ثم لما انصرف جاء ابو سفيان الى ماء بدر ووجد رجلا من العرب عنده فقال هل احسست خبرا او رأيت شيئا يريبك في هذا المكان؟ قال لا غير ان راكبين وقد حصل له اجر من شهد بدرا. وقسم له النبي صلى الله عليه وسلم من المغنم من المغنم مثلما قسم لاصحاب بدر. اخرج البخاري في صحيحه ان رجلا من اهل مصر بسم الله الرحمن الرحيم لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين الدين نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الجلسة التاسعة من جلسات التعليق على بحوادث السنين النبوية الطواري للعلامة ببهاء وللعاقل رحمه الله تعالى قال رحمه الله ثم التي من بعدها كانت بها وفاة بنت المصطفى ذات البهاء وهي التي قد شغلت عثمان عن بدر وفيها حولت قبلتنا للمسجد الحرام. يعني ثم التي من بعدها اي في السنة الثانية من الهجرة هذا شروع في حوادث السنة الثانية من الهجرة كانت بها وفاة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك ابان غزوة بدر فان النبي صلى الله عليه وسلم خرج الى غزوة بدر وابنته رقية تشتكي رضي الله تعالى عنها. وخلف عليها زوجها عثمان بن عفان يمرضها فلما فتح الله تعالى على نبيه في غزوة بدر وارسل زيد ابن حارثة بشيرا الى اهل السافلة من المدينة وعبدالله ابن رواحة بشيرا لاهل العالية جاء المبشرون الى اهل المدينة فوجدوهم يسوون التراب على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد توفيت ابان غزوة بدر رضي الله تعالى عنها. ولذلك قال وهي التي قد قالت عثمان عن بدر هي التي شغلت عثمان بن عفان وهو زوجها عن شهود معركة بدر من اشياع الخوارج الذين خرجوا على عثمان جاء الى عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه فقال اني سائلك فهل انت مجيبي؟ قال نعم. قال انشدك برب هذا البيت اتعلم ان عثمان بن عفان لم يشهد بدرا. قال عبدالله بن عمر نعم. قال هل تعلم انه فر يوم احد قال نعم. قال هل تعلم انه لم يشهد بيعة الرضوان؟ قال نعم. فولى الرجل وهو المكبر يقول الله اكبر لما في قلبه من بغض عثمان رضي الله تعالى عنه فقال له عبدالله بن عمر تعال ابين لك. اما ما ذكرت من فراره يوم احد فاني اشهد ان الله تعالى قد عفا عنه. وذلك في محكم القرآن الكريم. ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا. ولقد عفا الله عنهم. فاخبر الله تعالى في محكم كتابه انه عفا عن المسلمين الذين انكشفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة احد. واما مهما ذكرت من عدم شهوده بدرا فانه كانت عنده بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تشتكي وخلفه النبي صلى الله عليه وسلم عليها وقال ان لك اجر من شهد بدرا وسهما. فحكم النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفانة باجر من شهد بدرا وبسهم من شهد بدرا واما ما ذكرت من تخلفه عن بيعة الرضوان. فلو كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل اعز في في بطاح مكة من عثمان بن عفان لارسله الى قريش. فان النبي صلى الله عليه وسلم سأل عن رجل يرسله الى المشركين يكون له عصبة وابناء عمومة يمكن ان يحموه بمكة. فاشار عليه عمر ابن الخطاب ان يرسل عثمان بن عفان ولو كان معه من هو اعز ببطاح مكة من عثمان لارسله فارسل عثمان فوقعت بعده بيعة الرضوان وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما بايعه الناس تحت الشجرة البيعة التي رضي الله تعالى عن اصحابها في محكم كتابه لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة عندما بايعه المسلمون ضرب النبي صلى الله عليه وسلم احدى يديه على الاخرى وقال وهذه عن عثمان بن عفان. رضي الله تعالى وهذه مزية عظيمة لعثمان رضي الله تعالى عنه ان بايع عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة اذا قالوا وهي التي قد شغلت عثمان عن بدر يعني ان وفاة رقية شغل عثمان بن شغل عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه عن غزوة بدر ولكنه حصل له اجر من شهد بدر وحصل ايضا على غنيمة مثل التي حصل عليها من شهد بدر وفيها حولت قبلتنا للمسجد الحرام يعني انه في السنة الثانية من الهجرة حولت القبلة الى المسجد الحرام. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة استقبل بيت المقدس بضعة عشر شهرا ثم حولت القبلة الى الكعبة وقد جاء في موطأ الامام ما لك رحمه الله تعالى ان تحويل قبلتي كان قبل غزوة بدر بشهرين. اذا هذا في السنة الثانية كان قبل غزوة بدر بشهرين حولت القبلة من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام. قد نرى تقلب وجهك في السماء. فلنولينك قبلة ترضاها وجهك شطر المسجد الحرام. قال وفيها حولت قبلتنا للمسجد الحرام وكان فيها الفرض للصيام. اي من احداث السنة الثانية للهجرة فرض الصيام ايات الصيام نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان من السنة للهجرة. وقد صام النبي صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات اولها رمضان السنة الثانية من الهجرة واخرها رمضان السنة العاشرة. رمضان السنة العاشرة قال وكان فيه الفرض للصيام بدر بواط غزوة السويق قرقرة الكدر على التحقيق اي وكان في السنة الثانية من الهجرة من الهجرة غزوة بدر الكبرى. وهي حدث عظيم في تاريخ المسلمين وكانت في رمضان من السنة الثانية للهجرة. في السابع عشر من شهر رمضان يوم الجمعة. وسببها ان النبي صلى الله عليه وسلم احس بعير لابي سفيان قادمة من الشام وهي الف بعير معها خمسون الفا من خالصي الذهب خمسون الف دينار من خالص الذهب. وهي محملة ايضا بانواع البضائع فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه انه بلغني ان عيرا لابي سفيان قد اقبلت من الشام فاخرجوا معي عل الله ان ينفلكم اياها فخرج النبي صلى الله عليه وسلم الى غزوة بدر ولم يكن متأهبا للقتال لانهم لم يخرجوا اصلا لقتال جيش قريش وانما خرجوا لاعتراض ليس فيها كثير السلاح فخرج بهم النبي صلى الله عليه وسلم ثمان ابا سفيان بلغه ان النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج يريده فارسل رجلا من غفار يقال له ضمضم الى قريش يحدثهم بان النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج الى اموالهم وان عليهم ان يخرجوا لكي يحموها. فجاء دمدم الى اهل مكة في صفة بشعة ووقف على ابي قبيس وصاح في الناس اللطيمة اللطيمة يا معشر قريش اموالكم مع محمد اموالكم مع ابي سفيان. قد اعترض لها محمد والله بما ارى ان تدركوها فاشتغلت قريش بالتجهز والخروج الى غزوة بدر قاومت منها الف رجل او زهاء الف عندهم سلاحهم التام وابلهم وخيلهم وعدتهم وخرجوا يريدون قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع عن اموالهم فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. فلما بلغه ذلك استشار الناس. فقال اشيروا علي ايها الناس. فتكلم ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فاحسن الكلام. ثم فتكلم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فاحسن الكلام ولم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يكرر ويقول اشيروا علي ايها الناس. والنبي صلى الله عليه وسلم في الحقيقة يعني الانصار. لانهم حين بايعوه في البيعة الثانية للعقبة بايعوه على ان يحموه في المدينة. ولم يكن من ضمن البيعة ان يخرجوا معه لقتال العدو خارج المدينة فلما كرر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك تكلم سعد بن معاذ كما قال جل اصحاب السير وقيل بل سعد بن عبادة والمشهور عند اهل السير انه سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه وهو سيد الانصار. فقال والله لكأنك تعنينا يا رسول الله لقد امنا بك وصدقناك وما نكره ان تلقى بنا عدونا وانا لصبر في الحرب صدق في اللقاء. ولعل الله ان يريك منا ما تقر به عينك. فامض على بركة الله فوالله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك وما تخلف عنك منا احد. فلما تكلم سعد بهذا الكلام سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابشروا ان الله تعالى وعدني احدى الطائفتين اي العير او النفير. العير هو قافلة ابي سفيان والنفير جيش قريش. كما قال الله تعالى اذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم. غير ذات الشوكة هي عير ابي سفيان. لانها اليس فيها سلاح ولا عدة؟ واما قريش فقد خرجت على اتم استعداد تريد قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا وكان عدد المسلمين الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة رجل وبضعة عشر رجلا وخرجت قريش في زهاء الف وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان على مقربة من ماء بدر فارسل واردة الى ماء بدر اي رجالا من الصحابة فجاؤوه بواردة للمشركين. بغلمة جاؤوا من عند جيش قريش فقال لهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انتم واردة العير؟ قالوا لا. نحن واردة النفير. فضربهم بعض حتى اعترفوا انهم واردة ابي سفيان. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم صدقوكم فتركتموهم فضربتموهم صدقوكم فضربتموهم وكذبوكم فتركتموهم. هم واردة النفير ثم دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال اين قريش؟ قالوا هم بالعدوة القصوى وراء كثيب بدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم كم عدد القوم؟ قالوا لا ندري ولكنهم كثير. فسألهم النبي صلى الله عليه سلمك كم ينحرون من الابل في كل يوم وقالوا يوما تسعا ويوما عشرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم القوم بين تسعمائة والف. وكان هذا حزرا دقيقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكذلك كانت عدتهم. فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم من في القوم فذكروا له علية القوم من قريش قالوا في الجيش عمرو بن هشام وعتبة بن ربيعة وحكيم بن حزام والنضر بن الحارث وعقبة بن ابي معين الى اخر ذلك من اشراف قريش فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه قريش رمتكم بافلاذ كبدها ثمان ابا سفيان نجا من النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد ارسل بس بس يا ابن عمرو وعلي بن ابي الزعباء يتحسسان الاخبار فجاء الى ماء بدر فسمع جاريتين تتكلمان احداهما تقول للاخرى اقضني حقي. وترفع عليها الصوت فتقول الاخرى ان العيرة ستأتي غدا وساعمل لهم واقضيك. فجاء بذلك الخبر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اناح على ذلك التل ثم انصرف فذهب ابو السفيان الى مكان اناخة رواحبهما فوجد بعرا لابلهما ففته بيده فاذا فيه النوى. فقال هذه نواضح يثرب. عرف لما وجد النوى ان هذه بالمدينة لانها هي ليست كل التمر. ورجع الى عيره وساحل بها. ذهب في اتجاه ساحل البحر ونجى وارسل رسالة الى قريش ان قد امنت اموالكم فان بدا لكم ان ترجعوا فافعلوا ثم ان قريشا ايضا كذلك حزرت جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم. ارسلوا عمير بن وهب وقد اسلم بعد ذلك رضي الله تعالى عنه وحسن اسلامه فرأى جيش المسلمين فقال القوم ثلاثمئة يزيدون قليلا او ينقصون قليلا. ثم قال انظروني حتى اراهن للقوم كمين فضرب فرسه حتى امعن بها ثم رجع وقال لم ارى للقوم كمينا القوم ثلاثمئة يزيدون قليلا او ينقصون قليلا ولكن والله يا معشر قريش ما اراها الا البلايا المنايا نواضح يثرب يحملن السم الناقع. والله ما ارى ان يقتل احد منهم الا وقتل الا وقد قتل رجلا منكم ولئن اصابوا منكم مثلهم فما الخير في الحياة بعد ذلك آآ قال تشاوروا فلما سمعوا ذلك ذهب رجال من قريش سعى رجال من قريش في اندية قريش يريدون ان يستردوا يريدون ان يستردوهم. وجاء حكيم بن حزام وقد اكرمه الله تعالى بالاسلام بعد ذلك رضي الله تعالى عنه وكان بعد ذلك حين اسلم اذا اراد ان يحلف يقول لا والذي نجاني يوم بدر لانه شهد بدرا مشركا. جاء الى عتبة ابن ربيعة وقال له هل لك في شأن لا تزال تحمد عليه ان تتحمل دية حديثك عمرو بن الحضرمي وترجع بالناس. وكان المسلمون قد قتلوا رجلا حليفا لبني عبد شمس يقال له عمرو بن الحضرمي فقال فعلت قد فعلت. وذهبوا الى ارسلوا رسولا الى ابي جهل فتعنت وقال والله لا نرجع. حتى نرد ماء بدر ونقتل محمدا وتغني لنا ولا تزال العرب تهابنا الى اخر الدهر. وامر عامر بن الحضرمي ان ينشد ثأر اخيه. فصاح في الناس صاح عامر وعمراه وعمراه وعمراه حش ذلك الحرب بين الناس وهججهم بقتال المسلمين. وكان الاخ نس بن شريك الثقفي وهو رجل من ثقف كان حليفا لبني زهرته ولكنه كان مسودا فيهم. آآ كان قد آآ جاء دعا بجهل في موضع خالي ليس معهما احد. فقال انشدك بالله هل ترى ان محمدا يكذب؟ فقال ابو جهل لا. ولكن اذا اجتمع في بني عبدي مناف مع سقاية الحاج ورفادته فضل النبوة فماذا سيبقى لنا معشر بني مخزوم؟ فعلم الاخنس ان هذا معاندة فقط ومكابرة فرجع الى بني الزهرة وقال يا بني زهرة انتم اخوال هذا الرجل يعني النبي صلى الله عليه وسلم بان امه امه امنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة. لا حاجة لكم في قتاله قد امنت اموالكم ولا حاجة لكم في قتاله فخلوا بينه وبين الناس. فاطاعوه ورجعوا. ولم يشهد بدرا زهري مشرك. حش آآ ابو جهل في الناس حربا وسرا حتى هججهم للقتال فتقدموا. وجاء المبارزون منهم وهم عتبة ابن وابنه الوليد واخوه شيبة. وتقدم لهم ثلاثة نفر من الانصار فقالوا من انتم قالوا رهط من الخزرج قالوا اكفاء كرام ولكن نريد ابناء عمومتنا فامر النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبدالمطلب وعلي بن ابي طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب ان يبرزوا اليهم فبرز علي ابن ابي طالب للوليد ابن عتبة فقتله علي. وبرز حمزة لشيبة ابن ربيعة فقتل حمزة شيبة واختلف عتبة وعبيدة ابن الحارث ضربتين كل واحد منهما اثبت صاحبه. فاه زفف حمزة وعلي على عتبة فقتلاه واحتمل صاحبهما وقد قطعت ساقه واستشهد يومئذ رضي الله تعالى عنه وكان اسن جيش المسلمين في غزوة بدر عبيدة ابن الحارث ابن المطلب. ونشبت الحرب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ويجتهد في الدعاء ويقول اللهم نصرك الذي وعدت اللهم نصرك الذي وعدت اللهم ان تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الارض. فبينما هو كذلك اصابته اغفاءة ثم رفع رأسه فقال ابشروا ها هو جبريل قد اقبل يزع الملائكة. كما قال الله تعالى اذ يغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين. بفتح الدال في قراءة نافع والجمهور على كسرها كما قال الشاطبي في مردفين الدال يفتح نافع. فشهد الملائكة غزوة بدر وكان ذلك لتكثير سواد المسلمين ولمددهم واختلف العلماء قاتلت الملائكة ام لم تقاتل؟ لم تطل المعركة طويلا فانكشف المشرك المشركون وولوا الدبر منهزمين. واظفر المسلمون سبعين من المشركين اسرع وقاتلوا سبعين منهم وقتلت منهم يومئذ عدد كثير من رؤوس الكفر الذين اذا كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين في مكة. ونقتصر على هذا القدر ان شاء الله