الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول السائل هناك رسالة متداولة في وسائل التواصل مما ورد فيها يقولون ان اليمن على حافة حرب اهلية. وان التسوية السياسية في اليمن قد ذهبت في مهب الريح. وهناك من تقول ان اليمن تنهار امام اعيننا. ولكن الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام اجاب احد السائلين عندما قال اذا هاجت عليكم الفتن فعليكم باليمن الايمان يمان والحكمة يمانية وفي رواية اذا هاجت في اليمن سيطفئها الله. ويقول تفاءلوا بالخير تجدوه عليكم بالدعاء. وايضا مما ورد فيها لا تهمكم ايران وفارس عامة. فالرسول صلى الله عليه وسلم قال اذا هلك كسرى فلا كسرى بعده. واذا هلك قيصر فلا قيصر بعده. لا احد بقيام دولة لفارس من جديد باذن الله فيحسن العمل واحسنوا الظن بربكم واحذروا الهزيمة النفسية. يقول هل هذه الرسالة الصحيحة الحمد لله رب العالمين. الواجب علينا عند حلول هذه الفتن ان نتفائل خيرا. لا سيما وان الان في يد اهل السنة والجماعة. فعلينا ان نلتجأ الى الله عز وجل بالدعاء وان نتضرع عند عتبة بابه بانكشاف هذه الكربة وكفاية شر عدوك وكفايتنا وكفايتنا شر عدونا. فان من اعظم ما ينبغي لنا في هذه الفتنة الاعتصام بالله عز وجل والرجوع الى الكتاب والسنة والالتفاف حول امرائنا وعلمائنا وان نحذر الحذر الشديد من الشائعات التي تأتي من هنا وهناك والاراجيف التي تريد بث الرعب في قلوب المسلمين. وقد توعد الله عز وجل من يسعى الى الارجاف في المدينة بالوعيد العظيم وباللعنة. فقال الله عز وجل لان لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا ملعونين. وهذه ارض خصبة للمنافقين ليبثوا فيها الرعب. في قلوب المؤمنين بمثل تلك الرسائل التي يراد بها تخويف الناس من هذا الواقع وتيئيس قلوبهم من انكشاف هذه الكربة وزوال هذه المحنة وانكشاف هذه الفتنة باذن الله على خير ما يرام فيا ليتنا نمحو نمحو مثل هذه الرسائل التي لا يراد بها تحفيز الناس الى الثقة بالله عز وجل وانما يراد بها تخويف القلوب. وارعاب العامة اذا علم هذا فليعلم ان حديث اذا هاجت عليكم الفتن فعليكم باليمن هذا لا يوجد شيء في شيء من كتب الحديث لا يوجد في شيء من كتب السنة فهو من الاحاديث الموضوعة المكذوبة عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وقد سئل الامام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن هذا الحديث فقال هذا اللفظ لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الذي في السنن انه قال لعبدالله بن حوالة لما قال انكم ستجندون اجنادا جندا بالشام وجندا باليمن وجندا بالعراق. فقال ابن حوالة يا رسول الله اختر لي. فقال عليك بالشام فانه خيرة الله في ارضه الى اخر الحديث هذا الحديث هو هو اللفظ المعروف. واما حديث اذا هاجت عليكم الفتن فعليكم باليمن فهو من جملة الامور المكذوبة عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. وقد ورد في اليمن احاديث صحيحة تغنينا عن هذا الحديث. كالحديث الذي في الصحيحين في قوله النبي صلى الله عليه وسلم والايمان يمان والحكمة يمانية. فهذا الحديث مخرج في الصحيحين. والحديث الذي ذكره في من قوله اذا هلك كسرى فلا كسرى بعده. واذا هلك قيصر فلا قيصر بعده. ايضا هو حديث مخرج في الصحيحين. ولكن ليس معنى الحديث انه لا تقوم دولة لفارس ولا للروم. لانه قد جاء في الحديث تقوم الساعة والروم اكثر الناس. فلابد والحديث مخرج في صحيح الامام مسلم لا تقوم الساعة الا الا والروم اكثر الناس. والواقع يشهد بقيام دولة دولة الروم على مر الزمان بل كان لهم دولة وصولة في القسطنطينية كما هو معلوم عند من قرأ التاريخ وكذلك كان لهم صولة ودولة في بعض بلدان المسلمين في القرن السادس كان في الحروب الصليبية الى يومنا هذا. فيجب علينا ان نفهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفهم الصحيح واذا اشكل علينا شيء منه هذه الاحاديث الصحيحة فالواجب علينا ان نراجع ان نراجع اهل العلم ان نراجع اهل العلم. والله اعلم