ومنها انها تضع حافرها عند منتهى بصرها او قال طرفها. ومنها انها دابة فوق الحمار ودون ودون البغل. كما وصفها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان قلت ومن انه صعد الى السماء ولمس النجوم وصار يمشي على القمر ولمس الشمس بيده وهو في منامه. وقطع المسافات وذهب الى الانهار الجارية والى والى الروضات الخضراء التي في البلاد البعيدة. ثم اذا استيقظ فاذا هو على فراشه الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. اظننا وقفنا عند الابيات التي تكلموا عن عقيدة اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى في الاسراء اي سنبدأ في هذه الابيات ان شاء الله. وساعطيكم طريقة في الشرح هذه الدورة وهي انني اشرح الابيات قبل ان يقرأها شيخنا الشيخ فهد وفقه الله فلذلك انتبهوا انتبهوا لي اذا مرت عليك معلومة لم تسمعها فحاول ان تقيدها. عقيدة الاسراء والمعراج. الكلام على هذه العقيدة في جمل من المسائل مهمة. المسألة الاولى ما الذي ينبغي فهمه قبل ان نتكلم في تفاصيل الاسراء والمعراج. ما الذي ينبغي فهمه قبل ان نتكلم في تفاصيل الاسراء والمعراج. وانا اظن ان هذه المسألة ينبني عليها فهم ما سيأتي. واذا عجز عقلك عن فهم هذه المسألة فعاجزه عن فهم ما سيأتي ظم واعظم يجب على كل مسلم قبل ان يبدأ في تفاصيل دراسة الاسراء والمعراج ان يعلم انها من جنس القدرة الالهية. لا يقص فصولها ولا جزئياتها على القدرة البشرية. فان اعظم من انكر هذه العقيدة انما لانه قاس تفاصيلها وجزئياتها التي حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم على القوى البشرية. فحينئذ كيف يعرج يعرج به في هذه المسافة المسافات البعيدة التي تقدم بالسنين الظوئية وهو بشر. فكل من قاس الاسراء والمعراج وتفاصيله وجزئياته بالقدرة البشرية فانه سيؤدي به ذلك الى انكاره وتعطيله وجهده. كما هو حاصل عند كثير من العقلانيين الذين يقيسون الاشياء بقدراتهم العقلية البشرية او قواهم البشرية. لكن اول شيء نتفق معكم فيه هو ان جميع التفاصيل التي ستأتي. والله انها خارجة عن مدركات ووالله ان القوى البشرية مهما اجتمعت عن بكرة ابيها لا تستطيع ان تحقق شيئا منها مطلقا. فجميع تفاصيل الاسراء والمعراج لابد ان ننظر فيها مراعين ان ما حصل قوة الهية. ان الله عز وجل هو الذي اراد بعظيم قدرته لقوته عز وجل ان يحصل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم. فتنقلاته ليست عائدة الى قواه البشرية وانما الى قدرة الله عز اجل وعروجه الى تلك المسافات والسنين التي تقدر السنين الضوئية. في ليلة واحدة ليست الى قوى النبي صلى الله عليه وسلم ولا الى قدراته البشرية. وانما هي راجعة الى قوة الله عز وجل وقدرته. فمتى ما نظرنا في تفاصيل الاسراء والمعراج بناء على هذه النظرة العقلانية الشرعية التي يؤكد عليها اهل السنة والجماعة فحينئذ سوف تمشي عقولنا مع تلك التفاصيل ها بكامل الاذعان وبكامل التسليم وبكامل التصديق. واما متى ما نسبنا شيئا من جزئياتها الى قوانا العقلية او الى قدراتنا البشرية فان ذلك سوف يفضي بنا الى ماذا؟ الى التكذيب. كما كذب بهذه حادثتين الاسراء والمعراج المعراج كفار قريش. فانهم لما اخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم صباحا بما جرى لما اخبرهم صلى الله عليه وسلم صباحا بما جرى له بادره بماذا؟ بالتكذيب. لماذا؟ لانهم قاسوا ما به على قواه البشرية وعلى قدراتهم العقلية. فتعارض عندهم الامر وسيتعارظ الامر كل طائفة تقيس الاسراء والمعراج بهذا الميزان. لكن متى ما نظرنا اليها الى انها من جملة المعجزات وخوارق عادات التي لا تستطيعها البشرية وانما الله عز وجل هو الذي قدر ان تكون بعظيم قدرته وعظيم قوته حينئذ لن نجد في ان نؤمن بها وتدعن عقولنا وقلوبنا لها ونقول امنا به كل من عند ربنا. افهمتم هذا؟ وهذه لابد ان نشرحها قبل ان نذكر تفاصيل الاسراء والمعراج ليس مع الموافقين كامثالكم بل مع المخالفين. فان كان من يناقشك في هذه يرجعها الى قواه العقلية فاقطع النقاش. واذا كان ينسبها الى قدرة الله الهائلة التي لا تقاس بعقولنا فحينئذ سوف يصل به الامر الى الاذعان والتسليم واضح هذا ان شاء الله؟ وان كان الله عز وجل قد اجرى في كونه في العصور المتأخرة اشياء تدلنا على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم من الواقع فقد صنعت مركبات تسير بالناس سرعات هائلة لكن حتى وان كان الامر قد يؤكد شيئا من ذلك الا ان ما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم اعظم من ذلك بكثير. فهيا بنا نبدأ في المسألة الثانية مفصلين ما تيسر من هذه الجزئية المسألة الثانية ان قلت ما معنى الاسراء؟ فنقول الاسراء مأخوذ من السرى. وهو المشي ليلا ذلك لان الاسراء من مكة بالنبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة انما وقع ليلا. ودليل ذلك قول الله عز وجل سبحان الذي اسرى بعبده ها ليلا. فلما كان فلما كان مشوي النبي صلى الله عليه وسلم على البراق من مكة الى بيت المقدس ليلا سماه العلماء بالاسراء. وعلى ذلك نزلت سورة كاملة يقال لها سورة الاسراء. فان قلت وما ما معنى المعراج؟ فاقول العروج هو الصعود العروج هو الصعود. ومنه قول الله عز وجل عن الملائكة تعرج تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فان قلت وما دليل اثبات الاسراء؟ الجواب لقد دل على اثبات هذه القضية التي هي الاسراء. كتاب الله عز وجل ومتواتر سنة النبي صلى الله عليه وسلم واجماع اهل السنة والجماعة. كما في الاية التي ذكرتها لكم انفا سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. واما ادلة السنة فهي كثيرة جدا في هذا في هذا المجال ولا تجد كتابا من كتب الاعتقاد الا وهو يطرق هذه المسألة ويذكر فيها اجماع اهل السنة والجماعة فان قلت وما دليل المعراج؟ اقول دليله من القرآن وصحيح السنة والاجماع. واذكر لكم اية فقط من القرآن وهي في صدر سورة يجب وهي قول الله عز وجل ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى. فاول سورة النجم انما يتكلم عن معراج النبي صلى الله عليه وسلم الى السماوات وما رأى فيها من الايات التي وصف الله عز وجل فيها بقوله ما زاغ البصر وما طغى وبقوله ما كذب الفؤاد ما رأى وبقوله لقد رأى من ايات ربه الكبرى فان قلت ومتى كان وقتها؟ فان قلت ومتى كان وقتها؟ اقول اما في توقيتها وهناك اجماع وخلاف. اما الاجماع فقد اجمع اهل العلم على انها كانت قبل الهجرة. فهي قضية الاسراء معراج كانت قبل هجرة النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. واجمع العلماء كذلك على انها كانت بعد مجيء صلى الله عليه وسلم من الطائف مهموما مغموما حزينا على ما كذب به اهل الطائف ورموه حتى سال دمه صلى الله عليه وسلم على على جبينه واما ما اختلف فيه العلماء فهو تحديد السنة. فمنهم من قال قبل الهجرة بسنة. ومنهم من قال قبل الهجرة بثلاث سنين ومنهم من قال قبل الهجرة بخمس سنين. فان قلت وهل يهمنا فان قلت وهل يهمنا تحديد سنتها او شهرها او ليلتها؟ الجواب لا يهمنا ذلك فان قلت ولم لا يهمنا؟ فاقول لان العلماء من اهل السنة متفقون على ان هذه الليلة بعينها لا يتعلق بها شيء من التعبدات مطلقا؟ فلا يتعلق بها احتفال ولا اجتماع ولا صيام ولا صدقة ولا صلاة ولا ذكر ولا قراءة قرآن من ولا اي شيء من التعبدات. ولذلك لم يحرص النبي صلى الله عليه وسلم على تحديد زمانها بعينه ولم يحرص صحابته رضوان الله تعالى عليهم على تعيينها كحرصهم على تعيين يوم الهجرة. لعلمهم واجماعهم بان هذه الليلة في تحديدها لا يرجع بكبير اثر تعبدي على الانسان. ولذلك هذه الليلة كسائر الليالي لا يجوز ان تخص لا بذكر ولا بقراءة قرآن ولا باحتفال او اجتماع او توزيع صدقات او لقاء في مسجد او نحو ذلك مما يفعله كثير من من الناس. ولا تخص بتجديد الشهادتين ولا بقراءة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا قول شيء من القصائد او المدائح النبوية. كما يفعله كثير من الناس في كثير من اصقاع العالم الاسلامي والعربي هذا الزمن. فكل ذلك من البدع الوصفية الاضافية المحدثة التي ما انزل الله بها من سلطان فليلتها كسائر الليالي والمتقرر في القواعد ان الاصل استواء اجزاء الزمان والمكان في الفضل والتعبد. فمن خص زمانا دون زمان او خص مكانا دون مكان بتعبد خاص فانه مطالب بدليل يدل على صحة هذا التخسيس. ولذلك ليس البحث فيها ليس البحث في تحديد ليلتها يعني يقف كبير طائل. فان قلت وهل ما اشتهر عند كثير من الناس انها ليلة سبع وعشرين من شهر رجب هل ما اشتهر صحيح؟ الجواب ليس بصحيح ولا اصل له لا في صدر ولا ورد فانه لم يرد هذا التحديد التعييني اي في سبع وعشرين من شهر رجب. دليل صحيح او برهان صريح وحيث لا برهان ولا دليل يعبد هذا التحديد فانه محض اجتهاد قاله قائله ولكن لا يقف وراءه شيء منه من الادلة او البراهين التي يجب ان نخضع لها وان نستسلم لمدلولها. فان قلت اهي اي ليلة الاسراء افضل ام ليلة القدر؟ اهي افضل ام ليلة القدر الجواب في ذلك خلاف بين اهل العلم رحمهم الله تعالى. وقد قلت لكم سابقا انك اذا فضلت بين عبادتين او بين ليلتين او بين زمانين او بين مكانين او نحوهما فاياك ان تقضي الفضل المطلق وانما تقضي بمطلق الفضل. وعلى ذلك نخرج التفضيل بين ليلة الاسراء وليلة القدر فليلة الاسراء افضل باعتبار النبي صلى الله عليه وسلم فان ما ناله فيها من الفضل والكرامة والرفعة والمنزلة اعظم بكثير من ليلة القدر. واما ليلة القدر فانها افضل باعتبار النظر الى الامة. فان الامة تنال فيها من من الفضل والكرامة ومغفرة الذنوب والمنزلة والرفعة. وعظيم الدرجات وجزيل النوال والثواب. ما لا تناله في غيرها من الليالي فليلة الاسراء افضل باعتبار النبي صلى الله عليه وسلم وليلة القدر افضل باعتبار الامة واختار هذا القول ابو العباس ابن تيمية الله تعالى فان قلت هل كان الاسراء والمعراج يقظة او مناما هل حصل في حال نوم النبي صلى الله عليه وسلم ام كان يقظة؟ الجواب ذهب جماهير اهل السنة والجماعة رحمهم والله تعالى الى ان هاتين الحادثتين الاسراء والمعراج كانتا يقظة لا مناما. ودليل ذلك قول الله عز وجل سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. فافتتح الاية بقوله سبحان اي تنزه وتعاظم وتقدس ولا يمكن ان يقال هذا هذا الامر العظيم في مجرد رؤيا منامية يرى الانسان انه قد طار الى السماوات وقد تجاوزت به الاحلام المسافات الشاسعة فلا يستحق الانسان في رؤية منامية هذا التفخيم في ابتداء الاية في قوله سبحانه ما بدأ الله هذه الاية بقوله سبحانه دل على ان ثمة حدث عظيم جدا يدل على كمال قدرته وعلى عظيم وعلى اثبات ربوبيته وانه المستحق للالوهية دون ما سواه. فلا يمكن ان يكون ذلك على مجرد رؤيا من ام بدليل انه لو كان القضية مناما لما استوجب لقريش ان تنكر فان الانسان يرى في فاذا اخبر اهله بما قطعه من المسافات. وبما رآه من الايات العجيبة. هل ستستنكر قلوبهم شيئا من ذلك؟ الجواب لا لانها رؤيا لانها رؤيا منامية. والرؤية المنامية تحتمل عقول البشرية ان يكون فيها شيء من ذلك واكثر من ذلك. فلما افتتح الله عز وجل هذه الاية بقوله سبحانه دل على ان الامر فخم وعظيم. وانه اعظم من مجرد رؤيا ولما استنكرت قريش ذلك وكفرت وعاندت وابت عقولها ان تستسلم له دل ذلك على انهم فهموا انه كان يقظة لا منام. واظف الى هذا ان الرؤية المنامية قد تصدق تارة وتكذب تارة اخرى وان كانت رؤيا الانبياء حق لكن الله عز وجل قال ما زاغ البصر وما طغى فهذا دليل على ان ما رآه كان في حال قوة بصره والانسان في منامه انما يرى ببصيرته لا لا ببصره. وكذلك يقول الله عز وجل ما كذب الفؤاد ما رأى فهذا كله دليل على انه كان يقظة لا مناما. فان قلت هل كان بروحه ام بروحه وجسده؟ الجواب في ذلك خلاف يسير بين اهل السنة الا ان اكثر اهل السنة جماهيرهم يقولون بانه كان بالامرين جميعا. فقد اسري وعرج بالنبي صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده فان قلت وما دليل ذلك؟ اقول الدليل على ذلك قول الله عز وجل سبحان الذي اسرى بمن؟ بعبده والعبد ليس اسما للجسد فقط وليس اسم للروح فقط وانما هو اسم لكليهما. فلا يسمى العبد عبدا الا اذا كان بروحه وجسده ولان قريش لما انكرت دل انكارها على ان القضية ليست قضية ارواح فان الارواح تنقلاتها عجيبة جدا لكن لما انكرت واستنكرت دل ذلك على ان انهم علموا انه يدعي انه كان بروحه وجسده. وهذا هو الذي يدين الله عز وجل به. فان قلت وما الوسيلة التي كان يتنقل عليها النبي صلى الله عليه وسلم في فاقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يتنقل على دابة يقال لها البراق. هكذا سماها النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح السنة قال فاتيت بدابة البراق. فان قلت ولما سميت براقا. فان قلت ولم سميت براقا؟ فاقول لامرين لبياض لونها وبريقه. فان الشيء الابيض يكون فيه ها شيء من البريق فسميت براقا لبياض لونها. وطائفة اخرى قالوا لان مأخوذة من البرق اي اي في السرعة وشدة الجري ولا جرم ان المتقرر عندنا ان اللفظ اذا فسر بتفسيرين لا تنافي بينهما فانه يحمل عليهما. فنقول اذا انها سميت براقا لبياض لونها وسرعة جريها وقطعها للمسافات الشاسعة بخطوة واحدة. فان قلت صف لنا هذه الدابة اقول لقد ورد في الادلة الصحيحة في الاد عفوا لقد ورد في الادلة الصحيحة وصفها. فمنها انها بيضاء اللون اين بدأت رحلة الاسراء؟ واين انتهت؟ الجواب بدأت من مكة وانتهت في بيت المقدس. كما قال الله عز وجل هذا الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله. الذي باركنا حوله فان قلت وماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما وصل الى بيت المقدس؟ اقول اول ما وصل النبي صلى الله عليه وسلم الى بيت المقدس في تلك السفرة الارضية المباركة ربط دابته البراق في الحلقة التي كان الانبياء يربطون دوابهم فيها اذا زاروا بيت المقدس. قال صلى الله عليه وسلم فربطت البراق في الحلقة التي كان يربط فيها الانبياء. ثم دخل فصلى ركعتين ثم دخل فصلى ركعتين. فان قلت او لم يأتي حديث لانه صلى بالانبياء في بيت المقدس فاقول بلى ولكن صلاته بالانبياء كانت بعد رجوعه من المعراج انتم معي ولا لا؟ لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم الى من المعراج صلى في بيت المقدس وخلفه الانبياء فان قلت وما برهان ذلك؟ اقول برهان ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لو كان قد صلى باخوانه الانبياء قبل عروجه اليهم لما احتاج الى للتعريف بهم لكنه كان يسأل عن كل نبي يقابله في السماوات. فكان يتعرف عليهم فلما تعرف في رحلة المعراج السماوية صلى بهم بعد ذلك في بيت المقدس. ثم ارجع واقوم وبعد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين في بيت المقدس عرج به الى السماوات السبع. هذا ما حصل للنبي صلى الله عليه عليه وسلم. فان قلت وكيف كان المعراج؟ ان قلت ما ادري طولت عليكم يا جماعة ان قلت وكيف كان المعراج؟ اقول لقد اوتي النبي صلى الله عليه وسلم بالة الله اعلم بها. فان المعراج لم كن على البراق. لان البراق دابة تمشي في الارض. واما المعراج فانه يحتاج الى سلم الصعود اي سلم يصعد به النبي صلى الله عليه وسلم الى السماء. فحينئذ نقول اوتي بالة اوتي بشيء اه كان سببا في عروجه الى الله تبارك وتعالى الى السماء السابعة لكن حقيقة هذه الالة او حقيقة هذا المعراج الله اعلم به. لان لان الامر خارج عن ماذا خارج عن قدراتنا البشرية. خارج عن قدراتنا البشرية. فالمعراج اه يعني كالسلم صعد عليه النبي عليه النبي صلى الله عليه وسلم الى السماء الدنيا. فان قلت ومن؟ لقي في السماوات اقول لقي فيها كثيرا من الانبياء. فلما عرج به الى السماء الاولى استفتح جبريل فقال خازن السماء الاولى من؟ قال جبريل. قال ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم فرحب به وسلم عليه وفتح لهم باب السماء الاولى وهذا دليل على ان السماء اجرام وليست دخانا كما يقوله كثير من علماء الفلك والهيئة في هذا الزمان. فهي ابواب فلها ابواب تفتح وتغلق وتطوى يوم القيامة يوم نطوي السماء كطي السجل اي السجادة للكتب فهذا دليل على انها جرم وليست مجرد دخان. وان كان اصل خلقها كان من دخان. قال الله عز اجل ذكرني بالاية ثم استوى الى السماء وهي دخان. فاصل خلقها دخان ولكنها صارت ترمم له ابواب تفتح وتغلق وخزنة يقفون على هذه الابواب فلقي في السماء الاولى اباه ادم فرحب به واقر بنبوته ورأى ادم كلما نظر الى يمينه ضحك. واذا نظر الى شماله بكى. فلما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن قال ان من على يمينه هم السعداء من ذريته. فاذا رآهم ضحك. ومن على شماله هم الاشقياء من ذريته فاذا رآهم بكى. اب يبكي على بعض اولاده. ثم عرج به الى السماء الثانية. ولقي فيها ابني له عيسى ابن مريم ويحيى ابن زكريا عليهما افضل الصلاة وازكى التسليم. فسلما عليه ورحب به واقر بنبوته ثم عرج به الى السماء الثالثة ولقي فيها يوسف عليه الصلاة والسلام. فسلم عليه ورحب به واقر بنبوته انتبهوا لهذا الترتيب. ثم عرج به الى السماء الرابعة فلقي فيها اخاه ادريس. عليه الصلاة والسلام عليه ورحب به واقر بنبوته. ثم عرج به الى السماء الخامسة فلقي فيها هارون عليه الصلاة والسلام سلم عليه ورحب به واقر بنبوته. ثم في السادسة لقي اخاه موسى عليه الصلاة والسلام فسلم عليه ورحب به واقر بنبوة ثم عرج به الى السماء السابعة فلقي فيها اباه ابراهيم عليه الصلاة والسلام فسلم عليه ورحب به واقر بنبوته الاقرار والترحيب داخل في قول الله عز وجل واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم طبعا وهذا المجيء ليس في حياتهم. معلوم هذا؟ ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال اقررتم واخذتم على ذلكم اصري؟ قالوا اقررنا. فمن جملة تفسيرات هذه الاية انه هو هذا الايمان والاقرار والنصرة التي حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم في حال عروجه وسلامه على اخوانه في السماوات ثم بعد ذلك عرج به الى الرب تبارك وتعالى. وقبل ذلك مر في السماء السابعة على سدرة يقال لها سدرة المنتهى عندها جنة المأوى. وقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بان اوراقها كاذان الفيلة. وان نبقها مثل قلال هجر وانه غشيها الوان ما ادري لا ادري ما هي. خرجت منها الوان. الله يقول لا ادري ما هي. وهذا من جملة النعيم ثم فرض الله عز وجل عليه في هذه السفرة السماوية الصلوات وكان اول فرضها خمسين. ثم نزل الى السماء السادسة الى اخيه موسى فلم يزل يراجع الله عز وجل فيما بينه وبين موسى فيسقط الله عز وجل عنه خمسا ثم خمسا ثم خمسا حتى بقيت الصلوات خمسا في العدد ولكنها ولكنها ولكنها خمسون في الاجر والثواب ولكنها خمسون في الاجر والثواب. افهمتم هذا؟ ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم من ليلته الى فراشي انتم معي في هذا ولا لا يا جماعة؟ هذا هو حقيقة ما حصل. فان قلت وما الحكمة من الاسراء اصلا والمعراج ما الحكمة منها؟ الجواب اعظم الحكم تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم فانه لما خرج من مكة طريدا شريدا في تلك الجبال. ذهب الى الطائف يبحث عن مناصر له. فلم يجد من اهل الا اعظم التكذيب ورموه حتى ادموا عقبيه صلى الله عليه وسلم وسال منه الدم. ثم رجع مهموما مغموما حتى حتى ملك الجبال ثم لما رجع الى مكة في حماية المطعم ابن عدي واولاده عرج اسري به وعرج به من باب تسليته وتثبيته. وان هذا والله من اعظم التثبيت. فاذا تقطعت بك ايها الداعية اسباب الارض فلك اسباب في السماء تمدك وتنصرك وتعينك باذن الله عز وجل. وان لم يحصل لك ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم اذ هي معجزة انتهت ولكن يبقى يبقى اشياء كثيرة يتسلى بها الدعاة عندما يكذبهم اهل الارض او اهل قراهم او اهل مدينتهم ويطردونهم ويؤذونهم فلابد ان يتعلق قلب الداعية حينئذ بمن؟ بحبائل الله عز وجل حتى يثبت قلبه. ويقوى فؤاده ويستمر وفي دعوته واما من لا يطالع الا اسباب الارض وجودا وعدما فان مآله ومآل دعوته سوف تكون للانقطاع والذهاب والبوار ومنها انها توطئة لرحلة الهجرة العظمى التي سيتغير بها وجه التاريخ التي سيتغير بها وجه التاريخ؟ ومنها ان الله عز وجل اراد اظهار فضيلة نبيه صلى الله عليه وسلم فلا يتميز عليه احد من اخوانه الانبياء بشيء ليس فيه. فجميع الانبياء جاءوا الى بيت المقدس وصلوا فيه. والنبي صلى الله عليه وسلم خاتمهم وافضلهم واراد الله عز وجل له هذه المزية والفضيلة ومنها ان الله اراد ان يطلعه على شيء من غيبه المطلق. لانه نبي ولابد ان يحدث النبي بشيء من الغيبيات لان تحديث النبي بشيء من الغيبيات من اعظم دلائل نبوته ورسالته وصدقه في قوله اني رسول الله وعلى كل حال غير ذلك من الحكم هذه اهمها واعظمها ومنها كذلك الابتلاء والتمحيص. ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة. ولذلك لما عرظ الامر على كفار قريش ابوا ولما عرض على ابي بكر قال اقاله قالوا نعم قال ان كان قاله فقد صدق. اصدقه بان ملكا ينزل عليه بوحي الله من السماء ولا اصدقه في كونه يرقى هو؟ ما في فرق وهذا لا يستطيعه الا اهل الايمان والرسوخ والمعرفة بعظيم قدرة الله. ما الفرقان بين تلقي الخبر من قبل كفار قريش ومن قبل ابي بكر ما الفرقان بينهما؟ هو ما ذكرته في اول الامر. ان كفار قريش تلقوا خبر الاسراء والمعراج ها على المقاييس البشرية فكذبوا وجحدوا وانكروا. واما ابو بكر فقاسه على القوة الالهية فحين اذ يعجز عقله عن عن تصديق شيء من ذلك