اعظم ما سيهلك هي ضرورات الدين الخمس. ولذلك لنتعبد لله عز وجل بحفظ ضرورات ديننا بالسمع والطاعة لحكامنا الا بامام ولا امام الا بسمع وطاعة. فاذا ذهب مبدأ السمع والطاعة تكسر مبدأ الامامة واذا تكسر مبدأ الامامة فكل سيأخذ الحق ها بنفسه والناس اذا خولوا في اخذ الحقوق الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين. وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد بقي لنا في شرح الفية التوحيد فصلا فصل مهم. وهو فصل في عقيدة اهل السنة والجماعة في التعامل مع ولاة الامر وعقد البيعة وهذا من اعظم الابواب التي ينبغي ان ينطلق منها الطالب من جمل من القواعد المهمة في هذا الباب فهذا الباب اذا لم نحكمه على قواعد اهل السنة والجماعة فانه سوف يحصل بسبب الاخلال فيه او سبب الخلل فيه شيء عظيم مما لا يرضاه الله عز وجل في ارضه. ولا زلت اصرخ باعلى صوتي ان هناك فتنتين عظيمتين اذا لم تؤخذ على قواعد اهل السنة والجماعة فان الفساد والبلاء والشر انما اهو نابع منهما في هذه الامة. الا وهي فتنة التكفير وفتنة التعامل مع الولاة. فانني لا اعلم فتنة تراق فيها الدماء اذا اختلف الناس بسببها الا هاتين الفتنتين. الا الا هاتين الا هاتين الفتنتين. فمتى ما اختلف الناس في مسائل واخذوه على مقتضى الخوارج او المرجئة فان الدماء سوف تسيل. وكذلك مسألة التعامل مع الولاة اذا اخذت على لغرار اهل السنة والجماعة وعلى غير قواعدهم واصولهم التي قرروها في هذا الباب فاننا والله سوف نبقى في انت سيب وجثث ملقاة على الارض. فلا امن ولا امان ولا راحة ولا اطمئنان. ويبقى الانسان في بلاده غير امن لا على نفسه ولا على حريمه وعرضه ولا على اولاده وماله. فيجب على كل طالب علم ان يحرص على تقرير القواعد السلفية في هاتين الفتنتين خصوصا. والا فان الناس قد اختلفوا في مسائل عقدية كثيرة ولم ترق فيها دماء لكن متى ما اختلفوا في مسائل التكفير اريقت فيها الدماء. ومتى ما اختلفوا في مسائل الحاكمية والسمع والطاعة اريقت الدماء ويكفيك في بيان خطر هاتين الفتنتين انها من اوائل الفتن التي خرجت في عهد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ومن اعظم الفتن التي تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم منه. فاول الفتن العقدية هي فتنة الخوارج المبنية على التكفير. واول الفتن العملية هي فتنة الخروج على على عمر رضي الله تعالى عنه فقتل وعلى عثمان رضي الله تعالى عنه فقتل وعلى علي رضي الله تعالى عنه وقد حاول الخارج عليه قتله ولكن لم يقدر الله عز وجل ذلك. ولكنه ايضا قتل بسبب الخروج عليهم. ولا يزال مسلسل الخروج مقترنا بمسلسل الدماء. فمتى ما ارادت الشعوب ان تخرج على حكامها فناهيك عن الدماء التي سوف تزهق وعن الاموال التي سوف تهلك وعن السبل التي سوف تتقطع وعن الخوف العظيم الذي سيعم البلاد والعباد. وان من اعظم مقاصد الشرع في ارضه وان من اعظم مقاصد الشارع في ارضه تحقيق الامن. ولذلك انما خلق الله عز وجل الجنة يأمن فيها المؤمنون فهي دار الامن والامان. فالله عز وجل يريد تحقيق يريد بارادته الشرعية. فالله يريد الشرعية تحقيق الامان لعباده في ارضه. فطوبى لطالب علم يسعى دائما الى توفير الامن للناس. وان من اعظم ما يوفر به الامن تعليم الناس القواعد الشرعية في هاتين الفتنتين. فتنة التكفير وفتنة الخروج على الحكام او مسألة التعامل مع الولاة لان ما يقرره اهل السنة والجماعة في هذين في هذين البابين ربما لا يقبله المتحمسون الطائشون سفهاء الاحلام حدثاء الاسنان غالبا يكون عندهم النزق والطيش والحمق والحماسة المفرطة الزائدة فاذا سمعوا كلام اهل السنة والجماعة فيما يقولونه في باب السمع والطاعة رأوه على حسب جهلهم وحمقهم وقلة حكمتهم وسفه عقولهم رأوه انبطاحا للحكام ورأوه ذلا وخضوعا وخنوعا ولذلك لا نزال الى الان نسمع منهم هذه الكلمات التي تدل على انهم ما فهموا عقيدة اهل السنة والجماعة اصلا في هذا الباب. فالذي يصف عقيدة اهل السنة في مسألة السمع والطاعة او التعامل مع الحكام بانها خضوع واستسلام وخضوع وانبطاح وتسويغ للطغاة ما يفعلونه من الاجرام فانه في الحقيقة والله ما فهم المذهب لا جملة ولا تفصيلا. ولذلك حتى تذهب حتى يذهب حظ الشيطان من قلوبنا في في هذا الباب فلابد ان يكون منطلقنا منه من ثلاث قواعد. حتى تفهم لماذا قرر اهل السنة والجماعة؟ ما قرروه في باب السمع فالذي سينطلق في باب التعامل مع الولاة. بناء على هذه القواعد الثلاث فانه باذن الله سوف يمر عليه جزئيات هذا الباب ببرد وسلام وتسليم واذعان. واما اذا دخل الانسان في قراءة ما قرره اهل السنة في هذا بعيدا عن مطالعة هذه القواعد فانه سيمتعظ ويغظب ويزمجر ويصف هذا المذهب بما لا يليق به من صفات الضعف والخضوع والخنوع لولاة الامر. فما هذه القواعد التي ينبغي ان ننطلق منها اقول هي ثلاث قواعد سأذكرها واشرحها ثم اذكر لكم الادلة من قول النبي صلى الله عليه وسلم عليها حتى تطمئن قلوبكم بانها قواعد صحيحة. انتم معي؟ طيب. القاعدة الاولى السمع والطاعة ليس مبنيا على المعارضات. السمع والطاعة للولاة ليس مبنيا على المعاوظات السمع والطاعة للولاة ليس مبنيا على المعاوظات. فهي مسألة تعبدية نقوم بها تعبدا لله عز وجل الذي امرنا بالسمع والطاعة لهم. فكما ان الولد يسمع ويطيع لابيه تعبدا لله عز وجل الذي امره. وكذلك الزوجة ايضا تسمع وتطيع لزوجها تعبدا لله عز وجل الذي امرها بطاعته. فكذلك الشعوب ايضا يجب عليها ان تسمع وتطيع لا لسواد عيون الحكام ولا لجمال وجوههم ولا لكثرة اموالهم وعظيم منصبهم وانما نسمع ونطيع لهم تعبدا لله عز وجل وما كان تعبدا لله عز وجل فانه ليس مبنيا على المعاوضات. اياك ان تجعل سمعك وطاعتك لولاة امرك في بلادك مبنيا على معاوضة. فان قلت وما قصدك بقولك المعاوضة؟ اقول قصدي بذلك قد اوضحه الله عز وجل قوله فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون فاذا هناك طائفة من الناس تعلق السمع والطاعة للحكام على حسب ما يأتيها منهم من المناصب والاموال والدنيا والشهوات فاذا صب عليهم الحاكم ذلك صبا صار من افضل عباد الله وان كان في حقيقة الحال من اسوأ عباد الله كما منعهم الحاكم حقوقهم وقصر عليهم في دنياهم واستأثر بالمال عنهم. فانه يكون شيطانا مريدا لعنا وان كان وان كان من اصلح الناس فمقاييس الناس في حكامهم ليست مقاييس شرعية. لان اغلب تلك المقاييس انما هي مبنية على معاوضات رغما عنك فليس اخذه للمال وضربه الصوت بمسوغ لك ان تنزع اليد من الطاعة نعم هذا الامير قد ارتكب جريمة من الجرائم وحراما من الموبقات. فالمسلم من سلم المسلمون من لسان ويده لكن هذا الحرام الذي ارتكب على معاوظات كما تعرفونه من حال كثير من الناس فتأتيك هذه القاعدة التي تقول بان السمع والطاعة للحكام والولاة ليست خاضعة للمعاوظات. ان اعطونا سمعنا واطعنا وان منعونا واستأثروا بالمال عنا فلا سمع ولا طاعة. هذا ليس مذهب اهل السنة والجماعة مطلقا. بل هذا مذهب الخوارج ومذهب المعتزلة ومذهب الاخوان بل لا يسمون الاخوان المسلمون. الذي يقول قائلهم بكل بجاحة وقلة ادب ان اعطونا حقوقنا اعطيناهم حقوقهم وان منعونا حقوقنا منعناهم حقوقهم ولا تدري عند عند اي سلفي او عالم تربى قليل الادب هذا فهذا مخالف للادلة وهو ساع في الفتنة في الامة. واول من يهرب من واقع البلاد هؤلاء. واول من يفر عند حلول الفتن هؤلاء ولكنهم يسلمون الناس الى حتفهم ومصيرهم ثم يهربون ويختبئون في جحورهم فان قلت وما دليلك على هذه القاعدة؟ اقول الدليل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا في مستقبل الزمان بامور غيبية من استئذار الحكام بكثير من امور الدنيا ومن منعهم الشعوب حقوقها. ومع ذلك كان يأمر بالصبر وعدم النزع وعدم نزع اليد من السمع والطاعة. فلو كانت الحقوق مبنية على المعاوضة بين الراعي والرعية لامرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نخرج عليهم او ان ننزع اليد من طاعتهم. لكنه مع اخباره بانهم يمنعون الشعوب حقوقها. وانهم يستأثرون بالدنيا عن شعوبهم ومع ذلك يقول اسمعوا واطيعوا. كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون عليكم اثرة اتعرفون ما معنى اثره؟ يعني ولاة يستأثرون عنكم بالدنيا. فالدنيا يحتبسونها لهم والاموال لهم والخيرات يحتبسونها لهم ويفرضون على شعوبهم الاشياء التي تضيق عليهم دنياهم. وتظيق عليهم والاموال لهم والقصور لهم والخدم والحشم لهم. هذه هي الاثرة. الاستئذار بالدنيا ماذا نفعل يا رسول الله؟ ستكون عليكم اثرة وامور تنكرونها. قالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الحق الذي لكم فلو كانت المسألة فيما بين الراعي والرعية مبنية على المعاوظات لقالدوهم بالسيوف حتى تستخلصوا حقكم منه لكنه امرنا بان نؤدي الحق الذي لهم علينا ولم يجعل استئثارهم بالدنيا عنا بمسوغ لنا ان لا نعطيهم حقوقهم. بل يجب علينا ان نؤدي لهم حقوقهم حتى وان استأثروا. لماذا؟ لان المسألة ليست مبنية على العلاقة بين الراعي والرعية ليست مبنية على المعاوظات. ومن اراد ان يوهمكم يا طلبة العلم خصوصا. ويا ايها المسلمون عموما من اراد ان يوهمكم بان العلاقة بين الراعي والرعية مبنية على المعاوظات فلا تصدقوه فانه كاذب. وهو ساع للفتنة وباب من ابواب ابي الفتن والعياذ بالله. ومن ذلك ايضا ما في صحيح الامام مسلم. من حديث علقمة بن وائل الحظرمي عن ابيه ان سلمة بن يزيد الجعفي رضي الله تعالى عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ارأيت ان قامت علينا امراء ارأيت ان قامت علينا امراء يسألون يسألون حقهم. ويمنعون حقنا. الحديث واضح اليس كذلك اسألونا حقهم ويمنعونا حقنا. فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال فاعرض عنه ثم سأله الثانية فاعرض عنه ثم سأله الثالثة فقال اسمعوا واطيعوا فانما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم فهذا من اعظم الادلة الدالة على ان العلاقة بين الراعي والرعية ليست مبنية على المعاوظات. ان اعطونا اعطيناهم وان منعونا منعناهم والله ان من يدعو الامة الى هذا المنهج انما هو داع الى فتنة والعياذ بالله. ومنها ايضا ما اخرجه الامام مسلم في صحيحه من حديث حذيفة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تسمع وتطيع للامير وان ضرب ظهرك واخذ ما لك فاسمع واطع ليس اسمع واطع بمعنى سلم ما لك له وسلم ظهرك له لا. يجب عليك ان تدافع عن نفسك وعن مالك لكن اذا غصبك وقهرك فضرب الصوت ظهرك وغصبك على مالك وقهرك فان اخذ مالك وظرب ظهرك ليس بمسوغ لك ان لا تراه اماما لك فليس الحديث يفهم على انك سلم مالك وسلم ظهرك لا. ولكن لو انه طال ظهرك بالصوت رغما عنك وطال ما لك وكذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم. قال على المرء السمع والطاعة انتبه. قال على المرء ليس بمسوغ للشعب ان ان يخرجوا عليه. هكذا يفهم الحديث وان خرج علينا بعض من يشوه صورة هذا الحديث. ويقول يعني اذا طرق بابي يريد ما لي اعطيه هل الحديث قال اعطه مالك؟ هل قال الحديث سلمه ظهرك؟ وانما الكلام في قضية السمع والطاعة وعدم نزع اليد من الطاعة حتى وان اخذ مالك فهو ولي امرك لكن لا تسلم له مالك حاول ان تدافع عن مالك ما استطعت. ولا يكلف الله نفسا الا وسعها. حتى وان طالك بالحبس او السوط فهو ولي امرك ليس معنى ذلك ان تستسلم له حاول ان تدافع عن ظهرك حاول ان تدافع عن حريمك وعرضك لكن لا يجوز لك ان تجعل فعله هذا بمسوغ لخلع الطاعة هكذا يفهم الحديث. فلو كانت الحقوق فيما بين الراعي والرعية مبنية على المعاوظات. لقال له متى ما اخذ مالك وظرب ظهرك وضيع حقوقك فلا تعتقد ان عليك له سمعا ولا طاعة ما ادري كلامي واضح ولا لا الحقوق فيما بيننا وبين حكامنا ايا كانت بلادنا في مشارق الارض او في مغاربها ليست مبنية على المعاوظات ومن يدعوكم ايها المسلمون الى ذلك فوالله انه يريد ان يفتح لكم باب فتنة باب فتنة ومن ذلك ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء كلما هلك نبي يعني مات نبي خلفه اخر. طيب وهذه الامة؟ قال وانه لا نبي بعدي. طيب من سيكون بعدك يا رسول الله قال وانه لا نبي بعدي. وسيكون خلفاء فيكثرون. قالوا فما تأمرنا؟ قال فو ويعني وفوا امر من الوفاء فوا ببيعة الاول فالاول اعطوهم فوقهم فان الله سائلهم عما استرعاهم. قوله فاعطوهم حقوقهم هذا امر والامر يقتضي الوجوه. وهو امر مطلق والاصل بقاء المطلق على اطلاقه. ولم يقيد اعطاء الشعوب للولاة حقوقها بكون الولاة تعطي الشعوب حقوقها وانما قال فاعطوهم حقوقهم واطلق. سواء منعونا حقوقنا كما بينتها الادلة الاخرى او اعطونا حقوقنا وحقوق الشعوب التي في رقاب الرعية قال فان الله سائلهم عما استرعاهم. هذا هو فان الله سائلهم عما استرعاهم. وفي صحيح البخاري من حديث اسيد بن رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم سترون بعدي اثرة. وشرحت لكم قبل قليل ما اثره طيب ماذا نفعل يا رسول الله؟ قال فاصبروا حتى تلقوني على الحوض. لم يقل اخرجوا بسيوفكم ولا جالوهم بالرماح ولا انزعوا يدا من طاعتهم. وانما قال اصبروا حتى تلقوني على الحوض. واخرج الامام البخاري ليس في صحيحه لا اخرج البخاري في التاريخ الكبير انتبهوا لهذا. والامام الطبراني في معجمه الكبير ايضا. من حديث سلمة ابن يزيد. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطوهم حقوقهم فانما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم افهمتم هذا؟ والادلة في هذا المعنى كثيرة. ولكن من باب الاختصار نقتصر على ما صح منها. او على الاصح منها فنخلص من هذا البحث بصحة هذه القاعدة وهي انك اذا قرأت ما قرره اهل السنة والجماعة في هذا الباب في قضية السمع والطاعة وان جار وان ظلم وان اخذ المال وضرب وحبس ظلما وعدوانا فاياك ان تظن ان المسألة مبنية على المعاوظات. كيف تريدون منا الشعوب ان تعطي الولاة حقوقها يقول احدهم يقول احد الضالين يقول كيف تريدون يا اهل السنة من الشعوب ان تعطي الولاة حقوقها والولاة لا تعطي صعوبة حقوقها هكذا هكذا يراد ان يفهم الناس ان العقيدة التي جاء بها الكتاب والسنة هي عقيدة المعاوظات بين الراعي والرعية وهذا اقسم بالله انه خطأ واقسامي هذا والله ليس من باب مجاملة احد ولكن من باب تحقيق الامن في ارض الله كما يريده الله عز وجل. لا امن فاعلموا ان احدا لن يقتصر على الاخذ بقدر حقه بل ستتجاوز الامور. اذ لا امام يمنعهم ولا نظام يزجرهم ولا محاكم تفصل خصوماتهم والدنيا فوقها فوق بعضها فوق بعض ونكون كشريعة الغاب القوي هو الذي يحكم واما الضعيف فانه يبقى في زاوية من من زوايا البلاد مأكول حقه لذلك لابد للبلد من امام. ولابد للامام من ان يتعاهد اهل البلد بان يسمعوا له ويطيعوه. ولا ننتظر اماما كعمر ابن عبد العزيز فعلينا ان نرظى بواقعنا وان نرظى بقظائنا وقدرنا وما اختاره الله لنا وان نحقق في ارض الله ما يريده الله في كل واقعة بحسبها الشرعي فاذا قدر الله ان تكون في ازمنة ائمة العدل فهذا نعمة من الله فاعطيهم حقوقهم واذا قدر الله ان تكون في ازمنة الحكم الجبري وائمة الجور والظلم فاتق الله واياك ان تنزع يدا من الطاعة او ان في واقع الناس غير مراد الله عز وجل وهذا لا يكمن الا بالقاعدة الثانية كلامي واضح الله طيب لا يكمل فهم القاعدة الاولى الا بفهم القاعدة الثانية. وهي انه لا مدخل للعواطف في مسائل السمع والطاعة لا مدخل للعواطف في مسائل السمع والطاعة عرفتم ماذا اريد؟ فانه متى ما دخلت العواطف وانت تقرأ ما قرره اهل السنة والجماعة في هذا الباب فاقسم بالله انك سوف ترمي الذي تقرأه غضبا وحنقا على هذه العقائد فينبغي للانسان ان يلغي عواطفه وان يبعد قضاياه العاطفية في مسألة السمع والطاعة. فانه متى ما دخلت عواطف في هذا الباب فانها ستكون عواصف مدمرة واعاصير مهلكة ومحرقة للحرث والنسل فلا عواطف في مسائل السمع والطاعة. ونقصد بالعواطف اي الغضب الرضا الفرح الحماس المنشط المكره العسر اليسر كل ذلك من العواطف الجياشة التي تجعل الناس يتصرفون في واقعهم مع حكامهم تضاع عواطفهم. فيا معاشر المسلمين في الكرة الارضية. ويا معاشر طلبة العلم لا مدخل للعواطف في مسائل السمع والطاعة لولاة الامر لان العواطف تأبى العواطف تأبى ان تحسن الى من اساء اليك ولا لا يا جماعة؟ وتأبى ان تؤدي الحق لمن منعك حقك. والعواطف تأبى ان تسمع وتطيع ان تسمع وتطيع بمن ظلمك واخذ مالك وجلد ظهرك. فلو ان الامر مبني على العواطف فاقسم بالله ليس ثمة سمع ولا طاعة ولكن لما كان الامر مبنيا على الدين وتقرير المصالح ودفع المفاسد حينئذ يختلف الكلام. فلابد ان نصبر ولابد ان نحتسب الاجر وان نرظى بما بما قسم الله عز وجل وقظى وقدر. وان نبعد العواطف ما استطعنا في تعاملاتنا اما حكامنا فان قلت وما دليلك على هذه القاعدة؟ اقول الادلة في ذلك كثيرة. فمنها ما في صحيح مسلم من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم من ولاتكم ما تكرهون. والكراهية عاطفة ليس اليس كذلك؟ رأيت منهم شيئا تكرهه انت اما كراهة دينية رأيت منهم شيئا من الاخلال بالدين. من تعطيل لبعض المأمورات او الدعوة الى بعض المحرمات. او رأيت منهم شيئا تكرهه في امر دنياك. من غلاء المعيشة وفرض الظرائب وتضعيف وتقليل الرواتب مثلا واكل المال بغير حق والاستئثار بالدنيا. قال ما تكرهوا وكلمة ما اسم موصول والمتقرر في القواعد ان الاسماء الموصولة تفيد العموم. فاذا يدخل في ذلك كل شيء نكرهه سواء اكان من امور الدين او امور الدنيا. طيب ماذا نفعل اذا رأينا شيئا نكرهه؟ قال اذا رأيتم من ولاتكم ما تكرهون فاكره فاكره عمله ولا تنزعوا يدا من الطاعة. اكره عمله هذا في داخل نفسك وفي باطن ولكن اياك ان تجعل كراهيتك بمصوغة لك ان تنزع يدا من الطاعة. لان من نزع اليد من الطاعة بسبب كراهيته فيكون قد تحكمت عواطفه في مسائل السمع والطاعة باب ثقيل في الحقيقة ولكن يحتاج الى مثل هذه القواعد ومن ذلك ايضا ما في صحيح مسلم من حديث ابي ذر رضي الله عنه قال قال اوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم ان اسمع واطيع وان كان عبدا مجدع الاطراف لماذا قال وان كان عبدا مجدع الاطراف لان الحر تأبى طبيعته وتأبى عاطفته ان يحكمه العبد وعبد مجدع الاطراف. فغالبا الاحرار لا يرظون بذلك لكن لا يرضونه اذا كانت عاطفتهم هي التي تتحكم لكن اذا كان الدين هو الذي يتحكم في قلوبهم فحينئذ يأتيهم كلام رسول الله اسمع واطع وان كان عبدا مجدع الاطراف يعني اياك ان تحملك عاطفتك على كونه عبدا مجدع الاطراف ان تأبى. بسبب كونك حرا ان تسمع له وتطيع. بل يجب عليك ان تسمع وتطيع وان تأمر عليك رجل صفته كذا وكذا مما يأبى الاحرار ان يكون متحكما فيه تعبتم معنى العاطفة فاذا لا عواطف لا عواطف لا مدخل للعواطف ابدا في مسائل السمع والطاعة السمع والطاعة فيما احب وهي عاطفة وكره وهي عاطفة. الا ان يؤمر بمعصية فان امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ووجه الشاهد من ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اوجب على الامة السمع والطاعة لحاكمها وولي امرها سواء فيما احبت او كرهت. فان امر الامة بما تحب فانها تطيعه. وان امر الامة او فرض عليها شيئا تكرهه تكرهه في امر دنياها فانه يجب عليها كذلك الا تنزع يدا من الطاعة فاننا نكره اشياء كثيرة يأتيها يأتي بها الولاة لكن ليست كراهتنا بحاملة لنا عن نزع اليدين من الطاعة ومن ذلك ايضا ما في صحيح مسلم وانا احرص على ان اختار الاحاديث في الصحيحين او في احدهما من ذلك ايضا ما في صحيح مسلم من حديث او في الصحيحين نقول في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من كره من اميره شيئا كره اين العاطبة؟ كره الكراهية عاطفة الكراهية والغضب والرظا والحب والمقت عاطفة نفسية كما ان الجوع والعطش عاطفة جسدية ونحن لا نتكلم عن العواطف الجسدية وانما نتكلم عن العواطف القلبية الروحية يقول صلى الله عليه وسلم على آآ قال من كره من اميره شيئا فليصبر من كره من اميره شيئا فليصبر فانه من خرج من السلطان شبرا فمات مات ميتة جاهلية. وفي الصحيحين من حديث عبادة قال اخذ علينا النبي صلى الله عليه وسلم انتبهوا يا جماعة ان نسمع ونطيع تبعوا معي في عسرنا وهي عاطفة وفي بيسرنا وهي عاطفة وفي منشطنا وهي عاطفة. وفي مكرهنا وهي عاطفة. والا ننازع الامر اهله. قال الا انت كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان. فاربع عواطف الغاها النبي صلى الله عليه وسلم في مسألة السمع والطاعة. وهي عاطفة اليسر والعسر والمنشط والمكره. كلها لا قال لها في قضية السمع والطاعة فنخلص من هذه النصوص بالا مدخل للعواطف في باب السمع والطاعة. فاي شيء يقرره الدليل ويجمع عليه اهل السنة في باب بالسمع والطاعة فالواجب عليك ان تقول سمعنا واطعنا لله ولرسوله سواء اوافق ما تريد او لم يوافق ما تريد. سواء احببته او كرهته. سواء ان شقت بسببه او ثقلت نفسك عن اتباعه بسبب ثقله عليك. فيجب عليك ان تسمع في عسرك ويسرك وفي منشطك وفي مكرهك والا تجعل فتتحكم في هذا الباب فان من تحكمت عواطفه في هذا الباب ها ظل واضل وافسد الدين والدنيا ولا تكمل هذه القاعدة ولا يبين جمالها الا بالقاعدة الثالثة الا بالقاعدة الثالثة. الى الان كلامي واضح جدا الحمد لله القاعدة الثالثة لن اطيل في الاستدلال عليها لانكم تعرفون ادلتها كثيرة وهي ان باب السمع مبني على جلب اعلى الصلاحين وان فات ادناهما من يكمل مبني على وعلى دفع اعلى الفسادين وان ارتكبا اخفهما اعيدها مرة اخرى باب السمع والطاعة لولاة الامر مبني مبني على ماذا؟ على على جلب اعلى الصلاحين وان فات ادناهما هما وعلى دفع وعلى دفع وعلى دفع اعلى الفسادين وان ارتكبا اخفهما اعيدها مرة ثالثة طيب باب السمع والطاعة لولاة الامر طبعا مبني على جلب اعلى الصلاحين. وان فات ادناهما وعلى اعلى الفسادين وان ارتكبا اخفهما فانه متى ما تعارض مصلحتان روعي اعلاهما بتفويت ادناهما ومتى ما تعارض مفسدتان رعي اشدهما بارتكاب اخفهما. وهذه قاعدة هي اصل الدين الذي ترد اليه جميع جزئيات الشرائع التي بعث الله بها الانبياء. فكل نبي فالمقصود الاعظم من شريعته جلب المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها. ما من نبي بعثه الله الى ارضه الى عباده ولا كتاب انزله الله عز وجل في ارضه الا والمقصود الاعظم منه تحقيق المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها اليس كذلك؟ فاذا باب السمع والطاعة لابد ان ان ان آآ ان يقوم او يبنى على هذه القاعدة العظيمة. فاذا رأيت اهل السنة يقررون وجوب السمع والطاعة للحاكم الظالم فاياك ان تنبزهم بشيء من اوصاف السوء وانما قل انما امروا الامة بذلك ليجلبوا اعلى الصلاحين وليدفعوا اعلى الفسادين. واذا رأيت اهل السنة وسمعتهم يحرمون الخروج على الحكام. فاياك ان تقول هم يسوغون ظلم الظالم. وانما قل حرم اهل السنة الخروج على الحكام ليجلبوا اعلى الصلاحين وليدفعوا اشد الفسادين. واذا رأيت اهل السنة يقولون ومن قائدنا وجوب الصبر على جور الحكام. اياك ان تقول هؤلاء جبناء وضعفاء. وانما قل انما امروا بالصبر على جور الحكام لجلب اعلى الصلاحين ودفع اعلى الفسادين. واذا سمعت اهل السنة يوصون بعضهم بعضا بالدعاء للحاكم ويجعلون الدعاء للحكام اصلا من اصولهم. فاياك ان تقول هذا نفاق ومراءات. وتطبيل للحكام. وانما قل انما امر اهل السنة بالدعاء للحاكم لجلب اعلى الصلاحين ودفع اعلى الفسادين. فمتى ما خرجت مقررات اهل السنة في هذا الباب على هذه هان عليك الامر ولان عليك فهمه ان شاء الله تعالى انتم معي في هذا فصارت القواعد التي ينبغي ان يبنى عليها ذلك الباب كم؟ ثلاث قواعد تهون وتسهل على القلوب والعقول والارواح فهم هذا الباب القاعدة الاولى ان السمع والطاعة للولاة ليست مبنية على المعاوظات القاعدة الثانية انه لا مدخل للعواطف في مسألة السمع والطاعة لولاة الامر. بل هو باب مبني على الدليل مراعاة المصالح القاعدة الثالثة ان باب السمع والطاعة مبني على جلب اعلى الصلاحين وان فات ادناهما وعلى دفع اعلى وان ارتكبا اخفهما ارتكبها اخفهم هذه القواعد الثلاث انا اريد منكم ان تقتنعوا بها لانني ذكرت ادلتها واريدكم ان تنقلوها للامة ما استطعتم لان اخشى ما نخشاه على الامة الان ان يتحكم فيها منهج الخوارج او منهج الاعتزال او منهج بعض الطوائف الضالة التي تربي الشعوب على المطالبة بكامل حقوقها ولو بالسيف او بالخروج والاعتصامات ولذلك ايها الاخوان لابد ان نأخذ قاعدة رابعة لكنها ليست باهم مما مضى وانما هي نتيجة للعمل بما مضى انتم معي في هذا؟ هي ليست باهم مما مضى ولكنها نتيجة للعمل بما مضى من التأصيل الذي ذكرته وهي قاعدة عظيمة مهمة وادينوا الله عز وجل بها لا تحفظ ضرورات الدين الا بامام المسلمين لا تحفظ ضرورات الدين الا بامام المسلمين والله لو لم يكن في الدولة امام لما استطاع الشعب من عند انفسهم ان يحفظوا شيئا من ضرورات الدين التي هي العقل والنفس والدين والعرض والمال. فهذه الضرورات الدينية الخمسة لا يمكن ابدا ان تحفظ الا بوجود امام يراعيها بجيوشه وقواته ويحمي حدودها بحراسه وقوته وسلطانه ولا يجعل الناس يعتدون بعضهم على بعض يعتدي بعضهم على بعض في شيء منها. فان من اعظم مقاصد تنصيب السلطان وتولية الولاة هي ان تحفظ ضرورات الدين فان حفظ الدين وسياسة الدنيا من اعظم مقاصد الولاة كما سيأتينا ان شاء الله عز وجل فاذا لا تتصور ان الامر ستحفظه انت او يحفظه اهل بيتك. او ان الشعب سوف يكون مؤدبا محترما يحب بعضه بعضا ويقدر بعضه وبعضهم اذا لم يكن ثمة امام يدير الامر ها وشؤون البلد. والله لا تتصور ان الشعوب سوف تكون عادلة فيما تأخذه او تذره من الحقوق. بل والله سينتشر الظلم والعدوان وسينتشر وسينتشر الخوف. وسوف ترى الدماء تزهق والاموال تنهب والاعراض تنتهك. ولا اقول مبالغة بل نظرة بسيطة في البلاد المجاورة لنا لتطلعك على صدق كلامي هذا فالبلاد بلا ولي هي غابة القوي يأكل فيها يأكل الضعيف. ولذلك رضيت الشريعة بحاكم ولو كان ظالما. فاننا نتحمل ظالما واحدا ولا نتحمل ظلم شعب كان. بعضه على بعض كما قلت لكم ان اهل السنة اذا قرروا وجوب السمع والطاعة للحاكم الظالم. او وجوب الجهاد واقامة الجمع والجماعات خلفه ابرارا كانوا او فليس ذلك تطبيلا للحكام كما يقوله الاخوان المسلمون. ومن نحى نحوهم في فهم العقائد لا وانما لجلب اعلى الصلاحين للامة ولدفع اعلى الفسادين عنها. هذا الذي ندين الله عز وجل به وهو الذي انطقه بلساني واعتقده بقلبي في السر والعلانية وادرسه لطلابي في الخفاء والعلن لا يتغير هذا المنهج لانه عقيدة لنا ولله الحمد والمنة ولا ايخالكم الا على ما انا عليه ان شاء الله عز وجل فاذا لا لا يمكن ان ان تكون الشعوب لوحدها بدون حاكم ولا سلطان ستحفظ هذه الضرورات الدين. فاذا اعظم ما سيذهب اذا ذهب الحاكم ومات السلطان اقصد مات يعني مات منصب الولاية