قوله ومما رزقناهم ينفقون ان النفقة التي تؤجر عليها والنفقة التي يحبها الله والنفقة التي يريدها الله منك هي النفقة التي تملكها انت. وتحصل عليها. هي النفقة التي رزقك الله اياها بكسب مشروع فلست ممدوحا على نفقة على صدقة على مال تبذله لا تملكه. لذلك قوله سبحانه ومما ما رزقناهم ينفقون يحصر التقوى ويحصر الفلاح ويحصر الهداية بالقرآن لمن ينفق من ماله من الشيء الذي الله سبحانه وتعالى وها هنا اشارة لطيفة انك حينما تتصدق بشيء ليس لك فلست ممن مما رزقناهم ينفقون المال الربوي الذي اخذته ليس لك فلست ممدوحا على النفقة. كثير من الناس يغطي نقصه وهتكه لمحبة الله في باب الكسب بالصدقة. وان الله طيب لا يقبل الا طيبا. وكثير من الناس انتقل انتقالة اخرى. يجوز بما ليس له فينفق مما ليس له ويظن انه يؤجر على ذلك. وقد يكون سارقا واكل للحرام وهو لا ينام لذلك ايها الاحبة الكرام الصدقة التي تخرج من يدك النفقة التي تنفقها لابد ان تكون منك. تملكتها تملكا صحيحا ودائما اضرب مثال بموظف يعمل في مكان وهذا المكان ينتج شيئا دواء او غيره فيأخذ هذا الموظف خلسة اخذا غير مشروع ثم ينفق من هذا الذي يأخذه. هذا لا يدخل في قوله ومما رزقناهم ينفقون. فقد انفق من رزق غيره لا من رزقه فاكلت ميراث اختك وتبني مسجدا يصدق فيك من ينفق بمكسب خبيث او للشاعر الذي يصف رجل اراد ان يبني مسجدا من فعل قبيح فقال سمعتك تبني مسجدا من جناية وانت بامر الله غير موفق كموافقة او ككافلة الايتام من كد فرجها. لك الويل لا تزني ولا لا تعتدي على حقوق غيرك. ثم تزعم انك تتصدق. لا تأكل اموال اليتامى. لا تأكل اموال الجياع. لا تعتدي على المال العام. لا تعتدي على مما ليس لك ثم اراك محسنا كبيرا. لست ممن يدخل في هذه الاية. لذلك اياك تظن من وما حرف جر وما الموصولة تقدمت لا هذا كلام الله. هذا كلام الله جل في علاه ومما رزقناهم ينفقون. وليسوا ينفقون مما رزقناهم. لان الذي ينفق مما رزقناه ممكن ينفق من غير ما رزقناه. لذلك الحصر هنا ان الممدوح هو الذي ينفق مما اتاه الله. واياك كما قلت ان يصدق عليك قول قول الشاعر. لكن ان من الله عليك فتملكت مالا بوجه مشروع او هبة او ميراث او عمل اي وجه مشروع ثم انفقت هذا المال فانت مأجور باذن الله جل في علاه. حتى لو كان هذا المال صدقة لو تصدق عليك انسان فانفقت من هذا المال فتصدقت به فقد تصدقت مما رزقك الله. ويصدق عليك قول الشاعر مادحا يجود علينا الطيبون بمالهم ونحن بمال الطيبين نجود