وان كان المن بالنعم في حق الله تعالى كمال ولكن في حق المخلوق هو آآ ونقص ان تمن على الانسان الذي احسنت اليه وتعدد له نعمك. ولهذا شرط الله سبحانه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا متقبلا اللهم يسر امورنا واصلح احوالنا اما بعد. يقول الناظم الشيخ الاهدل رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. يقول راجي عفو ربه العلي وهو ابو بكر سليل الاهدل بدأ الناظم رحمه الله تعالى هذه المنظومة بالبسملة وهذا من الاداب الشرعية ان يبدأ الانسان اعماله دائما بذكر الله سبحانه وتعالى. وكما جاء في الحديث في الحسن قال صلى الله عليه وسلم كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله فهو ابتر. يعني هو ناقص فلهذا بدأ الناظم بالبسملة بسم الله الرحمن الرحيم والرحمة ان الرحيم كلاهما اسمان بني افادة الكثرة والمبالغة والمقصود من ذلك الاشارة ارى الى عظيم رحمة الله تبارك وتعالى وان كان الرحمن ابلغ من الرحيم كما قال علماء اللغة لان زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى. في الغالب في الغالب ان زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى. فلهذا قالوا بان الرحمن ابلغ من الرحيم. يقول راج عفو ربه العليم الراجي هو المؤمل من الرجاء. بمعنى الامل. وعبر بالفعل المضارع للاشارة الى الاستمرار بانه يحمد الله سبحانه وتعالى ويذكره ويثني عليه في وفي المستقبل ايضا. يقول راجع عفو ربه العلي. والعفو هو المغفرة وان كان اهل العلم اختلفوا في تفريق بينهما هل هما مترادفان او هما بمعنى واحد. وهذا الخلاف انما هو في حالة الاجتماع. يعني عندما لفظ العفو مع لفظ المغفرة. كما في الاية الكريمة. واعف عنا واغفر لنا وارحمنا فجمع بين العفو والمغفرة. فهنا بعض اهل العلم يرى ان المغفرة انها ابلغ من العفو. لان المغفرة انما تكون بناء على اكتساب وعمل من العبد فالله سبحانه وتعالى يقابله بالمغفرة. اما العفو فقد يكون ابتداء بدون اكتساب من العبد. وقال بعض اهل العلم بان العفو ابلغ لان العفو هو المحو والازالة اما المغفرة فهي الستر. ولا يلزم من كون الشيء مستورا ان يكون زائلا. وهذا كما تلاحظون ملحظ لغوي يدل على آآ التفريق بينهما. يقول راجع عفو ربه العلي علي من اسماء الله تبارك وتعالى كما جاء في اعظم اية في القرآن وهو العلي العظيم لي واي المتصف بالعلو المطلق. والمطلق بمعنى العلو الذي يشمل علو القدر وعلو القهر وعلو الذات. فالله سبحانه وتعالى عظيم القدر وهو القاهر فوق عباده. وهو ايضا مستو على عرشه عال على خلقه كما دلت على ذلك النصوص المتواترة. وهو ابو بكر سليل الاهدل. هذا تعريف بما ابهمه في الشطر الاول. وعطف بيان للراجي من هو هذا الراجي الذي يرجو عفو الله تبارك وتعالى؟ صرح به وبينه فقال ابو بكر سليل الاهدلي والسليل بمعنى اه الذرية او الولد كما يقال فلان من فلان يعني من ذريته كانه مستل منه فهو فعيل بمعنى مفعول ابو بكر هذا هو اسمه مع انه على صورة الكنية لكنه اسم المؤلف الناظم رحمه الله هو ابو بكر ابن ابي القاسم الاهدل. والمقصود بالاهدل هنا الاهدل الكبير علي بن عمر الاهدل من كبار فقهاء اليمن وصالحيها ومع ان الاهدل في اصل اللغة انما يطلق على الشيء ده اللي او المسترخي يقال مثلا روضة آآ هادلة بمعنى انها اه مليئة بالثمار التي استرخت فيها غصون هذه الاشجار بسبب بكثرة ثمارها. كما يقال ايضا الرجل الاهدل على من استرخت شفتاه او استرخت السفلى كما هو الوصف الذي اه توصف بها الابل. تكون الشفاه السفلى مسترخية فيقال له اهدل وامرأة هدلا. فاذا ابو بكر هو الناظم وهو من ذرية الاهدل يقصد من ذرية علي بن عمر الاهدل رحمه الله. الحمد لله الذي فقهنا شرعه نبهنا هذا هو مقول القول. فبدأ بالثناء على الله سبحانه وتعالى في اول منظومته وذكر اعظم نعمة آآ اثنى على الله بها وهي نعمة الفقه في الدين والهداية الى شرع الله تبارك وتعالى القوي. فاشار الى هذه النعمة بان الله سبحانه وتعالى فقهه في الدين هي نعمة دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس كما في صحيح البخاري عندما قال اللهم فقهه في الدين وعلمه تقويم فهي نعمة من اعظم النعم. لان الانسان بنعمة الفقه في الدين يكون في امان من الزيغ خطأ في سلوكه وفي اعتقاداته ولسلوك شرعه نبهنا. يعني ايقظنا من الغفلة راح صدورنا الى سلوك طريق هذه الشريعة المحمدية التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم. علمنا سبحانه بالقلم. اشار الى نعمة العلم عموما وان الله سبحانه وتعالى علمنا بتيسير هذه الاداة وهي اداة القلم. وهي اداة من ادوات المعرفة امتن الله سبحانه وتعالى بها على عباده عندما قال اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم. وقال نون والقلم وما يسطرون. فهي من اعظم نعم الله سبحانه وتعالى على العباد. لانها وسيلة من وسائل التعلم والمعرفة فضلا ومنا منه ما لم نعلم. يعني علمنا فضلا منه. ومنا منه سبحانه وتعالى وليس واجبا عليه. فان الله سبحانه وتعالى لا يجب عليه شيء الا ما اوجبه على نفسه. سبحانه وتعالى. والا فهو الخالق الذي يفعل او ما يشاء ويقدر ما يريد. وخصنا بافضل الاديان والسنة الغراء والقرآن. وخصنا اي اكرمنا من بين الامم بان جعلنا من اهل القرآن والسنة. جعلنا من اهل الاسلام المؤمنين والمتبعين لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذه اه اعظم نعمة بها الله سبحانه وتعالى على العبد ان يأخذ به الى طريق هذا الدين. فكم له من نعمة علينا ومنة ان اوصلها الينا. فكم كم كم هنا للتكفير؟ لان صيغة كم كما تعرفون تأتي استفهامية وهي الغالب على استعمال هذه الكلمة انها تأتي للاستفهام. كم رجلا اه علمت او كم رجلا رأيت ولكن تأتي احيانا خبرية بمعنى التكثير. كما في قوله تعالى وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة. وكم قصمنا؟ وكما في قوله تعالى كم تركوا من وعيون فكم هنا انما يقصد بها الاشارة الى التكفير. فكذلك هنا يقول فكم له من متن عليه اي ان الله سبحانه وتعالى له نعم كثيرة على العباد لا نحصيها ومنة اوصلها الينا. النعمة والمنة بمعنى واحد. لان من شأن النعمة ان يمن بها في في الاصل تعالى في الصدقة المقبولة الا يتبعها من ولا اذى. ولكن المن من الله سبحانه وتعالى وهو تعداد النعم على خلقه هذه صفة كمال لان بها تذكير العباد بهذه النعم ودفعهم الى شكرها فكم له من نعمة علينا ومنة اوصلها الينا. فالشكر دائما له على ما اولاه لا صله انعاما. اي نشكره سبحانه وتعالى على هذه النعم التي لا نستطيع احصاءها كما قال الله عز وجل وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. شكرا يكون سبب المزيد لعبدي به من فضله المديد. اي نشكره شكرا. نشكره شكرا ثم اشار الى ان هذا شكر سبب للمزيد. سبب للمزيد من النعم كما اخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه لئن شكرتم لازيدنكم. العباد اذا شكروا نعم الله سبحانه وتعالى فانه يزيدهم من هذه النعم. ومنها نعمة العلم ان الانسان لو شكر الله سبحانه وتعالى بقوله وعمله على هذه النعم فان الله تعالى يزيده علما وشكر العلم يكون بالعمل به اولا ثم بتعليمه. بتعليمه للناس كل من عمل بالعلم وعلمه فان الله سبحانه وتعالى يجعله دائما في ازدياد من المعرفة. ثم صلاته مع التسليم على النبي الرؤوف والرحيم. هذا وجه في آآ قراءة البيت على النبي الرؤوف والرحيم. وجه اخر ايضا على النبي الرؤوف على النبي الرؤوف الرحيم على النبي الرؤوف الرحيم. فتقلب الهمزة الى همزة قطع. ليستقيم الوزن. ووجه ثالث ايضا في قراءة هذا البيت ان يقال على النبي على النبي بالتشديد على النبي الرؤوف الرحيم. وهذا فيه شيء من التكلف ثم صلاته مع التسليم على النبي الرؤوف والرحيم ما انتهى من حمد الله سبحانه وتعالى والثناء عليه ثنى بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. والصلاة من الله الله تعالى هو الثناء على العبد في الملأ الاعلى. ان يثني الله سبحانه وتعالى على هذا العبد في ملأه الاعلى من ملائكته كما فسره بذلك ابو العالي الرياحي رحمه الله تعالى. وبعض اهل العلم يقول الصلاة بمعنى الرحمة ولكن هذا خلاف ظاهر الاية الكريمة اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. فانه فرق بين وبين الرحمة. فالرحمة هي لازم الصلاة. والصلاة هي الثناء على هذا العبد. بين ملائكته مع التسليم يعني الصلاة مع التسليم امتثالا لظاهر الاية الكريمة صلوا عليه وسلموا تسليما ووصف النبي صلى الله عليه وسلم بهاتين الصفتين. كما في الاية الكريمة. قد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. محمد واله الاطهار وصحبه به الافاضل الابرار. بين المقصود بالنبي الرؤوف الرحيم. وانه نبينا صلى الله عليه وسلم ثم اتبع ذلك بالصلاة والتسليم على الال والاصحاب. وهذا جائز تبعا كما يقول اهل العلم يجوز تبعا وبعض اهل العلم يجوزه حتى استقلالا اخذا من حديث اللهم صلي على ال ابي عوف. فهنا صلى وسلم على الاهل والاصحاب تبعا للصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم اقاربه المؤمنون به الى يوم القيامة. واصحابه هم الذين لقوه عليه الصلاة والسلام مؤمنين به وماتوا على ذلك. فالصحابي كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به واه السلام. ومات على ذلك. وهؤلاء كلهم افاضل وابرار. افاضل وابرار بل ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم افضل اجيال هذه الامة بشهادة كتاب الله وبشهادة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واسرحها ما قوله عليه الصلاة والسلام خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. وما كان الله تعالى ليختار لصحبة صلى الله عليه وسلم الا افاضل هذه الامة. رضي الله عنهم اجمعين. وتابعيهم بالاستقامة على سبيلهم الى القيامة. بالكسر افضل كما في اه النسخة الخطية. ويجوز ايضا بالسكون الكسر اولى باعتبار ان السكون فيه عيب عند علماء العروض وتابعيهم بالاستقامة على سبيلهم الى القيامة. هذا ايضا دعاء للتابعين الذين اه لقوا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حالة كونهم مؤمنين وماتوا على ذلك فهؤلاء يقال لهم بالتابعين فدعا لهم وقيد الدعاء لهم بالاستقامة يعني يعني الذين ساروا على طريق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. فهؤلاء هم تابعون لهم باحسان وبعد فالعلم عظيم الجدوى لا سيما الفقه اساس التقوى. وبعد الواو هنا اختصار عن اما الشرطي يعني اما بعده او وبعده وهذا اللفظ يؤتى به في اللغة للانتقال من موضوع الى موضوع اخر او من كلام الى كلام اخر. كما هنا ان ينتقل من خطبة هذه المنظومة ومقدمتها الى صلب هذه المنظومة. فهو اسلوب عربي واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه وكتاباته ولم يرد في القرآن بذاته ولكن ورد بمعناه القرآن اه ينتقل من اسلوب الى اسلوب اخر اه باستعمال لفظ هذا هذا وان للطاغين لشر معه. هذا ذكر وان للمتقين. فصيغة هذا التي في القرآن هي بمعنى وبعد او ام ما بعده. بمعنى انها لفظ يؤتى به الى الانتقال من معنى الى معنى اخر جزاه خيرا ربنا عز وجل. هذا من الدعاء لاهل العلم على جهودهم في تيسير العلم وفي التأليف في فان هذا هذه العلوم والمعارف انما وصلت الينا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهد فقال وبعد فالفقه ويقصد بالفقه هنا المعنى الاصطلاحي للفقه. وهو والعلم بالاحكام الشرعية العملية المكتسب من الادلة. فالعلم بالاحكام الشرعية هذا قيد يخرج غير الشرعية فالعلم بها لا يسمى فقها. ثم قالوا العملية. ليخرجوا الاحكام الشرعية هي الاعتقادية والاخلاقية يعني اخلاق النفس وصفاتها فالعلم بها لا يسمى فقها في الاصطلاح المكتسب من الادلة. فلفظ الفقه صار في اصطلاح اهل العلم له معنى خاص. وصار لقبا على علم معين. وهو غير الفقه بالمعنى الشرعي. الفقه في في النصوص الشرعية العلم بالشريعة ويدخل في ذلك العلم بالتفسير العلم بالحديث العلم بالعقيدة العلم بالفقه كل ذلك يسمى فقها في الشرع مثل قوله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فهذا ليس خاصا بالفقه الاصطلاحي وانما تدخل فيه علوم الشريعة كلها. ولكن في اصطلاح اهل العلم خصصوا هذا او هذا اللفظ بعلم مخصوص وهو العلم بالاحكام الشرعية العملية المكتسب من الادلة. وهذا هو المقصود في قول وبعد فالعلم عظيم الجدوى. عظيم الجدوى يعني عظيم النفع. لان الانسان بهذا العلم يعرف وبهذا العلم آآ يحرس مصالحه الدنيوية والاخروية. وبهذا العلم يميز من الحق والباطل بين الهدى والضلال بين الخير والشر. فهو مثل الميزان. البائع الذي لا ميزان له قد يبيع الاشياء بغير قيمتها. السلام ورحمة الله. فقوله وبعد فالعلم عظيم الجدوى اشارة الى اه الى فضل العلم عموما لا سيما الفقه اساس التقوى لا سيما او لا سيما بالتشديد وبالتخفيف. والسي هو المثل وهذه العبارة في لغة العرب لا سيما تأتي للاشارة الى ان ما بعدها اولى بالحكم مما قبلها ان ما بعدها اولى بالحكم مما قبلها. لا سيما اما الفقه اساس التقوى. العلم في الشطر الاول بالمعنى العام وهو الادراك. الادراك والمعرفة. فهو عظيم النفع بغض النظر عن العلم الشرعي. هناك علوم كثيرة غير شرعية وهي علوم نافعة. نفعت الانسان كعلوم اللغة العربية وعلم الطب وغير ذلك. ولكن يقول بان الفقه اكثر نفعا واكثر جدوى من سائر العلو. وهذا ما تفيده كلمة لا سيما لا سيما يعني ان ما بعدها اولى بالحكم مما قبلها. لا سيما الفقه اساس التقوى. وصف الفقه بانه اساس التقوى لان تقوى الله سبحانه وتعالى هي حالة في النفس ينشأ عنها فعل الاوامر واجتناب النواهي. حالة في النفس او في القلب كما قال صلى الله عليه وسلم الا ان التقوى ها هنا واشار الى صدره صلى الله عليه وسلم تقوى هي في اصلها حالة في النفس. حالة او وصف في القلب. ينشأ عن هذا الوصف او عن هذه الحالة الايمانية او فعل للاوامر واجتناب النواهي. فهذا هو معنى التقوى ولا يمكن ان يتم هذا التقوى الا بالفقه لا يتم هذه اه لا تتم هذه التقوى الا بالفقه لان الانسان كيف يعرف المأمورات وكيف يعرف المنهيات الا بالفقه. فمن خلال علم الفقه تميز انت بين المأمورات وبين المنهيات. وبالتالي تفعل قال ما امرك الله وتجتنب عما نهاك الله. وهذه هي التقوى. فالفقه اساس التقوى. ثم قال فهو اهم مسائر العلوم اذ هو للخصوص والعموم. فهو اي الفقه يعود الى اقرب مذكور. فهو اهم سائر قلوبي اذ هو للخصوص والعموم. يعني هو افضل العلوم الشرعية من ناحية يأتي تعلق العامة والخاصة به. بمعنى انه علم لا يختص ببعض الناس دون بعض وانما يحتاج اليه كافة المكلفين. كافة المسلمين يحتاجون الى ان يعرفوا الحلال والحرام فكل مسلم كلفه الله سبحانه وتعالى باشياء اوجبها عليه وكلفه باجتناب اشياء نهاه عنها وهذا لا يتم الا بالفقه في الدين. فيتميز اه علم الفقه بان منفعته عامة للامة كلها وكل مسلم يحتاج اليه. بخلاف بعض العلوم الاخرى. ان بعض العلوم الاخرى قد لا يحتاج اليها عامة الناس وانما يحتاج اليه بعض الناس دون بعض. فهو يشير الى آآ ميزة من مزايا علم لا الفقه وهو فن واسع منتشر فروعه بالعد لا تنحصر. وهو فن الفن هنا بمعنى العلم. هذا اصطلاح انتشر عند المتأخرين انهم يطلقون على العلم لفظ الفن وان كان في اصطلاحنا المعاصر ان الفن اليوم يطلقونه على آآ معارف او ممارسات لا ترتبط بالعواطف وبالشعور كما يقولون فن الشعر لانه مرتبط الجانب الشعوري او العاطفي والخيالات والعلم على الاشياء التي تنبني على قواعد واصول. ولكن عند العلماء السابقين يطلقون الفن بمعنى العلم. اخذا من آآ اصله اللغوي لان اما الفن في في اصل اللغة هو النوع او الصنف. والفنون هي الانواع والاصناف الفنون والافانين كما يقول علماء اللغة هي اللي هي الاصناف والانواع. فالمعارف هي فنون لانها انواع هناك علم الفقه وعلم الاصول وعلم القواعد وعلم النحو وعلم الحديث وعلم التفسير وعلم التوحيد فلاحظوا اصل المعنى اللغوي فاطلقوا لفظ الفنون على هذه العلوم والمعارف. فيقول بان علم الفقه علم واسع منتشر فروعه بالعد لا تنحصر. يعني هو علم واسع جدا جزئياته لا يمكن حصرها ويتعذر ضبطها. لماذا؟ لكثرتها. وهي كثيرة ومتكاثرة ايضا. بمعنى انها في كل يوم تستجد للناس مسائل لم تكن معروفة قبل ذلك. واليوم البنوك الاسلامية في كل يوم تخترع للناس عقودا جديدة عقودا مركبة ومعقدة يدفع ضريبتها فقهاء في دراستها وتكييفها وبيان حكمها الشرعي. فعلم الفقه علم يعني آآ واسع الاطراف وكثير الجزئيات وهو اخذ في الازدياد. ولهذا قال البابرتي الحنفي رحمه الله في القرن الثامن قال بلغ ما تكلم عنه اصحابنا من المسائل الف الف ومئة الف وسبعين الفا ونيف. الف الف يعني؟ مليون. يعني مليون. مليون ومئة وسبعين الف ونيف هذه احصائية تقريبية اشار اليها البابرتي في القرن الثامن. فما بالك نحن الان في القرن الخامس عشر فالمسائل الفقهية والجزئيات كثيرة جدا. وبالتالي لو اراد الانسان ان يدرسها مسألة مسألة وفرعا فرعا فانه يحتاج الى عمر طويل. وانما تضبط بالقواعد فحفظها من اعظم الفوائد وانما تضبط هذه الجزئيات المتكاثرة بالقواعد. بعلم القواعد. والمقصود بعلم القواعد هنا القواعد الفقهية. وهي القضايا الكلية الشرعية العملية في القضايا الكلية. ولهذا سميت قاعدة لانها قضية كلية. تدخل تحتها جزئيات كثيرة. الشرعية عملية هذا هو تعريف الفقهية. الفقهية بمعنى الشرعية والعملية ولكن لا تذكر في التعريف حتى لا يلزم عليه الدور كما يقولون لكن نقول هي القضايا الكلية الشرعية العملية. هذا هو المقصود بعلم القواعد. فحفظها من اعظم الفوائد. يعني حفظ هذه القواعد ودراستها من اعظم الفوائد لما لانها لانها تسهل عليك دراسة الفقه. فان الاحاطة بالجزئيات من اصعب الامور ولكن عندما تدرس هذه القواعد فان فانك بدراستك لكل قاعدة تكون قد عرفت كل ما يدخل تحتها من قواعد بل حتى القواعد التي تنشأ في المستقبل يعني النوازل. النوازل هذه يمكن ان نتعرف على احكامها او ان نخرج احكامها من خلال هذه القواعد الفقهية. مثل ما يسمى اليوم موت الدماغ مثلا. وهذا مصطلح طبي. يستخدمه الاطباء في المريض الذي اه مات عنده الدماغ ولكنه لا يزال يتنفس. فهذا المريض الذي اصابه الموت الدماغي هذا هل نعتبره ميتا؟ او نعتبره حيا باعتبار ان الروح لا تزال باقية في جسدي. والموت وما اطبق عليه اهل اللغة هو خروج الروح من البدن والروح لم تخرج من البدن في عقل. يمكن ان نبحث في هذه القضية من خلال القاعدة الفقهية الحياة المستعارة كالعدم. وهي قاعدة فقهية يذكرها الفقهاء. ولم يتفقوا عليها لكن منهم من آآ يصحح هذه القاعدة ويأخذ بها ويعتبر ان الحياة المستعارة يعني غير المستقرة كالعدم يعني وجودها كالعادة. وهي من قواعد المختلف فيها ولهذا يصوغها بعض الفقهاء بصيغة الاستفهام. هل الحياة استعارك العدم اولى. فحتى المسائل المستجدة في حياة الناس يمكن ان نتعرف على احكامها من خلال هذه القواعد الفقهي فحفظها من اعظم الفوائد. ولهذا قال القرافي رحمه الله من ضبط الفقه بقواعده استغنى عن حفظ اكثر الجزئيات. استغنى عن حفظ اكثر الجزئيات. لماذا؟ لان هذه القواعد هي احكام كلية واذا ادركت الحكم الكلي فانك ستدرك جزئيات هذا الحكم الكلي تبعا لذلك. وهو فن الواسع المنتشر فروعه بالعد لا تنحصر وانما تربط بالقواعد فحفظها من اعظم الفوائد. وهذه في ارجوزة محبرة وجيزة متقنة محررة. وهذه اشارة الى هذه المنظومة فرائض البهية ارجوزة ارجوزة يعني قصيدة على بحر الرجز. وبحر الرجز هو اه وزن من الاوزان الشاعرية يتكون على وزن مستفعل ست مرات. وقد يدخله النقص والعلم. والتعبير عن هذه المنظومة بالارجوزة كانه يشد ويرغبك على دراسته. لانها ارجوزة يعني. والارجوزة من الناحية العرفية في العرف تستعمل صيغة الافعول على الشيء اليسير يعني. كانه يقول لك هو شيء قليل. ينبغي ان تنشط لتحصيله بعكس ما كانت المنظومة الفية واكثر من ذلك فانها ربما لا ينشط لها الانسان. لكن لما تكون ابيات قليلة وهي تقريبا خمس مئة وخمسة وعشرين بيت فهي ارجوزة يعني تنشط الانسان على اه دراستها وهي ايضا آآ ارجوزة يعني على بحر الرجز وهذا يشجعك على الاقبال عليها لان بحر الرجز هو اسهل اسهل البحور الشعرية ولهذا يسمى بحمار الشعراء. يعني اه شيء يقتدر عليه كل شاعر يعني. ما هو غالي يعني مثل الفرس لا يحتاج انما يعني امر متيسر لكل شاعر. وهو ايظا قصيدة يعني ما جعله كتابا منثورا والنظم او الشعر احلى في اذن الانسان من الكلام المنثور. فكأنه يرغبك بهذا التعبير فهذه وجوزه يعني ينبغي ان تنشط وترغب فيها لهذه الاعتبارات. محبرة يعني من التحبير بمعنى التجزيم وجيزة يعني غير مطولة مختصرة متقنة محررة متقنة اي محكمة ومحررة وبمعنى انها مهذبة من الاشياء الزائدة. نظمت فيها ما له من قاعدة كلية مقربا للفائدة نظمت فيها من النظم والنظم هو الشعر. والشعر هو الكلام الموزون المقفى. واختار هذا الاسلوب وهو اسلوب الشعر لهذه الفائدة لفائدة التقريب مقربا لان حفظ النظم في الكلام اسرع ما يعلق في الافهام. فالنظم اسرع ما يعلق في ذاكرة الانسان وآآ ينساه الانسان بطيئا بعكس النثر يصعب عليك حفظه وضبطه وتنساه سريعا فلهذه المميزات اختار الناظم اسلوب الشعر لكي آآ يضبط لك هذه القواعد الفقهية ثم قال سميتها الفرائض البهية لجمعها الفوائد الفقهية. سميتها اي هذه المنظومة الفرائد البهية الفرائض جمع فريضة والفريدة هي الجوهرة المنفردة عن غيرها لحسنها وجمالها المنفرد عن غيرها لحسنها وجمالها. البهية يعني الحسنة من البهاء وهو الحسن. لجمعها واذا الفقهية لخصتها بعون رب القادر باللجة الاشباه والنظائر. لخصتها بمعنى اختصرت تلخيص هنا بمعنى الاختصار. لخصتها بعون رب القادر من لجة الاشباه والنظائر. اللجة في في عصر اللغة الماء الكثير والعميق. الماء الكثير والعميق يقال له لجة كما قال الله تعالى فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها يعني عجيبة حسبته ماء كثيرا وعميقا ومنه ايضا قوله تعالى او كبحر لجي او كظلمات في بحر لجي يعني بحر عميق كثير الماء. فشبه كتاب الاشباه والنظائر بالبحر العميق لكثرة ما فيه من والفوائد. والاشباه والنظائر. اه هو يشير بهذا الى كتاب نشباه طائر الامام السيوطي رحمه الله مع ان مصطلح الاشباه والنظائر يختلف عن مصطلح القواعد الفقهية. لان ما هي الفروع الفقهية التي يشبه بعضها بعضا؟ في الحكم. والنظائر هي الفروع الفقهية التي يشبه بعضها بعضا في الصورة وليس في الحكم. فاذا الاشباه والنظائر هي الفروع وليست القواعد. ولكن هذا مصطلح درجة عليه بعض العلماء المتأخرين فاطلقوا لفظ الاشباه والنظائر على علم القواعد الفقهية. وبينهم لهما من حيث الاصطلاح فرق. فان القواعد الفقهية كما عرفنا هي القضايا الكلية الشرعية العملية. بينما الاشباه والنظائر هي الفروع. اذا كانت مشتبهة في الحكم فهي اشباه وان كانت المشتبهة في الصورة وليس في الحكم فهي فهي نظائر. من لجة الاشباه والنظائر مصنف الحبر السيوطي ديال جزاه خيرا ربنا عز وجل. مصنف يعني كتاب. كتاب الامام السيوطي والكتاب سمي مصنف لانه يحوي اصنافا من العلم. يحوي اصنافا من العلم. وهو اعم من المؤلف لان المؤلف هو آآ الذي يجمع انواعا من العلم ولكن آآ تكون هذه الانواع مؤتلفة. يعني بينها ائتلاف واشتراك اتفاق مصنف الحبر السيوطي الاجل. الحبر هو العالم. كما قال الله تعالى لولا ينهاهم الربانيون والاحبار الاحبار جمع حبر والحبر هو العالم. حبر السيوطي يشير الى الامام عبدالرحمن يوطي الامام المشهور رحمه الله من علماء القرن العاشر بل اعتبره بعض اهل العلم مجددا القرن العاشر لهؤلاء العلماء فحقهم علينا هو الدعاء. اشارة من شيخنا الشهابي عالي الجنابي مرشد الطلابي. الجناب وهو الجانب الجناب وهو الجانب في صف آآ شيخه احمد بن عبد الرحمن ناشدي رحمه الله بانه عالي الجناب ومرشد الطلاب. يعني صاحب قدر رفيع ومكانة عالية ويقوموا بارشاد الطلاب وتعليمهم. فهو يشير بهذا الكلام الى ان نظمه للقواعد الفقهية انما كان باشارة من شيخه الناشري رحمه الله. اعني الصفي احمد بن الناشر حاول المعاني والجمال الباهر عرف بالشيخ الشهاب بانه شهاب الدين احمد بن عبدالرحمن الناشري رحمه الله تعالى وهو من علماء آآ زبيد باليمن العلماء المشهورين وتلميذ الحافظ ابن حجر الهيتمي المكي. جزاه ربي افضل الجزاء عني وزاده من العطاء. فانه امرني فيما غبر بنظم هذه القواعد الغرر. يقول بان شيخه الناشري امره فيما غبر فيما مضى بنا الزمان بنظم اه هذه القواعد الفقهية. وقد رأى كراسة كتبها من منحة الوهاب واستصحبتها. وقد رآى كراسة. الكراسة في اللغة العربية هي الاوراق مجموعة اوراق المجموعة التي جمع بعضها الى بعض وركب بعضها على بعض فان آآ كرس والتكريس هي تدل على هذا على تراكم الشيء واجتماعه وبناء بعضه على البعض منه الكرسي لان الكرسي يبنى بعضه على بعض اجزاؤه ينبني بعضها على بعض ويتركب من اجزاء مجتمعة وهكذا الكراسة. وغالبا ما يطلق على الاوراق القليلة وليست الاوراق الكثيرة وبعض اهل العلم اه يحدد هذا الاصطلاح في عشرة اوراق يقول الكراسي في مصطلحاتهم يطلق على للمجموعة التي في حدود عشرة اوراق. فاذا هي يعني عبارة عن الاوراق المجتمعة القليلة وهي كلمة عربيا صحيحا فهو يقول لما رأى الشيخ الناشري رحمه الله هذه الكراسة التي اه آآ كتبتها من منحة الوهاب واستصحبتها هو يشير الى نظمه الاخر منحة الوهاب الذي نظم فيه آآ تحرير اللباب لزكريا الانصاري رحمه الله. فنظم هذا الكتاب في نظم سماه منحة الوهب. فلما رأى شيخه الناشري هذا النظم ورأى قدرة العهد رحمه الله على النظم وعلى الشعر وسلاسة ما ينظم وسهولة ما ينضم شجعه على ان ينضم ايضا قواعد الفقهية. ولم اكن فرغت من نظامها فحثني جدا على اتمامها. يعني كان هذا في في اثناء نظمه لذلك الكتاب ولم يتمه بعد. فحثني جدا على اتمامها. وهذه من للمواصفات المعلم الناجح انه ان رأى من بعض طلبته نبوغا في شيء معين ينبغي ان عليه. فهو وجد في الاهدل قدرة اه غير عادية على النبض. وعلى تسهيل الكلام في قالب شعري سهل ممتنع فشجعه على على هذه الفكرة. وقال لي قواعد الفقه انظمي ينفع بها الطلاب مول النعم. امره بان ينظم القواعد الفقهية يعني يجعلها في قال بن شعري ينفع بها الطلاب مول النعم اي صاحب النعم وهو الله سبحانه وتعالى. فلم فلم يساعدني القضاء والقدر بالسعي في مأموره على الاثر. قضاء القدر يستعملان بمعنى واحد. آآ اه غالبا فيقال اه هذا ما جرى به القدر او هذا ما جاء به القضاء. ويقصدون بالقضاء القدر بالقدر القضاء. ولكن اذا اجتمع في اه سياق واحد فهنا اختلف العلماء في تحديد مقصود من اللفظية. فبعضهم يقول بان القضاء هو الحكم الاجمالي او القضاء الاجمالي. واما فهو القضاء التفصيلي بعد ذلك. وبعض اهل العلم يرى ان القدر هو التقديم تقدير الشيء في الازل. واما القضاء فهو ايجاده في الواقع. ايجاده في الواقع انفاذه في الحياة على ما اراد الله سبحانه وتعالى فيسمى بالقضاء. وعلى على كل حال هي معاني متلازمة والمقصود بذلك حكم الله سبحانه وتعالى وتقديره للاشياء في الازل على ان تقع على الوجه الذي اراده الله سبحانه وتعالى وقدره وكتبه عنده في اللوح المحفوظ. فهو يقول بان القضاء والقدر لم يساعدني على مبادرة الى نظم هذه القواعد الفقهية عقب امر الشيخ لي. بمعنى انه منشغلة عن هذه الفكرة وعن هذا التوجيه من الشيخ بشواغل كثيرة لكثرة الاشغال والعوائق بالنفس والعيال والعلائق. العلائق جمع علاقة بالفتح وهي كل ما اه يتعلق بالانسان من امور المعاش والحياة الدنيا. فهو يقول بانني لم استطع ان انفذ امر شيخي مباشرة بسبب كثرة العوائق والعلائق. وهو اشار الى طرف من هذه العوائق في آآ كتابه نفحة المندل في ذكر بني الاهدل وله كتاب في آآ تراجم بني الاهدل وترجم لنفسه في هذا الكتاب وذكر انه تورط بالزواج. وان اباه زوجه وهو صغير في في في عام الف يعني وعمره ست عشرة سنة فتورط بهذا الزواج وانشغل بعقوق هذه الزوجة وبالنفقة عليها وبعد ذلك بالاولاد فيقول حتى انقطعت عن آآ طلب العلم عن الشيوخ ست سنين بسبب هذه البلوة. ثم بعد ذلك يقول يعني شرح الله صدري فعدت الى رحاب العلم ولا الشيوخ بعد ذلك لتحصيل العلم والمعرفة. ويشير الى طرف من هذه العوائق والعلائق آآ الدنيوية التي تشغل طالب العلم عن التفرغ لتحصيل العلم. ثم افقت فامتثلت امره وخضت للدر النذير بحرا ثم افقت استيقظت بعد ذلك من آآ غفلتي بالانشغال بهذه العوائق وادركت اهمية العلم وشرف بذل العمر في تحصيله فتغلب على هذه العوائق وعاد مرة اخرى الى طلب العلم وبدأ بتنفيذ ما اه طلبه منه شيخه وهو نظم هذه القواعد الفقهية. وخطوا للدر النذير در يعني الجوهرة النذير يعني المنثور بحره. وان اكن لست لذاك اهلا فمطلبي منه الدعاء فضلا يعني يقول دخلت في هذه اللجة وفي هذا البحر وان كنت لست اهلا لذلك ولكن رجاء اه دعوة الشيخ رحمه الله ونيل فضل الاستجابة لطلبه يقول دخلت فيه هذا وبدأت انظم هذه القواعد. وهذا من تواضعه وهضم النفس. والا فهو اهل لهذا وما طلب منه الشيخ الناشري هذا الا لقدرته على ذلك. والواقع يدل على هذا يعني من سلاسة آآ منظومات منظومات ماته وقصائده التي نظمها رحمه الله تعالى. ولكن هذه اخلاق العلماء تواضع دائما وهظم النفس وعدم النظر اليها بعين العجب والكبر. وان اكن لست لذاك اهلا منه الدعاء فضلا واسأل الله تعالى فيها اعانة بحقه يوفيها. يعني اسأل الله سبحانه وتعالى بحقه والضمير يعود الى الله سبحانه وتعالى. وحق الله عز وجل على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. كما جاء في حديث معاذ فكأنه يتوسل الى الله تعالى بالعمل الصالح بالطاعة والقربى وهي العبادة والتوسل الى الله تعالى بالعبادة امر كما جاء في حديث الثلاثة الذين اطبقت عليهم الصخور في الغار. فتوسلوا الى الله تعالى باعمالهم ويحتمل ان يكون المقصود اعانة بحقه يعني بحق الله تعالى. بمعنى انه حق موجود فيكون من باب التوسل به سبحانه وتعالى. فهو على كل حال يتوسل الى الله تعالى ويلجأ اليه بان يعين هو على اتمام هذه المنظومة وهكذا حصل اعانه الله فاتم هذه المنظومة كما ترون وان يكون نظمها من العمل لوجهه وخالصا من العلل. يسأل الله سبحانه وتعالى ان يكون عمله هذا خالصا لوجهه تبارك وتعالى وسالما من العلل كالرياء وحب الجاه والسمعة ونحو ذلك وان يدوم نفعها لي ولمن حصلها عني في كل زمن. هذا دعاء منه بان يجعل هذه المنظومة نافعة له ولطلبة العلم في كل زمان. فانه يجيب من دعاه ولا يخيب احد رجاه وقد جعلتها على ابوابي وربي الملهم للصواب. يعني جعلت هذه المنظومة على ابواب بمعنى على ابواب ثلاثة. فالباب الاول جعله في القواعد الكلية الخمسة. والباب الثاني جعله وفي القواعد الكلية التي هي اقل شمولا من القواعد الخمسة ومجموعها اربعون قاعدة ثم الباب الثالث في القواعد المختلف فيها التي لا يطلق فيها الترجيح ومجموعها عشرون قاعدة. فهي ثلاثة ابواب ومجموع القواعد التي تعرض لها هي خمس وستون قاعدة. وقد جعلتها على ابواب وربي الهمه للصواب الملهم من الالهام والالهام هو القاء المعنى في القلب. الله سبحانه وتعالى يلقي هذا المعنى في قلبي العبد فينشرح له الصدر وينقاد اليه ويتوجه اليه. فالله سبحانه وتعالى رجا ان نكون قد الهمه الصواب في نظم هذه القواعد الفقهية. ثم رحمه الله تعالى في الباب الاول فقال الباب الاول في القواعد الخمس البهية التي ترجع اليها جميع المسائل الفقهية. الفقه مبني على قواعد خمس هي الامور بالمقاصد. رجع الناظم رحمه الله الفقه الاسلامي في الجزئيات وفروعه الى هذه القواعد الخمسة. وهذا يشمل الرجوع المباشر كما الرجوع غير المباشر. بمعنى ان هناك مسائل لا ترجع الى هذه القواعد مباشرة ولكن ترجع الى قواعد فرعية وجزئية هي داخلة تحت هذه القواعد وباعتبار دخولها في تلك القواعد الفرعية تكون داخلة في هذه القواعد الاصلية الكبرى فالشريعة راجعة الى هذه القواعد اما بصورة مباشرة او بصورة غير مباشرة وهذه القواعد خمسة كما ذكر وبدأ في تعدادها. قال هي الامور بالمقاصد. الامور بالمقاصد. يشير الى قاعدة الامور بمقاصدها. يعني ان التصرفات والاعمال تختلف احكامها باختلاف مقاصد اصحابها المقاصد هنا المقصود بها مقاصد المكلفين وليست مقاصد الشريعة يبقى المقصود مقاصد المكلفين. كما ذكروا ان الشخص اذا التقط لقط من الارض ثم عليه فهل يضمنها او لا يضمنها؟ الامور بمقاصدها بمعنى انه ان اخذها بنية الحفظ لنفسه تملك لنفسه فهو غاصب. والغاصب عليه الضمان. ضمان ما تلف في يده. واما اذا اخذها بنية التعريف او بنية حفظها لصاحبها او ايصالها للجهة المسؤولة التي آآ توصلها الى اصحابها ثم اعت منه قبل ذلك فانه لا ضمان عليه. لماذا؟ لانه امين وليس غاصبا. والامين لا يضمن ما. تلف في بيده بدون تفريط وتقصير. وبعدها اليقين لا يزال بالشك فاستمع لما يقال. هذه القاعدة الثانية وهي قاعدة اليقين لا يزول بالشك. يعني الامر المستيقن الذي حكمنا عليه حكما جازما لا يزول ولا يرتفع بالشك الطارئ عليه بعد ذلك. فاذا تيقنت مثلا الطهارة ثم وقع يكفي الحدث فتبني على امر المستيقن وهو الطهارة والعكس ايضا صحيح. وسيأتي تفصيل هذا كله. وتجلب دقة التيسير ثالثها فكن بها خبيرا. هذه القاعدة الثالثة وهي قاعدة المشقة تجلب التيسير. والمقصود بالمشقة الصعوبة الزائدة غير المعتادة. الصعوبة الزائدة. فيخرج الصعوبة الخفيفة كأدنى صداع او ادنى وجع في الضرس مثلا فهذه الالام الخفيفة لا يلتفت اليها جمهور الفقهاء خلافا لابن حزم. جمهور الفقهاء لا يلتفتون اليها لانه امر يسير ولو التفتنا الى مثل هذه المشقات اليسيرة لاسقطنا العزائم الشرعية. وكذلك ان تكون غير معتادة اما المشقة المعتادة فانها لا تجلب التيسير. الشق المعتادة مثل مشقة صلاة الفجر مثلا مثل مشقة الوضوء والاغتسال في الشتاء فهذه مشقة لكن هي مشقة هي في طبيعتها كذلك. الجهاد في سبيل الله مشقة في ذاته. وهو كره لكم كما قال قرآنك لكن هذه المشقة لما كانت معتادة لم يلتفت اليها الشارع. رابعها فيما يقال الضرر يزال وقولا ليس فيه غرر. هذه القاعدة الرابعة وهي قاعدة الضرر يزال. واحسن منها لفظ الحديث آآ لا ضرر ولا ضرار. وافضل منها لان الضرر يزال هذا يتعلق الضرر الواقع يعني الضرر اذا وقع في زال. بينما الحديث لا ضرر ولا ضرار. يعني يشمل الضرر الواقع والضرر المتوقع ايضا قبل وقوعه ويشمل الضرر الذي يقع ابتداء والضرر الذي يقع على سبيل المقابلة. يعني فلان فتضر به عن الداعية. ولهذا ما جاء في لفظ الحديث لا ضرر ولا ضرر هو افضل واولى من آآ لفظ الفقهاء الضرر يزال. خامسها العادة قل محكمة فهذه الخمس جميعا محكمة هذه القاعدة الخامسة وهي قاعدة العادة محكمة. يعني العادة يحتكم اليها. يحتكم اليها ليس مطلقا ولكن في القضايا التي لم يبت الشرع فيها بحكم. وانما ردها الى عادات الناس والى اعرافي فهذه القضايا هي التي يحتكم فيها الى العرف بشروطها المعروفة يكون العرف هذا منضبطا وان يكون مضطردا والا يكون نسبيا والا يخالف نص الشارع قيود معينة يرجع الى العادات والاعراف. بل بعضهم قد رجع الفقهاء الى قاعدة واحدة المكملا وهي اعتبار الجلب للمصالح والدرأ للمفاسد القبائح. بل بعضهم يعني بعض العلماء ارجع الفقه الى قاعدة واحدة. ويقصد بالبعض هنا الامام العز بن عبد السلام رحمه الله الذي اه الف كتابا نفيسا سماه قواعد الاحكام في مصالح الانام وهو هذا الكتاب يعتبر اول من تحدث عن المصالح