الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم المسألة الرابعة باختصار ان قلت ما وصف حملة العرش ما وصف حملة العرش الجواب ان حملة العرش من جملة امور الغيب التي يجب فيها التوقيف على النصوص من اثبت لهم صفة فلابد ان يطالب بالدليل الدال على اثباتها. فان جاء به صحيحا صريحا قبلناه والا فلاح لاحد ان يثبت او ينفي عن امر غيبي شيئا من الامور الا وعلى ذلك الاثبات او النفي دليل من تضع فمن جملة ما اثبته النص من صفات حملة العرش ما يلي اولا ان حملته يوم القيامة ثمانية لقول الله تبارك وتعالى ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية لكن اختلف العلماء من اهل السنة في هؤلاء الثماني. هل هم ثمانية املاك باعتبار الافراد ام ثمانية املاك باعتبار الصفوف وبكل قول قال بعض اهل العلم رحمهم الله. فمنهم من قال ثمانية املاك باعتبار العدد للفرد ومنهم من قال انهم ثمانية يعني باعتبار الصفوف اي صفوف الملائكة الثمانية تحت العرش يحملونه يوم القيامة واختلف العلماء ايضا هل هؤلاء الثمانية لا يكون عددهم كذلك الا في حمل يوم القيامة ام ان العدد ثمانية قبلا وبعدا؟ ام ان العدد ثمانية قبلا وبعدا؟ هذا فيه خلاف بين اهل العلم رحمهم الله تعالى وفي الحقيقة اقول انه ليس ثمة دليل ينصر احد الاقوال. وانما نقف حيث وقف النص لان الامر غيب فالواجب علينا ان نقول كما قال النص من ان الله عز وجل يحمل عرشه يومئذ ثمانية ولا شأن لنا هل هم ثمانية املاك ام ثمانية صفوف؟ فالتفصيل في الامر الغيبي مبناه على اثبات النص فلا حق لنا ان نثبت شيئا من هذه الاقوال او نرجحه على غيره اذ لا برهان في هذا الامر الغيبي على ترجيح احد الاقوال على الاخر. ومن صفاتهم ايضا انهم يسبحون بحمد ربهم قال الله تبارك وتعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ومن صفاتهم ايضا انهم موصوفون بالايمان ولا جرم في ذلك. لقول الله عز وجل يسبحون بحمد ربهم به وهذا فيه رد على طائفة خرجت تنفي صفة الايمان عن الملائكة فتقول ان الملائكة خارجة عن دائرة التكليف بالايمان فيجاب عنهم بهذه الاية. في اثبات الايمان للملائكة الذين يحملون العرش. ومن صفاتهم ايضا انهم يدعون للمؤمنين في ارض الله. قال الله عز وجل عنهم ويستغفرون للذين امنوا فان قلت وكيف تقول في قول الله عز وجل عن حملة العرش ويستغفرون لمن في الارض. ويستغفرون لمن في الارض فهذا اطلاق في هذا الاستغفار من غير تخصيص ولا تقييد بطائفة دون طائفة فيقتضي هذا ان الملائكة يدعون لمن في الارض على وجه الاطلاق مؤمنهم وكافرهم. فنقول هذا باطل. وانما يجمع بينهما بقاعدة الاطلاق والتقييد. لقاعدة الاطلاق والتقييد. فقول الله عز وجل عن الملائكة لمن في الارض هذا مطلق. بينته الاية الاخرى في قوله ويستغفرون للذين امنوا. ولان العلماء مجمعون على عدم انتفاع الكافر باستغفار احد ما دام على وصف الكفر فلا ينتفع الكافر بالاستغفار لا من ملك ولا من مؤمن صالح فاستغفار حملة العرش لمن في الارض محمول على استغفارهم للمؤمنين دون غيرهم ومن صفات حملة العرش ايضا ما ورد في حديث جابر رضي الله تعالى عنه مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذن لي ان احدث عن ملك من ملائكة العرش ان ما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام. وهذا الحديث رواه الطبراني في الاوسط وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح. وصححه الامام الالباني رحمه الله تعالى ومن صفاتهم ايضا ما ورد في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن لي ان احدث عن ملك قد مرض قد مرقت رجلاه الارظ السابعة. والعرش على من منكبه وهو يقول سبحانك اين كنت واين تكون؟ قال الهيثمي رحمه الله تعالى رواه ابو يعلى ورجاله رجال الصحيح ولا بأس باسناده ان شاء الله تعالى فهذه جملة ما ذكره اهل العلم رحمهم الله تعالى في صفات من يحملون هذا العرش العظيم