بان تقول هذا يشبه كذا او يماثل كذا. فيقع التشبيه بالفعل. ويقع بالاسم كمثل يقع بالحرف وهو الكاف. وغرض منه على مشبهي يعود او على مشبه به. يعني ان العرب بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين ومن تبعا باحسان الى يوم الدين ابدأوا بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الثامن من التعليق على كتاب مئة المعاني والبيع قد وصلنا الى قوله ووجه ما اشتركا فيه وجادا في حقيقتيهما وخارجا وصفا بحسي وعقلي يعني ان وجه التشبيه ايضا كالطرفين فكما ان الطرفين يكونان حسيين وعقليين وجه الشبيه ايضا كذلك قد يكون حسيا وقد يكون عقليا. فالحسي آآ كما تقدم من تشبيه الخد والورد بان وجه الشبيه واللون واللون امر حسي. والعقلي كالجرعة في تشبيه به زيد بالاسد في قولك زيد كالاسد. فوجه الشبه هو الجرعة والجرعة امر عقلي. ليس محسوسا ولا وجود له في الخارج كما هو معلوم. وذا واحدا او في حكمه او لا كذا. ولا يعني ان وجه التشبيه باعتبار تعدده وافراده ينقسم الى الواحد وما هو في حكم الواحد والى المتعددين. وجه الشبهي قد يكون امرا واحدا وقد يكون في حكم الواحد وقد يكون متعددا. فالواحد كتشبيه كالجراءة في تشبيه زيد بالاسد. اذا قلت زيد كالاسد وجه التشبيه واحد وهو الجرائد والذي هو في حكم الواحد هو المركب من امور متعددة. وذلك مثل قول الله تعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا. فالله سبحانه وتعالى شبه الذين حملوا التوراة من اهل الكتاب ثم لم يحملوها اي لم يعملوا بمقتضى علمهم بالحمار يحمل اسفارا جمع سفر وهو والكتاب فوجه الشبه هنا مركب من امور هو واحد ولكنه مركب من امور منها ان الحمار الذي يحمل الاسفار اي الكتب الكثيرة يتعب من حمل تلك الاسفار. ولا ينتفع بها. فكذلك هم ايضا تعبوا في حفظ هذه الكتب. ولم ينتفعوا بها لان العلم لا ينتفع به الا من عمل به وهم لم يعملوا بها. فهم كالحمار يحمل اسفارا من جهة حصول التعب وعدم حصولهم قم على منفعة من ذلك. او لا هكذا يعني ان وجه الشبه قد يكون ليس كذلك توحدا ولا في حكمه بان يكون متعددا. بان يكون وجه الشبيه متعددا. وذلك كقول النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل طعمها حلو وريحها طيب. فشبه وجه الشبه امران هما حلاوة الطعم وطيب الرائحة. اذا هذا متعدد. ثم قال والكاف او كأن او كمثلي اداته وقد بذكر فعلي آآ تقدم ان التشبيه اركانه اربعة وهي الطرفان المشبه والمشبه به ووجه الشبه واداة التشبيه. فلاداة الكاف وكأن ايضا يؤتى بها للتشبيه المؤكد كانهن الياقوت والمرجع. وكذلك ما كان كمثلي يقول مثل كذا او نحو كذا. او شبه كذا فهذا ايضا يشبه به. وكذلك ايضا يقع التشبيه بذكر من التشبيه تارة يعود على المشبه نفسه وهذا هو الغالب. كبيان مثلا حسن آآ الشيء في تشبيهه القمري بيان حسن الوجه في تشويهه بالقمر. فالغرض هنا عائد الى المشبه وهو بيان حسنه مثلا وبيان اه قبحه اذا كان المشبه به كذلك او على مشبه به وتارة يكون الغرض عائدا على المشبه به وهذا في التشبيه المقلوب لان التشبيه المقلوب في الحقيقة يراد به تأكيد الشبه. وذلك كقول الشاعر وبدا الصباح كأن وجه الخليفة حين يمتدح. هو اراد ان يشبه وجه الخليفة حسنه ساعطيه ووضاءته بضوء الصباح. فقلب التشبيه مبالغة. فشبه ضوء احب وجه الخليفة فقال وبدى الصباح كأن غرته وجه الخليفة حين يبتدع قال في باعتبار كل ركن اقسم انواعه. يعني ان كل ركن من اركان التشبيه يعني المشبه والمشبه به انه تقسم انواعه بذلك الى اربعة اقسام لانها اما تشبه مفرد بمفرد او مفرد بمركب او مركب بمركب او مركب بمفرد. فيشبه المفرد بالمفرد كتشبيه الخد بالورد ويشبه المركب بالمركب وذلك كقول الشاعر كأن مزار النقع فوق رؤوسنا واسيافنا ليل تهاوى كواكبه. شبه مزار النقع اي الغبار في الهجاء اي في الحرب حين يرتفع الغبار فوق القوم ويقع يشتد القتال فيتطاير مثل الشرر من السيوف فيقتقع الظلمة بالغبار. ويتخلل تلك الظلمة ما يتطاير من شرر السيوف شبه هذه الصورة المركبة بليل تهاوت كواكبه. الليل من جهة الظلمة وسقوط الكواكب بالشارة دي الذي يتطاير من السيوف. ويشبه المركب بالمفرد. وذلك كقول البحتري يا صاحبي تقصيان نوريكما تريا وجوه الارض كيف تصور ترى يا نهارا استنقد شابه زهر الربا فكانما هو مقمر. يشبه النهار المشمس الذي تخلله زهر الربا فخفف من اشعة شمسه ومن حدتها بالليل المقمر هذا تشبيه مركب وهو نهار شابه زهر الربا بمفرد وهو ليل مكمل ويعكس ذلك فيشبه المفرد ايضا بالمركب. وذلك كقول الشاعر وكأن محمر الشقيق ذات صوب او تصعد قعدت اعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرشت. وكان محمر الشقيق الشقيق شقائق النعمان نبت شبه الشقائق الحمر اذا تصوب او تصعد مركب وهو اعلام ياقوت اعلام العلم الراية اعلام من الياقوت نشرن على رماح من زبرجد هذا طبعا لا وجود له في الواقع كما هو معلوم فهو من قبيل الخيالجي الذي تقدم لكن مادته موجودة المهم انه تصوير مفرد اه انه تشبيه مفرد المركب قال ثم المجاز فافهما مفرد او مركب وتارة يكون مرسلا او استعارة انتهى من مبحث التشبيه وانتقل الى المبحث الثاني وهو المجاز. والمجاز هو الكلمة المستعملة في غير معناها الاصلي لعلاقة بينهما. مع وجود قرينة مانعة من ارادة المعنى العصري. ان تستعمل كلمة في غير انا على عصري لوجود علاقة بينهما مع وجود قرينة مانعة من ارادة المعنى الاصلي. وهو ينقسم الى قسمين لانه اما ان تكون علاقة المشابهة فهذا يسمى استعارة. او ان تكون علاقته غير المشابهة فهذا يسمى المجاز المفسد قال ثم المجاز فما مفرد ومركب. المجاز ينقسم اولا آآ الى مجاز مفرد فالمفرد سيأتي تقسيمه الى مرسل واستعارة. والمركب هو اللفظ المستعمل فيما شبه بمعناه الاصلي تشبيه تمثيل كأن تقول للمتردد في الامر اراك تقدم رجلا وتؤخر اخرى المتردد في الامر تشبه حاله تمثله بصورة شخص يريد ان يذهب ولكنه في الحقيقة لا يبرح مكانه لانه اذا قدم رجلا اخرا. فهذا مثال لمجاز المركب المستعمل فيما شبه بمعناه الاصلي تشبيه تمثيل. والمجاز المفرد هو الذي يقسم الى مرسل واستعارة فالمرسل ما كانت علاقته غير المشابهة. وذلك اما الجزئية مثلا كتسمية الكلمة كلاما هذا مجاز اه اقصد تسمية الكلام كلمة هذا مجاز علاقة الجزئية لان الكلمة جزء من الكلام رب ارجعوني لعلي اعمل صالحا فيما تركت. كلا انها كلمة هو قائلها وهو قال كلاما وقد تكون العلاقة الكلية كما في قول الله تعالى جعلونا اصابعهم في اذانهم. اي يجعلون اه الانامل لان الانسان لا يستطيع ان يدخل اصبعه كاملة الانسان لا يستطيع ان يدخل اصبعه كاملة. فتعبيره بالاصبع هنا هو تعبير بالكل عن الجزء وقد تكون علاقته المحلية. وذلك مثل قول الله تعالى او جاء احد منكم من الغائط. فالغائط في كلام العربي هو المكان المنخفض المطمئن من الارض عبر به عن الحال عبر محلي عن الحالي. المراد بالغائط هنا والنجاسة الخارجة من الانسان. فلما كان الانسان اذا اراد ان يبول تحرى مكانا غائطا اي منخفضا مطمئنا لكي لا يراه الناس. فابعد المذهب عبر بالمحل عن الحال فهذا مجاز مرسل علاقته المحلية. ومن علاقات المجاز المرسل الالة وذلك مثل مثل قول الله تعالى على لسان نبيه ابراهيم عليه السلام واجعل لي لسان صدق في الاخرة. اللسان هو اللحمة المعروفة. هذه هي حقيقته. وهنا تجوز به عن الثناء الحسن. اجعل لي لسان صدق اي ثناء حسنا. العلاقة هي كون اللسان الة الثناء. كونوا لسانه هو الة هو الة للثناء. ومن علاقات المجاز ظرفية وذلك كقولك شربت كأسا. الكؤوس لا تشرب. الذي يشرب هو الماء الذي فيها او الحليب او فانت حين تقول شربت كأسا انت لم تشرب كأسا. الكأس ما زال موجودا. هذا مجاز مجاز مرسل علاقته الظرفية هو ان الكأس ظرف لهذا الشيء الذي شربته ومن علاقات المجاز المرسل اعتبار ما كان عليه اعتبار ما كان عليه الحمد مثل قول الله تعالى واتوا اليتامى ما اموالهم؟ اليتيم ما دام يتيما لا يعطى ما له. ولكن هو سمي يتيما باعتبار ما كان عليه. هو ما دام يتيما لا سميتهم باعتبار ما كان عليه. وعكسه اعتبار المآل مثل قول الله تعالى اني اراني اعصي خمرة الخمر العنب وقت عصرها لا تكون خمرا. انما تكون خمرا بعد تخميرها. تعالج وتخمر فتصبح خمرا بعد ذلك وقت العصر هي ليست مسكرة وليست خمرا. قال او استعارة. آآ قلنا قبل ان المجاز ينقسم الى قسمين لانه اما ان تكون علاقته المشابهة او غير المشابهة. فان كانت علاقته المشابهة فهو استعارة وان كانت غير مشابهة فهو مجاز مرسل. قال يجعل ذاك ادعاء اوله وهي ان استعير له عصرية اولى فتابعية. يعني انه في الاستعارة يجعل ذا اي المستعار ذاك اي مستعار له. ادعاء والاستعارة لا تطلق الا بادعاء دخول المشبه في جنس المشبه به كقولك رأيت اسدا يرمي فانت هنا ادعيت دخول زيد في الاسود الاسود لشدة جرائته. قلت رأيت اسدا يرمي تعني زيدا وهي تنقسم الى عصرية وتبعية باعتبار المستعار فاذا كان استعاروا اسماء جنس ينكر اسدي فانها تكون اصلية. كقولك رأيت اسدا يا رب وان كان وصفا او فعلا او حرفا فتكون حينئذ استعارة تبعية. كقولك مثلا الحال ناطقة بكذا او نطقت بكذا. فانت استعرت للحال التي لا نطق لها في الحقيقة فعلا او ووصف فهذه استعارة تسمى تبعية. وليست اصلية لان المستعارة هنا ليس آآ اسمجيس وان تكن ضدا تهكمية يعني اذا كانت الاستعارة على وجه الضدية فانها تكون تهكمية وذلك كقولك بالجبان ارأيت اسدا فتدخله فتدخله في الاسود على وجه التهكم والتمليح هذه تهكمية ثم قال وما به لازم معناه وما به لازم معنى وهو لا ممتنع كناية فاقسم الى ارادة النسبة او نفس الصفة او غير هذين اجتهد ان تعرفه يعني ان اه الكناية وهي المبحث الثالث من مباحث هذا الفن من مباحث علم البيع هي لفظ اريد به لازم معناه مع صحة ارادة المعنى الاصلي. لفظ اريد به لازم معناه مع صحة اي امكان ارادة المعنى الاصيل. فتقول زيد طويل النجاة والنجاد حمائل السيف. فتريد ان تكنج بطول النجاد عن طول القمر ان من كان طويل القامة تطول حينئذ نجده. ولا مانع امنعوا من ارادة المعنى الاصل ليست كالمجاز. المجاز لا يمكن ان يقصد فيه المعنى الاصلي. بل لا بد من صناع ارادتي المعنى الاصلي. واما الكناية فهي لفظ اريد به لازم معناه. مع امكاني مع انه لا مانع ابن عوف من ارادة المعنى الاصلي فيمكن ان تقول زيد طويل النجاد تقصد ان حمائله طويلة دون استشعار ارادة طول قامته ونحو ذلك. وتقول زيد كثير الرماد اي كريم جواد. لان كثرة الرماد تدل على كثرة آآ مثلا حرق الحطب وحرق الحطب يدل على كثرة الجفان والقدوم وكثرة القدور تدل على كثرة الضيفان. وكثرة الضيفان تدل على الجود والكرم فتقصد بكثرة الرماد الجود. ولو قصدت هذا المعنى بان قلت تزيد كثير الرماد اي عنده رماد كثير هذا غير ممتنع ولكن لا يكون حينئذ كناية يكون من باب الحقيقة فالكناية هي لفظ اريد به لازم ومعناه ولا يمتنع ارادة المعنى الاصل. ثم هي كما بينا كما مثلنا منها ما هو قريب آآ ليست فيه وسائط كثيرة كالتعبير عن طول القامة بطول النجاة. ومنها ما فيه وسائط كثيرة كالتعبير عن الكرم بكثرة الرماد. فهذا فيه وسائط كثيرة كما ابن ثم قال فاقسم الى ارادة النسبة او نفس الصفة او غير هذين. اجتهد ان تعرفه. يعني ان الكناية تارة يراد بها النسبة اي نسبة الصفة الى الموصوف واختصاصه بها اثارة يراد بها اختصاص الموصوف بالصفة كقولك المجد بين ثوبيه. تعني انه اختص بهذه الصفة وكقول الشاعر ان المروءة والسماحة ضمنا قبرا بمروة على الطريق فاذا فاذا مررت بقبره فانحر به كوم الجياد وكل طرف سابح وانضح. جوانب قبره بدمائها فلقد يكون اخاد من وذبائح. ان المروءة والسماحة ضمن قبرا بمروة على طريقي الواضح وتارة يراد بالكناية نفس الصفة اي ان يراد اثبات هذه الصفة للموصوف اثبات الطول باثبات لازم الذي هو آآ طول النجاة وكذلك اثبات الكرم بكثرة الرماة ارادة نسوة او نفس الصفة او غير هذين وتارة يراد غير هذين وهو الكناية عن الموصوف من يرى ان تراد الكناية عن الموصوف بان يدعى ان الصفة لاختصاص هذا الشخص به بها اصبحت كأنها له معرفة له كما تقول جاء لمضياف. فانت تدعي بقولك جاء المضياف ان هذه الصفة لا يتصف بها غيره وانه اذا قيلت هذه الكلمة تعجن الموصوف بها اريد ان تعرف ذلك اذا نقتصر على هذا القدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك