الله اكبر. هذه غزوة بدر الكبرى خرج النبي صلى الله عليه وسلم معترضا قافلة ابي سفيان في رجوعها من الشام وهي الف بعير معها خمسون الف دينار من خالص الذهب ايه ده! يا نابع البراعة. البراعة بمعنى البلاغة. وبين طاعتي وليراعتي جناس خبط. وجلجل الرعد اي ما دام الرعد يجلجلت صوت الرعد وصح مزنه اي ما دام المزن اسم جنس مزنة وهي السحاب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على افضل المرسلين. خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي سنبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه ما تيسر من التعليق على منظومة المغازي للامام البدوي الشنقيطي رحمه الله تعالى. وهي من انفس المنظومات في مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم. وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم على العموم من اهم العلوم التي يشغل بها طالب العلم وقته. وذلك انها تعرفك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعرفك على نفسه وعلى نسبه وعلى حياته وعلى وقائعه وعلى ايامه ونحن متعبدون جميعا بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والانسان لا يمكن ان يحب من لا يعرف. اذا كنت تريد ان تحب شخصا فلا بد ان تتعرف اليه ولا يكمل ايمان العبد حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم احب اليه من ولده والده ومن الناس اجمعين. بل ومن نفسه. فهذه السيرة العطرة تعرفك برسول صلى الله عليه وسلم وباخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. وبايام ووقائع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن اهم جوانب السيرة جهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزواته التي خرج فيها بنفسه الشريفة. فانها تعرفك على ايام رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جهاده وعلى اخلاقه مع اعدائه ومع احبابه وهي اسوة وقدوة للامة في كل وقت. وهذه المغازي اهتم بها اهل العلم قديما وحديثا. واول من الف بها عروة بن الزبير بن العوام ثم تلميذه موسى ابن عقبة ثم الف فيها بعد ذلك ابن شهاب الزهري ثم الف محمد بن اسحاق مغازيه المشفوعة. والتي اشتهرت في الناس واشتغلوا بها ثم تواتر الناس بعد ذلك في في التأليف في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في موازين وينبغي ان يعلم ان هذه السيرة لم يشرط العلماء لها ما اشترطوه في الحديث النبوي الشريف فلذلك هي تجمع الصحيح والضعيف. وفيها الموصولات والمقطوعات والمعضلات ولذلك قال الامام احمد رحمه الله تعالى ثلاثة لا اصل لها تفسير والمعازي والملاحم. ويعني بذلك ان الامة لم تشترط بهذه العلوم ما اشترطت من اتصال السند ومن عدالة الراوي في علم الحديث النبوي قال العراقي رحمه الله تعالى في الفيته وليعلم الطالب ان السيارات تجمع ما صح وما قد انكر هذا في الفيته في السيرة. اذا فلا يصلح ان يعامل طالب العلم بالسيرة معاملة الحديث. فيشترط لكل حديث شروطا خمسة التي اشترطت لصحة في الحديث من اتصال السنة وعدالة الراوي وتمام ضبطه والخلو من الشذوذ والعلة فهذه لم يتعامل بها العلماء مع السيرة النبوية. وتساءلوا في اخذها وهي مع ذلك غزير مفيد. وهذه المنظومة التي بين ايدينا هي للعلامة احمد البدوي المجلسي الشنقيطي رحمه الله تعالى. احمد البدوي بن محمدا الشنقيطي المجلسي رحمه الله تعالى. وهو قامة علمية كبيرة جمع كثيرا من العلوم وبرع فيها وكانت له كعب عالية ذي علم السير والانساب والتواريخ. وله فيها مؤلفات نافعة رحمهم الله تعالى توفي سنة ثمان ومائتين بعد الالف. سنة ثمان بعد الالف من هجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم. سنقرأ مقدمة كتاب قراءة سريعة دون ان نطيل في التعليق على المقدمات التي تذكر عادة في اوائل الكتب. من شرح الفاظ الحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الال والاصحاب وغير ذلك من المقدمات التي تقدم عادة في مقدمات الكتب لانها معروفة ولله الحمد. وقد علقنا عليها في كتب اخرى فلا نحتاج الى فيها قال رحمه الله حمدا لمن ارسل خير مرسلين. يعني انه يحمد الله سبحانه تعالى الذي ارسل خير المرسلين ولم يسمه صلى الله عليه وسلم لان هذه الصفة يتعين بها فخير مرسل اذا قيل هو النبي صلى الله عليه وسلم. لخير امة وهي امة محمد صلى الله عليه وسلم كنتم خيرا امة اخرجت للناس بخير الملل اي بخير ملة وهي ملة الاسلام. وافضل الصلاة ايوة بيصلي افضل الصلاة واسلم افضل السلام على ذباب صفوة الانام. لباغ الشيء الخالص وصفوة الشيء خياره. والنبي صلى الله عليه وسلم هو خيار الناس هو افضل الناس واله اي واصلي واسلم على اله صلى الله عليه وسلم. الذين هم في الشرف والعلو كاذنان دوحة الشرف. الدوحة في كلام العرب شجرة العظيمة واحدة الدوح ومعناه ان ال النبي صلى الله عليه وسلم في الشرف والرفعة بمنزلة اثنان اي اغصان شجرة المجد والشرف واصلي واسلم كذلك على صحبه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جميعا. والتابعين السلف اي من تبعوا ذلك السلف الذي يقال فيه نعم السلف. ما ارهبته اي هي صلاة دائمة مستمرة. ما دامت الناس ترهف اي ترقق وترعف اي تسيل المداد. ما ارهفت اي رققت وارعفت. اي اسالت يرعاه راعوا قصب كبرى منه الاقلام. اليراع قصب تبرى منه الاقلام. معناه ما ما دامت الاقلام ترقق وتسال من اليراعي في كتب بها. في مهرق. المهرق كمكرم يصح ان يصب بغزارة. واضاف المزنى الى الرعد لملابسته اياه. والعرب اضيفوا لادنى سبب وهب شمأل اي ما دامت ريح الشمل تهب. وماس غصنه اي ماس الغصن غصن الشجرة بسبب هبوب الرياح اي هي صلاة دائمة مستمرة وبعد اي بعد ما ذكر من حمد الله تعالى والصلاة والسلام على نبيه والثناء عليه. فالعلم اهم ما الهممت تنافست فيه. اهم ما تتنافس فيه الهمم هو العلم. هو طلب العلم. وهو خير ما يغتنمه الانسان ويجعله غنيمة له. وخيره خير العلم سيرته صلى الله عليه وسلم. خيره مبتدأ قبره سيرته. ثم اعترض بقوله والعلم تسموه رتبته بفضل ما دل عليه. هذه جملة اعتراضية مؤكدة بمعنى يعني ان العلوم تسمو وترتفع رتبتها بسمو ورفعة ما دلت عليه اعظم العلوم ما دل على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. فهات منها اي خذ من السيرة نبذة اي اه خذ منها نبذة قصيرة النبذة في اصل كلام العرب قدر ما ينقذه الانسان بقدر ما يملأ الانسان به يده فينبذها. والمعنى هاك منها طائفة قليلة ليست بالكثيرة. ليست تمل اي ليست كثيرة فلا يحصل لك الملل بها ولم تكن بمعظم القصد تخل. ايضا لما قال انها لا تمل لاجل اختصارها خشي ان ظن انها تخل بالمراد لان الاختصار قد يكون مظنة الاخلال. فقال ولم تكن بمعظم القصد تخل. يعني ان فيها القدرة الكافية المهمة من السيرة. ارجوزة اي هي ارجوزة مفعولة من الرجز وهو بحر من بحور الشعر. على عيون الاثري جل اعتماد نقلها في السير اي تعتمد على كتاب عيون الاثر. للعلامة محمد بن سيد الناس اليعمري. فهذا هو واهم مراجعها وشد اي ما اشد ما اجترأت اي تجرأت عليه في ذا الهدف الهدف الغرض والعرب اصلا تسميه الغرض الذي ينصب لكي يرمى هدفا. والناس يقولون من الف فقد استهدف. اي قد نصب نفسه هدفا لان الناس سيعيبونه وسيتكلمون فيه بالحق والباطل. من الف فقد استهدف. اي نصب نفسه هدفا لرماية الناس اذ لم اكن اهلا لصوم النتفي اي لست اهلا اي مستحقا او قادرا على ان اصوغ الموت فجمع نتفة وهي القطعة من الشر. وهذا منه تواضع رحمه الله تعالى وقد كان معروفا العلم والادب. فكيف بالعقد اي كيف لي ان انظم ما كان انتذر عن كثرة اي كيف ان انضب علما غزيرا انتثر انتشر عن كثرة وفي المهارق اي الصحف اذعر اي تفرق لكن تطفلت على بركته وجاهه بنظم بعض السيرة. يعني لا كنت طفلت التطفل اه هو الاتيان الى المأدبة من غير دعوة واشتقاقه من رجل يقال له الطفيل ابن زلات. ويقال له طفيل الاعراس كان يأتيه من غير دعوة. فسمى الناس من يأتي للمأدبة من غير دعوة متطفلة. شبابهم من الطفيل نزلات. يعني لكن تجشمت هذا الامر مع اني لست اهلا لهو لنوم بعض سيرة النبي صلى الله عليه وسلم هذا كما ذكرنا تواضعا منه. لعلها بالنوم هلهلا على من رامها نثرا تكون اسهل. اي لعلها اي لعل سيرته منظومة تكون اسهل على القارئ ومن يريد حفظها منها ما يعني ان بعض الناس يسهل عليه حفظ المنظومات ويعز عليه حفظ المنذورات فاراد ان ينضمها لمن اراد ان يحفظه ولحضوره بكل ذهنه عن ذكره بمضمر استغني. هذا بيان منه الاصطلاح له. وهو انه اذا اضاف الضمير الذي ليس له مفسر بالكلام السابق وكان مفردا مذكرا فانه يعني بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في قوله عن قتل اله نهائي خرجوا. نهى اي النبي صلى الله عليه وسلم اذا جاءك بهذه المنظومة ضمير لمفرد مذكر ليس له مفسر فاعلم انه يريد بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ان السبب في ذلك هو حضور النبي صلى الله عليه وسلم في كل في ذهن كل مسلم والحضور الذهني مما يفسر به الضمير كما هو معلوم. ولحضوره يجلكون رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضرا في كل ذهني عن ذكره بمضمر اي باعادة الضمير اليه استغن. والله اسأل سداد النظر يعني انه يسأل الله سبحانه وتعالى ان يسدد نظره في هذا القصد ويعصم خاطره اي قلبه تسمية للمحل بالحال الخاطر يخطر بالقلب. ويسمى القلب خاطرا مجازا مرسلا على المحلية لان القلب محل للخواطر. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يعصم ان يمنع خاطره اي قلبه من خطر هذا الامر لانه قد يدخل عليه عجبا او فخرا او كبرا فيريد الله سبحانه وتعالى ان يخلص له نيته من ذلك. واسأل الله ان يكون لي اي اجرا لي ونفعا لا وعند كل احد مرضي ان يكون هذا النوم مرضيا عند جميع الناس. وان يكون للثواب قانصا ان يكون قانصا القانص في الاصل الذي يصطاد والقنص الصيد ومعناه ان يكون جاذبا للثواب. وان يكون لوجهه عز وجل خالصا مما يلبس به ابليس. اي ان يكون خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى مما يلبس به ابليس. وللهواه في طيه تدليس اي غش. بجاه اشرف الورى محمد صلى الله صلى عليه الله طول الابد. كان الوالي رحمه الله تعالى ممن يرى مشروعية التوسل بالجاه وهي مسألة ليست اه من هذا العلم الذي نحن بصدده فلا نطيل بنقاشها. اول غزوة غزاها المصطفى والدان فالابواء او ترادفا. لما هجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة بدأ ببناء المساجد ونشر الاسلام والدعوة والمؤاخاة بين المهاجرين والانصار وموادعة اليهود. اراد بذلك ان تكون المدينة مقيمة لدين الله سبحانه وتعالى امنة ليس فيها خوف فبدأ اولا ببناء مسجد قباء ثم بنى المسجد النبوي الشريف. ثم بعد ذلك اخى بين المهاجرين والانصار لانه قدم بالمهاجرين وقدم معه المهاجرون وهم يختلفون عن انصاري في اخلاقهم وطبائعهم وعاداتهم. وقدم بهم على قوم اخرين. فاراد ان بينهم فاخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم وبتلك المؤاخاة ثبتت بينهم المودة والرحمة والعطف بل كانوا يتوارثون بتلك الاخوة حتى نزل قول الله تعالى واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض. فنسخ عندئذ الارث بذلك الاخاء. ثم وعد النبي صلى الله عليه وسلم اليهود الذين كانوا بالمدينة. وذلك انهم لم يدخلوا الاسلام فصالحه النبي صلى الله عليه وسلم على الا يظاهروا عليه عدوا. وكان بالمدينة يومئذ ثلاثة ثلاثة احياء من اليهود وهم بنو النضير وبنو قينقاع وبنو قريظة. فعاهدهم النبي صلى الله عليه عليه وسلم واحترم لهم ذلك الوعد حتى ذلك العهد حتى غدروا كما سيأتي تفصيله في محله ان شاء الله واقام النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة السنة الاولى ثم اذن له في الجهاد. فنزل عليه قول الله تعالى للذين يقاتلون بانهم ظلموا. وان الله على نصرهم لقدير. فاذن له الله سبحانه وتعالى بالجهاد وعند ذلك بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في الجهات وكان يبعث الغزوات والبعوث والسرايا والفرق بين الغزوات والبعوث والسرايا هو فرق اصطلاحي كما بينه اهل العلم. وذلك ان الطائفة من المسلمين اذا خرجت تريد الجهاد وفيها رسول الله صلى الله عليه وسلم سمي ذلك غزوة. فالغزوة هي التي خرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الشريفة يريد فيها القتال. فان ارسل جماعة القتال ولم يخرج معهم سمي ذلك في الاصطلاح السرية. فالسرية هي الطائفة من المسلمين يخرجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تريد الجهاد ولكن لا يخرج معها بنفسه. فان بعث القوم للدعوة لا يريدون قتالا وانما هم دعاة فقط. سموا حينئذ بعثا. اذا فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل البعوث والسرايا ويخرج في نفسه الشريفة في الغزوات صلى الله عليه وسلم ونحن هنا سنقتصر على غزواته. اما السرايا فهي مبحث مستقل الفت فيه كتب اخرى فاول غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم هي غزوة ودان وقيل غزوة الابواء وقيل هما مترادفتان. قال رحمه الله تعالى اول غزوة غزاها المصطفى صلى الله عليه وسلم والدان فالابواء او ترى دفا. والمشهور ان الغزوة واحدة. والموضعان الجدال الابواء موضع وودان موضع وبينهما ستة اميال وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم في الثاني عشر من صفر في السنة الثانية من الهجرة ومعه طائفة من المهاجرين ولم يخرج معه احد من الانصار. واستعمل على سعد بن عبادة بن دليم رضي الله تعالى عنه وحمل اللواء عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف. وسار النبي صلى الله عليه وسلم معترضا قافلة لابي جهل عمرو بن هشام ابن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم. حتى بلغ النبي صلى الله عليه وسلم سيف البحر. والسيف بالكسر ساحل البحر. بكسر السين ساحل البحر ففاتتهم العير. فاتتهم قافلة آآ ابي جهل. ولم يلقوا ووادعوا في هذه الغزوة مخشي ابن عمرو الضمري اي صالحوا قبيلة بني ضمرة على الا يقاتلوهم ولا يظاهروا عليهم عدوا. ورجع النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الغزوة بعد خمسة عشر يوما. ثم بواط خرجوا لعير امية بن خلف السفسيري يعني ان غزوة بواط بواط تضبط بوزن غراب وسحاب. يقال ضواط وبوات وهو جبل من جبال جهينة على مقربة من ينبع. يبعد من المدينة اربعة برج. خرج النبي صلى الله عليه وسلم في مئتين من الصحابة يعترض قافلة يقودها امية ابن خلف. السفسير اي التاجر وكان ذلك في شهر ربيع الاول من السنة الثانية للهجرة. واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة السائب ابن مظعون وقيل السائب ابن عثمان ابن مظعون وحمل اللواء في هذه العزوة سعد بن عبادة بن دليم. عفوا سعد بن معاذ بن النعمان رضي الله تعالى عنه وقيل سعد بن ابي وقاص وفاتتهم ايضا القافلة فلم يدركوها ورجعوا ثم الغزوة الثالثة من هذه الغزوات هي غزوة العشيرة. تقال بالشين والسين عشيرة والعسير وبالتاء والهاء العشيراء والعسيرة. خرج النبي صلى الله عليه وسلم فيها يطلب قافلة ابي سفيان صخر بن حرب بن امية بن عبدالشمس. وهي ذاهبة الى الشام. وهذه القافلة هي التي كانت عودتها سببا لغزوة بدر الكبرى. ثم العشيرة الى عير ابي سفيان في ذهابها للاعرابي يعني انه طلب العيرة وهي متجهة الى الشام. ففاتته. ثم طلبها في العودة فكان طلبها في العودة سببا في غزوة بدر الكبرى على ما يأتي تفصيله. كانت غزوة العشيرة في جمادى الاولى من السنة الثانية واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ابا سلمة ابن عبد الاسد. وحمل اللواء في هذه الغزوة حمزة بن عبدالمطلب وخرج النبي صلى الله عليه وسلم ففاتته قافلة ابي سفيان ووادع بني مدلج بن بكر اي صالحهم ثم رجع الى المدينة صلى الله عليه وسلم ثم الغزوة الرابعة هي غزوة بدر الاولى. بدر اسم رجل من غفار بئرا فسميت باسمه فاصبح يقال لها بدر. والنبي صلى الله عليه وسلم له له غزوات كل واحدة منهن تسمى بدرا. بدر الاولى وبدر الكبرى وبدر الموعد فهذه التي بين ايدينا هي بدر الاولى. وبدر الكبرى هي الفرقان بين الحق والباطل كما سيأتينا وبدر للموعد هي الغزوة التي توعد النبي صلى الله عليه وسلم مع ابي سفيان انقلبت قريش من غزوة احد فقال ابو سفيان موعدكم بدر من السنة القابلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر ان يقول لابي سفيان اي نعم موعدنا بدر من السنة القابلة. وجاءها النبي صلى الله عليه وسلم ورجع عنه ابو سفيان على ما سيأتي تفصيله في محله ان شاء الله. بالنسبة لبدر الاولى خرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم في اثر رجل من قريش كان قد اعتدى على سرح اي ابل اهل المدينة فاستاقاها. يقال له قرص بن جابر قرز بن جابر الفهري عدا على سرح اي ابل اهل المدينة فاستاقها. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في اثره اثره حتى بلغ سفوان من ناحية بدر ففاته كرز بن جابر فرجع النبي صلى الله عليه سلم الى المدينة وقد اسلم كرز بعد ذلك وحسن اسلامه وهو الذي رد العرنيين الذين ان اعتدوا على صرح النبي صلى الله عليه وسلم على ما سيأتي تفصيله في محله. وقد مات شهيدا رضي الله تعالى عنه في غزوة فتح مكة قال فبدر الاولى باذن ناهب اي من انتهب سرح المدينة اي ابل المدينة. على كونه معذ اي مسرع الهارب وهو كرز بن جابر الفهري. وبعد اي بعد ذلك اسلم واستنقذ لقاح النبي صلى الله عليه سلم ممن استحوذ استولى عليها. يعني بذلك سرية العرنيين وهم نفر من عكل او عرين جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فاعلنوا اسلامهم فكأنهم استوخموا المدينة فامره النبي صلى الله عليه وسلم ان يخرج الى لقاحه اي ابله وان يشربوا من البانها وابوالها ففعلوا ذلك فلما صحوا كفروا غلامه واستاقوا ابله فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فارسل سرية في اثرهم فردهم كرز بن جابر رضي الله تعالى عنه. كانت هذه الغزوة بعد العشيرة بليال قليلة وخرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ سفوان من ناحية بدر ففاته كرس بن جابر ورجع. واستعمل فيها النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة زيد ابن حارثة الكلبي. حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحمل اية علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه. غزوة بدر الكبرى الف بعير معها خمسون الفا الف دينار من خالص الذهب قدم بها ابو سفيان من الشام. وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في طلبها ومعه ثلاثمئة وبضعة عشر رجلا. اربعة وستون منهم من المهاجرين والباقون من الانصار. وخلف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ابا ابن عبدالمنذر وخلف على الصلاة ابن ام مكتوم. المشهور باسمه عبدالله وقيل يقال له عمرو. ودفع النبي صلى الله عليه وسلم الراية الى يا مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد سمع ان ابا سفيان اقبل بقافلته من الشام فقال هذه عير لقريش قد من الشام فعسى الله ان ينفلكم اياها. ولم يستكره النبي صلى الله عليه وسلم احدا على الخروج فخرج معه من كان جاهزا خفيفا من المسلمين وخرج النبي صلى الله عليه وسلم بدون اهبة للقتال لانه لم يكن في العصر يريد الجيش. كان يريد اعتراض قافلة وتجارة فقط. وكانت معه ومع اصحابه سبعون من الابل فكانوا يعتقدون في ذلك المسير كل ثلاثة على بعير. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتقد معه على بعيره علي ابن ابي طالب وزيد ابن حارثة رضي الله تعالى عنهما قال واعتقدوا في ذلك المسير كل ثلاثة على بعير. وآآ اما بقية فلعلها لم تركب او انها كانت تصلها النوبة في وقت ما لانهم ذكروا ان العدد ثلاثمئة وبضعة عشر رجلا وان الابل سبعون فقط. قال ولم يكونوا اوعبوا للحرب اذ ما غزوا بغير نهب الركب. يعني ان المسلمين لم يكونوا اوعبوا اي تجهزوا للحرب. اذ ما غزوا لغير نهب الركب لانهم انما غزوا لكي يصيبوا قافلة عيرا قابلة قافلة من الشام وليس عندهم من السيوف غير زمان للعدى حتوفي. يعني انه ليس عندهم من السيوف الا ثمانية سيوف هكذا ذكر رحمه الله تعالى وقل من تعرض لهذه المسألة من كتب اهل السير والظاهر على كل حال انهم كانت عندهم عدة لان قول سعد رضي الله تعالى عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وانا لصبرا في الحرب صدق في اللقاء يشعر بانهم كانوا جاهزين للحرب وان عندهم عدة لها لان الفارس والبطل لا يفعل شيئا بفروسته ما لم يكن مسلحا وليس عندهم من الخيل سوى اثنتين فقط. احداهما لمرفد ابن ابي مرثد يقال له السبل. والثانية للمقداد ابن امر البهراوي يقال لها السبحة. وقد كفتهم اهبة التمكين اي كفاهم ما مكنهم الله سبحانه تعالى به من النصر. وما وعدهم به من النصر. ونزل النبي صلى الله عليه وسلم بهم بئر السوق لاثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان في السنة الثانية من الهجرة. ثم استعرض جيش المسلمين فرد بعض ابناء المسلمين الذين استصغرهم بسنهم منهم عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه استصاره ببدر فرده. ومنهم زيد ابن ثابت ومنهم رافع بن خديج. ومنهم البراء بن ومنهم زيد ابن ارقم. واستصغر النبي صلى الله عليه وسلم عميرة بن ابي وقاص. فقال له ارجع افبكى فاجازه واستشهد في بدر كما سيأتي ذكره في الشهداء ان شاء الله. ودعا النبي صلى الله عليه وسلم يوم للمدينة بمثل ما دعا ابراهيم عليه السلام به لمكة. نقتصر على هذا القدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك