ورفعه لصوته عليهما والذكر بالمأثور في حكمهما. لا يجوز للانسان ان يرفع صوته فوق صوت القرآن. ولا فوق الحديث. بل الاصل ان الانسان يسكت اذا سمع قراءة القرآن لان الله تعالى قال واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا. فالانسان مأمور بالانصات عند سماعه للقرآن الكريم. وكذلك لا يجوز للانسان ان يرفع صوته فوق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لان حرمة النبي صلى الله عليه وسلم ميتا كحرمته حيا. وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن رفع الصوت عليه في حال حياته فقال يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي فكذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم ايضا له ومن الحرمة مثل ما للنبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي للانسان ان يرفع صوته فوق صوت فوق صوت رسول الله صلى الله عليه والسلام والذكر بالمأثور في حكمهما. يعني ان ذكر المأثورة الاذكار المذهورة المأثورة كتسبيح والتحميد والهيللة والادعية لها حكم الحديث لانها اما حديث او قرآن فتأخذ مثل ذلك فلا ينبغي للانسان ان يرفع صوته عليها راوي احاديث جوامع الكلم او التعبد بمعناها اثم يعني ان احاديث هذا مبحث يتعلق برواية الحديث بالمعنى القرآن الكريم لا تجوز رؤيته بالمعنى. واما الحديث فقد يختلف العلماء هل تجوز روايته بالمعنى ام لا؟ لان الحديث ليس كالقرآن. القرآن متعبد بلفظه. هذا اللفظ عبادة. عندما تقرأ حرفا من القرآن فانك تتعبد. لان الفاظ القرآن متعبد بها من قرأ حرفا من القرآن فله بكل حرف عشر حسنات. واما الحديث فالعبرة بمعنى ومغزى لا يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم والفاظه الشريفة ينبغي التقيد بها ولكن غير متعبد بلفظها فاختلف العلماء وهل تجوز الرواية بالمعنى ام لا فمنهم من قال لا تجوز الرواية بالمعنى ومنهم من قال تجوز والراجح في هذا التفصيل ان هنالك ما لا تجوز روايته بالمعنى وهنالك ما تجوز روايته بالمعنى بشروط. فالالفاظ التعبدية لا تجوز روايتها بالمعنى وذلك كالاذكار. مثلا الفاظ التحيات والفاظ تسبيح الركوع والسجود والفاظ الاذان. هذه لا تجوز رؤيتها بالمعنى لا يجوز للمؤذن ان يقول الله اعظم مكانا الله اكبر. لان هذا اللفظ هو متعبد به هو عبادة في حد ذاتها فالالفاظ التعبديتك لفاظ الاذان والتسبيح والذكر والتحيات والادعية ونحو ذلك هذه لا تجوز رؤيتها بالمعنى بل لابد ان يقولها الانسان كما سمعها. كذلك ايضا ما يسميه العلماء وجوامع الكلم. وهو الفاظ نطق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو افصح الناس. فاختصر له الكلام اختصارا لا يستطيع الانسان ان يأتي بمثله. وذلك كقوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار فمن اراد ان يروج هذا الكلام بالمعنى فلابد ان يأتي بمعناه بمعنى بالفاظ كثيرة. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال وقوله البر حسن الخلق وغير ذلك من الكلمات الجامعة التي اختصر النبي صلى الله عليه وسلم فيها معان كثيرة فمثل هذه لا تجوز روايتها بالمعنى لان الانسان لا يستطيع ان يأتي بمثلها هي مما اختصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم انتصارا. قال راوي راوي احاديث جوامع الكلم او التعبد بمعناها اثم اثم اذا فعل محرما وفي الصحيح ان البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه علمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به اذا اوى الى فراشه اللهم اسلمت نفسي اليك وفوضت امري اليك ووجهت وجهي اليك والجأت ظهري اليك رغبة ورهبة اليك. لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك امنت بكتابك الذي انزلت وبرسولك وبنبيك الذي ارسلت. قال البراء فجعلت استذكر هذه الكلمات احاول حفظ بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقلت وبرسولك الذي ارسلت فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا وبنبي الذي ارسلته. فلم يقره النبي صلى الله عليه وسلم على رواية هذا الحديث بالمعنى. لان هذا لفظ والفاء والالفاظ التعبدية لا تجوز روايتها بالمعنى. وآآ اه اما غير ذلك فانه تجوز روايته للدار اي للعالم بمدلولات الالفاظ. من كان عالما بمدلولات الالفاظ عارفا بكلام العرب عالما بما يحيل المعاني ما يغير المعاني فانه يجوز له وان يروي بالمعنى. ورواية المعنى وقعت كثيرا. ولذلك نجد الحديث الوارد في القصة الواحدة تختلف الفاظه عند الرواة. وهذا كثير. حتى الحديث الغريب الذي لم يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم الا رجل واحد فهذا مثل الحديث انما الاعمال بالنيات. هذا الحديث لم يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم الا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. ولم يروه عن عن عمر الا علقمة بن وقاص الليثي. ولم يروها عن علقمة الا محمد بن ابراهيم التيم. ولم يروها عن محمد بن ابراهيم الا يحيى ابن سعيد الانصاري ثم رواه عن يحيى خلق كثير فهذا الحديث ورد برواية متعددة انما الاعمال بالنيات انما العمل بالنية ببعض طرقه زيادة وببعض طرقه نقص. اذا الرواية بمعنى قطعا وقعت لاننا نجد الحديث الغريب الذي يغلب على الظن ان النبي صلى الله عليه وسلم تكلم به مرة واحدة في مجلس واحد نجده مختلف الالفاظ في روايات الرواة قال في الغير وكلمة الغير هي مولدة دي ست فصيحة طبعا في الغير للدار اي العالم بمدلولات الالفاظ من كان عالما بمدلولات الالفاظ ان يروي بالمعنى اي بالمعنى ومن روى مختلقا ولم يبين للناس وضعه بعصيان قامن. من محارم لسان بل من اعظمها ان يروي الانسان حديثا موضوعا ولا يبين انه موضوع الحديث الموضوع هو الحديث المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم. ينسب اليه كذبا وزورا وهذا خطر جدا. لان الالفاظ المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم بها نتعبد باحكامها وبمعانيها فالاحاديث الموضوعة اذا سمعها من لا يعلم انها موضوعة قد يعمل بها يظن انها من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلذلك لا تجوز روايتها ولا ذكرها الا على وجه التحذير منها وبيان انها موضوعة كما قال العراق رحمه الله تعالى في الفيته في مصطلح الحديث في باب الموضوع قال وحيث كان لم يجيزوا ذكره لمن علم ما لم يبين امره وحيث كان لم يجيزوا ذكره لمن علم ما لم يبين امره. يعني انه لا يجوز لاحد ان يروي الاحاديث الموضوعة اي المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم الا اذا بين امرها واخبر انها مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نهاى معنى قوله مختلقا اي مكذوبا. ومن روى مختلقا ولم يبين لم يبين للناس وضعه اي انه حديث موضوع بعصيان قمين اي جدير بفتح الميم وكسرها الجدي والحقيق والاحرى الاولى تحريم ما الشرع اباحة ما خصص بتحريمه او عمه من محارم اللسان ان يحرم الانسان ما لم يحرمه الله سبحانه وتعالى سواء حرمه على نفسه او على الناس. كالماء كالماء اي كالماء. فالماء طيب مباح ولا يجوز للانسان ان يحرمه ولا ان يحرم غيره من الطيبات. سواء خصص في تحريمه بان حرم على نفسه وعلى الناس امرا معينا كلمة ايها اللبن او عمم بان قال الحلال علي حرام فهذا كله لا يجوز. لان الله تعالى يقول يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم. يا ايها والذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم. ولا يجوز للانسان ان يحرم ما احله الله له عطياتي على المعطى وتذكيره بها والاذى فهذا لا يجوز واحذر من ان تحبط بالمن اذا اعطيت ما اعطيته او بالاذى. اما الاذى فهو ان تحتقر او ان تعير امرأ مفتقرا. وذاك ذنب ناشئ عن جهلي ما للفقير كذلك ايضا من محارم اللسان الامر بالذنب. ان تأمر الانسان بفعل الحرام. وهذا من محارم النساء. وقد ذكره الله سبحانه وتعالى في صفات المنافقين. المنافقون والمنافقات من بعض يأمرون بالمنكر. فالامر بالمنكر هو من صفات المنافقين. اما المؤمن فانه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وان يحدث بكل ما سمعه ذلك لا يجوز للانسان ان يبادر الى التحديث بكل شيء سمعه. الانسان ان يتروى. وان يتبين اذا سمع الاخبار فلا ينبغي ان يستعجل في نقلها. يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا في القراءة الاخرى والمعناه واحد فالانسان مأمور بالتبين والتثبت في الاخبار قبل نقلها. فلا ينبغي للانسان ان يحدث بكل ما سمع. وقد اخرج مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع. كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع فلا يجوز للانسان ان يحدث بكل ما سمع لانه حينئذ سيكون من الكذابين. وقد اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. قال والامر بالذنب وان يحدث بكل ما سمعه او يملث ما لدى كان صرع؟ معناه وعد ونيته ان يخلف. اي لا يجوز للانسان ان يعطي الوعد وهو في نيته انه سيخلف هذا الوعد. هذا لا يجوز. يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون الو كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلوا. كبر مقتنا عند الله المقت الشدة دول بغض المقت بالتاء المبسوطة اشد البغض. والميقات بالتالي المربوطة اشد الحب. الميقات اشد الحب. والمقت اشد البطء لا تقولن اذا ما لم ترد ان تتم الوعد في شيء نعم حسن قول نعم من بعد لا وقبيح قول لا بعد نعم فمخبر بغير ما تظننا ثبوته يجب ان يبين هذا تتمة لكلامه لقوله وان يحدث بكل ما سمعه. فالانسان لا يجوز له ان يحدث بكل ما سمعه. فمن اخبر بغير ما يظن ثبوته يجب ان يبين ذلك يقول بلغني كذا ولست على يقين منه ينبغي ان يخبر انه غير متيقن ولا ينبغي للرجل ان يبني كلامه على الشكوك والتخمينات فيحدث الناس احاديث مبنية على الشكوك. يشك امران فيحدث الناس بحديث بناء على ذلك الشك او يظن فيحدث الناس حديث بناء على ذلك الظن. وقد اخرج ابو داوود في سننه عن ابي مسعود الانصاري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بئس مطية الرجل زعموا. زعموا اي قالوا قولا زعموا القول الذي لا يثاق به بصحته القول زعم القول الذي لا يوثق بصحته فلا ينبغي للانسان ان يبني كلامه على الزعم. ينبغي للانسان ان الصدق والحق فيما يتكلم به قال فمخبر بغير ما تظننا ثبوته يجب ان يبين عين ومن واذى وللاذى من الوجوه كمكاين وكذا كالهزء والترويع والتوجافي وغير ذلك من الاصناف من محارم اللسان العين. وهي نظر باستحسان مشوب بحسد ان يتكلم الرجل في الرجل كلمة عصرا بنيت على استحسان مشوب بحسد. نظر باستحسان مشوب بحسد. وقد اخرج الشيخان من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العين حق العين حق. زاد مسلم ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين. ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين فعلى الانسان ان يحصن نفسه من العين بالدعاء والاذكار والتعوذ من شر الحساد فان العين انما تنشأ عن الحسد. ولذلك علمنا الله سبحانه على ان نتعلم ان نتعوذ من شر حاسد اذا حسد. دع الحسود وما يلقاه من كمده يكفيك منه لهيب النار في كبدي. ان لم تذا حسد فرجت كربته وان سكت قد عذبته بيدي وقال بعضهم اصبر على مضض الحسود فان صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله. فالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما كله ومن محارم لسان المن والمن ذكر النعمة على وجه التعديد والتقريع ان يكون الانسان قد انعم على شخص اعطاه عطايا في عدد عليه تلك النعم ويذكره بها تقريعا له. وبيانا لمزيته وفضله عليه لانه يعطيه. وهذا يسمى المن؟ وهو ومن المحرمات وكذلك الاذى. ومنه احتقار الناس وقد اخبر الله سبحانه وتعالى ان المن والاذى مبطلان للصدقة قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى. لا تبطلوا صدقاتكم بالمن اي بتعديد آآ متقي من فضلي فهو يسبق بخمسمائة عام تقي الاغنياء لجنتي. والمن ذكر لما اعطيته في ذلك الحق الذي اديته او ان ترى لك على الفقير حقا من التعظيم والتوقير المن هو ذكرك للنعم التي كنت انعمت بها على هذا الرجل. او ان ترى لك حقا في التعظيم والتوقير على هذا الشخص الذي اعطيته. ليس لك حق لان هذه الحقوق هي لله سبحانه وتعالى زكاة مال الله ليست مالا لك حتى تمن بها او بها. قال وللاذى من الوجوه كم ركاء وكذا. ذكر ادوات التكثير وهي كم وكائن وكذا يعني ان الاذى له صنوف كثيرة. كالهزء اي السخرية. فمن الصنوف الاذى السخرية وهذه ايضا محرمة. وقد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم. ولا نساء من نساء. عسى ان يكن خيرا منهن. فالسخرية ممنوعة. نهى الله سبحانه وتعالى عن ذلك ومن دروب الاذى الترويع تخويف الناس. ان تدخل الروعة او اي الخوف او الفزع على قلب انسان وقد اخرج ابو داوود في سننه بسند صحيح عن عبدالرحمن بن ابي ليلى قال حدثنا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم فنام رجل منهم فانطلق بعضهم الى حبل معه فاخذ ففزع. اي استيقظ الرجل وهو فزع خائف. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل للمسلم ان يروع اخاه. لا يحل للمسلم ان يروع اخاه. فمن الاذى لمنهج عنه شرعا طبعا ترويع الناس اي تخويفهم هذا لا يجوز. اذا كان الشخص نائما وكنت اذا اخذت شيئا بحذائه وهو لا يضرك تركه سيرتاع ويخاف. فانك عليك ان تترك ذلك. ولا ينبغي لك ايضا ان تأخذ منه عصا او نحو هذا وتوهمه انك ستضربه اذا كان ذلك يخوفه. فالتخويف والترويع كل ذلك مما لا يجوز. ثم قال وهي كلمة من اللهجة الحسانية ومعناها تقرير الانسان على الخطأ كما اذا سمعت ان شخصا اخطأ فتقول له انت فعلت كذا او بلغني انك قلت فيا كذا او فعلت كذا او كذبت في كذا ويسمى بالحسانية ايضا الكر فهذا هو الذي اراده المؤلف هنا وغير ذلك من الاصناف اي تحرم ضروب وانواع الاذى جميعا