وهذا القول ينحل به كثير من الاشكالات. لان حتى من يقول تقبل رواية الراوي كما يقول الحافظ رحمه الله تعالى معنى في المتن هنا ما لم يكن داعية الى بدعته هذا سنجد آآ سينتج عنه كثير من الاشكالات لماذا؟ لان في كتب الحديث حتى في الصحيح سنجد ان آآ الشيخين قد خرجوا لبعض ائمة اهل البدع كعمران بن حطان وكان رأسا في الخوارج. طيب واحد رأس في بدعته. اليس هذا من جملة الداعين الى هذه البدعة بلا شك هو من جملة الداعين الى بدعته ومع ذلك خرج له الشيخان في آآ كتبهم فعلى ذلك نقول لو اننا قمنا بقبول رواية المبتدع مطلقا طالما انه كان معروفا بالحفظ والصدق والاتقان فهذا هو الاولى والاقرب الى الصواب في هذه المسألة ويؤيد ذلك ما ذكره الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في الكفاية. بعد ان ذكر اسماء كثير من الرواة قد احتج العلماء بهم مع انهم منسوبون الى بدع اعتقادية. قال دون اهل العلم قديما وحديثا رواياتهم واحتجوا باخبارهم. فصار ذلك كالاجماع منهم. وهو اكبر الحجج في هذا الباب وبه يقوى وبه تقوى الظن في مقاربة الصواب السخاوي رحمه الله تعالى نقل ذلك في فتح المغيث ولم يعاقب عليه فكأنما ارتضاه ابن دقيق عيد رحمه الله تعالى ايضا في الاقتراح بيقول عن الراوي الذي لم يكفر قال ان انضم اليه التقوى والورع او الضبط والخوف من الله تبارك وتعالى حصل معتمد الرواية. الزهب في السير في ترجمة هشام الدستاوي يقول فجميع تصرفاتي ائمة الحديث تؤذن بان المبتدع اذا لم تبح بدعته خروجه من دائرة الاسلام ولم تبح دمه فان قبول ما رواه سائغ وكذلك كما اشرنا صنيع اصحاب الحديث وعلى رأسهم البخاري ومسلم. احتج بالدعاة من اهل البدع. احتج البخاري بعمران ابن حطام وهو من دعاة الخوارج وابن المبرد في الكامل بيصف عمران هذا بانه رأس القعدية وهو خطيبهم وشاعرهم وايضا سنجد ان الامام مسلم رحمه الله تعالى احتج بعدي بن ثابت وهو من غلاة الشيعة الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس الثالث والعشرون من شرح كتاب نخبة الفكر في مصطلح اهل الاثر وكنا وصلنا لقول الشيخ رحمه الله تعالى قال فان سمي وانفرد واحد عنه فمجهول العين او اثنان تصاعدا ولم يوثق فمجهول الحال وهو المستور قال ثم البدعة اما بمكفر او بمفسر هنا آآ الشيخ ابن حجر رحمه الله تعالى بيقول فان سمي وانفرد واحد عنه فمجهور الحال. يعني لو سمي الراوي وانفرد راو واحد بالرواية عنه فهذا هو مجهول العين واما ان روى عنه اثنان فصاعدا ولم يوثق فهو مجهول الحال وهو المستور وهذا له علاقة بما سبق ذكره وهو الكلام عن المبهم. وقلنا ان المبهم هو الراوي الذي لم يسم فالشيخ رحمه الله تعالى هنا بيذكر بيذكر ان الراوي لو سمي لكن روى عنه راو واحد فقط فهذا يعرف بمجهول العين اما لو روى عنه راويان فصاعدا لكن لم يوثق هذا الراوي موسق معتبر فهذا ما يعرف بمجهول الحال. وهو الذي يطلق عليه بالمستور فاذا مجهول العين هو الراوي الذي سمي وروى عنه راو واحد فقط واما مجهول الحال فهو الراوي الذي روى عنه اثنان فصاعدا لكن لم يوثقه امام معتبر فهذا يعرف بمجهول الحال او المستور والاصل في هذا المبحث انه من مباحث الجرح والتعديل وهو بعلم الجرح والتعديل الصق والكلام عنه يحتاج الى توسع اكثر. وجمهور العلماء على رد رواية مجهول الحال. وهو الراوي الذي روى عنه راويان لكن لم يوثقه امام معتبر. ويفهم من ذلك رد رواية مجهول العين من باب اولى لان مجهول العين هو الذي روى عنه راو واحد فقط فاذا كان الجمهور على رد رواية مجهول الحال الذي روى عنه راويان فمن باب اولى رد رواية مجهول العين الذي روى عنه راو واحد فقط ثم قال بعد ذلك ثم البدعة اما بمكفر او بمفسق. فالاول لا يقبل صاحبها الجمهور يعني البدعة وهي السبب التاسع من اسباب الطعن في الراوي. اما ان تكون بمكفر او بمفسق فالاول لا يقبل صاحبها الجمهور طيب ما معنى ذلك؟ هنا الشيخ رحمه الله تعالى بيتكلم عن حكم رواية المبتدع. الراوي اذا كان مبتدعا. هل تقبل روايته ولا لا تقبل الشيخ ابن حجر رحمه الله تعالى يفصل في ذلك. ويذكر هنا ان البدع المكفرة لا يقبل صاحبها الجمهور. و اما بالنسبة للبدع المفسقة فهذا له تفصيل اخر سيأتي الكلام عنه ان شاء الله تعالى. لكن اولا نقول ما معنى البدعة البدعة في اللغة هي اختراع الشيء لا على مثال سابق. يقال ابتدع فلان بدعة يعني ابتدع شيئا لم يسبق اليه سواء كان هذا الشيء الذي اخترعه مذموما او كان ممدوحا. فكل من اخترع شيئا ولم يسبق اليه فهذا قد ابتدع لكن هذا من حيث اللغة لا من حيث الاصطلاح. اما بالنسبة للبدعة في الاصطلاح فتعاريف كثيرة جدا للعلماء لكن الذي ذهب اليه القاضي عياض وغيره قالوا البدعة ما احدث في الدين النبي صلى الله عليه وسلم بغير دليل كل احداث في الدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير دليل فهذا هو البدعة والمقصود بالدليل هنا يعني الدليل العام او الدليل الخاص. يعني الامر الديني الذي لم يدل عليه دليل عام ولم يدل على دليل خاص فهذا هو البدعة. لكن لو كان هذا الاحداث دل عليه دليل عام او دل عليه دليل خاص فهذا لا يكون بدعة في دين الله سبحانه وتعالى. وهذا الابتداع يشمل ما تخترعه القلوب وتنطق به الالسنة وتفعله وهذا الذي قرره جماعة من اهل العلم لكن المقصود وآآ المعني به عند المحدثين في هذا المبحث على وجه الخصوص البدع الاعتقادية فلما يأتي العلماء لما يأتي المحدثون ويتكلم الواحد منهم في حكم رواية المبتدع فالمقصود بذلك يعني المبتدع بدعة اعتقادية. اما بالنسبة للبدع الاضافية في ابواب الفروع. ليس هذا محله وهذا طبعا عند من يقسم البدعة الى بدعة اصلية والى بدعة اضافية فالكلام هنا انما هو عن البدع الاعتقادية. فالمبتدع في اصطلاح المحدثين كما في فتح المغيث من اعتقد ما احدث في الدين ان بعد النبي صلى الله عليه وسلم بنوع شبهة لا بمعاندة من اعتقد ما احدث في الدين بعد النبي صلى الله عليه وسلم بنوع شبهة لا بمعاندة فهذا هو المبتدع في الصلاح المحدثين هنتطرق او نستطرد الى مسألة اخرى وهي ما هي اصول البدع العقدية؟ علشان المسألة تبقى اوضح بالنسبة الينا اصول البدع العقدية تعود الى سبعة اصول. الاول وهو الخوارج وهم الذين خرجوا على علي رضي الله تعالى عنه. وذلك آآ شقوا عصا الطاعة وكانت بدعتهم اول البدع في الاسلام. الاصل الثاني من اصول البدع وهي قدرية وهم القائلون بنفي القدر يعني ان الشر من خلق العبد لا من خلق الله تبارك وتعالى. وآآ من اصول البدع العقارية كذلك الرافضة. وهم الذين يكفرون ابا بكر وعمر وعثمان. والغلاة كذلك في علي ابن ابي طالب ال البيت ولقب الشيعة يشمل كل من غال في علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وفي ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام فيشمل هذا من غال في علي وجعله في مرتبة الالوهية وكذلك يشمل من فضل عليا رضي الله تعالى عنه وارضاه على الشيخين ابي بكر وعمر فالحاصل يعني ان من اصول البدع العقائدية كذلك الرافضة. كذلك من اصول البدع العقدية الناصبة وهم من قابلوا الرافضة في بغض علي وال البيت. يعني هناك من عنده غلو في محبة علي وال بيت النبي عليه الصلاة والسلام بالمقابل هناك من ابغض عليا وال بيت النبي عليه الصلاة والسلام وهم الناصبة كذلك من هذه الاصول المرجئة وهم الذين ذهبوا الى ان الايمان مجرد اعتقاد في القلب واقرار باللسان. قالوا ان الاعمال ليست من الايمان. فعلى ذلك لا يزيد ولا ينقص ومنهم من غلى في ذلك وقال لا يضر مع الايمان معصية. المرجئة قالوا الايمان هو اعتقاد بالقلب واقرار باللسان وكذلك من اصول البدع العقدية الجهمية. وهم اتباع جهم ابن صفوان فهؤلاء ذهبوا الى نفي صفات الله تبارك وتعالى. وقالوا ان القرآن مخلوق ومن اصول كذلك البدع العقائدية الواقفة. الواقفة هم من توقف في القرآن لما ظهرت المقالة فيه قالوا لا نقول هو مخلوق ولا نقول غير مخلوق. وتوقفوا في ذلك فهذه هي اصول البدع العقدية نأتي الان للكلام عن حكم رواية المبتدع احنا قلنا ان الشيخ رحمه الله تعالى هنا قسم البدعة الى قسمين. بدعة مكفرة وبدعة مفسقة فبدأ بالكلام عن القسم الاول وهي البدعة المكفرة. ما حكم رواية المبتدع اذا كانت بدعته مكفرة الشيخ ابن حجر رحمه الله تعالى يذكر هنا ان هذا المبتدع لا تقبل روايته عند الجمهور ولما يقول الشيخ عند الجمهور كأنه يشير بذلك الى وجود خلاف. يعني خلاف في المسألة فمن العلماء كما يذكر في الشرح من قال لا تقبل رواية هذا المبتدع مطلقا وهذا هو قول الجمهور ومنهم من يقول تقبل روايته مطلقا ومنهم من يقول نفصل في هذه المسألة. اذا كان آآ يعتقد حل الكذب فهذا لا تقبل. اما اذا كان لا يعتقد حل الكذب فهذا تقبل روايته. فبعض العلماء فصل في ذلك. فالشيخ رحمه الله تعالى لما تكلم عن رواية هذا القسم من اقسام البدعة آآ ذكر او اشار الى الخلاف. لكن الظاهر من كلام العلماء ان هذه المسألة لا خلاف فيها. فابن الصلاح رحمه الله في علوم الحديث قال اختلفوا في قبول رواية المبتدع الذي لا يكفر في بدعته فهنا قيد رحمه الله تعالى الخلاف فيمن لا يكفر بالبدعة. فمعنى ذلك ايه؟ فمعنى ذلك ان الذي يكفر ببدعته لا خلاف والشيخ السخاوي رحمه الله تعالى في فتح المغيث قال فلم يتعرض ابن الصلاح للتنصيص على حكاية خلاف فيها يعني في البدع المكفرة والامام النووي رحمه الله تعالى ايضا في التقريب والتيسير يقول من كفر ببدعة لم يحتج به بالاتفاق يبقى هنا برضو نقل الاتفاق على ان رواية هذا المبتدع غير مقبولة ونسب ذلك الى اتفاق العلماء. قال هذا باتفاق العلماء وابن كثير كذلك في مختصره قال لا اشكال في رد روايته. كأنه ايضا ينقل الاتفاق في هذه المسألة كذلك الصنعاني يقول محل النزاع في مجرد الابتداع لان الكافر الكفر الصريح فلا نزاع فيه فالحاصل يعني ان الشيخ هنا وان كان حكى الخلاف في رواية المبتدع بدعة مكفرة الا ان غيرهم العلماء قد حكوا على رد هذه الرواية. قال رحمه الله تعالى والثاني يقبل من لم يكن داعية في الاصح الا ان روى ما يقوي بدعته. فيرد على المختار وبه صرح الجوزجان شيخ النسائي وهذا شروع منه رحمه الله تعالى في الكلام عن القسم الثاني من اقسام البدع وهي البدع المفسقة ما حكم الراوي اذا كانت بدعته بدعة مفسقة؟ هل تقبل روايته ولا لا تقبل؟ شيخنا بيقول فيها يشير الى ان الخلافة موجود وان الرواية مقبولة على الاصح. الا اذا روى ما يقوي بدعته. فحينئذ لا تقبل رواية هذا الراوي ونسب ذلك الى شيخ الامام النسائي رحمه الله تعالى بعض العلماء ممن وضع حاشية على نزهة النظر يقول ظاهر هذا قبول رواية المبتدع اذا كان ورعا فيما عدا البدعة صادقا ضابطا سواء كان داعية او غير داعية الا فيما يتعلق ببدعته فعلى ذلك سنحتاج الى معرفة مذاهب العلماء في هذا القسم على وجه الخصوص فنقول بعض العلماء رد رواية المبتدع مطلقا وهذا القول مروي عن الامام مالك واختاره كذلك جماعة من العلماء كالامري وابن الحاجب. قالوا المبتدع لا تقبل روايته مطلقا لكن هذا القول مردود. لماذا؟ لان ابن الصلاح رحمه الله تعالى ذكر انه على خلاف الشائع عن ائمة الحديث باعتبار ان كتب الائمة مليئة بالرواية عن المبتدعة. فهذا القول بعيد وابن حجر كذلك في نزهة النظر يقول وهو بعيد القول الساني وهو التفريق بين البدع يعني لو كانت بدعته بدعة صغرى كالارجاء فهذا تقبل روايته. اما لو كانت بداعته بدعة كبرى كالرفض والغلو في علي ابن ابي طالب والحق من الشيخين ابي بكر وعمر فهذا لا تقبل روايته. ففصلوا وقالوا الضابط في ذلك هو نوع البدعة. لو كانت بدعة صغرى تقبل لو كانت بدعة كبرى فلا تقبل وهذا ذكره الذهبي رحمه الله تعالى في مقدمة الميزان. ميزان الاعتدال في نقد الرجال ومن العلماء من قال لو كان هذا الراوي المبتدع غير داعية فروايته مقبولة الا اذا روى ما يؤيد بدعته وهذا الذي عليه اكثر العلماء هذا الذي عليه اكثر العلماء انهم يفصلون. فالمبتدع روايتهم مقبولة الا فيما يؤيد بدعته وهذا مذهب الجمهور ومن العلماء وده مذهب رابع في هذه المسألة. اه من يرد مستحل الكذب من يرد رواية مستحل الكذب لو كان هذا الراوي يستحل الكذب فلا نقبل روايته لان من الرواة من كان يستحل الكذب مثل هذا لا يؤتمن. الشيخ احمد شاكر بيقول هذا المذهب فيه نظر لان من عرف بالكذب ولو مرة لا بل روايته. فاولى ان ترد رواية من يستحل الكذب. آآ ومن العلماء من قبل رواية المبتدع مطلقا وقال ان البدعة لا تعتبر من المجرحات ولا تسقط بها رواية الراوي لماذا؟ لانه وقع في هذه البدع عن تأويل. فروايته مقبولة مطلقا. والعبرة بالحفظ والصدق والاتقان وهذا الاقرب والله اعلم في هذه المسألة ان رواية المبتدع مقبولة مطلقا طالما انه معروف الحفظ والصدق والاتقان واما هذه بدعة فليست من مسقطات العدالة وليست من جملة المجرحات في هذا الراوي باعتبار انه وقع في هذه البدعة عن تأويل واحتج شيخان احتج بابي معاوية الضرير. وكان من الدعاة الى الارجاء. وابن خزيمة رحمه الله تعالى احتج ايضا ببعض غلاة الشيعة وكذلك الدرقطني وغيرهم من الائمة كانوا يحتجون بمثل هؤلاء. فدل ذلك على ان العبرة عند هؤلاء الائمة انما هو بالحفظ والضبط والاتقان وما كانوا يلتفتون الى امر البدعة في شيء والا لما خرجوا لمثل هؤلاء وايضا مما يؤيد هذا القول ما اه حكاه بعضهم من الاجماع. بعض العلماء حكى الاجماع على ذلك كما في توضيح الافكار وكذلك النصوص التي جاءت في الرواية عن المبتدعة باطلاق ايضا هذا مما يؤيد هذا القول وممن يقول بهذا القول الشيخ الالباني رحمه الله تعالى كما في السلسلة الصحيحة وكذلك الشيخ احمد شاكر وغيرهم من العلماء والفضلاء ثم قال بعد ذلك ثم سوء الحفظ فان كان لازما فهو الشاذ على رأي او طارئا فالمختلط. نتكلم ان شاء الله عن هذه المسألة في الدرس القادم. ونتوقف هنا نكتفي بذلك هو في الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يمن القدوم عليه انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين