الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم قال شيخنا حفظه الله ونور بصيرته في نظمه الفية الفقهاء باب صلاة الاستسقاء وصلاة الاستسقاء في تشريعنا كالعيد في احكامها ومكاني هي سنة وصفاتها كصفاتها طبقا بوصف ليس يختلفان ان اجدبت ارض واقحطت السماء بذنوبنا وقبائح العصيان خرجوا بدون تجمل لصلاتها متواضعين لخالق الاكوان متخشعين وتائبين لربهم متواضعين لمالك الغفران بشيوخهم وكبارهم وصغارهم ونسائهم ويجوز بالحيوان ولاهل ذمتنا الخروج بيومنا بمكان بمكان اخر لا بيوم ثاني فاذن فاذا انتهى صدع الامام بخطبة فيها الزواجر واتعاظ جناني هذا ويختمها بدعوة صادق بحضور قلب ليس بالوسنان فاذا انتهوا قلبوا الرداء عليهم فيكون يسراه على الايمان وتوجهه جهة الصلاة بدعوة بالغيث بالاخلاص للرحمن. قالوا ومأثور الدعاء مفضل لا يوزنن به دعاء ثاني ويسن ان يقفوا باول غيثهم ليصيبهم منه ولو لثواني واذا تكاثرت المياه وخيف منه اضرارها في النفس والحيوان يدعون خالقهم بصرف سحابة بصرف سحابه يدعون خالقهم بصرف سحابه لبطون اودية او الكثبان وعلى الضراب ومنبت ومنبت الاشجار حول المدائن لا على البنيان الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على رسول الله الامين. وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. هذا باب صلاة الاستسقاء. والاستسقاء هو طلب السقيا اي طلبوا انزال الغيث من الله عز وجل على البلاد والعباد. وذلك اذا تأخر نزوله عن زمانه وهذا الاستسقاء قد كان معروفا في الامم الماضية. كما قال الله عز وجل واذ موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عين والكلام على هذا الباب في جمل من المسائل المسألة الاولى المسألة الاولى ان قلت ما سبب هذه الصلاة؟ ان قلت ما سبب هذه الصلاة؟ فنقول سبب تأخر الامطار وغور المياه في الارض فان قلت وما البرهان على ذلك؟ فاقول البرهان على ذلك حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت شكى الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم قحوط المطر. الحديث عند ابي داود وكذلك في الصحيحين من حديث انس رضي الله تعالى عنه قال كان النبي قال دخل رجل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فقال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فاستسقى فمتى ما اقحطت السماء وغارت المياه في الارض وخيف من الهلاك وشدة العطش. واستأخر واستأخر المطر عن ابان زمان نزوله عادة فان فانه يشرع للناس ان يخرجوا الى البرية ليصلوا هذه الصلاة التي سماها العلماء بصلاة الاستسقاء المسألة الثانية ان قلت وهل للاستسقاء انواع ام هو نوع واحد الجواب لقد نص العلماء رحمهم الله تعالى على ان الاستسقاء جمل من الانواع النوع الاول وهو الذي يخصنا هنا الاستسقاء المقرون بصلاة مخصوصة يعني الدعاء المقرون بالصلاة. وهذا قد ثبتت فيه الاحاديث الصحيحة الصريحة. وقد قال به العلماء خلافا للائمة الحنفية كما سيأتي بيانه بعد قليل ان شاء الله عز وجل النوع الثاني ان يستسقي خطيب الجمعة على المنبر. وهذا دليله ما في الصحيحين من حديث المذكور قبل قليل. لما قال له الاعرابي يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله يغيثنا وكان على المنبر قال فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم اغثنا والنوع الثالث الدعاء المطلق. الدعاء المطلق فيما بين الانسان وبين نفسه. لا سيما في الاوقات التي يرجى فيها الاجابة وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه استسقى وهو جالس في المسجد فرفع يديه ودعا وهو حديث صحيح فهذه انواع الاستسقاء فاما النوعان الثاني والثالث فلا اعلم فيهما خلافا بين اهل العلم رحمهم الله تعالى. واما النوع الاول وهو الاستسقاء المقرون بالصلاة فهذا فيه خلاف وهو محط الكلام في المسألة الثالثة اختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في الاستسقاء المقرون بالصلاة. فذهب الجمهور من الماء لكية والشافعية والحنابلة راجع فيها ولي امر المسلمين لا سيما اذا كانت تفتقر الى شيء من النظر والاجتهاد وهذا يجرنا الى مسألة خفيفة كثر الكلام عنها في هذا الزمان وهي مسألة الوقوف بعرفة ومتى يكون وكثرة لغط الناس فيه اهلنا وجماهير اهل العلم من السلف والخلف الى القول بمشروعيته. وذلك لثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم ففي حديث عائشة رضي الله عنها قالت شكى الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم قحوط المطر. فوعدهم يوما يخرجون فيه وامر بمنبر فوضع له بالمصلى فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد فانكم قد شكوتم جذب دياركم واستأخار المطر عن ابان زمانه عنكم. وقد امركم الله ان تدعوه ووعدكم ان يستجيب لكم. ثم قال الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم ما لك يوم الدين لا اله الا الله يفعل ما يريد. اللهم انت الله لا اله الا انت انت الغني الفقراء انزل علينا الغيث واجعل ما انزلت قوة وبلاغا الى حين. ثم رفع يديه يدعو فلم يزل حتى رؤي بياض ابطيه ثم توجه الى القبلة وقلب رداءه فلم يزل يدعو وهو رافع يديه ثم اقبل على الناس بوجهه ونزل فصلى ركعتين. فانشأ الله صحابة فرعدت وبرقت حديث صحيح فهذا دليل على ان النبي صلى الله عليه وسلم قرن بين الاستسقاء وبين الصلاة وروى وروى الخمسة وصححه الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم متخشعا متبذلا متضرعا متواضعا متذللا فلم يزل في الدعاء والتضرع ثم صلى ركعتين ما يصلي في العيد لم يخطب خطبتكم هذه. هذا دليل على انه جمع بين الدعاء والتضرع وبين وبين الصلاة وبين الصلاة والادلة في هذا كثيرة ولله الحمد. فان قلت ومن الذي خالف في ذلك من اهل العلم؟ فنقول لقد خالف في ذلك الائمة الحنفية رحمهم الله تعالى وهذا من عجائب مذهب الائمة الحنفية مع كثرة هذه الاحاديث الصحيحة الصريحة الا ان الحنفية ابوا ان يقروا بهذا النوع من انواع الاستسقاء وهو الدعاء المقرون بالصلاة فقالوا انما يشرع الاستسقاء بالدعاء على المنبر او بالدعاء مفردا. فقلنا لهم ايها الائمة كرماء الفضلاء وما دليلكم على هذا؟ فقالوا دليلنا ان الاعرابي لما جاء يستسقي بالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينشئ للنبي صلى الله عليه وسلم لهذا الاستسقاء صلاة تسمى صلاة الاستسقاء. وانما اقتصر على ان رفع يديه ودعا الله. فلو كان او يشرع معه صلاة يقال لها الاستسقاء لصلاها النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا من عجائب فهم الفقهاء فان ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم انما يعبر عن نوع واحد من انواع الاستسقاء ويبقى تبقى الانواع الاخرى اخرى مشروعة بالادلة الصحيحة الصريحة فلا جرم ان الحق الحقيق بالقبول في هذه المسألة وما ذهب اليه جمهور العلماء من مشروعية هذا النوع من الاستسقاء واما الائمة الحنفية فلا حق لهم رحمهم الله ان يرفضوا هذه الادلة الصحيحة الصريحة الواضحة الدلالة ولكن ابى الله عز وجل الا ان يكون الكمال له واقوال العلماء يستدل لها لا بها. وكل يؤخذ من قوله ويترك الا ما ثبت به النص. فالواجب اخذه كله له فالحق ان شاء الله ثبوت هذا النوع من انواع الاستسقاء كما وردت به الادلة الصحيحة. المسألة الرابعة قاعدة قال الناظم انه يسن بصلاة الاستسقاء سنة صلاة العيد. فقال هي سنة وصفاتها اي وصفات صلاة الاستسقاء في مكانها وهيئتها وتكبيراتها بل وقراءتها ايضا. كصفاتها يعني كصفات كصفات صلاة العيد. طبقا بوصف ليس يختلفان اي الا فيما ورد النص بالتفريق بينهما فيه فان قلت وما برهانك على هذه القاعدة؟ فاقول برهاني على ذلك حديث ابن عباس المذكور انفا. قال فصلى ركعتين كما يصلي كما يصلي في العيد. فقوله كما هذه ما يقال لها الموصولة. ما الموصولة والمتقرر عند الاصوليين ان الاسماء الموصولة تفيد العموم. تفيد العموم فجميع ما يحكم عليه في صلاة العيد يحكم به في صلاة الاستسقاء طبقا بوصف ليس يختلفان الا في ما ورد النص بالتفريق بينهما فيه. فاذا اشكل علينا شيء من صفة صلاة الاستسقاء فاننا نراجع صفة صلاة العيد صفة صلاة العيد. فان قلت وكيف تقيس صلاة الاستسقاء على صلاة العيد مع انك تقرر لنا بانه لا قياس في العبادات. فنقول نحن لم نقص بارك الله فيك. وانما الصحابي قال كما يصلي في العيد. فهذا ليس من باب القياس بل من باب اثبات العبادة بالنص العام. فلا اشكال في هذا المسألة التي بعدها ان قلت وما المشروع فعله قبل الخروج لصلاة الاستسقاء ما المشروع فعله قبل الخروج لصلاة الاستسقاء؟ فنقول يشرع للناس قبل ان يخرجوا لصلاة الاستسقاء ان يفعلوا جملا من الامور. الامر الاول ان يأمرهم امام المسلمين والعلماء بالتوبة الصادقة النصوح المستجمعة لشروطها لان من اعظم ما يعاقب الناس به في تأخر الامطار ونزولها انما هو بسبب بما اكتسبته ايديهم. وكما قال العلماء في قواعدهم ما نزل بلاء الا بذنب وما رفع الا بتوبة الامر الثاني ان يأمرهم الامام والعلماء بالخروج من المظالم ورد الحقوق الى اهلها والامانات الى اصحابها وان يبرأوا من حقوق المخلوقين فان ظلم الناس والاعتداء عليهم ومنع حقوقهم من اعظم ما يمنع القطر من السماء. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في خمس يا معشر الانصار اعوذ بالله من ان تدركوهن. وذكر منها ولم امنع قوم زكاة اموالهم الا منعوا القطر من السماء. ومنعوا الزكاة هذا فيه ظلم وعدوان على الفقراء في بخس حقوقهم فيجب على ولي امر المسلمين وعامة العلماء قبل خروج الاستسقاء او في ليلة الخروج الى الاستسقاء ان يأمروا الناس بالخروج من المظالم ورد الحقوق الى اصحابها ومنها كذلك كثرة الاستغفار. فان الاستغفار يأخذ بمجاديح السماء ويفتح ابواب السماء بالماء المنهمر باذنه عز وجل. كما قال الله عز وجل فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ومنها كذلك تجديد تجديد الايمان والتقوى. تجديد الايمان والتقوى لان الله عز وجل يقول ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض والبركات من السماء هي الغيث. والبركات من الارض هو النبات. الزرع ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون ومن المسائل ايضا في هذا الباب. قد يقول لنا قائل لماذا انتم ايها العلماء تتكلمون اذا عفوا لماذا انتم ايها العلماء اذا تكلمتم عن تأخر نزول الامطار تربطونها مباشرة بالذنوب والمعاصي مع اننا نجد بلاد الكفر على ما فيها من الكفر والزنا وشرب الخمور والتقحم في الذنوب والمعاصي. لا تزال الامطار تنزل عليهم ليلا ونهارا والانهار عندهم جارية والروضات خضراء والارض غناء الجواب نقول اعلم رحمك الله تعالى اولا ان عطاء الله عز وجل ينقسم الى قسمين الى عطاء ربوبية والى عطاء الوهية فعطاء الربوبية يستوي فيه الكافر والمؤمن بل قد يفتح الله من ابواب الدنيا على الكافر ما لا يفتحه على عباده المؤمنين. وذلك من باب قوله عز وجل فلما نسوا فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء. وهذا من استدراج الله عز وجل للعبد ان يمسك عنه المؤاخذة بذنوبه لينسيه ذنبه. فان تلك المصائب التي يجريها الله على عباده هي بمثابة ايقاظ لقلوبهم وردهم الى الله عز وجل. واما العبد واما الكافر فان الله عز وجل قد يمسك عنه ذنوبه فلا يصيبه شيء في هذه الدنيا ويعطيه ما يستدرجه به. فهذا عطاء استدراج وليس عطاء رحمة. ولذلك يقول الله عز وجل في حق الكفار ايحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون فلا تظنن ان هذا العطاء من الامطار والروضات الخضراء وجمال الطبيعة عند هؤلاء الكفار انه عطاء رضا رحمة بل هو عطاء ربوبية وعطاء الربوبية اذا انفرد عن الالوهية فهو عطاء استدراج. عطاء استدراج ولذلك عندهم الصحة وعندهم الانهار وعندهم الامطار والسحاب وعندهم الروضات وعندهم ما عندهم من نعم الله عز وجل مما نجده في بلاد المسلمين قد يكاد منعدما او او قليلا لا يظنن الانسان ان الله عز وجل انما فتح عليهم ليرحمهم او لانه راض عن افعالهم وانما فتح الله عليهم الدنيا بابواب ابواب الدنيا من باب الاستدراج. كما قال الله عز وجل سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وفي الصحيح يقول النبي صلى صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع. تفيؤها الريح. تصرعها تارة وتعدلها تارة. واما الكافر فمثله كمثل الارزة. اصلها ثابت حتى يكون انجعافها مرة واحدة. يعني بمعنى انه لا اعتدال بعدها. واما المؤمن في مجاري الاقدار فيمرظ تارة ويصح تارة يفتقر تارة ويغتني تارة يحتاج تارة ولا يحتاج تارة تصيبه المصائب تارة ويفرج الله عنه مصيبته تارة كل هذا من باب رحمته والتكفير عنه وتذكير قلبه بما فعلته وجنته يداه من الذنوب والمعاصي. حتى يكون ذلك داعيا لنفسه وقلبه بالمبادرة للمبادرة بالتوبة والخروج من هذا من هذه المظالم فاذا عطاء الربوبية لا يقتضي الرحمة ولا يقتضي المغفرة ولا يقتضي الرضا. بل انه ان افرد عن عطاء الالوهية فهو عطاء استدراج. فهو عطاء استدراج واما المؤمنون اذا اعطاهم الله عز وجل الغيث وانبت لهم الزرع وادر لهم الضرع وضاعف عليهم الخيرات فليس هو عطاء ربوبية فقط بل هو عطاء الوهية وعطاء الالوهية يختلف عن عطاء الربوبية بانه عطاء رضا وعطاء وعطاء ورحمة هذا هو العطاء الذي تفرح به قلوب المؤمنين. ولذلك اذا رأيت انك مقيم على شيء من معاصي الله لا تزال نعم الله عليك تترى فعليك ان تحذر فانه استدراج. لكن اذا كان الانسان يفعل شيئا من الذنوب ثم تصيبه هذه المصائب فلا يزال داخلا تحت مقتضى رحمة الله عز وجل حتى يتذكر قلبه ويكون ادعى لتوبته وكم من انسان لم يعرف الله الا في وقت الا في وقت الشدائد. الا في وقت الشدائد. فاذا لا تغتروا يا معاشر المسلمين بما عند هؤلاء الكفار من العطاء؟ او تريد ان يعطيك الله مثل عطائهم هذا؟ الجواب لا نعوذ بالله من من عطاء الاستدراج. ونسأله عز وجل الا يعطينا الا عطاء الوهية وعطاء رضا ورحمة. ومن المسائل ايضا في هذا الباب ان سألت وقلت اين تسن اقامتها؟ اين تسن اقامتها نقول تسن اقامتها في موضع ما تقام فيه صلاة العيد. اي انه يسن اقامتها في المكان الذي يصلي فيه يصلى تصلى فيه العيد اي في الصحراء. لقول ابن عباس فصلى كما يصلي في العيد ولان هذا ادعى لرحمة الله عز وجل اذا خرج الناس من بيوتهم الى البرية يطلبون رحمته ويستغفرونه ويدعونه وينطرحون عند عتبة بابهم عز وجل ويتضرعون اليه فهذا ادعى. ادعى بقبول دعائهم فان قلت اولا نصليها في المسجد؟ فنقول الاصل ان لا تصلى صلاة الاستسقاء في المسجد الا في وقت الحاجات او الضرورات فاذا حل على الناس شيء من الضرورات كشدة برد او كثرة مطر او نحو او خوف حل في البلد فلا بأس ان يصلوها في في جامع من جوامع البلد. واما مع عدم الحاجة فان الاصل ان تصلى صلاة الاستسقاء في الصحراء ومن المسائل ايضا ان قلت هل للخروج لصلاتها يوم مخصوص؟ هل للخروج لصلاتها يوم مخصوص فاقول ليس هناك يوم مخصوص فيه الخروج اليها بل هذا امر متروك لاجتهاد الامام على ما يراه الاصلح للناس. فان قلت وكيف او نقول فان قلت وما برهان رد الامر الى اجتهاد الامام؟ نقول الامر الدليل على ذلك قول عائشة رضي الله عنها قالت فوعدهم يوما يخرجون فيه. وهو امام المسلمين صلى الله عليه وسلم. فحينئذ يرد امر تحديد صلاة الاستسقاء الى الى الامام. والمتقرر عند العلماء ان تصرف الائمة على الرعية منوط بالمصلحة فينظرون الاصلح. ولا يلزم ان تكون في يوم الاثنين ولا في يوم الخميس ولا الاربعا ولا الثلاثا ولا غيرها وانما اذا حدد ولي الامر يوما فالناس يخرجون فيما في اليوم الذي حدده هو ومن المسائل ان قلت هلا بد في اقامتها من اذن الامام ان قلت هل لابد في اقامتها من اذن الامام فاقول فيه خلاف بين اهل العلم. والاصح ان شاء الله ان الاستسقاء المقرون بالصلاة لا يقام الا باذن الامام. واما غيره من انواع الاستسقاء فلكل انسان ان يدعو بالغيث ولو لم يستأذن الامام فلخطيب الجمعة ان يدعو على المنبر بالاستسقاء بالاستئذان. والانسان له ان يدعو في المسجد او في سجود او في ثلث الليل الاخر بلا استئذان واما الاستسقاء المقرون بخروج الناس. لصلاة للصلاة في الصحراء فهذا لابد فيه من اذن الامام فان قلت وما برهان هذا؟ فاقول برهانه ان الناس لما قحطوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم يشكون له ذلك فوعدهم يوما يخرجون فيه. ولم يبادر كل واحد منهم بالاستسقاء هكذا كيفما اتفق بل رجعوا وردوا هذا الامر الى ردوا هذا الامر الى امام المسلمين في زمانه وهو النبي صلى الله عليه وسلم. ولان هذا للامور وابعد عن التخبط. وابعد عن التخبط حتى لا تخرج طائفة اليوم فيصلون ويدعون. ثم طائفة اخرى غدا فيخرجون ويصلون وطائفة اخرى لا يناسبهم الا بعد غد فيخرجون ويصلون فيصبح الامر فوضى فيصبح الامر فوضى والامور التي تتعلق بالعامة لابد فيها من مراجعة ولي امر المسلمين. الامور المتعلقة بالمصالح العامة لا بد ان قول العشر ذي الحجة ومتى كان وكثرة لغط الناس فيه. وكذلك دخول رمظان وخروجه هل رؤيا الهلال او لم يرى وكثرة لغط الناس فيه فمثل هذه المسائل التي تتعلق بها مصالح الامة العامة ينبغي عند وجود الخلاف فيها ان نرد الامر الى من؟ الى ولاة في الامر قال الله عز وجل واذا نزل واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول اي ولي الامر والى الذي والى والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونهم. فلا ينبغي ان يصدر كل واحد في مثل هذه النوازل رأيه. ويرى ان اجتهاده ونظره هو الذي ينبغي للامة ان تعمل به. فان هذا يزيد في الشقاق. ويوسع دائرة كالخصومة ويظهر النزاع وهذا امر لا ينبغي. فكل مسألة تتعلق بها مصالح المسلمين فلا بد فيها من مراجعة ولاة الامر من من الامرا والعلماء ورد الامر اليهم ويكون الناس فيها ايش؟ تبعا لولاة امرهم. حتى وان خالف اجتهادك فان من الحكمة الدعوية الشرعية ان يترك الانسان اجتهاده الخاص من باب جمع من باب جمع الكلمة ووحدة الصف في الاسلامي ولا يفقه هذا الكلام المتحمسون الطائسون من طلبة العلم الذين يريدون ان يثبتوا وجودهم العلمي بين اقرانهم وفي بلادهم فتراهم ينتصرون لارائهم ولو خالفت رأي الجمهور واوجبت الشقاق وكثرة الخصوم بين المسلمين وهذا خطأ وجهل واما انواع الاستسقاء الاخرى فلا يشترط لها اذن ولي الامر. ومن المسائل ايضا ان قال لنا قائل وهل يجوز فعل صلاة الاستسقاء في اوقات النهي وهل يجوز فعل صلاة الاستسقاء في اوقات النهي الجواب لا يجوز لنا ان نصلي الاستسقاء في شيء من اوقات النهي المعروفة التي هي ثلاثة بالاجمال وخمسة بالتفصيل. فلا يجوز ان نوقع صلاة الاستسقاء فيما بعد صلاة فاجري الى طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح. ولا يجوز لنا ان نوقع صلاة الاستسقاء اذا قام قائم الظهيرة قبل زوال الشمس. حتى تزول ولا يجوز لنا ان نوقع صلاة الاستسقاء بعد صلاة العصر الى غروب الشمس وتتام غروب قرصها. هذه اوقات لا يجوز لنا ان نوقع فيها صلاة الاستسقاء فان اورد عليكم انسان اشكالا وقال اولم تقرروا يا معاشر الفقهاء ان ما كان من الصلوات له سبب يجوز ايقاعه في يجوز ايقاعه في اوقات النهي فانكم تقررون دائما بانه لا تطوع في وقت النهي الا ما له سبب وصلاة الاستسقاء اوليست من ذوات الاسباب؟ الجواب بلى وسببها جذب الارض وغوران المياه وتأخر الامطار فبما انها من الصلوات ذوات الاسباب فلماذا منعتم ايقاعها في اوقات النهي الجواب اعلم رحمنا الله واياك ان الصلوات المعلقة باسباب معينة لا تخلو من حالتين. اما ان تكون اسبابها مضيقة واما ان تكون اسبابها موسعة فالذي يدخل معنا في قاعدته الا ما له سبب انما هي الصلوات التي تعتبر اسبابها مضيقة بمعنى ان لها مؤقتا ضيقا متى ما فات فاتت الصلاة كدخول المسجد فان التحية يبدأ وقتها من الدخول الى القعود. اذا سببها مضيق انتم معي ولا لا؟ متى ما دخلت الى ان تقعد هذا هو وقت تحية المسجد وكصلاة الاستخارة في الامر الذي سيفوتك لو لم تستخر في هذا الوقت. فان وقته في هذه الحالة اعتبروا مضيقا لكن ان كنت ستحج بعد اسبوع. فيشرع لك الاستخارة ولو قبل اسبوع. لكن وقت الصلاة في هذه الحالة تعد اذا علم هذا فليعلم ان صلاة الاستسقاء وان كان لها سبب الا ان سببها ها موسع وحيث كان موسعا فلا يجوز لنا ان نفعلها في وقت النهي اذ انها لو فاتت في وقت النهي لم يفت سببها. لا يزال سببها باقيا فسببها موجود قبل وقت النهي. وموجود في اثناء وقت النهي وسيستمر الى ما بعد وقت النهي فليس هناك داع لفعلها في وقت النهي لان سببها ليس مضيقا يفوت اذا لم تفعل الان. لعلكم فهمتم من فهم هذا؟ اعد بفواته جميل جميل جميل احسنت هذا هو هذا هو الجواب الصحيح المليح. ومن المسائل ايضا ان قلت اي الاوقات في اليوم تفعل فيه صلاة الاستسقاء. اي اوقات اليوم تفعل فيه صلاة الاستسقاء؟ الجواب جميع اوقات في اليوم اوقات صالحة لفعل صلاة الاستسقاء الا في اوقات النهي كما ذكرت لكم. فلو ارادوا ان يصلوها بعد صلاة المغرب فلهم ذلك. لانها صلاة مبنية على دعاء الله وابواب الله عز وجل مفتوحة. ليلا ونهارا. ان رأوا ان يصلوها في ثلث الليل الاخر فلهم ذلك. ولكن افضل الاوقات توقع فيه صلاة الاستسقاء هي بعد طلوع الشمس وارتفاعها رمح لانه الوقت الذي اوقعها فيه النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. والا فعامة اهل العلم في الا ما ندر يقولون بان وقت صلاة الاستسقاء موسع في سائر اجزاء اليوم الا في اوقات النهي خاصة ولذلك قالوا ان لوقتها حكمين. الحكم الاول افضلية وهي ان ان ان يوقعها ان يوقعها الناس بعد خروج الشمس طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح. لحديث عائشة قالت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر والحكم الثاني الجواز وهي ان تفعل في اي وقت من اوقات اليوم الا في اوقات النهي ومن المسائل ايضا بحث المصنف عندكم مسألة وهي هل يجوز لنا ان نسمح لاهل الذمة بالخروج اهل الذمة من اليهود والنصارى او اصناف الكفرة في من بيننا وبينهم ذمة وعهد وامان في بلاد هل نسمح لهم ان يخرجوا لصلاة الاستسقاء؟ الجواب في ذلك خلاف بين اهل العلم والقول الصحيح اننا نسمح لهم بشرطين بشرطين الشرط الاول ان يكونوا في مكان اخر في معزل عن مصلى المسلمين لماذا؟ لانهم بكفرهم مستحقون للعقوبة والعذاب. فيخشى ان ينزل على احدهم عذاب من الله وهو بين ظهرانينا. فيكون بعيدا فيكونون بعيدا الشرط الثاني الا يخرجوا في يوم مستقل عن يوم المسلمين. بل يخرجون في يوم المسلمين لكن في مكان اخر. ولذلك قال الناظم ولاهل ذمتنا الخروج ولكن اشترط شرطين قال بيومنا اي لا يخص اي لا يخص خروجهم بيوم اخر. غير اليوم الذي يخرج فيه المسلمون. والشرط الثاني قوله بمكان اخر. بمكان اخر وقد عللت لكم لماذا يكونون في مكان اخر؟ لكن لماذا نشترط ان يكون في نفس اليوم؟ قالوا من باب سد تأخر الامطار الى يوم خروجهم. فيكون في ذلك فتنة لضعاف الايمان واصحاب القلوب المريضة سيما في زمننا هذا من الليبراليين والعلمانيين. الذين تشم من كتاباتهم بل لم تعد المسألة مسألة بل من الواضح في كتاباتهم تفضيل اهل الكفر على اهل الاسلام. فلو ان المسلمين خرجوا في يوم الثلاثاء ودعوا واستسقوا فلم يقدر الله عز وجل نزول هذا المطر في هذا اليوم. ثم يوم الاربعاء خرج اهل الذمة فاذا استحابوا قد جاء الى البلد ونزل الغيث اولا يكون في ذلك فتنة للناس؟ وسد الذرائع التي تفسد دين الناس مطلب شرعي فاذا نسد الذريعة فنجعل خروجهم في يومنا. ونسد ذريعة نزول العذاب علينا فنجعلهم في مكان اخر اذا مبدأ اشتراط هذين الشرطين كله سد الذرائع معي انت ماذا قلت انك سرحت لا انا اجب على سؤالي اولا يشترط فيه ما هما جميل العلة من تغيير المكان ويخشى ان ينزل الاداب نعم طيب اتحاد اليوم لا يكون في ذلك فتنة احسن طيب اذا اذا مبدأ اشتراط هذين الشرطين يرجع الى قاعدة اصولية تقول سد الذرائع سد الذرائع ومن المسائل ايضا لو سألنا سائل وقال هل يجوز الخروج بالبهائم والحيوانات فتكون حول مصلى الاستسقاء؟ الجواب نعم ولا بأس ولا حرج في ذلك. اوليست لها نفسا؟ اوليست لها نفس تحتاج الى المطر بل ان حاجة البهيمة الى نزول الغيث والامطار اشد من حاجة بني ادم. فان قلت ولماذا؟ اقول ان بني ادم اذا تأخرت الامطار فله حيلة ومندوحة ان يبحث عن سبب اخر للمياه في حفر حفرة في حفر او يستعطي او يسافر لبلد فيها ماء لكن البهيمة اذا حجب عنها الماء والمطر هل لها حيلة في ان تحفر بئرا او غير ذلك؟ الجواب لا. ستموت من الظمأ بل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وما منعوا زكاة اموالهم الا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا وان البهائم لترفع رؤوسها كما في الاثر الى السماء تلعن عصاة بني ادم تقول منعنا القطر بشؤم في معصية بني ادم وروى الامام الحاكم في مستدركه بسند فيه مقال وضعف. من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم خرج سليمان بن داود عليه الصلاة والسلام يستسلم. عليهما الصلاة والسلام يستسلم. فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها الى السماء. وقد علمه الله منطق النمل. تقول اللهم انا خلق من خلقك ليس بنا غنى سقياك فقال ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم. فانزل الله عز وجل عليهم الامطار فالبهائم لها نفس تحتاج الى الماء. وكما قلناه في اهل الذمة مع انهم كفار الا انهم الا ان لهم انفس تحتاج الى الماء وتضطر اليه بل ان الله عز وجل يجيب دعاء المضطر ولو كان كافرا. فاذا اضطر اهل الذمة الى الماء ورفعوا ايديهم فلا تستبعد ان يستجيب الله عز وجل له. لانه يقال في دعاء الاضطرار ما لا يقال في دعاء الاختيار. ما يقال في دعاء الاختيار. فالله عز وجل يوسع دائرة الاستجابة في ادعية ادعية ايش؟ الاضطراب ذلك الكافر اذا ظلم وقهر ودعا استجاب الله عز وجل له. لانه مظلوم. ودعاء المظلوم دعاء اضطرار وقهر لا دعاء اختيار فلا نستبعد ان يستجيب الله عز وجل لكافر دعا بسبب ما وقع فيه من ايش؟ من الضرورة فيستجيب الله عز وجل له قال الله عز وجل امن يجيب المضطر اذا دعاه. امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف ويكشف سوء ومن المسائل ايضا عفوا ولذلك قال الناظم ويجوز بالحيوان يعني يجوز لنا ان نخرج بهائمنا لتكون حول مصلى العيد عفوا حول حول مصلى صلاة الاستسقاء. لعل الله عز وجل اذا لم يرحم بني ادم لشؤم ما ارتكبوه فيرحم تلك البهائم التي لا ذنب لها ومن المسائل ايضا ما نص عليه الناظم بقوله بشيوخهم وكبارهم وصغارهم ونسائهم لا سيما اهل الصلاح والدين منهم. فيستحب الا يتأخر احد من اهل البلد لا ذكورا ولا اناثا ولا صغارا ولا كبارا عن الخروج لصلاة الاستسقاء. واننا نشكو الى الله عز وجل في صلوات الاستسقاء في زماننا هذا. لانها تكون احيانا في ايام الدراسة فيجدها الناس فرصة اطالة زمن النوم قليلا عن الحصة الاولى فلا ينبغي ان يتخلف عنها القادرون فيخرج الانسان بزوجه واهل بيته صغارا وكبارا وذكورا واناثا ولا سيما اهل الصلاح والعلم. فان القاعدة تقول كلما كان العبد من الله اقرب كلما كانت اجابة الله له ارحب يعني احرى ان يستجيب الله عز وجل دعاءه. ولذلك شرع الله عز وجل شرع الله لنا في عقيدتنا التوسل بدعاء الرجل الصالح فيوصي العلماء وطلبة العلم والصالحين والعباد ان يخرجوا ويشهدوا مع المسلمين صلاة الاستسقاء والا يتخلف احد منهم انتهى الوقت طيب ومن المسائل ايضا مما قرره اهل السنة والجماعة في هذا الصدد انه يجوز للانسان ان يتوسل بدعاء الرجل اي الحاضر القادر الصالح فيجوز لنا في حال الخروج للاستسقاء اذا خطب الامام ودعا ان ينادي اصلح من يوجد في البلد وممن ترجى اجابته. ويقال قم يا فلان لتدعو ونحن نؤمن خلفك. فيقوم ويدعو. فان قلت وما برهانك على هذا الجواز اقول البرهان على ذلك ما في صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه قال كانوا اذا قوحتوا في المدينة على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه استسقوا بالعباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه فكان عمر يقول اللهم انا كنا نستسقي اليك بنبيك اي نطلب الدعاء منه. وانا نتوسل اليك بعم نبينا. فيقوم العباس فيدعو فينزل الله وعز وجل المطر واعظم من العباس استسقاء الناس بمن؟ بالنبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذلك الاعرابي هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله يغيثنا فرفع يديه ودعا فاستجاب الله عز وجل دعاؤه. وقد استسقوا بيزيد ابن الاسود في عهد معاوية رضي الله تعالى عنه وارضاه فقام يزيد نعم فقام يزيد ابن الاسود ودعا فاستجاب الله عز وجل دعاءه فان قلت اولا يخشى عليه في هذه الحالة من الرياء؟ فنقول انه بصلاحه سيستدفع عن نفسه هذا الوارد باذن الله لان كون الانسان يخاطر في هذا الموقف بالوقوف والدعاء كشفا للمفسدة العامة عن اخوانه المسلمين فان هذا موقف يستحق يستحقوا المخاطرة والمجاهدة والمدافعة فاذا طرأ عليه وارد من الواردات الشيطانية وكان حبيس نفسه وجاهده ولم يسترسل معه فلا يظره ذلك ان شاء الله عز وجل فهي مفسدة صغرى يستدفع الانسان بها مفسدة كبرى. مفسدة كبرى. وفي الغالب ان الصالح باذن الله لن يصل الى درجة الصلاح التي تجعل الناس يستسقون به اي بدعائه. الا وهو قادر على ان يستدفع هذه الامور والواردات عن قلبه وعقله ان شاء الله ولكن العلماء اشترطوا شروطا في من يستسقى فيه. اولا ان يكون حيا. وبناء على اشتراط هذا الشرط فلا يجوز الاستسقاء باحد من الاموات ولا دعاؤهم ولا الاستغاثة بهم من دون الله عز وجل لان هذا من الشرك الاكبر المخرج لصاحبه من دائرة الاسلام بالكلية الشرط الثاني ان يكون حاضرا اي واقفا امامهم عندهم فيما بين ظهرانيهم وبناء على اشتراط هذا الشرط فلا يجوز ان يستسقى برجل غائب فيما بيننا وبينه بلاد ومسافات شاسعة لان هذا من دعاء الغائبين والاستغاثة بهم وهذا لا يكون غالبا الا اذا اعتقدت ان في هذا المدعو مع غيابه وبعد عنك خصيصة من خصائص الربوبية. ان له تصرفا من ان له تصرفا خفيا في هذا الكون الشرط الثالث ان يكون قادرا وضد القادر العاجز. والشرط الرابع ان يكون صالحا وضد الصالح الفاسق. وفي العادة ان الناس ثلاث ها لا يطلبون في مثل هذه المواقف شيئا من هؤلاء الفساق لكننا نخشى من ماذا؟ ممن هو فاسق ويظهر بمظهر الصالحين ولكن كما تقرر عند العلماء ان لنا الظاهر والله يتولى السرائر اخر ما اريد التنبيه عليه في نفس هذه المسألة. هو ان اهل السنة رحمهم الله قسموا التوسل بالصالحين الى ثلاثة اقسام الى التوسل الى الله عز وجل بذواتهم وجاههم وهذا توسل بدعي لا يجوز القسم الثاني ان يتوسل الى الله عز وجل بدعاء الصالحين ان يطلبوا بطلب من الصالحين. بمعنى ان يقول اشفعوا لي عند الله وهذا من الشرك الاكبر لان من دعا غير الله في الامر الذي لا يقدر عليه الا الله فقد خلع ربقة الاسلام من عنق ايه بالكلية وهذا وان سماه اصحابه توسلا الا ان حقيقته ومضمونه شرك اكبر. فان ما لا يقدر عليه الا الله لا يطلب فيه الا الله. ما لا يقدر عليه الا الله لا يطلب فيه الا الله وبقينا في التوسل الجائز وهو ان يطلب منهم دعاء الله في الامر الذي يحتاجه الناس ان يطلب منهم دعاء الله في الامر الذي يحتاجه الناس. فنحن لا نطلب حاجتنا وغيثنا منهم. ولكن نجعلهم واسطة فيما بيننا وبين الله في مثل هذا الموقف فقط. لانهم صلحاء. وكلما كان العبد من الله اقرب كانت اجابة الله له احرى وارحب وقد ثبت ذلك بالدليل انك تجعله واسطة فيما بينك وبين الله عز وجل في ان يدعو لك كأن تكون مريضا فتذهب الى احد الصالحين وتقول ادع الله ان يشفيني او تقحط السماء ونذهب الى رجل صالح ونقول ادع لنا بالغيث في ثلث الليل الاخر. ولذلك لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اويسا القرني ماذا قال فمن لقيه فليطلب منه ان يستغفر له هل نحن نطلب من اويس ان يغفر لنا؟ الجواب لا. مغفرة الذنوب لا يقدر عليها الا الله. لكن نجعله واسطة فيما بيننا وبين الله في الاستغفار لنا. فاذا الصوفية يجعلون طلب المسائل من الاموات والاستغاثة الاموات وصرف الدعاء في الامر الذي لا يقدر عليه الا الله. الى الاموات يسمونه توسلا. وهذا وهذا تسمية من زخارف القول والا فهي فهو من الشرك الاكبر المخرج عن الملة بالكلية. كما قال الله عز وجل ومن اضل ممن يدعو من دون من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. قال الله عز وجل والذين تدعون من دونه ما من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير وقال الله عز وجل قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله. قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. فاذا التوسل الى الله بذواتهم بدعي وطلب الدعاء منهم بانفسهم شركي واما جعلهم واسطة فيما بيننا وبين الله فهذا لا بأس به ولكن بشرط. بشرط ان نعتقد انهم مجرد اسباب وان الله عز وجل هو الذي يعطي وهو الذي يفرج الكربات ويغيث اللهفات عز وجل. والله اعلم. ونكمل ان شاء الله المسائل الدرس القادم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد