نقول هو مقطوع لانه من رواية التابعية. وما لتابع هو المقطوع. كما قال البيقوني. لكن لو اردنا ان نستعمل وصف الاتصال ماذا نقول اصول ابن فلان نعم اصول عن سعيد امنه في الجملة سمع منه حديثا او اكثر. ففي هذه الحالة لو روى عنه ما لم يسمعه منه بصيغة توهم السماع كعن او قال او نحو ذلك فهذا يسمى تدليسا عن من عاصره لكن لم يلتقي به او عمن التقى به. يروي عن من عاصره واما ان هذا الذي عاصره قد التقى به او يكون هذا الذي عاصره لم يلتق به. فقلنا اذا التقى به فلا يخلو اما ان يكون قد سمع الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس الثالث عشر لشرح متن نخبة الفكر في مصطلح اهل الاثر للحافظ احمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه. ونفعنا بعلومه في الدارين في الدرس الماضي كنا تكلمنا عن المعضل تكلمنا كذلك عن المنقطع وتكلمنا كذلك عن السقط الظاهر وقلنا ان درس اليوم ان شاء الله تبارك وتعالى سيكون في القسم الثاني من اقسام السقط وهو السقط الخفي وذكرنا نبذة عن ذلك وقلنا ان السقط الخفي له صورتان. الصورة الاولى ان يروي راو طيب اما لو التقى به لكن لم يسمع منه البتة. لم يسمع منه شيئا من الاحاديث ابدا. ثم روى عنه بصيغة مهمة السماع فهذا يسمى ارسالا خفيا. فهذا يسمى ارسالا خفيا. طيب الان احنا قلنا لو كان قد سمع منه او كان قد وسمع منه في الجملة احاديث وروى عنه ما لم يسمعوا منه بصيغتهم السماع فهذا يسمى تدليسا. طب نفترض الان انه سمع منه في الجملة وروى عنه ما لم يسمعه منه لكنه صرح بالسماع. احنا قلنا لو صرح لو انه تكلم او ذكر صيغة موهمة للسماع فهذا يسمى تدليسا. طيب لو انه صرح بالسماع كأن قال حدثنا او قال سمعت او قال اخبرنا فنقول هذا سارق فهذا سارق. يعني ايه سارق؟ يعني انه سارق لحديث غيره. لماذا؟ لانه لانه اخذ الحديث عن شيخ اخذه من شيخ اخر فاسقط الواسطة بينه وبين هذا الشيخ الثاني وادعى سماعه منه مباشرة فكان سارقا لاجل ذلك يبقى الان لو اردنا ان نفرق ما بين التدليس وبين الارسال الخفي فقلنا الفرق بين الارسال الخفي وبين التدليس ان الارسال هل الخافي هذا يقع بين رجلين متعاصرين وقد يكون بينهما لقية. لكن لم يسمع احدهما من الاخر. فاذا جاء وحدث احدهما عن الاخر بصيغتهم السماع فهذا يسمى ارسالا خفيا وقلنا ان هذا الارسال الخفي لا يكفي فيه معرفة التواريخ. وانما يعرف بامور وقرائن لا يطلع عليها الا الجهابذة من المحدثين طيب نبدأ بالكلام عن التدليس بشيء من التفصيل التدليس في اللغة هو من الخفاء ومنه دلس الثوب يعني اخفى عيبه. ده معنى التدليس في اللغة. تدليس من خفاء ومنه دلس الثوب اذا اخفى عيبه. واما التدليس في الاصطلاح فالمقصود بالتدليس في الرواية ان يروي الراوي روايته ان يروي الراوي روايته بصيغة محتملة يعني توهم انه سمع من هذا الشيخ وهو في حقيقة الامر لم يسمع منه. طيب ما هي الصيغة المحتملة للسماع؟ الصيغة المحتملة للسماع هي الصيغ التي لا تستلزم الاتصال ولا تقتضي. وكذلك العكس لا تستلزم الانقطاع ولا تقتضي. فهي موهمة اصول السماء فهي لا تستلزم الاتصال ولا تقتضي ذلك وكذلك لا تستلزم الانقطاع ولا تقتضي ذلك يتوهم السماع. مثال ذلك عن ومثال ذلك قال وان فلو جاء الراوي وقال قال فلان فيحتمل لانه قاله له له لنفسه هو ويحتمل انه قال ذلك لغيره. يحتمل انه سمعه منه مباشرة او سمعه بواسطة ولهذا قالوا هذه الصيغ صيغ موهمة للسماع فلما نقول ان التدليس لابد ان يكون بصيغة محتملة توهم السماع خرج بذلك الصيغ الصريحة في السماع التي تفيد الاتصال كقوله مثلا سمعت او كقوله حدثني او كقوله اخبرني كل هذه الصيغ صريحة في السماع فالتدليس او المدلس لا يستعمل مثل هذه الصيغ وخرج بذلك ايضا الصيغ التي هي صريحة في عدم السماع والتي هي مفيدة للانقطاع كقوله مثلا بلغني بلغني معنى ذلك انه يصرح بانه لم يسمع ذلك عنه مباشرة. او كقوله حدثت او كقوله اخبرت فكل هذه صيغ صريحة في عدم السماع وهي مفيدة للانقطاع فاذا المدلس انما يستعمل الفاظا موهمة للسماع. ولما كانت هذه الصيغ لا تستلزم معا ولا تقتضيه وكذلك لا تستلزم قطاعا ولا تقتضيه. وكانت هذه صيغة صادرة من شخص عهد منه التدليس او العلماء في هذه الحالة يحكمون على رواية هذا الراوي المدلس بماذا؟ بعدم القبول. لا تقبل منه هذه الرواية حتى يصرح بالسماع. وحتى يصرح بالتحديث. يبقى اذا شرط الرواية في التدليس ان يستعمل هذه الالفاظ التي السماع لو انه استعمل صيغا صريحة في السماع فهذا يسمى ايش؟ نقول هذا كذب. وهذا الذي صنعه هو سرقة هذا اذا تعمد ذلك. لان هذه مسألة مهمة جدا ودقيقة. لو ان الراوي المدلس هذا اتى بهذه الصيغ الصريحة في السماء صرح بالسماع عن عمرو ابن شعيب وكان يظن في قرارة نفسه انه سمع منه بالفعل. يبقى الخلاصة الان ان من حدث بصيغة محتملة وهو لا يتعمد التدليس فلا يسمى تدليسا نعم فهذا كذب وهذه سرقة ان تعمد ذلك طيب نفترض الان انه صرح بالسماع ناسيا. او صرح بالسماع مخطئا او شاكا او متوهما يعني غير متعمد لادعاء السماع فهل هذا يكون سرقة؟ ايضا كما هو الحال في الاول. رغم هنا سنجد ان السورة واحدة. لكن مع ذلك هل نسميه سرقة قدرا كبيرا. يبقى اذا بنقول آآ عندنا طرق من خلال من خلال هذه الطرق نتعرف على المرسل الخفي. وهنا تنبيه ننبه وهو ان الائمة اذا اتفقوا فلا يجوز لاحد ان يخالفهم هذا لا يسمى سرقة حتى وان اتفق مع الاول في الصورة. لماذا؟ لان القصد غير متحقق. والامور بمقاصدها السرقة لا تكون عن خطأ. ولا تكون عن توهم ولا تكون عن النسيان. شرط السرقة ان تكون عن عمد. فاذا لم يكن متعا فهذا لا يكون سارخا. طيب كيف يتعامل العلماء في هذه الحالة؟ يتعامل العلماء مع هذا مع هذا الراوي في تلك الحالة على انه من باب الوهم والخطأ قد ينتج هذا عن سوء الحفظ. قد ينتج هذا عن كبر السن. واختلاطه في اخره. لكن لا ينسبون ذلك الى كونه سارقا او لكونه كاذبا ومن اوضح الامثلة على ذلك ما ترجم له العلماء في كتبهم من فعل ومن صنيع عبدالله بن لهيعة المصري عبدالله بن لهيعة المصري رحمه الله تعالى كان من الثقات. الا انه كان آآ ضبطه ضبط كتاب فلما احترقت كتبه في اخر عمره صار يحدث من حفظي. واحنا اتفقنا لما اتكلمنا عن مسألة الضبط قلنا ان لو كان ضبطه ضبط كتاب فلابد ان يحدث من ماذا؟ لابد ان يحدث من كتابه لانه لو حدث من حفظه سيقع في الوهم والخطأ بخلاف ما لو كان ضبطه ضبط صدر. فهذا له ان يحدث من كتاب وله ان يحدث من ماذا؟ ويحدث كذلك من حفظه. والاولى له ان يحدث من كتاب طيب هنا عبدالله بن الهيئة رحمه الله تعالى كان ضبطه ضبط كتاب فلما احترقت كتبه صار يحدث من حفظه وقع في الخلط والوهم فكان يحدث عن عمرو بن شعيب ويصرح بالسماع كان يظن انه سمع منه لغفلته وسوء حظه وهو في حقيقة الامر لم يسمع منه شيئا. كما صرح بذلك جماعة من اهل العلم. يعني شف هنا اللفتة المهمة جدا ان علماء احيانا يكون ادرى بالشخص نفسه منه هو من نفسه التي بين جنبيه. يعني ابن لهيع يقول انا سمعت من من عمرو بن شعيب. ولهذا كان اذا حدث عنه كان يصرح بالسماع. العلماء يقولون لا انت لم تسمع منه وسماعك وتصريحك بسماع عن عمرو بن شعيب هذا وهم وخطأ منك. تخيل يعني وصل الامر الى ماذا فهو يحدد بالسماع عن عمرو بن شعيب وهو لم يسمع منه كما صرح بذلك جماعة من اهل العلم. ومع ذلك لما بلغ لما بلغ ابن لهيعة ان ابن وهب ينكر سماع عبدالله بن لهيعة من عمرو بن شعيب كان يتعجب من ذلك ويضيق بما يقوله ابن وهب يقول وما يدري ابن وهب سمعت هذه الاحاديث من عمرو بن شعيب قبل ان يلتقي ابواه يعني قبل ان ايه؟ قبل ان يولد ابن وهب اصلا. كيف هو يطعن في سماعه من عمرو بن شعيب بعد ذلك فكان في قرارة نفسه يصرح بالسماع ويظن انه ايه؟ انه سمع بالفعل. لكن في حقيقة الامر هو لم يسمع. فهذا لا يسمى سرقة. وهذا ليس كذب لانه انما وقع في ذلك عن عدم عمد عن وهم وعن سوء حفظ ابليسك لكن هل يسمى هذا تدنيسا؟ لأ لا يسمى تدنيسا ايضا. انما ينسب هذا للخطأ. والوهم في الرواية. لان كما اتفقنا التدليس اللي هو يتعمد فعل ذلك فهمنا اللي هو يتعمد فعل ذلك يعني ايه؟ يعني يسقط من روى عنه ويأتي بصيغة مهمة للسماع طيب لو صرح بالسماع فهذا يسمى سرقة. لا يسمى تدليسا الان. طب ان كان هذا الذي فعله يعني تعمد التصريح بالسماع عن غفلة وعن فهذا حتى لا يسمى سرقة ولا يسمى كذلك تدليسة الا ان ابن حبان في الحقيقة الامر كان ينسب عبدالله بن لهيعة الى التدليس. كان يعني ينسب فيها تدليس الى لكن آآ العلماء لم يوافقوا ابن حبان فيما ذهب اليه لانه انما فعل ذلك عن وهم ونسيان باعتبار ان الكتب كما قلنا لما احترقت كان يحدث من حفظه فيقع في مثل هذا قال خطأ. يبقى هنا بنقول لو انه تعمد يبقى ننتبه لهذه المراتب الان. يبقى لو انه آآ اتى بصيغة موهبة للسماع فهذا يسمى تدليسا بهذا شرط اللي ذكرناه وهو ان يكون له سماع في الجملة من هذا الشيخ الذي روى عنه. الحالة الثانية ان يتعمد التصريح بالسماع هذا لا يسمى تدليسا وانما يكون كذبا وسرقة. الحالة الثالثة يصرح بالسماع عن غير عمد فهذا ينسب الى الخطأ والوهم وسوء الحفظ وقلنا ان ابن حبان رحمه الله تعالى كان يعتبر هذه الرواية تدليسا وهذا فيه نظر كما قلنا لان ابن لهيعة رحمه الله كان ومن حدث بصيغة صريحة وهو لا يتعمد ادعاء السماع فهذا لا يسمى سرقة فهذا لا يسمى سرقة طيب اذا فهمنا معنى التدليس فلابد ان نعلم ان الرواية المدلسة او الحديث المدلس نوعان النوع الاول وهو تدليس السماع او كما يسمى عند بعض العلماء بتدليس الاسناد والنوع الثاني وهو تدليس الاسماء. تدليس الاسماء هذا يندرج تحته انواع كثيرة. منها تدليس الشيوخ ومنها تدليس البلدان. فتدليس الاسناد اللي هو تدليس السماع ان يروي الراوي الذي عرف بالتدليس عن بعض من لقيه اخذ عنه او لقيه فقط ولم يسمع منه حديثا لم يسمعه منه فهو تحمل هذا الحديث عن من روى عنه بواسطة ويأتي ويعني يحذف ويسقط هذه الواسطة ويأتي بصيغة موهمة للسماع كان يقول قال فلان او عن فلان الى اخره. اما بالنسبة لتدليس الشيوخ فهذا الراوي المدلس لا يسقط الشيخ. طيب ماذا يصنع اذا؟ هو لا يسقط الشيخ ماذا يصنع؟ يصف هذا الشيخ بصفة غير معروفة كيف ذلك؟ يعني مثلا يغير اسمه او يغير كنيته او يغير نسبه. فيما لو كان مثلا لا يعرف الا باسمه او لا يعرف الا بكنيته او لا يعرف الا بنسبته. فيأتي ويغير في صفة هذا الشيخ من اجل الا يتفطن له السامع ومن الامثلة على ذلك ابن جريج ابن جريج كان مدلسا. يروي عن من؟ يروي عن محمد ابن ابي يحيى الاسلمي. محمد ابن ابي يحيى الاسلامي هذا كان ضعيفا جدا فكان يقول حدثني محمد بن ابي عطاء وابو عطاء هذا قد يكون هو الجد الاعلى لمحمد ابن ابي يحيى لكن لا يعرف بهذا الاسم فكان يتعمد ان يفعل ذلك من باب الايه؟ من باب التعمية على هذا الراوي لانه ضعيف جدا ومن ذلك ايضا وهذا من اشهر الامثلة على ذلك آآ عطية العوفي. عطية العوفي كان يجالس من ويأخذ عنه اه احد يعرف آآ ابو سعيد الخضري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان يأخذ عنه ويحدث فلما مات ابو سعيد جلس محمد ابن السائب الكلبي ومحمد ابن السائب هذا تابعي كذاب فكان عطية العوفي في بداية الامر اذا حدث عن ابي سعيد الخدري كان يقول حدثني ابو سعيد وهذا لا اشكال فيه والحديث بذلك متصل. واذا روى عن الكلب كان يقول حدثني محمد بن السائب الكلبي. هذا كان في بداية الامر والحديث اذا كان عن محمد بن سائب الكلبي يكون مرسلا فهمنا الان؟ فماذا صنع عطية العوف بعد ذلك؟ عمد الى الكلب هذا محمد بن السائب الكذاب هذا وكناه لابي سعيد والتقنية كما نعلم جميعا يعني بابها واسع. يكنى الرجل باحب الاسماء اليه. من اجل ان ينادى به يا ابا فلان يا ابا فلان فكناه بابي سعيد. ثم انه عمد الى الاحاديث التي يرويها عن الكلب مرسلة. وهذا ما يكون في التفسير ويقول حدثني ابو سعيد احنا متعودين منه ان هو يقول حدثني ابو سعيد يعني ابو سعيد الصحابي رضي الله عنه وارضاه. فلما جاء بعد ذلك قال حدثني ابو سعيد اوهم انه الخضري صاحب النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول حدثني ابو سعيد فيظن السامع انه اراد بذلك الصحابي وان هذا الحديث متصل الى رسول الله عليه الصلاة والسلام فضلا ان الكلب هذا كما قلنا كذاب. فاذا يبقى نحترس او نكون في حذر من رواية العوف عن ابي سعيد ابواب التفسير على وجه الخصوص وكذلك من اشهر هذه الامثلة على تدليس الشيوخ تدليس بقية ابن الوليد. هذا كان يلقب بماذا هذا كان يلقب بشيخ المدلسين. فتدليس بقية ابن الوليد هذا بقية ابن الوليد هذا كان يلقب بشيخ المدلسين وتدليسه من شر انواع التدليس. حتى قال القائل يعني احاديث بقية ليست نقية فكن عنها في تقية يعني احذر الاحاديث التي يرويها بقية. رغم ان بقية هذا ثقة في نفسه. اذا لم يدلس. وصرح بالسماع لكن اذا دلس فامسك عن حديثه. لانه يدلس تدليس التسوية عن الشيوخ وهو شر انواع التدليس فبقية ابن الوليد كان كان يقلب اسم الشيخ الواحد من شيوخه الى عدة اسماء غير معروفة. كان تبقى اسماء الشيوخ كان يقلب هذه الاسماء الى عدة اسماء غير معروفة لماذا يصنع ذلك؟ كان يوهم السامع ان له شيوخ كثر. وانهم مختلفون وانهم من اقطار مختلفة. لكن في حقيقة الامر هو شيخ واحد. مثلا يعني. لكن اختلفت اسماء هذا الشيخ حتى يوهم كثرة السماع. فالحاصل يعني ان بقي هذا وثقة في نفسي لكن كان كثير التدليس وكان يقلب اسم الشيخ الواحد من شيوخه الى عدة اسماء غير معروفة. يوهم بذلك تعدد هؤلاء الشيوخ واختلاف اعيانهم. وهم في حقيقة الامر هو واحد فقط. ولهذا قال العلماء اذا روى بقية عن المعروفين فحديثه صحيح والا فليس بصحيح. فلما يقول حديث صحيح يعني ايه؟ يعني هو ثقة. ولهذا مرر العلماء هذه الروايات عن بقية اما اذا كان عن غير المعروفين فليست كذلك. لغلبة الظن ان هذا الذي هو غير معروف يكون كذابا فدلسه بقية هذا الذي صنع وكذلك من هؤلاء الرواة ومن هذه الامثلة محمد بن سعيد المصلوب هذا صلب على الزندقة. عياذا بالله فكان الرواة اذا رووا عن محمد بن سعيد المصلوب دلسوا اسمه فبعضهم يسميه محمد بن سعيد وبعضهم يسميه محمد بن ابي قيس وبعضهم يسميه محمد بن حسان وبعضهم يسميه محمد بن غانم وبعضهم يسميه ابا عبدالرحمن محمد بن عبدالرحمن باعتبار ان عبدالرحمن هادي كلنا عباد للرحمن. لا اشكال في زلك. فهمنا يعني؟ يعني كما قال القائل يعني من من روى هذا الحديث يقول رواه مسلم. قال يعني راجعت مسلم فلم اجد فيه هذا الحديث. قال انا مسلم. بعضهم يسميه ابا عبدالرحمن محمد بن عبدالرحمن. وسادس يسميه ابا عبدالرحمن الشامي يعني كأن الشام ليس فيها الا ابو عبدالرحمن واحد. وبعضهم يقول محمد بن ابي زكريا وبعضهم يقولون محمد الطبري نسبة الى بلدته التي هو منسوب اليها لذلك بعض الباحثين كان يقول وجدت محمد ابن قيس تابع محمد ابن سعيد. ومحمد ابن قيس محمد مساعدهما شخص واحد. لكن وقع في الغفلة وظن انهم اكثر من راوي فمثلا عندنا حديث شرف المؤمن قيامه بالليل فعليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم الامام ابو حاتم الرازي رحمه الله تعالى صرح كما في علل ابن ابي حاتم ابن ابي حاتم آآ صرح بان اسلوب هو المتفرد بهذا الحديث. وان كل اسانيد الحديث ترجع اليه. لكن الرواية يعمدون الى اسم المصلوب فيغيرون هذا الاسم. بما لا ينعرف فيغتر به من اغتر. ويظن ان هؤلاء رواية تعددوه وليس الامر على هذا النحو فالحاصل يعني ان في مثل هذه الاحوال لابد ان نرجع الى كلام الائمة المتقدمين لانهم اعلم بروايات الراوي من غيره فهذا ما يعرف بتدليس الشيوخ. وعندنا ايضا ما يعرف بتدليس البلدان. تدليس البلدان تدليس البلدان يعني ان يسمي الراوي البلد باسم الغير معروف وهو في الحقيقة نوع من انواع التورية. كأن يقول مثلا حدثني فلان رياض رياض اذا سمعها السامع سينصرف زهنه مباشرة الى ماذا؟ الى الرياض التي هي عاصمة السعودية. لكنه ما اراد ذلك انما هذا الراوي لم يخرج من مصر اصلا. وانما حدثه بالرياض التي هي يعني مركز من مراكز محافظة كفر الشيخ وقد يقف الراوي في بعض الحدائق ويقول حدثني فلان بالرياض. هو اراد بالرياض ايه؟ يعني المكان الذي هو فيه عن الحديقة يعني او يقول حدثني فلان بالمدينة فيتوهم السامع انه سمع الحديث في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم. هو يعني بالمدينة يعني المكان الذي يسكنه الناس. مثلها مثل اي مدينة هذا يسمى بتدليس البلدان. يبقى لاننا عرفنا ما معنى التدليس وانه قسم من اقسام السطر. الخفي الذي ليس بظاهر كما هو واضح معنا الان. القسم الثاني من اقسام السقط الخفي وهو المرسل الخفي. المرسل الخفي والموسر الخفي كما سبق معنا هو ان يحدث عمن عاصره ولم يلقه. او التقاه لكن لم يسمع منه شيئا البتة طيب هذا المرسل الخفي كيف يعرف؟ هذا المرسل الخفي كيف يعرف؟ المرسل الخفي هذا يعرف بطرائق وقرائن يعرف بطرائق وقرائن. اما الطريقة الاولى لمعرفة المرسل الخفي فهي ان يصرح الراوي نفسه بانه لم يسمع من ذلك شيخ حتى وان روى عنه فهذه الطريقة الاولى ان يصرح الراوي نفسه بذلك. ومن ذلك موسى ابن سلمة. كما ذكر ذلك ابن ابي حاتم في المراسيم. قال اتيت مخرمة ابن بكير فقلت له حدثك ابوك؟ فقال لم ادرك ابي. ولكن هذه كتبه. يبقى هنا صرح انه لم يسمع وبذلك عرفنا ان هذا ارسال خفي وكذلك ما جاء عن عبدالملك ابن ميسرة قال قلت للضحاك اسمعت من ابن عباس؟ قال لا. قلت فهذا الذي ترويه عن من اخذته؟ قال عنك وعن ذا وعن ذا يبقى اذا الطريقة الاولى لمعرفة المرسل الخفي ان يصرح الراوي نفسه بانه لم يسمع من ذلك الشيخ الطريقة الثانية لمعرفة المرسل الخفي وهي ان ينص امام على ذلك. ان ينص امام على ذلك. وهذا وسنجد ذلك مبثوثا في تراجم الرجال. وكذلك سنجد في مراسيل ابن ابي حاتم لو نراجعه. سنجد في ذلك حتى لو جاءت رواية يخالف ظاهرها ما اتفق عليه هؤلاء الائمة. ودي لفتة مهمة لماذا؟ ذلك لان الاجماع اقوى من الرواية منفردة الاجماع اقوى من الرواية منفردا يعني مثلا عندنا ابو حاتم كما روى ذلك عنه ابنه في المراسيل يقول الزهري لم يسمع من ابان ابن عثمان شيئا لا انه لم يدركه قال قد ادركه وادرك من هو اكبر منه ولكنه لا يثبت له السماع منه كما ان حبيب ابن ابي ثابت لا يثبت له السماع من عروة ابن الزبير. وهو قد سمع ممن هو اكبر منه. قال وهذا هو وجه الشاهد. قال غير ان اهل الحديث قد اتفقوا على ذلك واتفاق اهل الحديث على شيء يكون حجة يبقى اذا بنقول اتفاق العلماء هذا حجة على كل احد. حتى لو اتت رواية منفردة فالاجماع اقوى من هذه رواية منفردة. طيب نفترض الان ان العلماء هؤلاء قد اختلفوا ماذا نصنع في هذه الحالة؟ بنقول اما اذا اختلف هؤلاء فحينئذ يسعون ما وسعهم. فكل مجتهد يترجح عنده ما لا يتراجع عند الاخر احيانا بحسب الدلائل والبراهين والقرائن طيب يبقى هنا عرفنا طرق معرفة المرسل الخفي. اما بالنسبة للقرائن فعندنا قرائن اربعة وتزيد على ذلك لكن سنقتصر على هذه الاربعة من خلال هذه القرائن نستطيع ان نعرف المرسل الخفي. اول هذه القرائن بعد الشقة بين الراوي والشيخ. يعني ايه؟ يعني يستبعد ان يكون هذا الراوي قد التقى بالشيخ الذي روى عنه. خصوصا اذا كان هذا الراوي غير معروف بالرحلة والطلب. مثال على ذلك ما قاله علي ابن المديني رحمه الله ايضا في المراسيل قال الحسن لم يسمع من ابن عباس وما رآه قط كان الحسن بالمدينة ايام كان ابن عباس بالبصرة. استعمله عليها علي وخرج الى صفين يبقى هنا حكمنا على ان رواية الحسن عن ابن عباس رواية مرسلة لماذا؟ الحسن وان عصر ابن عباس الا انه لم يلقه بل لم يره اصلا كما قال ابن المديم رحمه الله تعالى وقال ابن المدين ايضا في كما في المراسيل قال الحسن لم يسمع من الاسود بن سريع هكذا بفتح السين. لان الاسود خرج من البصرة ايام علي وكان الحسن بالمدينة. يبقى هذه القرينة الاولى من القرائن التي يعرف بها المرسل الخفي القرينة الثانية وهو ان يكون هذا الراوي لم يسمع ممن هو اقرب اليه ان يكون هذا الراوي لم يسمع ممن هو اقرب اليه من هذا الشيخ او لم يسمع ممن هو اشهر منه او لم يسمع ممن عاش بعده بزمن فاذا كان هذا حال الراوي فعدم سماعه من هذا الشيخ من باب اولى. يكون من باب اولى اذا لم يسمع ممن هو اشهر اذا لم يسمع ممن هو اقرب اليه فعدم سماعه من هذا الشيخ البعيد او لا بلا شك هذه من جملة القرائن التي يعرف بها الارسال الخفي. مثال ذلك ما قاله ابن رجب رحمه الله تعالى قال وقد حكى ابو زرعة عن قوم انهم قد توقفوا في سماع ابي وائل عن عمر يبقى هنا ابو وائل لم يسمع من عمر ابن الخطاب قال فسماعه من معاذ ابعد يعني عمر بالنسبة لابي وائل اقرب ومع ذلك لم يسمع منه. فما بالك معاذ رضي الله عنه وارضاه؟ من باب اولى انه لم يسمع من معاذ لما ذلك لان معاذ مات قبل عمر رضي الله عنه. سيدنا معاذ رضي الله عنه مات بالشام. ولا مات باليمن معاذ ابن جبل مات بالشام ولا مات باليمن؟ معاذ مات في طاعون امواس. سنة تمنتاشر من الهجرة اه نعم عمو اسهل ربنا يعافيكم ويعافي كل مسلم يا رب. فمات سنة تمنتاشر من الهجرة بينما مات عمر رضي الله عنه وارضاه سنة ثلاث وعشرين. فابو وائل هذا لم يسمع ممن تأخرت وفاته اللي هو عمر من باب اولى لم يسمع ممن تقدمت وفاته اللي هو معاذ رضي الله عنه وارضاه فهذه من القرائن التي يعرف بها الارسال الخفي كذلك ابن ابي حاتم في المراسيل يقول سئل ابي اللي هو ابو حاتم الرازي. عن عمر بن عبدالعزيز هل سمع من عبدالله بن عمرو فقال لا طيب ليه؟ ليه نفس مع عمر بن عبدالعزيز بن عبدالله بن عمرو بن العاص؟ قال كان عمر واليا على المدينة. شف بيقول ايه؟ قال وسلمة ابن الاكوع وسهل ابن سعد حيين يعني موجودين. فلو كان حضرهما لكتب عنهما فمن باب اولى ايش؟ عايز يقول يعني فمن باب اولى عبد الله بن عمرو بن العاص عبدالله بن عمرو بن العاص هذا كان في مصر فعمر كان عنده من سلمة وعنده سهل بن سعد ومع ذلك لم يكتب عنهما. فعدم كتابته عن هذا من باب اولى هذه القرينة الثانية. القرينة الثالثة ان يكون من هو اكبر من هذا الراوي او من هو اقرب الى هذا الراوي لم يسمع منه فاولى الا يكون قد سمع ممن هو دونه يعني هناك من يكون اكبر من هذا الراوي الذي روى عنه او اكثر طلبا او اوسع رحلة او اقرب اليه ومع ذلك لم يسمع منهم فعدم سماعه منه من هذا الشيخ يكون من باب اولى ومثال ذلك خالد الحذاء. احمد ابن حنبل رحمه الله تعالى كما في المراسيل ايضا. يقول ما ارى خالدا سمع من الكوفيين قال من رجل اقدم من ابي الضحى بيسأل احمد وهو يتعجب يعني من رجل اقدم من ابي الضحى؟ وقد حدث عن الشعبي وما اراه سمع منه. يعني لو كان قد سمع قد سمع من من من ابي الضحى لانه اقدم من من؟ من هؤلاء الكوفيين الذين يحدث عنهم خالد الحزاء فاذا لم يروي عن من هو اقدم واقرب اليه فمن باب اولى هؤلاء اللي هم الكوفيين يعني القرينة الرابعة والاخيرة كنا طبعا اشرنا ان القرين كثيرة لكن نقتصر على هذه الاربعة. القرائنة الرابعة ان تأتي رواية هذا الراوي عن ذلك الشيخ من وجه اخر مع ذكر الواسطة يبقى هنا تأتي رواية اخرى تبين ان ثمة واسطة لكن هذا الراوي اسقطها وبجمع الطرق يتبين لنا ذلك الامر. كما قال علي ابن مدين رحمه الله يقول الحديث اذا لم تجمع طرق لم تتبين علله. فهذا من هذا القبيل. لما جمعنا هذه الطرق عرفنا هذه العلة ان ثمة آآ راو قد اسقطه في السند. قال علي ابن الحسين ابن الجنيد قال زيد ابن عن ابي هريرة مرسل. زيد ابن اسلم عن ابي هريرة مرسل. وعن عائشة مرسل. كيف عرف ذلك قال ادخل بينه وبين عائشة القعقاع ابن حكيم وادخل بينه وبين ابي هريرة عطاء ابن يسار. ذكر ذلك ايضا في المراسيم يبقى عرفنا انه آآ مرسل كيف؟ من خلال الطرق الاخرى التي جاءت وفيها هذا الراوي الذي اسقطه طيب وهناك كما قلنا قرائن اخرى لكن تلتمس هذه القرائن في كتب الرجال وفي كتب المراسيل اخر شيء آآ نختم به وهو بعض الفوائد قبل ان ننتقل لمسألة الطعن في السند وهو ان بعض اهل العلم على تسمية كل من صورتي الانقطاع الانقطاع اللي هو التدليس والارسال الخفي اه سموا ذلك التدليس هكذا باطلاقه يعني انهم يطلقون على التدليس وعلى الارسال الخفي نفس الوصف التدليس. هذا عند جماعة من اهل العلم فلا يفرقون بين الصورتين على النحو الذي زكرناه. وآآ ابن حجر رحمه الله تعالى يرى التفرقة فيجعل هذه صورة من قبيل الانسان الخفي اللي هي ان يروي عمن عاصره ولم يسمع منه يجعل هذا من الارسال الخفي لا يسميها تدليسة. ويجعل التدليس خاصا بمن كان الراوي له فيه سماعه على النحو الذي فصلناه آآ فائدة اخرى وهي اذا سلم الحديث من السقط اذا سلم الحديث من الصدق. بصوره المختلفة وباسبابه المختلفة. فهذا يسمى بايش؟ هذا يسمى بالحديث المتصل. او يسمى بالحديث الموصول او يسمى بالحديث المتصل المعتصم. هذه التسمية الاخيرة هي التي استعملها الامام الشافعي في الرسالة فاذا قال هذا حديث متصل يعني متصل يعني موصول سواء كان مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم او كان موقوفا على بعض الصحابة فهذا يسمى بالمتصل. طيب لو كان من رواية التابعي يعني حديث مقطوع. فهل يسمى بالمتصل؟ لا لا يسمى بالمتصل تصل هكذا باطلاق الا مع التقييد. يقول هو متصل الى فلان من التابعين. هو متصل الى فلان من الائمة. لا لكن لا يقال متصل الا فيما كان مرفوعا او كان موقوفا على الصحابة هكذا اصطلح العلماء فعلى ذلك خبر عن سعيد بن المسيب ماذا نقول ها ماذا نقول موقوف نقول هو موقوف ولا مقطوع او متصل الى سعيد هكذا بهذا التقييد. مفهوم؟ لكن لا نقول هو حديث متصل ونسكت والا لاوهم ذلك انه مرفوع لرسول الله عليه الصلاة والسلام طيب آآ هذا الذي سبق آآ هو موجبات رد الحديث من جهة السقط اما من جهة الطعن وهو السبب الثاني كما ذكر ابن حجر رحمه الله تعالى اما بسبب الطعن فهذا سيأتي الكلام عنه بيقول ثم طعن اما ان يكون لكذب الراوي او تهمته بذلك او فحش غلطه او غفلته او فسقه او وهمه او مخالفته او جهالته او بدعته او سوء حفظه فالطعن كما قلنا اما ان يتوجه الى الراوي نفسه او الى روايته وهذا سنفصله ان شاء الله تعالى في المجلس القادم فنتوقف هنا ونكتفي بذلك. وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يمن القدوم عليه. انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين