اذا قوله مع ما برح اشار بقوله مع الى ان بقية الادوات لها شروط للعمل بخلاف الثمانية التي صدر بها وهذه البقية التي لها شروط كما قلنا هي على قسمين القسم الاول هو اربعة افعال تحتاج الى ان يتقدم عليها نفي او نهي او دعاء وهي التي سردها بقوله ما برح ما زال ما انفك وما فتيا وهذه الاربعة يشترط فيها تقدم نفي او نهي او دعاء وهي لملازمة المخبر عنه الخبر على ما يقتضيه الحال قال تعالى ولا يزالون مختلفين لا يزال نتقدم النفي هنا ولا يزالنا مختلفين الواو هي الاسم ولا يزالون مختلفين آآ هي الخبر مختلف هنا هذا الاسم هو الخبر قال تعالى لن نبرح عليه عاكفينا لن نبرح نبرحة هنا تقدم عليها نفي لن نبرح والاسم هنا هو ضمير مستتر وجوبا لان الفعل المضارع المفتتحة بالنون لا يرفع الا ضميرا مستترا وجوبا وعكفينا خبر وقد يحذف حرف النفي وذلك في قول الله تعالى تالله تفتأوا تذكروا يوسف اي لا تزال اقصد اي لا تفتوا تالله تفتوا اي لا تفتو تذكروا يوسف وكقول الشاعر تنفك تسمع ما حييت بهالك حتى تكون تنفك تسمع ما حييت بهالك حتى تكون هي لا تنفك ومثال الدعاء قول ذي الرمة غيلان ابن عقبة التميمي الا يسلمي يا دار مي على البلاء ولا زال منهلا بجرعائك القطر ولا زال منهل الا يسلمي يا دارمي على البلاد ولا زال منها بجرعائك القطر لا زال هنا دعاء فتقدم الدعاء على زال فعملت ولا زال منهلا لا زال هو اه اقصد لا زال منهلا بجرعائك القطر لا زال فعل ماض دخل عليه الدعاء وتقدم الخبر هنا على الاسم فالخبر هو منهدلا والقطر هو الاسم وهذا جائز يجوز توسط خبر بين العامل واسمه ومثال النهي قول الشاعر صاحي شمر ولا تزل ذاكرة لموتي فنسيانه ضلال مبين صاحي شمر ولا تزل ذاكر الموت فنسيانه ضلال مبين راح يشمر ولا تزل هذا دعاء ذاكرة هي الخبر والاسم ضمير مستتر وجوبا لان الفعل المضارع المفتتح بتاء المخاطب المفرد المذكر لا يرفع الا ضميرا مستترا وجوبا ثم قال ما دام هذا هو القسم الثاني من الافعال التي تعمل بشروط وهو دام فانها تعمل بشرط تقدم ما المصدرية الظرفية عليها بشرط ان تتقدم عليها ما المصدرية وذلك نحو قول الله تعالى واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا لمدة بقاء حياتي فتقدمت مال مصدريته الظرفية هنا على دامه فعملت ما دمت تؤتى هي حيا خبرا فتلخص من هذا ان هذه الافعال في العمل على ثلاثة اقسام. قسم يعمل بدون شرط وهو الثمانية الاول كان وامسى وظل وبات واصبح واضحى وصار وليس هذه تعمل بدون شرط القسم الثاني ما يعمل بشرط تقدم دفين او نهي او دعاء عليه وهو اه اربعة افعال برح وزال وانفك وفتيا. القسم الثالث ما يعمل بشرط تقدم ما المصدرية الظرفية عليه وهو دام فقط ثم قالوا ما منها تصرف احكما له بما لهك كان قائما زيدون. وكن برا واصبح صائما هو هنا نلاحظ انه ذكر هذه الافعال بالصيغة الماضية فقال كان فعل ماضي امس فعل ماضي الى اخر الافعال فقد ذكرها جميعا بصيغة الماضي اراد ان ينبه هنا الى ان هذه الافعال ما تصرف منها بان استعمل مضارعا او امرا او مصدرا او وصفا فانه يعمل نفس العمل فمثلا كانت تعمل ماضية نحو قول الله تعالى وكان ابوهما صالحا كان ابوهما ابوهما صالحا خبر وتعمل فعلا مضارعة نحو قول الله تعالى وتكونوا من بعده قوما صالحين تكون فعل مضارع من كان والواو هي اسمها. وقوما خبرها وتعملها الى امر نحو قول الله تعالى قل كونوا حجارة او حديدا. كونوا فعل امر والواو هي لسه وحجارة خبر وتعمل مصدرا كقول الشاعر ببذل وحلم ساد في قومه الفتاوى كونك اياه عليك عسير كونك هذا مصدر وقع مبتدأ. واضيف الى اسمه كونك الكاف هي الاسم وقد اضيف المصدر الى اسمه ثم انتصب الخبر بعد ذلك ضميرا منفصلا في قوله وكونك اياه. اياه هي الخبر وتعمل وصفا كقول الشاعر وما كل من يبدي البشاشة كائنا اخاك اذا لم تلفه لك منجدا وما كل من يبدي البشاشة كائنا كائنا هنا وصف اخاك هي الخبر والاسم ضمير مستتر وهكذا يقاس عليها ما تصرف