بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومنتباه باحسان الى يوم ربي يسرها عند رحمتك يا ارحم الراحمين. نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس التاسع من التعليق على كتاب مئة المعاني والبيان. وقد وصلنا الى علم البديع. قال علم البديع وهو وتحسين الكلام بعد رعاية الوضوح والمقام. اي علم البديع هو العلم الذي يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية مطابقة الكلام لمقتضى الحال ووضوح دلالته. تقدم لنا فنان من فنون علم البلاغة. احدهما موضوعه رعاية المقام. اي مطابقة الكلام لمقتضى الحال وهذا هو موضوع علم المعاني. والعلم الثاني موضوعه هو وضوح طرق الدلالة التي يؤدى بها الكلام من حقيقة ومجاز وكناية. اذا علم البديع هو تحصين الكلام بعد رعاية الوضوح وضوح الدلالة الذي هو موضوع علم البيان والمقام اي بعد رعاية المقام اي مقتضى الحال الذي هو موضوع علمي المعاني. ثم قال درباني لفظي كتجنيس ورد واستجع او قالب وتشريع ورد يعني ان علم البديع ينقسم الى قسمين. الى لفظي ومعنوي. وما السر بالتجنيس وهو اتفاق الكلمتين في الحروف مع اختلاف المعنى. ويكون تاما ويكون ناقص ومن انزلته قول الشاعر ما مات من كرم الزمان فانه يحيا لدى يحيى ابن عبدالله يحيى لدى يحيى كلمتان لفهما واحد ومعناهما مختلف كما همان ورد المراد به رد العجوز على الصدر. ضرباني لفظي كتجنيس ورد. رد العجوز على صدري. وذلك مثل قول الله تعالى وتخشى الناس والله احق ان تخشاه. رد عجز هذا الكلام على صدره وهو قوله وتخشى الناس والله احق ان تخشى. تمتع من شميم عرار نجد فما بعد العشية من عرار ومن دروب البديع اللفظي السجع وهو كون الكلام على فواصل متناسبة و لفظ لفظ رويها واحد كقولهم من طابت سريرته حمدت سيرته ويعبر عنه في القرآن بالفواصل. وهو آآ واقع كثيرا في القرآن المكي. القرآن تحدى الفصحاء والبلغاء من العرب. النجم والضحى والشمس وغير ذلك كما هو معلوم. والقلب قلبه ان يكون طرد للضيق عكسه. ان تكون مثلا الكلمة يمكن ان تقرأها من الجهتين. وذلك كل في فلك كل في فلك. نعم. ومنهم قول الشاعر مودته تدوم لكل هول وهل كل مودته تدوم؟ مودته هذا البيت يقرأ من الجهتين. مودته تدوم لكل هول وهل كل مودته والتشريع من البديع اللفظي التشريع وهو بناء البيت على ثقافيتين يصح المعنى عند الوقوف على كل واحدة منهما. بناء البيت على قافيتين يصح الوقوف عند كل لواحدة منهما. وذلك كقول الشاعر يا خاطب الدنيا الدنية انها شرك الردى وقرارة الاكدار دار متى ما اضحكت في امسها ابكت غدا تبا لها من دار. هذان بيتان من الكامل التام بشي تحولتهما الى مجزوءي الكامل. فقلت يا خاطب الدنيا الدنية انها يا خاطب الدنيا انها شرك الردى. دار متى ما اضحكت في يومها ابكت غداء وتحذف وقرارات الاكدار وتحذف ايضا كذلك تبا لها من دار. الابيات مبنية على قافيتين يمكن ان تستغني عن بعض الابيات ويكون الشعر آآ موزونا وعلى روي آآ متحد ثم قالوا والمعنوي وهو كالتسهيم والجمع والتفريق والتقسيم اي القسم الثاني هو البديع المعنوي. وهو كالتسهيم ويسمى الارصاد وهو ان يجعل قبل عجز البيت ما يدل عليه. يرصد في اول البيت او في وسطه ما يدل على قاضيته وذلك كقول عمرو بن معدي كذب الزبيدي اذا لم تستطع شيئا فدعه. وجاوزه الى ما تستطيع. عمرو بن معدي الكريم الزبيدي بيضم ازاي؟ ليس منسوبا للمدينة. المدينة زبيد. فتح الزائد. والحي زبيد بالضم اذا لم تستطع شيئا فدعه. وجاوزه الى ما تستطيع. جاوزه الى ما واضح تستطيع نتقدم اذا لم تستطع. سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا ابى لك. سئمت يسأل ارصد في اول البيت ما يدل على عجزه. ومن البدع المعنوي الجمع وهو ان يجمع بين متعدد في حكم كقول الله تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا. جماعة بين امرين وحكم عليهما حكما واحدا المال والبنون. زينة الحياة الدنيا. ومنه التفريق وهو ايقاع تباين بين امرين من نوع بيان فرق بين امرين بالجنس وذلك كقول الشاعر نوال الغمام يوم ربيع كنوالي الامير يوم عطائي فنوال الامير بدرة عين ونوال السماء. ونوال الغمام قطرة ماء ويريد ان يفضل عطاء الامير على المطر. العرب تبالغ بالمطر زيد كرم. لانه يقضي حاجاتهم فيزرعون ويشربون وتأكل ماشيتهم. نعم فجعل فرقا بين عطاء الامير وبين المطر قال ما الامير يوم عطاء ما نوال الغمام اي عطاء الغمام؟ يوم نوال ما نوال الغمام يوم ربيع كنوالي الامير يوم عطائي. فنوال الامير بدر عيني ذهب قطعة من الذهب. ونوال الغمام قطعة قطرة قطرة ماء والتقسيم ومن البداية المعنوية التقسيم. وهو ذكر متعدد ثم اضافة ما لكل اليه ان تذكر امورا او امرين ثم تضيف ما لكل واحد منهما اليه وذلك كقول الشاعر ولا يقيم على ضيم يراد به الا الاذلان عير الحج والوتر. هذا على الخسف مربوط برمته ولا شجوا فلا يرضي له احد ومن البديع المعنوي القول بالموجب وذلك مثل قول الله تعالى يقولون لئن رجعنا الى مدينتي ليخرجن الاعز منها الاذل. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين المنافقون عندما وقع بينهم وبين عندما وقع ما وقع بين بعض الانصار طاري وبعض المهاجرين في غزوة المريسية. وآآ سمع عبد الله بن ابي وهو رأس النفاق بذلك قال والله ما ارانا وجلابيبكم جلابيب قريش الا كما قال الاول سم من كلبك يأكلك. والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل. فسمع هذا الكلام زيد ابن ارقم وهو طفل صغير من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغه للنبي صلى الله عليه وسلم. وجاء جماعة من اصحاب عبدالله ابن ابي ينكرونه هذا الكلام ويقولون انه لم يقل شيئا. فنزل القرآن يصدق ما قاله زيد ابن ارقم رضي الله تعالى عنه القرآن هنا قال بالموجب يعني هو هو آآ عبدالله بن ابي قال ليخرجن الاعز منها الاذل. القرآن اثبت العزة لله ولرسوله وللمؤمنين دون التعرض الاخراج الذي تحدث عنه المنافقون. دون الاخراج الذي تحدث عنه المنافقون. المنافقون تحدثوا انه وسيخرج الاعز الاذل. فالقرآن اخذ العزة التي رتبوا هم عليها الاخراج واثبتها لله ولرسوله وللمؤمنين دون ان يتعرض الاخراج الذي تحدثوا هم عنه. كذلك من البديع المعنوي التجريد. وهو ان ينزع من امر ذي صفة امر اخر مثله. كقولك لي من فلان صديق فكأنك تجرد منه شخصا اخر ها يسمونه التجريد منه قول زهير بن ابي سلمى لمدح هرم بن السنان المري لعمرو ابيك ماهرم ابن سلمى بملحي اذا اللؤ ما اليم ولا ساهل فؤادي ولا عيني اللسان اذا تشاجرت الخصوم فهو غيث لنا في كل عام يلوذ به المخول والعديم وعود قومه هرم عليه ومن عاداته الخلق الكريم كما قد كان عودهما ابوه اذا ازمتهم يوما ازوم كذلك خيمهم ولكل قوم اذا امستهم الضراء خيموا. وان سدت به لهوات ثغر يشار اليه جانب سقيم مخوف بئسه يكلئك منه عتيق لا الف ولا سئوم. له في الذاهبين اروم صدق وكان كل دي حاسة بنا عروب. يكلأك منه هذا تجريد. يكليك منه عتيق ومنه الجد الذي يراد به الهزل وذلك كقول الشاعر اذا ما تميمي اتاك مفاخرا وقل عدي عن ذلك كيف اكلك للضب؟ اشرح لي الطريقة التي تأكل بها الضب. نعم. اذا ما تميمي دون اتاك مفاخرا فكن عبد كيف يأكلك للضاب؟ ومن البدع المعنوي الطباق وهو الجمع بين قابلين في الجملة نحو قول الله تعالى وتحسبهم ايقاظا وهم رقود وتحسبهم وتحسبهم الكسر افصح والفتح اقيس نعم؟ القرآن الكريم جاء بهما قال الشاطبي رحمه الله تعالى ويحسب كسر السين مستقبلا سمى رضعه ولم يلزم نجاسا مؤصلا. نعم. نحن نقرأ في قراءة نافع وتحسبه. وهي الافصح من جهة الدعاء. لانها لغة الحجازية الشاطبي قال ويحسب كسر السين مستقبلا سمى رضاه. واهل السماء نافع وابن كثير وابو عمرو. والمشار اليه بالراء من رضاه وهو الكسائي كلا الكلمات كلاهما فصيح معناهما واحد. تحسب وتحسب معناهما واحد. معناه تظن المعنى واحد من ناحية الاعراب لا فرق هما لغتان في كلمة واحدة. هذا فعل مضارع تفتحه العرب الفتح هو مقتضى القياس. لان كل فعل على وزن فاعل بكسر فمضارعه ينبغي ان يكون على وزن يفعل بالفتح ولكن الكسر افصح لانه لغة الحجازيين. نعم. اه والتأكيد اي ومن البدع المعنوية التأكيد اي تأكيد المدح بما يشبه الذم هو ان تعقب مثلا على صفة مدح بما قد يتبادر ان انه ذم عند ذكر الاداة ثم يتبين انه مدح بعد ذلك. وذلك كقول النابغة كقول نابغة الذبياني ولا عيب فيهم. هذا مدح. غير ان ولعب فيهم غير ان سيوفهم بهن فلول من كراع الكتائب. هذا تشبيه المدح تكيد المدح بما يشبه الذم وهو في الحقيقة ليس ذما ومدحهم بان سيوفهم بسبب كثرة قتالهم لعدوهم اصبحت فيها فلل. اي ذلم والعكس ايوه من البدع المعنوية العكس. وهو ان يقدم جزء من الكلام على جزء ثم يؤخر عنه عادات السادات سادات العادات. عادات السادات سادات العادات تعالوا تسمونه العكس. ومن البديع المعنوي الرجوع. وهو العود على الكلام بالنقض لنكتة وذلك كالتحير في قول زهير بن ابي سلمة المزني كيف التي لم يعفها القدم. بلى وغيرها الارواح والديم. وقال اولا انها لم يعفو القدم ثم عاد على الكلام السابق بالنقض بسبب تحيره فقال قال بلى غيرها وغيرها الارواح والديم. والايهام من بديع المعنوي الايهام وهو التورية. بل هي اجل انواعه قال السيوطي في الالفية قلت وقد قصر في تبيانها اذ ليس في البديع مثل شأنها وهي ان يراد باللفظ الذي يحتمل معنيين ابعدهما ليتبادر الى الذهن غير ذلك المعنى المراد. وذلك مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم كما روي اصحاب السير لذلك الرجل الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر قرب ماء بدر وقد قال له النبي صلى الله عليه النبي صلى الله عليه وسلم ان يخبره عن خبر قريش وعن خبر هذا الرجل الذي يريدون قتاله وذلك الشيخ لا يعرف النبي صلى الله عليه وسلم قال له ساخبركم ان اخبرتماني من انتم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم نعم. فقال اما قريش فابلغني انهم خرجوا يوم كذا فان انا كما قيل لي فهم بالعدوة القصوى وراء ماء بدر. واما هذا الرجل فبلغني انه خرج يوم كذا فان كان كما قيل لي فهو اليك الان فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحن من ماء فرجع رجل يقول ما العراق ما لان بنو ماء قبيلة من قبائل العرب. والنبي صلى الله عليه وسلم لم يرد هذا المعنى القريب وهذا يسمى يدخل في المعاريض التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان فيها مندوحة عن الكذب. كذلك ايضا من انواع البدائل المعنوية ويكون مرتبا ويكون مشوشا. ومن ترتيبه قول الله تعالى ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله. الليل والنهار لتسكنوا فيه اي الاول الذي هو الليل. ولتبتغوا من في الثاني وهو النهار. ومن البديع المعنوي الاستخدام وهو ان يراد بلفظ له مع احدهما وبضميره الاخر لفظ له معنيان. تأتي باللفظ لاحد المعنيين ثم تعيد الضمير على المعنى الاخر. وذلك كقول الشاعر فسقى الغضاء والساكنيه وان هم ربوه بين جوانحي وضلوعي. لاضع مكان اسمه مكاني. في العرب. ما قال مالك بن غيبة لا لتشاريها لبيتا ليلة بجنب الغطاء والزركلاص النواجية فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه وليت الغضى ما شركاب ليالي. لقد كان في اهل الغضى لو دنا الغضا مزار ولكن الغضا ليس دانيا والغطاء ايضا شجر عربي معروف بطيء الخمود جمره لا يخمد بسرعة فقالوا فسقى الغضاء هذا المكان والساكنين. وان هم شبوه اي اوقدوه بين جوانحي وضلوعه فاراد بالغضا الذي لفظ به المكان. واراد بالغضاء الذي عبر عنه بالضمير بقوله شبوه هذا الشجر الذي جمره بطيء الخمود قالوا انهم شبوه اي عقدوه بين جوانح وضلوع قال والسوق والتوجيه والتوفيق والبحث والتعليل والتعليق اي ومن انواع البديع المعنوي السوق اي سوق المعلوم مساق المجهول لنكتة. ذلك كالتدلل في قول الشاعر بالله يا وبيات القاع قلنا لنا ليلاي منكن ام ليلى من البشر. هو يعلم انها من البشر ليه ده؟ بالله يا وبياتي القاع كن لنا ليلاي منكن ام ليلى من البشر؟ فهو يسوق المعلومة مساق المجهول لنكتة التدله وتدله وذهاب العقل من الحب. والتوجيه اي ومن انواع المعنوية التوجيه وهو ايراد اللفظ محتملا معنيين. بان يحتمل مثلا مدحا او ذما. وذلك كقول الشاعر ذي خياط كان قد خاط له ذوبا. وهذا الخياط اعور فقال خاط لي عمرو قباء. ليت عينيه سواء. هذا محتمل الدعاء ومحتمل بالدعاء عليه. ايضا ليت عينيه سوى. وعمر اذا ليت عينيه سواء محتمل لهما خاط لي عمرو قباء ليت عينيه سواء. قال والسوك والتوجيه في قوة البحث والتعليل والتعليق. اي ومن انواع البديع المعنوي التوفيق. وهو الموافقة عبرنا عن موافقة وتسمى ايضا مراعاة النظير. وهي ان يجمع بين امر وما يناسبه لا بالتضاد عليك مثل قول الله تعالى الشمس والقمر بحسبان. والنجم والشجر يسجدان هو شبه التضادي ولكن في الحقيقة ليس تضاديا. الشمس والقمر معروفة. والنجم هو ما لا ساق له من الشجر. النجم هو ما لا ساق له من الشجر ويقابله الشجر وهو الذي له ساق. ما لا ساق له من النبات ما لا ساق له من النبات يقال له نجم. وما له ساق يقال قالوا له شجر فالشجر هو ما له ساق يقوم عليه وما ليس له ساق هذا يسمى نجما فذكر النجم بعد الشمس والقمر والنجم المراد ليس هو الكوكب المهر هنا هذا جمع بين اشياء متناسبة بشبه التضاد هو في الحقيقة ليست ضاديا لانه اه آآ اليس كذلك؟ فقد يتبادر الى الذهن ان المراد بالنجم هنا هو الكوكب المعروف وهذا ليس هو المقصود الشمس والقمر بحسبان والنجم اي ما لا ساق له من النبات والشجر وهو ما له ساق يسجدا والبحث اي هو من انواع البدع المعنوي البحث ايراد الحجة وهو المذهب الكلامي يسمونه المذهب الكلامي ان يورد الانسان في كلامه محاجته وذلك كقول النابغة الذبياني يعتذر الى النعمان بن المنذر بن ماء السماء. وكان قد وعده بسبب مدحه لملوك الغساسنة. وهم عدو للمناذرة كما هو معلوم قال النابغة جئت داره ولكنني كنت امرأ كنت امرأ لي جانب من الارض فيه مستراد ومذهب ملوك واخوان اذا ما اتيتهم وحكموا في اموالهم واقرب كفعلك في قوم اراك وبيتهم فلم ترهم في شكر ذلك اذنبوا. يعني انت احسنت الى اقوام فمدحوك فلم ترى ذلك ذنبا. وانا ايضا لي اصدقاء احسنوا الي فمدحتهم فلا لا ارى ذلك ذنبا. ولكنني كنت امرأ لي اه جانب من الناس فيه مستراد ومذهب ملوك واخوان اذا ما اتيتهم احكموا في اموالهم واقرب بفعلك في قوم اراك اصطفيتهم فلم ترهم وفي شكر ذلك اذنبوا. ومن البدائل المعنوية التعليق ويسمى التفريع. وهو ان يثبت حكم لمتعدد امر بعد اثبات ذلك الحكم لمتعلق له اخر. ان يثبت حكم لمتعلق امر بعد اثبات ذلك الحكم لمتعلق له اخر. وذلك كقول الشاعر احلامكم لسقام الجهل شافية كما دماؤكم تشفي من الكلب. العرب تزعم ان الكلب وهو المرض الذي بعض الكلاب وينتقل الى الانسان بسبب العدوى يشفيه المعالجة ابناء الملوك ان من تعالج بدماء ابناء الملوك فانه يشتفي من هذا المرض فقال احلامكم اي عقولكم بسكرام الجهل الشافي اي تشفي من الجهل الذي هو الطيش والسفه وقلة العقل. كما دماؤكم تشفي من الكذب كما ان دماءكم ايضا تشفي من الكذب لكونكم من اشراف العرب ومن ابناء الملوك. خاتمة في السرقات الشعرية قال السرقات ظاهر فالنسف يذم لا ان استطيع المسح. لا ان استطيع المسخ السرقات هي اخذ الشاعر لفظا او معنى قيل قيل قبله ومنها ما هو ظاهره كالنسخ وهو اخذ اللفظ والمعنى معا وهذا يسمى سرقة وانتحالا. وهو معيب. ومن لذلك اه ان معاوية بن ابي سفيان رضي الله تعالى عنه وفدى عليه الشاعر عبدالله ابن الزبير بفتح الزاي جلس في مجلسه فحدثه ثم انشأ ابياتا زعم انه قالها. اذا انت لم لم تنصف اخاك وجدته على الهجران ان كان يعقل ثم لم يخرج حتى دخل عليه معن ابن اوس فانشده قصيدة فيها تلك الابيات. فالتفت الى عبد الله بن الزبير وقال له لم تخبرني ان هذه الابيات لك؟ قال نعم المعنى لي واللفظ له وهو اخوي من الرضاعة واخيه من الرضاعة وانا اولى بشعره. المعنى آآ لي واللفظ له وهو اخي من الرضاعة في يدي وليست لعبدالله بن الزبير. نعم. قال السرقات غائر الناس خوي ودمه. اي فهذا مذموم وهو اخذ الشاعر اللفظ والمعنى معه. لا ان استطيع المسخ. المسخ هو اخذ المعنى مع تغيير نظر الكلام مع تغيير في اللفظ آآ قد يكون محمودا وذلك اذا كان الثاني احسن من الاول. كقول بشار ابن برد من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز للطيبات ذات كله. وقول السلم الخاسر من راقب الناس مات غما وفاز باللذة للجسور. قال والسلخ مثله وغير ظاهري كوضع معنى في محلي اخرين. السلخ هو اخذ معناه دون اللفظ. فان كان الثاني احسن من الاول كان مقبولا وذلك كقول ابي تمام هو الصنع ان يعجل فخير وان يرث فلا الريث في بعض المواضع انفع هو الصنع اي اصطناع المعروف ان يعجل فخيره. وان يرث ان يتأخر فلا الريث في بعض المواضع انفع اخذه المتنبي فقال ومن الخير بطء سيبك عني اسرع السحب في المسير يعلل آآ بطء آآ يقولوا ان ان بطع سيب اي عطاء الملك او الامير فيه خير لان اسرع السحب هي الجهامة التي لا ماء فيها. السحاب التي تحمل الماء تسير ببطء. واما الجهام الذي ليس فيه ماء يسير بسرعة اسرع السحب في المسير الجهام. نعم. قال والسرق مثله وغير ظاهري كوضع معنى فيما قال لي اخرين. اي قد يكونوا غير ظاهرين. بان يؤخذ المعنى ويوضع في محل اخر. وذلك كقول البحتري سلبوا واشرقت الدماء عليهم محمرة فكأنهم لم يسلبوا. يتحدث عن قوم قتلوا وسلبوا نزع نزعت عنهم دروعهم مثلا. واشرقت الدماء عليهم آآ لبست جلودهم من الدم ذاك انهم لم يسلبوا لان الحمرة التي عليهم من الدم اصبحت كأنها جسد واصبحوا كأنهم يلبسون لباس حسن احمر. اخذ هذا المعنى المتنبي في وصف السيف فقال يبس النجع عليه وهو مجرد من غمده فكأنما هو مغمد. الغمد هو جفن السيف. قال ان هذا السيف نزع من من غمده وقتل به حتى احمر فيبس النجيع الدم الاحمر وعليه وهو مجرد من غمده كأن ما هو مغمد لان ذلك الدماء اصبح متجسدا واصبح كانه غمد قال او يتشابهان اي وقد يتشابه ان يتقارب المعنيان في غرضين مختلفين. وذلك كقول الطرماح لقد زادني حبا لنفسي انني بغيض الى كل امرئ غير طائل. لقد زادني حبا لنفسي انني بغيض الى كل امرئ غير طائل. وقول المتنبي واذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني امنوا او ذا اشمل او يكون الثاني اتم معنا واشمل من الاول وذلك كقول جرير بن عطية بن الخطفة. اذا غضبت عليك بنو تميم رأيت الناس كلهم غضابا وقول ابي نواس ليس على الله بمستنكرين ان يجمع العالم في واحد. قالوا ومنه قلب اي قلب المعنى. وذلك كقول ابي شيص اجد الملامة في هواك لذيذة حبا لذكرك. تجد الملامة في هواك لذيذة حبا لذكرك فليلمني لوموا يقول انه يستعذب سماع اسم محبوبته وبما ان اللوامة الذين يلومونه يذكرون اسمها اثناء نومهم فهو اصبح يستعذب لومهم لانه كذبوا ذكرى اسمها. فقال اجد الملامة في هواك لذيذة حبا لذكرك قالوا منين لومه يعني لومهم يشتمل على اسمها وهو اه يستلذ بذكر اسمها. هذا المعنى طبعا قال ابو طيب المتنبي فقال اوحبه واحب فيه ملامة ان الملامة فيه من اعدائه ومما يلتحق بالسرقات الاقتباس. وهو اخذ نص من القرآن الكريم او من الحديث وآآ يجعل ضمن الشعر مثلا او الخطبة او نحو ذلك وآآ آآ اختلف الفقهاء في مشروعيته ولكن اتفقوا على انه لا يجوز اذا كان الكلام في معرض الهزل او الغزل او نحو ذلك فمثل هذا لا يجوز فيه الاقتباس واما اذا كان الكلام جدا فلا بأس به عند الجمهور. وقد ذكر السيوطي في عقود الجمان تحريم ما لك له ورجع عن ذلك في كتاب تنوير الحوالك الذي على موطأ الامام مالك رحمه الله تعالى قال في الالفية قلت وما حكمه في الشرع فمالك مشدد في المنع وليس فيه عندنا يعني الشافعية وليس فيه عندنا صراحة لكن يحيا النووي اباحه. لكن ما عزاه ايضا بمالك رجع عنه في تنوير الحوالك وتنوير الحوالك آآ متأخر في الوضع والتأليف عن آآ كتاب بعقود الجمع يقول احد الشعراء لئن اخطأت في مدحي كما اخطأت في منعي لقد زلت حاجاتي بواد غير ذي زرع. حلقتي بس قد انزلت حاجاتي بواد غير ذي زرع ومنه قول بعضهم قال لي ان ركيبي سيء الخلق في داره قلت دعني وجهك الجنة بالمكاره. قلت دعني وجهك الجنة حفت بالمكاره. الجنة حفت بالمكاره. هذا حديث قالوا ومنه تضمين اي مما يلتحق بالسرقات التضميم اي تضميم جزء من بيت وذلك كقول الشاعر على اني سانشد يوم بيعي اضاعوني واي فتى اضاعوا والتلميح وهو الاشارة الى قصة قد مضت يشار اليها في الشعر وذلك كقول الشاعر فردت علينا الشمس والليل راغم بشمس لها من جانب الخدر تطلع فردت علينا الشمس والليل راغب. يقصد وجه محبوبته بشمس لها من جانب شمس لهم من جانب الخدر تطلع. فوالله ما ادري احلام نائم الم بناء كان ذي الركب يوشع. يوشع ابن نون زتى موسى عليهما السلام جاء في الحديث انه سأل الله تعالى ان يحبس عليه الشمس آآ حتى يلقى عدوه فحبس عليه. فهو يقول انه طلعت عليهم شمس يريد محبوبته في الليل قال فما ادري االامنا اي من المت بناء ام كان في الركب يشع فاخر الشمس حتى نعم. فيه اشارة الى هذه القصة. وكقول الاخر في محبوبة اسمها بدر يا بدر اهلك جار لاموك وعلموك التجري. وقبحوا لك واصلي وحسنوا لك هجري فليفعلوا ما ارادوا فانهم اهل بدري اهل بدر قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك لعل الله اطلع على ال بدر فقال اعملوا ما شئتم يا بدر اهلك جار يروى بها بخطاب المذكر ايضا اهلك جاروا وعلموك التجري. وقبحوا لك واصلي وحسنوا لك هجري فليفعلوا ما ارادوا فانهم اهل بدر ومنه الحل الحل هو نذر المعقود نذر النظم وذلك كقول بعض اصحاب المقامات فانه لما قبحت فعلاته وحنظلت نخلات لم يزل سوء الظن يقتاده ويصدق توهمه الذي يعتاده. حل بذلك قوله بالطيب المتنبي اذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم ومنه عقد العقد نذر النوم. وذلك كقول الشاعر ما بال من اخره وجيزة ونطفة اوله يفخر. بكلام يعزى لعلي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ما لابن ادم والفخر انما اوله نطفة واخره جيفة. ما بال من اخره جيفة ونطفة اوله يفخر. العقد نوم المنذور والحل عكسه. ثم قال والتأنق انتسل براعة استهلاله يعني انه يطلب التأنق اي مراعاة الحسن في مواضع من الكلام منها الاستهلاك ومنها الانتقال ومنها الختام. فالاستهلال اي المطلع اول الكلام ينبغي ان يتأنق الانسان فيه. ويمثلون له بمطلع قصيدة نبكي من ذكرى حبيب ومنزل فانه يقولون انه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في شطر واحد كذلك ايضا ينبغي التأنق في الانتقال وهو التخلص حسن التخلص من كلام الى كلام. كقول ابي الطيب المتنبي عشية يعدونا عن نظر البكاء وعن لذة التوديع خوف التفرق نودعهم والبين فينا كأنه في قلب فيلق كواضي مواطن نسجد عندها اذا وقعت فيه كنسج الخدار نقي. ويريد ان يمدحه هذا الرجل فتخلص من كلامه الذي افتتح به قصيدته لعينيك ما يلقى الهواة وما لقيوا للحب وللحب ما لم يبقى مني وما بقي. وما كنت ممن يدخل العشق قلبه ولكن فمن يبصر جفونك يعشقي وبين الرضا والقرب والسخط والنوى. وبين الرضا والسخط والقرب والنوى مجال لدمع المقلة المترقرق واحلى الهوى ما شك في الوصل ربه وفي الهجر فهو الدهر يرجو ويتقي. لان يقول عشية يعدونا عن نظر البكاء. وعن لذة التوديع خوف التفرق نودعهم. والبين فينا كأنه قنبني بالهجاء في قلب فيلق ممدوح. قواضي مواطن عندها اذا وقعت فيه الخدرنة وكذلك ايضا اه حسن الختام ينبغي ان يراعى وكل ذلك واقع في القرآن على اكمل بوجه سور القرآن كما قال السيوطي رحمه الله تعالى في ابتدائها وفي خلوصها وفي انتهائها واردة اكمل معنا وادل وكيف لا وهو كلام الله جل. ومن له امعن بالتأمل بان له كل خفي وجل والحمد لله الذي بنعمته وجلاله تتم الصالحات واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. بارك الله فيكم