الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس السابع عشرون من شرح كتاب نخبة الفكر في مصطلح اهل الاثر للعلامة الامام احمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا بعلومه في الدارين ولا زلنا في الكلام عن مبحث الصحابي في الدرس الماضي كنا تكلمنا عن تعريف الصحابي وقلنا ان الصحابي كما يعرفه الحافظ رحمه الله تعالى هو من التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك ولو تخللت ردة على الاصح وعرفنا محترزات هذا التعريف. وقلنا ان هناك بعض المباحث التي تتعلق بالصحابي سنتكلم عنها اولا ثم نشرع بعد ذلك في الكلام عن التابعين فذكر الحافظ رحمه الله تعالى في شرحه في نزهة النظر ان آآ الصحابي يعرف بكونه صحابيا بعدة امور منها التواتر. يعني ان يتواتر كونه من جملة الصحابة كابي بكر وعمر وعثمان وعلي والعشرة المبشرين وغيرهم من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا اولا. كذلك يعرف بكونه صحابيا بالاستفاضة والشهرة. والاستفاضة والشهرة اقل مرتبة من التواتر. كذلك يعرف بكونه صحابيا باخبار بعض الصحابة. يعني يأتي بعض الصحابة ويخبر ان فلانا كان حاضرا معه عند رسول الله عليه عليه الصلاة والسلام فهذا معناه انه من جملة الصحابة لانه قد توفر فيه ضابط الصحابي من التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات علاء ذلك ولم تتخلله ردة في الاصح فلو اخبر بعض الصحابة ان فلانا ممن التقى برسول الله عليه الصلاة والسلام او ممن قاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم او نحو ذلك فهذا يعد من جملة الصحابة. كذلك يعرف بكونه من جملة الصحابة باخبار بعض سقات التابعين وهذا مبني على قبول التزكية من واحد وهذا هو الراجح. وذكر الحافظ رحمه الله تعالى امرا خامسا وهو ان يخبر عن نفسه بانه صحابي. اذا كانت دعواه تدخل تحت الامكان. وهذا الامر الاخير استشكله جماعة من العلماء لماذا؟ قالوا لان هذا كدعوة من يقول انا عدل. يعني لو جاء شخص وقال انا عدل يعني عدل نفسه هل هل هذا مقبول؟ كذلك لو جاء شخص وقال انا صحابي. باعتبار ان الصحابة كلهم عدول. فلو جاء شخص وقال انا صحابي هل هذا مقبول فالحافظ رحمه الله تعالى يرجح ذلك. يقول هو مقبول. طالما ان دعواه تدخل تحت الامكان يعني وجدنا انه من حيس الولادة ومن حيث الوفاة ممن عاصر النبي عليه عليه الصلاة والسلام. فجاء وقال انا من جملة الصحابة يعني التقيت بالنبي صلى الله عليه وسلم وجالسته الى اخره. فهذا مقبول طالما ان هذه الدعوة تدخل تحت الامكان. لكن وجدنا ان هذا الشخص قد ولد بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام. وادعى انه من جملة الصحابة. هذا لا يقبل بحاله. وهذا لا يدخل الامكان فيقول الشيخ رحمه الله تعالى هنا او باخباره عن نفسه بانه صحابي اذا كانت دعواه ذلك تدخل تحت الامكان وبعض العلماء يذكر ايضا مسألة اخرى في مبحث الصحابي وهي هل يدخل في جملة الصحابة الملائكة باعتبار ان من الملائكة من التقت بالنبي عليه الصلاة والسلام وامنت به هل تدخل بذلك في جملة الصحابة؟ الصحيح في ذلك كما ذكر الحافظ رحمه الله تعالى توقف عدهم فيهم على ثبوت بعثته اليهم يعني المسألة المشهورة عند الاصوليين هل كان النبي صلى الله عليه وسلم مبعوثا الى الملائكة كما كان مبعوثا الى الجن والانس هذا فيه خلاف بين الاصوليين فمن قال انه عليه الصلاة والسلام كان مبعوثا الى الملائكة كما كان مبعوثا الى الجن والانس. عد الملائكة من جملة الصحابة ومن يقول انه كان مبعوثا الى الثقلين الجن والانس فقط فلم يعد الملائكة من جملة الصحابة فالحافظ رحمه الله تعالى في الفتح يقول يتوقف عدهم فيهم يعني في الصحابة على ثبوت بعثته اليهم فان فيهم خلافا بين الاصوليين حتى نقل بعضهم الاجماع على ثبوته وعكسه بعضهم. ففي المسألة الخلاف ونفس الخلاف في شأن الملائكة ورد كذلك في شأن الجن. هل تدخل الجن في الصحابة؟ ذكر ايضا رحمه الله تعالى ان الراجح انهم يدخلون في جملة الصحابة. والسبب ان النبي عليه الصلاة والسلام بعث اليهم قطعا ذلك الجن مكلفون كما هو الحال بالنسبة للانس والجن فيهم العصاة وفيهم الطائعون. ولهذا يمكن ان نعد من اسلم من الجن من جملة اصحاب النبي عليه الصلاة لكن عند التحقيق سنجد ان هذه المسألة لا ينبني عليها عمل. وكذلك لا تتحقق مصلحة باعتبار ان الجن وكذلك الملائكة ليس لهم روايات عن رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى نهتم بهذا المبحث. هل هم من جملة الصحابة ولا ليسوا من جملة الصحابة اخر شيء نتكلم عنه بالنسبة الصحابة وهو ان من العلماء من افرد ذكر الصحابة بالتصنيف فعندنا من جملة المصنفات في الصحابة كما يذكر رحمه الله تعالى كما يذكر الحاضر رحمه الله تعالى كتاب الاصابة وذكر رحمه الله تعالى ان اول من افرد في ذلك تصنيفا الامام البخاري ثم ذكر الحافظ رحمه الله تعالى جماعة بلغوا العشرين صنفوا في جمع الصحابة اخرهم الامام الذهبي رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى بعد ذلك او الى التابعي. وهو من التقى بالصحابي كذلك. يعني لو انتهى الاسناد الى التابعي والتابعي هو من التقى بالصحابي فلو جئنا واردنا ان نعرف التابعين على النحو الذي ذكره الحافظ رحمه الله تعالى في الصحابي ماذا نقول؟ نقول التابعي هو من التقى صحابيا ومات مسلما ولو تخليت منه ردة. فقالوا التابعون على طبقات ثلاث. وممن قسم التابعين الى به القسمة الامام مسلم رحمه الله تعالى في كتابه الطبقات. فالطبقة الاولى من طبقات التابعين هم كبار الطبقة الثانية وهم اواسط التابعين. الطبقة الثالثة والاخيرة وهم صغار التابعين طيب من هم كبار التابعين كبار التابعين هم الذين ادركوا كبار الصحابة. كالعشرة المبشرين بالجنة وهؤلاء اكثر آآ مروياتهم من هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم. ومن هؤلاء سعيد سعيد ابن المسيب ومسروق وقيس ابن ابي حازم. رحم الله الجميع فهؤلاء معدودون في كبار التابعين لانهم لانهم ادركوا كبار الصحابة وجل مرويات هؤلاء عن كبار اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام الطبقة الثانية وهم اواسط التابعين. وهؤلاء من ادركوا علي ومن بقي حيا الى عهده ومن بعده من الصحابة كحذيفة وابي موسى الاشعري وعائشة وابي هريرة وعبدالله ابن عمر فهؤلاء معدودون من جملة التابعين لكن من الطبقة الوسطى ويمثلون على ذلك بالحسن الحسن البصري وكذلك محمد ابن سيرين وكذلك عطاء ابن ابي رباح. والشعبي وغير هؤلاء. فهؤلاء معدودون في التابعين. الطبقة الثالثة وهم صغار التابعين. وصغار التابعين هم من ادرك وسمع ممن تأخر موته من الصحابة فسمعوا الواحد والاثنين والعدد اليسير. كمن سمع آآ من انس رضي الله عنه انس ابن مالك وسهل ابن سعد وابي امامة بهلي ونحو هؤلاء. فكل ما من سمع من من هؤلاء دون غيرهم من ممن تأخر موته من الصحابة فهو معدود من صغار ويمثلون على ذلك بابن شهاب الزهري وكذلك قتادة ويحيى ابن سعيد الانصاري ومن شابه هؤلاء ممن ادرك من تأخر موته من الصحابة والامام الذهبي رحمه الله تعالى يذكر ان غالب المحققين يعدون مراسيل هؤلاء معضلات ومنقطعات. يتبقى لنا كلام عن بعض المسائل كقول التابعي من السنة كذا. لو جاء التابعي وقال من السنة كذا. هل هو في حكم الموقوف ولا هو في حكم المرفوع؟ الامام رحمه الله تعالى ذكر ان رأي الجمهور انه في حكم الموقوف. يعني لما يأتي التابعي ويقول من السنة كذا فهذا له حكم الوقف. وآآ تأتي مسألة اخرى وهي مسألة من ادرك النبي عليه الصلاة والسلام ولم يلتقي به. وكان من اهل الاسلام فما حكم هذا الشخص هذا معدود عند العلماء من جملة المخضرمين. فالمخضرم هو الذي ادرك الجاهلية وادرك حياته عليه الصلاة والسلام واسلم لكنه لم يلتقي بالنبي صلى الله عليه وسلم. فمثل هؤلاء اختلف العلماء هل يلحقون بالصحابة ولا يلحقون بالتابعين؟ والصحيح انهم معدودون في كبار التابعين. والصحيح انهم معدولون في كبار التابعين. ومن هؤلاء النجاشي فالنجاشي ادرك الجاهلية وادرك النبي عليه الصلاة والسلام لكنه لم يلتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم مع كونه مسلما بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه موت النجاشي صلى عليه صلاة الغائب فدل ذلك على انه مات على الاسلام. فهو من جملة المخضرمين. وكذلك من هؤلاء سويد ابن غفلة. قال رحمه الله تعالى اول المرفوع والثاني الموقوف والثالث المقطوع ومن دون التابعي فيه مثله. يعني ان القسم الاول مما تقدم ذكره من الاقسام الثلاثة وهو ما ينتهي الاسناد الى النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو المرفوع. سواء كان هذا الانتهاء باسناد متصل او لا. يعني طالما ان الاسناد انتهى الى النبي عليه الصلاة والسلام فهذا يعرف بالخبر المرفوع بغض النزر عن كون هذا الاسناد متصلا او ليس بمتصل وكذلك كما يذكر رحمه الله تعالى ما لو انتهى الخبر الى الصحابي. فلو انتهى الخبر الى الصحابي فهذا هو الموقوف. اما لو انتهى الخبر الى التابعي فهذا هو المقطوع. فهي اقسام ثلاثة. لكن عندنا الان سؤال مهم. نفترض ان الخبر قد انتهى الى الصحابي ووجدنا ان هذا الخبر مما لا مجال للرأي فيه وان هذا الصحابي لا يأخذ عن الاسرائيليات فهل نعد هذا الخبر من باب الموقوف ولا من باب المرفوع؟ ما احنا قلنا الان هو روى ما لا مجال للاجتهاد فيه. هذا الصحابي غير معروف بالاخذ عن الاسرائيليات فهل هذا معدود من جملة الموقوفات ولا من جملة المرفوعات هذا له حكم الرفع لذلك لما نأتي ونقول السند الذي ينتهي الى الصحابي هذا هو الموقوف الا لو كان هذا الخبر له حكم الرفع فحينئذ يكون مرفوعا حكما على التفصيل الذي تكلمنا عنه يبقى الشيخ هنا رحمه الله تعالى يبين ان هذه المرويات تنقسم الى اقسام ثلاثة القسم الاول وهو المرفوع وهو ما اذا كان الاسناد قد انتهى الى النبي عليه الصلاة والسلام القسم الثاني هو الموقوف وهو ما اذا كان الاسناد قد انتهى الى الصحابي. القسم الثالث وهو المقطوع وهو ما اذا كان الاسناد قد انتهى الى التابعين طيب قال رحمه الله والمسند مرفوع صحابي بسند ظاهره الاتصال يعني المسند في قول اهل الحديث هو مرفوع صحابي بسند ظاهره الاتصال. فخرج بذلك مرفوع التابعي. ومرفوع من هو دون التابعي. فهذا ليس مسندا. وهذا التعريف من الحافظ رحمه الله تعالى موافق لقول الحاكم ولغيره وهذا الذي عليه اكثر المحدثين قال رحمه الله تعالى فان قل عدده فاما ان ينتهي الى النبي عليه الصلاة والسلام او الى امام ذي صفة عليا كشعبة فالاول العلو المطلق والثاني النسبي قال فان قل عدده هنا الضمير عائد على ماذا؟ هنا الضمير عائد على السند بمعنى ان السند الذي يقل عدد رجاله بالنسبة الى سند اخر لذلك الحديث هذا السند اما ان ينتهي الى النبي صلى الله عليه وسلم واما ان ينتهي الى امام من ائمة الحديث فالشيخ هنا يذكر ان الذي ينتهي الى النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو العلو المطلق. والذي ينتهي الى الامام فهذا هو النسبي. فالعلو على قسمين. علو مطلق وعلو نسبي قل عدده بالنسبة الى حديث اخر الى النبي عليه الصلاة والسلام هذا هو العلو المطلق. قل عدده بالنسبة لحديث اخر الى امام من الائمة هذا هو النسبي والعلو مستحب عند المحدثين ودل على استحبابه ما رواه البخاري ومسلم من حديث مجيء ضمام ابن ثعلبة الى النبي عليه الصلاة والسلام. وقالوا هذا الحديث دليل على استحباب العلو. نعرف حديث ذمامة بن ثعلبة اه لما جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وقال ان رسولك زعم ان الله افترض علينا خمس صلوات في اليوم والليلة فقال االله امرك بذلك فقال النبي عليه الصلاة والسلام اللهم نعم الى اخر الحديث هذا الحديث دليل على استحباب العلو طب كيف ذلك؟ قالوا لان ضمام رضي الله عنه لم يكتفي بارسال الرسل من قبل النبي عليه الصلاة والسلام. فاتى بنفسه الى النبي صلى الله عليه وسلم من اجل ان يسمع منه فاقره النبي عليه الصلاة والسلام على ذلك واثنى الصحابة رضي الله عنهم على هذا الصحابي واثنوا كذلك على عقل لانه ما اكتفى بارسال الرسل بل ذهب الى النبي عليه الصلاة والسلام بنفسه من اجل ان يسمع منه واخذ المحدثون من هذا الحديث استحباب العلو وكذلك هدي السلف يبين ويدل على هذا المعنى فاورد الخطيب في جامعه انهم استحبوا الرحلة يعني المحدثين ولم يكتفوا بالسماع بواسطة وقال الامام احمد رحمه الله تعالى طلب الاسناد العالي سنة عمن سلف ونجد ان هؤلاء المحدثين كذلك ذموا النزول كما قال ابن المديني رحمه الله قال النزول شؤم وقال ابن معين الاسناد النازل قرحة في الوجه فكانوا يستحبون العلو ويظنون النزول والعلو كما يذكر رحمه الله تعالى على قسمين علو مطلق وعلو نسبي. لكن ابن الصلاح رحمه الله تعالى قسم العلو الى خمسة اقسام. هذه الاقسام الخمسة ترجع الى قسمين علو مسافة وعلو صفة ما معنى علو المسافة علو المسافة يعني علو القرب اما من الرسول عليه الصلاة والسلام واما من امام من ائمة الحديث واما علو الى كتاب من الكتب المعروفة هذا كله من علو المسافة القرب من النبي عليه الصلاة والسلام يعني ان يكون بينه وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام عدد قليل من الرواة القرب من امام من الائمة يعني ان يكون بينه وبين هذا الامام عدد قليل حتى وان كان بينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام عدد كثير من كذلك بالنسبة للقرب بالنسبة الى كتاب من الكتب المعروفة كان يكون بينه وبين سنن الترمذي او سنن ابي داود او صحيح البخاري او صحيح مسلم الى اخره عدد قليل من الرواة والمشايخ فهذا كله يدخل في علو المسافة وعندنا نوع اخر كما بينا وهو علو الصفة وعلو الصفة كما يذكر رحمه الله تعالى كما يذكر ابن الصلاح نوعان علو مستفاد من تقدم وفاة الراوي وعلو مستفاد من تقدم السماع فهما على نوعين قال رحمه الله الا وفيه الموافقة وهي الوصول الى شيخ احد المصنفين من غير طريقه وفيه يعني في العلو النسبي الموافقة. والموافقة هو الوصول الى شيخ احد المصنفين بطريق اقل عددا من ذلك المصنف. ثم قال وفيه البدل وهو الوصول الى شيخ شيخه كذلك نتكلم عن ذلك ان شاء الله في الدرس القادم ونتوقف هنا ونكتفي بذلك. وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يمن القدوم عليه انه بكل جميل كفيل. وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين