بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الحادي عشر من التعليق على كتاب حوادث السنين النبوية. للعلامة وللعاقل رحمه الله تعالى. وقد وصلنا الى قوله وقد غزا في ثالث الاعوام بني سليم افضل الانام. يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم غزى بني سليم في السنة الثالثة من الهجرة والمشهور انها كانت بعد بدر بليال. وان النبي صلى الله عليه وسلم سار في هذه الغزوة حتى بلغ ما يقال له الكدر ولم يلق كيدا ثم رجع صلى الله عليه وسلم. وكان قد بلغه انهم يريدون هنا قتالة وخلفها على المدينة سباع بن عربطة. ودفع اللواء الى علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وقال بعض اهل السير انها مرادفة لغزوة قرقرة الكدر ثم قال وغطفان ثم حمراء الاسد واحدا وكم غزاها من اسد وفي السنة الثالثة غزا النبي صلى الله عليه وسلم غطفا وهم شعب من العرب. منهم آآ عبس وذبيان واشجع بن ريث بن غطفان وكانوا قد تجمعوا يريدون قتال النبي صلى الله عليه وسلم. فخرج اليهم النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الاول من السنة الثالثة للهجرة. وخلف على المدينة عثمان بن عفان رضي الله الله تعالى عنه. وكانت هذه الجموع قد جمعها بعثور ابن الحارث وهو الذي وجد النبي صلى الله عليه وسلم يجف ثوبين له وحده ليس معه احد. فسلم سيفه في وجه النبي صلى الله عليه وسلم وقال من يمنعك مني؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله فرعد وسقط السيف من يده فاخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ومن يمنعك انت مني؟ قال لا احد ثم حمراء الاسد واحدا اي ثم غزى بعد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حمراء على سد واحدا واحد كانت قبل حمراء الاسد. ولكن لا بأس وعطف بالواو والواو لا تقتضي الترتيب فغزوة احد كانت في شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة كانت في يوم السبت الحادي عشر من شهر شوال في السنة الثالثة للهجرة. وسبب هذه الغزوة ان رجالا من ابناء قريش ممن قتل اباؤهم في معركة بدر كعكرمة بن ابي جهل وصفوان ابن امية ونحوهم من ابناء قريش الذين قتل اباؤهم في غزوة بدر سعوا في اندية قريش يحزبون الاحزاب ويجمعون المال لقتال النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابو سفيان قد قدم بتجارة ومال وفير من الشام وهي العير التي خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليعترضها في غزوة بدر فافلتت منه. نجت منه. فسعوا في الناس يجمعون الاموال قتال النبي صلى الله عليه وسلم وجمعوا العدة لقتال النبي صلى الله عليه وسلم فلما ارادوا ان يخرجوا ذلك كتب العباس بن عبدالمطلب رضي الله تعالى عنه رسالة الى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره فيها بان قريشا قد ارادت قتاله وانها خرجت في جموع وانها ستخرج في جموع كثيرة بعدتها وعتادها قتاله صلى الله عليه وسلم. ودفع العباس بن عبد المطلب ذلك الكتاب الى رجل من غفار استأجره على ان الى النبي صلى الله عليه وسلم واشترط عليه ان يصل المدينة في ثلاث ليال. اي في اسرع وقت ممكن فخرج الرجل وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الكتاب كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ابي بن كعب رضي الله تعالى عنه. فدفع النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب الى ابي بن كعب فقرأه فاذا فيه ان قريشا قد اعدت العدة لقتال النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم باولي الرأي والمشهورة من اصحابه صلى الله عليه وسلم في عدد كثير من المهاجرين والانصار واستشارهم. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يميل الى عدم الخروج من من المدينة. ويرى ان يمكث في المدينة فاذا دخلها المشركون قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. وكان عدد كبير من اصحاب رسول الله الله عليه وسلم يرون الخروج الى العدو. فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ان معظم اصحابه يميلون الى ذلك الرأي نزل عند رأيهم ووافقهم وهم صلى الله عليه وسلم بان يخرج وجهز جيشه وآآ لبس لباس الحرب فواهر بين درعين صلى الله عليه وسلم يومئذ. ثم ان رجالا من المسلمين جاءوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله كأن استكرهناك فان بدا لك الا تخرج فافعل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما كان ما كان لنبي قد لبس لئمته ان يخلعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوي يعني انه تجهز للقتال ولبس دروعه فليس له ان يخلعها بعد ذلك حتى يحكم الله بينه وبين عدوه وجهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش المسلمين. وكان معه زهاء الف. فلما جاوز المدينة تراجع عنه عبدالله بن ابي رأس النفاق بثلث الجيش. وبقي مع النبي صلى الله عليه وسلم زهاء سبع مئة من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم استعرض جيش لمين ؟ فرد كل من لم يبلغ خمس عشرة من ابناء المسلمين. فاستصغر بعض شباب المسلمين الذين لم يبلغوا وخمس عشرة سنة وكان ممن استصغر يومئذ عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه وانس بن مالك وزيد بن ارقم وهو السيد ابن ظهير ورافع ابن خديج وسمرة بن جندب وزيد بن ارقم في جماعة من شباب المسلمين الذين لم يبلغوا خمس عشرة سنة. ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان رافع بن خديجة رام اي ماهر في الرماية. فاجازه النبي صلى الله عليه وسلم. فلما اجازه النبي صلى الله عليه وسلم جاءه ثمرة وابن جندب وقال يا رسول الله اجزت رافعا ورددتني انا اصرع ورافع. اي اغلبه في المصارعة فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم تصارع فتصارعا فصارعه سمرة بن جندب جازهما النبي صلى الله عليه وسلم معا. وخرجا مع النبي صلى الله عليه وسلم. فبين النبي صلى الله عليه وسلم اخرج اذا فقال من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فسأله اياه جماعة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعطهم اياه حتى قال له ابو دجانة سماك ابن خرشة الانصاري يا رسول الله انا اخذه فما حقه قال حقه ان تضرب به في نحور العدو حتى ينحني. قال قد اخذته بحقه يا رسول الله فاخذ السيف ومشى مشية مختال فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله انها لمشية يبغضها الله الا في هذا الموطئ. اي الا اذا كان فيها ارهاب للعدو وفي موطن من مواطن الجهاد في سبيل الله فلا بأس اذا. واستخرج ابو دجانة رضي الله تعالى عنه عصابة حمراء كانت الانصار تسميها عصابة الموت. اذا لبسها اذا عصب بها او بو دجانة رأسه علموا ان اليوم يوم دم. فاخرج تلك العصابة وعصب بها رأسه. فرأت الانصار ان ابا دجانة رضي الله تعالى عنه قد اخذ عصابة الموت. وسار النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين حتى بلغ عالصفحة جبل احد. واقام الرماة في ظهر المسلمين. يحمون ظهورهم وكانوا زهاء خمسين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم امر عليهم عبدالله بن جبير رضي الله تعالى عنه. وامرهم بالثبات اه صبري خلف ظهور المسلمين وان لا يبرحوا مكانهم. ولو رأوا المسلمين تخطفهم الطير. فقال لا تبرحوا كانكم ولو رأيتمونا تخطفنا الطير. او رأيتمونا قد ظفرنا حتى ابعث اليكم وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم بجيش المسلمين ثم نشبت المعركة. وكانت الدائرة اول الامر للمسلمين حتى انه قتل عشرة من من اهل اللواء من بني عبد الدار. الذين هم اهل اللواء من قريش كل واحد منهم يأخذ الواحد منهم اللواء فيقتل ثم يأخذ الاخر اللواء فيقتل حتى قتل عشرة من اهل اللواء من سادة بني عبد الدار. وكانت قريش قد جاءت بخمس عشرة امرأة من نسائها. تريد وتشجيع اه رجالها على القتال وعدم الفرار. فكنا ينشدن صبرا بني عبد الدار صبرا حماة الادبار. ضربا بكل بتار. ولكن لم يغني ذلك عن بني عبد الدار فقد قتل عشرة من رجالهم وسقط لواء المشركين في الارض. فاخذته عمرة بنت الحارث ورفعته وانكسرت شوكة المشركين. ولما ولوا قادهم رجل ليس من بني عبد الدار. وهو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمر ابن مخزوم ابن جخمة ابن مرة. وقد اكرمه الله تعالى بالاسلام بعد ذلك فحسن اسلامه ولكنه يومئذ كان رجل مشركا كما هو معلوم. فدار بالجيش بجيش المشركين واتى من الخلف ووجد الرماة قد خالفوا اوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم. لانهم لما رأوا الدائرة اول الامر للمسلمين قالوا قد غنم اصحابنا فلننطلق اليهم. فقال لهم عبدالله بن جبير اما انا فقد اقامني رسول الله صلى الله عليه وسلم ها هنا فلن ابرح وقد علمتم ان النبي صلى الله عليه وسلم امركم بالثبات والصبر. ولو رأيتم نتخطفهم الطير وان لا تبرحوا مكانكم حتى يرسل اليكم فخالفوه وذهب معظم الرماة. وبقي عبدالله ابن جبير في سهاي عشرة من الرماة فقط فحطمهم خالد بن الوليد بجيشه. ونشبت المعركة من جديد شاع في الناس ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل. وذلك ان المشركين لما قتلوا مصحف بن عمير رضي الله تعالى عنه كان اذا لبس الدرع شبه برسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما قتلوه ظنوا انهم قد قتلوا النبي صلى الله عليه وسلم فصرخ صارخهم ان قد قتلنا محمدا صلى الله عليه وسلم. وكان هذا سببا في انكشاف بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه. وثبت النبي صلى الله عليه وسلم تحت ظلال السيوف والسهام في مع معاني الحرب ثبوت الجبال الراسيات. ولم يفر ولا ينبغي له ان يفر. وثبت معه ذراعه صار رجلا من اصحابه صلى الله عليه وسلم منهم ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب عدو بن ابي وقاص وطلحة بن عبيد الله وابو عبيدة بن الجراح وابو دجانة وابو طلحة في رجال من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبتوا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يحمونه من المشركين. وثبتت معه انا السيبة بنت كعب رضي الله تعالى عنها تقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مزية عظيمة لها وذهبت طلحة بن عبيدالله رضي الله تعالى عنه وقد اثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثناء عظيما وكان اذا ذكر عنده يوم احد قال ذلك يوم كله لطلحة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في طلحة بن عبيد الله يوم احد اوجب طلحة اي وجبت له الجنة رضي الله تعالى عنه وارضاه. وكان سعد بن ابي وقاص بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم كانت كنانته اي جعبة التي فيها سهامه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يناول سعدا السهام ويقول له ارمي فداك ابي وامي. ارم فداك ابي وامي. وقد جمع له النبي صلى الله عليه وسلم بين ابيه وامه وانكشف بقية المسلمين منهزمين لظنهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل فساد فيهم الرعب والخوف والجزع فانكشفوا. وقد اخبر الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه انه عفا عنهم قال الله تعالى ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استذلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد الله عنه. واخبر الله سبحانه وتعالى انه عن عفا عن عن اولئك الذين آآ انهزموا في غزوة احد رضي الله تعالى عنهم اجمعين. ثم ان انه وقعت بين المسلمين الذين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين بعض المشركين بعض آآ وقع بينهم بعض القتال ثم خرجت قريش وهي تظن رجعت قريش وهي تظن انها قتلت النبي صلى الله عليه وسلم. وصعد النبي صلى الله عليه وسلم في شعب من شعاب جبل احد. وصلى باصحابه ظهر جالسا لا يستطيع القيام صلى الله عليه وسلم لان الجراح قد اجهدته فقد كسرت رباعيته بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم وشج جبينه الطاهر ووقع فيه كثير من الجراح صلى الله عليه وسلم ولم يستطع ان يصلي الظهر قائما بسبب انكشف المشركون رجع المشركون ولما رجعوا ابو سفيان عمر ابن الخطاب فقال له اقتل محمد؟ قال له عمر ابن الخطاب لا وبحمد الله تعالى حي فقال انت اصدق عندي من ابن قمئة. يعني الرجل الرجل الذي اخبر انه قتل النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابو سفيان موعدكم بدر من العام المقبل. فاخبر عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وقال له نعم كله نعم. وآآ رجع المسلمون الذين كانوا كشفوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اكرم الله تعالى سبعين او زهاء سبعين من الصحابة بالشهادة في هذا اليوم منهم من المهاجرين حمزة بن عبد المطلب. سيد الشهداء عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومصعب ابن عمير ابن هاشم ابن عبد مناف ابن عبد الدار وكان هو صاحب لواء المسلمين يوم احد. رضي الله تعالى عنه وكذلك شماس ابن عثمان وعبدالله بن جحش ابن رئة. وقتلت سبعون من صار استشهدت سبعون من الانصار. وهي من سبعينات الانصار التي كانوا يفخرون بها وحق لهم ان يفخروا فقد اصيبت الانصار في غزوة احد بسبعين استشهد منهم سبعون. واستشهد منهم سبعون في ببئر معونة وهم بعث بعثه النبي صلى الله عليه وسلم دعاة فغدرت بهم قبائل من العرب فقتلتهم كما سيأتي قريبا ان شاء الله واستشهد السبعون من الانصار في معركة اليمامة في خلافة ابي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه واستشهدت سبعون من الانصار في معركة الجسر جسر ابي عبيد الثقفي في الجهاد بارض العراق فهذه السبعينات الانصار التي كانوا يفخرون بها وحق لهم فقد اكرمهم الله تعالى بالثبات صبري والنجدة والجهاد رضي الله تعالى عنهم وارضاهم. وقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم على شهداء احد فقال اني شهيد على هؤلاء ان قد صدقوا الله ما عاهدوه عليه. اني على هؤلاء ان قد صدقوا الله ما عاهدوه عليه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد سأل عن سعد بن ربيع وهو رجل من سادة الانصار ومن اغنيائهم واهل الفضل فيهم. فذهب الناس يلتمسونه ووجدوه وبه رمق ولم يجدوه حتى نادوا باسمه اجابهم بصوت ضعيف بين القتلى وقال له قالوا اانت في الاحياء ام في الموتى؟ قال بل في الموتى. ابلغوا رسول الله مني السلام صلى الله عليه وسلم. وقولوا لاصحابه انه لا عذر لكم ان يخلص الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف. وقد مثل المشركون ببعض المسلمين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم ومثل بحمزة ابن عبد المطلب سيد الشهداء. وحلف النبي صلى الله عليه وسلم ان يقتل سبعين منهم ثم بدا له ان يكفر عن تلك اليمين فكفر عنها صلى الله عليه وسلم وكانت هذه الغزوة فيها حكم عظيمة للمسلمين. من ذلك انه ان النبي صلى الله عليه وسلم مشرف مشرع لضعفاء هذه الامة واقويائها على حد السواء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يظهر على عدوه في كل معركة لقال بعض الناس لسنا كهيئة النبي صلى الله عليه وسلم انه ينصر في كل كل غزوة ونحن لسنا كذلك نحن بشر عادي. لكن ليعلموا ان المسلمين قتلت منهم زهاء سبعين في غزوة احد وشج جبين النبي صلى الله عليه وسلم الطاهر. وكسرت وكسرت رباعيته وجرح صلى الله عليه وسلم بجسده الشريف فلا عذر لاحد ان يقول انه ليس كهيئة النبي صلى الله عليه وسلم. النبي صلى الله وسلم تعرض للاذى والجرح في سبيل الله. صلى الله عليه وسلم وانهزم عنه اصحابه وبقي مع قلة من اصحابه قاوموا العدو صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ظن ان المسلمين لو كانوا ينتصرون في كل معركة لدخل فيهم من ليس منهم ومن ليس صادقا نيتي ايضا كذلك. ومن ذلك ايضا ان الله تعالى اراد اكرام جماعة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهادة. فكتب لهم الشهادة. ثم حمراء كانت في صبيحة غزوة احد وهي غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم والغرض الاساسي منها هو ارهاب العدو وتخويفهم واعلامهم بان النبي صلى الله عليه وسلم لم تضعفه غزوة احد ولم تكسر شوكته. وامر النبي صلى الله عليه وسلم الا يخرج معه الا من كان خرج معه في غزوة احد. ودعاه النبي صلى الله عليه وسلم الى الخروج فخرجوا معه وبعضهم فيه جراح كثيرة منهم من فيه ما يزيد على عشرة جروح. ومع ذلك استجابوا لله ورسوله كما قال الله تعالى الذين استجابوا لله ورسوله من بعد ما اصابهم القرح. فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد ما اصابهم القرح. وهؤلاء لهم فضل عظيم عند الله سبحانه وتعالى. فخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ حمراء الاسد وكانت قريش لما علمت انها لم تقتل النبي صلى الله عليه وسلم. قال بعضها لبعض لم تصنعوا شيئا. لا اانتم قتلتم محمد؟ ولم تصبوا منهم نساء ولا رجالا. وهموا ان يرجعوا ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم ايضا ترهيبا وتخويفا لهم. فلقيه رجل من خزاعة قالوا له اعبد بن ابي معبد وكانت خزاعة عيبة نصح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لانهم حلفاء لجده عبدالمطلب وكانوا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لقد شق علينا ما اصابك وانا نخذل عنك ما استطعنا فخرج معبد بن ابي بمعبد حتى لقي ابا سفيان وكان ابو سفيان قد اراد ان يرجع بجيش قريش ليقاتل النبي صلى الله عليه وسلم. قال خطبك وما ورائك يا معبد؟ قال امر جلل وخطب عظيم قد خرج محمد ومن معه يتحركون غيظا ولحق بهم من كان تخلف منهم قال ما تقول؟ قال والله انه كما قلت والله ما اراك تبرح هذا المكان حتى تبدو لك حتى تبدو لك نواصي الخير. وقد حملني ما سمعت على ان قلت كادت تهد من الاصوات الراحلة الارض بالجرد الابابيل تهوي باسد كرام لا تنابلة عند اللقاء ولا ميل معازيلي فقلت ويل ابن حرب من رأيكم اذا تغطمطت البطحاء بالجيل اني نذير لاهل البسل قاطبة من كل ذي اربة منهم ومعقول من جيش احمد لا وخش بلاتي وليس يوصف ما انذرته بالكيل. فلما سمع ابو سفيان ذلك خاف ورجع باصحابه. وصار النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ حمراء الاسد ولم يلقى كيدا. ورجع النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة. وفي عودته لقي رجلا من المسلمين اتركينه يقال له ابو عزة كان النبي صلى الله عليه وسلم قد من عليه في اسرى بدر وعهد اليه ان لا يظاهر عدوا فخرج في غزوة احد ناقضا لعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم لما رجع المشركون عرس خلفهم فنام فغلب عيناه حتى لحق به جيش المسلمين. فلما ظهر به المسلمون جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يستعطفه وقال لاني فقير وذو بنات. قال له النبي صلى الله عليه وسلم والله لا تمسح عارضيك بمكة وتقول خدعت محمدا مرتين. ثم قتل ورجع النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة سالما في هذه الغزوة وكذلك من معه ولم يلقى كيدا. ونقتصر على هذا القدر اليوم ان شاء الله