قول فلان او قول العالم الفلاني او قول المذهب الفلاني. لان اقوال العلماء يستدل لها ولا يستدل بها ولذلك لا نرضى قول الجمهور ان يكون صارفا صارفا للامر من الوجوب الى الندب. لان من الناس من يجعل الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا لشيخنا ولوالديه ولوالدينا وللحاضرين والمستمعين. قال الناظم وفقه الله تعالى وعظمن النص وقدمه واجعله فوق الرأس ذا الفقه الاسد. نعم. الفقه السديد يعني. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. ثم اما بعد انا ارى والله اعلم ان هذا المفتاح هو حقيقة الدين. وكثير من المفاتيح قلت فيها نفس نفس هذا الكلام. وذلك لان الدين مبناه على التعظيم. فاذا اردت ان تعرف مقدار الدين في قلبك فانظر الى منزلته تعظيما في فؤادك فالدين انما قام على تعظيمه والدين مبني على ادلة ووحي. فكلما كان قلبك للوحي اشد تعظيما كلما كان تعظيمك للدين اشد فاذا اراد الانسان ان يعرف منزلة عظمة الدين في قلبه فلينظر الى عظمة ادلة هذا الدين وهذا المفتاح يتكلم عن وجوب تعظيم ادلة هذا الدين بكل صور التعظيم والتي يدخل فيها تقديم هذه الادلة على ما سواها. فاول سورة من صور تعظيم الادلة ويدخل فيها عدم معارضتها باي شيء كان. فكل من رأيته يقدم على الادلة شيئا فاعرف ان قد اختلت عنده عظمة الدين باختلال تعظيم الدليل وكل من رأيته يعارض في الادلة ويناقش فيها ويريد عليها الاشكالات لاسقاطها والتشكيك فيها فاعرف ان الدين ليس ليس بعظيم عنده. ولذلك هذا الدرس نربي فيه الطالب على تعظيم الدليل الذي سيفضي به الى تعظيم الى تعظيم الدين. والذي عليه قيام الاسلام فلا فدين المرء واسلامه يقوم على تعظيم الدين في قلبه. ولذلك كل من قال لا اله الا الله وهو غير معظم لله فلا تنفعه كلمته وكل من قال ان محمدا رسول الله وهو غير معظم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تنفعه شهادته فالدين قيامه على التعظيم. ولذلك كل من سب الله او سب رسوله صلى او سب رسوله صلى الله عليه وسلم فانه مرتد من غير ان انظر هل توفرت فيه الشروط وانتفت الموانع؟ قالوا لماذا؟ قالوا لانه هدم اصل الدين. فهي ليست صفة شكك فيها او حديثا شكك فيه او مسألة جانبية من مسائل التوحيد والاعتقاد شكك فيها وانما جاء الى الاصل العظيم والذي يقوم عليه الدين ثم هدمه فان سبه لله او لرسوله او لكتابه او لشريعته هذا هدم لاصل الدين الذي يقوم اساس الدين الذي يقوم عليه وهو التعظيم. فاذا اردت ان تعرف عظمة الدين في قلبك فانظر الى عظمة ادلته في صدرك فكلما كان قلبك للدليل اعظم كلما كان قلبك للدين اعظم. فهذه القاعدة وهذا المفتاح يربي الطالب الذي سيسير في طائل طلبه الى ان تقبض روحه على النظر في الادلة. فلابد ان يتفق مع نفسه اتفاقا بوجوب تعظيم ادلة بكل صور التعظيم سواء اكان تعظيمها بتقديمها على غيرها او تعظيمها بعدم معارضتها بغيرها او تعظيمها بالتسليم والاذعان والايمان بمدلولاتها. وغير ذلك من صور التعظيم التي ستأتينا قواعده والتي سنكتسب في كل قاعدة منها صورة من صور تعظيم الادلة. فهذا المفتاح عظيم. واني اقسم لله ايمانا يعني بعد ايمان. ان مدى تعظيم الناس لاقوالك ها مبني على مدى تعظيمك انت لاقوال الله عز وجل واقوال رسوله صلى الله عليه وسلم فمن عظم قول الله وقول رسوله عظم الله اقواله في قلوب الناس ومن رد قول الله ورسوله سخر الله عز وجل قلوب الناس لرد اقوالهم. ومن استهزأ بقول الله ورسوله استهزأت في الامة المعاصرة له او الامم التي ستأتي بعده باقواله. وكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل. واني لاحسب ان شاء الله ان كل عالم لا تزال له قدم صدق في الامة ولا يزال له لسان صدق في الاخرين ان ذلك مبني على انه في ذاته وطلبه وتعليمه وتأليفه كان معظما معظما للدليل. فاذا رأيت على اقوال العالم حلاوة وعلى مؤلفاته طلاوة وعلى اختياراته قبولا وعلى ذكره والجلوس بين يديه يعني قبول عظيما فاعرف ان هذا نابع نابع من تعظيمه للكتاب والسنة. الا ترون ابا العباس ابن تيمية رحمه الله كيف سارت الامة باختياراته بل وقبله ائمة السلف من الائمة الاربعة ومن قبلهم وقبلهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. لا تزال الامة تتفيأ ظلال علمهم وتهتدي بنور فهمهم وتعمل باقوالهم وتتمسك باثارهم وتتبع سبيلهم وصراطهم كل ذلك بانهم عظموا عظموا الدليل. ولا يزال كل من رد الدليل او ناقشه ملعونا على لسان الامة. لا يزال الاخر يلعنه كما لعنه الاول بسبب انه ناقش في الدليل. فاذا اردنا ان يبارك الله في علمنا وفي تعليمنا وفي وترجيحاتنا وفي دعوتنا. واذا اردنا الله ان يبارك في مؤلفاتنا فهذا المفتاح الذي بين ايدينا هو هو مفتاح البركة توفيق وهو مفتاح تعظيم الادلة. تعظيم الادلة لا بد وان نعظم الادلة. فان قلت وكيف اعظمها؟ فقلت عظمها بناء يكون تعظيمها بناء على قواعد وجمل قررها اهل السنة والجماعة وهي محط رحالنا باختصار شديد محاولة لاكمال هذا المفتاح في هذا الدرس ان شاء الله عز وجل ولي رسالة مختصرة اسميتها قواعد تعظيم الدليل ذكرت فيها هذه القواعد بعينها مفصلة بادلتها وتطبيقاتها وتفصيلاتها. فمن اراد او رأى ان بعض القواعد يحتاج الى شيء من التفصيل الزائد فلا يشغلني في هذا الدرس وانما يرجع الى نفس موضع القاعدة في الرسالة المذكورة. فنقول وبالله التوفيق. اذا اردت ان تكون معظما للدليل فعليك ان تتبع في تعظيمه جملا من القواعد. القاعدة الاولى لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وهي قاعدة ودليل في نفس الوقت وقد صدر الله عز وجل بها اول سورة الحجرات في قوله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله اي لا تقدموا بين يدي الله ورسوله رأيا. ولا تقدموا بين يدي الله ورسوله عقلا ولا استحسانا ولا ميزان ولا قول عالم ولا فتيا مذهب ولا تتعصب لغير الادلة فمتى شيئا من النصوص يتنافر او يتعارض مع عقلك فاعلم انك بين افتين. اما ان يكون النص في ليس بصحيح، واذا قلنا ليس بصحيح فانما نعني اذا كان من السنة. فان السنة منها ما روي وهو ما سمعتم الله يقول شيئا او رسوله صلى الله عليه وسلم يقول شيئا فالواجب عليكم ان تقولوا سمعنا واطعنا. لا تقولوا ان يقول كذا او رأيي يقول كذا او العالم الذي اعظمه يقول كذا. فاول صورة من صور التعظيم تقديم الادلة على كل شيء اول سورة منصور التعظيم تقديم الادلة على كل شيء. فلتكن سمحا في هذه القاعدة. بمعنى ان يكون عندك الاستعداد الكامل انك امتى ما رأيت عقلك يخالف نصا ان تأخذ بالنص وتترك العقل اذ كثير من الناس ليس عنده هذا الاستعداد وان يكون عندك الاستعداد الكامل انك متى ما رأيت قول امامك الذي تعظمه او قول مذهبك الذي تنتهجه وتسلكه من صغرك اللي تلقيته عن علمائك يخالف شيئا من الادلة فأسهل شيء عندك هو ان تترك هذا القول لما نص عليه الدليل. فلا يجوز ابدا ان تشكك وان تتماحل وان تتملص تعظيما لقول امامك او تتملص من الدليل تعظيما لقول عالمك او قول مذهبك الذي تعظمه فهذه اول اصل لا تقدموا بين يدي الله ورسوله لا قولا ولا رأيا ولا مذهبا ولا عقلا ولا قول عالم فمتى ما رأيت الدليل في طريق فعليك ان تسلك طريقه وان تركت وان تركت طرق الناس كلها هذه اول صورة من صور التعظيم مع دليلها. الصورة الثانية او نقول القاعدة القاعدة الثانية لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي. وهذه جزء اية ذكرها الله عز وجل ايضا في سورة الحجرات وقد ذكر المفسرون ان سبب نزولها ان ثابت ابن قيس ابن شماس رضي الله عنه نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوت مرتفع لانه خطيب قومه وصوته مرتفع. فاراد من النبي صلى الله عليه وسلم ان يخرج الى اليه والى بني قومه ناداه يا رسول الله والنبي صلى الله عليه وسلم في حجرات نسائه. فانزل الله عز وجل هذه الاية مخاطبة له اصالة وللامة تبعا الا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي. فلا يجوز لنا ان نرفع اصواتنا فوق صوته اذ كان في حياته ولا يجوز لنا ان نرفع اصواتنا فوق سنته بعد مماته. فسنته التي تتلى علينا في اناء الليل واطراف النهار والتي نقرأها في هي صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمتى ما ذكر فمتى ما سمعت قال رسول الله اياك ان ترفع عقيرتك برفض او بت عقيرتك يعني صوتك برفض او بتشكيك او بمماحلة او او بمماطلة في الامتثال ممتثلا قول الله عز وجل انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ان يقولوا ليحكم لهم ان يقولوا سمعنا واطعنا. هذا هو الواجب علينا. فلا يجوز لنا ان نرفع اصواتنا فوق صوت النبي مطلقا. ولذلك نقل عن السلف انهم في مجالس الحديث والتحديث كان على رؤوسهم الطير. لا تسمعوا الا انفاس القوم وصريف اقلامهم على فقط ليس فيه احد يتكلم ولا احد ينشغل بجوال ها بشيء اخر من الصوارف ولا احد يتلمس زمن الخروج ولا احد يشغله الالتفات يمينا وشمالا ولا احد يتكلم مع من بجواره لماذا؟ امتثالا لقول لقول الله عز وجل لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي. وان رفع اصواتنا فوق صوت النبي سبب ها من اسباب حبوط من اسباب حبوط العمل لقول لله عز وجل ان اي لكي لا فهي ان التعليلية اي لكي لا تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. وانتم لا تشعرون فمتى ما سمعنا شيئا من سنته صلى الله عليه وسلم فالواجب علينا ان نطأطئ اصوات قلوبنا عن الباطنية وان نطأطأ اصوات ها السنتنا عن المعارضة الظاهرية. فيجب علينا ان تطأطئ قلوبنا لنبي الله صلى الله عليه وسلم تسليما وقبولا. وان تطأطئ جوارحنا للنبي صلى الله عليه وسلم انقيادا وتسليما. هذا الذي ندين الله عز وجل به فاذا عندنا صورتان الان من صور التعظيم الصورة الاولى الا نتقدم بين يدي الوحي والامر الثالث الا نرفع اصواتنا فوق صوت الوحي وكل ذلك والله من تعظيم الادلة. فابشروا بالخير. القاعدة الثالثة للوحي اطاعة مطلقة. ولغيره مطلق الطاعة للوحي الطاعة المطلقة ولغيره مطلق الطاعة. لقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله فاطلق الطاعة هنا فهي الطاعة المطلقة ثم عطف عليها بقوله واطيعوا الرسول مكررا نفس الفعل. الذي كرره في الطاعة الاولى فهذا دليل على ان المطلق بكلامه وله العلم المطلق بالواقع وله العلم المطلق بما يحيط بالكلام وما وما وما يلزم عليه فلا يمكن ابدا ان يكون لازم اية مما لا ينبغي قبوله. فكل اية فاننا النبي صلى الله عليه وسلم الطاعة الكاملة المطلقة واما ما بعدها فان لهم مطلق الطاعة لانه قال واولي ولم يقل واطيعوا اولي الامر منكم. فهذا دليل على ان لله ورسوله الطاعة المطلقة. واما غيره فانه يملك مطلق الطاعة. فمن صور تعظيم الادلة ان نطيع الادلة كتابا وسنة الطاعة المطلقة. ولا يجوز لنا ان نعارض طاعتها بطاعة احد كائنا من كان. فلا يجوز طاعة العلماء في معصية الله ولا يجوز طاعة الحكام والرؤساء والسلاطين والامراء في معصية الله. ولا يجوز طاعة الوالدين دين المأمور بطاعتهم شرعا في معصية الله ولا يجوز لاهل البيت للزوجة ان تطيع زوجها المأمورة بطاعته شرعا اذا كان في معصية الله عز وجل. فكل من امرنا الله بطاعته فانما له مطلق الطاعة لا الطاعة المطلقة. فالطاعة المطلقة انما هي لقولين قول الله عز وجل وقول نبيه صلى الله عليه وسلم هذا الذي ندين ندين الله عز وجل به. ولذلك ادخل الامام محمد بن عبدالوهاب هذا الباب اي باب الطاعة المطلقة ومطلق الطاعة في جملة كتاب التوحيد. فقال باب من اطاع العلماء والامراء فيما في تحليل ما حرم الله او تحريم ما احل الله فقد اتخذهم اربابا. فكل من زعمت فيه احقية الطاعة المطلقة فقد اتخذته ربا فقد اتخذته ربا من دون الله عز وجل. والنبي صلى الله عليه وسلم نحن نعطيه الطاعة المطلقة لان صاحب الطاعة المطلقة اه خوله بذلك. فالله امرنا ان نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعة المطلقة. لانه اخبرنا بانه لا يأمرنا بشيء ولا ينهانا عن شيء الا ويكون طاعة لله لقوله من يطع الرسول فقد اطاع الله فاطلق الطاعة هنا فدل ذلك على ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن ابدا ان يأتي بشيء على خلاف مراد الله تبارك وتعالى. فالله عز جل له الطاعة المطلقة ولنبيه صلى الله عليه وسلم الطاعة المطلقة واما غيره فليس له الا مطلق الا مطلق الطاعة اجمع العلماء رحمهم الله تعالى على ان كل من اعتقد في شخص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يجب على الامة كلها متابعته المتابعة المطلقة في كل اقواله وافعاله فانه كافر وهذا الاجماع حكاه ابو العباس ابن تيمية رحمه الله. لان الذي يجب على الامة جمعاء ان تتابعه المتابعة المطلقة وان وان تطيعه الطاعة المطلقة وان تقبل كل اقواله واعماله انما هو فرض واحد وهو نبينا صلى الله عليه وسلم واما احاد العلماء من الصحابة ومن بعدهم من التابعين وائمة السلف والائمة الاربعة والعلماء الى زماننا هذا ومن سيكون بعدنا من العلماء الى ان تقوم الساعة فانما لهم مطلق الطاعة ومطلق الاثم تباع ليس الطاعة المطلقة ولا المتابعة المطلقة. هذا الذي ندين الله عز وجل به. فاذا هذه صورة من صور التعظيم. فقلنا الصورة الاولى عدم التقدم بين يدي الوحي. الصورة الثانية عدم رفع الصوت باطنا اي صوت القلب وظاهرا اي صوت اللسان على قول الوحي. الثالث ان نعتقد ان للوحي الطاعة المطلقة القاعدة التي بعدها. كل يؤخذ من قوله ويترك الا قول الشارع كل يؤخذ من قوله ويترك الا قول السارع. وهذا من اعظم ما نعظم به الادلة. فقول يجب قبوله كله ولا يجوز لنا ان نرد شيئا منه اذا صح سنده الى المعصوم صلى الله عليه وسلم. واما قول غيره فلا لا يجوز لنا ان نقبله الا اذا وافق قول الشارع. ولذلك يقول العلماء رحمهم الله تعالى ان الاقوال باعتبار حاجيتها تنقسم الى قسمين. اقوى اقوال هي حجة في ذاتها واقوال هي حجة بغيرها فليس احد قوله حجة في ذاته الا قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم فقط. فاذا قال الله شيئا فقوله حجة في ذاته. واذا قال النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقوله حجة في ذاته. واما قول غيره فليس حجة في وانما هو حجة تبعية يعني حجة بغيره. فاذا وافق قول العالم قول الشارع فيكون قول العالم حجة لكنها لم ها ليست حجة ذاتية وانما حجة تبعية اقترانية بقول الشارع. وبناء على ذلك قررنا هذه قرر اهل السنة هذه القاعدة. فمن كان قوله حجة في ذاته فيقبل قوله مطلقا. ومن ليس قوله بحجة في ذاته فيقبل ما وافق دليل الوحي ويرد منه ما خالف دليل دليل الوحي وهذا هو معنى هذه القاعدة ثم اعلموا وفقنا الله واياكم اننا متى ما قلنا ان كل احد يؤخذ من قوله ويترك فان الاخذ والترك ليس مرده الى المذاهب. ولا الى اعيان العلماء ولا الى البلاد ولا الى البلاد والجنسيات. فلا لك ان تجعل مبدأ القبول او الرد من اقوال العلماء اعتبارات لم ينظر الشرع لها بعين بعين الاعتبار وانما وانما مبدأ الاخذ والرد هو موافقة الدليل من عدمه. فما فمن وافق قوله قولا النص كتابا وسنة قبلنا قبله ومن خالف قوله قول الكتاب والسنة رددنا قوله وذلك لاننا نرى ان كثيرا من الناس عوامهم وبعض طلاب العلم يجعلون مبدأ القبول الرد هو قول امام طائفته او قول مذهبه او قول اهل بلاده فهو يجعل للقبول والرد اعتبارات لم ينظر الشرع بعين بعين الاعتبار. وهناك تنبيه اخر ايضا وهي ان قولنا ويرد لا يستلزم اذا رددنا قول عالم ان نهينه او ان نزل من مقداره. فلا تلازم ابدا بين قبول العالم وتعظيمه وبين رد القول العالمي واهانته فاذا قبلنا قول احد فان قبولنا مبني على تعظيم مستند قول العالم وهو النص. ليس مستندا الى تعظيم العالم في ذاته وانما مستند قبولنا لقوله الى مستنده وبرهانه. وكذلك اذا رددنا اذا رددنا قول عالم من العلماء فلا يستلزم ذلك اننا نحط من قدره او اننا ننزله عن منزلته التي انزله الله فيها بل يبقى له احترامه وتقديره وتقديسه ورفعة شأنه ويبقى له محبته ويبقى له النظر بعين الاجلال والتعظيم الا اننا لا نقبل قولا خالف الكتاب والسنة. فما تسمعونه بين الفينة والاخرى من اننا اذا رددنا قول عالم وبينا سبب الرد انه خالف الدليل الفلاني والفلاني فان كثيرا من الناس يتهجمون علينا باننا نهين العلماء ولا نعرف منازل اهل الفضل ولا نعترف لاهل الفضل بفضلهم وكل ذلك من الاقوال التي لا ينبغي ان تحرفك عن الحق الذي اظهره الله عز وجل لك ويسر قبولك له. فكل يؤخذ من قوله ويترك الا قول الشارع. ومن صور التعظيم ايضا قاعدة من القواعد واظننا اخذناها في الدرس الماظي في في مفتاح المتابعة لكن لا بأس ان نعيدها. كل قاعدة او اصل قرر على خلاف النص فانه باطل كل قاعدة او اصل قرر على خلاف النص او تقول قرر على خلاف الادلة عبر بايهما شئت فهو باطل فاسد لا يجوز قبوله ولا اعتماده ولا تخريج الفروع عليه بل يجب اخراجه من كتب الفقه والاصول وبيان زيفه فان القاعدة انما تكتسب شرفها. وانما تكتسب صحتها وانما تكتسب منزلتها وقبول القلوب لها لموافقتها للدليل. فكل قاعدة قررها اهل مذهب على خلاف النص فهي باطلة. وكل كلية او ظابط او اصل قرض على خلاف النص فانه باطل عندنا. وبناء على ذلك فنحن نرد قول الحنفية رحمهم الله بان الزيادة على النص نسخ لانها تتضمن شيئا آآ يوجب العمل به اعطي الى الادلة وكذلك نرد على المالكية رحمهم الله في قولهم بان عمل اهل المدينة مقدم على خبر الاحاديث الصحيح لان اعتماد هذه القاعدة يوجب لنا ان نلغي كثيرا من الادلة. فمتى ما رأيت القاعدة او الظابط او الكلية او الاصل؟ قرر على خلاف الدليل الصحيح فاعلم انه فاعلم انه باطل. وهذا يفضي بنا الى القاعدة التي بعدها انتم معي في هذا ولا لا؟ طيب ومن القواعد ايضا اقوال العلماء يستدل لها لا بها واقوال الشارع يستدل بها لا لها صح ولا لا يا جماعة وذلك لان من قوله حجة في ذاته لا نطلب دليلا على صحة كلامه. وانما نجعله دليلا على صحة كلام غيره فلا يكون كلام غيره صحيحا الا اذا وافقه. واما ما خالفه من كلام غيره فانه يعتبر باطلا فلا يجوز لك ان تجعل كلام العلماء وان عظمت منزلتهم كالصحابة او من دونهم من اهل العلم لا يجوز لك ابدا ان تجعل كلامه حجة في ذاته. ودليلا يرجع اليه في فيصل النزاع عند وجود الخلاف بين العلماء في بعض المسائل ولا حق لك اذا طلبنا منك دليلا على قولك او ما رجحته او على مذهبك ان تقول افتى به العالم الفلاني. فان قال العلماء وان عظمت منزلتهم ارتفع شأنهم في العلم. وعلى كعبهم في التقرير والتأليف والمنزلة والاعظام والاجلال يبقون اه من اهل من قوله حجة في ايش؟ بغيره لا بذاته. فلا حق لاحد ابدا ان يجعل فيصل النزاع في المسائل الخلافية صارفا مستدلا بانه قول الجمهور. فنرد عليه بقولنا ان اقوال العلماء يستدلوا لغى ولا يستدل بها. فلابد ان نعرف ما يستدل به مما لا يستدل به. ومن صور تعظيم الادلة ايضا. القاعدة التي بعدها وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله وهذه انما يفزع لها ويطبقها من قلبه معظم للادلة حق التعظيم فمتى ما رأيت الناس قد اختلفوا في شيء فاياك ان تجعل فيصل النزاع غير الكتاب والسنة. لقول الله عز وجل وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله ولقوله عز وجل فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم في الاخر ذلك خير واحسن تأويلا. فقد علق الله عز وجل الايمان الواجب الذي لا تحصل النجاة يوم القيامة الا به على هذا الرد فان رددتم الامور المتنازع فيها الى الكتاب والسنة فانتم مؤمنون حقا. وان لم تردوها فقد اختل من ايمان الواجب بقدر ما وقعتم فيه من المخالفة. كما علقه ايضا في قول الله عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى في ايش؟ فيما شجر بينهم. ولم يكتفي بهذا التحكيم. لان من الناس من يحكم الكتاب والسنة قهرا. قهر لا اختيارا فهو يحكمها اضطرارا واكراها ولكن لا يحكمها اختيارا وقبولا. ولذلك اتم شروط قال يحكموك هذا الشرط الاول ثم لا يجد حرج ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا ويسلموا تسليما. فلا يتم ايمان العبد حقيقة الا بهذه الامور. الامر الاول ان يحكم الكتاب والسنة عند وجود النزاع الثاني الا يجد في صدره حرجا من هذا التحكيم. الثالث ان يسلم تسليما عظيما لهذا التحكيم. فلا يجد في باطنه حرجا ولا يجد في جوارحه امتناعا عن القبول والانقياد والتسليم. فهو مسلم للنص باطنا طاهرا ولذلك لا يجوز ان نجعل فيصل الامور المتنازع فيها قول عالم او فتيا مذهب وانما نجعل الفيصل في امور النزاع هي الكتاب والسنة. فهذا من قواعد تعظيم الدليل. ومن القواعد ايضا التي نعظم بها النصوص لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. وهذا يروى بسند فيه شيء من الضعف عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن معناه متفق عليه بين اهل السنة والجماعة. وذلك لان المتقرر في القواعد ان الدين مبني على الاتباع والهدى لا على الابتداع والهوى. والله عز وجل قد جعل الهوى الها متبعا في قوله افرأيت من اتخذ الهه هواه. وقال الله عز وجل واتبعوا اهواءهم والادلة على ذم الهوى واتباع الهوى من الكتاب والسنة كثيرة جدا. وان اعظم ما يصدك عن الهدى انما هو الاتباع الهوى. ولذلك قال الله عز وجل مقسما الامر الى طريقين. طريق هوى وطريق حق. يا داود انا خليفة في الارض. فاحكم بين الناس بالحق وهذا هو الطريق الاول. ثم جاء بقسيمه في قوله ولا تتبع الهوى. فاذا ليس بين الحق وبين اتباع الهوى طريق وسط. اما ان يكون الانسان متابعا للحق كتابا وسنة واما ان يكون متخبطا في في متابعة في متابعة الهوى. فبما ان اعظم ما يوجب الصد عن اتباع الحق والهدى هو فقرر اهل السنة والجماعة هذه القاعدة فان كثيرا من الناس تحمله يحمله اتباع الهوى على رد هذا الدليل لعدم موافقة لميوله او او لعقيدته الفاسدة او لقول امامه المتبع او لعدم موائمة الدليل للقرن الذي فيه او لشهواته التي يريد ان يحققها في واقع في واقع الناس. فكلما اراد ان يدعو الى هوى او شهوة وجد الادلة تنسفه بوابل بوابل من من من الحق. فكلما اراد ان يحقق شيئا من في الامة كلما قال له العلماء هذا حرام ودليل تحريمه. فيرى ان اعظم ما يحارب هواه هو هذا الدليل فيحمله هواه على تعطيل الادلة. فلذلك كل من عطل دليل السنة ان تكون حجة في ذاتها. فانما يحمله على تعطيلها هواه وكل من زعم ان صحيح البخاري لا ينبغي قبوله وان فيه ما فيه فانما يحمله على ذلك امور فيها ويريد تحقيقها ورأى ان هذا الكتاب او هذا العالم او هذا النص او او هؤلاء او هذه الطائفة تمنعه من تحقيق ذلك الا ترى ان اهل البدع كلما جاءوا بدليل من الكتاب او السنة ليستدلوا به على بدعتهم وقفنا لهم لانه مخالف لفان السلف وكل فهم خالف فهم السلف فهو باطل. فصاروا يجلبون بخيلهم ورجلهم على عدم التزام الامة في زهومها بافهام السلف اذ ان اذ ان فهم السلف صار سياجا مانعا من دخول هؤلاء في التخبط بالاستدلال بالكتاب والسنة فيريدون في ليلهم ونهارهم ان يعزلوا الامة عن فهم سلفها لانه متى ما ابعدت الامة عن فهم السلف فسيأتي المشرك ليستدل بالقرآن على شركه. فان القرآن حمال وجوه. ويأتي المعتزلي ليستدل على نفي الرؤية وخلق القرآن بالقرآن ويأتي الصوفي ليستدل على الطواف بالقبر ودعاء المقبور والاستغاثة به بالقرآن. الا ترى ان الصوفي يستدل على دعاء الاموات والاستغاثة بهم بقوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الا ترى انه يستدل على الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم. بقوله ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما. فتلك مصيبة عظيمة وهي اتباع الهوى الذي يغفل القلب والبصيرة عن عن الهدى. فلذلك ينبغي لنا ان نقرر في قواعد تعظيم الادلة هذه القاعدة. اذ ان اعظم ما يمس جانب عظمة الادلة هي الاهواء هي الاهواء المتبعة. فلا يكون فلا يؤمن احدنا حقيقة الا اذا كان هواه هواه متابعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لان الهوى تابع لا لا متبوع. ومن القواعد في تعظيم الدليل ايضا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني هذا من قواعد الادلة. واظننا ذكرنا مفتاح متابعة النبي صلى الله عليه وسلم باصولها وقواعدها في الدرس في الدرس الماظي فمن كان معظما للدين حقا وللدليل صدقا فان مدى صدق تعظيمه للدين وللدليل على حسب متابعته للنبي صلى الله عليه وسلم فاشدنا تمسكا بالمتابعة هو اعظمنا صدقا وتحقيقا تعظيم الدليل وتعظيم الدين. ومن القواعد ايضا الحديث الصحيح حجة بذاته. الحديث الصحيح حجة بذاته ومعنى ذلك انه لا يجوز لاحد ان يوقف الاحتجاج بشيء مما صح من سنة النبي صلى الله عليه وسلم على قول احد من الناس كائنا من كان فالحديث الصحيح حجة بذاته وان لم تعمل الامة به. فالحديث الصحيح حجة بذاته وان كان خلاف الاصول التي تزعمونها والحديث الصحيح حجة بذاته وان خالف عمل اهل المدينة. والحديث الصحيح حجة بذاته وان كان في مسألة تعم بها البلوى والحديث الصحيح حجة بذاته وان خالفه في التفسير راويه. فمرويه مقدم على رأيه فهمتم؟ فمتى ما صح السند الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يجب علينا قبوله ما قال وتصديقه والعمل به والاذعان والتسليم له ولا نعارضه بشيء كائنا من كان. هذا الذي ندين الله عز وجل به. وذلك لان بعض المذاهب قرروا قواعد توقف العمل بالحديث الصحيح على موافقتها. فمن من قرر ان العمل بالحديث الصحيح ان كان احادا فلا يقبل في مسائل الاعتقاد. فتأتي العقائد في احاديث احاديث صحيحة السند فيردونها يقولون ليست بحجة لم؟ لان من شروط قبول الحديث الاحد الا يكون في العقائد فلو ان هذا الاحاد جائنا في مسائل فقهية لكان على العين والرأس لكن بما انه يريد منا اثبات امر عقدي فانه مرفوع وعلى هذا عامة اهل البدع الا اهل السنة والجماعة. فقالوا ان الحديث الاحادي الصحيح في باب الاعتقاد فكل من قبل حديث الاحاديث الصحيح في الاعتقاد فسني. وكل من رد الاحادي في الاعتقاد فمن اهل البدع. بينما جاءنا طائفة اخرى وقالوا اننا نقبل الحديث الاحاد اذا كان صحيحا ولم يكن في مسألة تعم بها البلوى. وهم الائمة الحنفية رحمهم الله. فمتى ما جاءهم الحديث الصحيح الاحادي في مسألة تعم بها البلوى فانهم فانهم يردونه لماذا؟ لانه في مسألة تعم بها البلوى فتأتي هذه القاعدة ان الحديث الصحيح حجة بذاته. اي لانه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال بعض اهل العلم مشترطا شرطا ثالثا وهي ان الحديث الاحادي الصحيح لا يقبل الا اذا ثبت ان من الامة من عمل به فيجعلون عمل غيره سببا في حجيته. وهذا مرفوض بل عمل غيره لا يكون حجة الا اذا وافق الحديث فالحديث هو الذي يعرف به المقبول من المردود. والصحيح من الباطل والراجح من المرجوح والهدى من الضلال والسنة من البدعة. فالدليل هو الميزان. وعقول الرجال موزونة. والدليل هو الميزان واقوال الرجال ومذاهبهم واجتهاداتهم وترجيحهم هي الموزونة. الدليل هو السيد ما عداه من اقوال العلماء ومذاهبهم وترجيحاتهم عبد تابع للدليل. الدليل هو المقدم وما سواه هو المؤخر. الدليل هو الذي ينبغي ان ينظر له بعين الاعتبار ذاتا. واما غيره فينظر له بعين الاعتبار تبعا فهذا الذي ندين الله عز وجل به وندعو طلابنا والامة كلها له ان الحديث حجة بذاته اذا صح سنده جاءنا فريق اخر وقالوا الحديث الاحادي الصحيح حجة شريطة الا يخالف عمل اهل المدينة اجعلون الاحتجاج به مع صحته ها مقرونا بموافقة عمل اهل المدينة له. فلا يجعلونه حجة بذاته. وهذا مردود بل هو حجة بذاته. وان خالف عمل اهل الارض كلهم. سواء اهل المدينة او اهل مكة او اهل العراق او اهل الشام فليست حجيته موقوفة على قول احد كائنا من من كان من الناس كائنا من كان هذا اذا اردنا ان نعظم الادلة. فاذا كنا نريد ان نعظم الادلة فلنعتمد هذه القاعدة العظيمة وللامام الالباني رحمه الله كتاب حافل مستقل الحديث حجة بذاته. الحديث حجة بذاته. ومن القواعد التعظيمية للدليل ايضا المذاهب والاقوال تابعة للدليل ولا ولا عكس المذاهب والاقوال تابعة للدليل ولا عكس فلا يجوز لنا ان نتمذهب ثم نستدل. وانما نستدل لنتمذهب. فان من الناس من يعتقد القول اولا ثم يبحث عن الادلة التي تؤيده. وهذا يحمله على لي اعناق الادلة وتحريفها او تعطيلها تتوافق مع ما رجحه سابقا. فليس الصواب في البحث العلمي ان ترجح او تختار ثم تستدل. بل الصواب ان تستدل اولا ثم يكون ترجيحاتك واختياراتك مبنية على موافقة على موافقة الدليل. فالدليل لابد وان يكون اه متبوعا لا تابعا. فقدم النظر في الدليل والنظر في التعليم قبل ان تختار وقبل ان ترجح حتى تكون تابعا للدليل ولا تعكس فتقع في حفرة عظيمة ومنها ايضا قبل ان نبدأ في هذه القواعد الثلاث التي سأذكرها لكم اقدم بمقدمة خفيفة وهي انه منذ نزلت الادلة كتابا وسنة من الله عز وجل. والناس يعارضونها بثلاث معارضات لا رابع لها كل من عارض نصا من الكتاب او السنة فمعارضته نابعة من واحدة من هذه المعارضات الثلاث. والقواعد الثلاثة التي تأتينا هي في صد ونقضي هذه المعارضات. فان من الناس من يعارض النقل بالعقل وهو من اقوى ما عرظ النص به وقاعدته ستأتينا. ومن الناس من يعارض النقل بالواقع. فيرى ان النقل يقول شيئا والواقع يقول شيئا اخر فيعارض النقل بالواقع. ومن الناس من يعارض النقل بنقل اخر. فيقول كيف يقول الله في قرآن كذا ونبيه صلى الله عليه وسلم يقول كذا. ولو تأملت في معارضات الناس للنصوص لما تجدها خارجة عن هذه الثلاث. فهناك قوم يعارضون النقل بالعقل وهناك اقوام تعارض النقل بالواقع وهناك اقوام النقل بنقل اخر. فالقواعد الثلاث التي ستأتينا هي في هذه المعارضات الثلاث. فنقول وبالله التوفيق لا يتعارض نقل صحيح مع عقل صريح ولي فيها رسالة مختصرة لا تخفى عليكم على كل حال فيه ثلاث رسائل لي في هذه القواعد الثلاث فمتى ما صح النص فانني اقسم بالله انه لا يمكن ابدا ان يتعارض ولا مطلق التعارض مع العقل. وذلك لان الذي انزل النص هو الذي خلق العقل وهو احسن قيلا واصدق حديثا من خلقه. فلا لا يمكن ابدا ان يجعل الله عز وجل وحيه الذي انزله متعارضا مع العقل الذي امر ان يتلقاه الا ترى ان بعض الاقمار الصناعية قد تبث بثا ها فاذا لم يستقبلها الجهاز الخاص بها فان استقباله سيكون معطلا. فلو ان الله عز وجل ولله المثل الاعلى ولوحيه المثل الاعلى جعل ما انزله من الكتاب والسنة متعارضا مع جهاز الاستقبال الذي هو العقل. والذي امر بفهم النص. وبتصديق نص وبتدبر النص وبتعقل النص وبالتفكر في النص وباخذ العبرة من النص فلو كان هذا النص متعارضا مع هذا العقل لما قامت الحجة على العقل ولما كان الانسان مكلفا بدلالة النص التي تتعارض ها مع جهاز الاستقبال المأمور بالتلقي. ولذلك نقسم بالله العظيم انه متى ما صح النص فانه سيكون متوافقا التوافق الكامل مع العقل. فمتى ما رأيت ايها المسلم ومنها مروي ضعيف منكر باطل ومنها مروي مكذوب مختلق مصنوع على النبي صلى الله عليه وسلم. فلابد اولا ان تتأكد من صحة النص. فاذا تأكدت من صحة النص فانتقل الى الافة الثانية. وهي العقل الذي سيتلقى هذا النص فان من الناس من عقله يتضمن افة تجعل العقل لا يتلقى النفس تلقيا سليم كالمريض الذي اذا اكل الطعام الحلو. يا يحسه في حلقه ها مرا لا لافة في الطعام. ولا لفساد في الطعام وانما في الة التلقي التي هي الحلق. فمن الناس من يكون عقله مشوشا بشبهة. او بقاعدة باطلة او بقول امام تربى في حلقاته وزرع بعض البدع والعقائد الفاسدة في قلبه. فيتلقى هذه النصوص فيجدها متعارضة مع عقله وليس العيب في النصوص حاشا وكلا وانما العيب في العقل الذي يتلقى لكن اقسم بالله انه مات ما توفر الامران صحة النص وصراحة اي سلامة العقل من الافات الدخيلة فانه لا يمكن ابدا ان توجد هذه المعارضة ولذلك ولذلك ولذلك فانني لا اعلم الى ساعتي هذه ان احدا من اهل العلم من اهل السنة والجماعة زعم ان النقول العقول وانما هذه الدعوة موروثة عن المعتزلة والجهمية والاشاعرة. ولذلك رد على هذه الفرية اي فلية معارضة النص مع العقل ابو العباس ابن تيمية رحمه الله في كتابه الكبير العظيم المفيد المستصعب تعارض العقل مع النقل وفكرته انه يأتي بالنقول عفوا او فكرته في بدايته انه يكسر اه الميزان او القاعدة التي بنى عليها الرازي كلامه انتم تعرفون الرازي افسد كثيرا في الدين. فلما كسرها بالامثلة التي تكلم عليها الرازي وفندها واحدة واحدة. فكسر اصله وكسر فروعه. فابن تيمية رحمه الله فرد في هذا الكتاب على ذلك الميزان الذي اعتمده المعتزلة في دعوى تعارض النقل مع العقل فقالوا اذا تعارض النقل مع مع العقل فالعقل مقدم على النقل لان العقل قطعي والنقل ظني ولاننا عرفنا صحة النقل بنظر العقل. فمعرفة فالعقل طريق معرفة صحة النص فاذا قدمنا النص على العقل فنكون قد قدحنا في الطريق الذي به عرفناه النص قد حفظ طريقة قد حنفي من سلكه. فاذا قدحنا في العقل فان قدحنا في العقل ها يوجب لنا القدح في النص ارأيتم ذلك؟ لو انك يا اخ بندر ها جئتني بخبر انت فطريق الخبر هو بندر انا ما صدقت الخبر فجاءني رجل يشكك في امانة بندر هو لم يشكك في الخبر شكك في امانته. فمجرد القدح في الطريق قدح في في المنقول يعني القدح في النقل قدح في الناقل. انتم معي؟ ولذلك الرافظة لما ارادوا ان يلغوا صحة الاسلام قدحوا في نقلته وهم الصحابة. لان القدح في الناقل قدح في منقوله. فبما اننا عرفنا صحة النص بالعقد فلا يمكن ان نقدم النقل على العقل. لان هذا يتضمن قدحا في الطريق الذي به عرفنا صحته النقل. ابو ابن تيمية رحمه الله كسر هذا الميزان الفاسد. وابطل وجود هذا التعارف. ثم رد عليهم ولي ذكرت فيها جملا كثيرة من الادلة كتابا وسنة مما يزعم انها متعارضة مع مع النقول وبينت وجه الجواب عنها انارة وهي رسالة موجودة. القاعدة التي بعدها لا يتعارض نقل صحيح وواقع صريح لا يتعارض نقل صحيح وواقع صريح. لان الذي انزل النص هو الذي هذا الواقع وهو اعلم بمجريات هذا الواقع من غيره عز وجل. فلا يمكن ابدا ان يجعل النصوص تعارظة مع هذا الواقع. فمتى ما اخبرت النصوص بشيء فانه حق واقع. سواء فهمته او لم تفهمه. سواء استوعبته او لم استوعبه او ادركته او لم تدركه فليس جهلك ولا عدم ادراكك واستيعابك بحجة على النقول وكثير من الناس يزعم وجود تعارض بين الواقع وبين النقول. كقول الله عز وجل ويعلم ما في الارحام. فاختص الله عز وجل بعلم ما في الارحام مع ان الاطباء قد يسلطون بعض مكتشفاتهم الحديثة على بطن المرأة فيتعرفون على ما في الرحم من ذكورة وانوثة متى ما رأيت شيئا من الواقع قد يصادم او يتصادم مع شيء من النصوص فاعلم انك بين الافة الاولى ان النص ليس بصحيح فلابد من التأكد اولا من سلامة او من صحة النص. الامر الثالث ان انك لم تفهم واقع حق الفهم بمعنى انك لم تفهم النص الذي يدل على هذا الواقع حق الفهم. فقد فقد يدل فقد يكون النص عاما في الواقع وانت فهمت منه الخصوص. وقد يكون النص مطلقا في الواقع وانت فهمت منه التقي. لكن من فهم النص في الواقعة على وجهه الصحيح وفهم الواقع على وجهه الصحيح فاقسم بالله انه لا يمكن ابدا ان يكون هناك تعارض. فقول الله عز وجل ويعلم وما في الارحام هل يراد به العلم المطلق ولا مطلق العلم؟ العلم المطلق في علم ما في الارحام من ذكورة وانوثة ويعلم ما في الارحام من شقاوة وسعادة. ويعلم ما في الارحام من حياة وموت. ويعلم ما في الارحام من صحة ومرض. فيعلم كل ما يتعلق بهذه النطفة مود وجدت الى اخر منتهاها في جنة او نار. وانما الاطباء علموا مطلقا الطلاق ما في الرحم بشروط وضوابط والات معينة لا يستطيعون اكتشافها فاكتشافهم لها لا يكون الا جزء يسيرا مما يعلمه الله عز وجل في هذا الرحم. فلما فهم الانسان من النص العامي المطلق بعض جزئياته ظن انه مخالف للواقع فالمشكلة في من يدعي تعارضا بين نقل وواقع انه اما لم يفهم النص على وجه الصحيح واما لم يفهم الواقع على وجه صحيح ومثاله ما ذكرته لكم في بعض المناسبات في قول النبي صلى الله عليه وسلم ولولا بنو اسرائيل اسرائيل لم يخنز اللحم. تذكرونه؟ فقالوا لقد نسب النبي صلى الله عليه وسلم خنز اللحم اي نتنه وفساده الى بني اسرائيل فلو ان لحما خنز في القرن العشرين فما شأن بني اسرائيل به؟ فقالوا ان هذا النقل يتعارض مع العقل عفوا مع الواقع احسنت فهنا عندهم افة وهو انهم لن يفهموا النص الذي يدل على هذا الواقع. فالحديث في السببية وليس في المباشرة بمعنى ان اللحم الذي يخنز في القرن العشرين انما سبب خنزه ما احدثه بنو اسرائيل من جمع اللحم في مكان واحد فقد كانت الامم قبل بني اسرائيل ها تجعل اللحم في الهواء الطلق فيبطئ فساده ويتأخر خنزه يبطئ نتنه ولكن لما انزل الله عليهم المن والسلوى وهو طائر. لما رأوا كثرته في الارض خافوا من فساده فجمعوه في امكنة معينة مرصوص بعضه على بعض فسارت الامم من بعدهم تتوارث هذه الافة عفوا هذه السنة الفاسدة التي اوجبت فسادا اوجبت فساد اللحوم. كقولنا لولا ما فعله قوم لوط ها لما تلوط غلام بغلام اوليس كذلك؟ هل اذا تلوط بغلام في هذا الزمن يكون قوم لوط باشروا لواط به؟ الجواب لا وانما هم السبب الذين دلوا الامم من بعدهم على ان الرجل له حظ وشهوة في من؟ في في الرجل والعياذ بالله. فاول من دعا الى هذه الفاحشة هم قوم لوط. وعلى ذلك ما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقتل نفس في الارض ظلما انتبه الا كان على ابن ادم الاول كفل من دمها لانه اول من سن القتل وقوم لوط اول من سنوا لواطا. وقوم بني اسرائيل هم اول من سن اكتنازا اللحم في الاماكن المغلقة التي توجب فساده وخنزه. فاذا فهمنا الحديث على وجهه حينئذ عرفنا ان الواقع متفق معه ولا يتعارض. فالمشكلة عندنا اننا نخطئ اما في فهم النص الذي يدل على هذا الواقع او اننا نخطئ في فهم واقع الذي يدل عليه هذا النص ومثله قول النبي صلى الله عليه وسلم ايضا مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم ولولا حواء لم تخن انثى زوجها الدهر. فاذا خانت امرأة في هذا القرن زوجها ان خيانتها تنسب الى امها الاولى حواء. فما دخل حواء رضي الله عنها وارضاها في خيانة المرأة في هذا الزمان. الجواب لا اشكال. اذا فهمت كانها مجرد ساء باء وعمليات توارثية. كقول النبي صلى الله عليه وسلم فنسي ادم نسيت ذريته فنسياننا معلل بنسيان ابينا ادم. فتلك عوامل جينية وراثية لا تزال يتوارثها الاجيال في من؟ بعدهم. حتى تصل الى ابينا الاول ادم. فانت يا ابن ادم بعد ولادتك عبارة عن عن عن مجموعة من العوامل الوراثية او الجينية في واسلافك ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للاعرابي الذي قال ان امرأتي ولدت غلاما اسود قال وولدك هذا لعله نزعه عرقه نزعه عرق ولذلك لا تزال الخيانة والغدر واخلاف الوعود في اليهود الى زمننا هذا لانه ورثوه عن قال فنسي ادم فنسيت ذريته وجحد ادم. فجحدته ذريته وخطأ ادم اي اثم اكل من الشجرة فخطأت ذريته. فكذلك ايضا حواء فانها لما رأت ابانا ادم يأكل من الشجرة. كان عليها كزوجة ان تنكر عليها هذا المنكر وان تذكره بوعد الله ونهيه. لكنها اكلت معه. فليس المقصود خيانة عرض انما خيانة سكوت عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكم من امرأة لا تزال ترى زوجها يجلب المنكرات للبيت وهي تقره او تأمره ابتداء ولا تزال ترى عليه تخلفا من عن الصلاة او تخلفا عن اداء الزكاة او رؤية للحرام وهي تسانده وتؤيده وتساعده ولذلك انزل الله عز وجل يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم لما؟ لان الزوجة والولد متى ما منعوك عن القيام بمراد الله في خلقك فانه فان يعني عدو لك فانها او فان الزوجة وولدك عدوان لك بسبب انهم حالوا بينك وبين مرضاة الله. ما ادري وش جاب هذا لكن على كل ايش جاب هذا اصلا؟ نعم. فاذا كل واقع تظنه يتعارض مع نص فانك بين افتين. اما ان يكون النص ها ضعيفا فلابد ان تتأكد من صحته واما ان تكون لم تفهمه الفهم ان لم تفهم النص او الواقع الفهم الصحيح على وجهي. وهذه من اعظم القواعد التي نعظم بها الادلة اننا نؤمن ونسلم ان النقول لا تتعارض مع عقولنا وان وجدنا في عقولنا شيئا من عدم القبول لكن مع ذلك تعظيمنا للنص يجعلنا نقر وكذلك نؤمن بان النصوص لا تتعارض مع الواقع وان كان في قلوبنا شيء. لكن طبعا قلوبنا شيء للجهل لجهل الكشف لكن اذا كشفت انتهى ما في قلوبنا. الامر الثالث او القاعدة التي بعدها ولا ادري عن ترقيمها عندكم النصوص متآلفة النصوص متفقة متآلفة ليست بمفترقة ولا بمختلفة فلا يمكن ابدا ان يتعارض نص مع نص سواء اكانا من القرآن او من السنة او كان احدهما من القرآن والثاني من السنة. وذلك لقول الله عز وجل ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. فالادلة محفوظة من بين يديها ومن خلفها لانها تنزيل من حكيم حميد لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ابدا. لماذا؟ لانها من عند الله عز وجل فالادلة كلها حق في منطوقها. وكلها حق في مفهومها. وكلها حق في لوازمها فالدليل حق في منطوقه ومضمونه ولوازمه لا يمكن ابدا ان يستدرك عليه شيء. ومن القواعد ايضا النظر في الادلة انما يكون لمعرفة مراد الله فيها لا اشباع رغبات النفس النظر في الادلة انما يكون لمعرفة مراد الله فيها لا لاشباع رغبات النفوس وهذا مجمع عليه بين اهل العلم. فلا يجوز لنا ان نسخر ادلة الكتاب والسنة لاشباع اهوائنا وميولنا واستحساناتنا امزجتنا ورغباتنا وخلجات صدورنا. فاننا نستخدم حينئذ الادلة في امور لم تنزل له. وانما نقصد نقصر نظرنا في الادلة على على معرفة مراد الله عز وجل. وهذا ما يسميه العلماء بالتجرد فاذا قيل لك ابحث في الادلة متجردا اي متجردا عن تسخير الدليل لاشباع شيء مما تريد. وانما نظرك في الادلة لابد ان يكون مقصورا على شيء واحد وهي ان تعرف مراد الله عز وجل ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا النص. واما ما عدا ذلك فلا ننظر له بعين الاعتبار ابدا. اذ من الناس من ينظر في الادلة لاشباع هواه او لاشباع شيء قرره او لنصرة قول قاله بين زملائه فلا يريد ان ها يخذل ولا ان تنزل قيمته او لنصرة مذهبه او لتأييد قول الذي يعظمه ومن الناس من يبحث في الادلة ليضرب بعضها ببعض. كالمستشرقين فانهم بحثوا في الادلة اكثر من بحث كثير من المسلمين. وعرفوها وفهرسوها وعرفوا مداخلها ومخارجها لا لطلب الهدى ولا لمعرفة مراد الله عز وجل وانما ليضربوا بعضها ببعض وليثيروا بين المسلمين ما يشككهم في صحة اصول تشريعهم كتابا وسنة. فكل ذلك من المقاصد التي اثم صاحبها ويسحب من تحت قدميه بساط التوفيق. ولذلك الله عز وجل وصف الادلة بصفتين. ها؟ وصفها انها طريق للهدى وطريق للحسرة. ولا لا يا جماعة؟ ولذلك قال الله عز وجل عن القرآن وانه لحسرة على كافر وانه لحق اليقين. فهو حق اليقين لمن كان نظره فيه لمعرفة من؟ مراد الله عز وجل. فكل من علم الله من قلبه حال النظر في الكتاب والسنة انه لا يريد الا معرفة مراد الله عز وجل ليرضيه بالعبادة او بالتعبد فان الله يوفقه وينير بصيرته ويثبت قدمه وييسر له معرفة طريق الحق بدليله ويعينه على العمل به. ولكن كل من علم الله من انه انما يريد النظر في الادلة كتابا وسنة لامور ومقاصد الله اعلم بها. فحين اذ يسحب بساط التوفيق من تحت قدميه ولا يوفق ويخذل ويكون ملعونا في السماء والارض. وانه لحسرة على الكافرين لانهم انما اطلعوا عليه لا لارادة الحق وانما لارادة في المناقضة وانما لارادة المناقضة انما لارادة وانما لارادة المناقضة. طيب ومن القواعد ايضا الزيادة على النص بيان وليست نسخا وهذا ادخلته في قواعد تعظيم الادلة لان ما جنح اليه الحنفية رحمهم الله من قولهم بان الزيادة على النص نسخ العمل بها تعطيل شيء من الادلة. فتعظيما للدليل نلغي هذه القاعدة ونبطلها ونصححها بقولنا ان الزيادة على النص بيان وليست نسخا. القاعدة التي بعدها خبر الاحاد مقدم على عمل اهل المدينة الاحاد مقدم على عمل اهل المدينة وانما ادخلت هذه القاعدة من قواعد تعظيم الدليل لان الائمة المالكية رحمهم الله تعالى قرروا بان عمل اهل المدينة مقدم على خبر الاحاد. وهي قاعدة يتضمن العمل بها ترك شيء من الادلة. فتعظيما لتلك الادلة قررنا هذه القاعدة على وجهها الصحيح بان خبر الاحادي هو المقدم وان خالفه عمل اهل المدينة. القاعدة التي بعدها كل قياس صادم النص ففاسد الاعتبار اي باطل. كل قياس صادم ففاسد الاعتبار اي باطل. وذلك لان كثيرا من الناس يعارض النصوص بالقياس. فلا يجوز لنا ان نعارض نصا ثبتت صحته بقياس لان القياس عملية عقلية والنص اثر شرعي فلا يجوز ان نعارض النقول بالعقول وان اول من عارض النص بقياسه هو ابليس. لما امره الله عز وجل بالامر الجازم الذي لا يحتمل المناقشة اسجدوا لادم عارض الخبيث هذا النص بعقله. فقال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. فعارضه بقياسه فقال اذا كنت امرتني ان اسجد له لانه افضل فالحقيقة انني انا الافضل فان عنصري ولا لا؟ وعنصره طيني والنار خير من الطين. فهذا من باب معارضة النص بالقياس. ولذلك كل من عارض نصا بقياس فانما تخرج من من هذه المدرسة الشيطانية والعياذ بالله. ولي رسالة مختصرة كل قياس صادم النص فانه باطل العلماء من باب التفريع رد العلماء على ابليس على قياس ابليس بثلاثة اجوبة. الجواب الاول ان قياسك يا ابليس صادم النص وكل قياس صادم النص فانه فاسد الاعتبار الثاني اننا لا نسلم اصل القياس اصلا. فقياسك هذا ليس بصحيح. ومن قال لك بان النار خير من الطين؟ بل الحق ان الطين خير من النار فان الطين هو الة الاعمار البناء. فما عمرت الدنيا الا بالطين. بل ان الطين اكرم من النار. فانك تعطيه الحبة فيعطيكها سنبلة وتعطيه النواة فيعطيكها نخلة باسقة الفروع بثمارها. واما النار فانك شيئا فتحتبسه في خاصة نفسها وتحرقه وتحرمك من لذته ولا لا يا جماعة؟ فمن قال بل ان النار اه يعني الة التدمير والة الاحراق. بل ان الطين فيه ثقل ورزانة واما النار فمن طبيعته الخفة والطيش. فمن قال لك بان النار خير من الطين اصالة؟ الجواب الثالث سلمنا لك ان النار خير من الطين. فهل انت كل النار او جزئها فنقول ان سلمنا ان اصلها خير فالجزء الذي خلقت منه انت هو الشر هو الشر. والخلاصة من ذلك انه لا يجوز لنا ابدا ان نعارض النصوص التي ثبتت صحتها بمجرد قياس طرأ طرأ عليه وان من اعظم المذاهب مخالفة للنص بالقياس مذهب الائمة الحنفية رحمهم الله تعالى فانهم ربما ردوا نصوصا كثيرة بسبب اقيسة قامت في عقولهم. كما ردوا ادلة النكاح الولي بقولهم ان المرأة يجوز لها ان تتصرف في مالها كيفما شاءت من غير مراجعة وليها فيجوز لها ان تتصرف في بضعها فتزوج نفسها من شاءت من غير مراجعة وليها. فقاسوا البضعة فقاسوا النكاح على المال. طيب واين الادلة اين الادلة الكثيرة التي تدل على ان لا نكاح الا بولي تركوها؟ لعلل اخرى ومنها هذا فلذلك لا يأخذ بها الحنفية رحمهم الله الله تعالى لمعارضتها بالقياس. فكل قياس صادم النص فانه فاسد الاعتبار. ومن القواعد ايضا او قاعدة واحدة لازم ادلة الوحيين حق وانتهينا منها لازم ادلة الوحيين حق وذلك بخلاف لوازم المذاهب والاقوال. واراء الرجال وترجيحاتهم. فقد يقول الانسان قولا لا عاللواء زمه. فاذا عرضت عليه لوازم قوله الباطلة تبرأ منها. وهذا لقصور علمه وضعفي ادراكه وقلة معرفته بما يحيط بكلماته. وهذا متصور في من ليس معه الا مطلق العلم ومطلق الادراك ومطلق الفهم. لكن من الذي انزل الادلة كتابا وسنة؟ الله الله عز وجل له العلم قم عليها بالاحقية في ثلاث جزئيات. فهي حق في منطوقها. فلا يأتيه الباطل من بينه يديه ولا من خلفه. وحق في مفهومها اي ما تضمنته من المعاني. وحق في لوازمها التي تحيط التي تحيط بها. ولذلك لما قال الله عز وجل الرحمن على العرش استوى. انتبهوا. انكر كثير من اهل البدع صفة الاستواء بحجة انه ويلزم من استوائه على العرش لوازم باطلة. فقلنا لهم هذه اية فكيف تجعلون لوازمها باطلة. فانها حق ولازم الحق حق قالوا بل يلزم عليها لوازم باطلة. وهي ان يكون الله محتاجا للعرش. واننا لو قدر ابعاد العرش لسقطا الرب قلنا هذا استواء من؟ المخلوق والله عز وجل انما اضاف الاستواء له والاتفاق في الاسماء لا يستلزم الاتفاق في الصفات فلله استواء يليق بجئ به لا يعتريه نقص ولا لازم باطل بوجه من الوجوه مخلوق استواء يناسبه ويناسب ضعفه وحاجته لما يستوي عليه. فبين الاستوائين بون شاسع. وعلى كل حال فان نصوص الصفات عن بكرة ابيها من اولها الى اخرها كلها عند المبتدعة يلزم منها لوازم باطلة بل يداه مبسوطتان يلزم منها ان تكون كيد المخلوق فليس لله يد وانما المقصود بها النعمة والقدرة ولتصنع على عيني يلزم منها ان تكون عينا كعين المخلوق فليس لله عين الرحمن على العرش استوى يلزم منه لوازم باطلة فليس لله استواء وانما استيلاء وهكذا دواليك في نصوص الصفات كلها. فانها عند اخذ البدع من المحرفة والمؤولة والمعطلة يلزم عليها لوازم باطلة. فتأتينا هذه القاعدة التي هي مبنية على تعظيم النصوص. انه متى ما صح النص فاعرف ان له الاحقية المطلقة في ثلاث جهات. في جهة منطوق فهو الاحق الاحقية المطلقة. وفي جهة مفاهيمه اي مفهوم المخالفة فيه او مفهوم الموافقة. فهو حق للاحقية المطلقة وفي لوازمه وما يحيط به. فهو حق الاحقية المطلقة. فانا اقول ان شاء الله انكم اذا اعتمدتم هذه القواعد وبنيتم عليها بحثكم العلمي فانكم ستكونون ممن عظم النص حق التعظيم. اسأل الله عز وجل ان يحشرنا في زمرة هؤلاء. فان من عظم النصوص فان مآله يوم القيامة الى الجنة فان بوابة جهنم الكبرى الاساءة الى النصوص باي نوع من انواع الاساءة فكل من اساء الى النصوص فقد فتح على نفسه ابواب الجحيم. في الدنيا والتي ها سيراها بعينه يوم القيامة. ولذلك دخل الكفار النار لانهم لم يعظموا النصوص بالايمان. ودخل اهل البدع النار لانهم لم يعظموا النصوص بالاتباع والاذعان. فالاساءة الى النصوص وعدم تعظيمها بوابة جهنم الكبرى وتعظيمها واحترامها والاذعان لها والايمان بمدلولاتها والوقوف عندها ومتابعتها هي بوابة الجنة الكبرى فنسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم لكل خير. والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد