انك تقول رمية من غير رم. اذا هذا معنى قوله والحذف للصوم ودين انكار والاحتراز ودين اختبار ثم قال والذكر للتعظيم ولاهانة والبسط والتنبيه والقرينة ذكر هنا نكت الذكر والذكر هو العاصي. لكن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين وخاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. متبعا باحسان الى يوم الدين نبداو بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الثالث من التعليق على كتاب مائة المعاني وقد وصلنا الى الباب الثاني من ابواب علم المعاني. وهو احوال المسند اليه ذكرنا قبل ان هذا العلم وهو علم المعاني هو علم تعرف به الاحوال التي بها يكون الكلام مطابقا لمقتضى الحال. وهذه الاحوال منها احوال تعتلي المسند اليه واحوال تعتلي المسند وهكذا فهذا الباب معقود للمسند اليه وهو الذي يسميه النحات المبتدأة بالجملة الاسمية والفاعلة في الجملة بالفعلية. النحات يقسمون الجملة الى سمية وفعلية المسند اليه في الجملة الاسمية هو المبتدأ. والخبر مسند. والمسند اليه في الجملة الفعلية هو الفاعل. والفعل مسند وهو الذي يسميه اه اهل المنطق موضوعا لأن ها المنطق الجملة يقسمونها الى موضوع ومحمول. فالموضوع هو بمثابة المبتدأ مثلا حمكلة وهكذا. قال الحذف للصون وللانكار والاحتراز. وللاختبار من احوال المسند اليه الحذف. قد يدعوك الحال الى ان تحذف المسند اليه. فيكون حذفك له هو البلاغة لانه هو الذي اقتضته الحال والوجوه الداعية للحذف كثيرة كالوجوه الداعية ايضا الى الذكر انما يكون عند تحقق امرين. الامر الاول قابليته للحث لان بعض المسند اليه لا يمكن حد والامر الثاني هو وجود مرجحي الحدث. لان الحذف خلاف العصر. عصره ذكر فلابد له من مرجح يرجح. والنكت الداعية الى ذلك ذكر اربعة منها قال للصوم والانكار والاحتراز وللاختبار يعني ان من نكت حذف المسند اليه صون لسانك عن ذكره تحقيرا له صون لسانك عن ذكره تحقيرا له. وذلك كقول الشاعر قوم اذا اكلوا اخفوا كلامهم واستوثقوا من ريتاج الباب والدار قوم اذا اكلوا اخفوا كلامهم خشية ان يمر عليهم من يشاركهم في مائدتهم واستوثقوا وتأكدوا من ريتاج اغلاق الباب واغلاق الدار. حذف المبتدأ هنا وهو المسند اليه للتحقيق لان هذا حقير قوم اي هم قوم او فهنا حذف المسند اليه تحقيرا له والإنكار من النكت التي يحذف المسند اليه لأجلها صحة الانكار اي تأتي الانكار. بان تقول مثلا عند ذكري مذكور فاسق او غادر او نحو هذا. ولا تصرحوا باسمه ليتأتى لك الجحود اي الانكار مثلا اذا احرجك ذلك تقول لم اقصده انا لم اقل فلانا انا قلت فاسق فقط فلا اعني. فاذا اقتصرت على المسند فقد دون ذكر المسند اليه قد يتأتى لك الجحود حينئذ وقد يقول قائل انتم تلقنون الناس طريقا يكذبون بها. البلاغيون ذكروا الوجوه التي لاحظوا وان العرب تحذف المسند اليه لاجلها. ومنها هذا الغرض. ثم ان الكذبة تعتريها احكام الشريعة. الكذب قد يكون واجب قد يكون جائزا تعتريه الاحكام كما هو معلوم. نعم. بسم الله كذلك ايضا من نكت المسند من نكت حذف المسند الاحتراز عن العبث. للعلم به لكونه آآ معروفا فلا يحتاج الى ذكره كقول المستهل اي الناظر في الافق الهلال انه اذا قال الهي بلال معروف ان المعنى هذا الهلال او ذلك الهلال فالمسند اليه معروف فلا احتاج هنا الى ذكره فيحذف للاحتراز عن العبث. كذلك ايضا من نكت حذف في المسند اليه في الاختبار اختبار ذهن السامع هل ينتبه؟ كقولك مثلا رجلين قد تقدمت صحبتك لاحدهما اقول هم يقولون غادرون والله ولكن لا مانع ايضا ان تقول وفي او نحو ذلك المهم ان تأتي بمسند وتحذف المسند اليه تعلم هل سينتبه الشخص الذي تعنيه هذا الكلام او لا يتنبه لذلك. فهذا اختبار بالسامع هل ينتبه بالقرائن او لا ينتبه بها وآآ هناك نكت اخرى كثيرة يحذف المسند اليه لاجلها. منها الستر عليه كقولك مثلا جاء تريد الستر الفاعل عن غير المخاطب بهذا الكلام. ومن ذلك ضيق الفرصة كقول الصائد غزال. الصائد الذي مثلا رام يريد ان ينبهه على الصيد ليس لديه وقت ان يقول هذا غزل يقول غزال هنا يحذف المسند اليه بضيق الفرصة. يعني الفرصة ضيقة. الوقت فهو يريد ان يسدد سهمه. يتكلم له باخصر وجه. وهذه هي البلاغة. البلاغة في مقتدرك. مطابقة الكلام لمقتضى انت تتكلم بحسب ما يقتضيه ما تدعوك الحال اليه. فانت هنا تحذف وحذفك هو البرير. ولو تكلمت بكلام مسهب لم تكن بليغا لانك لم توافق المقام الذي دعاك الى التكلم. ومن النكت ستدعوا الى حذف المسند اليه كذلك ايضا لاستعمال اي ان تكون العرب قد استعملت المسند اليه محذوفا في مثل او شبهه لان الامثال لا تغير. وذلك كقول العرب في من اخطأ وفي من اصاب وعادته ان يخطئ رمية من غير ذرة. لا يجوز لك انت ان تقول هذه هي رمية من غير رمية. لان العرب لا تغير الامثال. الامثال لا تغير. تقال كما جاءت اذا كانت الاعراب استعملت هذا المذهب بهذه الصيغة لم يسوغ لك انت ان تغيرها بل ينبغي ان تتكلم بها كما تكلمت بها العرب. فاذا رأيت من عادته كثرة الخطأ ورأيته وقد اصاب الاصالة هنا لا يمكن ان تكون نكتة بذاتها لاننا لو اعتبرناها نكتة بذاتها لك انت لكل نكتة تدعو الى الحذف. نكت الداعية الى الحذف يعارضها ان الذكر هو الاصل اذا لا يمكننا ان نجعل الذكر نكتة بذاته لانه حينئذ سيكون معارضا لكل نكتة تدعو الى الحذف. فكون ذكر ايه هو الاصل؟ انما يصلح نكتة للذكر اذا انتفى سببه اذا انتفى سبب الحذف. اذا انتفى سبب الحذف فنقول هنا الذكر هو الاصل. ومن اسبابه التعويم الله خالق كل شيء. يذكر تعظيما. ويذكر المسند اليه للتحقير كقولك السارق حاضر تريد بذلك تحقيرا ويذكر للبسط اي لكون المقام يستدعي البسط خطابي المحبوب وذلك مثل قول الله تعالى في خطابه لنبيه موسى عليه عليه السلام وما تلك بيمينك يا موسى؟ قال هي عصاي اتوكأ عليها واهش بها على غنمي. ولي فيها مآرب اخرى وقال وما تلك بيمينك يا موسى؟ كان بالامكان ان يكون عصى دون ان يقول اللي هي ولكن هذا المقام مقام بست. انت عندما تخاطب من يحلو لك الكلام معه فان نفسك تنبسط وهذا المقام يناسب البسط لا يناسب الاختصار. وفي المقابل اذا كنت تخاطب من تتضجر من كلامه فانك تختصر. وتقتصر على اقل ما يمكن ان تجيبه به ولما كان موسى عليه السلام في خطاب يقتضي البسط لانه في خطاب حبيبه. قال هي يا عصاية. بل زاد على ذلك اشياء اخرى فقال اتوكأ عليها. واهش شبه على غنم. هش الورقة اي اسقطه. هش الشجرة ضرب ورقها حتى يسقط للغنم لكي تأكله. واهش بها على غنمي. ولي فيها مآرب اخرى. قال القها يا موسى. اذا من نكت ذكر المسند اليه كون المقام يقتضي البسط كخطاب المحبوب ومن نكت ذكر المسند اليه التنبيه على غباوة المخاطب لان الغبي لا يفهم بالاشارة. فيحتاج الى ان يلقى له الكلام على ابسط وجه. واكمله وذلك كقولك لعابد البقر البقر لا ينفع ولا ينظر. فتأتي له تنامي على اكمل وجه وتذكر له المسند اليه لانه غبي. فخطاب الغبي يقتضي البسط. بخلاف خطاب الذكر كذلك ايضا آآ يذكر المسند اليه لضعف القرينة التي تدل عليه احتياطا ويذكر كما قلنا لكونه الاصل ولا مقتضي للعدول عنه. ويذكر للتهويل كقولك الامير بالباب. هذا تهويل وللتعجيب كقولك الغلام يقاوم الاسد. اذا هذه النكت وغيرها تدعو الى ذكر المسند اليه. ثم قال وان باب نار تكن معرفا فلمقامات فاعرف انتقل هنا الى مبحث اخر وهو مبحث تعريف المسند اليه المسند اليه الاصل انه يكون معرفة. لانه مما يكون فاعلا او مبتدأ. ولا يجوز الابتداء بالنكرة ما لم تفد. كعند زيد النمرة كما قال ابن مالك رحمه الله تعالى. والفاعل ايضا الاصل فيه انه لابد ان يكون معرفة او ان يتخصص بشيء من المخصصات الصحيح انه لا يسوغ ان يكون نكرة محضة قد ينكر كما سيأتي. وقد ينكر المبتدأ اذا كان التنكير اه تحصل معه الفائدة كما في المواضع التي تذكر ان شاء الله. معرفته على اقسام. منها التعريف بالضمير. والتعريف بالعالمية والتعريف باسم الاشارة والتعريف بالموصولية. والتعريف باداة التعريف التي هي ال والتعريف بالاضافة. ولكل واحد من هذه نكت تخصه وسيتطرق لذلك. قال وان باظمار تكون معرفات للمقامات الثلاث فاعرفا. اي ان المسند اليه يكون معرفة بكونه ضميرا رعاية لمقامات الضمير ضميره هو ما دل على غيبة او حضور من المعارف. ما كان من المعارف دالا على غيبة او حضور فهو الضمير. كما قال ابن مالك رحمه الله تعالى في الالفية فما لذي غيبة او حضوري كانت وهو سم بالضمير. فالضمير هو ما دل على غيبة او حضور من المعارف. فاذا كنت تريد بالمسند لديه افادة كونه مخاطبا او متكلما او غائبا جئت بالمسند اليه حينئذ ضميرا فتعرفه بالضمير بضميري التكلم انا انبئكم بتأويله انا ضمير متكلم او خاطب وانت الذي اخلفتني ما وعدتني واشمت بي من كان فيك يلوم انت ضمير ومخاطر. او ضميره غائب هو هو الله الذي لا اله الا هو هو البحر من اي النواحي اتيته فلجته المعروف والجود الساحل. تعود بسط الكف حتى لو انه زناها لقبض لم تطعه انامله. ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله السائلون وان باضمار تكون معرفا اذا كنت معرفا للمسند اليه بكونه ضميرا فلمقامات فاعرفا فكن عارفا حينئذ بمقامات الكلام من التكلم والخطاب وآآ والاصل في الخطاب للمعين والترك للعموم فيه يعني ان الاصل في ضمير الخطاب لا اصرف الضمير؟ عدم الشيوع. لان الضمير معرفة. فالاصل فيه التعيين لان الشيوع من سمات النكرة. الا ان ضمير المخاطب خاصة قد يوجد فيه شيوع لانه يراد به اي مخاطب ولا يراد به مخاطب معين. وذلك قول الله تعالى ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت. لو ترى انت ايها الرائي يعني ان حالهم تناهت في الظهور بحيث تبدو لكل رائي ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم فضمير المخاطب قد يترك فيه التعين الى الشيوع لانه لا يراد به حينئذ مخاطب واحد بعينه هذا يحصل في ضمير الخطاب قال وعلى مية فللإحضار او قصد تعويم او احتقار يعني ان المسند اليه تارة يكون علماء. واذا عرف بكونه علما فمن نكت ذلك احضاره من اول الامر بان يعرف من اول امري لان العلم يعجل مسماه تعيينا مطلقا ولا يحتاج الى قرينة زائدة على ذلك فبمجرد النطق به يتعين مسماه فهذا من نكت تعريف المسند اليه بكونه علما. فالعلم كما قلنا يعجل مسمى اسم يعين المسمى مطلقا علمه. ومن نكت تعريفه بالعالمية ايضا تعظيمه اذا كان عظيما محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يفيد التعظيم لكون المسمى به عظيما وقد يفيد الاحتكار وذلك كالاسماء المشعرة بالذم فانها قد تستعمل على ذلك الوجه لقصد الاحتقار كقولك في من اسمه كليب كليب فعل كذا تقصد الاشارة الى اسمه وما فيه من الخسة انا اختصر واليوم على هذا القدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك