الرجل ان يجلس حيث ينتهي به المجلس ولا يشق الصفوف ويتخذ لنفسه مكانا آآ بين الناس. صلى عليه ربه بلا انتهاء. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يصلي عليه صلاة مستمرة دائمة وهذه خاتمة هذه المنظومة. وفي بعض نسخ هذا الناظم زيادة بيتين قبل في الاخر وهما وكانا يتكي على وسادة على اليسار بعضهم قد زاد قد زاد هذا ايضا وربما استرقى وربما تحت باب مسجد كالاحتباء كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكئ على وسادة على اليسار اخرج ابو داود والترمذي عن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته فرأيته متكئا على وسادة على يساره كان على وسادة على يساره. وربما استرقى يعني انه صلى الله عليه وسلم احيانا يستلقي. والاستلقاء ان يضطجع على قفاه اخرج الشيخاني عن عباد ابن تميم عن عمه انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد واضعا احدى رجليه على الاخرى وما ورد من النهي عن الاستلقاء عن استلقاء الرجل رافعا احدى رجليه محمول على حالة يقع فيها انكشة والعورات. والا فان النبي صلى الله عليه وسلم قد استلق قام وضع احدى رجليه على الاخرى كما ثبت في الصحيحين في الحديث الذي قرأنا انفا. وعم عم عباد ابن تميم هذا هو عبدالله بن زيد بن عاصم رضي الله تعالى عنه وارضاه وربما احتبأ احيانا يحتبئ والاحتباء هو ان يجلس الرجل على مقعدته وينصب ساقيه ويأخذ ثوبا مثلا فيضعه من امام ساقيه يعقده خلف ظهره او العكس يجعله من ظهره ويعقده امامه وهذا يسمى بالاحتباء هو من جلسات العرب المشهورة. فالنبي صلى الله عليه وسلم آآ ربما احتبأ. وربما ايضا جلس الكرفساء. والكرفساء قيل هي الاحتباء باليد ان يحتبي الرجل بان يجلس على مقعدته وينصب ساقيه ويحتبي يديه ومنهم من فسرها بغير ذلك. قيل هي الاحتباء باليدين. وقيل ان يجلس على ركبتيه منكبا ويلصق آآ بطنه بفخذه ويتأبط كفيه اخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة محتبيا بيده. محتبيا بيده وهذا فسرت به الكرفساء. واخرج مسلم في صحيحه عن ابن عباس انه بات مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة عند خالته اي خالة ابن عباس وهي ميمونة بنت الحارث رضي الله تعالى عنه قال فصلى النبي صلى الله عليه وسلم احدى عشرة ركعة ثم احتبى المحتبأ حتى اني لاسمع نفسه راقدا فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين صلى الله عليه وسلم. محدش شاهد قوله ثم احتبى. واخرج الترمذي عن ابي سعيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جلس في المسجد احتبى بيديه وقد ذكرناه ايضا في البخاري عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه. وآآ الحمد لله الذي بنعمته وجلاله تتم الصالحات. وبهذا يكتمل التعليق على هذه للمنظومة المباركة واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم